حين يأتي العالم الجديد
يأتي عالم اللّٰه الجديد حين يمضي هذا العالم الحاضر. ولكن قد تسألون: ‹هل يمكننا حقا ان نصدِّق ان هذا العالم سينتهي؟› حسنا، تأملوا: هل انتهى عالم من قبل؟
نعم، استنادا الى الدليل القاطع، انتهى عالم ذات مرة. «العالم الكائن حينئذ [في ايام نوح] فاض عليه الماء فهلك،» كما يقول الكتاب المقدس. واللّٰه «لم يشفق على العالم القديم بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.» — ٢ بطرس ٢:٥؛ ٣:٦.
لاحظوا ان «عالم الفجار،» او نظام الأشياء الشرير، هو الذي فني. فليس كوكب الأرض، السموات المنجمة، او العائلة البشرية هي التي انتهت. وفيما ازداد الناجون من الطوفان عددا، اتى عالم آخر (عالمنا الحاضر) الى الوجود. فماذا سيحل به؟
بعد القول ان عالم نوح هلك، يتابع الكتاب المقدس: «أما السموات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار.» (٢ بطرس ٣:٧) وتعني النار الهلاك للعالم. «والعالم [الموجود اليوم] يمضي» فعلا. (١ يوحنا ٢:١٧) ولكن متى؟
اراد رسل يسوع ان يعرفوا، فسألوا: «قل لنا متى تكون هذه الأمور وما علامة مجيئك ونهاية العالم؟» (متى ٢٤:٣، الترجمة اليسوعية الجديدة) وفي الإجابة اعطى يسوع علامة تمكِّن الناس العائشين في زمن اتمامها من ان يعرفوا أن عالما سينتهي قريبا، وأن عالما جديدا سيحل محله. فماذا كانت العلامة؟
العلامة
شملت العلامة اجزاء كثيرة، نعم، حوادث كثيرة جرى التنبؤ بها. ولكي تتم العلامة، يجب ان تقع جميعها بطريقة بارزة في الوقت نفسه بشكل اساسي، خلال جيل واحد. (متى ٢٤:٣٤) فما هي هذه الحوادث؟
كان بعض ما ذكره يسوع: «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة. وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات وأوبئة.» «حينئذ يسلِّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. . . . ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين.» — لوقا ٢١:١٠، ١١؛ متى ٢٤:٧-٩، ١٢.
وأخبر الرسول بولس بأحوال اخرى تسم «الأيام الأخيرة» لهذا العالم. كتب: «في الأيام الأخيرة ستأتي ازمنة صعبة. لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال . . . غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو . . . مقتحمين متصلفين محبين للَّذَّات دون محبة للّٰه لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها.» — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
لا بد انكم رأيتم او سمعتم عن كل هذه الأمور — نزاعات عالمية تفوق الحروب السابقة، زلازل عظيمة، مجاعات وأوبئة واسعة الانتشار، بغض واضطهاد أتباع المسيح، كثرة الإثم، ازمنة صعبة لا تعرف خطورتها نظيرا. وعلاوة على هذه الأمور، ينبئ الكتاب المقدس مسبقا ان اللّٰه ‹سيهلك الذين يهلكون الأرض.› (رؤيا ١١:١٨) والبشر يهلكون الأرض الآن!
ففي تشرين الثاني الماضي، حملت الصحف عناوين رئيسية كهذا: «العلماء البارزون يحذرون من دمار الأرض.» وقال الدكتور هنري كندال، حائز جائزة نوبل ورئيس اتحاد العلماء القلقين: «ليس هذا التحذير مبالغة، وليس مهوِّلا.» وأخبرت مقالة في صحيفة: «ان القائمة بالـ ٥٧٥,١ عالما الذين صاغوا التحذير هي لعلماء معروفين في المجتمع العلمي الدولي.» وتحذيرهم من الإهلاك التام للأرض لا يجب تجاهله!
لا يمكن ان يكون هنالك شك في ذلك. فالعلامة بكل اجزائها تتم، بما فيها نبوة يسوع الرئيسية: «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى،» نعم، منتهى هذا العالم. (متى ٢٤:١٤) فسيأتي، كما قال يسوع، عندما تكون بشارة ملكوت اللّٰه قد كُرز بها في كل العالم. وهذه الكرازة يقوم بها الآن شهود يهوه على النطاق المنبإ به مسبقا!
ما يلزمكم فعله
لذلك يشير الدليل بكامله الى الواقع ان عالم اللّٰه الجديد قريب جدا. ومع ذلك، اذا كنتم ستنجون من نهاية هذا العالم وتتمتعون بالحياة في العالم الجديد، يلزمكم فعل شيء. فبعد القول ان «العالم يمضي،» يظهر الكتاب المقدس ما هو مطلوب منكم، اذ يوضح: «أما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الأبد.» — ١ يوحنا ٢:١٧.
لذلك يلزمكم ان تتعلموا مشيئة اللّٰه وتصنعوها. ويسرُّ شهود يهوه ان يساعدوكم على ذلك. عندئذ يمكنكم ان تنجوا من نهاية هذا العالم لتتمتعوا الى الأبد ببركات عالم اللّٰه الجديد.
[مصدر الصورة في الصفحة ١٠]
NASA photo
[الصورة في الصفحة ١٠]
وقت اضطراب عظيم يسبق العالم الجديد مباشرة