كَمْ قَوِيَّةٌ هِيَ عَلَاقَتُكَ بِيَهْوَهَ؟
«اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ». — يع ٤:٨.
١ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ قَوِيَّةً؟
هَلْ أَنْتَ شَاهِدٌ لِيَهْوَهَ مُنْتَذِرٌ وَمُعْتَمِدٌ؟ إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ، فَلَدَيْكَ إِذًا مُقْتَنًى ثَمِينٌ: عَلَاقَةٌ شَخْصِيَّةٌ بِٱللّٰهِ. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ تُهَدِّدُهَا ضُغُوطَاتٌ مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَجَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ. وَهٰذِهِ ٱلضُّغُوطَاتُ تُوَاجِهُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. لِذٰلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.
٢ (أ) مَا تَعْرِيفُ ٱلْعَلَاقَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ تُوَطِّدُ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ؟
٢ كَمْ قَوِيَّةٌ هِيَ عَلَاقَتُكَ ٱلشَّخْصِيَّةُ بِيَهْوَهَ؟ هَلْ تَرْغَبُ فِي تَوْطِيدِهَا؟ تُخْبِرُنَا يَعْقُوب ٤:٨ كَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ قَائِلَةً: «اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ». لَاحِظْ أَنَّ لِلطَّرَفَيْنِ دَوْرًا فِي هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ.a فَإِذَا ٱتَّخَذْنَا خُطُوَاتٍ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ يُبَادِلُنَا هُوَ بِٱلْمِثْلِ. وَكُلَّمَا دَاوَمْنَا عَلَى ذٰلِكَ، تَوَطَّدَتْ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ وَأَصْبَحَ بِٱلتَّالِي شَخْصًا حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. وَهٰكَذَا تَنْمُو فِي قُلُوبِنَا ٱلثِّقَةُ ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَ يَسُوعَ إِذْ قَالَ: «اَلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقِيقِيٌّ . . . أَنَا أَعْرِفُهُ». (يو ٧:٢٨، ٢٩) وَلٰكِنْ مَا هِيَ بِٱلتَّحْدِيدِ ٱلْخُطُوَاتُ ٱلَّتِي تُقَرِّبُنَا أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ؟
٣ كَيْفَ نَتَوَاصَلُ مَعَ يَهْوَهَ؟
٣ إِنَّ ٱلتَّوَاصُلَ بِٱسْتِمْرَارٍ مَعَ يَهْوَهَ خُطْوَةٌ أَسَاسِيَّةٌ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ. فَكَيْفَ نَتَوَاصَلُ مَعَ ٱللّٰهِ؟ إِذَا كَانَ لَدَيْكَ صَدِيقٌ يَعِيشُ بَعِيدًا، فَكَيْفَ تَتَوَاصَلُ مَعَهُ؟ أَنْتُمَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَتَرَاسَلَانِ دَوْمًا وَتَتَحَدَّثَانِ تَكْرَارًا عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، أَنْتَ تَتَكَلَّمُ مَعَ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِكَ ٱلْمُتَكَرِّرَةِ إِلَيْهِ. (اقرإ المزمور ١٤٢:٢.) وَتَسْمَحُ لَهُ بِٱلْمُقَابِلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَكَ حِينَ تُدَاوِمُ عَلَى قِرَاءَةِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا. (اقرأ اشعيا ٣٠:٢٠، ٢١.) فَلْنُنَاقِشْ كَيْفَ يُمَتِّنُ هٰذَا ٱلتَّوَاصُلُ ٱلْمُتَبَادَلُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَيَجْعَلُهُ شَخْصًا حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ فِي أَعْيُنِنَا.
فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَهْوَهُ يَتَكَلَّمُ مَعَكَ
٤، ٥ كَيْفَ يَتَكَلَّمُ يَهْوَهُ مَعَكَ شَخْصِيًّا مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ؟ أَعْطِ مَثَلًا.
٤ أَنْتَ تُوَافِقُ دُونَ شَكٍّ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَحْتَوِي عَلَى رِسَالَةِ ٱللّٰهِ لِلْبَشَرِ عُمُومًا. وَلٰكِنْ هَلْ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَيْفَ تَقْتَرِبُ أَنْتَ شَخْصِيًّا إِلَى يَهْوَهَ؟ نَعَمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ فِيمَا تَقْرَأُ وَتَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، حَلِّلْ رَدَّ فِعْلِكَ حِيَالَ مَا تَقْرَأُهُ وَفَكِّرْ كَيْفَ تُطَبِّقُهُ فِي حَيَاتِكَ. وَهٰكَذَا تَسْمَحُ لِيَهْوَهَ بِأَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَكَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ، وَهٰذَا مَا يُقَوِّي عَلَاقَتَكَ بِهِ. — عب ٤:١٢؛ يع ١:٢٣-٢٥.
٥ مَثَلًا، ٱقْرَأْ وَتَأَمَّلْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ». إِذَا أَحْسَسْتَ أَنَّ حَيَاتَكَ تَتَمَحْوَرُ فِعْلًا حَوْلَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ، فَسَتَشْعُرُ بِرِضَى يَهْوَهَ عَلَيْكَ. أَمَّا إِذَا ٱكْتَشَفْتَ أَنَّكَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَبْسِيطِ حَيَاتِكَ وَٱلتَّرْكِيزِ أَكْثَرَ عَلَى مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ يَهْوَهَ يُنَبِّهُكَ إِلَى مَجَالٍ أَنْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَحْسِينِهِ لِكَيْ تَقْتَرِبَ مِنْهُ أَكْثَرَ. — مت ٦:١٩، ٢٠.
٦، ٧ (أ) كَيْفَ يُؤَثِّرُ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَمَحَبَّتِهِ لَنَا؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٦ وَدَرْسُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لَا يَكْشِفُ فَقَطْ عَنْ مَجَالَاتٍ لِلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا، بَلْ يُعَمِّقُ أَيْضًا تَقْدِيرَنَا لِطُرُقِ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةِ، مَا يَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّتِهِ أَكْثَرَ. وَعِنْدَمَا تَنْمُو مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ تَزْدَادُ مَحَبَّتُهُ لَنَا وَيَتَوَطَّدُ ٱلرِّبَاطُ ٱلَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَنَا. — اقرأ ١ كورنثوس ٨:٣.
٧ وَلِكَيْ نَقْتَرِبَ مِنْ يَهْوَهَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱلْهَدَفِ ٱلصَّائِبِ. تَقُولُ يُوحَنَّا ١٧:٣: «هٰذَا يَعْنِي ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ: أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْكَ، أَنْتَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ، وَعَنِ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْفِعْلَ بِٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ ٱلْمَنْقُولَ إِلَى «يَسْتَمِرُّوا فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ» يَعْنِي أَيْضًا «يَتَعَرَّفُ إِلَى». فَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا ٱلْوَحِيدُ مِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلْمَعْرِفَةَ بِحَدِّ ذَاتِهَا، بَلْ أَنْ ‹نَتَعَرَّفَ› إِلَى شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ عَنْ كَثَبٍ. — اقرإ الخروج ٣٣:١٣؛ مز ٢٥:٤.
٨ (أ) أَيَّةُ تَسَاؤُلَاتٍ قَدْ يُثِيرُهَا مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مَعَ ٱلْمَلِكِ عَزَرْيَا حَسَبَ ٢ مُلُوك ١٥:١-٥؟ (ب) كَيْفَ تُبَدِّدُ مَعْرِفَتُنَا لِيَهْوَهَ ٱلشُّكُوكَ حَوْلَ طُرُقِهِ؟
٨ وَحِينَ نَتَعَرَّفُ بِيَهْوَهَ جَيِّدًا، لَنْ نَنْزَعِجَ إِذَا لَمْ تُوضِحْ لَنَا بَعْضُ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمَ تَصَرَّفَ بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ. مَثَلًا، مَا هُوَ رَدُّ فِعْلِكَ حِينَ تَقْرَأُ كَيْفَ عَامَلَ يَهْوَهُ عَزَرْيَا مَلِكَ يَهُوذَا؟ (٢ مل ١٥:١-٥) تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ: «كَانَ ٱلشَّعْبُ لَا يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ»، إِلَّا أَنَّ عَزَرْيَا «فَعَلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ». رَغْمَ ذٰلِكَ، «ضَرَبَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ، فَكَانَ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ». وَمَا ٱلسَّبَبُ؟ لَا تُعْطِينَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ ٱلْجَوَابَ. فَهَلْ نَنْزَعِجُ وَنَتَسَاءَلُ إِنْ كَانَ يَهْوَهُ قَدْ عَاقَبَ عَزَرْيَا دُونَ سَبَبٍ وَجِيهٍ؟ إِذَا كُنَّا نَعْرِفُ طُرُقَ يَهْوَهَ مَعْرِفَةً وَثِيقَةً، فَلَنْ نَقْفِزَ إِلَى هٰذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ يُقَوِّمُ دَائِمًا «بِٱعْتِدَالٍ». (ار ٣٠:١١) وَمَعْرِفَتُنَا هٰذِهِ تُطَمْئِنُنَا أَنَّهُ حَتَّى لَوْ لَمْ نَفْهَمْ لِمَاذَا تَصَرَّفَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ مَعَ عَزَرْيَا، فَنَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ حُكْمَهُ كَانَ بَارًّا.
٩ أَيَّةُ وَقَائِعَ تُوضِحُ لِمَ ضَرَبَ يَهْوَهُ عَزَرْيَا بِٱلْبَرَصِ؟
٩ وَلٰكِنْ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، تَرِدُ تَفَاصِيلُ إِضَافِيَّةٌ فِي أَجْزَاءٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱلْمَلِكُ عَزَرْيَا هُوَ نَفْسُهُ ٱلْمَلِكُ عُزِّيَّا. (٢ مل ١٥:٧، ٣٢) وَبِحَسَبِ ٱلرِّوَايَةِ ٱلْمُمَاثِلَةِ فِي ٢ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّام ٢٦:٣-٥، ١٦-٢١، فَعَلَ عُزِّيَّا مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، وَلٰكِنْ لَاحِقًا «تَكَبَّرَ قَلْبُهُ حَتَّى ٱلْهَلَاكِ». فَقَدْ أَرَادَ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ أَنْ يُؤَدِّيَ مَهَامَّ كَهَنُوتِيَّةً لَمْ تَكُنْ جُزْءًا مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ. فَوَقَفَ فِي وَجْهِهِ ٨١ كَاهِنًا مُحَاوِلِينَ تَقْوِيمَهُ. وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ «حَنِقَ» عَلَى ٱلْكَهَنَةِ، مَا دَلَّ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ عَشَّشَتْ فِي قَلْبِهِ. فَلَا عَجَبَ أَنْ ضَرَبَهُ يَهْوَهُ بِٱلْبَرَصِ.
١٠ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَحْتَاجَ دَائِمًا إِلَى تَبْرِيرَاتٍ لِتَصَرُّفَاتِ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ نُعَزِّزُ ثِقَتَنَا بِطُرُقِهِ ٱلْبَارَّةِ؟
١٠ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْفِكْرَةِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ، لِنَفْرِضْ أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّفَاصِيلَ ٱلتَّوْضِيحِيَّةَ غَيْرُ وَارِدَةٍ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ كَمَا هِيَ ٱلْحَالُ فِي رِوَايَاتٍ مُقْتَضَبَةٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهَلْ تَرَى نَفْسَكَ تُشَكِّكُ فِي بِرِّ ٱللّٰهِ؟ أَمْ تُفَكِّرُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَحْتَوِي عَلَى مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَفْعَلُ دَائِمًا مَا هُوَ صَوَابٌ، وَأَنَّ مِقْيَاسَهُ هُوَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ أَسْمَى مِقْيَاسٍ لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ؟ (تث ٣٢:٤) فِيمَا تَتَعَرَّفُ بِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ، تَقْوَى مَحَبَّتُكَ لَهُ وَيَزْدَادُ فَهْمُكَ لِطُرُقِهِ بِحَيْثُ لَا تَعُودُ بِحَاجَةٍ إِلَى تَبْرِيرَاتٍ لِكُلِّ أَفْعَالِهِ. وَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ فَهْمَكَ هٰذَا يَنْمُو عَلَى قَدْرِ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا لِلدَّرْسِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِي تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ. (مز ٧٧:١٢، ١٣) وَهٰذَا بِدَوْرِهِ سَيُمَتِّنُ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ وَيَجْعَلُهُ شَخْصًا حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ فِي عَيْنَيْكَ.
فِي ٱلصَّلَاةِ أَنْتَ تَتَكَلَّمُ مَعَ يَهْوَهَ
١١-١٣ كَيْفَ تَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْمَعُ ٱلصَّلَوَاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١١ فِي ٱلصَّلَاةِ نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَهَ، فَنُسَبِّحُهُ وَنَشْكُرُهُ وَنَطْلُبُ إِرْشَادَهُ. (مز ٣٢:٨) وَلٰكِنْ كَيْ تُوَطِّدَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ، عَلَيْكَ أَنْ تَثِقَ ثِقَةً تَامَّةً أَنَّهُ يَسْمَعُ صَلَوَاتِكَ.
١٢ يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ لِلصَّلَاةِ فَوَائِدَ نَفْسِيَّةً فَقَطْ. فَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّكَ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّ صَلَوَاتِكَ تُسْتَجَابُ، فَٱلسَّبَبُ هُوَ أَنَّكَ تَرْجَمْتَ أَفْكَارَكَ إِلَى كَلِمَاتٍ، حَدَّدْتَ مُشْكِلَتَكَ، وَصَمَّمْتَ عَلَى إِيجَادِ ٱلْحَلِّ. وَلٰكِنْ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنْ هٰذِهِ ٱلْفَوَائِدِ، كَيْفَ تَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْمَعُ حَقًّا صَلَوَاتِكَ ٱلصَّادِقَةَ؟
١٣ تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارِ. خِلَالَ وُجُودِ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ، رَأَى هُوَ بِنَفْسِهِ كَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِ خُدَّامِهِ ٱلْبَشَرِ. وَخِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، تَوَاصَلَ مَعَ أَبِيهِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ مُعَبِّرًا عَنْ مَشَاعِرِهِ. فَلَوْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَسْمَعُ صَلَوَاتِهِ، لَمَا فَعَلَ ذٰلِكَ وَلَمَا أَمْضَى ذَاتَ مَرَّةٍ لَيْلَةً بِكَامِلِهَا وَهُوَ يُصَلِّي. (لو ٦:١٢؛ ٢٢:٤٠-٤٦) وَلَوْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ مُجَرَّدُ عِلَاجٍ نَفْسِيٍّ، فَهَلْ كَانَ سَيُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا؟! إِذًا عَرَفَ يَسُوعُ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ وَسِيلَةُ ٱتِّصَالٍ حَقِيقِيَّةٌ مَعَ يَهْوَهَ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، قَالَ بِثِقَةٍ: «أَيُّهَا ٱلْآبُ، أَشْكُرُكَ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِي. لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ دَائِمًا تَسْمَعُ لِي». وَنَحْنُ أَيْضًا نَثِقُ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ». — يو ١١:٤١، ٤٢؛ مز ٦٥:٢.
١٤، ١٥ (أ) مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمُحَدَّدَةِ؟ (ب) كَيْفَ قَوَّتْ صَلَوَاتُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ عَلَاقَتَهَا بِيَهْوَهَ؟
١٤ حِينَ تَرْفَعُ إِلَى يَهْوَهَ صَلَوَاتٍ مُحَدَّدَةً تَنْتَبِهُ أَكْثَرَ كَيْفَ يَسْتَجِيبُهَا، حَتَّى لَوْ كَانَتْ طَرِيقَتُهُ غَيْرَ وَاضِحَةٍ. وَبِٱسْتِجَابَتِهِ لَكَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى يُصْبِحُ حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْكَ. وَكُلَّمَا عَبَّرْتَ لَهُ عَمَّا يَشْغَلُ بَالَكَ ٱقْتَرَبْتَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ.
١٥ إِلَيْكَ مِثَالَ كَاتِي.b فَهِيَ لَمْ تُحِبَّ خِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ تَشْتَرِكُ فِيهَا بِٱنْتِظَامٍ. تَقُولُ: «لَمْ أَسْتَمْتِعْ بِخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، لَمْ أَكُنْ أُحِبُّهَا إِطْلَاقًا. وَحِينَ تَقَاعَدْتُ عَنْ عَمَلِي، شَجَّعَنِي أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنْ أَصِيرَ فَاتِحَةً عَادِيَّةً، حَتَّى إِنَّهُ أَعْطَانِي طَلَبًا. فَقَرَّرْتُ أَنْ أُقَدِّمَهُ وَبَدَأْتُ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ أُصَلِّي يَوْمِيًّا إِلَى يَهْوَهَ لِكَيْ يُنَمِّيَ فِي قَلْبِي ٱلْمَحَبَّةَ لِخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ». فَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِهَا؟ تُخْبِرُ: «إِنَّنِي ٱلْآنَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ مِنْ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. وَنَتِيجَةَ ٱلِٱنْشِغَالِ بِٱلْخِدْمَةِ وَٱلتَّعَلُّمِ مِنْ خِبْرَةِ بَاقِي ٱلْأَخَوَاتِ، تَتَحَسَّنُ تَدْرِيجِيًّا مَهَارَاتِي فِي ٱلشَّهَادَةِ. فَأَنَا ٱلْيَوْمَ لَا أُحِبُّ خِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ، بَلْ أَعْشَقُهَا. وَعَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ بَاتَتْ أَقْوَى بِكَثِيرٍ». نَعَمْ، سَاعَدَتِ ٱلصَّلَوَاتُ كَاتِي أَنْ تُقَوِّيَ عَلَاقَتَهَا بِيَهْوَهَ.
اِفْعَلْ مَا عَلَيْكَ فِعْلُهُ
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى عَلَاقَةٍ وَطِيدَةٍ بِيَهْوَهَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ؟ (ب) مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٦ إِنَّ تَنْمِيَةَ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَهَ مَسْعًى يُرَافِقُنَا مَدَى ٱلْحَيَاةِ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يُبَادِلَنَا بِٱلْمِثْلِ. فَلْنُصَمِّمْ عَلَى ٱلتَّوَاصُلِ مَعَهُ دَائِمًا مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلصَّلَاةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِهِ ٱلَّتِي تَتَوَطَّدُ بِٱسْتِمْرَارٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ مِحَنِ ٱلْحَيَاةِ.
١٧ إِلَّا أَنَّ تَحَدِّيًا آخَرَ قَدْ يَنْشَأُ حِينَ تَبْقَى مَشَاكِلُنَا ٱلشَّخْصِيَّةُ عَلَى حَالِهَا رَغْمَ تَوَسُّلَاتِنَا ٱلصَّادِقَةِ. فَرُبَّمَا تَهْتَزُّ ثِقَتُنَا بِيَهْوَهَ وَنَتَسَاءَلُ إِذَا كَانَ يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا فِعْلًا أَوْ يَعْتَرِفُ أَسَاسًا بِعَلَاقَتِنَا مَعَهُ. فَكَيْفَ نُوَاجِهُ ظَرْفًا كَهٰذَا وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ لَنْ تَتَزَعْزَعَ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ.
a اَلْعَلَاقَةُ هِيَ رِبَاطٌ تَدُلُّ عَلَيْهِ ٱلْمَشَاعِرُ ٱلْمُتَبَادَلَةُ بَيْنَ شَخْصَيْنِ وَتَصَرُّفَاتُ كُلٍّ مِنْهُمَا تِجَاهَ ٱلْآخَرِ. إِذًا لِلطَّرَفَيْنِ دَوْرٌ فَاعِلٌ فِي ٱلْعَلَاقَةِ.
b اَلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.