اَلْمَحَبَّةُ تُوَطِّدُ ٱلشَّجَاعَةَ
«اَللّٰهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ، بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ». — ٢ تيموثاوس ١:٧.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ صِفَةٍ تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْبَشَرَ إِلَى إِظْهَارِهَا؟ (ب) لِمَاذَا كَانَتْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا؟
قُرْبَ بَلْدَةٍ عَلَى ٱلسَّاحِلِ ٱلشَّرْقِيِّ لِأُوسْتْرَالْيَا، كَانَ عَرُوسَانِ يَقُومَانِ بِٱلْغَطْسِ تَحْتَ ٱلْمَاءِ. وَفِيمَا كَانَا عَلَى وَشْكِ ٱلْوُصُولِ إِلَى ٱلسَّطْحِ، ٱنْدَفَعَ قِرْشٌ أَبْيَضُ نَحْوَ ٱلْمَرْأَةِ. وَبِحَرَكَةٍ بُطُولِيَّةٍ، دَفَعَ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ جَانِبًا تَارِكًا نَفْسَهُ فَرِيسَةً لِلْقِرْشِ. عَبَّرَتْ أَرْمَلَتُهُ فِي ٱلْمَأْتَمِ قَائِلَةً: «لَقَدْ ضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِي».
٢ نَعَمْ، تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْبَشَرَ إِلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ مُمَيَّزَةٍ. فَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ قَالَ: «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ: أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ». (يوحنا ١٥:١٣) وَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٢٤ سَاعَةً مِنْ قَوْلِهِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، بَذَلَ حَيَاتَهُ عَنْ كُلِّ ٱلْبَشَرِ وَلَيْسَ عَنْ شَخْصٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. (متى ٢٠:٢٨) وَتَضْحِيَةُ يَسُوعَ بِحَيَاتِهِ لَمْ تَكُنْ عَمَلًا بُطُولِيًّا وَلِيدَ سَاعَتِهِ. فَقَدْ عَرَفَ مُسْبَقًا أَنَّهُ سَيُسْخَرُ مِنْهُ، يُعَامَلُ مُعَامَلَةً سَيِّئَةً، يُحْكَمُ عَلَيْهِ ظُلْمًا، وَيُعْدَمُ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. حَتَّى إِنَّهُ أَعَدَّ تَلَامِيذَهُ لِهذَا ٱلْأَمْرِ قَائِلًا: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَيُسَلَّمُ إِلَى كِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَإِلَى ٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ». — مرقس ١٠:٣٣، ٣٤.
٣ مَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ؟
٣ وَمَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ هذِهِ ٱلشَّجَاعَةِ ٱلْخَارِقَةِ؟ لَقَدْ لَعِبَ ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّقْوَى دَوْرًا بَارِزًا. (عبرانيين ٥:٧؛ ١٢:٢) لكِنَّ ٱلصِّفَةَ ٱلْأَهَمَّ ٱلَّتِي نَبَعَتْ مِنْهَا شَجَاعَتُهُ هِيَ مَحَبَّتُهُ للّٰهِ وَرُفَقَائِهِ ٱلْبَشَرِ. (١ يوحنا ٣:١٦) نَحْنُ أَيْضًا، سَنَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْإِعْرَابِ عَنْ شَجَاعَةٍ كَشَجَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ إِذَا ٱمْتَلَكْنَا ٱلْمَحَبَّةَ إِلَى جَانِبِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى. (افسس ٥:٢) فَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةً كَهذِهِ؟ فِي ٱلْبِدَايَةِ، يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ مَصْدَرَ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.
«اَلْمَحَبَّةُ هِيَ مِنَ ٱللّٰهِ»
٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَهْوَه هُوَ مَصْدَرُ ٱلْمَحَبَّةِ؟
٤ يَهْوَه هُوَ مُجَسَّمُ ٱلْمَحَبَّةِ وَمَصْدَرُهَا عَلَى ٱلسَّوَاءِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لِنَسْتَمِرَّ فِي مَحَبَّةِ بَعْضِنَا بَعْضًا، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ ٱللّٰهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَهُوَ مَوْلُودٌ مِنَ ٱللّٰهِ وَيُحْرِزُ ٱلْمَعْرِفَةَ عَنِ ٱللّٰهِ. وَمَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ ٱللّٰهَ، لِأَنَّ ٱللّٰهَ مَحَبَّةٌ». (١ يوحنا ٤:٧، ٨) فَبِإِمْكَانِ ٱلْمَرْءِ أَنْ يُنَمِّيَ مَحَبَّةً كَمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه مِنْ خِلَالِ نَيْلِهِ مَعْرِفَةً دَقَيقَةً وَتَطْبِيقِهِ هذِهِ ٱلْمَعْرِفَةَ بِطَاعَةٍ قَلْبِيَّةٍ. — فيلبي ١:٩؛ يعقوب ٤:٨؛ ١ يوحنا ٥:٣.
٥، ٦ مَاذَا سَاعَدَ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ شَبِيهَةٍ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟
٥ أَظْهَرَ يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ مَعَ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلـ ١١ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ وَٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْمَحَبَّةِ. قَالَ: «عَرَّفْتُهُمْ بِٱسْمِكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ بِهِ، لِتَكُونَ فِيهِمِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي أَحْبَبْتَنِي بِهَا وَأَكُونَ أَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِهِمْ». (يوحنا ١٧:٢٦) فَقَدْ سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ عَلَى تَنْمِيَةِ مَحَبَّةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ، وَذلِكَ حِينَ عَكَسَ قَوْلًا وَعَمَلًا مَا يُمَثِّلُهُ ٱسْمُ ٱللّٰهِ — أَيْ صِفَاتِ ٱللّٰهِ ٱلرَّائِعَةَ. وَهكَذَا تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْقَوْلِ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا». — يوحنا ١٤:٩، ١٠؛ ١٧:٨.
٦ وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ هِيَ مِنْ نِتَاجِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ. (غلاطية ٥:٢٢) فَعِنْدَمَا نَالَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، لَمْ يَتَذَكَّرُوا مَا عَلَّمَهُمْ إِيَّاهُ يَسُوعُ فَحَسْبُ، بَلْ فَهِمُوا بِشَكْلٍ أَكْمَلَ أَيْضًا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلْفَهْمَ ٱلْأَعْمَقَ قَوَّى مَحَبَّتَهُمْ للّٰهِ. (يوحنا ١٤:٢٦؛ ١٥:٢٦) وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ كَرَزُوا بِٱلْبِشَارَةِ بِجُرْأَةٍ وَغَيْرَةٍ رَغْمَ أَنَّ حَيَاتَهُمْ كَانَتْ مُعَرَّضَةً لِلْخَطَرِ. — اعمال ٥:٢٨، ٢٩.
اَلْإِعْرَابُ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ
٧ مَاذَا ٱضْطُرَّ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى ٱحْتِمَالِهِ فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ؟
٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَللّٰهُ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ جُبْنٍ، بَلْ رُوحَ قُوَّةٍ وَمَحَبَّةٍ وَرَزَانَةٍ». (٢ تيموثاوس ١:٧) وَبُولُسُ كَانَ يَتَكَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ. تَأَمَّلْ فِي مَا عَانَاهُ هُوَ وَبَرْنَابَا فِي رِحْلَتِهِمَا ٱلْإِرْسَالِيَّةِ. فَقَدْ كَرَزَا فِي عَدَدٍ مِنَ ٱلْمُدُنِ، بِمَا فِيهَا أَنْطَاكِيَةُ وَإِيقُونِيَةُ وَلِسْتَرَةُ. وَفِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْمُدُنِ، صَارَ ٱلْبَعْضُ مُؤْمِنِينَ فِي حِينِ أَنَّ آخَرِينَ كَانُوا مُقَاوِمِينَ عِدَائِيِّينَ. (اعمال ١٣:٢، ١٤، ٤٥، ٥٠؛ ١٤:١، ٥) حَتَّى إِنَّ رُعَاعًا مُهْتَاجِينَ فِي لِسْتَرَةَ رَجَمُوا بُولُسَ وَتَرَكُوهُ، ظَانِّينَ أَنَّهُ مَاتَ. لكِنَّ ٱلرِّوَايَةَ تَقُولُ: «لَمَّا أَحَاطَ بِهِ ٱلتَّلَامِيذُ، قَامَ وَدَخَلَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. وَفِي ٱلْغَدِ مَضَى مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دِرْبَةَ». — اعمال ١٤:٦، ١٩، ٢٠.
٨ كَيْفَ عَكَسَتِ ٱلشَّجَاعَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا بُولُسُ وَبَرْنَابَا مَحَبَّتَهُمَا ٱلْعَمِيقَةَ لِلنَّاسِ؟
٨ وَهَلْ مُحَاوَلَةُ ٱلْقَتْلِ هذِهِ أَخَافَتْ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَجَعَلَتْهُمَا يَتَوَقَّفَانِ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ. فَبَعْدَمَا «تَلْمَذَا كَثِيرِينَ» فِي دِرْبَةَ، «عَادَا إِلَى لِسْتَرَةَ فَإِيقُونِيَةَ فَأَنْطَاكِيَةَ». لِمَاذَا؟ لِكَيْ يُشَجِّعَا ٱلْجُدُدَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ. قَالَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا: «بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا بُدَّ أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ شَجَاعَتَهُمَا نَبَعَتْ مِنْ مَحَبَّتِهِمَا ٱلْعَمِيقَةِ ‹لِخِرَافِ ٱلْمَسِيحِ ٱلصَّغِيرَةِ›. (اعمال ١٤:٢١-٢٣؛ يوحنا ٢١:١٥-١٧) وَبَعْدَمَا عَيَّنَا شُيُوخًا فِي كُلٍّ مِنَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُشَكَّلَةِ حَدِيثًا، صَلَّيَا و «ٱسْتَوْدَعَاهُمْ يَهْوَهَ ٱلَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ».
٩ كَيْفَ تَجَاوَبَ شُيُوخُ أَفَسُسَ مَعَ مَحَبَّةِ بُولُسَ لَهُمْ؟
٩ كَانَ بُولُسُ شَخْصًا مُحِبًّا وَشُجَاعًا حَتَّى أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ أَكَنُّوا لَهُ مَحَبَّةً كَبِيرَةً. تَذَكَّرْ مَا جَرَى فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلَّذِي عَقَدَهُ مَعَ شُيُوخِ أَفَسُسَ، حَيْثُ كَانَ قَدْ أَمْضَى ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ وَوَاجَهَ مُقَاوَمَةً شَدِيدَةً. (اعمال ٢٠:١٧-٣١) فَبَعْدَمَا شَجَّعَهُمْ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ، جَثَا مَعَهُمْ وَصَلَّى. ثُمَّ «كَانَ بُكَاءٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ خُصُوصًا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ». فَمَا أَشَدَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ لِبُولُسَ! وَعِنْدَمَا أَتَى وَقْتُ ٱلرَّحِيلِ، ٱضْطُرَّ بُولُسُ وَرِفَاقُهُ فِي ٱلسَّفَرِ أَنْ ‹يَنْسَلِخُوا› لِأَنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمَحَلِيِّينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَدَعُوهُمْ يَذْهَبُونَ. — اعمال ٢٠:٣٦–٢١:١.
١٠ كَيْفَ يُعْرِبُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟
١٠ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُبَادَلُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَشُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ وَكَثِيرُونَ غَيْرُهُمْ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّدِيدَةِ لِأَنَّهُمْ يُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ لِخِرَافِ يَهْوَه. مَثَلًا، فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تُمَزِّقُهَا ٱلْحَرْبُ ٱلْأَهْلِيَّةُ أَوِ ٱلَّتِي يُحْظَرُ فِيهَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ، يُعَرِّضُ ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَزَوْجَاتُهُمْ حَيَاتَهُمْ وَحُرِّيَّتَهُمْ لِلْخَطَرِ لِيَزُورُوا ٱلْجَمَاعَاتِ. وَيُقَاسِي أَيْضًا شُهُودٌ كَثِيرُونَ عَلَى أَيْدِي ٱلْحُكَّامِ ٱلْعِدَائِيِّينَ وَأَتْبَاعِهِمْ لِأَنَّهُمْ يَأْبَوْنَ خِيَانَةَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوِ ٱلْكَشْفَ عَنِ ٱلْمَصْدَرِ ٱلَّذِي يَأْخُذُونَ مِنْهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ. كَمَا أَنَّ آلَافًا آخَرِينَ يُضْطَهَدُونَ، يُعَذَّبُونَ، أَوْ حَتَّى يُقْتَلُونَ لِأَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بَٱلْبِشَارَةِ أَوْ مُعَاشَرَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (اعمال ٥:٢٨، ٢٩؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) فَلْنَقْتَدِ بِإِيمَانِ وَمَحَبَّةِ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلشُّجْعَانِ! — ١ تسالونيكي ١:٦.
لَا تَدَعْ مَحَبَّتَكَ تَبْرُدُ
١١ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ حَرْبًا رُوحِيَّةً عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه، مِمَّا يَسْتَدْعِي أَيَّ أَمْرٍ مِنْ جِهَتِهِمْ؟
١١ عِنْدَمَا طُرِحَ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ عَاقِدَ ٱلْعَزْمِ أَنْ يَصُبَّ جَامَ غَضَبِهِ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه لِأَنَّهُمْ «يَحْفَظُونَ وَصَايَا ٱللّٰهِ [وَيَشْهَدُونَ] لِيَسُوعَ». (رؤيا ١٢:٩، ١٧) وَأَحَدُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلِٱضْطِهَادُ. لكِنَّ هذِهِ ٱلْإِسْتْرَاتِيجِيَّةَ غَالِبًا مَا تَرْتَدُّ عَلَى صَاحِبِهَا لِأَنَّهَا تُقَرِّبُ شَعْبَ ٱللّٰهِ وَاحِدَهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ وَتُقَوِّي أَوَاصِرَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَيْنَهُمْ وَتَدْفَعُ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ غَيْرَةٍ أَكْبَرَ. وَٱلْأُسْلُوبُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلْإِغْرَاءُ بِأُمُورٍ تَرُوقُ ٱلْمُيُولَ ٱلْبَشَرِيَّةَ ٱلْخَاطِئَةَ. وَٱلتَّغَلُّبُ عَلَى هذِهِ ٱلْحِيلَةِ يَتَطَلَّبُ نَوْعًا مُخْتَلِفًا مِنَ ٱلشَّجَاعَةِ لِأَنَّ ٱلصِّرَاعَ ٱلَّذِي نَخُوضُهُ دَاخِلِيٌّ، صِرَاعٌ ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ فِي قَلْبِنَا ‹ٱلْغَادِرِ ٱلَّذِي يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ›. — ارميا ١٧:٩؛ يعقوب ١:١٤، ١٥.
١٢ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ» فِي مُحَاوَلَاتِهِ لِجَعْلِ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ تَخْبُو؟
١٢ يَحْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ فِي جَعْبَتِهِ سِلَاحًا فَتَّاكًا آخَرَ: «رُوحَ ٱلْعَالَمِ»، ٱلدَّافِعَ أَوِ ٱلْمَيْلَ ٱلسَّائِدَ ٱلَّذِي يَتَنَاقَضُ تَمَامًا مَعَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ. (١ كورنثوس ٢:١٢) وَرُوحُ ٱلْعَالَمِ يُرَوِّجُ «شَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ»: ٱلْجَشَعَ وَٱلْمَادِّيَّةَ. (١ يوحنا ٢:١٦؛ ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ وَٱلْمَالَ لَيْسَتْ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا، فَإِذَا حَلَّتْ مَحَبَّتُنَا لَهَا مَحَلَّ مَحَبَّتِنَا للّٰهِ، يَنْتَصِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا. وَتَكْمُنُ «سُلْطَةُ» — أَوْ قُوَّةُ — رُوحِ ٱلْعَالَمِ فِي أَنَّهُ يَرُوقُ جَسَدَنَا ٱلنَّاقِصَ، يَتَسَلَّلُ إِلَيْنَا بِمَكْرٍ، يُلَاحِقُنَا دُونَ هَوَادَةٍ، وَيَنْتَشِرُ ٱنْتِشَارَ ٱلْهَوَاءِ. فَلَا تَدَعْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ يُفسِدُ قلبَك! — افسس ٢:٢، ٣؛ امثال ٤:٢٣.
١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُوضَعَ شَجَاعَتُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟
١٣ لكِنَّ مُقَاوَمَةَ وَرَفْضَ رُوحِ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ يَتَطَلَّبَانِ ٱلشَّجَاعَةَ فِي فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ. مَثَلًا، تَلْزَمُ ٱلشَّجَاعَةُ لِمُغَادَرَةِ ٱلْمَسْرَحِ أَوْ إِطْفَاءِ ٱلْكُمْبْيُوتَرِ أَوِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ عِنْدَمَا نَرَى مَشَاهِدَ أَوْ صُوَرًا إِبَاحِيَّةً. وَٱلشَّجَاعَةُ أَيْضًا لَازِمَةٌ لِمُقَاوَمَةِ ضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ وَٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. كَمَا تَلْزَمُ ٱلشَّجَاعَةُ لِتَأْيِيدِ شَرَائِعِ وَمَبَادِئِ ٱللّٰهِ فِي وَجْهِ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْجِيرَانِ أَوِ ٱلْأَقْرِبَاءِ. — ١ كورنثوس ١٥:٣٣؛ ١ يوحنا ٥:١٩.
١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱكْتَشَفْنَا أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ أَثَّرَ فِينَا؟
١٤ إِذًا، كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُرَسِّخَ مَحَبَّتَنَا للّٰهِ وَلِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ! خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِفَحْصِ أَهْدَافِكَ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِكَ لِكَيْ تَعْرِفَ هَلْ أَثَّرَ فِيكَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِطَرِيقَةٍ مَا. وَإِذَا ٱكْتَشَفْتَ أَنَّهُ أَثَّرَ فِيكَ، وَلَوْ قَلِيلًا، فَصَلِّ إِلَى يَهْوَه لِيَمْنَحَكَ ٱلشَّجَاعَةَ بُغْيَةَ ٱسْتِئْصَالِ هذَا ٱلتَّأْثِيرِ وَتَجَنُّبِهِ. وَيَهْوَه لَنْ يَتَجَاهَلَ طِلْبَاتِكَ ٱلْمُخْلِصَةَ هذِهِ. (مزمور ٥١:١٧) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، إِنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ رُوحِ ٱلْعَالَمِ. — ١ يوحنا ٤:٤.
مُوَاجَهَةُ ٱلْمِحَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ بِشَجَاعَةٍ
١٥، ١٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ عَلَى تَخَطِّي ٱلْمِحَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ، وَأَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ ذلِكَ؟
١٥ تَشْمُلُ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي يُضْطَرُّ خُدَّامُ يَهْوَه إِلَى مُجَابَهَتِهَا آثَارَ ٱلنَّقْصِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا تُؤَدِّي إِلَى ٱلْأَمْرَاضِ، ٱلْإِعَاقَةِ، ٱلْكَآبَةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ. (روما ٨:٢٢) وَٱلْمَحَبَّةُ ٱلشَّبِيهَةُ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَخَطِّي هذِهِ ٱلْمِحَنِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ نَامَانْڠُولْوَا ٱلَّتِي تَرَعْرَعَتْ فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ فِي زَامْبيَا. فَقَدْ أُصِيبَتْ بِإِعَاقَةٍ عِنْدَمَا كَانَتْ فِي ٱلثَّانِيَةِ مِنْ عُمْرِهَا. تَقُولُ: «كُنْتُ خَجُولَةً جِدًّا لِأَنِّي ٱعْتَقَدْتُ أَنَّ مَظْهَرِي سَيَصْدِمُ ٱلنَّاسَ حَوْلِي. لكِنَّ إِخْوَتِي ٱلرُّوحِيِّينَ سَاعَدُونِي أَنْ أَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، تَغَلَّبْتُ عَلَى خَجَلِي وَٱعْتَمَدْتُ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ».
١٦ رَغْمَ أَنْ نَامَانْڠُولْوَا لَدَيْهَا كُرْسِيٌّ مُتَحَرِّكٌ، كَثِيرًا مَا تُضْطَرُّ إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى يَدَيْهَا وَرُكْبَتَيْهَا عِنْدَمَا تَكُونُ فِي طَرِيقٍ رَمْلِيٍّ وَسِخٍ. مَعَ ذلِكَ، فَهِيَ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ إِضَافِيَّةٍ شَهْرَيْنِ فِي ٱلسَّنَةِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. وَذَاتَ مَرَّةٍ، بَكَتْ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ عِنْدَمَا كَانَتْ نَامَانْڠُولْوَا تَشْهَدُ لَهَا. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهَا تَأَثَّرَتْ حِينَ رَأَتْ إِيمَانَهَا وَشَجَاعَتَهَا. وَقَدْ بَارَكَهَا يَهْوَه بِسَخَاءٍ، إِذِ ٱعْتَمَدَ خَمْسَةٌ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ تَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. كَمَا أَنَّ أَحَدَ ٱلَّذِينَ دَرَسَتْ مَعَهُمْ يَخْدُمُ ٱلْآنَ كَشَيْخٍ. تَقُولُ نَامَانْڠُولْوُا: «كَثِيرًا مَا أَشْعُرُ بِأَلَمٍ شَدِيدٍ فِي سَاقَيَّ، لكِنَّنِي لَا أَسْمَحُ لِذلِكَ بِإِعَاقَتِي عَنْ خِدْمَتِي». هذِهِ ٱلْأُخْتُ هِيَ مُجَرَّدُ شَاهِدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ بَيْنِ شُهُودٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لَدَيْهِمْ جَسَدٌ وَاهِنٌ وَلكِنَّ رُوحَهُمْ مُتَّقِدَةٌ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمْ للّٰهِ وَلِقَرِيبِهِمْ. وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ هؤُلَاءِ هُمْ «نَفَائِسُ» فِي نَظَرِ يَهْوَه. — حجاي ٢:٧.
١٧، ١٨ مَاذَا يُسَاعِدُ كَثِيرِينَ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمِحَنِ ٱلْأُخْرَى؟ اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارَاتٍ مَحَلِّيَّةً.
١٧ يُمْكِنُ لِلْمَرَضِ ٱلْمُزْمِنِ أَنْ يُسَبِّبَ لَنَا ٱلتَّثَبُّطَ، لَا بَلِ ٱلْكَآبَةَ أَيْضًا. يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ: «فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي أَحْضُرُهُ، هُنَالِكَ أُخْتٌ مُصَابَةٌ بِٱلدَّاءِ ٱلسُّكَّرِيِّ وَٱلْقُصُورِ ٱلْكَلَوِيِّ، وَتُعَانِي أُخْتٌ أُخْرَى مِنَ ٱلسَّرَطَانِ. وَثَمَّةَ أُخْتَانِ لَدَيْهِمَا ٱلْتِهَابُ مَفَاصِلَ حَادٌّ، وَأُخْتٌ أُخْرَى مُصَابَةٌ بِٱلذَّأَبِ وَٱلْأَلَمِ ٱلْعَضَلِيِّ ٱللِّيفِيِّ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. وَهؤُلَاءِ ٱلْأَخَوَاتُ يَشْعُرْنَ أَحْيَانًا بِٱلتَّثَبُّطِ، لكِنَّهُنَّ لَا يُفَوِّتْنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِلَّا عِنْدَمَا يَشْتَدُّ عَلَيْهِنَّ ٱلْمَرَضُ أَوْ يَدْخُلْنَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى. وَجَمِيعُهُنَّ يَشْتَرِكْنَ بِٱنْتِظَامٍ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَهُنَّ يُذَكِّرْنَنِي بِبُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ: ‹عِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا، فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا›. أَنَا مُعْجَبٌ بِمَحَبَّتِهِنَّ وَشَجَاعَتِهِنَّ. فَرُبَّمَا حَالَتُهُنَّ ٱلصِّحِّيَّةُ هِيَ مَا يَجْعَلُهُنَّ يُرَكِّزْنَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْأَهَمِّ فِي ٱلْحَيَاةِ». — ٢ كورنثوس ١٢:١٠.
١٨ فَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ ٱلْإِعَاقَةَ أَوِ ٱلْمَرَضَ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى، ‹فَصَلِّ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ› طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ لِكَيْلَا تَقَعَ ضَحِيَّةَ ٱلتَّثَبُّطِ. (١ تسالونيكي ٥:١٤، ١٧) لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتُعَانِي تَقَلُّبَاتٍ فِي ٱلْمَزَاجِ. وَلكِنْ حَاوِلْ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ، وَخُصُوصًا عَلَى رَجَاءِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلثَّمِينِ. قَالَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ: «خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ هِيَ بِمَثَابَةِ دَوَاءٍ لِي». فَإِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْبِشَارَةِ يُسَاعِدُهَا أَنْ تُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.
اَلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُ ٱلْخُطَاةَ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَه
١٩، ٢٠ (أ) مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً مَا لِيَسْتَجْمِعُوا ٱلْجُرْأَةَ لِكَيْ يَعُودُوا إِلَى يَهْوَه؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ ضَعُفُوا رُوحِيًّا أَوِ ٱرْتَكَبُوا خَطَأً مَا يَسْتَصْعِبُونَ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى يَهْوَه. لكِنَّ أَمْثَالَ هؤُلَاءِ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَجِدُوا ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ إِذَا تَابُوا تَوْبَةً أَصِيلَةً وَأَضْرَمُوا مَحَبَّتَهُمْ للّٰهِ مِنْ جَدِيدٍ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مَارْيُوa ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. فَقَدْ تَرَكَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، صَارَ مُدْمِنًا عَلَى ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ، وَبَعْدَ ٢٠ سَنَةً ٱنْتَهَى بِهِ ٱلْمَطَافُ إِلَى ٱلسِّجْنِ. يَقُولُ: «اِبْتَدَأْتُ أُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي مُسْتَقْبَلِي وَأَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُجَدَّدًا. وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، صِرْتُ أُقَدِّرُ صِفَاتِ يَهْوَه، وَخُصُوصًا رَحْمَتَهُ ٱلَّتِي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَطْلُبُهَا فِي صَلَاتِي. بَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِي مِنَ ٱلسِّجْنِ، تَجَنَّبْتُ عُشَرَائِي ٱلسَّابِقِينَ، ذَهَبْتُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَأُعِدْتُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ. وَرَغْمَ أَنَّنِي أَحْصُدُ ٱلْعَوَاقِبَ ٱلْجَسَدِيَّةَ لِمَا زَرَعْتُ، فَعَلَى ٱلْأَقَلِّ لَدَيَّ ٱلْآنَ رَجَاءٌ رَائِعٌ. فَكَمْ أَنَا شَاكِرٌ لِيَهْوَه عَلَى رَأْفَتِهِ وَغُفْرَانِهِ!». — مزمور ١٠٣:٩-١٣؛ ١٣٠:٣، ٤؛ غلاطية ٦:٧، ٨.
٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ مَرُّوا بِٱخْتِبَارٍ مُمَاثِلٍ لِٱخْتِبَارِ مَارْيُو عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ لِلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَه. لكِنَّ مَحَبَّتَهُمُ ٱلَّتِي أَعَادُوا إِضْرَامَهَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّأَمُّلِ سَتَمْنَحُهُمُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّصْمِيمَ ٱللَّازِمَيْنِ. وَٱلْأَمْرُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي قَوَّى مَارْيُو هُوَ رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ. فَإِلَى جَانِبِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّقْوَى، يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجَاءِ تَأْثِيرٌ إِيجَابِيٌّ فِي حَيَاتِنَا. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَتَحَدَّثُ بِٱلتَّفْصِيلِ عَنْ هذِهِ ٱلْهِبَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ.
[الحاشية]
a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمِ.
هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا؟
• كَيْفَ سَاعَدَتِ ٱلْمَحَبَّةُ يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ شَجَاعَةٍ مُمَيَّزَةٍ؟
• كَيْفَ مَنَحَتِ ٱلْمَحَبَّةُ لِلْإِخْوَةِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا شَجَاعَةً فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا؟
• بِأَيَّةِ وَسَائِلَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ جَعْلَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ تَخْبُو؟
• أَيَّةُ مِحَنٍ تَمْنَحُنَا ٱلْمَحَبَّةُ لِيَهْوَه ٱلشَّجَاعَةَ لِٱحْتِمَالِهَا؟
[الصورة في الصفحة ٢٣]
مَحَبَّةُ بُولُسَ لِلنَّاسِ بَثَّتْ فِيهِ ٱلشَّجَاعَةَ عَلَى ٱلْمُثَابَرَةِ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
اَلشَّجَاعَةُ لَازِمَةٌ لِتَأْيِيدِ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
نَامَانْڠُولْوَا سُوتُوتُو