مَاذَا سَتَفْعَلُ ٱلْآنَ بَعْدَمَا ‹عَرَفْتَ ٱللّٰهَ›؟
«عَرَفْتُمُ ٱللّٰهَ». — غل ٤:٩.
١ لِمَاذَا يَتْبَعُ ٱلطَّيَّارُ قَائِمَةَ مُرَاجَعَةٍ عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَلَى ٱلطَّائِرَةِ؟
قَبْلَ أَنْ تُقْلِعَ ٱلطَّائِرَةُ، يَقُومُ ٱلطَّيَّارُ بِٱلْكَشْفِ عَلَيْهَا كَشْفًا دَقِيقًا مُتَّبِعًا قَائِمَةَ مُرَاجَعَةٍ تَحْتَوِي عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ بَنْدًا. وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْقَائِمَةِ قَبْلَ كُلِّ رِحْلَةٍ. وَإِلَّا فَقَدْ يُؤَدِّي إِهْمَالُهُ إِلَى تَحَطُّمِ ٱلطَّائِرَةِ. وَهٰذَا ٱلْكَشْفُ مَطْلُوبٌ مِنْ كُلِّ ٱلطَّيَّارِينَ، وَبِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ مِنَ ٱلطَّيَّارِ ٱلْمُتَمَرِّسِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ يَمِيلُ عَادَةً إِلَى ٱلثِّقَةِ ٱلْمُفْرِطَةِ بِٱلنَّفْسِ، مَا يُؤَدِّي بِهِ أَحْيَانًا إِلَى إِهْمَالِ بَعْضِ بُنُودِ ٱلْقَائِمَةِ.
٢ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْحَصَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
٢ عَلَى غِرَارِ ٱلطَّيَّارِ، ثَمَّةَ قَائِمَةٌ مِنَ ٱلْأُمُورِ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَتَحَقَّقَ مِنْهَا كَيْ يَبْقَى إِيمَانُكَ رَاسِخًا فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. فَسَوَاءٌ كُنْتَ مُعْتَمِدًا حَدِيثًا أَوْ تَخْدُمُ ٱللّٰهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَفْحَصَ بِٱنْتِظَامٍ مَدَى عُمْقِ إِيمَانِكَ وَوَلَائِكَ لِلّٰهِ. وَإِلَّا فَسَيَنْتَهِي بِكَ ٱلْمَطَافُ إِلَى ٱلدَّمَارِ ٱلرُّوحِيِّ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُحَذِّرُ: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ». — ١ كو ١٠:١٢.
٣ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي غَلَاطِيَةَ؟
٣ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَانَتْ ذَبِيحَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ قَدْ فَتَحَتِ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي غَلَاطِيَةَ — وَأَمَامَ كُلِّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ — كَيْ يَعْرِفُوا ٱللّٰهَ بِطَرِيقَةٍ ٱسْتِثْنَائِيَّةٍ جِدًّا، وَذٰلِكَ بِٱلصَّيْرُورَةِ مِنْ أَبْنَائِهِ. (غل ٤:٩) لٰكِنَّ ٱلْحِفَاظَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ تَطَلَّبَ مِنَهُمْ أَنْ يَفْحَصُوا عُمْقَ إِيمَانِهِمْ وَيُقَدِّرُوا حُرِّيَّتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ. فَمُهَوِّدُو ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى ضَرُورَةِ حِفْظِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، رَغْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَبْطَلَهَا وَأَنَّ ٱلْأُمَمَ غَيْرَ ٱلْمَخْتُونِينَ لَمْ يَكُونُوا أَسَاسًا مُلْزَمِينَ بِهَا. لِذَا، ٱحْتَاجَ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي غَلَاطِيَةَ — سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ أَوْ أُمَمِيٍّ — أَنْ يُحْرِزُوا ٱلتَّقَدُّمَ ٱلرُّوحِيَّ. وَقَدْ شَمَلَ ذٰلِكَ ٱلِٱعْتِرَافَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَتَبَرَّرُوا مِنْ خِلَالِ تَرْتِيبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.
اَلْخُطُوَاتُ ٱلْأُولَى لِمَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ
٤، ٥ أَيُّ مَشُورَةٍ أَعْطَاهَا بُولُسُ لِلْغَلَاطِيِّينَ، وَلِمَاذَا هِيَ مُهِمَّةٌ لَنَا؟
٤ ثَمَّةَ هَدَفٌ مِنْ تَسْجِيلِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلَّتِي أَسْدَاهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْغَلَاطِيِّينَ: تَحْذِيرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ لِئَلَّا يُدِيرُوا ظَهْرَهُمْ لِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلثَّمِينَةِ وَيَعُودُوا إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ. فَهٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلْمُوَجَّهَةُ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ فِي غَلَاطِيَةَ تُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ.
٥ وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟ يَحْسُنُ بِنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْتَحْضِرَ فِي ذِهْنِنَا كَيْفَ تَحَرَّرْنَا مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَأَصْبَحْنَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، تَأَمَّلْ فِي ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ: هَلْ تَذْكُرُ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي ٱتَّخَذْتَهَا لِتَتَأَهَّلَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟ هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ عَرَفْتَ ٱللّٰهَ وَعَرَفَكَ هُوَ بِدَوْرِهِ، فَنَعِمْتَ إِثْرَ ذٰلِكَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
٦ أَيُّ قَائِمَةٍ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
٦ لَقَدِ ٱتَّخَذْنَا جَمِيعُنَا مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلتِّسْعَ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي ٱلْإِطَارِ بِعُنْوَانِ «اَلْخُطُوَاتُ ٱلَّتِي تَقُودُ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ وَٱلنُّمُوِّ ٱلْمُسْتَمِرِّ». وَهٰذِهِ ٱلْقَائِمَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَسِّخَ إِيمَانَنَا وَلَا نَعُودَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْوَرَاءِ. فَمِثْلَمَا يَتَمَكَّنُ ٱلطَّيَّارُ مِنَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْقِيَامِ بِرِحْلَاتٍ آمِنَةٍ مِنْ خِلَالِ ٱتِّبَاعِهِ قَائِمَةَ ٱلْمُرَاجَعَةِ، تَسْتَطِيعُ أَنْتَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ إِذَا ٱتَّبَعْتَ هٰذِهِ ٱلْقَائِمَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ.
اَلَّذِينَ عَرَفَهُمُ ٱللّٰهُ يُوَاصِلُونَ ٱلنُّمُوَّ رُوحِيًّا
٧ أَيُّ نَمُوذَجٍ عَلَيْنَا ٱتِّبَاعُهُ، وَلِمَاذَا؟
٧ بِفَضْلِ قَائِمَةِ ٱلْمُرَاجَعَةِ، يَتَذَكَّرُ ٱلطَّيَّارُ ٱلرُّوتِينَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَتْبَعَهُ بِدِقَّةٍ قَبْلَ كُلِّ رِحْلَةٍ. نَحْنُ أَيْضًا، تُسَاعِدُنَا قَائِمَتُنَا ٱلرُّوحِيَّةُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِٱنْتِظَامٍ وَنَتَذَكَّرَ ٱلرُّوتِينَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتْبَعَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ: «اِبْقَ مُتَمَسِّكًا بِنَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ ٱلَّذِي سَمِعْتَهُ مِنِّي، مُظْهِرًا ٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلْمُتَعَلِّقَيْنِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (٢ تي ١:١٣) وَهٰذَا «ٱلْكَلَامُ ٱلصَّحِيحُ» مَوْجُودٌ فِي كَلِمَةُ ٱللّٰهِ. (١ تي ٦:٣) وَمِثْلَمَا يُعْطِي ٱلرَّسْمُ ٱلْأَوَّلِيُّ بِرِيشَةِ ٱلرَّسَّامِ فِكْرَةً عَامَّةً عَنِ ٱلصُّورَةِ ٱلَّتِي يَرْسُمُهَا، يُعْطِينَا ‹نَمُوذَجُ ٱلْحَقِّ› خُطُوطًا عَرِيضَةً لِمَا يَتَطَلَّبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا. فَلْنَتَفَحَّصْ عَنْ كَثَبٍ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى مَعْمُودِيَّتِنَا كَيْ نَرَى مَدَى ٱلْتِصَاقِنَا بِنَمُوذَجِ ٱلْحَقِّ هٰذَا.
٨، ٩ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْإِيمَانِ؟ (ب) أَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ أَهَمِّيَّةَ ٱلنُّمُوِّ ٱلرُّوحِيِّ؟
٨ تَتَصَدَّرُ قَائِمَتَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلْحَاجَةُ إِلَى نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ تُؤَدِّي بِنَا إِلَى تَنْمِيَةِ ٱلْإِيمَانِ. لٰكِنْ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلنُّمُوِّ فِي كِلَا ٱلْمَجَالَيْنِ. (٢ تس ١:٣) وَيَشْمُلُ ٱلنُّمُوُّ سِلْسِلَةً مِنَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّدْرِيجِيَّةِ. فَكَلِمَةُ «نُمُوٍّ» تَعْنِي ٱزْدِيَادًا فِي ٱلْكِبَرِ وَٱلْحَجْمِ. لِذَا، عَلَيْنَا ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِنَا.
٩ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ نُمُوِّنَا ٱلرُّوحِيِّ بِنُمُوِّ ٱلشَّجَرَةِ، ٱلَّتِي قَدْ تَكْبُرُ لِتَبْلُغَ حَجْمًا هَائِلًا إِذَا كَانَتْ جُذُورُهَا عَمِيقَةً وَمُمْتَدَّةً. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَرْزَ لُبْنَانَ ٱلْمَهِيبَ. فَبَعْضُهُ قَدْ يَبْلُغُ ٱرْتِفَاعُهُ ٣٧ مِتْرًا وَمُحِيطُ جِذْعِهِ ١٢ مِتْرًا وَتَمْتَدُّ جُذُورُهُ عَمِيقًا جِدًّا فِي ٱلْأَرْضِ. (نش ٥:١٥) فِي ٱلْبِدَايَةِ، تَنْمُو أَشْجَارٌ كَهٰذِهِ بِسُرْعَةٍ. ثُمَّ يَبْطُؤُ نُمُوُّهَا فَلَا يَعُودُ جَلِيًّا كَٱلسَّابِقِ. وَسَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ، تَعْمُقُ جُذُورُهَا وَتَمْتَدُّ وَيَكْبُرُ جِذْعُهَا، مَا يَجْعَلُهَا أَكْثَرَ ثَبَاتًا وَرُسُوخًا. وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ نَنْمُو بِسُرْعَةٍ رُوحِيًّا بَعْدَ أَنْ نُبَاشِرَ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَيُؤَدِّي بِنَا ذٰلِكَ إِلَى أَنْ نَنْذُرَ أَنْفُسَنَا لِلّٰهِ وَنَعْتَمِدَ. ثُمَّ نُوَاصِلُ إِحْرَازَ تَقَدُّمٍ رُوحِيٍّ مَلْحُوظٍ، حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَتَأَهَّلُ لِنَكُونَ فَاتِحِينَ أَوْ لِنَيْلِ أَيِّ ٱمْتِيَازٍ آخَرَ. لٰكِنْ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلتَّالِيَةِ، قَدْ لَا يَعُودُ نُمُوُّنَا ٱلرُّوحِيُّ ٱلْمُسْتَمِرُّ وَاضِحًا لِلْعِيَانِ كَمَا فِي ٱلسَّابِقِ. رَغْمَ ذٰلِكَ، نَحْتَاجُ جَمِيعًا أَنْ نُوَاصِلَ ٱلنُّمُوَّ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْإِيمَانِ إِلَى أَنْ نُصْبِحَ ‹إِنْسَانًا مُكْتَمِلَ ٱلنُّمُوِّ، وَنَبْلُغَ إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ›. (اف ٤:١٣) وَبِذٰلِكَ نُمَاثِلُ ٱلنَّبْتَةَ ٱلصَّغِيرَةَ ٱلَّتِي كَبُرَتْ لِتَصِيرَ شَجَرَةً مَتِينَةً وَمُكْتَمِلَةَ ٱلنُّمُوِّ.
١٠ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ فِي إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٠ لٰكِنَّ نُمُوَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ يَقِفَ عِنْدَ هٰذَا ٱلْحَدِّ. فَيَلْزَمُ تَوْسِيعُ مَعْرِفَتِنَا وَتَعْمِيقُ جُذُورِ إِيمَانِنَا بِحَيْثُ نُصْبِحُ مُتَأَصِّلِينَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي تُرْبَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. (ام ١٢:٣) وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُخْبِرُ أَخٌ يَخْدُمُ شَيْخًا مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ أَنَّهُ لَا يَزَالُ يَنْمُو رُوحِيًّا. يَقُولُ: «إِنَّ تَقْدِيرِي لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَعْمُقُ جِدًّا. فَأَنَا أَجِدُ عَلَى ٱلدَّوَامِ فُرَصًا جَدِيدَةً لِأُطَبِّقَ مَبَادِئَهُ وَشَرَائِعَهُ. هٰذَا وَإِنَّ مَحَبَّتِي لِلْخِدْمَةِ تَزْدَادُ أَيْضًا بِٱسْتِمْرَارٍ».
نَمِّ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ
١١ كَيْفَ تَعْمُقُ مَعْرِفَتُنَا بِيَهْوَهَ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ؟
١١ يَشْمُلُ نُمُوُّنَا أَيْضًا تَعْزِيزَ عَلَاقَتِنَا بِيَهْوَهَ بِصِفَتِهِ صَدِيقَنَا وَأَبَانَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَشْعُرَ أَنَّهُ رَاضٍ عَنَّا، أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيَحْمِينَا، تَمَامًا كَمَا يَشْعُرُ ٱلطِّفْلُ فِي كَنَفِ وَالِدَيْهِ ٱلْمُحِبَّيْنِ أَوِ ٱلشَّخْصُ وَهُوَ بِرِفْقَةِ صَدِيقٍ حَقِيقِيٍّ يُكِنُّ لَهُ ٱلْوَلَاءَ. لٰكِنْ لَا شَكَّ أَنَّ صَدَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ لَا تَنْمُو بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا. فَيَلْزَمُ صَرْفُ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِنَعْرِفَهُ وَنُحِبَّهُ. لِذَا خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِقِرَاءَةِ كَلِمَتِهِ يَوْمِيًّا، وَكَذٰلِكَ كُلِّ عَدَدٍ مِنْ مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ! وَغَيْرِهِمَا مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٢ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نُقَوِّيَ أَوَاصِرَ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ؟
١٢ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَوَاتُ ٱلْمُخْلِصَةُ أَنْ نُقَوِّيَ أَوَاصِرَ عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ ملاخي ٣:١٦.) وَيَهْوَهُ يُصْغِي «إِلَى تَضَرُّعِنَا» وَٱلْتِمَاسَاتِنَا تَمَامًا كَٱلْأَبِ ٱلْمُحِبِّ. (١ بط ٣:١٢) وَمَا لَمْ نَنَلْ عَوْنَهُ، لَنْ نَبْقَى مَسِيحِيِّينَ مُكْتَمِلِي ٱلنُّمُوِّ. كَمَا أَنَّنَا سَنَرْزَحُ لَا مَحَالَةَ تَحْتَ وَطْأَةِ ضُغُوطِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ إِذَا حَاوَلْنَا أَنْ نُوَاجِهَهَا بِمُفْرَدِنَا. لِذَا، عَلَيْنَا ‹ٱلْمُوَاظَبَةُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ›. (رو ١٢:١٢) وَإِلَّا نَقْطَعُ عَنْ أَنْفُسِنَا إِمْدَادَاتِ ٱلدَّعْمِ ٱلْمُسْتَمِرَّةَ ٱلَّتِي يُحِبُّ أَنْ يُزَوِّدَنَا بِهَا إِلٰهُنَا ٱلْقَدِيرُ يَهْوَهُ. فَهَلْ أَنْتَ رَاضٍ عَنْ نَوْعِيَّةِ صَلَاتِكَ، أَوْ تَرَى أَنَّكَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَحْسِينِهَا؟ — ار ١٦:١٩.
١٣ لِمَاذَا مُعَاشَرَةُ إِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ هِيَ حَيَوِيَّةٌ مِنْ أَجْلِ نُمُوِّنَا ٱلرُّوحِيِّ؟
١٣ تَذَكَّرْ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ تَدْعَمُنَا لِنَبْقَى أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ. فَحَتَّى بَعْدَ أَنْ عَرَفْنَاهُ، يَلْزَمُ أَنْ نُعَاشِرَ بِٱنْتِظَامٍ ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ يُسَرُّ بِكُلِّ «ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ». (نا ١:٧) وَفِي عَالَمٍ يَتَفَشَّى فِيهِ ٱلشُّعُورُ بِٱلتَّثَبُّطِ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نُحِيطَ أَنْفُسَنَا بِإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ مُشَجِّعِينَ. وَأَيَّةُ فَائِدَةٍ نَجْنِيهَا؟ سَنَجِدُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَشْخَاصًا يُحَرِّضُونَنَا «عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ». (عب ١٠:٢٤، ٢٥) فَتَبَادُلُ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّذِي كَتَبَ عَنْهُ بُولُسُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ غَيْرُ مُمْكِنٍ إِلَّا بِوُجُودِ جَمَاعَةٍ، مَعْشَرٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْمُنْسَجِمِينَ فِكْرِيًّا. وَٱلْإِعْرَابُ عَنْ هٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ يَقْتَضِي صَرْفَ ٱلْوَقْتِ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْآخَرِينَ. لِذٰلِكَ ٱبْذُلْ مَا فِي وُسْعِكَ كَيْ تَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَتُشَارِكَ فِيهَا بِٱنْتِظَامٍ.
١٤ لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِنَتُوبَ وَنَقُومَ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِنَا؟
١٤ لِنُصْبِحَ مَسِيحِيِّينَ، كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتُوبَ وَ نَرْجِعَ عَنْ طُرُقِنَا ٱلسَّابِقَةِ، أَوْ خَطَايَانَا. (رو ٣:٩، ١٠؛ ٦:١٢-١٤) لٰكِنَّ ٱلتَّوْبَةَ هِيَ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ. فَكَبَشَرٍ نَاقِصِينَ، لَا تَزَالُ ٱلْخَطِيَّةُ فِي دَاخِلِنَا تَتَرَصَّدُ لَنَا مِثْلَ حَيَّةٍ مُلْتَفَّةٍ مُسْتَعِدَّةٍ لِلْهُجُومِ. فَلْنَبْقَ حَذِرِينَ وَلَا نَتَجَاهَلْ أَخْطَاءَنَا. وَنَحْنُ سُعَدَاءُ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَصْبِرُ عَلَيْنَا فِيمَا نُكَافِحُ بِجِدٍّ كَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ضَعَفَاتِنَا وَنَصْنَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ. (في ٢:١٢؛ ٢ بط ٣:٩) وَخَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا لِرِبْحِ هٰذِهِ ٱلْمَعْرَكَةِ هُوَ أَنْ نَسْتَخْدِمَ وَقْتَنَا وَمَوَارِدَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، لَا فِي طَلَبِ ٱلْمَسَاعِي ٱلْأَنَانِيَّةِ. تُخْبِرُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ: «تَرَبَّيْتُ فِي ٱلْحَقِّ، لٰكِنَّنِي كَبِرْتُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى يَهْوَهَ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ عَنِ ٱلْآخَرِينَ. فَخَوْفِي مِنْهُ جَعَلَنِي أَظُنُّ أَنَّنِي لَنْ أَسْتَطِيعَ إِرْضَاءَهُ مَهْمَا فَعَلْتُ». وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، ٱرْتَكَبَتِ ٱلْأَخْطَاءَ بِسَبَبِ عَلَاقَتِهَا ٱلْمُتَزَعْزِعَةِ بِيَهْوَهَ. تَقُولُ: «لَمْ يَحْصُلْ ذٰلِكَ لِأَنَّنِي لَمْ أُحِبَّ يَهْوَهَ، بَلْ لِأَنَّنِي لَمْ أَعْرِفْهُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. لٰكِنْ بَعْدَمَا صَلَّيْتُ كَثِيرًا وَبِحَرَارَةٍ، بَدَأْتُ أَرْجِعُ عَنْ طُرُقِي. فَوَجَدْتُ أَنَّ يَهْوَهَ أَخَذَ بِيَدِي كَطِفْلَةٍ صَغِيرَةٍ، وَسَاعَدَنِي بِكُلِّ لُطْفٍ أَنْ أَجْتَازَ ٱلْعَقَبَةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى، مُظْهِرًا لِي مَا يَلْزَمُ أَنْ أَفْعَلَهُ».
١٥ مَاذَا يُقَدِّرُ يَسُوعُ وَأَبُوهُ؟
١٥ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلشَّعْبِ» عَنِ ٱلْبِشَارَةِ. هٰذَا ٱلْحَضُّ وَجَّهَهُ مَلَاكُ ٱللّٰهِ إِلَى بُطْرُسَ وَغَيْرِهِ مِنَ ٱلرُّسُلِ بَعْدَمَا تَحَرَّرُوا عَجَائِبِيًّا مِنَ ٱلسِّجْنِ. (اع ٥:١٩-٢١) نَعَمْ، إِنَّ ٱشْتِرَاكَنَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ كُلَّ أُسْبُوعٍ هُوَ مِنَ ٱلْبُنُودِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ عَلَى قَائِمَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ. وَيَسُوعُ وَأَبُوهُ يُقَدِّرَانِ إِيمَانَنَا وَخِدْمَتَنَا. (رؤ ٢:١٩) لِذَا يَنْبَغِي أَنْ تَحْتَلَّ ٱلْخِدْمَةُ مَكَانَةً مُهِمَّةً فِي حَيَاتِنَا.
١٦ لِمَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱنْتِذَارِنَا لِيَهْوَهَ؟
١٦ تَأَمَّلْ فِي ٱنْتِذَارِكَ. فَعَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ هِيَ أَثْمَنُ مَا لَدَيْنَا. وَهُوَ يَعْرِفُ ٱلَّذِينَ لَهُ. (اِقْرَأْ اشعيا ٤٤:٥.) فَٱفْحَصْ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ نَوْعِيَّةَ وَعُمْقَ عَلَاقَتِكَ بِهِ. فَكِّرْ فِي يَوْمِ مَعْمُودِيَّتِكَ وَلَا تَنْسَ أَهَمِّيَّتَهُ. فَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يُسَاعِدُكَ أَيْضًا أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ مَعْمُودِيَّتَكَ تَرْمُزُ إِلَى أَهَمِّ قَرَارٍ ٱتَّخَذْتَهُ فِي حَيَاتِكَ.
اَلِٱحْتِمَالُ يُبْقِيكَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ
١٧ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ كَيْ نَبْقَى قَرِيبِينَ مِنْ يَهْوَهَ؟
١٧ شَدَّدَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْغَلَاطِيِّينَ عَلَى ضَرُورَةِ ٱلِٱحْتِمَالِ. (غل ٦:٩) وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ مُهِمَّةٌ لَنَا أَيْضًا ٱلْيَوْمَ. فَلَا بُدَّ أَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمِحَنَ، لٰكِنَّ يَهْوَهَ سَيُعِينُنَا. لِذَا، دَاوِمْ عَلَى طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَهُوَ سَيَمْنَحُكَ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ وَيُرِيحُكَ مِنَ ٱلْحُزْنِ وَٱلْقَلَقِ. (مت ٧:٧-١١) وَفَكِّرْ فِي مَا يَلِي: إِنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِٱلْعَصَافِيرِ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى يَهْتَمُّ بِكَ أَنْتَ ٱلَّذِي نَذَرْتَ نَفْسَكَ لَهُ وَتُحِبُّهُ؟! (مت ١٠:٢٩-٣١) فَمَهْمَا كَانَتِ ٱلضُّغُوطُ ٱلَّتِي تُوَاجِهُكَ، فَلَا تَرْجِعْ إِلَى ٱلْوَرَاءِ أَبَدًا، وَلَا تَسْتَسْلِمْ. بَلْ تَذَكَّرْ عَلَى ٱلدَّوَامِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةَ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُنَا.
١٨ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ ٱلْآنَ بَعْدَمَا ‹عَرَفْتَ ٱللّٰهَ›؟
١٨ سَوَاءٌ كُنْتَ مُعْتَمِدًا حَدِيثًا أَوْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ، اِسْتَمِرَّ فِي تَعْمِيقِ مَعْرِفَتِكَ بِيَهْوَهَ وَإِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ. وَلاَ تَتَوَقَّفْ عَنْ مَسْعَاك هٰذَا ظَنًّا مِنَّك أَنَّ مَعْرِفَتَكَ هٰذِهِ قَدِ ٱكْتَمَلَتْ. وَرَاجِعْ بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ ٱلْقَائِمَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ كَيْ تضْمَنَ تَرْسِيخَ عَلَاقَتِكَ بِأَبِينَا ٱلْمُحِبِّ، صَدِيقِنَا، وَإِلٰهِنَا يَهْوَهَ. — اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ١٣:٥، ٦.