كَيْفَ نَخْلَعُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ نِهَائِيًّا؟
«اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا». — كو ٣:٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٣، ١٢٩
١، ٢ مَاذَا يُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ فِي شُهُودِ يَهْوَهَ؟
يُلَاحِظُ كَثِيرُونَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ مُمَيَّزُونَ. مَثَلًا، قَالَ ٱلْكَاتِبُ أَنْتُون غِيل عَنِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا فِي أَلْمَانِيَا ٱلنَّازِيَّةِ: «اِسْتَهْدَفَ ٱلنَّازِيُّونَ شُهُودَ يَهْوَهَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ . . . وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٣٩، كَانَ ٠٠٠,٦ مِنْهُمْ فِي [مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ]». وَلٰكِنْ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلشَّرِسِ، كَانُوا «أَشْخَاصًا هَادِئِينَ يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ» وَحَافَظُوا عَلَى «أَمَانَتِهِمْ وَوَحْدَتِهِمْ».
٢ وَفِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا أَيْضًا، لَاحَظَ ٱلنَّاسُ ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَمِيلَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ شَعْبَ ٱللّٰهِ. فَفِي ٱلْمَاضِي، لَمْ يُسْمَحْ لِلْإِخْوَةِ مِنْ عُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا. وَلٰكِنْ فِي ١٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ٢٠١١، ٱجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠,٧٨ شَاهِدٍ لِحُضُورِ بَرْنَامَجٍ رُوحِيٍّ فِي أَكْبَرِ مَلَاعِبِ جُوهَانِّسْبُورْغ. وَٱللَّافِتُ أَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ عُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا وَٱلْبُلْدَانِ ٱلْمُجَاوِرَةِ أَيْضًا. قَالَ أَحَدُ مُدَرَاءِ ٱلْمَلْعَبِ: «أَنْتُمْ مُهَذَّبُونَ جِدًّا. وَقَدْ أُعْجِبْتُ بِلِبَاسِكُمُ ٱلْمُرَتَّبِ وَٱهْتِمَامِكُمْ بِتَنْظِيفِ ٱلْمَلْعَبِ. لٰكِنَّ أَكْثَرَ مَا لَفَتَ نَظَرِي هُوَ ٱلتَّنَوُّعُ ٱلْعِرْقِيُّ بَيْنَكُمْ».
٣ لِمَاذَا أُخُوَّتُنَا ٱلْعَالَمِيَّةُ مُمَيَّزَةٌ؟
٣ تُؤَكِّدُ تَعْلِيقَاتٌ كَهٰذِهِ مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ أَنَّ أُخُوَّتَنَا ٱلْعَالَمِيَّةَ فَرِيدَةٌ فِعْلًا. (١ بط ٥:٩) فَلِمَاذَا نَحْنُ مُمَيَّزُونَ عَنِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلْأُخْرَى؟ لِأَنَّنَا نَسْعَى بِٱجْتِهَادٍ ‹لِنَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ› وَ ‹نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ› بِمُسَاعَدَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. — كو ٣:٩، ١٠.
٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، وَلِمَاذَا؟
٤ بَعْدَمَا نَخْلَعُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ، عَلَيْنَا أَنْ نَجْتَهِدَ لِئَلَّا نَعُودَ إِلَيْهَا. وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ نَخْلَعُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ، وَلِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِذٰلِكَ دُونَ تَأْخِيرٍ. سَنَتَأَمَّلُ أَيْضًا فِي أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلتَّغْيِيرَ مُمْكِنٌ، حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلشَّخْصُ غَارِقًا فِي ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَسَنَرَى كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى مَاضِينَا. وَهٰذِهِ ٱلتَّذْكِيرَاتُ ضَرُورِيَّةٌ لِلْجَمِيعِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سَنَوَاتٌ فِي ٱلْحَقِّ. فَبَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ لَمْ يَنْتَبِهُوا، وَرَجَعُوا إِلَى عَادَاتِهِمِ ٱلْقَدِيمَةِ. لِذَا لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ». — ١ كو ١٠:١٢.
«أَمِيتُوا» شَهَوَاتِكُمْ «مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ»
٥ (أ) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ دُونَ تَأْخِيرٍ؟ أَوْضِحْ. (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) بِحَسَبِ كُولُوسِّي ٣:٥-٩، أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ تَرْتَبِطُ بِٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟
٥ مَاذَا تَفْعَلُ لَوِ ٱتَّسَخَتْ ثِيَابُكَ وَأَصْبَحَتْ رَائِحَتُهَا كَرِيهَةً؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُغَيِّرُهَا بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِذَا أَدْرَكْنَا أَنَّنَا نُمَارِسُ عَادَةً يَكْرَهُهَا ٱللّٰهُ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَهَا دُونَ تَأْخِيرٍ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَدَّدَ بَعْضَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ، ثُمَّ أَوْصَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا: «اِطْرَحُوهَا عَنْكُمْ جَمِيعَهَا». فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ٱثْنَتَيْنِ مِنْهَا: اَلْعَهَارَةَ وَٱلنَّجَاسَةَ. — اقرأ كولوسي ٣:٥-٩.
٦، ٧ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ بُولُسُ أَنَّ خَلْعَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ يَتَطَلَّبُ إِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةً؟ (ب) كَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ سَاكُورَا، وَمَاذَا سَاعَدَهَا أَنْ تَتَغَيَّرَ؟
٦ اَلْعَهَارَةُ. تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْمِثْلِيَّةِ. وَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يُمِيتُوا أَعْضَاءَ جَسَدِهِمْ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ›. وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَتَّخِذَ إِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةً لِنَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلصِّرَاعَ لَيْسَ سَهْلًا، لٰكِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَرْبَحَهُ.
٧ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ سَاكُورَا مِنَ ٱلْيَابَان.a فَمُنْذُ صِغَرِهَا، كَانَتْ تَشْعُرُ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلْفَرَاغِ. وَلِتَهْرُبَ مِنْ وَحْدَتِهَا، بَدَأَتْ تُمَارِسُ ٱلْجِنْسَ بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً. وَكَانَتْ لَهَا عَلَاقَاتٌ مَعَ أَشْخَاصٍ مُخْتَلِفِينَ. تُخْبِرُ بِخَجَلٍ: «أَجْهَضْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ». وَتُضِيفُ: «فِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَتْ عَلَاقَاتِي ٱلْفَاسِدَةُ تَمْنَحُنِي شُعُورًا بِٱلْأَمَانِ وَٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ، لِأَنِّي أَحْسَسْتُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يُحِبُّنِي وَيَحْتَاجُ إِلَيَّ. وَلٰكِنْ كُلَّمَا مَارَسْتُ ٱلْجِنْسَ، ضَعُفَ هٰذَا ٱلشُّعُورُ». إِلَّا أَنَّ سَاكُورَا بَدَأَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِعُمْرِ ٢٣ سَنَةً، وَأَحَبَّتْ مَا تَعَلَّمَتْهُ. وَبِفَضْلِ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، ٱسْتَطَاعَتْ أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ وَتَتَغَلَّبَ عَلَى عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ. وَهِيَ ٱلْآنَ فَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ وَلَمْ تَعُدْ تُحِسُّ بِٱلْوَحْدَةِ. تَقُولُ: «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنِّي أَشْعُرُ بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ».
اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلنَّجِسَةِ
٨ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلنَّجَاسَةُ؟
٨ اَلنَّجَاسَةُ. لِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعْنًى وَاسِعٌ. فَهِيَ لَا تَشْمُلُ ٱلْخَطَايَا ٱلْجِنْسِيَّةَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا أُمُورًا مِثْلَ ٱلتَّدْخِينِ وَٱلْمَزْحِ ٱلْبَذِيءِ. (٢ كو ٧:١؛ اف ٥:٣، ٤) كَمَا تُشِيرُ إِلَى مُمَارَسَاتٍ نَجِسَةٍ يَقُومُ بِهَا ٱلشَّخْصُ سِرًّا، مِثْلِ قِرَاءَةِ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُثِيرَةِ جِنْسِيًّا وَمُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. وَذٰلِكَ قَدْ يَدْفَعُهُ إِلَى مُمَارَسَةٍ نَجِسَةٍ أُخْرَى هِيَ ٱلْعَادَةُ ٱلسِّرِّيَّةُ. — كو ٣:٥.b
٩ مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ تَنْمِيَةِ ‹شَهْوَةٍ جِنْسِيَّةٍ› غَيْرِ مَضْبُوطَةٍ؟
٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَعْتَادُونَ مُشَاهَدَةَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ، يُنَمُّونَ ‹شَهْوَةً جِنْسِيَّةً› غَيْرَ مَضْبُوطَةٍ. وَهٰذَا قَدْ يُسَبِّبُ ٱلْإِدْمَانَ عَلَى ٱلْجِنْسِ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَاحَظَ ٱلْعُلَمَاءُ أَنَّ إِدْمَانَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ هُوَ كَٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ. فَلَا عَجَبَ أَنْ تَكُونَ لَهُ آثَارٌ مُؤْذِيَةٌ مِثْلُ عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ، قِلَّةِ ٱلْإِنْتَاجِ فِي ٱلْعَمَلِ، ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، ٱلطَّلَاقِ، وَٱلِٱنْتِحَارِ. ذَكَرَ رَجُلٌ بَعْدَمَا مَرَّتْ سَنَةٌ عَلَى تَحَرُّرِهِ مِنْ إِدْمَانِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ: «أَشْعُرُ أَخِيرًا أَنِّي ٱسْتَعَدْتُ كَرَامَتِي».
١٠ كَيْفَ تَخَلَّصَ رِيبَيْرُو مِنْ إِدْمَانِهِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ؟
١٠ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلتَّحَرُّرَ مِنْ عَادَةِ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ لَيْسَ سَهْلًا، لٰكِنَّهُ مُمْكِنٌ. وَهٰذَا مَا يُظْهِرُهُ مِثَالُ رِيبَيْرُو فِي ٱلْبَرَازِيل. فَقَدْ تَرَكَ ٱلْبَيْتَ بِعُمْرِ ٱلْمُرَاهَقَةِ، وَعَمِلَ لَاحِقًا فِي مَرْكَزٍ لِإِعَادَةِ تَصْنِيعِ ٱلْوَرَقِ. وَهُنَاكَ كَانَ يَجِدُ مَجَلَّاتٍ إِبَاحِيَّةً. يُخْبِرُ: «شَيْئًا فَشَيْئًا أَدْمَنْتُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَوَادِّ. حَتَّى إِنِّي كُنْتُ أَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ أَنْ تَخْرُجَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي أَعِيشُ مَعَهَا كَيْ أَتَفَرَّجَ عَلَى ٱلْأَفْلَامِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ». وَلٰكِنْ ذَاتَ يَوْمٍ، وَجَدَ رِيبَيْرُو كِتَابَ سِرِّ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بَيْنَ كُدْسَةِ كُتُبٍ فِي مَكَانِ عَمَلِهِ. فَٱلْتَقَطَهُ وَبَدَأَ يَقْرَأُ فِيهِ، وَقَرَّرَ أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّ ٱلتَّحَرُّرَ مِنْ عَادَتِهِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱسْتَغْرَقَ وَقْتًا طَوِيلًا. فَمَاذَا سَاعَدَهُ؟ يَقُولُ: «بِفَضْلِ ٱلصَّلَاةِ وَدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ، ٱزْدَادَ تَقْدِيرِي تَدْرِيجِيًّا لِصِفَاتِ ٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا غَلَبَتْ مَحَبَّتِي لِيَهْوَهَ عَلَى رَغْبَتِي فِي مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ». فَقَدْ سَاعَدَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ وَرُوحُهُ ٱلْقُدُسُ رِيبَيْرُو أَنْ يَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ وَيَعْتَمِدَ، وَهُوَ ٱلْآنَ شَيْخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١١ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ؟
١١ لَاحِظْ أَنَّ رِيبَيْرُو لَمْ يَكْتَفِ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، بَلْ تَأَمَّلَ فِيهِ كَيْ تَصِلَ رِسَالَتُهُ إِلَى قَلْبِهِ. كَمَا أَنَّهُ تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَهُ. وَهٰكَذَا صَارَتْ مَحَبَّتُهُ لِيَهْوَهَ أَقْوَى مِنْ تَعَلُّقِهِ بِٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. فَلِكَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ، عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ. — اقرإ المزمور ٩٧:١٠.
تَرْكُ ٱلْغَضَبِ وَٱلْكَلَامِ ٱلْمُهِينِ وَٱلْكَذِبِ
١٢ مَاذَا مَكَّنَ سْتِيفِن أَنْ يَتْرُكَ ٱلْغَضَبَ وَٱلْكَلَامَ ٱلْمُهِينَ؟
١٢ بَعْضُ ٱلنَّاسِ يَغْضَبُونَ بِسُرْعَةٍ وَيُهِينُونَ ٱلْآخَرِينَ وَيَجْرَحُونَهُمْ بِكَلَامٍ قَاسٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ سُلُوكًا كَهٰذَا يُوَتِّرُ عَلَاقَتَهُمْ بِعَائِلَتِهِمْ. يَتَذَكَّرُ أَبٌ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا ٱسْمُهُ سْتِيفِن: «كُنْتُ أَسُبُّ كَثِيرًا وَأَفْقِدُ أَعْصَابِي لِأَتْفَهِ ٱلْأَسْبَابِ. فَٱفْتَرَقْنَا أَنَا وَزَوْجَتِي ٣ مَرَّاتٍ وَبَدَأْنَا إِجْرَاءَاتِ ٱلطَّلَاقِ». وَلٰكِنْ بَعْدَمَا دَرَسَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ، رَاحَ سْتِيفِن يُطَبِّقُ مَا يَتَعَلَّمُهُ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ يُخْبِرُ: «كُنْتُ فِي ٱلْمَاضِي مِثْلَ قُنْبُلَةٍ مَوْقُوتَةٍ جَاهِزَةٍ لِلِٱنْفِجَارِ عِنْدَ أَقَلِّ ٱسْتِفْزَازٍ. أَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ تَحَسَّنَتْ حَيَاتُنَا ٱلْعَائِلِيَّةُ كَثِيرًا. فَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ بِتُّ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْهُدُوءِ». وَقَدْ تَعَيَّنَ سْتِيفِن خَادِمًا مُسَاعِدًا، أَمَّا زَوْجَتُهُ فَفَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ مُنْذُ سَنَوَاتٍ. وَيَصِفُهُ ٱلشُّيُوخُ فِي جَمَاعَتِهِ بِأَنَّهُ «أَخٌ هَادِئٌ وَمُجْتَهِدٌ وَمُتَوَاضِعٌ»، وَلَا يَتَذَكَّرُونَ إِطْلَاقًا أَنَّهُمْ رَأَوْهُ مُنْفَعِلًا. وَإِلَى مَنْ يَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ؟ يُجِيبُ سْتِيفِن: «مَا كُنْتُ لِأَتَمَتَّعَ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرَّائِعَةِ لَوْلَا أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَنِي لِأُغَيِّرَ طَبْعِي تَغْيِيرًا كَامِلًا».
١٣ أَيُّ تَحْذِيرٍ نَجِدُهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَلِمَ ٱلْغَضَبُ خَطِيرٌ؟
١٣ يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مِنَ ٱلْغَضَبِ وَٱلصِّيَاحِ وَكَلَامِ ٱلْإِهَانَةِ. (اف ٤:٣١؛ اقرإ المزمور ٣٧:٨-١١.) فَهٰذِهِ ٱلتَّصَرُّفَاتُ غَالِبًا مَا تُؤَدِّي إِلَى ٱلْعُنْفِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْغَضَبَ أَمْرٌ عَادِيٌّ فِي نَظَرِ ٱلْعَالَمِ، فَهُوَ يُهِينُ خَالِقَنَا. لِذٰلِكَ تَرَكَ كَثِيرُونَ طَبْعَهُمُ ٱلْحَادَّ وَلَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ.
١٤ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتَغَيَّرَ ٱلشَّخْصُ ٱلْعَنِيفُ؟
١٤ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ هَانْزَ ٱلَّذِي يَخْدُمُ كَشَيْخٍ فِي ٱلنَّمْسَا. يَصِفُهُ مُنَسِّقُ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَتِهِ بِأَنَّهُ «فِي مُنْتَهَى ٱللُّطْفِ». لٰكِنَّ شَخْصِيَّةَ هَانْز كَانَتْ مُخْتَلِفَةً تَمَامًا فِي ٱلْمَاضِي. فَفِي مُرَاهَقَتِهِ بَدَأَ يُكْثِرُ مِنْ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ وَأَصْبَحَ عَنِيفًا جِدًّا. حَتَّى إِنَّهُ سَكِرَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَتَلَ صَدِيقَتَهُ فِي فَوْرَةِ غَضَبٍ! فَحُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلسَّجْنِ ٢٠ سَنَةً. فِي ٱلْبِدَايَةِ، لَمْ يَتَغَيَّرْ طَبْعُهُ ٱلْعَنِيفُ. وَلٰكِنْ بَعْدَ مُدَّةٍ، طَلَبَتْ أُمُّهُ مِنْ شَيْخٍ أَنْ يَزُورَهُ. فَقَبِلَ هَانْز أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. يُخْبِرُ: «لَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَيَّ أَنْ أَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ. وَلٰكِنْ شَجَّعَتْنِي آيَاتٌ مِثْلُ إِشَعْيَا ٥٥:٧ ٱلَّتِي تَقُولُ: ‹لِيَتْرُكِ ٱلشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ›، وَ ١ كُورِنْثُوس ٦:١١ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ أَشْخَاصٍ غَيَّرُوا سُلُوكَهُمْ قَائِلَةً: ‹هٰكَذَا كَانَ بَعْضُكُمْ›. وَعَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، صَبَرَ يَهْوَهُ عَلَيَّ وَسَاعَدَنِي بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ أَنْ أَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ». وَقَدِ ٱعْتَمَدَ هَانْز وَهُوَ فِي ٱلسِّجْنِ، وَأُطْلِقَ سَرَاحُهُ بَعْدَمَا قَضَى ١٧ سَنَةً وَنِصْفًا مِنْ عُقُوبَتِهِ. يَقُولُ: «أَنَا مُمْتَنٌّ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ غَمَرَنِي بِرَحْمَتِهِ وَغُفْرَانِهِ».
١٥ أَيُّ مُمَارَسَةٍ شَائِعَةٌ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، وَمَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهَا؟
١٥ اَلْكَذِبُ هُوَ وَجْهٌ آخَرُ لِلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ. وَمِنَ ٱلشَّائِعِ مَثَلًا أَنْ يَكْذِبَ ٱلنَّاسُ لِيَتَهَرَّبُوا مِنَ ٱلضَّرَائِبِ أَوْ يُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَهْوَهُ هُوَ «إِلٰهُ ٱلْحَقِّ». (مز ٣١:٥) وَهُوَ يُوصِينَا: «تَكَلَّمُوا بِٱلْحَقِّ كُلٌّ مَعَ قَرِيبِهِ» وَ «لَا تَكْذِبُوا». (اف ٤:٢٥؛ كو ٣:٩) لِذٰلِكَ نَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ دَائِمًا، حَتَّى لَوْ تَعَرَّضْنَا لِلْإِحْرَاجِ أَوِ ٱلْمَشَاكِلِ. — ام ٦:١٦-١٩.
كَيْفَ نَجَحُوا فِي صِرَاعِهِمْ؟
١٦ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي خَلْعِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟
١٦ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ بِقُوَّتِنَا. صَحِيحٌ أَنَّ سَاكُورَا وَرِيبَيْرُو وَسْتِيفِن وَهَانْز بَذَلُوا جُهْدًا كَبِيرًا لِيَتَخَلَّصُوا مِنْ عَادَاتِهِمِ ٱلسَّيِّئَةِ، لٰكِنَّهُمْ نَجَحُوا بِفَضْلِ دَعْمِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:١٣؛ عب ٤:١٢) فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا مِنْ هٰذَا ٱلدَّعْمِ؟ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ يَوْمِيًّا، وَكَذٰلِكَ بِٱلصَّلَاةِ دَوْمًا كَيْ يُعْطِيَنَا يَهْوَهُ ٱلْقُوَّةَ وَٱلْحِكْمَةَ لِنُطَبِّقَ تَوْجِيهَهُ. (يش ١:٨؛ مز ١١٩:٩٧؛ ١ تس ٥:١٧) كَمَا عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَنَحْضُرَهَا بِٱنْتِظَامٍ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَغِلَّ ٱلْوَسَائِلَ ٱلْمُتَنَوِّعَةَ ٱلَّتِي يَصِلُنَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ بِوَاسِطَتِهَا. — لو ١٢:٤٢.
١٧ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ لَقَدْ تَأَمَّلْنَا فِي مُمَارَسَاتٍ عَدِيدَةٍ يَلْزَمُ أَنْ يَتْرُكَهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ. وَلٰكِنْ هَلْ هٰذَا كَافٍ لِنَيْلِ رِضَى ٱللّٰهِ؟ كَلَّا. فَيَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا. وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
a بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.