الزانية الرديئة السمعة — هلاكها
«هللويا. الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب الهنا لأن احكامه حق وعادلة إذ قد دان الزانية العظيمة التي أفسدت الارض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها.» — رؤيا ١٩:١، ٢.
١ كيف ارتكبت الزانية العظيمة العهارة مع «ملوك الارض،» وماذا انتج ذلك؟
كل ما كنا نناقشه هو جديّ كفاية. ولكن يجب ان نلاحظ ان الرؤيا ١٧:٢ تتكلم ايضا عن عهارة الزانية العظيمة مع «ملوك الارض.» ورغم انها كابدت سقوطا، فهي لا تزال صديقة العالم الى حدّ كبير وتحاول التأثير في الحكام العالميين للوصول الى غاياتها. (يعقوب ٤:٤) وهذا الزنى الروحي، المؤلف من علائق محرَّمة بين بابل العظيمة والحكّام السياسيين، انتج موت عشرات الملايين من الناس الابرياء قبل الأوان! وكان رديئا كفاية ان تتورط الزانية العظيمة في كلّ من جانبي النزاع في الحرب العالمية الاولى. ولكنّ خطاياها في ما يتعلّق بالحرب العالمية الثانية قد «لحقت السماء» بالتأكيد! (رؤيا ١٨:٥) ولماذا نقول ذلك؟
٢ (أ) كيف ساعد فرانز ڤون پاپن أدولف هتلر ليصير حاكم المانيا، وكيف وصف رئيس وزراء الماني سابق هذا الفارس البابوي؟ (ب) في الاتفاقية بين الدولة النازية والڤاتيكان، اي بندين أُبقيا سرِّيين؟ (انظر الحاشية.)
٢ حسنا، لنأخذ مثلا واحدا. كيف صار الطاغية أدولف هتلر رئيسا للوزراء — ودكتاتورا — في المانيا؟ كان ذلك بمكيدة سياسية لفارس بابوي وصفه رئيس الوزراء الالماني السابق، كيرت ڤون شلايشر، بأنه «نوع الخائن الذي بالمقارنة معه يكون يهوذا الاسخريوطي قديسا.» كان هذا فرانز ڤون پاپن، الذي نظَّم الحركة الكاثوليكية وكبار الصناعيين لمقاومة الشيوعية وتوحيد المانيا تحت سلطة هتلر. وكجزء من صفقة بيع جُعل ڤون پاپن نائب رئيس الوزراء. وأرسل هتلر وفدا بقيادة ڤون پاپن الى روما للتفاوض في اتفاقية بين الدولة النازية والڤاتيكان. وعبَّر البابا پيوس الحادي عشر للمندوبين الالمان عن سروره بأن يكون «لدى الحكومة الالمانية الآن على رأسها رجل مقاوم للشيوعية بعناد،» وفي ٢٠ تموز ١٩٣٣، في طقس مدروس في الڤاتيكان، فان الكاردينال پاسيللي (الذي كان سيصير بعد وقت قصير البابا پيوس الثاني عشر) وقَّع الاتفاقية.a
٣ (أ) ماذا كتب مؤرّخ حول الاتفاقية بين الدولة النازية والڤاتيكان؟ (ب) خلال الاحتفالات في الڤاتيكان، اي تكريم مُنح لفرانز ڤون پاپن؟ (ج) اي دور قام به فرانز ڤون پاپن في السيطرة النازية على النمسا؟
٣ يكتب أحد المؤرخين: «كانت الاتفاقية [مع الڤاتيكان] انتصارا عظيما لهتلر. فقد منحته اول دعم أدبي تلقّاه من العالم الخارجي، وذلك من أرفع مصدر.» وخلال الاحتفالات في الڤاتيكان منح پاسيللي ڤون پاپن الوسام البابوي العالي للصليب العظيم من رتبة پيوس.b ويخبر ونستون تشرشل في كتابه العاصفة الجامعة، الصادر في السنة ١٩٤٨، كيف أن ڤون پاپن استخدم الى حدّ أبعد «صيته ككاثوليكي مخلص» ليكسب دعم الكنيسة للسيطرة النازية على النمسا. وفي السنة ١٩٣٨، تكريما لميلاد هتلر، أمر الكاردينال إنّيتزر بأن ترفع جميع كنائس النمسا راية الصليب المعقوف، وتدقّ اجراسها، وتصلّي لاجل الدكتاتور النازي.
٤ و ٥ (أ) لماذا يستقر ذنب سفك الدم الرهيب على الڤاتيكان؟ (ب) كيف منح المطارنة الكاثوليك الالمان الدعم المفتوح لهتلر؟
٤ لذلك فان ذنب سفك الدم الرهيب يستقرّ على الڤاتيكان! وبصفتها جزءا رئيسيا من بابل العظيمة فقد ساعدت بشكل بارز في تولّي هتلر الحكم ومنحه الدعم ‹الأدبي.› وذهبت الڤاتيكان الى أبعد من ذلك في الموافقة ضمنا على اعمال هتلر الوحشية. وخلال العقد الطويل للارهاب النازي فان الحبر الروماني لزم الصمت فيما كان مئات الآلاف من الجنود الكاثوليك يحاربون ويموتون من أجل مجد النظام النازي وفيما كان ملايين التعساء الآخرين يُقتلون في غرف الغاز الهتلرية.
٥ حتى أن المطارنة الكاثوليك الالمان منحوا أيضا الدعم المفتوح لهتلر. وفي اليوم نفسه الذي شنّت فيه اليابان — شريكة المانيا في الحرب وقتئذ — هجوما غادرا على پيرل هاربر نشرت النيويورك تايمز هذا التقرير: «ان مؤتمر المطارنة الكاثوليك الألمان المعقود في فولدا أوصى بتقديم ‹صلاة حرب› خصوصية تُتلى في بداية ونهاية جميع القداديس الالهية. والصلاة تلتمس العناية الالهية لمباركة الاسلحة الالمانية بالنصر ومنح الحماية لحياة وصحة جميع الجنود. وأمر المطارنة ايضا رجال الدين الكاثوليك ان يحفظوا ويتذكروا في عظة خصوصية يوم الاحد مرة في الشهر على الأقل الجنود الالمان ‹برّا وبحرا وجوّا.›»
٦ لربما تجنب العالم اي اسى عظيم وأعمال وحشية لو لم تكن هنالك عهارة روحية بين الڤاتيكان والنازيين؟
٦ فلو لم تكن هنالك علاقة غرامية بين الڤاتيكان والنازيين لربما تجنب العالم الأسى الناجم عن قتل عشرات الملايين من الجنود والمدنيين في الحرب، والقضاء على ستة ملايين من اليهود لكونهم غير آريين — والأثمن في نظر يهوه — معاناة الآلاف من شهوده، الممسوحين و ‹الخراف الاخر› على السواء، اعمالا وحشية شديدة، وموت شهود كثيرين في معسكرات الاعتقال النازية. — يوحنا ١٠:١٠، ١٦.
رؤية عن كثب للزانية
٧ كيف يصف الرسول يوحنا رؤيته عن كثب للزانية العظيمة؟
٧ كم ملائمة هي الرؤيا التي تنكشف بعد ذلك مباشرة في نبوّة سفر الرؤيا! واذ نفتح الى الاصحاح ١٧، الاعداد ٣ الى ٥، نجد يوحنا يقول عن الملاك: «فمضى بي بالروح الى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلّية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوَّة رجاسات ونجاسات زناها وعلى جبهتها اسم مكتوب. سرّ. بابل العظيمة امّ الزواني ورجاسات الارض.»
٨ (أ) ماذا تحمل الزانية العظيمة في كأسها الذهبية، مثبتة بالتالي هويتها؟ (ب) كيف تكون بابل العظيمة مجازيا «متسربلة بأرجوان وقرمز» ومتحلية «بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ»؟
٨ هنا يلاحظ يوحنا بابل العظيمة عن كثب. فهي تنتمي حقا الى تلك البرية، بين الوحوش التي تسكنها. وهذه الزانية العظيمة يجري اثبات هويتها بوضوح بما تحمله في كأسها، رغم ان الكأس تبدو بشكل خادع ثمينة من الخارج. فهي تشرب جرعة رجسة من وجهة نظر اللّٰه. فصداقتها مع العالم، عقائدها الباطلة، اباحيتها الادبية، مغازلتها الدول السياسية — لا شيء من هذه الامور يحتمله يهوه، «ديّان كل الأرض.» (تكوين ١٨:٢٢-٢٦؛ رؤيا ١٨:٢١، ٢٤) وكم تتزيَّن بشكل جميل! فهي مشهورة بكاتدرائياتها الفخمة ذات البناء المهيب والنوافذ الزجاجية الملوَّنة، معابدها المتعدِّدة الطوابق وأبراجها المرصَّعة بالجواهر، هياكلها ومزاراتها الموقَّرة منذ القديم. وبحسب الازياء المتَّبِعة اسلوبا معيَّنا والمعَدَّة من قبل الزانية العظيمة، يتسربل كهنتها ورهبانها بثياب غالية الثمن من قرمز وأرجوان وزعفران. — رؤيا ١٧:١.
٩ اي تاريخ طويل تملكه بابل العظيمة لذنب سفك الدم، وكيف ينهي يوحنا وصفه لها بطريقة ملائمة؟
٩ ولكنّ الاكثر شجبا هو تعطُّشها الى الدماء. ولدى يهوه حساب طويل لتصفيته من هذا القبيل! فقد رَعَت الدكتاتوريين المتعطشين الى سفك الدماء في الازمنة العصرية، وتاريخها الرجس لاراقة الدماء يمتدّ الى الوراء عبر القرون، عبر الحروب الدينية، محاكم التفتيش، الحملات الصليبية، أجل، رجوعا الى استشهاد بعض الرسل وقتل ابن اللّٰه نفسه، الرب يسوع المسيح، وأبعد ايضا. (اعمال ٣:١٥؛ عبرانيين ١١:٣٦، ٣٧) أضيفوا الى كل ذلك قتل شهود يهوه في السنوات الاخيرة على يد زُمَر اطلاق النار، بالاعدام شنقا، بالفأس، بالمقصلة، بالسيف، وبالمعاملة غير الانسانية في السجون ومعسكرات الاعتقال. فلا عجب ان ينهي يوحنا وصفه بالقول: «ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع»! — رؤيا ١٧:٦.
«سرّ المرأة والوحش»
١٠ (أ) كيف اضطهدت الزانية العظيمة شهود يهوه الى هذا اليوم؟ (ب) اي نوع من القادة هم رجال دين بابل العظيمة؟
١٠ تعجّب يوحنا «تعجبا عظيما» مما رآه. واليوم نتعجب نحن أيضا! فخلال ثلاثينات وأربعينات الـ ١٩٠٠ استخدمت الزانية العظيمة الحركة الكاثوليكية والمكيدة السياسية لاضطهاد شهود يهوه الامناء وحظر عملهم. والى هذا اليوم، حيثما تستطيع ان تمارس النفوذ الكافي، تستمر بابل العظيمة في اعاقة وتقييد واساءة تمثيل عمل شهود يهوه، الذين ينادون بالرجاء المجيد لملكوت اللّٰه. وبابقاء مئات الملايين أسرى في الهيئات الدينية للزانية العظيمة يخدم رجال دينها ‹كعميان قادة عميان،› مقتادين هؤلاء الى خندق الهلاك. ولا تستطيع هذه الزانية الرديئة السمعة البتة ان تقول مع الرسول بولس: «أُشهِدكم . . . أني بريء من دم الجميع.» — متى ١٥:٧-٩، ١٤؛ ٢٣:١٣؛ اعمال ٢٠:٢٦.
١١ و ١٢ ما هو سرّ ‹الوحش القرمزي› الذي يحمل الزانية الرديئة السمعة، وأية انارة تلقّاها شهود يهوه بشأن هذا السرّ في السنة ١٩٤٢؟
١١ وإذ لاحظ الملاك تعجُّب يوحنا قال له: «لماذا تعجَّبت. أنا اقول لك سرّ المرأة والوحش الحامل لها الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون.» (رؤيا ١٧:٧) فما هو هذا «الوحش»؟ قبل ذلك بأكثر من ٦٠٠ سنة رأى النبي دانيال وحوشا في رؤيا، وفُسِّر له ان هذه تمثِّل ‹ملوكا،› او حكومات سياسية هنا على الارض. (دانيال ٧:٢-٨، ١٧؛ ٨:٢-٨، ١٩-٢٢) وهنا يرى يوحنا في رؤيا مزيجا من حكومات كهذه — ‹وحشا قرمزيا.› هذه هي عصبة الامم البشرية الصنع التي ظهرت على المسرح العالمي سنة ١٩٢٠ وانما طُرحت في مهواة عدم النشاط عندما انفجرت الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩. ومع ذلك ما هو «سرّ المرأة والوحش»؟
١٢ بعناية الهية تلقّى شهود يهوه الانارة بشأن هذا السرّ سنة ١٩٤٢. وكانت الحرب العالمية الثانية آنذاك في ذروة احتدامها، وظنّ كثيرون انها ستتصعَّد حتى هرمجدّون. ولكنّ يهوه كانت لديه فكرة مختلفة! فكان هنالك كثير من العمل بعد ليقوم به شهوده! وفي محفلهم الثيوقراطي للعالم الجديد في ١٨-٢٠ ايلول ١٩٤٢، الذي كانت المدينة الرئيسية فيه كليفلند، اوهايو، مرتبطة بـ ٥١ موقعا آخر في الولايات المتحدة، قدَّم ناثان ه . نور رئيس جمعية برج المراقبة الخطاب العام، «السلام — هل يمكن ان يدوم؟» وفيه راجع الرؤيا ١٧:٨ التي تقول عن ‹الوحش القرمزي› انه «كان وليس الآن وهو عتيد ان يصعد من (المهواة) ويمضي الى الهلاك.» وأظهر كيف ان عصبة الامم ‹كانت› من السنة ١٩٢٠ الى السنة ١٩٣٩. ومرحلة «ليس الآن» جرى بلوغها بسبب زوال العصبة. ولكن، بعد الحرب العالمية الثانية، كان هذا المزيج من الامم سيصعد من المهواة. فهل تمَّت هذه النبوة المؤسسة على الكتاب المقدّس؟ تمَّت حقا! ففي السنة ١٩٤٥ صعد «الوحش» الاممي من مهواته لعدم النشاط بصفته الامم المتحدة.
١٣ كيف استمرت بابل العظيمة في اتِّباع طرائقها المشبَّهة بالزنى مع «وحش» الامم المتحدة؟
١٣ وبابل العظيمة، رغم انها ضعفت بسبب سقوطها، فقد استمرت في اتِّباع طرائقها المشبَّهة بالزنى مع «وحش» الامم المتحدة. مثلا، في حزيران ١٩٦٥، اجتمع اصحاب المقامات الرفيعة من فروع الدين الرئيسية السبعة للعالم، المدعوة مسيحية وغير مسيحية، التي قيل انها تمثِّل نصف سكان العالم، في سان فرانسيسكو للاحتفال بمرور ٢٠ سنة على ولادة الامم المتحدة.c وفي تلك السنة نفسها وصف البابا بولس السادس الامم المتحدة بأنها «الرجاء الاخير للوئام والسلام،» وفي ما بعد عبَّر البابا يوحنا بولس الثاني عن امله بأن «تبقى الامم المتحدة على الدوام المنبر الاسمى للسلام والعدل.» وفي السنة ١٩٨٦ اخذت الامبراطورية العالمية للدين الباطل القيادة في رعاية سنة السلام الدولية للامم المتحدة. ولكن هل اتى السلام والامن الحقيقيان استجابة لصلواتهم الدينية؟ كلا، على الاطلاق! وتُظهر الامم الاعضاء في الامم المتحدة اكثر فاكثر انها لا تملك محبة حقيقية للزانية العظيمة.
التخلُّص من الزانية
١٤ اية مهمة خصوصية على «وحش» الامم المتحدة ان ينجزها، وكيف يصف ملاك اللّٰه ذلك؟
١٤ وفي الوقت المناسب سيمضي ‹الوحش القرمزي› نفسه الى الهلاك. ولكن قبل حدوث ذلك، وحتى قبل هجومه الوحشي الاخير على شعب اللّٰه، لدى وحش الامم المتحدة هذا مهمة خصوصية لينجزها. فيهوه يضع ‹رأيه في قلوب الوحش وقرونه العسكرية.› وبأية نتيجة؟ يجيب ملاك اللّٰه: «وأما العشرة القرون التي رأيت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.» لقد «مجَّدت نفسها وتنعَّمت،» وأما الآن فينعكس كل ذلك. ولن تحميها مبانيها الدينية الضخمة المهيبة وممتلكاتها الواسعة الخاصة. وكما يعلن الملاك: «من اجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن (يهوه) الاله الذي يدينها قوي.» — رؤيا ١٧:١٦، ١٧؛ ١٨:٧، ٨.
١٥ كيف ستكون ردّة فعل عشاق الزانية السياسيين، مع اقطاب التجارة الكبيرة، تجاه زوالها؟
١٥ وسيرثي عشاقها السياسيون زوالها، معلنين: «ويل ويل. المدينة العظيمة بابل المدينة القوية. لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك.» وعلى نحو مماثل فان اقطاب التجارة الكبيرة، الذين حقَّقوا ارباحا غير شريفة معها، سوف «يبكون وينوحون ويقولون ويل ويل. . . . لانه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا.» — رؤيا ١٨:٩-١٧.
١٦ اي تجاوب سيبديه شعب اللّٰه عند هلاك الزانية العظيمة، وكيف تؤكِّد الرؤيا ذلك؟
١٦ ولكن ايّ تجاوب سيبديه شعب اللّٰه؟ كل ذلك تتضمنه كلمات الملاك: «افرحي لها ايتها السماء والرسل القديسون والانبياء لان الرب قد دانها دينونتكم.» وبرمية سريعة ستكون بابل العظيمة قد طُرحت، ولن تعيِّر اسم يهوه القدوس في ما بعد. وهلاك الزانية العظيمة سيدعو الى ترنيمات الاحتفال والانتصار تسبيحا ليهوه. وكأول سلسلة من هلّلويا المرنِّمين سيدوّي القرار الموسيقي المفرح: «(سبحوا ياه، يا شعب). الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب الهنا لان احكامه حقّ وعادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها وانتقم لدم عبيده من يدها.» — رؤيا ١٨:٢٠-١٩:٣.
١٧ بعد التخلُّص من الزانية العظيمة، كيف ستتواصل اعمال دينونة اللّٰه حتى الاتمام؟
١٧ وستتواصل اعمال دينونة اللّٰه بسرعة حتى الاتمام فيما يدوس «ملك الملوك ورب الارباب،» المسيح يسوع، «معصرة خمر سخط وغضب اللّٰه القادر على كل شيء» في هرمجدون. وهناك سيتخلَّص من الحكام الاشرار وجميع الباقين الآخرين من هيئة الشيطان على الارض. وستلتهم الطيور الجيفية جثثهم. (رؤيا ١٦:١٤، ١٦؛ ١٩:١١-٢١) فكم يجب ان نكون سعداء بأن وقت اللّٰه المعيَّن قريب لتحرير ارضنا الجميلة من كل ما هو نجس، قذر وفاسد!
١٨ ما هي الذروة العظمى لسفر الرؤيا؟
١٨ وهل هذه هي ذروة سفر الرؤيا؟ كلا، ليس بعد! لانه بالقيامة المكتملة للـ ٠٠٠,١٤٤ الى السماء يجري عرس الخروف. فتنصَّب ‹عروسه› المزيَّنة لرجلها في «سماء جديدة،» وتنزل، مجازيا، من هناك بصفتها معين عريسها في انجاز قصد يهوه ‹بصنع كل شيء جديدا.› وجمال العروس الروحي هو ذاك الذي للمدينة المقدسة، اورشليم الجديدة، التي ينيرها يهوه اللّٰه القادر على كل شيء بمجده، والخروف هو سراجها. (رؤيا ٢١:١-٥، ٩-١١، ٢٣) هنا اذاً يبلغ سفر الرؤيا ذروته العظمى بتقديس اسم يهوه وشروع الخروف، المسيح يسوع، مع عروسه، اورشليم الجديدة، في مباركة الجنس البشري الطائع بحياة ابدية في الفردوس الارضي.
١٩ (أ) فضلا عن الخروج من بابل العظيمة، اي شيء آخر اساسي للخلاص؟ (ب) اية دعوة ملحّة لا تزال مفتوحة، وماذا يجب ان يكون تجاوبنا؟
١٩ فهل تنبَّهتم لخداع الدين الباطل وخرجتم من بابل العظيمة؟ وهل اتخذتم الخطوة الاضافية للمجيء الى يهوه اللّٰه، بواسطة المسيح يسوع، في انتذار من كل القلب يقود الى المعمودية؟ هذه ايضا أساسية للخلاص! واذ يقترب الوقت المعيَّن لتنفيذ دينونة يهوه الاخيرة تتردَّد الدعوة بالحاح محرِّك: «الروح والعروس يقولان تعال.» فليعمل جميع الذين يصغون الى هذه الدعوة على نذر حياتهم ليهوه وليكونوا غيورين في القول «تعال» لآخرين ايضا. اجل، «من يعطش فليأتِ. ومن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجّانا.» (رؤيا ٢٢:١٧) ولا تزال الدعوة مفتوحة. وستكونون سعداء حقا اذا اتخذتم موقفكم وحافظتم على هذا الموقف امام عرش اللّٰه والخروف كفرد من شعب يهوه المنتذر المعتمد. فالوقت المعيَّن اقرب مما تظنون! اجل، ان الذروة العظمى لسفر الرؤيا قريبة!
كخاتمة لدرس برج المراقبة لهذا الاسبوع، يجب على المدير ان يطلب قراءة القرار التالي ويراجعه بمساعدة الاسئلة المزوَّدة. هذا هو القرار الذي قُدِّم في كل انحاء العالم في محفل «العدل الالهي» الكوري لشهود يهوه في السنة ١٩٨٨ في ختام الخطاب «‹الزانية› الرديئة السمعة — سقوطها وهلاكها.»
[الحواشي]
a لأسباب واضحة أُبقي بندان من هذه الاتفاقية سرِّيين عند ذلك الوقت، وهما اللذان يعالجان جبهة مشتركة ضد الاتحاد السوفياتي وواجبات الكهنة الكاثوليك المجنَّدين في جيش هتلر. ان تجنيدا كهذا كان خرقا لمعاهدة ڤرساي (١٩١٩) التي لا تزال المانيا ملزمة بها؛ والمعرفة العلنية لهذا البند كان يمكن ان تزعج الموقِّعين الآخرين لمعاهدة ڤرساي.
b كان فرانز ڤون پاپن بين النازيين الذين حوكموا كمجرمي حرب في نورمبرغ، المانيا، في اواخر اربعينات الـ ١٩٠٠. وقد بُرِّئ، لكنه حصل لاحقا على حكم بعقوبة قاسية من محكمة المانية لاستئصال النازية. ومع ذلك جُعل لاحقا، في السنة ١٩٥٩، حاجبا بابويا خاصا.
c في التعليق على هذا التجمّع قال البابا بولس السادس: «كم صحيح وملائم حقا ان تكون قد شُملت دعوة دينية الى السلام ضمن الاحتفالات التذكارية لتوقيع ميثاق الامم المتحدة قبل عشرين سنة.»
[الاطار في الصفحة ١١]
صمت البابا
في كتابه «فرانز ڤون پاپن — حياته وأوقاته،» الصادر في سنة ١٩٣٩، يصف ه . و. بلودريان بالتفصيل المكايد التي بواسطتها أَوصل الفارس البابوي هتلر الى السلطة وتفاوض في اتفاقية الڤاتيكان مع النازيين. ونظرا الى المذابح المدبَّرة الرهيبة، التي شملت اليهود وشهود يهوه وآخرين، يقول الكاتب: «لماذا لزم پاسيللي [البابا پيوس الثاني عشر] الصمت؟ لأنه في خطة ڤون پاپن لامبراطورية رومانية مقدسة للألمان الغربيين رأى في المستقبل كنيسة كاثوليكية أقوى، مع عودة الڤاتيكان الى تولّي زمام السلطة الزمنية . . . وپاسيللي هذا نفسه يمارس الآن سلطة الدكتاتورية الروحية على ملايين الانفس، ومع ذلك نادرا ما علَت همسة على العدوان والاضطهاد الهتلري. . . . وبينما انا اكتب هذه الأسطر مرَّت ثلاثة أيام من المذابح ولم تأتِ أية صلاة من الڤاتيكان لأجل أنفس المشاركين في النزاع، الذين نصفهم تماما هم كاثوليك. ورهيبا سيكون الحساب عندما يقف هؤلاء الرجال، مجرَّدين من كل نفوذهم الارضي، أمام الههم، الذي سيطلب حسابا. فماذا يمكن أن يكون عذرهم؟ لا شيء!»
[الاطار في الصفحة ١٥]
تورُّط الڤاتيكان
ذكرت النيويورك تايمز، عدد ٦ آذار ١٩٨٨، ان الڤاتيكان تَوقَّعت عجزا في الميزانية يبلغ رقما قياسيا قدره ٨,٦١ مليون دولار للسنة ١٩٨٨. وقالت الصحيفة: «احدى النفقات الرئيسية تشمل على الارجح وعدا قُطع في السنة ١٩٨٤ بدفع ٢٥٠ مليون دولار تقريبا لدائني بنكو امبروزيانو. فقد كانت الڤاتيكان متورطة بعمق في مصرف ميلان قبل انهياره في السنة ١٩٨٢.» حقا، كان تورطها عميقا في تلك الفضيحة حتى ان الڤاتيكان رفضت بثبات ان تسلِّم الى السلطات ثلاثة رسميين رفيعي المقام في الڤاتيكان، بمن فيهم رئيس اساقفة اميركي، ليُحاكَموا في المحاكم الايطالية!
[الصورتان في الصفحة ١٢]
تُشارك الڤاتيكان ڤون پاپن وهتلر في ذنب سفك الدم الرهيب
[مصدر الصورة]
UPI/Bettmann Newsphotos
UPI/Bettmann Newsphotos
[الصور في الصفحة ١٥]
عوض تأييد ملكوت اللّٰه، نادى البابوات بالامم المتحدة بصفتها ‹الرجاء الاخير للسلام›
[مصدر الصورة]
Insets: UN photos