الفصل ٩
كلمة يهوه تواصل التقدُّم بسرعة (١٩٧٦-١٩٩٢)
«اخيرا ايها الاخوة صلّوا لاجلنا لكي تجري كلمة الرب [تواصل كلمة يهوه التقدُّم بسرعة، عج] وتتمجد كما عندكم ايضا.» — ٢ تسالونيكي ٣:١.
بهذه الكلمات طلب الرسول بولس من رفقائه المؤمنين في تسالونيكي ان يصلّوا لكي ينجح هو ورفاقه في المناداة بكلمة يهوه دون عائق. واستجاب يهوه تلك الصلاة. لكنَّ هذا لا يعني ان الرسول لم يضطر الى معالجة المشاكل. فقد واجه مقاومة شديدة من العالم وكان عليه ان يجابه اخوة كذبة يتعاملون بخداع. (٢ كورنثوس ١١:٢٣-٢٧؛ غلاطية ٢:٤، ٥) ولكن على الرغم من ذلك، بعد نحو عشر سنين، استطاع بولس ان يكتب انه نتيجة لبركة اللّٰه كانت البشارة «تثمر وتزداد في كل العالم.» — كولوسي ١:٦، عج.
وبطريقة مماثلة في يومنا — انما بمقياس لم يُختَبَر من قبل قط — تثمر البشارة. فيجري الوصول بالبشارة الى عدد اكبر من الناس وهم يقبلونها اكثر من ايّ وقت مضى. وانجاز ما انبأت به كلمة اللّٰه يتقدَّم بسرعة، كعدّاء في سباق. — اشعياء ٦٠:٢٢.
تعديلات تنظيمية من جديد
بحلول السنة ١٩٧٦ كان الاخ نور قد عمل بجدّ كرئيس لجمعية برج المراقبة لاكثر من ثلاثة عقود. وكان قد سافر حول العالم مرات عديدة، زائرا ومشجعا المرسلين، معلِّما ومرشدا مستخدَمي مكاتب الفروع. وحصل على امتياز رؤية عدد الشهود النشاطى يزداد من ٢٠٩,١١٧ في السنة ١٩٤٢ الى ٣٩٠,٢٤٨,٢ في السنة ١٩٧٦.
ولكن بحلول صيف السنة ١٩٧٦ كان ن. ه. نور البالغ من العمر ٧١ سنة قد لاحظ انه عرضة للارتطام بالاشياء. وبيَّنت الفحوص اللاحقة انه يعاني من ورم دماغي يتعذر اجراء الجراحة عليه. فصارع للاستمرار في حمل عبء العمل عدة اشهر، لكنَّ انذار مرضه كان سيئا. فهل كانت صحته المتدهورة ستعوق تقدُّم العمل؟
كان توسيع الهيئة الحاكمة قد بدأ في السنة ١٩٧١. وخلال السنة ١٩٧٥ كان هنالك ١٧ عضوا. وطوال جزء كبير من تلك السنة كانت الهيئة الحاكمة قد فكَّرت جديا وبروح الصلاة في الطريقة التي بها يمكنها ان تعتني بشكل افضل بكل ما يتعلق بالعمل الكرازي والتعليمي العالمي النطاق المذكور في كلمة اللّٰه ليومنا. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وفي ٤ كانون الاول ١٩٧٥ وافقت الهيئة الحاكمة بالاجماع على احد التعديلات التنظيمية الاهم في التاريخ العصري لشهود يهوه.
فابتداء من ١ كانون الثاني ١٩٧٦ وُضعت جميع نشاطات جمعية برج المراقبة وجماعات شهود يهوه حول الارض تحت اشراف ست لجان ادارية للهيئة الحاكمة. وانسجاما مع هذا الترتيب، في ١ شباط ١٩٧٦، أُجريت تغييرات في جميع مكاتب فروع الجمعية حول الارض. فلم يعد يشرف على كل فرع ناظر فرع واحد بل ثلاثة رجال ناضجين او اكثر يخدمون كلجنة فرع، بعضو واحد يخدم كمنسِّق دائم.a وبعد ان بدأت اللجان بالعمل لعدة اشهر علَّقت الهيئة الحاكمة: «ثبت انه من المفيد حيازة عدد من الاخوة للتشاور معا والتأمل في مصالح عمل الملكوت. — امثال ١١:١٤؛ ١٥:٢٢؛ ٢٤:٦.»
وفي خريف السنة ١٩٧٦، على الرغم من واقع ان انذار مرضه بقي سيئا، اشترك الاخ نور في تقديم الارشاد في الاجتماعات المعقودة في المركز الرئيسي مع اعضاء لجان الفروع ومستخدَمي الفروع الآخرين من حول العالم. وبالاضافة الى الاشتراك في الاجتماعات خلال النهار، دعا الاخ نور هؤلاء الاخوة، في فِرق صغيرة، الى غرفته في الامسيات. وبهذه الطريقة اشترك هو وزوجته، اودْري، في رفقة حميمة مع الرجال الذين عرفوه وأحبّوه والذين كانت له معهم تعاملات لصيقة على مرّ السنين. وعقب تلك الاجتماعات، تدهورت صحة الاخ نور باستمرار حتى موته في ٨ حزيران ١٩٧٧.
وفي ٢٢ حزيران ١٩٧٧، بعد اسبوعين من موت الاخ نور، انتُخب فردريك و. فرانز البالغ من العمر ٨٣ سنة رئيسا لجمعية برج المراقبة. وفي ما يتعلق بالاخ فرانز ذكرت برج المراقبة عدد ١ آب ١٩٧٧ (بالانكليزية): «ان صيته الرائع كعالِم بارز للكتاب المقدس وعمله المتواصل لاجل مصالح الملكوت قد نالا الثقة والتأييد المتسم بالولاء لشهود يهوه في كل مكان.»
وبحلول وقت هذا الانتقال كانت الترتيبات التنظيمية الجديدة معمولا بها مما ضمن تقدُّم العمل.
سدّ الحاجات الروحية بمطبوعات الكتاب المقدس
كانت تجري تغذية شهود يهوه جيدا روحيا قبل السنة ١٩٧٦. لكنَّ فحصا لما حدث منذ ذلك الحين تحت توجيه الهيئة الحاكمة ولجنة الكتابة التي لها يُظهر ان مياه الحق تدفقت بكميات اعظم بكثير من ايّ وقت مضى وفي اشكال اكثر تنوُّعا.
والعديد من المطبوعات المنتَجة سدّ حاجات معيَّنة للشهود انفسهم. فقد أُظهِر اهتمام خصوصي بالاحداث. ولمساعدتهم على تطبيق مبادئ الكتاب المقدس في الحالات التي يواجهونها في الحياة، صدر Your Youth—Getting the Best Out Of It (حداثتكم — نائلين افضل ما فيها) في السنة ١٩٧٦ و Questions Young People Ask—Answers That Work (اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح) في السنة ١٩٨٩. والمطبوعة المصوَّرة My Book of Bible Stories (كتابي لقصص الكتاب المقدس)، التي أُعدَّت والاولاد في الذهن، صدرت في السنة ١٩٧٨. وفي تلك السنة عينها جرى تقديم المشورة والارشاد العمليين لتقوية العائلات في Making Your Family Life Happy (جعل حياتكم العائلية سعيدة).
وأحيانا كان يُمنح الانتباه لحاجات معيَّنة لشعب يهوه بواسطة المشورة في حينها في صفحات برج المراقبة. مثلا، عكس التقرير العالمي لنشاط شهود يهوه ١٩٧٧ ⁄ ١٩٧٨ نقصا في عدد المشتركين في العمل الكرازي. فهل كان النقص جزئيا على الاقل بسبب التوقعات الخائبة بخصوص السنة ١٩٧٥؟ ربما. ولكن كانت هنالك عوامل مؤثرة اخرى. فماذا كان يمكن فعله؟
اتخذت الهيئة الحاكمة خطوات لتقوية الاقتناع بين شهود يهوه بأنه توجد حاجة الى الاستمرار بغيرة في المناداة بالملكوت من بيت الى بيت. وبرج المراقبة عدد ١ آذار ١٩٨٠ (١٥ تموز ١٩٧٩، بالانكليزية) احتوت على المقالتين «الغيرة لبيت يهوه» و «كارزين في عالم اثيم،» والمقالتين (بالانكليزية) «كرزوا من بيت الى بيت» و «ما قاله الآخرون عن الشهادة من بيت الى بيت.» وهذه المقالات وغيرها اكدت من جديد ان الكرازة من بيت الى بيت لها اساس راسخ في الاسفار المقدسة وحثَّت على الاشتراك الغيور من كل النفس في هذا النشاط المهم.b — اعمال ٢٠:٢٠؛ كولوسي ٣:٢٣.
وكانت هنالك حالة اخرى تحتاج ايضا الى الانتباه. فبحلول السنة ١٩٨٠ كان عدد من الاشخاص الذين اشتركوا في نشاطات شهود يهوه لسنوات، بمن فيهم بعض الذين خدموا بشكل بارز في الهيئة، يحاولون بشتى الطرائق ان يسبِّبوا الانقسام ويقاوموا العمل الذي يقوم به شهود يهوه. ولتحصين شعب يهوه من مثل هذا التأثير للمرتدّين، نشرت برج المراقبة مقالات مثل «ابقوا ‹راسخين في الايمان›» عدد ١٥ آذار ١٩٨١ (١ آب ١٩٨٠، بالانكليزية)، «داسين بدعا مهلكة» عدد ١ آب ١٩٨٤ (١٥ ايلول ١٩٨٣، بالانكليزية)، و «ارفضوا الارتداد وتشبثوا بالحق!» عدد ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٣ (١ نيسان ١٩٨٣، بالانكليزية)، فيما شدَّد كتاب “Let Your Kingdom Come” («ليأت ملكوتك») (١٩٨١) على الحقيقة ان الملكوت قريب، اذ تأسس في السموات في السنة ١٩١٤. والهيئة الحاكمة لم تدع جهود المقاومين تحوِّل انتباهها عن هدف شهود يهوه الرئيسي — المناداة بملكوت اللّٰه!
ولكن، ماذا عن حاجة شهود يهوه الى الاستمرار في توسيع معرفتهم لحق الكتاب المقدس؟ من اجل درس جدّي للكتاب المقدس صدرت في السنة ١٩٨٤ طبعة مرجعية منقحة من ترجمة العالم الجديد، تحتوي على مراجع هامشية شاملة، حواشٍ، ومواد ملحقة. وبعد اربع سنين، في السنة ١٩٨٨، سرّ شعب يهوه بأن يتسلَّموا تعليقا حديثا على كل عدد في سفر الرؤيا في كتاب Revelation—Its Grand Climax At Hand! (الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!)، وأيضا موسوعة الكتاب المقدس المؤلَّفة من مجلدين Insight on the Scriptures (بصيرة في الاسفار المقدسة). ثم في السنة ١٩٩١، صدر الكتاب المصوَّر على نحو جميل The Greatest Man Who Ever Lived (اعظم انسان عاش على الاطلاق)، درس شامل لحياة وتعاليم يسوع المسيح.
ولكن ماذا عن حاجات الاشخاص الذين ليسوا شهودا ليهوه؟ كأداة لتعليم المهتمين حديثا صدرت في السنة ١٩٨٢ مطبوعة You Can Live Forever in Paradise on Earth (يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض). وكانت مصمَّمة لمساعدة تلاميذ الكتاب المقدس على بلوغ مطالب يهوه للحياة في ارض فردوسية. ولمساعدة الناس الذين ربما لديهم اسئلة عن اصل الحياة على الارض والقصد منها، جرى تزويد كتاب Life—How Did It Get Here? By Evolution or by Creation? (الحياة — كيف وصلت الى هنا؟ بالتطور ام بالخلق؟) في السنة ١٩٨٥. وتبعه، في السنة ١٩٨٩، الكتاب المقوِّي للايمان The Bible—God’s Word or Man’s? (الكتاب المقدس — كلمة اللّٰه أم الانسان؟)
ومُنح الانتباه ايضا للاشخاص المتواضعين الذين قد يحتاجون الى مساعدة خصوصية بسبب خلفيتهم الثقافية او الدينية. فلتعليم الحق عن ملكوت يهوه للامّيين وللذين قراءتهم ضعيفة، صدرت في السنة ١٩٨٢ كراسة Enjoy Life on Earth Forever! (تمتعوا بالحياة على الارض الى الابد!) المؤلفة من ٣٢ صفحة. وبحلول السنة ١٩٩٢ كان قد طُبع اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,٧٦ نسخة، وكانت توزَّع بـ ٢٠٠ لغة حول العالم، مما جعلها الاوسع ترجمة من اية مطبوعة لجمعية برج المراقبة.
وفي السنة ١٩٨٣، جرى انتاج ثلاثة كراريس للغرض الخصوصي الرامي الى مساعدة المسلمين، البوذيين، والهندوس. ولبلوغ اناس بهذه الخلفيات الدينية وغيرها، من المساعد فهم شيء عن دينهم — تعاليمه وتاريخه. ولسدّ هذه الحاجة، صدر في السنة ١٩٩٠ كتاب بحث الجنس البشري عن اللّٰه.
كانت الهيئة الحاكمة مهتمة بشدة ببلوغ اكبر عدد ممكن من الناس برسالة الملكوت — اناس «من كل الامم والقبائل . . . والألسنة.» (رؤيا ٧:٩) ولهذه الغاية أُعدَّت الترتيبات لترجمة المطبوعات بلغات اكثر بكثير. مثلا، من السنة ١٩٧٦ الى السنة ١٩٩٢، كانت هنالك زيادة ٤٢ في المئة تقريبا في عدد اللغات التي أُنتجت بها برج المراقبة. وفي تشرين الاول ١٩٩٢ صار العدد ١١١. ولجعل الترجمة السريعة ممكنة، صار في تلك السنة نفسها اكثر من ٨٠٠ مترجم حول العالم يشتركون في العمل.
إغناء وتنويع برامج التعليم
تحت توجيه الهيئة الحاكمة ولجنة التعليم التي لها جرى إغناء برامج الارشاد لمستخدَمي المركز الرئيسي وعائلات بيوت ايل في الفروع حول العالم ومنحها تنوُّعا اكثر. فبالاضافة الى قراءة الكتاب المقدس والكتاب السنوي كجزء من العبادة الصباحية، جرى تقديم تحليل عميق للجزء الذي يُقرَأ من الكتاب المقدس خلال الاسبوع السابق، مع تطبيق للمواد على الخادمين في البتل. وجرى ايضا تقديم تقارير قانونية من مختلف اقسام بيوت ايل وكذلك تقارير متكررة اكثر من نظار الاقاليم.
ولسدّ حاجات ذوي المسؤوليات الاضافية داخل الهيئة، جرى التخطيط لبرامج تعليمية اضافية والعمل بها. فخلال السنة ١٩٧٧ صُنعت الترتيبات ليحضر جميع الشيوخ منهجا من ١٥ ساعة لمدرسة خدمة الملكوت. (اعمال ٢٠:٢٨) ومنذ ذلك الحين، جرى الترتيب لدورات تعليمية مماثلة بأطوال مختلفة كل بضع سنين؛ وابتداء من السنة ١٩٨٤ نال الخدام المساعدون ايضا تدريبا في مدرسة خدمة الملكوت. وفي بروكلين، ابتداء من كانون الاول ١٩٧٧، بدأت مدرسة خصوصية من خمسة اسابيع لاعضاء لجان الفروع.
وأُظهر ايضا اهتمام خصوصي بأولئك الذين يبذلون انفسهم في الخدمة كامل الوقت كفاتحين. ففي كانون الاول ١٩٧٧ جرى تدشين مدرسة خدمة الفتح، منهج تدريبي لمدة اسبوعين للخدام الفاتحين، في الولايات المتحدة وامتدت اخيرا الى كل انحاء الارض. وخلال السنين الـ ١٤ التالية، ازداد عدد الفاتحين اكثر من خمسة اضعاف — من ٣٨٩,١١٥ الى ٦١٠,٦٠٥!
وفي خريف السنة ١٩٨٧، افتُتحت مدرسة جديدة اخرى — مدرسة تدريب الخدام. وقد أُسست هذه المدرسة لتدريب الاخوة العزّاب الاكفاء الذين لديهم بعض الخبرة كشيوخ او خدام مساعدين والذين هم على استعداد للخدمة حيث تدعو الحاجة في الحقل العالمي النطاق. وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت قد عُقدت صفوف في اسپانيا، المانيا، اوستراليا، ايطاليا، بريطانيا، السلڤادور، السويد، فرنسا، المكسيك، النمسا، نَيجيريا، والولايات المتحدة. ولم تكن النتيجة صفا من الافراد المعتبَرين اسمى من الآخرين في الجماعة، بل بالاحرى زيادة في عدد الرجال المؤهلين جيدا لخدمة اخوتهم.
ولترويج العمل العالمي النطاق لتعليم الكتاب المقدس، صُنع برنامج لمحافل اممية في مدن استراتيجية الموقع — بعضها في بلدان حيث شهود يهوه تحت الحظر. وهذه المحافل عملت على تقوية الاخوة في تلك المناطق وعلى اعطاء الزخم القوي للكرازة بالبشارة في تلك البلدان.c
تسهيلات للاعتناء بالنمو
واذ استمرت كلمة يهوه في التقدُّم بسرعة، صارت بعض التطورات المثيرة ضرورية في البناء والطبع — حقلان تحت اشراف الهيئة الحاكمة ولجنة النشر التي لها.
فتبرَّع شهود ذوو خبرة في البناء بخدماتهم، ونُسِّقت جهودهم للمساعدة في بناء تسهيلات فروع جديدة وأكبر حول العالم. ومن السنة ١٩٧٦ الى السنة ١٩٩٢ بوشر بناء تسهيلات فروع جديدة كاملا في نحو ٦٠ بلدا. وبالاضافة الى ذلك، اخذت المشاريع لتوسيع التسهيلات الموجودة مجراها في ٣٠ بلدا. وطريقة القيام بالعمل (مع مجيء متطوعين من جماعات كثيرة — وأحيانا من بلدان اخرى) عملت على تقوية روابط المحبة والوحدة بين شعب يهوه.d
ولسدّ حاجات الجمعية المتسعة الى الطباعة المتعددة اللغات، طوَّر شهود ذوو خبرة في حقل الكمپيوتر نظاما يسبق الطبع يضبطه الكمپيوتر يدعى MEPS (نظام التنضيد التصويري الالكتروني المتعدد اللغات). وأُكمل المشروع في السنة ١٩٨٦. ونتيجة لذلك، بحلول السنة ١٩٩٢، كانت برج المراقبة تُطبع بـ ٦٦ لغة في آن واحد. وهكذا صارت الغالبية العظمى من شهود يهوه قادرة على نيل الطعام الروحي نفسه في الوقت نفسه.e
واذ استمرت تسهيلات جمعية برج المراقبة في التوسع، لزم المزيد من المتطوعين في المركز الرئيسي في بروكلين وكذلك في مكاتب الفروع حول العالم. ومن السنة ١٩٧٦ الى السنة ١٩٩٢ صارت عائلة البتل الاممية ثلاثة اضعاف في الحجم، من نحو ٠٠٠,٤ الى اكثر من ٩٠٠,١٢ عضو يخدمون في كل انحاء الارض. وقد اعتنت الهيئة الحاكمة ولجنة المستخدَمين التي لها بالحاجات الشخصية والروحية لهذا الجيش الكبير من المتطوعين كامل الوقت.
الاعتناء بالجماعات وعمل التبشير
واذ تقدَّمت كلمة يهوه بسرعة، وجَّهت الهيئة الحاكمة ولجنة الخدمة التي لها طاقاتهما نحو بناء الجماعات حول العالم وتوسيع عمل التبشير العالمي النطاق.
وهل كان ممكنا فعل المزيد لمساعدة الجدد الكثيرين الذين يعتمدون كل سنة؟ في وقت مبكر من السنة ١٩٧٧ أُعدَّت الترتيبات لتقوية الشهود الجدد روحيا. اوضحت خدمتنا للملكوت: «نعتقد انه يجب درس كتابين على الاقل مع جميع الاشخاص الذين يأتون الى الحق. . . . ولذلك يجب ان يستمر الدرس بعد المعمودية حتى تكميل الكتاب الثاني.» وبهذه الطريقة مُنح الشهود المعتمدون حديثا فرصة اكمل لنيل المعرفة والفهم ولحيازة التقدير المتزايد لما يعنيه الاعتماد. والترتيب الجديد شجع ايضا على المعاشرة اللصيقة الاضافية بين الجدد والشهود الذين ساعدوهم في درسهم البيتي للكتاب المقدس.
وبغية الاعتناء بالمتدفقين الى هيئة يهوه تشكَّلت اكثر من ٠٠٠,٢٩ جماعة جديدة في كل العالم بين السنة ١٩٧٦ والسنة ١٩٩٢. (ميخا ٤:١) وعيَّنت الهيئة الحاكمة نظار دوائر وكور اكثر وأرسلتهم للمساعدة. فارتفع عدد النظار الجائلين هؤلاء من نحو ٦٠٠,٢ في السنة ١٩٧٦ الى ما يقارب الـ ٩٠٠,٣ في السنة ١٩٩٢.
واذ ازداد عدد الجماعات كانت هنالك ايضا حاجة متزايدة الى قاعات اجتماع اكثر. فهل كانت هنالك طريقة اسرع لبناء قاعات الملكوت؟ في سبعينات الـ ١٩٠٠ نظَّم شهود يهوه في الولايات المتحدة برنامج بناء دُعي اليه بناؤون مهرة من الانحاء المجاورة في البلد لمساعدة الشهود المحليين في بناء قاعة للملكوت. وبمساعدة المئات كان يمكن اتمام القاعة بسرعة — وغالبا في مجرد يومين او ثلاثة. وبحلول ثمانينات الـ ١٩٠٠ كانت قاعات الملكوت السريعة البناء تعلو في انحاء اخرى من الارض.
والتغييرات السياسية في اوروپا الشرقية اثَّرت ايضا في شهود يهوه. وكم كان مثيرا لاخوتنا في بلدان مثل ما كان يُدعى آنذاك الاتحاد السوڤياتي، المانيا الشرقية (كما كانت معروفة وقتئذ)، پولندا، رومانيا، وهنغاريا، ان يعرفوا انهم مُنحوا الاعتراف الشرعي، وفي بعض الحالات بعد ٤٠ سنة من الحظر! والحرية المتزايدة في تلك البلدان الآن سهَّلت عليهم بلوغ نحو ٠٠٠,٠٠٠,٣٨٠ شخص بالبشارة! وشهود يهوه لم يضيِّعوا وقتا في الافادة من حريتهم الموجودة حديثا للاشتراك في نشاطهم الكرازي العلني.
والنتائج؟ تقدَّمت كلمة يهوه بسرعة! مثلا، في نيسان ١٩٩٢ كان عدد المنادين بالملكوت الذين يقدِّمون تقريرهم في پولندا ٩١٥,١٠٦. والآمال بالنمو المقبل كانت بارزة: في ذلك الشهر نفسه كان عدد الحضور في ذكرى موت المسيح ٢١٨,٢١٤. وبشكل مماثل، في البلدان التي كانت تشكّل سابقا الاتحاد السوڤياتي، حضر الذكرى ما مجموعه ٤٧٣,١٧٣ في السنة ١٩٩٢، زيادة ٦٠ في المئة على السنة السابقة.
وفي بعض البلدان، من ناحية اخرى، يشكّل الاضطهاد المستمر والكوارث الطبيعية عقبات. ففي السنة ١٩٩٢، كانت نشاطات شهود يهوه لا تزال تحت القيود الحكومية في ٢٤ بلدا. ولجنة العريف في الهيئة الحاكمة تفعل ما هو مستطاع لتزويد العون وإعلام الاخوَّة الاممية بالطرائق التي يمكنهم بها مساعدة الرفقاء الشهود الذين يخدمون تحت الشدة. (قارنوا ١ كورنثوس ١٢:١٢-٢٦.) فلا حملات الاضطهاد ولا الكوارث الطبيعية كانت قادرة على ايقاف الكرازة بكلمة يهوه!
‹شعب خاص›
وهكذا في السنين من ١٩٧٦ الى ١٩٩٢ كانت كلمة يهوه تتقدَّم بسرعة حقا. والهيئة تضاعفت تقريبا في الحجم، الى اكثر من ٠٠٠,٤٧٠,٤ ناشر للملكوت!
ويستمر شعب يهوه في المناداة بغيرة بملكوت اللّٰه، والآن بلغات اكثر من ايّ وقت مضى. واذ يستعملون المطبوعات المزوَّدة يعمِّقون معرفتهم للكتاب المقدس ويساعدون المهتمين على تعلُّم حقائق الكتاب المقدس. وهم يستفيدون من البرامج التعليمية التي جرى تأسيسها من اجل ذوي المسؤوليات الاضافية داخل الهيئة. ولا شك ان يهوه بارك مناداتهم بملكوته.
من سبعينات الـ ١٨٠٠ حتى الوقت الحاضر قام بعض الرجال بمساهمات بارزة في تقدُّم عمل الملكوت، رجال مثل تشارلز ت. رصل، جوزيف ف. رذرفورد، ناثان ه. نور، وفردريك و. فرانز، فضلا عن آخرين ممن خدموا كأعضاء في الهيئة الحاكمة. ولكن لم يَصرْ شهود يهوه مطلقا بدعة مبنية حول شخصيات ايٍّ من هؤلاء الرجال. وعوضا عن ذلك، لديهم قائد واحد فقط، «المسيح.» (متى ٢٣:١٠) فهو رأس شهود يهوه المنظَّمين هؤلاء، الشخص الذي ‹دُفع اليه كل سلطان› لتوجيه هذا العمل «كل الايام الى اختتام نظام الاشياء.» (متى ٢٨:١٨-٢٠، عج) وهم مصمِّمون على الاذعان لرئاسة المسيح، الالتصاق بكلمة اللّٰه، والتعاون مع قيادة الروح القدس، ليتمكنوا من الاستمرار في التقدُّم في عبادة الاله الحقيقي الوحيد وفي البرهان على كونهم «شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة.» — تيطس ٢:١٤.
ولكن ما هي بعض التعاليم الاساسية ومقاييس السلوك التي تميِّز شهود يهوه من جميع الاديان الاخرى؟ كيف صاروا معروفين بشهود يهوه؟ كيف تُموَّل نشاطاتهم؟ لماذا يحافظون على انفصال تام عن الكنائس الاخرى وعن العالم بصورة عامة؟ لماذا كانوا اهدافا للاضطهاد الشديد في انحاء كثيرة من الارض؟ ستجري الاجابة عن هذه الاسئلة والكثير غيرها في الفصول التالية.
[الحواشي]
a انظروا الفصل ١٥، «تطوُّر بنية الهيئة.»
b من السنة ١٩٨٠ الى السنة ١٩٨٥ كانت هنالك زيادة ٧,٣٣ في المئة في عدد المشتركين في عمل الكرازة، ومن ١٩٨٥ الى ١٩٩٢ كانت هنالك زيادة اضافية ٩,٤٧ في المئة.
c انظروا الفصل ١٧، «المحافل — برهان على اخوَّتنا.»
d انظروا الفصل ٢٠، «البناء معا على نطاق عالمي.»
e انظروا الفصل ٢٦، «انتاج مطبوعات الكتاب المقدس للاستعمال في الخدمة.»
[النبذة في الصفحة ١١٧]
ليست بدعة مبنية حول شخصيات ايٍّ من الرجال
[الاطار/الرسم البياني في الصفحة ١١٠]
من السنة ١٩٧٦ الى السنة ١٩٩٢، كانت هنالك زيادة ٤٢ في المئة في عدد اللغات التي أُنتجت بها «برج المراقبة»
[الرسم البياني]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
١١١
٧٨
١٩٧٦ ١٩٩٢
[الاطار في الصفحة ١١١]
خلفية ف. و. فرانز
وُلد فردريك وليم فرانز في كوڤينڠتون، كنتاكي، الولايات المتحدة الاميركية، في ١٢ ايلول ١٨٩٣. وفي السنة ١٨٩٩ انتقلت العائلة الى سِنسِناتي، حيث تخرَّج فردريك من المدرسة الثانوية في السنة ١٩١١. ثم دخل جامعة سِنسِناتي، آخذا مقرَّرا في الفنون الحرَّة. وكان قد قرَّر ان يصير كارزا مشيخيا، ولذلك انكبّ بنشاط على درس اللغة اليونانية للكتاب المقدس. وفي الجامعة اختير فردريك لنيل منحة رودس، مما اهَّله لدخول جامعة اوكسفورد في انكلترا. ولكن قبل صنع الاعلان فقد فردريك كل اهتمام بالمنحة وطلب ان يُحذَف اسمه من لائحة المتنافسين.
وفي وقت سابق، كان اخوه ألبرت قد ارسل اليه كراسا حصل عليه من تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم. وفي ما بعد اعطاه ألبرت المجلدات الثلاثة الاولى من «دروس في الاسفار المقدسة.» سُرَّ فردريك بما كان يتعلَّمه وقرَّر ان يقطع صلته بالكنيسة المشيخية ويعاشر جماعة تلاميذ الكتاب المقدس. وفي ٣٠ تشرين الثاني ١٩١٣ اعتمد. وفي ايار ١٩١٤ ترك الجامعة، وصنع الترتيبات حالا ليصير موزِّعا جائلا للمطبوعات (فاتحا).
وفي حزيران ١٩٢٠ صار عضوا في عائلة البتل في بروكلين. وعقب موت ن. ه. نور، في حزيران ١٩٧٧، انتُخب الاخ فرانز لمركز رئيس الجمعية. وقد خدم بأمانة كعضو في الهيئة الحاكمة حتى موته، في ٢٢ كانون الاول ١٩٩٢، بعمر ٩٩ سنة.
[الرسم البياني في الصفحة ١١٣]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
صفوف الفاتحين المتَّسعة
١٩٩٢
٠٠٠,٦٠٠
٠٠٠,٤٠٠
١٩٨٦
٠٠٠,٢٠٠
١٩٨١
١٩٧٦
[الرسم البياني في الصفحة ١١٢]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
عائلة البتل العالمية النامية
١٩٩٢
٠٠٠,١٢
٠٠٠,٩
١٩٨٦
٠٠٠,٦
١٩٨١
١٩٧٦
٠٠٠,٣
[الرسم البياني في الصفحة ١١٥]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
الجماعات المتزايدة
٠٠٠,٨٠
١٩٩٢
٠٠٠,٦٠
١٩٨٦
١٩٨١
١٩٧٦
٠٠٠,٤٠
٠٠٠,٢٠
[الرسم البياني في الصفحة ١١٤]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
ازدياد المنادين بالملكوت
١٩٩٢
٠٠٠,٠٠٠,٤
١٩٨٦
٠٠٠,٠٠٠,٣
١٩٨١
١٩٧٦
٠٠٠,٠٠٠,٢
٠٠٠,٠٠٠,١
[الصورة في الصفحة ١٠٩]
كل مكتب فرع للجمعية تشرف عليه لجنة من الاخوة، كهذه التي تشرف على العمل في نَيجيريا
[الصور في الصفحة ١١٦]
الهيئة الحاكمة لشهود يهوه كانون الثاني ١٩٩٢
كاري و. باربر
جون إ. بار
و. لويد باري
جون ت. بوث
فردريك و. فرانز
جورج د. ڠانڠَس
مِلتون ج. هنشل
ثيودور جاراكز
كارل ف. كلين
ألبرت د. شرودر
لايْمَن أ. سْوينڠل
دانيال سيدليك