الفصل ٤
مَنْ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ؟
١، ٢ (أ) إِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ ٱسْمَ شَخْصٍ مَشْهُورٍ، فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ تَعْرِفُهُ جَيِّدًا؟ لِمَاذَا؟ (ب) مَاذَا يَعْتَقِدُ ٱلنَّاسُ عَنْ يَسُوعَ؟
هُنَاكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَشَاهِيرِ فِي ٱلْعَالَمِ، وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْتَ تَعْرِفُ ٱسْمَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَلٰكِنْ هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ تَعْرِفُهُ جَيِّدًا؟ كَلَّا. فَأَنْتَ لَا تَعْرِفُ كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنْ حَيَاتِهِ وَلَا مَا هِيَ صِفَاتُهُ.
٢ كَثِيرُونَ يَعْرِفُونَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ، أَوْ سَمِعُوا عَنْهُ عَلَى ٱلْأَقَلِّ، مَعَ أَنَّهُ عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ قَبْلَ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا. لٰكِنَّ أَغْلَبَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ. اَلْبَعْضُ يَقُولُونَ إِنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَٱلْبَعْضُ يَقُولُونَ إِنَّهُ نَبِيٌّ، وَٱلْبَعْضُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ ٱللّٰهُ. فَمَا رَأْيُكَ أَنْتَ؟ — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١٢.
٣ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟
٣ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَعْرِفَ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ يَسُوعَ. لِمَاذَا؟ يُجِيبُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «هٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ: أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ، وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». (يوحنا ١٧:٣) فَإِذَا عَرَفْتَ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي جَنَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يوحنا ١٤:٦) حَتَّى إِنَّ ٱلتَّعَلُّمَ عَنْ يَسُوعَ يُسَاعِدُكَ ٱلْآنَ أَيْضًا. فَحَيَاتُهُ وَتَصَرُّفَاتُهُ تُظْهِرُ لَنَا كَيْفَ نَعِيشُ وَنُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ. (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) فِي ٱلْفَصْلِ ١، عَرَفْنَا ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱللّٰهِ. وَٱلْآنَ سَنَكْتَشِفُ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ يَسُوعَ.
وَجَدْنَا ٱلْمَسِيَّا
٤ مَاذَا يَعْنِي ٱللَّقَبَانِ «مَسِيَّا» وَ«مَسِيحٌ»؟
٤ قَبْلَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ وِلَادَةِ يَسُوعَ، وَعَدَ يَهْوَهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُ سَيُرْسِلُ ٱلْمَسِيَّا أَوِ ٱلْمَسِيحَ. وَٱللَّقَبَانِ «مَسِيَّا» وَ «مَسِيحٌ» يَأْتِيَانِ مِنَ ٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. وَهُمَا يَدُلَّانِ عَلَى شَخْصٍ يَخْتَارُهُ ٱللّٰهُ وَيُعْطِيهِ دَوْرًا مُمَيَّزًا. وَكَانَ ٱلْمَسِيَّا سَيُحَقِّقُ كُلَّ وُعُودِ ٱللّٰهِ. فَتَسَاءَلَ كَثِيرُونَ: ‹مَنْ سَيَكُونُ؟›.
٥ هَلْ آمَنَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا؟
٥ كَانَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مُتَأَكِّدِينَ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي تَكَلَّمَتْ عَنْهُ ٱلنُّبُوَّاتُ. (يوحنا ١:٤١) مَثَلًا، قَالَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ: «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ». (متى ١٦:١٦) فَكَيْفَ نَتَأَكَّدُ نَحْنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا أَوِ ٱلْمَسِيحُ؟
٦ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ أَنْ يُحَدِّدُوا مَنْ هُوَ ٱلْمَسِيَّا؟
٦ قَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ، كَتَبَ أَنْبِيَاءُ ٱللّٰهِ تَفَاصِيلَ كَثِيرَةً تُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ أَنْ يُحَدِّدُوا مَنْ سَيَكُونُ ٱلْمَسِيَّا. مَا فَائِدَةُ ذٰلِكَ؟ لِنَفْتَرِضْ أَنَّكَ ذَهَبْتَ إِلَى ٱلْمَطَارِ لِتَسْتَقْبِلَ مُسَافِرًا لَا تَعْرِفُهُ. إِذَا وَصَفَهُ لَكَ صَدِيقُكَ جَيِّدًا، تَقْدِرُ أَنْ تَجِدَهُ بِسُهُولَةٍ. وَٱلْفِكْرَةُ نَفْسُهَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَسِيَّا. فَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ ٱلْأَنْبِيَاءَ لِيُخْبِرَنَا مَاذَا سَيَفْعَلُ ٱلْمَسِيَّا وَمَاذَا سَيَحْصُلُ لَهُ. وَعِنْدَمَا يَرَى ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ تَنْطَبِقُ عَلَى يَسُوعَ، يَعْرِفُونَ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا.
٧ أَيُّ نُبُوَّتَيْنِ تُظْهِرَانِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا؟
٧ إِلَيْكَ ٱثْنَتَيْنِ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ. أَوَّلًا، أَنْبَأَ مِيخَا قَبْلَ ٧٠٠ سَنَةٍ مِنْ وِلَادَةِ يَسُوعَ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيُولَدُ فِي مَدِينَةٍ صَغِيرَةٍ ٱسْمُهَا بَيْتَ لَحْمُ. (ميخا ٥:٢) وَبِٱلْفِعْلِ، وُلِدَ يَسُوعُ هُنَاكَ. (متى ٢:١، ٣-٩) ثَانِيًا، أَنْبَأَ دَانِيَالُ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيَظْهَرُ عَامَ ٢٩ بم. (دانيال ٩:٢٥) وَهَاتَانِ ٱثْنَتَانِ فَقَطْ مِنْ نُبُوَّاتٍ كَثِيرَةٍ تُبَرْهِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱللّٰهُ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١٣.
٨، ٩ أَيُّ أُمُورٍ حَصَلَتْ عِنْدَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ تُبَرْهِنُ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا؟
٨ لَقَدْ بَيَّنَ يَهْوَهُ نَفْسُهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. فَهُوَ وَعَدَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدَ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَامَةً تُعَرِّفُهُ مَنْ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. وَحِينَ أَتَى يَسُوعُ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ عَامَ ٢٩ بم، رَأَى يُوحَنَّا تِلْكَ ٱلْعَلَامَةَ. يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَا حَصَلَ: «لَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ فِي ٱلْحَالِ مِنَ ٱلْمَاءِ، وَإِذَا ٱلسَّمٰوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ، فَرَأَى يُوحَنَّا رُوحَ ٱللّٰهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَى يَسُوعَ. وَإِذَا صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ يَقُولُ: ‹هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ›». (متى ٣:١٦، ١٧) وَعِنْدَمَا رَأَى وَسَمِعَ يُوحَنَّا مَا حَصَلَ، عَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. (يوحنا ١:٣٢-٣٤) وَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، لَمَّا سَكَبَ يَهْوَهُ رُوحَهُ عَلَى يَسُوعَ، أَصْبَحَ ٱلْمَسِيَّا أَوِ ٱلْمَسِيحَ. فَهُوَ مَنِ ٱخْتَارَهُ ٱللّٰهُ لِيَكُونَ قَائِدًا وَمَلِكًا. — اشعيا ٥٥:٤.
٩ إِنَّ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَكَلِمَاتِ يَهْوَهَ نَفْسِهِ وَٱلْعَلَامَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا عِنْدَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ، تُبَرْهِنُ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا. وَلٰكِنْ أَيْنَ كَانَ يَسُوعُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟ وَمَا هِيَ صِفَاتُهُ؟ لِنَرَ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.
قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ
١٠ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ حَيَاةِ يَسُوعَ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٠ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَسُوعَ عَاشَ فَتْرَةً طَوِيلَةً فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْأَرْضِ. يُخْبِرُنَا مِيخَا أَنَّ ٱلْمَسِيَّا مَوْجُودٌ «مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْبَاكِرَةِ». (ميخا ٥:٢) حَتَّى يَسُوعُ نَفْسُهُ قَالَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِنَّهُ عَاشَ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَعِيشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ. (اقرأ يوحنا ٣:١٣؛ ٦:٣٨، ٦٢؛ ١٧:٤، ٥.) وَقَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَتْ عَلَاقَتُهُ بِيَهْوَهَ مُمَيَّزَةً.
١١ لِمَاذَا يُحِبُّ يَهْوَهُ يَسُوعَ كَثِيرًا؟
١١ يَهْوَهُ يُحِبُّ يَسُوعَ كَثِيرًا. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّ ٱللّٰهَ خَلَقَهُ قَبْلَ أَيِّ شَيْءٍ أَوْ كَائِنٍ آخَرَ. لِذَا يَسُوعُ هُوَ «بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ».a (كولوسي ١:١٥) وَهُوَ عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ «ٱلِٱبْنُ، مَوْلُودُهُ ٱلْوَحِيدُ»، أَيِ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي خَلَقَهُ ٱللّٰهُ شَخْصِيًّا. (يوحنا ٣:١٦) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعَ لِيَخْلُقَ بَاقِيَ ٱلْأَشْيَاءِ. (كولوسي ١:١٦) وَلَا أَحَدَ غَيْرَ يَسُوعَ يُسَمَّى «ٱلْكَلِمَةَ» لِأَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَهُ لِيُوصِلَ رَسَائِلَ وَتَوْجِيهَاتٍ إِلَى ٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْبَشَرِ. — يوحنا ١:١٤.
١٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ وَٱللّٰهَ لَيْسَا شَخْصًا وَاحِدًا؟
١٢ يَعْتَقِدُ بَعْضُ ٱلنَّاسِ أَنَّ يَسُوعَ وَٱللّٰهَ هُمَا شَخْصٌ وَاحِدٌ. لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ يَسُوعَ خُلِقَ، وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ لَهُ بِدَايَةً. أَمَّا يَهْوَهُ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، فَلَا بِدَايَةَ لَهُ. (مزمور ٩٠:٢) وَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، لَمْ يُفَكِّرْ بَتَاتًا أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلّٰهِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُعَلِّمُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلْآبَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلِٱبْنِ. (اقرأ يوحنا ١٤:٢٨؛ ١ كورنثوس ١١:٣.) فَيَهْوَهُ وَحْدَهُ هُوَ «ٱللّٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». (تكوين ١٧:١) وَهُوَ أَعْظَمُ وَأَقْوَى شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١٤.
١٣ لِمَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ يَسُوعَ هُوَ «صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ»؟
١٣ عَمِلَ يَهْوَهُ وَٱبْنُهُ يَسُوعُ مَعًا لِبَلَايِينِ ٱلسِّنِينَ قَبْلَ وُجُودِ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضِ. لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ بَيْنَهُمَا قَوِيَّةٌ جِدًّا. (يوحنا ٣:٣٥؛ ١٤:٣١) وَيَسُوعُ يَتَشَبَّهُ كَثِيرًا بِصِفَاتِ أَبِيهِ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّهُ «صُورَةُ ٱللّٰهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ». — كولوسي ١:١٥.
١٤ كَيْفَ وُلِدَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ؟
١٤ كَانَ ٱبْنُ يَهْوَهَ ٱلْحَبِيبُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَتْرُكَ ٱلسَّمَاءَ وَيُولَدَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ. كَيْفَ حَصَلَ ذٰلِكَ؟ نَقَلَ يَهْوَهُ بِعَجِيبَةٍ حَيَاةَ ٱبْنِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى رَحِمِ عَذْرَاءَ ٱسْمُهَا مَرْيَمُ، وَهٰكَذَا لَمْ يَحْتَجْ يَسُوعُ إِلَى أَبٍ بَشَرِيٍّ. فَوَلَدَتْ مَرْيَمُ ٱبْنًا كَامِلًا سَمَّتْهُ يَسُوعَ. — لوقا ١:٣٠-٣٥.
مَا هِيَ صِفَاتُ يَسُوعَ؟
١٥ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنْ يَهْوَهَ؟
١٥ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ يَسُوعَ وَحَيَاتِهِ وَصِفَاتِهِ إِذَا قَرَأْتَ مَتَّى وَمَرْقُسَ وَلُوقَا وَيُوحَنَّا. وَتُدْعَى هٰذِهِ ٱلْأَجْزَاءُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَاجِيلَ. وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ يُشْبِهُ أَبَاهُ تَمَامًا، فَإِنَّ مَا تَقْرَأُهُ عَنْهُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنْ يَهْوَهَ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا». — يوحنا ١٤:٩.
١٦ مِنْ أَيِّ مَصْدَرٍ أَتَتْ تَعَالِيمُ يَسُوعَ؟ وَمَاذَا عَلَّمَ؟
١٦ لَقَّبَ أَشْخَاصٌ كَثِيرُونَ يَسُوعَ ‹بِٱلْمُعَلِّمِ›. (يوحنا ١:٣٨؛ ١٣:١٣) وَكُلُّ مَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ كَانَ مِنْ يَهْوَهَ. قَالَ: «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ لِي، بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي». (يوحنا ٧:١٦) وَمِنْ أَهَمِّ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا هُوَ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ». (متى ٤:٢٣) فَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ ٱلنَّاسَ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَوْفَ يَحْكُمُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَا هُوَ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتُ؟ إِنَّهُ مَمْلَكَةُ ٱللّٰهِ أَوْ حُكُومَتُهُ ٱلَّتِي سَتَحْكُمُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا. وَهِيَ سَتَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ لِلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ ٱللّٰهَ.
١٧ أَيْنَ عَلَّمَ يَسُوعُ؟ لِمَاذَا ٱجْتَهَدَ فِي تَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٧ أَيْنَ عَلَّمَ يَسُوعُ؟ فِي كُلِّ مَكَانٍ وُجِدَ فِيهِ ٱلنَّاسُ. فَعَلَّمَ فِي ٱلرِّيفِ وَٱلْمُدُنِ وَٱلضِّيَاعِ وَٱلْأَسْوَاقِ وَٱلْهَيْكَلِ وَٱلْمَجَامِعِ وَٱلْبُيُوتِ. وَلَمْ يَتَوَقَّعْ أَنْ يَأْتِيَ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ، بَلْ غَالِبًا مَا ذَهَبَ هُوَ إِلَيْهِمْ. (مرقس ٦:٥٦؛ لوقا ١٩:٥، ٦) وَٱجْتَهَدَ وَصَرَفَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلطَّاقَةِ لِتَعْلِيمِهِمْ. لِمَاذَا؟ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذَا مَا يُرِيدُهُ ٱللّٰهُ وَهُوَ دَائِمًا يُطِيعُهُ. (يوحنا ٨:٢٨، ٢٩) كَمَا بَشَّرَ ٱلنَّاسَ لِأَنَّهُ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ. (اقرأ متى ٩:٣٥، ٣٦.) فَقَدْ رَأَى أَنَّ رِجَالَ ٱلدِّينِ لَا يُعَلِّمُونَ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَمَلَكُوتِهِ. لِذٰلِكَ أَحَبَّ أَنْ يُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ.
١٨ أَيُّ صِفَاتٍ تُحِبُّهَا فِي شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ؟
١٨ أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ وَٱهْتَمَّ بِهِمْ. فَكَانَ لَطِيفًا وَقَرِيبًا مِنْهُمْ. حَتَّى إِنَّ ٱلْأَوْلَادَ أَحَبُّوا أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ. (مرقس ١٠:١٣-١٦) وَكَانَ عَادِلًا وَيَكْرَهُ ٱلْفَسَادَ وَٱلظُّلْمَ. (متى ٢١:١٢، ١٣) وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، لَمْ يُعْطِ ٱلْمُجْتَمَعُ ٱلنِّسَاءَ حُقُوقَهُنَّ وَلَا عَامَلَهُنَّ بِٱحْتِرَامٍ. أَمَّا يَسُوعُ فَعَامَلَهُنَّ دَائِمًا بِٱحْتِرَامٍ وَكَرَامَةٍ. (يوحنا ٤:٩، ٢٧) كَمَا أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاضِعًا جِدًّا. مَثَلًا، غَسَلَ مَرَّةً أَقْدَامَ رُسُلِهِ مَعَ أَنَّ ذٰلِكَ كَانَ فِي ٱلْعَادَةِ مِنْ وَاجِبِ ٱلْخَدَمِ. — يوحنا ١٣:٢-٥، ١٢-١٧.
١٩ أَيُّ حَادِثَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ عَرَفَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلنَّاسُ وَأَحَبَّ أَنْ يُسَاعِدَهُمْ؟
١٩ عَرَفَ يَسُوعُ مَا يَحْتَاجُ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ حَقًّا وَرَغِبَ أَنْ يُسَاعِدَهُمْ. وَرَغْبَتُهُ هٰذِهِ ظَهَرَتْ عِنْدَمَا ٱسْتَخْدَمَ قُدْرَةَ ٱللّٰهِ لِيَشْفِيَ ٱلنَّاسَ عَجَائِبِيًّا. (متى ١٤:١٤) مَثَلًا، أَتَى رَجُلٌ أَبْرَصُ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «إِنْ أَرَدْتَ، فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي». فَتَأَثَّرَ يَسُوعُ كَثِيرًا بِأَوْجَاعِهِ وَمُعَانَاتِهِ، وَأَشْفَقَ عَلَيْهِ وَأَحَبَّ أَنْ يُسَاعِدَهُ. فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ، فَٱطْهُرْ». فَشُفِيَ فَوْرًا. (مرقس ١:٤٠-٤٢) هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمِ ٱرْتَاحَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ؟!
بَقِيَ طَائِعًا وَأَمِينًا لِلّٰهِ
٢٠، ٢١ لِمَاذَا يَسُوعُ هُوَ أَفْضَلُ شَخْصٍ نَتَعَلَّمُ مِنْهُ ٱلطَّاعَةَ لِلّٰهِ؟
٢٠ يَسُوعُ هُوَ أَفْضَلُ شَخْصٍ نَتَعَلَّمُ مِنْهُ ٱلطَّاعَةَ لِلّٰهِ. فَمَهْمَا حَصَلَ لَهُ وَكَيْفَمَا تَهَجَّمَ عَلَيْهِ أَعْدَاؤُهُ، بَقِيَ طَائِعًا وَأَمِينًا لِأَبِيهِ. مَثَلًا، لَمْ يُخْطِئْ يَسُوعُ لَمَّا حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُجَرِّبَهُ. (متى ٤:١-١١) حَتَّى إِنَّ بَعْضَ أَقَارِبِهِ لَمْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا وَقَالُوا «إِنَّهُ فَقَدَ عَقْلَهُ». مَعَ ذٰلِكَ ظَلَّ يَخْدُمُ ٱللّٰهَ. (مرقس ٣:٢١) وَحِينَ عَامَلَهُ أَعْدَاؤُهُ بِقَسَاوَةٍ، بَقِيَ أَمِينًا لِلّٰهِ وَلَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يُؤْذِيَهُمْ. — ١ بطرس ٢:٢١-٢٣.
٢١ وَظَلَّ يَسُوعُ أَمِينًا لِيَهْوَهَ حَتَّى عِنْدَمَا مَاتَ مِيتَةً مُؤْلِمَةً وَقَاسِيَةً. (اقرأ فيلبي ٢:٨.) تَخَيَّلْ كَمْ تَعَذَّبَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي مَاتَ فِيهِ: اِعْتَقَلَهُ أَعْدَاؤُهُ، ٱتَّهَمَهُ شُهُودُ زُورٍ أَنَّهُ جَدَّفَ، حَكَمَ عَلَيْهِ قُضَاةٌ فَاسِدُونَ، ضَحِكَتْ عَلَيْهِ جُمُوعٌ هَائِجَةٌ، وَعَذَّبَهُ جُنُودٌ ثُمَّ ثَبَّتُوهُ بِمَسَامِيرَ عَلَى خَشَبَةٍ. مَعَ ذٰلِكَ، صَرَخَ وَهُوَ يَمُوتُ: «قَدْ تَمَّ!»، فَكُلُّ هَمِّهِ كَانَ أَنْ تَتِمَّ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ. (يوحنا ١٩:٣٠) وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، أَقَامَهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ وَأَعْطَاهُ جِسْمًا لَيْسَ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، بَلْ مِنْ رُوحٍ. (١ بطرس ٣:١٨) وَبَعْدَ بِضْعَةِ أَسَابِيعَ، عَادَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ «وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ» وَٱنْتَظَرَ إِلَى أَنْ يَجْعَلَهُ مَلِكًا. — عبرانيين ١٠:١٢، ١٣.
٢٢ أَيُّ فُرْصَةٍ لَدَيْنَا ٱلْيَوْمَ بِفَضْلِ يَسُوعَ؟
٢٢ أَمَامَنَا ٱلْآنَ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي جَنَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ، مِثْلَمَا أَرَادَ يَهْوَهُ فِي ٱلْأَصْلِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ يَسُوعَ بَقِيَ طَائِعًا وَأَمِينًا لِأَبِيهِ. فَكَيْفَ يَفْتَحُ لَنَا مَوْتُ يَسُوعَ ٱلْمَجَالَ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ؟ اِقْرَإِ ٱلْفَصْلَ ٱلتَّالِيَ لِتَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ.
a يَرْفُضُ ٱلْبَعْضُ ٱلتَّعْبِيرَ «ٱبْنَ ٱللّٰهِ» خَوْفًا مِنْ أَنْ يَعْنِيَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَنْجَبَ ٱبْنًا مِثْلَمَا يُنْجِبُ ٱلْبَشَرُ أَوْلَادًا. وَلٰكِنْ حَاشَا لِلّٰهِ مِنْ ذٰلِكَ. فَٱللّٰهُ رُوحٌ. وَكَلِمَاتٌ مِثْلُ «ٱبْنٍ»، «أَخٍ»، «أَبٍ»، يُمْكِنُ أَنْ تُسْتَعْمَلَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ. مَثَلًا، يَدْعُو ٱلْكِبَارُ فِي ٱلْعُمْرِ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا «ٱبْنِي»، «وَلَدِي»، أَوِ «ٱبْنَتِي»، دُونَ أَنْ يَكُونُوا وَالِدِيهِمْ فِعْلًا. وَنَقُولُ أَحْيَانًا «ٱبْنَ ٱلْقَرْيَةِ» دُونَ أَنْ نَقْصِدَ أَنَّ ٱلْقَرْيَةَ أَنْجَبَتِ ٱلشَّخْصَ حَرْفِيًّا؛ فَٱلْعِبَارَةُ تَدُلُّ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ عَلَى أَصْلِ هٰذَا ٱلشَّخْصِ. وَبِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، يُدْعَى يَهْوَهُ أَبًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِأَنَّهُ ٱلْخَالِقُ. (اشعيا ٦٤:٨) وَيُدْعَى يَسُوعُ ٱبْنَ ٱللّٰهِ لِأَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَهُ. وَٱلْمَلَائِكَةُ وَآدَمُ هُمْ أَيْضًا يُدْعَوْنَ بَنِي ٱللّٰهِ. — ايوب ١:٦؛ لوقا ٣:٣٨.