لِنُقَدِّرْ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ عَلَيْنَا
‹نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ›. — يو ١:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩٥، ١٣
١، ٢ (أ) اِرْوِ مَثَلَ صَاحِبِ ٱلْكَرْمِ. (ب) كَيْفَ يُوضِحُ هٰذَا ٱلْمَثَلُ مَعْنَى ٱلْكَرَمِ وَٱلنِّعْمَةِ؟
فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، يَذْهَبُ صَاحِبُ كَرْمٍ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا لِكَرْمِهِ. فَيَتَّفِقُ مَعَ بَعْضِ ٱلرِّجَالِ عَلَى أُجْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَيَبْدَأُونَ بِٱلْعَمَلِ. لٰكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْعُمَّالِ، فَيَعُودُ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى خِلَالَ ٱلْيَوْمِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا إِضَافِيِّينَ. وَهُوَ يَعْرِضُ أَجْرًا عَادِلًا حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْجِرُهُمْ فِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ. وَعِنْدَ ٱلْمَسَاءِ، يَجْمَعُ ٱلْعُمَّالَ لِيُعْطِيَهُمْ أُجْرَتَهُمْ. فَيُعْطِي كُلًّا مِنْهُمُ ٱلْمَبْلَغَ نَفْسَهُ، سَوَاءٌ عَمِلُوا سَاعَاتٍ كَثِيرَةً أَوْ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَرَى ذٰلِكَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَأْجَرَهُمْ أَوَّلًا، يَبْدَأُونَ بِٱلتَّذَمُّرِ. فَيُجِيبُهُمْ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ: ‹أَلَمْ تَتَّفِقُوا مَعِي عَلَى ٱلْأَجْرِ ٱلَّذِي عَرَضْتُهُ؟ أَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أُعْطِيَ كُلَّ ٱلْعُمَّالِ مَا أُرِيدُ؟ أَمْ هَلْ أَنْتُمْ حَسُودُونَ لِأَنِّي أَنَا كَرِيمٌ؟›. — مت ٢٠:١-١٥.
٢ هٰذَا ٱلْمَثَلُ ٱلَّذِي رَوَاهُ يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اقرأ ٢ كورنثوس ٦:١.) فَقَدْ يَبْدُو أَنَّ ٱلْعُمَّالَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَغَلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً لَا يَسْتَحِقُّونَ أَجْرًا كَامِلًا. إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ ٱلْكَرْمِ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِكَرَمٍ ٱسْتِثْنَائِيٍّ. وَتَعْلِيقًا عَلَى كَلِمَةِ «نِعْمَةٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَقُولُ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ: «تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ هِبَةً لَا يَسْتَحِقُّهَا ٱلْإِنْسَانُ، أَوْ عَطِيَّةً لَمْ يَكْتَسِبْهَا عَنْ جَدَارَةٍ أَوْ بِعَرَقِ جَبِينِهِ».
هِبَةُ يَهْوَهَ ٱلسَّخِيَّةُ
٣، ٤ أَيَّةُ هِبَةٍ أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ، وَلِمَاذَا؟
٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ «هِبَةٌ». (اف ٣:٧) فَنَحْنُ لَا نَسْتَحِقُّهَا لِأَنَّنَا لَا نُطِيعُ يَهْوَهَ كَامِلًا. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ: «لَيْسَ فِي ٱلْأَرْضِ إِنْسَانٌ بَارٌّ يَفْعَلُ ٱلصَّلَاحَ دَائِمًا وَلَا يُخْطِئُ». (جا ٧:٢٠) وَذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَ ٱللّٰهِ» وَ «أُجْرَةُ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ». (رو ٣:٢٣؛ ٦:٢٣أ) فَنَحْنُ لَا نَسْتَحِقُّ سِوَى ٱلْمَوْتِ.
٤ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّ كَثِيرًا ٱلْبَشَرَ ٱلْخُطَاةَ، حَتَّى إِنَّهُ أَرْسَلَ «مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ» لِيَمُوتَ عَنَّا. وَهٰذِهِ هِيَ أَثْمَنُ هِبَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ وَأَعْظَمُ طَرِيقَةٍ أَظْهَرَ بِهَا نِعْمَتَهُ. (يو ٣:١٦) لِذَا ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْآنَ مُتَوَّجٌ «بِٱلْمَجْدِ وَٱلْكَرَامَةِ لِأَنَّهُ عَانَى ٱلْمَوْتَ، لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْتَ لِأَجْلِ كُلِّ إِنْسَانٍ». (عب ٢:٩) حَقًّا، إِنَّ «عَطِيَّةَ ٱللّٰهِ . . . هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا». — رو ٦:٢٣ب.
٥، ٦ مَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا (أ) ٱلْخَطِيَّةُ؟ (ب) نِعْمَةُ ٱللّٰهِ؟
٥ وَكَيْفَ وَرِثَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ؟ يُوضِحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَوْتَ قَدْ «مَلَكَ» عَلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ، آدَمَ. (رو ٥:١٢، ١٤، ١٧) وَلٰكِنْ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَتَحَرَّرَ مِنْ سَيْطَرَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَلَا نَدَعَهَا تَمْلِكُ عَلَيْنَا. فَبِٱلْإِيمَانِ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، نَخْتَارُ أَنْ تَمْلِكَ عَلَيْنَا نِعْمَةُ ٱللّٰهِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «حَيْثُ كَثُرَتِ ٱلْخَطِيَّةُ فَاضَتِ ٱلنِّعْمَةُ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ أَنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ ٱلْخَطِيَّةُ مَعَ ٱلْمَوْتِ، كَذٰلِكَ أَيْضًا تَمْلِكُ ٱلنِّعْمَةُ بِٱلْبِرِّ، مُؤَدِّيَةً إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». — رو ٥:٢٠، ٢١.
٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَزَالُ خُطَاةً، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ تُسَيْطِرَ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَى حَيَاتِنَا. فَنَحْنُ نَطْلُبُ ٱلْغُفْرَانَ مِنْ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نُخْطِئُ. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «لَا تَسُدِ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَيْكُمْ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ». (رو ٦:١٤) وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا ٱلنِّعْمَةُ؟ أَوْضَحَ بُولُسُ: «إِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ . . . قَدْ أُظْهِرَتْ، مُرْشِدَةً إِيَّانَا لِنَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ وَنَحْيَا بِرَزَانَةٍ وَبِرٍّ وَتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا». — تي ٢:١١، ١٢.
«نِعْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةُ»
٧، ٨ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ «مُتَنَوِّعَةً»؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَتَيْنِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «لِيَخْدُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَالَ مِنْ مَوْهِبَةٍ، كَوُكَلَاءَ فَاضِلِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ». (١ بط ٤:١٠) وَبِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ «مُتَنَوِّعَةً»؟ نَحْنُ نَمُرُّ بِمِحَنٍ مُتَنَوِّعَةٍ، لٰكِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ أَيْضًا تَظْهَرُ بِطَرَائِقَ مُتَنَوِّعَةٍ. (١ بط ١:٦) فَمَهْمَا كَانَتْ طَبِيعَةُ مِحْنَتِنَا، فَسَيُعْطِينَا يَهْوَهُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِٱلضَّبْطِ لِنُوَاجِهَهَا.
٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: ‹نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ›. (يو ١:١٦) فَنَحْنُ نَحْصُدُ ٱلْبَرَكَةَ تِلْوَ ٱلْبَرَكَةِ نَتِيجَةَ نِعْمَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ. فَمَا هِيَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ؟
٩ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لَهَا؟
٩ غُفْرَانُ خَطَايَانَا. بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ، يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا شَرْطَ أَنْ نَتُوبَ عَنْهَا وَنَسْتَمِرَّ فِي مُحَارَبَةِ مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. (اقرأ ١ يوحنا ١:٨، ٩.) وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ ٱلْخَطَايَا، قَائِلًا: «لَقَدْ أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَةِ ٱلظَّلَامِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَمْلَكَةِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ ٱلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ، غُفْرَانُ خَطَايَانَا». (كو ١:١٣، ١٤) وَرَحْمَةُ ٱللّٰهِ تَمْلَأُ قُلُوبَنَا بِٱلتَّقْدِيرِ، وَتَدْفَعُنَا أَنْ نُمَجِّدَهُ. هٰذَا وَإِنَّ غُفْرَانَ خَطَايَانَا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَنَالَ بَرَكَاتٍ رَائِعَةً أُخْرَى. فَمَا هِيَ؟
١٠ أَيُّ بَرَكَةٍ نَنْعَمُ بِهَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٠ اَلتَّصَالُحُ مَعَ ٱللّٰهِ. بِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ، فَنَحْنُ أَعْدَاءٌ لِلّٰهِ مِنْ لَحْظَةِ وِلَادَتِنَا. وَٱعْتَرَفَ بُولُسُ بِهٰذَا ٱلْوَاقِعِ قَائِلًا: «إِنَّنَا . . . وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ، قَدْ تَصَالَحْنَا مَعَ ٱللّٰهِ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ». (رو ٥:١٠) فَبِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ، نَتَصَالَحُ مَعَ ٱللّٰهِ، أَيْ نَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ وَنُصْبِحُ أَصْدِقَاءَهُ. وَأَوْضَحَ بُولُسُ عَلَاقَةَ ذٰلِكَ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ حِينَ كَتَبَ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «بِمَا أَنَّنَا تَبَرَّرْنَا نَتِيجَةَ ٱلْإِيمَانِ، فَلْنَنْعَمْ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضًا نِلْنَا بِٱلْإِيمَانِ ٱلْحُرِّيَّةَ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي فِيهَا نَحْنُ قَائِمُونَ». (رو ٥:١، ٢) فَمَا أَعْظَمَ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ!
١١ كَيْفَ يَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› إِلَى ٱلْبِرِّ؟
١١ اَلتَّمَتُّعُ بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللّٰهِ. أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ أَنَّ ‹ذَوِي ٱلْبَصِيرَةِ›، أَيِ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ، سَيَرُدُّونَ «كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. (اقرأ دانيال ١٢:٣.) فَبِوَاسِطَةِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، سَاعَدَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَلَايِينَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ يَهْوَهَ. (يو ١٠:١٦) لٰكِنَّ هٰذَا ٱلرَّدَّ إِلَى ٱلْبِرِّ مَا كَانَ لِيَحْدُثَ لَوْلَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ. أَوْضَحَ بُولُسُ: «هِيَ هِبَةٌ أَنْ يَتَبَرَّرُوا بِنِعْمَةِ [ٱللّٰهِ] بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي تَمَّ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — رو ٣:٢٣، ٢٤.
١٢ مَا عَلَاقَةُ ٱلصَّلَاةِ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٢ اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى عَرْشِ ٱللّٰهِ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقْتَرِبَ مِنْ عَرْشِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. فَقَدْ دَعَا بُولُسُ عَرْشَ يَهْوَهَ «عَرْشَ ٱلنِّعْمَةِ»، وَشَجَّعَنَا أَنْ نَقْتَرِبَ مِنْهُ «بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ». (عب ٤:١٦أ) وَيَهْوَهُ مَنَحَنَا هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلْعَظِيمَ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. قَالَ بُولُسُ: «لَنَا حُرِّيَّةُ ٱلْكَلَامِ هٰذِهِ وَٱقْتِرَابٌ عَنْ ثِقَةٍ مِنْ خِلَالِ إِيمَانِنَا بِهِ». — اف ٣:١٢.
١٣ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٣ اَلْعَوْنُ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. شَجَّعَنَا بُولُسُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ، «لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ». (عب ٤:١٦ب) فَعِنْدَمَا نَمُرُّ بِمِحَنٍ أَوْ مَصَاعِبَ، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْعَوْنَ مِنْ يَهْوَهَ. وَهُوَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا، رَغْمَ أَنَّنَا لَا نَسْتَحِقُّ ذٰلِكَ. وَغَالِبًا مَا يُقَدِّمُ لَنَا ٱلْعَوْنَ مِنْ خِلَالِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، «حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ جِدًّا فَنَقُولُ: ‹يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟›». — عب ١٣:٦.
١٤ أَيَّةُ بَرَكَةٍ أُخْرَى نَنَالُهَا نَتِيجَةَ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٤ تَعْزِيَةُ قُلُوبِنَا. إِحْدَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ هِيَ نَيْلُ ٱلتَّعْزِيَةِ حِينَ نُعَانِي أَلَمًا عَاطِفِيًّا. (مز ٥١:١٧) كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «لِيُعْطِكُمْ رَبُّنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ وَٱللّٰهُ أَبُونَا، ٱلَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا تَعْزِيَةً أَبَدِيَّةً وَرَجَاءً صَالِحًا بِٱلنِّعْمَةِ، أَنْ تَتَعَزَّى قُلُوبُكُمْ وَتَتَثَبَّتُوا!». (٢ تس ٢:١٦، ١٧) فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيَعْتَنِي بِنَا!
١٥ أَيُّ رَجَاءٍ لَدَيْنَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٥ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لِأَنَّنَا خُطَاةٌ، لَا رَجَاءَ لَنَا دُونَ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. (اقرإ المزمور ٤٩:٧، ٨.) لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَعْطَانَا رَجَاءً رَائِعًا. فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ: «هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٦:٤٠) وَرَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ هُوَ هِبَةٌ أَنْعَمَ بِهَا ٱللّٰهُ عَلَيْنَا. قَالَ بُولُسُ: «إِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ . . . تَجْلُبُ ٱلْخَلَاصَ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ». — تي ٢:١١.
لَا تَسْتَغِلَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ
١٦ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ؟
١٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِبَرَكَاتٍ عَدِيدَةٍ بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ، وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَظُنَّ أَنَّهُ يَتَغَاضَى عَنِ ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ. لَقَدْ حَاوَلَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ أَنْ يُحَوِّلُوا «نِعْمَةَ إِلٰهِنَا إِلَى عُذْرٍ عَلَى ٱلْفُجُورِ». (يه ٤) فَعَلَى مَا يَبْدُو، ظَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ غَيْرُ ٱلْأُمَنَاءِ أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَرْتَكِبُوا ٱلْخَطِيَّةَ عَلَى ٱعْتِبَارِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَغْفِرُ لَهُمْ دَائِمًا. وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّهُمْ حَرَّضُوا إِخْوَتَهُمْ عَلَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَيْهِمْ فِي سُلُوكِهِمِ ٱلرَّدِيءِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا يَكُونُ قَدْ «أَسَاءَ بِٱزْدِرَاءٍ إِلَى رُوحِ ٱلنِّعْمَةِ». — عب ١٠:٢٩.
١٧ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَوِيَّةٍ قَدَّمَهَا بُطْرُسُ؟
١٧ يَخْدَعُ ٱلشَّيْطَانُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، فَيَجْعَلُهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْتَغِلُّوا رَحْمَةَ ٱللّٰهِ وَيَرْتَكِبُوا ٱلْخَطِيَّةَ ثُمَّ يُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ. وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ لِيَغْفِرَ لِلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ، فَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُحَارِبَ مُيُولَنَا ٱلْخَاطِئَةَ. فَقَدْ أَوْحَى إِلَى بُطْرُسَ أَنْ يَكْتُبَ: «أَنْتُمْ إِذًا، أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِذْ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْمُسْبَقَةُ، ٱحْتَرِسُوا لِئَلَّا تَنْقَادُوا مَعَهُمْ بِضَلَالِ ٱلْبُغَاةِ، فَتَسْقُطُوا عَنْ ثَبَاتِكُمْ. لَا، بَلْ وَاصِلُوا ٱلنُّمُوَّ فِي نِعْمَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَعْرِفَتِهِ». — ٢ بط ٣:١٧، ١٨.
نِعْمَةُ ٱللّٰهِ تُحَمِّلُنَا مَسْؤُولِيَّاتٍ
١٨ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ تَضَعُهَا عَلَيْنَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ؟
١٨ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى نِعْمَةِ يَهْوَهَ! لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَضَعُ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّاتٍ. فَيَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَاهِبَنَا لِنُكْرِمَ يَهْوَهَ وَنُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ. وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ يُجِيبُ بُولُسُ: «بِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَنَا، فَمَنْ لَهُ . . . ٱلْخِدْمَةُ فَلْيَنْهَمِكْ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ، وَٱلْمُعَلِّمُ فَلْيَنْهَمِكْ فِي تَعْلِيمِهِ، وَٱلْوَاعِظُ فَفِي وَعْظِهِ، . . . وَمَنْ يَرْحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِسُرُورٍ». (رو ١٢:٦-٨) فَنِعْمَةُ يَهْوَهَ تُلْزِمُنَا بِأَنْ نَنْشَغِلَ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، نُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُشَجِّعَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَنُسَامِحَ مَنْ يُسِيءُ إِلَيْنَا.
١٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يَدْفَعُنَا تَقْدِيرُنَا لِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ وَكَرَمِهِ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَشْهَدَ «كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اع ٢٠:٢٤) وَسَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.