«اَلرُّوحُ يَفْحَصُ . . . أَعْمَاقَ ٱللّٰهِ»
«اَلرُّوحُ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَعْمَاقَ ٱللّٰهِ». — ١ كو ٢:١٠.
١ أَيُّ دَوْرٍ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَلْفِتُ بُولُسُ ٱلنَّظَرَ إِلَيْهِ فِي ١ كورنثوس ٢:١٠، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى ٱلْأَدْوَارِ ٱلَّتِي يَلْعَبُهَا رُوحُ يَهْوَه ٱلْقُدُسُ! فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَتَحَدَّثُ عَنْهُ بِصِفَتِهِ مُعِينًا، هِبَةً، شَاهِدًا، وَشَفِيعًا. (يو ١٤:١٦؛ اع ٢:٣٨؛ رو ٨:١٦، ٢٦، ٢٧) إِلَّا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ لَفَتَ ٱلنَّظَرَ إِلَى دَوْرٍ حَيَوِيٍّ آخَرَ لَهُ حِينَ قَالَ إِنَّ «ٱلرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَعْمَاقَ ٱللّٰهِ». (١ كو ٢:١٠) فِعْلًا، يَسْتَعْمِلُ يَهْوَه رُوحَهُ لِيَكْشِفَ حَقَائِقَ رُوحِيَّةً عَمِيقَةً. فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نَفْهَمَ مَقَاصِدَ يَهْوَه لَوْلَا مُسَاعَدَةُ ٱلرُّوحِ؟! (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٢:٩-١٢.) مِنْ هُنَا، تَنْشَأُ عِدَّةُ أَسْئِلَةٍ: كَيْفَ ‹يَفْحَصُ ٱلرُّوحُ أَعْمَاقَ ٱللّٰهِ›؟ بِوَاسِطَةِ مَنْ كَشَفَ يَهْوَه هذِهِ ٱلْأَعْمَاقَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ؟ وَكَيْفَ وَبِوَاسِطَةِ مَنْ يَفْحَصُ ٱلرُّوحُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَمِيقَةَ فِي أَيَّامِنَا؟
٢ أَيُّ دَوْرٍ مُزْدَوِجٍ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَشَارَ إِلَيْهِ يَسُوعُ؟
٢ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى دَوْرٍ مُزْدَوِجٍ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَقُبَيْلَ مَوْتِهِ قَالَ لِرُسُلِهِ: «اَلْمُعِينُ، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، . . . سَيُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ». (يو ١٤:٢٦) يَتَّضِحُ إِذًا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ كَانَ سَيَعْمَلُ كَمُعَلِّمٍ وَمُذَكِّرٍ. فَكَانَ سَيُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱسْتِيعَابِ أُمُورٍ لَمْ يَفْهَمُوهَا سَابِقًا، وَكَذلِكَ عَلَى تَذَكُّرِ وَتَطْبِيقِ أَشْيَاءَ سَبَقَ أَنْ شُرِحَتْ لَهُمْ.
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ
٣ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ ذَكَرَهَا يَسُوعُ أَظْهَرَتْ أَنَّ «أَعْمَاقَ ٱللّٰهِ» سَتُكْشَفُ تَدْرِيجِيًّا؟
٣ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ حَقَائِقَ كَثِيرَةً كَانَتْ جَدِيدَةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ. مَعَ ذلِكَ، كَانَ لَا يَزَالُ يَنْقُصُهُمُ ٱلْكَثِيرُ. قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ: «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ، وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ. وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ». (يو ١٦:١٢، ١٣) وَهكَذَا، أَظْهَرَ أَنَّ ٱلْحَقَائِقَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلْعَمِيقَةَ سَتُكْشَفُ تَدْرِيجِيًّا بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
٤ كَيْفَ عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كَمُعَلِّمٍ وَمُذَكِّرٍ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم؟
٤ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، جَاءَ «رُوحُ ٱلْحَقِّ» عِنْدَمَا سُكِبَ عَلَى نَحْوِ ١٢٠ مَسِيحِيًّا كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ هُنَالِكَ دَلَائِلُ مَرْئِيَّةٌ وَمَسْمُوعَةٌ تُثْبِتُ ذلِكَ، بِمَا فِيهَا تَكَلُّمُ ٱلتَّلَامِيذِ «عَنْ عَظَائِمِ ٱللّٰهِ» بِأَلْسِنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. (اع ١:٤، ٥، ١٥؛ ٢:١-١١) فَآنَذَاكَ كَانَ ٱلْوَقْتُ قَدْ حَانَ لِكَشْفِ أَمْرٍ جَدِيدٍ. فَٱلنَّبِيُّ يُوئِيلُ سَبَقَ أَنْ أَخْبَرَ عَنْ سَكْبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (يوء ٢:٢٨-٣٢) وَهَا هُمُ ٱلْمُتَفَرِّجُونَ يَشْهَدُونَ ٱلْآنَ إِتْمَامَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَتَوَقَّعْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ. عِنْدَئِذٍ، أَخَذَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْقِيَادَةَ فِي تَفْسِيرِ مَا حَدَثَ. (اِقْرَأْ اعمال ٢:١٤-١٨.) وَهكَذَا، عَمِلَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كَمُعَلِّمٍ إِذْ بَيَّنَ لَهُ أَنَّ مَا ٱخْتَبَرَهُ ٱلتَّلَامِيذُ كَانَ إِتْمَامًا لِهذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ. كَمَا عَمِلَ كَمُذَكِّرٍ إِذْ لَمْ يُعِدْ إِلَى ذِهْنِهِ نُبُوَّةَ يُوئِيلَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا آيَاتٍ مِنْ مَزْمُورَيْنِ لِدَاوُدَ. (مز ١٦:٨-١١؛ ١١٠:١؛ اع ٢:٢٥-٢٨، ٣٤، ٣٥) فَمَا شَهِدَهُ وَسَمِعَهُ كُلُّ هؤُلَاءِ ٱلْمُجْتَمِعِينَ كَانَ حَقًّا مِنْ أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ.
٥، ٦ (أ) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ لَزِمَ ٱلْإِجَابَةُ عَنْهَا بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم؟ (ب) مَنْ أَثَارَ هذِهِ ٱلْمَسَائِلَ، وَكَيْفَ كَانَتِ ٱلْقَرَارَاتُ تُتَّخَذُ؟
٥ كَثِيرَةٌ هِيَ ٱلْمَسَائِلُ ٱلَّتِي ظَلَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بِحَاجَةٍ إِلَى فَهْمِهَا. مَثَلًا، نَشَأَتْ أَسْئِلَةٌ تَتَعَلَّقُ بِٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي بَاتَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. فَهَلْ كَانَ مَحْصُورًا فِي ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ؟ هَلْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُقْبَلَ فِي هذَا ٱلْعَهْدِ أَشْخَاصٌ أُمَمِيُّونَ وَيُمْسَحُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ (اع ١٠:٤٥) وَهَلْ لَزِمَ أَنْ يُخْتَنَ ٱلذُّكُورُ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ تَقَيُّدًا بِٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟ (اع ١٥:١، ٥) كَانَتْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةُ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. لِذَا كَانَتْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ إِلَى رُوحِ يَهْوَه لِفَحْصِ هذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْعَمِيقَةِ. فَبِوَاسِطَةِ مَنْ كَانَ سَيَعْمَلُ؟
٦ إِنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ هُمْ مَنْ أَثَارُوا هذِهِ ٱلْمَسَائِلَ. فَبُطْرُسُ وَبُولُسُ وَبَرْنَابَا كَانُوا حَاضِرِينَ فِي ٱجْتِمَاعِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ حِينَ عُرِضَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْخِتَانِ وَأَخْبَرُوا عَنْ تَعَامُلِ يَهْوَه مَعَ ٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ. (اع ١٥:٧-١٢) وَبَعْدَ تَفَحُّصِ ٱلْبَرَاهِينِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، وَبِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، تَوَصَّلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ إِلَى قَرَارٍ أَبْلَغَتْ بِهِ ٱلْجَمَاعَاتِ كِتَابَةً. — اِقْرَأْ اعمال ١٥:٢٥-٣٠؛ ١٦:٤، ٥؛ اف ٣:٥، ٦.
٧ كَيْفَ كُشِفَتْ حَقَائِقُ عَمِيقَةٌ أُخْرَى؟
٧ ثَمَّةَ مَوَاضِيعُ أُخْرَى عَدِيدَةٌ تَوَضَّحَتْ مِنْ خِلَالِ كِتَابَاتِ يُوحَنَّا وَبُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَبُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا. وَلكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنْ إِكْمَالِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، ٱنْتَهَتْ مَوَاهِبُ ٱلتَّنَبُّؤِ وَٱلْكَشْفُ عَنِ ٱلْمَعْرِفَةِ بِشَكْلٍ عَجَائِبِيٍّ. (١ كو ١٣:٨) فَهَلْ كَانَ ٱلرُّوحُ سَيَظَلُّ يَعْمَلُ كَمُعَلِّمٍ وَمُذَكِّرٍ؟ وَهَلْ كَانَ سَيَسْتَمِرُّ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى فَحْصِ أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ؟ أَجَلْ، حَسْبَمَا تُظْهِرُ ٱلنُّبُوَّاتُ.
خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ
٨، ٩ مَنْ هُمْ ذَوُو ٱلْبَصِيرَةِ ٱلَّذِينَ «يُضِيئُونَ» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ؟
٨ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، تَنَبَّأَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ قَائِلًا: «يُضِيءُ ذَوُو ٱلْبَصِيرَةِ كَضِيَاءِ ٱلْجَلَدِ، وَٱلَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ كَٱلنُّجُومِ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ. . . . وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ تَزْدَادُ». (دا ١٢:٣، ٤) فَمَنْ هُمْ ذَوُو ٱلْبَصِيرَةِ ٱلَّذِينَ يُضِيئُونَ؟ زَوَّدَنَا يَسُوعُ بِمِفْتَاحٍ لِمَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ. فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»، ذَكَرَ: «فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ». (مت ١٣:٣٩، ٤٣) وَأَوْضَحَ أَنَّ «ٱلْأَبْرَارَ» هُمْ «بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ»، أَيِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ. — مت ١٣:٣٨.
٩ فَهَلْ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ يُضِيئُونَ أَوْ يَسْطَعُونَ؟ أَجَلْ، لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا يَشْتَرِكُونَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ وَبِنَاءِ وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، رَاسِمِينَ بِذلِكَ ٱلْمِثَالَ لِسَائِرِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. (زك ٨:٢٣) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى كَشْفِ حَقَائِقَ عَمِيقَةٍ خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. فَنُبُوَّةُ دَانِيَالَ بِحَدِّ ذَاتِهَا كَانَتْ سَتَبْقَى «مَخْتُومَةً» حَتَّى يَحِينَ ذلِكَ ٱلْوَقْتُ. (دا ١٢:٩) فَكَيْفَ وَبِوَاسِطَةِ مَنْ يَفْحَصُ ٱلرُّوحُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَمِيقَةَ فِي أَيَّامِنَا؟
١٠ (أ) مِنْ خِلَالِ مَنْ يَكْشِفُ ٱلرُّوحُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَمِيقَةَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ (ب) كَيْفَ تَوَضَّحَتْ بَعْضُ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِهَيْكَلِ يَهْوَه ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ؟
١٠ عِنْدَمَا يَحِينُ ٱلْوَقْتُ لِتَوْضِيحِ مَسْأَلَةٍ رُوحِيَّةٍ ٱلْيَوْمَ، يُسَاعِدُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلَّذِينَ يُمَثِّلُونَ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» ٱلْمَوْجُودِينَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ لِيُمَيِّزُوا ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَمِيقَةَ ٱلَّتِي لَمْ تَكُنْ مَفْهُومَةً مِنْ قَبْلُ. (مت ٢٤:٤٥؛ ١ كو ٢:١٣) فَٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ كَكُلٍّ تُقَيِّمُ إِنْ كَانَتْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ إِلَى تَعْدِيلِ شَرْحٍ مَا، وَبَعْدَ ذلِكَ تَنْشُرُ مَا تَوَصَّلَتْ إِلَيْهِ لِفَائِدَةِ ٱلْجَمِيعِ. (اع ١٥:٦؛ مت ١٠:٢٧) وَإِذَا لَزِمَ مَزِيدٌ مِنَ ٱلتَّوْضِيحِ لَاحِقًا، فَإِنَّهَا تَنْشُرُهُ بِكُلِّ شَفَّافِيَّةٍ. — اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «كَيْفَ كَشَفَ ٱلرُّوحُ مَعْنَى ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ».
اَلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْيَوْمَ
١١ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ مِنْ كَشْفِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَعْمَاقِ ٱللّٰهِ؟
١١ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ يَسْتَفِيدُونَ مِنْ كَشْفِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَعْمَاقِ ٱللّٰهِ. فَكَٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، نَحْنُ نَدْرُسُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ عَلَى ٱسْتِيعَابِهَا، وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ نَتَذَكَّرُهَا وَنُطَبِّقُهَا. (لو ١٢:١١، ١٢) حَتَّى لَوْ كُنَّا ذَوِي ثَقَافَةٍ مَحْدُودَةٍ، نَسْتَطِيعُ فَهْمَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْعَمِيقَةِ ٱلَّتِي تُنْشَرُ. (اع ٤:١٣) فَكَيْفَ نَزِيدُ فَهْمَنَا لِأَعْمَاقِ ٱللّٰهِ؟ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ.
١٢ مَتَى يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
١٢ صَلِّ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. قَبْلَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْمَوَادِّ ٱلرُّوحِيَّةِ، عَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِإِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَيَصِحُّ هذَا ٱلْأَمْرُ حَتَّى لَوْ كُنَّا وَحْدَنَا أَوْ كَانَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُتَوَفِّرُ لَدَيْنَا قَصِيرًا. فَٱلِٱلْتِمَاسَاتُ ٱلْمُتَوَاضِعَةُ تَسُرُّ قَلْبَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. وَكَمَا أَشَارَ يَسُوعُ، يَمْنَحُنَا يَهْوَه رُوحَهُ بِسَخَاءٍ حِينَ نَطْلُبُهُ بِإِخْلَاصٍ. — لو ١١:١٣.
١٣، ١٤ مَا عَلَاقَةُ ٱسْتِعْدَادِنَا لِلِٱجْتِمَاعَاتِ بِفَهْمِنَا لِأَعْمَاقِ ٱللّٰهِ؟
١٣ اِسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ. يُزَوِّدُنَا صَفُّ ٱلْعَبْدِ ‹ٱلطَّعَامَ فِي حِينِهِ›. فَهُوَ يُتَمِّمُ تَعْيِينَهُ بِإِعْدَادِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَبَرَامِجِ ٱلدَّرْسِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هُنَالِكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِتَشْجِيعِ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ» عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَوَادَّ مُعَيَّنَةٍ. (١ بط ٢:١٧؛ كو ٤:١٦؛ يه ٣) فَلْنَبْذُلْ جُهْدَنَا لِٱتِّبَاعِ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي نَنَالُهَا، مُعْطِينَ بِذلِكَ ٱلدَّلِيلَ أَنَّنَا نَعْمَلُ بِتَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. — رؤ ٢:٢٩.
١٤ وَعِنْدَمَا نَسْتَعِدُّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَحْسُنُ بِنَا فَتْحُ ٱلْآيَاتِ غَيْرِ ٱلْمُقْتَبَسَةِ وَمُحَاوَلَةُ فَهْمِ عَلَاقَتِهَا بِٱلْمَوَادِّ قَيْدَ ٱلدَّرْسِ. فَهذِهِ ٱلْعَادَةُ تُعَمِّقُ تَدْرِيجِيًّا فَهْمَنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اع ١٧:١١، ١٢) كَمَا أَنَّهَا تُرَسِّخُ مَضْمُونَ ٱلْآيَاتِ فِي ذِهْنِنَا بِحَيْثُ يَجْعَلُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ نَتَذَكَّرُهَا لَاحِقًا. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، يُسَاعِدُنَا فَتْحُ ٱلْآيَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى حِفْظِ مَوْقِعِهَا، مِمَّا يُسَهِّلُ عَلَيْنَا إِيجَادَهَا عِنْدَ ٱللُّزُومِ.
١٥ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَبْقَى مُطَّلِعِينَ عَلَى آخِرِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ، وَكَيْفَ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ ذلِكَ؟
١٥ اِبْقَ مُطَّلِعًا عَلَى آخِرِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَوَادِّ لَا تُدْرَسُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، غَيْرَ أَنَّهَا تُعَدُّ لِفَائِدَتِنَا. حَتَّى ٱلْمَجَلَّاتُ ٱلْمُخَصَّصَةُ لِلْعُمُومِ، تَأْخُذُ حَاجَاتِنَا بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ. فَكَيْفَ يَتَسَنَّى لَكَ ٱلِٱطِّلَاعُ عَلَى ٱلْمَطْبُوعَاتِ رَغْمَ ضِيقِ ٱلْوَقْتِ؟ أَحَدُ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ ٱلْعَمَلِيَّةِ هُوَ أَنْ تُبْقِيَ فِي مُتَنَاوَلِكَ مَطْبُوعَةً لَمْ تَطَّلِعْ عَلَيْهَا بَعْدُ أَوْ تَصَفَّحْتَ جُزْءًا مِنْهَا فَقَطْ، وَذلِكَ كَيْ تَقْرَأَهَا أَثْنَاءَ ٱنْتِظَارِكَ شَخْصًا أَوْ أَمْرًا مَا. وَيُمْكِنُكَ أَنْ تَسْتَمِعَ أَيْضًا إِلَى ٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ لِمَطْبُوعَاتِنَا فِيمَا أَنْتَ سَائِرٌ أَوْ رَاكِبٌ فِي إِحْدَى وَسَائِلِ ٱلنَّقْلِ. فَكُلُّ هذِهِ ٱلْمَوَادِّ، ٱلْمُشْبَعَةِ بَحْثًا وَٱلْمَكْتُوبَةِ بِأُسْلُوبٍ مُمْتِعٍ لِلْقَارِئِ ٱلْعَادِيِّ، تَزِيدُنَا فَهْمًا وَتَقْدِيرًا لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. — حب ٢:٢.
١٦ مَا فَائِدَةُ تَدْوِينِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي تَخْطُرُ فِي بَالِنَا وَٱلْبَحْثِ عَنْ أَجْوِبَةٍ لَهَا؟
١٦ تَأَمَّلْ. حِينَ تَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ أَوِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَيْهِ، خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِلتَّمَعُّنِ. فَعِنْدَمَا تَتْبَعُ بِدِقَّةٍ تَسَلْسُلَ ٱلْأَفْكَارِ، قَدْ تَخْطُرُ فِي بَالِكَ أَسْئِلَةٌ يَحْسُنُ بِكَ تَدْوِينُهَا لِلْبَحْثِ عَنْ أَجْوِبَتِهَا فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ. فَغَالِبًا مَا نَغُوصُ أَكْثَرَ فِي ٱلدَّرْسِ حِينَ نُفَتِّشُ عَنِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلَّتِي تُثِيرُ ٱهْتِمَامَنَا. وَهكَذَا، يَغْدُو ٱلْفَهْمُ ٱلَّذِي نُحْرِزُهُ جُزْءًا مِنْ مَكْنِزِنَا ٱلَّذِي نُخْرِجُ مِنْهُ ٱلْمَعْلُومَاتِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. — مت ١٣:٥٢.
١٧ مَا هُوَ بَرْنَامَجُكُمْ لِلدَّرْسِ ٱلْعَائِلِيِّ أَوِ ٱلشَّخْصِيِّ؟
١٧ حَدِّدْ وَقْتًا لِلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. تُشَجِّعُنَا ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ أَنْ نُحَدِّدَ أُمْسِيَّةً أَوْ فَتْرَةً أُخْرَى كُلَّ أُسْبُوعٍ لِلْقِيَامِ بِٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعَائِلِيِّ. وَبَرْنَامَجُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمُعَدَّلُ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا ٱلْعَمَلَ بِمُوجِبِ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ. فَمَاذَا تُنَاقِشُ فِي أُمْسِيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟ يَقْرَأُ ٱلْبَعْضُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيَقُومُونَ بِبَحْثٍ حَوْلَ آيَاتٍ مُعَيَّنَةٍ ثُمَّ يُسَجِّلُونَ مُلَاحَظَاتٍ وَجِيزَةً فِي كُتُبِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. كَمَا أَنَّ عَائِلَاتٍ كَثِيرَةً تَتَأَمَّلُ مَلِيًّا فِي طَرَائِقَ لِتَطْبِيقِ ٱلْمَوَادِّ قَيْدَ ٱلدَّرْسِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يَخْتَارُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْآبَاءِ مَقَالَاتٍ يَشْعُرُونَ أَنَّهَا تُلَائِمُ عَائِلَاتِهِمْ أَوْ مَوَاضِيعَ تَوَدُّ ٱلْعَائِلَةُ مُنَاقَشَتَهَا. وَأَنْتَ أَيْضًا سَتَرِدُ فِي بَالِكَ دُونَ شَكٍّ أَفْكَارٌ أُخْرَى لِلدَّرْسِ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ.a
١٨ لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنْ دَرْسِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْأَعْمَقِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٨ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَيَعْمَلُ كَمُعِينٍ. لِذلِكَ يَجِبُ أَلَّا نُحْجِمَ عَنْ دَرْسِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْأَعْمَقِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. فَهذِهِ ٱلْحَقَائِقُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ «مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ» ٱلثَّمِينَةِ ٱلَّتِي نُدْعَى إِلَى فَحْصِهَا. (اِقْرَأْ امثال ٢:١-٥.) فَهِيَ تَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَمَّا «هَيَّأَهُ . . . لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». إِذًا، لِنَبْذُلِ ٱلْجُهْدَ لِتَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ كَلِمَةِ يَهْوَه، لِأَنَّنَا سَنَحْظَى بِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي «يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَعْمَاقَ ٱللّٰهِ»! — ١ كو ٢:٩، ١٠.
[الحاشية]
a اُنْظُرْ أَيْضًا خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ عَدَدَ تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠٠٨، ٱلصَّفْحَةَ ٨.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• أَيُّ دَوْرٍ مُزْدَوِجٍ يَلْعَبُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي مُسَاعَدَتِنَا عَلَى فَحْصِ «أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ»؟
• بِوَاسِطَةِ مَنْ كَشَفَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَمِيقَةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ؟
• كَيْفَ يَعْمَلُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ لِتَوْضِيحِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي أَيَّامِنَا؟
• مَاذَا يُمْكِنُكُمْ فِعْلُهُ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
[الاطار في الصفحة ٢٢]
كَيْفَ كَشَفَ ٱلرُّوحُ مَعْنَى ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ
إِنَّ أَحَدَ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ جُزْءًا مِنْ «أَعْمَاقِ ٱللّٰهِ» وَٱلَّتِي كُشِفَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ هُوَ أَنَّ ٱلْمَسْكَنَ وَٱلْهَيَاكِلَ ٱللَّاحِقَةَ رَمَزَتْ إِلَى حَقِيقَةٍ رُوحِيَّةٍ أَعْظَمَ. وَقَدْ دَعَاهَا بُولُسُ «ٱلْخَيْمَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ ٱلَّتِي نَصَبَهَا يَهْوَهُ لَا ٱلْإِنْسَانُ». (عب ٨:٢) وَكَانَتْ هذِهِ إِشَارَةً إِلَى هَيْكَلٍ رُوحِيٍّ عَظِيمٍ، تَرْتِيبٍ يُمْكِنُ بِوَاسِطَتِهِ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ وَكَهَنُوتِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.
لَقَدْ نُصِبَتِ «ٱلْخَيْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ» سَنَةَ ٢٩ بم حِينَ ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ وَقَبِلَهُ يَهْوَه عَلَى أَنَّهُ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي سَيُقَدِّمُ نَفْسَهُ ذَبِيحَةً كَامِلَةً. (عب ١٠:٥-١٠) وَبَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ، دَخَلَ يَسُوعُ قُدْسَ ٱلْأَقْدَاسِ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ وَقَدَّمَ قِيمَةَ ذَبِيحَتِهِ «أَمَامَ حَضْرَةِ ٱللّٰهِ». — عب ٩:١١، ١٢، ٢٤.
لكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ كَتَبَ فِي رِسَالَةٍ أُخْرَى أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ‹يَنْمُونَ لِيَصِيرُوا هَيْكَلًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ›. (اف ٢:٢٠-٢٢) فَهَلْ كَانَ هذَا ٱلْهَيْكَلُ هُوَ «ٱلْخَيْمَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ» نَفْسَهَا ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؟ هذَا مَا ٱعْتَقَدَهُ خُدَّامُ يَهْوَه طَوَالَ عُقُودٍ. فَقَدْ ظَنُّوا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ يُهَيَّأُونَ وَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِيَصِيرُوا «حِجَارَةً» فِي هَيْكَلِ يَهْوَه ٱلسَّمَاوِيِّ. — ١ بط ٢:٥.
غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَعْضَاءَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي صَفِّ ٱلْعَبْدِ بَدَأُوا يُدْرِكُونَ نَحْوَ سَنَةِ ١٩٧١ أَنَّ ٱلْهَيْكَلَ ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ بُولُسُ فِي أَفَسُسَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَيْكَلَ يَهْوَه ٱلرُّوحِيَّ ٱلْعَظِيمَ. فَلَوْ كَانَتِ «ٱلْخَيْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ» تَتَأَلَّفُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُقَامِينَ، لَظَهَرَتْ إِلَى ٱلْوُجُودِ بَعْدَمَا بَدَأَتْ قِيَامَتُهُمْ فِي «حُضُورِ ٱلرَّبِّ» وَلَيْسَ قَبْلَ ذلِكَ. (١ تس ٤:١٥-١٧) إِلَّا أَنَّ بُولُسَ كَتَبَ بِٱلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْمَسْكَنِ قَائِلًا: «هٰذِهِ ٱلْخَيْمَةُ عَيْنُهَا هِيَ مِثَالٌ لِلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ ٱلَّذِي هُوَ ٱلْآنَ». — عب ٩:٩.
فَبِٱلْمُقَارَنَةِ ٱلدَّقِيقَةِ لِهذِهِ ٱلْآيَاتِ وَغَيْرِهَا، بَاتَ جَلِيًّا أَنَّ ٱلْهَيْكَلَ ٱلرُّوحِيَّ لَيْسَ فِي طَوْرِ ٱلْبِنَاءِ، وَأَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ لَيْسُوا «حِجَارَةً» تُصَاغُ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِتَصِيرَ جُزْءًا مِنْهُ. عِوَضَ ذلِكَ، يَخْدُمُ ٱلْمَمْسُوحُونَ فِي دَارِ وَقُدْسِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ، مُقَرِّبِينَ كُلَّ يَوْمٍ «ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ لِلّٰهِ». — عب ١٣:١٥.
[الصورة في الصفحة ٢٣]
كَيْفَ نَزِيدُ فَهْمَنَا ‹لِأَعْمَاقِ ٱللّٰهِ›؟