-
اثبتوا ضد مكايد الشيطانبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
«البسوا سلاح اللّٰه الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد [في اليونانية، «اعمال ماكرة»] ابليس.» — افسس ٦:١١.
-
-
اثبتوا ضد مكايد الشيطانبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
٧ لماذا يمكن للشيطان ان يركز جهوده على شعب يهوه؟
٧ والخصم الكبير ليس كسولا. (١ بطرس ٥:٨) وربما لهذا السبب يقول احد الامثال، «الشيطان يجد للايادي الكسولة عملا تعمله.» فهو يسعى الى ازاغة جميع المسيحيين الحقيقيين. (٢ تيموثاوس ٣:١٢) ويمكن ان يركّز على شعب يهوه لسبب بسيط واحد — لديه الآن باقي العالم تحت سلطته! (١ يوحنا ٥:١٩) وعالم اليوم هو عالم الشيطان. فهو حاكمه والهه سواء ادرك الناس ذلك او لا. (يوحنا ١٢:٣١؛ ٢ كورنثوس ٤:٤) ونتيجة لذلك سيلجأ الى كل عمل او اقتراح ماكر او خبيث لازاغة شعب يهوه، إما افراديا او جماعيا. فلنفحص بعض الطرائق التي يعمل بها.
اعمال الشيطان الخبيثة والماكرة
٨ بأي استغلال قد يعمل الشيطان ضدنا؟
٨ لقد حصل الشيطان على وقت طويل لدراسة علم النفس البشرية، لتحليل الطبيعة البشرية بكل عيوبها الموروثة والمكتسبة. وهو يعرف كيف يستغلّ ضعفاتنا وغرورنا. والآن، ما هي الحالة اذا كان عدوّكم يعرف ضعفاتكم وأنتم انفسكم تفشلون في ادراكها؟ تكونون وقتئذ مجهزين على نحو ناقص للدفاع عن انفسكم، لانكم غير عالمين بالصّدوع في سلاحكم الروحي. (١ كورنثوس ١٠:١٢، عبرانيين ١٢:١٢ و ١٣) فكم ملائمة هي كلمات الشاعر الاسكتلندي: ‹ليت قوة تمنحنا هبة لنرى انفسنا كما يرانا الآخرون! فكانت تحرِّرنا من غلط كثير.›
٩ ماذا قد تكون النتيجة غير السعيدة اذا فشلنا في تحليل انفسنا وصنع التغيير؟
٩ فهل نحن على استعداد لنرى انفسنا كما يرانا الآخرون — وخصوصا كما يمكن ان يرانا اللّٰه او الشيطان؟ يتطلب ذلك تحليل النفس والتقييم المستقيمين والارادة لصنع التغيير. وخداع النفس سهل جدا. (يعقوب ١:٢٣ و ٢٤) فكم نبرر احيانا بطريقة غير صحيحة مسلك عملنا! (قارنوا ١ صموئيل ١٥:١٣-١٥ و ٢٠ و ٢١ و ٢٤.) وكم يسهل القول، «ما من احد كامل، كما تعلم!» وهذا تماما ما يعرفه الشيطان، فيستغلّ نقصنا. (٢ صموئيل ١١:٢-٢٧) وكم محزن هو بلوغ منتصف العمر والادراك آنذاك انه بسبب الطريقة الاستبدادية، غير الانسانية، او الجافية التي بها تعامل المرء مع الآخرين على مرّ السنين صار بلا اصدقاء؛ او الادراك انه فعل القليل او لا شيء لجعل الناس الآخرين سعداء. وعلى نحو خبيث ربما قادنا الشيطان في الحياة مستخدما انانيتنا الموروثة لاعمائنا. ففشلنا في الفوز بجوهر فكر المسيح الحقيقي — المحبة، الرأفة، واللطف. — ١ يوحنا ٤:٨ و ١١ و ٢٠.
١٠ اية اسئلة يمكن ان نطرحها على انفسنا، ولماذا؟
١٠ اذاً، لكي نقاوم ابليس يلزمنا ان نفحص انفسنا. فهل لديكم ضعف يمكن للشيطان ان يستغلَّه او انه يستغلُّه الآن؟ هل لديكم مشكلة الأنانية؟ وهل يلزم دائما ان تكونوا الرقم واحد؟ هل الكبرياء قوتكم الدافعة المستترة؟ وهل تشوِّه الغيرة، الحسد، او محبة المال شخصيتكم؟ هل انتم على استعداد للمشاجرة؟ وهل انتم باردون وساخرون؟ ام انكم مرهفو الاحساس عند تقديم الاقتراحات او الانتقاد لكم؟ هل تستاؤون او حتى ترفضون المشورة؟ فاذا كنا نعرف انفسنا يمكننا ان نقوِّم مثل هذه المشاكل شريطة ان نكون متواضعين. وإلا فاننا نترك انفسنا عرضة للشيطان. — ١ تيموثاوس ٣:٦ و ٧، عبرانيين ١٢:٧ و ١١؛ ١ بطرس ٥:٦-٨.
١١ بأية وسيلة خبيثة قد يحاول الشيطان هدم روحياتنا؟
١١ ويمكن للشيطان ايضا ان يهدم روحياتنا بأسلوب خبيث خفي. فربما ننزعج من طريقة القيام بالامور في الجماعة او الهيئة. وفي احيان كثيرة لا نملك كل الوقائع، لكننا نقفز بسهولة الى الاستنتاجات. فاذا كانت علاقتنا بيهوه ضعيفة تكون هنالك آنذاك خطوة سريعة الى التفكير السلبي والشكوك في الحق. وقد يفتش البعض عن مخرج مبرِّر للذات يعفيهم من المسؤوليات التي يقتضيها الحق. وبعد ذلك يجعل الشيطان عدم الولاء والخيانة في قلوبهم. وسرعان ما يقعون ضحية الارتداد، فيفرح الشيطان. — لوقا ٢٢:٣-٦، يوحنا ١٣:٢ و ٢٧؛ ٢ يوحنا ٩-١١.
١٢ (أ) كيف جرَّأ الشيطان البعض؟ (ب) كيف يوقع الشيطان الكثيرين في فخ الفساد الادبي؟
١٢ والآخرون يجرِّئهم الشيطان ليس فقط على ارتكاب الخطايا الجسيمة المستوجبة الفصل بل حتى على اللجوء الى الكذب والخداع في محاولة لتضليل شيوخ الجماعة. وكحنانيَّا وسفِّيرة، يظنون انه بامكانهم ان يخدعوا الملائكة وروح اللّٰه القدوس. (اعمال ٥:١-١٠) وقد سقط آلاف عديدة في السنين الاخيرة في فخ الشيطان للفساد الادبي. وابليس يعرف ان دوافع البشر الجنسية قوية، وبواسطة نظامه العالمي يبرز ويحرِّف ويشوِّه دور النشاط الجنسي. (عدد ٢٥:١-٣) وقد تجري تجربة المسيحيين غير المتزوجين ليسقطوا في العهارة او الاساءات الجنسية الاخرى. (امثال ٧:٦-٢٣) واذا سمح المسيحيون المتزوجون لعقولهم وقلوبهم بالتيهان يمكن بسهولة ان يقعوا في مسلك الخيانة، غادرين برفيق زواجهم الذي نذروا الامانة له. — ١ كورنثوس ٦:١٨، ٧:١-٥، عبرانيين ١٣:٤.
١٣ (أ) كيف يمكن للتلفزيون ان يكيّف تفكيرنا؟ (ب) كيف يمكننا ان نقاوم مثل هذا التأثير؟
١٣ نحن نعيش في عالم حيث الاكاذيب والخداع والسخط الشديد شائعة. والشيطان يستخدم كاملا وسائل الاعلام لعرض هذه العقلية المنحطة. فالقصص التلفزيونية المسلسلة تصوِّر اشخاصا جذابي المنظر يعيشون وسط شبكة من الخداع المتبادل. فاذا سمحنا لهذا التفكير بالتأثير فينا سرعان ما يمكن ان نبتدئ بفسح المجال للخطايا «الصغرى،» التي تصير شفرة الاسفين للخطايا «الكبرى.» وتندسّ اقتراحات الشيطان الخبيثة بسهولة في تفكيرنا. فكيف يمكننا ان نقاوم مثل هذه التأثيرات؟ «لا تعطوا ابليس مكانا» ابدا، كما نصح بولس. ويعني ذلك ايضا ان تضبطوا مَن تسمحون لهم بدخول بيتكم عبر التلفزيون. ألا يجب ان نبغض دخول اشخاص بغير اذن عنفاء، فاسدين ادبيا، بذيئي اللسان يلوثون غرفة جلوسنا؟ — افسس ٤:٢٣-٣٢.
كيف يمكننا ان نقاوم الشيطان ونبقى امناء للّٰه؟
١٤ اي تصميم مزدوج يلزم في مقاومة الشيطان، وماذا يتطلب ذلك؟
١٤ وبمثل هذا العدو القوي فوق الطبيعة البشرية المصطفّ ضدنا نحن الخلائق البشرية الناقصة كيف يمكننا ان نحافظ على استقامتنا؟ المفتاح موجود في كلمات يعقوب: «فاخضعوا للّٰه. قاوموا ابليس فيهرب منكم.» (يعقوب ٤:٧) لاحظوا ان مشورة يعقوب مزدوجة. ففيما نقاوم ابليس ومشيئته يلزمنا ان نخضع لمشيئة اللّٰه. وهذا يشمل محبة مشيئة اللّٰه وبغض مشيئة الشيطان. (رومية ١٢:٩) وهكذا يقول يعقوب: «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم. نقّوا ايديكم ايها الخطاة وطهّروا قلوبكم يا ذوي الرأيين.» (يعقوب ٤:٨) اجل، في مقاومتنا الشيطان لا مجال للفتور او التردد. وليس في وسعنا ان نجازف باستقامتنا برؤيتنا كم نستطيع ان نقترب من حدود الشر. فيلزمنا ان ‹نبغض الشر› كاملا. — مزمور ٩٧:١٠.
١٥ لماذا «سلاح اللّٰه الكامل» ضروري؟ اوضحوا بمثل.
١٥ والمشورة البارزة في مقاومة الشيطان موجودة في افسس الاصحاح ٦. فكيف يمكننا كما يقول بولس ان نقاوم «مكر»، «خطط،» او «اساليب» الشيطان؟ (افسس ٦:١١، ترجمة فيلبس، الترجمة الاممية الجديدة، الكتاب المقدس الاورشليمي.) «البسوا سلاح اللّٰه الكامل،» كما ينصح. وتعبير ‹السلاح الكامل› هذا لا يترك ايّ مجال للموقف اللامبالي من المسيحية، تماما كما ان الجندي الروماني لا يسعه ان يكون لامباليا عند التأهب للمعركة. وكيف تجري الامور مع الجندي اذا جهّز نفسه بكامل السلاح ما عدا الترس والخوذة؟ فكان يمكن ان يفكّر، ‹هذا حقا ترس كبير، والخوذة ثقيلة جدا. انهما يزنان الشيء الكثير، ولست في حاجة اليهما فعلا.› تصوَّروا الحالة — جندي روماني مسلَّح ليحارب ولكن بدون القطع الاساسية للدفاع. — افسس ٦:١٦ و ١٧.
١٦ (أ) كيف يجب ان نتبع مثال يسوع في استعمال ‹سيفنا›؟ (ب) كيف يمكننا ان نحترز باستمرار من ‹سهام الشيطان الملتهبة،› وبأية نتيجة؟
١٦ تصوّروا ايضا جنديا بدون سيفه. و «سيف الروح» هو دفاع رائع، اذ انه يُستخدم لقطع الاسلحة التي يجلبها الشيطان على المسيحي. و ‹سيفنا› يجب ان يكون جاهزا على الدوام. وسيكون كذلك إن كنا لا نهمل درسنا الشخصي والعائلي للكتاب المقدس. ولكن قبل كل شيء يكون «سيف . . . كلمة اللّٰه» اداتنا للهجوم. وقد استعمله يسوع بكلتا الطريقتين. (متى ٤:٦ و ٧ و ١٠، ٢٢:٤١-٤٦) وهكذا يلزمنا ان نفعل. فيجب ان نزيد من حدّة تقديرنا للحق باستمرار. ولا يمكننا ان نحافظ على روحياتنا على اساس ما تعلمناه في اشهرنا او سنواتنا القليلة الاولى في الحق. فاذا فشلنا في تجديد دوائر ذهننا الروحية تصير نظرتنا الروحية مظلمة. وتخف غيرتنا لعبادة يهوه الحقيقية. فنصير ضعفاء روحيا. ولا نعود نتمكن من صدّ هجمات الاقرباء، الاصدقاء، الرفقاء، والمرتدين الذين قد يكوّمون الهزء على معتقداتنا. ولكنّ اللّٰه ينجينا من ابليس و ‹سهامه الملتهبة› اذا استمررنا في تجهيز انفسنا ‹بسلاح اللّٰه الكامل.› — اشعياء ٣٥:٣ و ٤.
١٧ و ١٨ ضد مَن هي حربنا، وكيف يمكننا ان نفوز؟
١٧ اجل، شدّد بولس على الخطر المتعلق بالحرب المسيحية عندما كتب: «فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات.» (افسس ٦:١٢) فكيف يمكننا نحن البشر الضعفاء ان نقاوم ونفوز في مثل هذه المعركة غير المتعادلة؟ يكرّر بولس نقطته: «من اجل ذلك احملوا سلاح اللّٰه الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.» (افسس ٦:١٣) والعبارة الرئيسية هي: «بعد ان تتمموا كل شيء.» ومرة ثانية لا يترك ذلك ايّ مجال للمسيحية الفاترة او الملتهية. — ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
١٨ اذاً، فلنثبت في الحق، محبين بر يهوه وكارزين ببشارة السلام ومتمسكين بايمان قوي بالخلاص الذي يمنحه يهوه بالمسيح يسوع، فيما نتكل على كلمة اللّٰه بصفتها دعامتنا الرئيسية. (افسس ٦:١٤-١٧) تذكَّروا ان اللّٰه يعتني بنا، وسيساعدنا في الانتصار على التجارب والهموم التي تعترض طريقنا في نظام الشيطان للاشياء. فلنصغِ جميعا الى التحذير: «اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.» اجل، «قاوموه راسخين في الايمان.» — ١ بطرس ٥:٦-٩.
-