كُنْ وَاعِيًا، فَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ ٱلْتِهَامَكَ!
«كُونُوا وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ. إِنَّ خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». — ١ بط ٥:٨.
١ كَيْفَ تَمَرَّدَ أَحَدُ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ وَصَارَ ٱلشَّيْطَانَ؟
كَانَ مَلَاكًا يَتَمَتَّعُ بِرِضَى يَهْوَهَ. غَيْرَ أَنَّهُ بَدَأَ لَاحِقًا يَشْتَهِي أَنْ يَعْبُدَهُ ٱلْبَشَرُ. وَعِوَضَ أَنْ يَطْرُدَ هٰذِهِ ٱلرَّغْبَةَ غَيْرَ ٱللَّائِقَةِ، غَذَّاهَا وَنَمَّاهَا إِلَى أَنْ وَلَدَتْ خَطِيَّةً. (يع ١:١٤، ١٥) نَحْنُ لَا نَعْرِفُ ٱلِٱسْمَ ٱلْأَصْلِيَّ لِهٰذَا ٱلْمَخْلُوقِ ٱلرُّوحَانِيِّ، وَلٰكِنَّنَا نَدْعُوهُ ٱلشَّيْطَانَ. فَهُوَ «لَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ»، بَلْ تَمَرَّدَ عَلَى يَهْوَهَ وَصَارَ ‹أَبَا ٱلْكَذِبِ›. — يو ٨:٤٤.
٢، ٣ مَاذَا تَكْشِفُ ٱلْأَلْقَابُ «ٱلشَّيْطَانُ»، «إِبْلِيسُ»، «ٱلْحَيَّةُ»، وَ «ٱلتِّنِّينُ» عَنْ أَلَدِّ عَدُوٍّ لِيَهْوَهَ؟
٢ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ مُنْذُ تَمَرُّدِهِ أَلَدَّ عَدُوٍّ لِيَهْوَهَ، وَمَا مِنْ شَكٍّ أَنَّهُ لَيْسَ صَدِيقًا لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَتُظْهِرُ ٱلْأَلْقَابُ ٱلْمَنْسُوبَةُ إِلَيْهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَدَى شَرِّهِ وَفَسَادِهِ. فَٱلشَّيْطَانُ لَقَبٌ يَعْنِي «ٱلْمُقَاوِمَ»، مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هٰذَا ٱلْمَخْلُوقَ ٱلرُّوحَانِيَّ ٱلشِّرِّيرَ لَا يَدْعَمُ سُلْطَانَ ٱللّٰهِ، بَلْ يُبْغِضُهُ وَيُقَاوِمُهُ بِشَرَاسَةٍ. فَأَحَبُّ أُمْنِيَةٍ إِلَى قَلْبِ ٱلشَّيْطَانِ هِيَ أَنْ يَرَى نِهَايَةَ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.
٣ وَبِحَسَبِ ٱلرُّؤْيَا ١٢:٩، يُدْعَى ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا إِبْلِيسَ، أَيِ «ٱلْمُفْتَرِيَ». وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شَوَّهَ سُمْعَةَ يَهْوَهَ بِٱتِّهَامِهِ بِٱلْكَذِبِ. وَيُذَكِّرُنَا ٱلتَّعْبِيرُ «ٱلْحَيَّةُ ٱلْأُولَى» بِذَاكَ ٱلْيَوْمِ ٱلْمَأْسَاوِيِّ فِي عَدْنٍ حِينَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلشَّيْطَانُ حَيَّةً لِيَخْدَعَ حَوَّاءَ. أَمَّا ٱلتَّعْبِيرُ «ٱلتِّنِّينُ ٱلْعَظِيمُ» فَيَسْتَحْضِرُ إِلَى ذِهْنِنَا صُورَةَ وَحْشٍ مُرْعِبٍ، وَهُوَ يُلَائِمُ تَمَامًا شَرَاسَةَ ٱلشَّيْطَانِ وَرَغْبَتَهُ ٱلْعَارِمَةَ فِي عَرْقَلَةِ قَصْدِ يَهْوَهَ وَإِبَادَةِ شَعْبِهِ.
٤ مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٤ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُشَكِّلُ ٱلتَّهْدِيدَ ٱلْأَخْطَرَ لِٱسْتِقَامَتِنَا. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كُونُوا وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ. إِنَّ خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا». (١ بط ٥:٨) لِذَا، سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ ثَلَاثًا مِنْ صِفَاتِ ٱلشَّيْطَانِ تُحَتِّمُ عَلَيْنَا حِمَايَةَ أَنْفُسِنَا مِنْ هٰذَا ٱلْعَدُوِّ ٱلشِّرِّيرِ.
اَلشَّيْطَانُ قَوِيٌّ
٥، ٦ (أ) أَيُّ مِثَالَيْنِ يُظْهِرَانِ قُوَّةَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ؟ (ب) مَا مَعْنَى أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ «فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ ٱلْمَوْتَ»؟
٥ إِنَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةَ ٱلْمَدْعُوَّةَ مَلَائِكَةً هُمْ ‹مُقْتَدِرُونَ قُوَّةً›. (مز ١٠٣:٢٠) وَهُمْ يَفُوقُونَ ٱلْبَشَرَ ذَكَاءً وَقُوَّةً. طَبْعًا، يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَبْرَارُ قُوَّتَهُمْ لِلْخَيْرِ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، ضَرَبَ مَلَاكُ يَهْوَهَ ٠٠٠,١٨٥ جُنْدِيٍّ أَشُّورِيٍّ مُعَادٍ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ، عَمَلٌ يَسْتَحِيلُ عَلَى إِنْسَانٍ وَاحِدٍ، بَلْ يَصْعُبُ عَلَى جَيْشٍ بِكَامِلِهِ، أَنْ يَقُومَ بِهِ. (٢ مل ١٩:٣٥) وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، ٱسْتَخْدَمَ مَلَاكٌ قُوَّتَهُ ٱلْخَارِقَةَ وَبَرَاعَتَهُ ٱلْفَائِقَةَ لِيُحَرِّرَ رُسُلَ يَسُوعَ مِنَ ٱلسِّجْنِ. فَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ وُجُودِ ٱلْحُرَّاسِ، تَخَطَّى هٰذَا ٱلْمَخْلُوقُ ٱلرُّوحَانِيُّ كُلَّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْأَمْنِيَّةِ، فَتَحَ أَبْوَابَ ٱلسِّجْنِ، حَرَّرَ ٱلرُّسُلَ، وَمِنْ ثُمَّ أَقْفَلَ ٱلْأَبْوَابَ خَلْفَهُمْ! — اع ٥:١٨-٢٣.
٦ وَلٰكِنْ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْأَبْرَارَ يَسْتَخْدِمُونَ قُوَاهُمْ لِلْخَيْرِ، يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ قُوَّتَهُ لِلشَّرِّ. وَيَا لَلْقُوَّةِ وَٱلتَّأْثِيرِ ٱللَّذَيْنِ يَمْتَلِكُهُمَا! فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَقُولُ إِنَّهُ «حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ» وَ «إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا». (يو ١٢:٣١؛ ٢ كو ٤:٤) حَتَّى إِنَّهُ «فِي وُسْعِهِ أَنْ يُسَبِّبَ ٱلْمَوْتَ». (عب ٢:١٤) لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّهُ يَقْتُلُ كُلَّ ٱلنَّاسِ مُبَاشَرَةً، بَلْ يَعْنِي أَنَّهُ مَصْدَرُ رُوحِ ٱلْبُغْضِ وَٱلْقَتْلِ ٱلْمُتَغَلْغِلَةِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، نَتِيجَةَ كِذْبَتِهِ ٱلَّتِي صَدَّقَتْهَا حَوَّاءُ وَبِسَبَبِ تَمَرُّدِ آدَمَ عَلَى ٱللّٰهِ، وَرِثَ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ. (رو ٥:١٢) فَهُوَ «قَاتِلٌ» تَمَامًا كَمَا دَعَاهُ يَسُوعُ. (يو ٨:٤٤) فَيَا لَهُ مِنْ عَدُوٍّ قَوِيٍّ!
٧ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْأَبَالِسَةَ أَقْوِيَاءُ؟
٧ عِنْدَمَا نُقَاوِمُ ٱلشَّيْطَانَ، يُعَادِينَا أَيْضًا كُلُّ ٱلَّذِينَ يَصْطَفُّونَ إِلَى جَانِبِهِ فِي قَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ. وَيَشْمُلُ هٰؤُلَاءِ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ، أَوِ ٱلْأَبَالِسَةِ. (رؤ ١٢:٣، ٤) وَكَثِيرًا مَا بَرْهَنَ ٱلْأَبَالِسَةُ أَنَّ قُوَّتَهُمْ تَفُوقُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ، مُسَبِّبِينَ ٱلشَّقَاءَ وَٱلْعَذَابَ لِضَحَايَاهُمْ. (مت ٨:٢٨-٣٢؛ مر ٥:١-٥) فَلَا نَسْتَهِنْ أَبَدًا بِقُوَّةِ أُولٰئِكَ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَشْرَارِ أَوْ قُوَّةِ «رَئِيسِ ٱلشَّيَاطِينِ». (مت ٩:٣٤) فَبِدُونِ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، لَنْ نَسْتَطِيعَ أَبَدًا ٱلِٱنْتِصَارَ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ.
اَلشَّيْطَانُ شَرِسٌ
٨ (أ) مَا هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) بِرَأْيِكَ، كَيْفَ يَعْكِسُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ شَرَاسَةَ ٱلشَّيْطَانِ؟
٨ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلشَّيْطَانَ ‹بِأَسَدٍ زَائِرٍ›. وَبِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ، إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «زَائِرٍ» تَعْنِي «زَمْجَرَةَ حَيَوَانٍ مَسْعُورٍ جُوعًا». وَكَمْ يُلَائِمُ هٰذَا ٱلْوَصْفُ شَرَاسَةَ ٱلشَّيْطَانِ! فَمَعَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ تَحْتَ سُلْطَتِهِ، لَا يَزَالُ شَرِهًا إِلَى ٱلْتِهَامِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلضَّحَايَا. (١ يو ٥:١٩) فَٱلْعَالَمُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ مُجَرَّدُ «مُقَبِّلَاتٍ». أَمَّا «ٱلطَّبَقُ ٱلرَّئِيسِيُّ» ٱلَّذِي يَضَعُ عَيْنَهُ عَلَيْهِ فَهُوَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَرُفَقَاؤُهُمُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›. (يو ١٠:١٦؛ رؤ ١٢:١٧) فَٱلشَّيْطَانُ مُصَمِّمٌ عَلَى ٱفْتِرَاسِ شَعْبِ يَهْوَهَ. وَسِلْسِلَةُ ٱلِٱضْطِهَادَاتِ ٱلَّتِي أَطْلَقَهَا عَلَى أَتْبَاعِ يَسُوعَ بَدْءًا مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى شَرَاسَتِهِ.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ إِعَاقَةَ قَصْدِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟ (أَعْطِ أَمْثِلَةً.) (ب) لِمَ ٱمْتَلَكَ ٱلشَّيْطَانُ حَافِزًا قَوِيًّا لِيَصُبَّ تَرْكِيزَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟ (ج) كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلشَّيْطَانُ بِرَأْيِكَ عِنْدَمَا يَرْتَكِبُ خَادِمٌ لِيَهْوَهَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً ٱلْيَوْمَ؟
٩ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يُظْهِرُ ٱلشَّيْطَانُ شَرَاسَتَهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. فَٱلْأَسَدُ ٱلْجَائِعُ لَا يَرْحَمُ طَرِيدَتَهُ، فَلَا يُشْفِقُ عَلَيْهَا قَبْلَ قَتْلِهَا وَلَا يَشْعُرُ بِٱلنَّدَمِ بَعْدَ ٱلْفَتْكِ بِهَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا يُشْفِقُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُحَاوِلُ ٱلْتِهَامَهُمْ. فَكِّرْ مَثَلًا كَيْفَ شَعَرَ كُلَّ مَرَّةٍ ٱسْتَسْلَمَ فِيهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِخَطَايَا كَٱلْعَهَارَةِ وَٱلْجَشَعِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلْأَسَدَ ٱلزَّائِرَ يُحِسُّ بِنَشْوَةِ ٱلِٱنْتِصَارِ وَهُوَ يَرَى ٱلْعَوَاقِبَ ٱلْمَأْسَاوِيَّةَ لِعَهَارَةِ زِمْرِي وَجَشَعِ جِيحَزِي؟ — عد ٢٥:٦-٨، ١٤، ١٥؛ ٢ مل ٥:٢٠-٢٧.
١٠ لَقَدِ ٱمْتَلَكَ ٱلشَّيْطَانُ حَافِزًا قَوِيًّا لِيَصُبَّ تَرْكِيزَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ سَتُنْتِجُ ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي سَيَسْحَقُ ٱلشَّيْطَانَ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَ يَهْوَهَ. (تك ٣:١٥) لِذٰلِكَ لَمْ يُرِدِ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَحْظَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِرِضَى ٱللّٰهِ، وَٱسْتَمَاتَ بِشَرَاسَةٍ فِي إِفْسَادِهِمْ بِٱلْخَطِيَّةِ. فَلَا تَظُنَّ أَنَّهُ تَأَسَّفَ عَلَى دَاوُدَ حِينَ ٱرْتَكَبَ ٱلزِّنَى، أَوْ أَنَّهُ تَعَاطَفَ مَعَ مُوسَى حِينَ لَمْ يَعُدْ مُؤَهَّلًا لِدُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، فَهُوَ يَبْتَهِجُ عِنْدَمَا يَتَلَطَّخُ أَحَدُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ بِخَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ. وَقَدْ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلِٱنْتِصَارَاتُ مِنْ بَيْنِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُعَيِّرُ بِهَا إِبْلِيسُ يَهْوَهَ. — ام ٢٧:١١.
١١ لِأَيِّ سَبَبٍ مُحْتَمَلٍ ٱسْتَهْدَفَ ٱلشَّيْطَانُ سَارَةَ؟
١١ أَضْمَرَ ٱلشَّيْطَانُ عِدَاءً خَاصًّا لِلسُّلَالَةِ ٱلَّتِي كَانَ سَيَتَحَدَّرُ مِنْهَا ٱلْمَسِيَّا. إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ بَعْدَمَا قَالَ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ سَيَصِيرُ «أُمَّةً عَظِيمَةً». (تك ١٢:١-٣) فَحِينَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ فِي مِصْرَ، أَحْضَرَ فِرْعَوْنُ سَارَةَ إِلَى بَيْتِهِ لِيَأْخُذَهَا زَوْجَةً لَهُ عَلَى مَا يَتَّضِحُ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ تَدَخَّلَ وَخَلَّصَهَا مِنْ هٰذَا ٱلْمَأْزِقِ. (اقرإ التكوين ١٢:١٤-٢٠.) وَقَبْلَ وِلَادَةِ إِسْحَاقَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، حَصَلَتْ حَادِثَةٌ مُمَاثِلَةٌ فِي جَرَارَ. (تك ٢٠:١-٧) فَهَلْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ هُوَ مَنْ يَقِفُ وَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ فِي هَاتَيْنِ ٱلْحَادِثَتَيْنِ؟ هَلْ كَانَ يَأْمُلُ أَنْ تُغْرَى سَارَةُ بِقُصُورِ فِرْعَوْنَ وَأَبِيمَالِكَ ٱلْفَخْمَةِ، بَعْدَمَا تَرَكَتْ مَدِينَةَ أُورَ ٱلْمُزْدَهِرَةَ لِتَعِيشَ فِي خِيَامٍ؟ وَهَلْ ظَنَّ أَنَّهَا سَتَخُونُ زَوْجَهَا وَتَخُونُ يَهْوَهَ أَيْضًا بِٱلزَّوَاجِ مِنْ أَحَدِ هٰذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ؟ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ذٰلِكَ، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ إِبْلِيسَ كَانَ سَيَبْتَهِجُ لَوْ جَرَّدَ سَارَةَ مِنْ أَهْلِيَّتِهَا لِتَحْمِلَ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ. وَلَمْ يَكُنْ لِيَشْعُرَ بِوَخْزِ ٱلضَّمِيرِ لِأَنَّهُ حَطَّمَ زَوَاجَ ٱمْرَأَةٍ صَالِحَةٍ، وَشَوَّهَ سُمْعَتَهَا، وَدَمَّرَ عَلَاقَتَهَا بِيَهْوَهَ. فَكَمْ شَرِسٌ هُوَ ٱلشَّيْطَانُ!
١٢، ١٣ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلشَّيْطَانُ شَرَاسَتَهُ بَعْدَ وِلَادَةِ يَسُوعَ؟ (ب) كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلشَّيْطَانُ بِرَأْيِكَ حِيَالَ ٱلصِّغَارِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيُجَاهِدُونَ لِيَخْدُمُوهُ ٱلْيَوْمَ؟
١٢ بَعْدَ قُرُونٍ مِنْ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، وُلِدَ ٱلطِّفْلُ يَسُوعُ. وَلَا تَعْتَقِدْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ رَأَى هٰذَا ٱلطِّفْلَ جَمِيلًا وَنَاعِمًا. لَقَدْ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا ٱلْمَوْلُودَ حَدِيثًا سَيَصِيرُ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودَ بِهِ عِنْدَمَا يَكْبُرُ. فَيَسُوعُ هُوَ ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي ‹سَيُحْبِطُ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ›. (١ يو ٣:٨) فَهَلْ فَكَّرَ ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ إِمَاتَةَ طِفْلٍ سَتَكُونُ تَمَادِيًا فِي ٱلْوَحْشِيَّةِ؟ قَطْعًا لَا. فَٱلشَّيْطَانُ لَا يَتَمَتَّعُ بِأَخْلَاقٍ شَرِيفَةٍ. لِذٰلِكَ لَمْ يَتَوَانَ عَنْ تَدْبِيرِ مُحَاوَلَةٍ لِقَتْلِ يَسُوعَ. كَيْفَ؟
١٣ اِضْطَرَبَ ٱلْمَلِكُ هِيرُودُسُ عِنْدَمَا سَأَلَ ٱلْمُنَجِّمُونَ عَنِ «ٱلْمَوْلُودِ مَلِكِ ٱلْيَهُودِ»، وَعَقَدَ ٱلْعَزْمَ عَلَى قَتْلِهِ. (مت ٢:١-٣، ١٣) وَلِكَيْ يَحْرِصَ عَلَى إِنْجَازِ ٱلْمُهِمَّةِ، أَمَرَ بِإِعْدَامِ جَمِيعِ ٱلصِّبْيَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ وَفِي جَمِيعِ نَوَاحِيهَا، مِنِ ٱبْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ. (اقرأ متى ٢:١٣-١٨.) وَكَمَا نَعْلَمُ، نَجَا يَسُوعُ بِجِلْدِهِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَجْزَرَةِ ٱلْوَحْشِيَّةِ. وَلٰكِنْ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ عَدُوِّنَا ٱلشَّيْطَانِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَا يَكْتَرِثُ أَلْبَتَّةَ بِحَيَاةِ ٱلْبَشَرِ، وَلَا يَمْلِكُ ذَرَّةَ عَاطِفَةٍ نَحْوَ ٱلْأَطْفَالِ. إِنَّهُ حَقًّا ‹لَأَسَدٌ زَائِرٌ›. فَلَا تَسْتَهِنَنَّ يَوْمًا بِشَرَاسَتِهِ!
اَلشَّيْطَانُ مُخَادِعٌ
١٤، ١٥ كَيْفَ ‹يُعْمِي ٱلشَّيْطَانُ أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ›؟
١٤ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلشَّيْطَانُ إِبْعَادَ ٱلْبَشَرِ عَنْ عِبَادَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْمُحِبِّ يَهْوَهَ إِلَّا عَنْ طَرِيقِ ٱلْخِدَاعِ. (١ يو ٤:٨) فَهُوَ يَخْدَعُ ٱلنَّاسَ، فَلَا «يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ». (مت ٥:٣) وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ‹يُعْمِي أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، لِئَلَّا تُضِيءَ إِنَارَةُ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْمَجِيدَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللّٰهِ›. — ٢ كو ٤:٤.
١٥ وَٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ هُوَ إِحْدَى أَهَمِّ ٱلْوَسَائِلِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشَّيْطَانُ لِيَخْدَعَ ٱلْبَشَرَ. فَكَمْ يَفْرَحُ حِينَ يَرَاهُمْ يَعْبُدُونَ أَسْلَافَهُمُ، ٱلطَّبِيعَةَ، أَوِ ٱلْحَيَوَانَاتِ؛ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، لِيَعْبُدُوا مَنْ أَوْ مَا يَشَاؤُونَ سِوَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي «يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ»! (خر ٢٠:٥) حَتَّى ٱلَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ ٱللّٰهَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّائِبَةِ هُمْ بِأَكْثَرِيَّتِهِمْ مُكَبَّلُونَ بِعَقَائِدَ بَاطِلَةٍ وَشَعَائِرَ لَا جَدْوَى مِنْهَا. إِنَّهُمْ فِي حَالَةٍ يُرْثَى لَهَا، عَلَى غِرَارِ مَنْ نَاشَدَهُمْ يَهْوَهُ قَائِلًا: «لِمَاذَا تُنْفِقُونَ مَالًا عَلَى مَا لَيْسَ خُبْزًا، وَلِمَاذَا تَتْعَبُونَ لِمَا لَا شَبَعَ فِيهِ؟ اِسْمَعُوا لِي سَمَاعًا، وَكُلُوا ٱلطَّيِّبَ، وَلْتَتَلَذَّذْ بِٱلدَّسَمِ نُفُوسُكُمْ». — اش ٥٥:٢.
١٦، ١٧ (أ) لِمَ قَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ»؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْدَعَنَا ٱلشَّيْطَانُ لِنَخْسَرَ رُوحَ ٱلْإِلْحَاحِ؟
١٦ وَبِمَقْدُورِ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْدَعَ خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْغَيُورِينَ أَيْضًا. خُذْ مَثَلًا مَا حَصَلَ عِنْدَمَا أَخْبَرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنَّهُ سَيُقْتَلُ. فَقَدْ أَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا، بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ طَبْعًا، وَقَالَ لَهُ: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا». لٰكِنَّ يَسُوعَ أَجَابَهُ بِحَزْمٍ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!». (مت ١٦:٢٢، ٢٣) فَلِمَاذَا قَالَ لِبُطْرُسَ إِنَّهُ «شَيْطَانٌ»؟ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي سَتَحْدُثُ قَرِيبًا: أَنَّهُ سَيَمُوتُ كَذَبِيحَةٍ فِدَائِيَّةٍ وَيُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَذَّابٌ. لِذَا، لَمْ يَكُنِ ٱلْوَقْتُ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْحَرِجَةِ مِنْ تَارِيخِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ‹لِيَلْطُفَ› بِنَفْسِهِ، أَوْ يُهَوِّنَ عَلَيْهَا. فَهٰذَا بِٱلذَّاتِ مَا أَرَادَهُ ٱلشَّيْطَانُ.
١٧ نَعِيشُ نَحْنُ أَيْضًا فِي أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ فِيمَا نَدْنُو مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ. وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ ‹نَلْطُفَ› بِنَفْسِنَا، أَوْ نُهَوِّنَ عَلَيْهَا، بِتَأْمِينِ حَيَاةٍ مُرِيحَةٍ لَنَا فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ، مَا يُؤَدِّي إِلَى خَسَارَةِ رُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ. فَلَا تَقَعْ فِي هٰذَا ٱلْفَخِّ، بَلْ ‹دَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ›. (مت ٢٤:٤٢) وَلَا تُصَدِّقْ أَبَدًا ٱلدِّعَايَةَ ٱلشَّيْطَانِيَّةَ ٱلْخَادِعَةَ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ بَعِيدَةٌ، أَوْ أَنَّهَا لَنْ تَأْتِيَ إِطْلَاقًا.
١٨، ١٩ (أ) أَيَّةُ نَظْرَةٍ إِلَى أَنْفُسِنَا يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَخْدَعَنَا بِهَا؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَبْقَى وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ؟
١٨ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ خِدَاعَنَا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى أَيْضًا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعْتَقِدَ أَنَّنَا لَا نَسْتَحِقُّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ وَأَنَّ خَطَايَانَا لَا يُمْكِنُ غُفْرَانُهَا. وَهٰذَا كُلُّهُ جُزْءٌ مِنَ ٱلدِّعَايَةِ ٱلشَّيْطَانِيَّةِ ٱلْخَادِعَةِ. فَبِرَأْيِكَ، مَنْ هُوَ حَقًّا غَيْرُ مَحْبُوبٍ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟ إِنَّهُ ٱلشَّيْطَانُ. وَمَنْ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ٱللّٰهُ أَبَدًا؟ اَلْجَوَابُ هُوَ أَيْضًا ٱلشَّيْطَانُ. أَمَّا نَحْنُ فَيُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَللّٰهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ». (عب ٦:١٠) فَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ جُهُودَنَا لِإِرْضَائِهِ، وَخِدْمَتُنَا لَيْسَتْ عَبَثًا. (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٥٨.) فَلْنُصَمِّمْ أَلَّا نَنْخَدِعَ بِأَكَاذِيبِ ٱلشَّيْطَانِ.
١٩ كَمَا رَأَيْنَا، ٱلشَّيْطَانُ قَوِيٌّ وَشَرِسٌ وَمُخَادِعٌ. فَكَيْفَ نَنْتَصِرُ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ هٰذَا ٱلْعَدُوِّ ٱلْمُرْعِبِ؟ لَمْ يَتْرُكْنَا يَهْوَهُ فَرِيسَةً سَهْلَةً لَهُ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَكْشِفُ لَنَا أَسَالِيبَهُ حَتَّى «لَا نَجْهَلَ مُخَطَّطَاتِهِ». (٢ كو ٢:١١) وَعِنْدَمَا نَفْهَمُ خُطَطَهُ، يَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ. عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ مَعْرِفَةِ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ لَيْسَتْ كَافِيَةً. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ لَنَا: «قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ». (يع ٤:٧) وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ ثَلَاثَ نَوَاحٍ يُمْكِنُ أَنْ نُحَارِبَ فِيهَا ٱلشَّيْطَانَ وَنَنْتَصِرَ.