أَظْهِرِ ٱللُّطْفَ لِلْغُرَبَاءِ
«لَا تَنْسَوُا ٱلضِّيَافَةَ». — عب ١٣:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٤، ٧٩
١، ٢ (أ) أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا أَجَانِبُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيُّ تَشْجِيعٍ يُعْطِيهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً، هَاجَرَ أُوسَايُ،[١] ٱلَّذِي لَمْ يَكُنْ آنَذَاكَ شَاهِدًا لِيَهْوَهَ، مِنْ غَانَا إِلَى أُورُوبَّا. يَتَذَكَّرُ: «شَعَرْتُ بِٱلْغُرْبَةِ مُنْذُ ٱللَّحْظَةِ ٱلْأُولَى. كَمَا أَنِّي لَمْ أُحِبَّ ٱلطَّقْسَ بِٱلْمَرَّةِ. فَعِنْدَمَا غَادَرْتُ ٱلْمَطَارَ، رُحْتُ أَبْكِي لِأَنِّي أَحْسَسْتُ بِٱلْبَرْدِ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي حَيَاتِي». وَبِسَبَبِ حَاجِزِ ٱللُّغَةِ، لَمْ يَتَمَكَّنْ أُوسَاي لِأَكْثَرَ مِنْ سَنَةٍ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى وَظِيفَةٍ مُحْتَرَمَةٍ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ شَعَرَ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلْحَنِينِ لِأَنَّهُ عَاشَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِهِ.
٢ لَوْ كُنْتَ مَكَانَ أُوسَاي، فَكَيْفَ تُحِبُّ أَنْ يُعَامِلَكَ ٱلْآخَرُونَ؟ أَلَا تُحِبُّ أَنْ يُرَحِّبَ بِكَ ٱلْإِخْوَةُ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ جِنْسِيَّتِكَ أَوْ لَوْنِ بَشَرَتِكَ؟ يُشَجِّعُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يَنْسَوُا «ٱلضِّيَافَةَ»، أَيِ ٱللُّطْفَ نَحْوَ ٱلْغُرَبَاءِ. (عب ١٣:٢) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ؟ هَلْ نَحْتَاجُ أَنْ نُغَيِّرَ نَظْرَتَنَا إِلَيْهِمْ؟ وَكَيْفَ نُرَحِّبُ فِي جَمَاعَتِنَا بِٱلْقَادِمِينَ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى؟
كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ؟
٣، ٤ بِحَسَبِ ٱلْخُرُوج ٢٣:٩، كَيْفَ أَرَادَ ٱللّٰهُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْغُرَبَاءَ، وَلِمَاذَا؟
٣ بَعْدَمَا أَنْقَذَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ مِنْ مِصْرَ، أَوْصَاهُمْ أَنْ يُظْهِرُوا ٱللُّطْفَ لِلْأَعْدَادِ ٱلْكَبِيرَةِ مِنْ غَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ غَادَرُوا مَعَهُمْ. (خر ١٢:٣٨، ٤٩؛ ٢٢:٢١) وَبِمَا أَنَّ ٱلْغُرَبَاءَ يَمُرُّونَ عَادَةً بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ، ٱهْتَمَّ يَهْوَهُ بِحَاجَاتِهِمْ. فَقَدْ رَتَّبَ مَثَلًا أَنْ يَلْتَقِطُوا مَا تَبَقَّى فِي ٱلْحُقُولِ مِنَ ٱلْمَحَاصِيلِ. — لا ١٩:٩، ١٠.
٤ وَبَدَلَ أَنْ يَأْمُرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَحْتَرِمُوا ٱلْغُرَبَاءَ، حَاوَلَ أَنْ يُحَرِّكَ فِي قُلُوبِهِمْ مَشَاعِرَ ٱلرَّحْمَةِ وَٱلشَّفَقَةِ. (اقرإ الخروج ٢٣:٩.) فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَرَفُوا تَمَامًا كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْغَرِيبُ. فَٱلْمِصْرِيُّونَ ٱحْتَقَرُوهُمْ، حَتَّى قَبْلَ أَنْ يُصْبِحُوا عَبِيدًا، لِأَنَّهُمْ مِنْ عِرْقٍ وَدِينٍ مُخْتَلِفَيْنِ. (تك ٤٣:٣٢؛ ٤٦:٣٤؛ خر ١:١١-١٤) وَبِمَا أَنَّهُمْ عَاشُوا هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةَ، أَرَادَ يَهْوَهُ أَنْ يُعَامِلُوا ٱلْغَرِيبَ «كَٱلْوَطَنِيِّ» بَيْنَهُمْ. — لا ١٩:٣٣، ٣٤.
٥ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ، مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱللُّطْفَ لِلْغُرَبَاءِ؟
٥ وَمَاذَا عَنْ أَيَّامِنَا؟ بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ، فَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِٱلْأَجَانِبِ ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (تث ١٠:١٧-١٩؛ مل ٣:٥، ٦) وَإِذَا فَكَّرْنَا لِلَحْظَةٍ فِي ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُونَهَا، مِثْلِ ٱلتَّمْيِيزِ وَحَاجِزِ ٱللُّغَةِ، نَنْدَفِعُ نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمُ ٱللُّطْفَ وَٱلتَّعَاطُفَ. — ١ بط ٣:٨.
هَلْ نَحْتَاجُ أَنْ نُغَيِّرَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ؟
٦، ٧ كَيْفَ أَثْبَتَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ أَنَّهُمْ تَغَلَّبُوا عَلَى ٱلتَّعَصُّبِ ٱلسَّائِدِ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ؟
٦ تَعَلَّمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى ٱلتَّعَصُّبِ ٱلسَّائِدِ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ. فَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، أَعْرَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أُورُشَلِيمَ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ لِلْمُهْتَدِينَ ٱلْجُدُدِ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى. (اع ٢:٥، ٤٤-٤٧) وَهٰكَذَا أَثْبَتُوا أَنَّهُمْ فَهِمُوا فِعْلًا مَعْنَى «ٱلضِّيَافَةِ».
٧ وَلٰكِنْ نَشَأَتْ مُشْكِلَةٌ فِيمَا نَمَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ. فَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ تَذَمَّرُوا لِأَنَّ أَرَامِلَهُمْ يُعَامَلْنَ بِتَحَيُّزٍ. (اع ٦:١) وَلِحَلِّ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ، عَيَّنَ ٱلرُّسُلُ سَبْعَةَ رِجَالٍ لِيَتَأَكَّدُوا أَنَّ ٱلْجَمِيعَ يُعَامَلُونَ بِعَدْلٍ. وَقَدِ ٱخْتَارُوا رِجَالًا يَحْمِلُونَ كُلُّهُمْ أَسْمَاءً يُونَانِيَّةً، رُبَّمَا لِكَيْ يُخَفِّفُوا مِنْ حِدَّةِ ٱلتَّوَتُّرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — اع ٦:٢-٦.
٨، ٩ (أ) أَيُّ سُؤَالَيْنِ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَعْرِفَ هَلْ يُوجَدُ فِي قَلْبِنَا تَعَصُّبٌ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَأْصِلَ مِنْ قَلْبِنَا بِحَسَبِ ١ بُطْرُس ١:٢٢؟
٨ وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَتَأَثَّرُ جِدًّا بِحَضَارَتِنَا، سَوَاءٌ أَدْرَكْنَا ذٰلِكَ أَوْ لَا. (رو ١٢:٢) كَمَا أَنَّنَا نَسْمَعُ جِيرَانَنَا وَرُفَقَاءَنَا فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ يَسْتَهْزِئُونَ بِمَنْ هُمْ مِنْ بِيئَةٍ، جِنْسِيَّةٍ، أَوْ لَوْنٍ مُخْتَلِفٍ. فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ تُؤَثِّرُ فِينَا هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلسَّلْبِيَّةُ؟ وَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِنَا لَوْ سَخِرَ أَحَدٌ مِنْ بَلَدِنَا أَوْ حَضَارَتِنَا؟
٩ فِي فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْفَتَرَاتِ، كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مُتَحَيِّزًا ضِدَّ ٱلْأُمَمِ. لٰكِنَّهُ ٱسْتَأْصَلَ تَدْرِيجِيًّا هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ ٱلسَّلْبِيَّةَ مِنْ قَلْبِهِ. (اع ١٠:٢٨، ٣٤، ٣٥؛ غل ٢:١١-١٤) نَحْنُ أَيْضًا، إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ فِي قَلْبِنَا أَثَرًا لِلتَّعَصُّبِ وَٱلتَّحَيُّزِ، يَجِبُ أَنْ نَسْعَى لِٱسْتِئْصَالِهِ مِنْ قُلُوبِنَا. (اقرأ ١ بطرس ١:٢٢.) وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنْ لَا أَحَدَ مِنَّا يَسْتَحِقُّ ٱلْخَلَاصَ. فَنَحْنُ جَمِيعًا نَاقِصُونَ، مَهْمَا كَانَتْ جِنْسِيَّتُنَا. (رو ٣:٩، ١٠، ٢١-٢٤) لِذَا مَا مِنْ سَبَبٍ لِنَشْعُرَ أَنَّنَا أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِنَا. (١ كو ٤:٧) بِٱلْأَحْرَى، يَلْزَمُ أَنْ نَتَبَنَّى نَظْرَةَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَقَدْ ذَكَّرَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بَعْدُ «غُرَبَاءَ وَأَجَانِبَ، بَلْ . . . مِنْ أَهْلِ بَيْتِ ٱللّٰهِ». (اف ٢:١٩) فَعَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْعَى بِجِدٍّ لِنَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلتَّعَصُّبِ وَٱلتَّحَيُّزِ كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ. — كو ٣:١٠، ١١.
كَيْفَ نُظْهِرُ ٱللُّطْفَ لِلْغُرَبَاءِ؟
١٠، ١١ كَيْفَ تَمَثَّلَ بُوعَزُ بِيَهْوَهَ عِنْدَمَا تَعَامَلَ مَعَ رَاعُوثَ ٱلْمُوآبِيَّةِ؟
١٠ لَقَدْ تَمَثَّلَ بُوعَزُ بِيَهْوَهَ عِنْدَمَا تَعَامَلَ مَعَ رَاعُوثَ ٱلْمُوآبِيَّةِ. فَحِينَ أَتَى لِيَتَفَقَّدَ حُقُولَهُ أَثْنَاءَ ٱلْحَصَادِ، لَاحَظَ ٱجْتِهَادَ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ أَنَّهَا طَلَبَتِ ٱلْإِذْنَ لِتَلْتَقِطَ وَرَاءَ ٱلْحَصَّادِينَ، مَعَ أَنَّ ذٰلِكَ يَحِقُّ لَهَا، طَلَبَ مِنْ عُمَّالِهِ أَنْ يَسْحَبُوا لَهَا أَيْضًا مِنْ حُزَمِ ٱلسَّنَابِلِ. — اقرأ راعوث ٢:٥-٧، ١٥، ١٦.
١١ وَٱلْمُحَادَثَةُ ٱلَّتِي تَلَتْ بَيْنَ بُوعَزَ وَرَاعُوثَ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ مُهْتَمًّا بِهَا وَبِظُرُوفِهَا ٱلصَّعْبَةِ فِي ٱلْغُرْبَةِ. فَقَدْ طَلَبَ مِنْهَا أَنْ تَبْقَى مَعَ فَتَيَاتِهِ لِكَيْلَا يَتَحَرَّشَ بِهَا ٱلْعُمَّالُ فِي ٱلْحَقْلِ. حَتَّى إِنَّهُ تَأَكَّدَ أَنْ تَنَالَ مَا يَكْفِيهَا مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، مَثَلُهَا مَثَلُ عُمَّالِهِ. كَمَا أَنَّهُ خَاطَبَ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْأَجْنَبِيَّةَ ٱلْفَقِيرَةَ بِٱحْتِرَامٍ، وَأَدْخَلَ ٱلطُّمَأْنِينَةَ إِلَى قَلْبِهَا. — را ٢:٨-١٠، ١٣، ١٤.
١٢ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱللُّطْفُ فِي ٱلْغُرَبَاءِ؟
١٢ لَمْ يُظْهِرْ بُوعَزُ ٱللُّطْفَ لِرَاعُوثَ لِأَنَّهَا أَحَبَّتْ حَمَاتَهَا نُعْمِي مَحَبَّةً صَادِقَةً فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ عَابِدَةً لِيَهْوَهَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، تَمَثَّلَ بُوعَزُ بِلُطْفِ يَهْوَهَ عِنْدَمَا تَعَامَلَ مَعَ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي جَاءَتْ «لِتَحْتَمِيَ تَحْتَ جَنَاحَيْ» إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ. (را ٢:١٢، ٢٠؛ ام ١٩:١٧) وَٱلْيَوْمَ، قَدْ يُسَاعِدُ سُلُوكُنَا ٱللَّطِيفُ «شَتَّى ٱلنَّاسِ» أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْحَقَّ وَيُدْرِكُوا كَمْ يُحِبُّهُمْ يَهْوَهُ. — ١ تي ٢:٣، ٤.
١٣، ١٤ (أ) لِمَ يَجِبُ أَنْ نُرَحِّبَ بِٱلْمُهَاجِرِينَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) كَيْفَ تَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلِٱرْتِبَاكِ عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ إِلَى أَشْخَاصٍ مِنْ حَضَارَاتٍ أُخْرَى؟
١٣ مِنَ ٱللُّطْفِ مَثَلًا أَنْ نُرَحِّبَ بِٱلْمُهَاجِرِينَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَأَحْيَانًا، يَكُونُونَ خَجُولِينَ وَيُفَضِّلُونَ ٱلْبَقَاءَ بِمُفْرَدِهِمْ. وَبِسَبَبِ وَضْعِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي تَرَبَّوْا فِيهَا، قَدْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَدْنَى مِنَ ٱلْآخَرِينَ. فَلْنَأْخُذِ ٱلْمُبَادَرَةَ وَنُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَنَهْتَمَّ بِهِمْ. وَيُسَاعِدُنَا تَطْبِيقُ تَعَلُّمِ ٱللُّغَاتِ (JW Language) أَنْ نُلْقِيَ عَلَيْهِمِ ٱلتَّحِيَّةَ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ. — اقرأ فيلبي ٢:٣، ٤.
١٤ وَمَاذَا إِذَا كُنْتَ تَسْتَصْعِبُ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَى أَشْخَاصٍ مِنْ حَضَارَاتٍ أُخْرَى؟ لِتَتَغَلَّبَ عَلَى شُعُورِكَ هٰذَا، حَاوِلْ أَنْ تُخْبِرَهُمْ شَيْئًا عَنْكَ. وَسُرْعَانَ مَا سَتُلَاحِظُ أَنَّ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُشْتَرَكَةِ بَيْنَكُمْ، وَأَنَّ لِكُلِّ حَضَارَةٍ حَسَنَاتِهَا وَسَيِّئَاتِهَا.
سَاعِدِ ٱلْمُهَاجِرِينَ أَلَّا يَشْعُرُوا بِٱلْغُرْبَةِ
١٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَفَهَّمَ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلَّذِينَ يَتَكَيَّفُونَ مَعَ حَيَاتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ؟
١٥ سَاعِدِ ٱلْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَشْعُرُوا بِٱلتَّرْحَابِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُمْ، فَكَيْفَ أُحِبُّ أَنْ يُعَامِلَنِي ٱلْآخَرُونَ؟›. (مت ٧:١٢) كُنْ صَبُورًا مَعَهُمْ فِيمَا يَتَأَقْلَمُونَ مَعَ حَيَاتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، قَدْ لَا تَفْهَمُ تَمَامًا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ تَتَوَقَّعَ مِنْهُمْ أَنْ يَتَكَيَّفُوا مَعَ عَادَاتِ بَلَدِكَ، لِمَ لَا تُرَحِّبُ بِهِمْ وَتَقْبَلُهُمْ كَمَا هُمْ؟ — اقرأ روما ١٥:٧.
١٦، ١٧ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَى ٱلْمُهَاجِرِينَ؟ (ب) كَيْفَ نُسَاعِدُ عَمَلِيًّا ٱلْمُهَاجِرِينَ فِي جَمَاعَتِنَا؟
١٦ كَمَا أَنَّ ٱلتَّعَلُّمَ عَنْ بَلَدِ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَحَضَارَتِهِمْ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا أَنْ نَنْسَجِمَ مَعَهُمْ. فَلِمَ لَا تُخَصِّصُ وَقْتًا خِلَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ لِتُجْرِيَ بَحْثًا عَنْ حَضَارَةِ ٱلْمُهَاجِرِينَ فِي جَمَاعَتِكَ أَوْ مُقَاطَعَتِكَ؟ وَلِمَ لَا تَدْعُو أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ إِلَى وَجْبَةِ طَعَامٍ فِي بَيْتِكَ؟ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ «فَتَحَ لِلْأُمَمِ بَابًا لِلْإِيمَانِ»، أَفَلَا يَجِبُ أَنْ تَفْتَحَ أَنْتَ أَيْضًا بَابَكَ لِلْغُرَبَاءِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ «أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ»؟! — اع ١٤:٢٧؛ غل ٦:١٠؛ اي ٣١:٣٢.
١٧ وَحِينَ تَقْضِي ٱلْوَقْتَ مَعَ إِحْدَى ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْمُهَاجِرَةِ، تُقَدِّرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي يَبْذُلُونَهَا كَيْ يَتَأَقْلَمُوا مَعَ عَادَاتِ ٱلْبَلَدِ. لٰكِنَّكَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ قَدْ تُلَاحِظُ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةٍ كَيْ يَتَعَلَّمُوا ٱللُّغَةَ أَوْ كَيْ يَجِدُوا بَيْتًا أَوْ عَمَلًا مُنَاسِبًا. إِنَّ مُبَادَرَاتٍ كَهٰذِهِ تُحْدِثُ فَرْقًا كَبِيرًا فِي حَيَاةِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا. — ام ٣:٢٧.
١٨ كَيْفَ رَسَمَتْ رَاعُوثُ مِثَالًا لِلْمُهَاجِرِينَ؟
١٨ طَبْعًا، عَلَى ٱلْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَبْذُلُوا هُمْ أَيْضًا كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَتَأَقْلَمُوا مَعَ حَيَاتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ. وَقَدْ رَسَمَتْ رَاعُوثُ مِثَالًا حَسَنًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَهِيَ أَوَّلًا ٱحْتَرَمَتْ عَادَاتِ بَلَدِهَا ٱلْجَدِيدِ بِطَلَبِ ٱلْإِذْنِ قَبْلَ أَنْ تَلْتَقِطَ فِي ٱلْحَقْلِ. (را ٢:٧) وَلَمْ تَعْتَبِرْ هٰذَا ٱلْحَقَّ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ، وَكَأَنَّ ٱلْآخَرِينَ مَدِينُونَ لَهَا بِهٰذَا ٱلْحَقِّ. ثَانِيًا، شَكَرَتْ بُوعَزَ عَلَى ٱللُّطْفِ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ. (را ٢:١٣) وَعِنْدَمَا يُعْرِبُ ٱلْمُهَاجِرُونَ عَنْ مَوْقِفٍ كَهٰذَا، يَكْسِبُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱحْتِرَامَ أَهْلِ ٱلْبَلَدِ وَكَذٰلِكَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.
١٩ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْأَجَانِبَ أَلَّا يَشْعُرُوا بِٱلْغُرْبَةِ؟
١٩ نَحْنُ نَفْرَحُ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُظْهِرُ ٱللُّطْفَ لِلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْحَضَارَاتِ، إِذْ يَسْمَحُ لَهُمْ بِسَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ. فَلَوْ بَقُوا فِي بَلَدِهِمْ، لَمَا تَمَكَّنُوا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعَ شَعْبِ يَهْوَهَ. وَٱلْآنَ بَعْدَ أَنْ سَنَحَتْ لَهُمْ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةُ، أَلَا يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ أَلَّا يَشْعُرُوا بِٱلْغُرْبَةِ بَيْنَنَا؟ حَتَّى لَوْ لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُقَدِّمَ لَهُمُ ٱلْكَثِيرَ، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمُ ٱللُّطْفَ. فَلْنَقْتَدِ بِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ لَهُمْ، وَلْنَبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُرَحِّبَ بِٱلْأَجَانِبِ فِي وَسْطِنَا. — اف ٥:١، ٢.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١) اَلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.