اَلرُّعَاةُ ٱلَّذِينَ هُمْ «أَمْثِلَةٌ لِلرَّعِيَّةِ»
«اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ . . . طَوْعًا . . .، بِٱنْدِفَاعٍ . . .، صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ». — ١ بطرس ٥:٢، ٣.
١، ٢ (أ) أَيُّ ٱمْتِيَازٍ عَهِدَ بِهِ يَسُوعُ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ، وَلِمَاذَا لَمْ تَكُنْ ثِقَةُ يَسُوعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؟ (ب) مَا هُوَ شُعُورُ يَهْوَه حِيَالَ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ؟
قَبْلَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، كَانَ بُطْرُسُ وَسِتَّةُ تَلَامِيذَ آخَرِينَ يَتَنَاوَلُونَ ٱلْفُطُورَ ٱلَّذِي أَعَدَّهُ يَسُوعُ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ. وَلَمْ تَكُنْ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَرَى فِيهَا بُطْرُسُ يَسُوعَ ٱلْمُقَامَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ فَرِحَ كَثِيرًا بِرُؤْيَتِهِ حَيًّا لكِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ قَلِقًا أَيْضًا لِأَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ أَنْكَرَ عَلَنًا مَعْرِفَتَهُ بِيَسُوعَ. (لوقا ٢٢:٥٥-٦٠؛ ٢٤:٣٤؛ يوحنا ١٨:٢٥-٢٧؛ ٢١:١-١٤) فَهَلْ أَنَّبَهُ يَسُوعُ عَلَى قِلَّةِ إِيمَانِهِ؟ كَلَّا، بَلْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِٱمْتِيَازِ إِطْعَامِ وَرِعَايَةِ ‹خِرَافِهِ ٱلصَّغِيرَةِ›. (يوحنا ٢١:١٥-١٧) وَكَمَا تُظْهِرُ رِوَايَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ تَارِيخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، لَمْ تَكُنْ ثِقَةُ يَسُوعَ بِبُطْرُسَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا. فَقَدْ رَعَى بُطْرُسُ، مَعَ ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ، ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ خِلَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلشَّدِيدَةِ وَٱلتَّوَسُّعِ ٱلسَّرِيعِ. — اعمال ١:١٥-٢٦؛ ٢:١٤؛ ١٥:٦-٩.
٢ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُعَيِّنُ يَهْوَه بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رِجَالًا أَكْفَاءً لِيَخْدُمُوا كَرُعَاةٍ رُوحِيِّينَ لِيَتَوَلَّوْا قِيَادَةَ خِرَافِهِ خِلَالَ أَحْرَجِ ٱلْأَوْقَاتِ فِي ٱلتَّارِيخِ. (افسس ٤:١١، ١٢؛ ٢ تيموثاوس ٣:١) فَهَلْ ثِقَةُ يَهْوَه هذِهِ هِيَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؟ إِنَّ مَعْشَرَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُسَالِمَ ٱلْمَوْجُودَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُبَرْهِنُ ٱلْعَكْسَ. وَمِثْلَ بُطْرُسَ، لَيْسَ هؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ مَعْصُومِينَ مِنَ ٱلْخَطَإِ. (غلاطية ٢:١١-١٤؛ يعقوب ٣:٢) مَعَ ذلِكَ، يَثِقُ يَهْوَه بِأَنَّهُمْ سَيَعْتَنُونَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّتِي «ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ». (اعمال ٢٠:٢٨) وَهُوَ يُكِنُّ لَهُمْ مَوَدَّةً عَمِيقَةً وَيَعْتَبِرُهُمْ «مُسْتَحِقِّينَ كَرَامَةً مُضَاعَفَةً». — ١ تيموثاوس ٥:١٧.
٣ كَيْفَ يُحَافِظُ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ عَلَى ٱلطَّوْعِيَّةِ وَٱلِٱنْدِفَاعِ؟
٣ وَكَيْفَ يُحَافِظُ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ عَلَى ٱلطَّوْعِيَّةِ وَٱلِٱنْدِفَاعِ، صَائِرِينَ بِذلِكَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ؟ عَلَى غِرَارِ بُطْرُسَ وَٱلرُّعَاةِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، يَتَّكِلُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْيَوْمَ عَلَى رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ ٱلَّذِي يَمُدُّهُمْ بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِكَيْ يَحْمِلُوا حِمْلَهُمُ ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ. (٢ كورنثوس ٤:٧) كَمَا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُنتِجُ فِيهِمْ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ: اَلْمَحَبَّةَ، ٱلْفَرَحَ، ٱلسَّلَامَ، طُولَ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفَ، ٱلصَّلَاحَ، ٱلْإِيمَانَ، ٱلْوَدَاعَةَ، وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فَلْنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلطَّرَائِقِ ٱلْمُحَدَّدَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يَرْسُمَ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذَا ٱلثَّمَرِ وَهُمْ يَرْعَوْنَ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ.
أَحْبِبِ ٱلرَّعِيَّةَ كَمَجْمُوعَةٍ وَأَفْرَادٍ
٤، ٥ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَه وَيَسُوعُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلرَّعِيَّةِ؟ (ب) مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُعْرِبُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لِلرَّعِيَّةِ؟
٤ إِنَّ أَبْرَزَ صِفَةٍ يُنْتِجُهَا رُوحُ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ. وَيَهْوَه يُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِلرَّعِيَّةِ كَمَجْمُوعَةٍ حِينَ يُزَوِّدُهَا بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. (اشعيا ٦٥:١٣، ١٤؛ متى ٢٤:٤٥-٤٧) لكِنَّ مَحَبَّتَهُ لَا تَقِفُ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ. فَهُوَ يَشْعُرُ بِتَعَلُّقٍ شَخْصِيٍّ بِكُلِّ خَرُوفٍ. (١ بطرس ٥:٦، ٧) وَيَسُوعُ أَيْضًا يُحِبُّ ٱلرَّعِيَّةَ. فَقَدْ بَذَلَ نَفْسَهُ عَنْهَا. كَمَا أَنَّهُ يَعْرِفُ كُلَّ خَرُوفٍ ‹بِٱسْمِهِ›. — يوحنا ١٠:٣، ١٤-١٦.
٥ وَٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ يَقْتَدُونَ بِيَهْوَه وَيَسُوعَ. فَهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِرَعِيَّةِ ٱللّٰهِ كَمَجْمُوعَةٍ ‹بِمُثَابَرَتِهِمْ عَلَى تَعْلِيمِ› ٱلْجَمَاعَةِ. فَخِطَابَاتُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاهِمُ فِي إِطْعَامِ وَحِمَايَةِ ٱلرَّعِيَّةِ، وَعَمَلُهُمُ ٱلدَّؤُوبُ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ ظَاهِرٌ لِلْجَمِيعِ. (١ تيموثاوس ٤:١٣، ١٦) لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةَ يَقُومُونَ أَيْضًا بِأَعْمَالٍ لَيْسَتْ ظَاهِرَةً إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ. فَهُمْ يَقْضُونَ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلِٱهْتِمَامِ بِسِجِلَّاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، ٱلْمُرَاسَلَاتِ، ٱلْبَرَامِجِ، وَأُمُورٍ عَدِيدَةٍ أُخْرَى لِكَيْ تَجْرِيَ ٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلنَّشَاطَاتُ ٱلْأُخْرَى «بِلِيَاقَةٍ وَبِتَرْتِيبٍ». (١ كورنثوس ١٤:٤٠) وَٱلْكَثِيرُ مِنْ هذِهِ ٱلْأَعْمَالِ لَا يُلَاحِظُهَا ٱلْآخَرُونَ، لِذلِكَ قَلَّمَا تَلْقَى ٱلتَّقْدِيرَ. فَكَمْ هِيَ بِٱلْفِعْلِ إِعْرَابٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ! — غلاطية ٥:١٣.
٦، ٧ (أ) مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّفُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّعَاةُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ بِٱلْخِرَافِ؟ (ب) لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَحْيَانًا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِنَا لِأَحَدِ ٱلشُّيُوخِ؟
٦ وَيَسْعَى ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُحِبُّونَ أَيْضًا إِلَى إِظْهَارِ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلشَّخْصِيِّ بِكُلِّ خَرُوفٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (فيلبي ٢:٤) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَتَعَرَّفُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلرُّعَاةُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ بِكُلِّ خَرُوفٍ هِيَ مُرَافَقَتُهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ. فَكَثِيرًا مَا ٱصْطَحَبَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱسْتَغَلَّ هذِهِ ٱلْفُرَصَ لِيَمْنَحَهُمُ ٱلتَّشْجِيعَ. (لوقا ٨:١) يَقُولُ أَحَدُ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ: «فِي رَأْيِي، إِنَّ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلْوَسَائِلِ لِلتَّعَرُّفِ بِأَخٍ أَوْ أُخْتٍ وَتَشْجِيعِهِمَا هِيَ مُرَافَقَتُهُمَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ». فَإِذَا لَمْ تَتَسَنَّ لَكَ مُؤَخَّرًا فُرْصَةُ ٱلْخِدْمَةِ مَعَ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ، فَلِمَ لَا تَطْلُبُ مِنْهُ مُرَافَقَتَكَ فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ؟
٧ دَفَعَتِ ٱلْمَحَبَّةُ يَسُوعَ إِلَى مُشَاطَرَةِ أَتْبَاعِهِ أَفْرَاحَهُمْ وَأَتْرَاحَهُمْ. فَقَدْ «تَهَلَّلَ» حِينَ عَادَ ٧٠ مِنْ تَلَامِيذِهِ فَرِحِينَ مِنْ كِرَازَتِهِمْ. (لوقا ١٠:١٧-٢١) بِٱلْمُقَابِلِ، «ذَرَفَ . . . ٱلدُّمُوعَ» عِنْدَمَا رَأَى وَقْعَ فَاجِعَةِ مَوْتِ لِعَازَرَ عَلَى مَرْيَمَ وَعَائِلَتِهَا وَأَصْدِقَائِهَا. (يوحنا ١١:٣٣-٣٥) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَتَعَاطَفُ ٱلرُّعَاةُ مَعَ ٱلْخِرَافِ. فَٱلْمَحَبَّةُ تَدْفَعُهُمْ أَنْ ‹يَفْرَحُوا مَعَ ٱلْفَرِحِينَ› وَ ‹يَبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ›. (روما ١٢:١٥) فَسَوَاءٌ كُنْتَ فَرِحًا أَوْ حَزِينًا، فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ مَشَاعِرِكَ لِلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَإِطْلَاعُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى أَفْرَاحِكَ يُشَجِّعُهُمْ. (روما ١:١١، ١٢) وَإِخْبَارُهُمْ عَنْ مِحَنِكَ يُتِيحُ لَهُمْ فُرْصَةَ مَنْحِكَ ٱلدَّعْمَ وَٱلتَّعْزِيَةَ. — ١ تسالونيكي ١:٦؛ ٣:١-٣.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَحَبَّةَ لِزَوْجَتِهِ؟ (ب) إِلَى أَيِّ حَدٍّ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يُظْهِرَ ٱلرَّاعِي ٱلْمَحَبَّةَ لِعَائِلَتِهِ؟
٨ تَظْهَرُ مَحَبَّةُ ٱلرَّاعِي لِلرَّعِيَّةِ بِشَكْلٍ وَاضِحٍ مِنْ خِلَالِ مُعَامَلَتِهِ لِعَائِلَتِهِ. (١ تيموثاوس ٣:١، ٤) فَبِإِظْهَارِهِ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْكَرَامَةَ لِزَوْجَتِهِ يَرْسُمُ مِثَالًا لِيَقْتَدِيَ بِهِ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْآخَرُونَ. (افسس ٥:٢٥؛ ١ بطرس ٣:٧) قَالَتِ ٱمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا لِينْدَا عَنْ زَوْجِهَا ٱلَّذِي خَدَمَ كَنَاظِرٍ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ سَنَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ: «رَغْمَ أَنَّ زَوْجِي كَانَ دَائِمَ ٱلِٱنْشِغَالِ بِٱلِٱعْتِنَاءِ بِٱلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ جَعَلَنِي أَشْعُرُ أَنَّنَا ثُنَائِيٌّ مُتَّحِدٌ. فَكَثِيرًا مَا عَبَّرَ لِي عَنِ ٱمْتِنَانِهِ لِدَعْمِي، وَكَانَ يُخَصِّصُ أَوْقَاتَ فَرَاغِهِ لِيَقْضِيَهَا مَعِي. وَقَدْ أَشْعَرَنِي ذلِكَ بِأَنَّنِي مَحْبُوبَةٌ، لِذلِكَ لَمْ أَنْزَعِجْ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي كَانَ يَقْضِيهِ فِي خِدْمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ».
٩ وَإِذَا كَانَ لِلرَّاعِي ٱلْمَسِيحِيِّ أَوْلَادٌ، فَإِنَّ تَأْدِيبَهُ إِيَّاهُمْ بِمَحَبَّةٍ وَمَدْحَهُ لَهُمْ دَائِمًا يَرْسُمَانِ مِثَالًا لِيَقْتَدِيَ بِهِ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْآخَرُونَ. (افسس ٦:٤) فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا لِعَائِلَتِهِ هِيَ دَلِيلٌ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ ٱلثِّقَةَ ٱلَّتِي مُنِحَتْ لَهُ عِنْدَ نَيْلِهِ ٱلتَّعْيِينَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. — ١ تيموثاوس ٣:٤، ٥.
رَوِّجِ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ بِٱلْحِوَارِ ٱلصَّرِيحِ
١٠ (أ) أَيُّ أَمْرٍ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى فَرَحِ وَسَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ (ب) أَيَّةُ قَضِيَّةٍ كَانَتْ عَلَى وَشْكِ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَكَيْفَ بُتَّتْ؟
١٠ يُنْتِجُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي قَلْبِ ٱلْمَسِيحِيِّ، بَيْنَ أَفْرَادِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ، وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ كَكُلٍّ. لكِنَّ ٱنْعِدَامَ ٱلْحِوَارِ ٱلصَّرِيحِ يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى هذَا ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ. فَقَدْ ذَكَرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «تَبْطُلُ ٱلْمَقَاصِدُ مِنْ غَيْرِ تَشَاوُرٍ». (امثال ١٥:٢٢) مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يُعَزِّزُ ٱلْحِوَارُ ٱلصَّرِيحُ ٱلْمُتَّسِمُ بِٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ. مَثَلًا، عِنْدَمَا كَانَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ عَلَى وَشْكِ تَعْكِيرِ سَلَامِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، طَلَبَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. ثُمَّ عَبَّرُوا عَنْ آرَائِهِمِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ حَوْلَ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ. وَبَعْدَ مُنَاقَشَةٍ حَامِيَةٍ مُطَوَّلَةٍ، تَوَصَّلُوا إِلَى قَرَارٍ. وَعِنْدَمَا أَبْلَغُوا ٱلْجَمَاعَاتِ بِٱلْقَرَارِ ٱلَّذِي أَجْمَعُوا عَلَيْهِ، ‹فَرِحَ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلتَّشْجِيعِ›. (اعمال ١٥:٦-٢٣، ٢٥، ٣١؛ ١٦:٤، ٥) وَهكَذَا، جَرَى تَعْزِيزُ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ.
١١ كَيْفَ يُعَزِّزُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١١ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، يُعَزِّزُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ بِكَوْنِهِمْ أَشْخَاصًا يَتَحَاوَرُونَ بِصَرَاحَةٍ. فَهُمْ يَجْتَمِعُونَ وَيُعَبِّرُونَ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ بِصَرَاحَةٍ عِنْدَمَا تُهَدِّدُ ٱلْمَشَاكِلُ ٱلْجَمَاعَةَ. كَمَا أَنَّهُمْ يُصْغُونَ بِٱحْتِرَامٍ إِلَى تَعْلِيقَاتِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْآخَرِينَ. (امثال ١٣:١٠؛ ١٨:١٣) وَبَعْدَ ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَإِرْشَادَاتِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (متى ٢٤:٤٥-٤٧؛ ١ كورنثوس ٤:٦) وَحِينَ تَتَّخِذُ هَيْئَةُ ٱلشُّيُوخِ قَرَارًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، يُذْعِنُ كُلُّ شَيْخٍ لِإِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِدَعْمِ هذَا ٱلْقَرَارِ حَتَّى لَو لَمْ يَكُنْ رَأْيُهُ كَرَأْيِ ٱلْأَغْلَبِيَّةِ. وَٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يُعَزِّزُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ وَيَرْسُمُ لِلْخِرَافِ مِثَالًا رَائِعًا لِلسُّلُوكِ مَعَ ٱللّٰهِ. (ميخا ٦:٨) فَهَلْ تُذْعِنُ بِٱحْتِشَامٍ لِلْقَرَارَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا ٱلرُّعَاةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
كُنْ طَوِيلَ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفًا
١٢ لِمَاذَا لَزِمَ أَنْ يَكُونَ يَسُوعُ طَوِيلَ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلرُّسُلِ؟
١٢ كَانَ يَسُوعُ طَوِيلَ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفًا فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلرُّسُلِ رَغْمَ نَقَائِصِهِمِ ٱلْمُتَكَرِّرَةِ. مَثَلًا، حَاوَلَ يَسُوعُ مِرَارًا أَنْ يَطْبَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّوَاضُعِ. (متى ١٨:١-٤؛ ٢٠:٢٥-٢٧) وَلكِنْ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَبَعْدَمَا لَقَّنَهُمْ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ بِغَسْلِ أَقْدَامِهِمْ، «حَدَثَ أَيْضًا بَيْنَهُمْ جِدَالٌ حَامٍ فِي أَيُّهُمْ يَبْدُو أَنَّهُ ٱلْأَعْظَمُ». (لوقا ٢٢:٢٤؛ يوحنا ١٣:١-٥) فَهَلْ عَنَّفَهُمْ؟ كَلَّا، بَلْ حَاوَلَ إِقْنَاعَهُمْ بِلُطْفٍ قَائِلًا: «مَنْ هُوَ أَعْظَمُ: اَلَّذِي يَتَّكِئُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ أَمِ ٱلَّذِي يَخْدُمُ؟ أَلَيْسَ ٱلَّذِي يَتَّكِئُ إِلَى ٱلْمَائِدَةِ؟ وَمَعَ ذٰلِكَ فَأَنَا فِي وَسْطِكُمُ ٱلَّذِي يَخْدُمُ». (لوقا ٢٢:٢٧) وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، مَسَّ طُولُ أَنَاةِ يَسُوعَ وَلُطْفُهُ، إِضَافَةً إِلَى مِثَالِهِ، قُلُوبَ ٱلرُّسُلِ.
١٣، ١٤ فِي أَيَّةِ حَالَتَيْنِ خُصُوصًا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلرُّعَاةُ لُطَفَاءَ؟
١٣ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ يُضْطَرُّ ٱلرَّاعِي ٱلرُّوحِيُّ أَنْ يُقَدِّمَ تَكْرَارًا لِأَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ مَشُورَةً حَوْلَ ضَعْفٍ مُعَيَّنٍ لَدَيْهِ، مِمَّا قَدْ يَجْعَلُهُ يَغْتَاظُ مِنْ هذَا ٱلشَّخْصِ. وَلكِنْ يَجِبُ أَنْ يُبْقِيَ ٱلرَّاعِي فِي بَالِهِ ضَعَفَاتِهِ ٱلْخَاصَّةَ وَهُوَ ‹يُنَبِّهُ ٱلَّذِينَ بِلَا تَرْتِيبٍ›. عِنْدَئِذٍ يَتَمَكَّنُ مِنْ إِظْهَارِ طُولِ ٱلْأَنَاةِ وَٱللُّطْفِ لِأَخِيهِ، تَمَامًا كَمَا يُظْهِرُ يَهْوَه وَيَسُوعُ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلرُّعَاةُ. — ١ تسالونيكي ٥:١٤؛ يعقوب ٢:١٣.
١٤ وَرُبَّمَا يُضْطَرُّ ٱلرُّعَاةُ أَحْيَانًا أَنْ يُقَدِّمُوا مَشُورَةً صَارِمَةً لِشَخْصٍ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. وَإِذَا لَمْ يُعْرِبِ ٱلْخَاطِئُ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْزِلُوهُ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ. (١ كورنثوس ٥:١١-١٣) رَغْمَ ذلِكَ، فَإِنَّ طَرِيقَتَهُمْ فِي مُعَامَلَةِ هذَا ٱلشَّخْصِ تُظْهِرُ أَنَّهُمْ يُبْغِضُونَ ٱلْخَطِيَّةَ وَلَيْسَ ٱلْخَاطِئَ. (يهوذا ٢٣) وَٱللُّطْفُ ٱلَّذِي يُظْهِرُونَهُ لِلْخَرُوفِ ٱلضَّالِّ قَدْ يُسَهِّلُ عَلَيْهِ لَاحِقًا ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلرَّعِيَّةِ. — لوقا ١٥:١١-٢٤.
اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ
١٥ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَقْتَدِي ٱلرُّعَاةُ مِنْ خِلَالِهَا بِصَلَاحِ يَهْوَه، وَمَاذَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى ذلِكَ؟
١٥ إِنَّ «يَهْوَهَ صَالِحٌ لِلْكُلِّ» حَتَّى لِلَّذِينَ لَا يُقَدِّرُونَ مَا يَفْعَلُهُ لَهُمْ. (مزمور ١٤٥:٩؛ متى ٥:٤٥) وَصَلَاحُهُ يَتَجَلَّى خُصُوصًا فِي إِرْسَالِ شَعْبِهِ لِلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». (متى ٢٤:١٤) وَٱلرُّعَاةُ يَعْكِسُونَ صَلَاحَ ٱللّٰهِ بِأَخْذِهِمِ ٱلْقِيَادَةَ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ. فَمَا هُوَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ جُهُودِهِمِ ٱلدَّؤُوبَةِ؟ اَلْإِيمَانُ ٱلرَّاسِخُ بِيَهْوَه وَوُعُودِهِ. — روما ١٠:١٠، ١٣، ١٤.
١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلرُّعَاةِ أَنْ ‹يَصْنَعُوا ٱلصَّلَاحَ› إِلَى ٱلْخِرَافِ؟
١٦ إِضَافَةً إِلَى صُنْعِ «ٱلصَّلَاحِ إِلَى ٱلْجَمِيعِ» بِٱلْكِرَازَةِ، تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّعَاةِ مَسْؤُولِيَّةُ صُنْعِ ٱلصَّلَاحِ «خُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غلاطية ٦:١٠) وَإِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ لِفِعْلِ ذلِكَ هِيَ ٱلْقِيَامُ بِزِيَارَاتٍ رِعَائِيَّةٍ مُشَجِّعَةٍ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ: «أَنَا أَتَمَتَّعُ بِٱلْقِيَامِ بِٱلزِّيَارَاتِ ٱلرِّعَائِيَّةِ. فَهِيَ تُتِيحُ لِي فُرْصَةَ مَدْحِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ عَلَى جُهُودِهِمْ وَمُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ عَمَلَهُمُ ٱلدَّؤُوبَ هُوَ مَوْضِعُ تَقْدِيرٍ». وَقَدْ يَقْتَرِحُ ٱلرُّعَاةُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلشَّخْصِ طَرَائِقَ لِتَحْسِينِ خِدْمَتِهِ لِيَهْوَه. وَبِذلِكَ يَتَمَثَّلُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْحُكَمَاءُ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَقَدْ نَاشَدَ ٱلْإِخْوَةَ فِي تَسَالُونِيكي: «نَثِقُ فِي ٱلرَّبِّ بِشَأْنِكُمْ أَنَّكُمْ تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُمْ بِهِ وَسَتُتَابِعُونَ فِعْلَهُ». (٢ تسالونيكي ٣:٤) وَتَعَابِيرُ ٱلثِّقَةِ هذِهِ تَجْتَذِبُ ٱلْخِرَافَ ذَوِي ٱلْمُيُولِ ٱلْحَسَنَةِ وَتُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ›. (عبرانيين ١٣:١٧) فَعِنْدَمَا يَقُومُ ٱلشُّيُوخُ بِزِيَارَةٍ رِعَائِيَّةٍ مُشَجِّعَةٍ لَكَ، لِمَ لَا تُعَبِّرُ لَهُمْ عَنْ تَقْدِيرِكَ لَهَا؟
اَلْوَدَاعَةُ تَتَطَلَّبُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ
١٧ أَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ؟
١٧ تَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلْوَدَاعَةِ حَتَّى عِنْدَمَا كَانَ يُسْتَفَزُّ. (متى ١١:٢٩) مَثَلًا، حِينَ جَرَتْ خِيَانَتُهُ وَٱلْقَبْضُ عَلَيْهِ، أَعْرَبَ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. وَعِنْدَمَا ٱسْتَلَّ بُطْرُسُ سَيْفَهُ بِتَهَوُّرٍ وَقَامَ بِعَمَلٍ ٱنْتِقَامِيٍّ، سَأَلَهُ يَسُوعُ: «أَمْ تَظُنُّ أَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَلْتَمِسَ مِنْ أَبِي أَنْ يَمُدَّنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ بِأَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ فَيْلَقًا مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ؟». (متى ٢٦:٥١-٥٣؛ يوحنا ١٨:١٠) وَقَدِ ٱنْطَبَعَ هذَا ٱلدَّرْسُ فِي ذِهْنِ بُطْرُسَ، حَتَّى إِنَّه ذَكَّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَاحِقًا: «اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. . . . مَا كَانَ يَرُدُّ ٱلشَّتْمَ وَهُوَ يُشْتَمُ، وَلَا كَانَ يُهَدِّدُ وَهُوَ يَتَأَلَّمُ». — ١ بطرس ٢:٢١-٢٣.
١٨، ١٩ (أ) مَتَى خُصُوصًا يَجِبُ أَنْ يُعْرِبَ ٱلشُّيُوخُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يَتَحَلَّى ٱلرُّعَاةُ ٱلْفَعَّالُونَ ٱلْيَوْمَ بِٱلْوَدَاعَةِ حَتَّى عِنْدَمَا يُعَامَلُونَ بِإِجْحَافٍ. مَثَلًا، قَدْ لَا يَتَجَاوَبُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مَعَ مُحَاوَلَاتِ ٱلشُّيُوخِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ. وَرُبَّمَا «يَتَكَلَّمُ» بَعْضُ ٱلضُّعَفَاءِ أَوِ ٱلْمَرْضَى رُوحِيًّا «مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ مِثْلَ طَعَنَاتِ ٱلسَّيْفِ». (امثال ١٢:١٨) لكِنَّ ٱلرُّعَاةَ، عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، لَا يَرُدُّونَ بِكَلِمَاتٍ لَاذِعَةٍ أَوْ يَقُومُونَ بَأَعْمَالٍ ٱنْتِقَامِيَّةٍ. بَلْ يُعْرِبُونَ عَنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلتَّعَاطُفِ، مِمَّا قَدْ يَعُودُ بِٱلْفَائِدَةِ عَلَى ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. (١ بطرس ٣:٨، ٩) فَهَلْ تَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلشُّيُوخِ وَتُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ حِينَ تُقَدَّمُ لَكَ ٱلْمَشُورَةُ؟
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه وَيَسُوعَ يُقَدِّرَانِ ٱلْعَمَلَ ٱلدَّؤُوبَ ٱلَّذِي يَقُومُ بِهِ آلَافُ ٱلرُّعَاةِ ٱلَّذِينَ يَعْتَنُونَ طَوْعًا بِٱلرَّعِيَّةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. كَمَا أَنَّهُمَا يُكِنَّانِ مَوَدَّةً عَمِيقَةً لِآلَافِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَ ٱلشُّيُوخَ فِي ‹خِدْمَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ›. (عبرانيين ٦:١٠) فَلِمَاذَا يَتَرَدَّدُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي ٱبْتِغَاءِ هذَا ‹ٱلْعَمَلِ ٱلْحَسَنِ›؟ (١ تيموثاوس ٣:١) وَكَيْفَ يُدَرِّبُ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ كَرُعَاةٍ؟ سَنُنَاقِشُ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلرَّعِيَّةِ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ لِكُلِّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُعَزِّزُوا ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ؟
• لِمَاذَا يُعْرِبُ ٱلرُّعَاةُ عَنْ طُولِ ٱلْأَنَاةِ وَٱللُّطْفِ حِينَ يُقَدِّمُونَ ٱلْمَشُورَةَ؟
• كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلشُّيُوخُ عَنِ ٱلصَّلَاحِ وَٱلْإِيمَانِ؟
[الصورة في الصفحة ١٨]
تَدْفَعُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلشُّيُوخَ إِلَى خِدْمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ
[الصورتان في الصفحة ١٨]
يَقْضِي ٱلشُّيُوخُ أَيْضًا ٱلْوَقْتَ مَعَ عَائِلَاتِهِمْ فِي ٱلِٱسْتِجْمَامِ . . .
. . . وَٱلْخِدْمَةِ
[الصورة في الصفحة ٢٠]
اَلْحِوَارُ ٱلصَّرِيحُ بَيْنَ ٱلشُّيُوخِ يُعَزِّزُ ٱلْفَرَحَ وَٱلسَّلَامَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ