اِشْهَدْ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ
«اِشْهَدْ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». — اع ٢٠:٢٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠١، ٨٤
١، ٢ كَيْفَ عَبَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ تَقْدِيرِهِ لِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَقُولَ: «نِعْمَةُ [ٱللّٰهِ] عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ عَبَثًا». (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٩، ١٠.) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، أَدْرَكَ تَمَامًا أَنَّهُ لَمْ يَكْسِبْ أَوْ يَسْتَحِقَّ رَحْمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَةَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَضْطَهِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
٢ وَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ، كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ قَائِلًا: «أَشْكُرُ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، ٱلَّذِي مَنَحَنِي ٱلْقُوَّةَ، لِأَنَّهُ ٱعْتَبَرَنِي أَمِينًا إِذْ جَعَلَنِي لِلْخِدْمَةِ». (١ تي ١:١٢-١٤) وَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ؟ أَخْبَرَ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ: «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ، كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ، حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لِأَشْهَدَ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». — اع ٢٠:٢٤.
٣ أَيُّ خِدْمَةٍ خُصُوصِيَّةٍ أُوكِلَتْ إِلَى بُولُسَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ وَمَا هِيَ ‹ٱلْبِشَارَةُ› ٱلَّتِي شَهِدَ بِهَا بُولُسُ، وَكَيْفَ أَبْرَزَتْ نِعْمَةَ يَهْوَهَ؟ أَخْبَرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ: «قَدْ سَمِعْتُمْ بِوِكَالَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي أُعْطِيتُهَا مِنْ أَجْلِكُمْ». (اف ٣:١، ٢) فَقَدْ أُوكِلَ إِلَى بُولُسَ أَنْ يُبَشِّرَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كَيْ يَصِيرُوا هُمْ أَيْضًا شُرَكَاءَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ افسس ٣:٥-٨.) وَبِغَيْرَتِهِ فِي إِتْمَامِ خِدْمَتِهِ، رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ وَبَرْهَنَ أَنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ عَلَيْهِ «لَمْ تَكُنْ عَبَثًا».
كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ؟
٤، ٥ لِمَ نَقُولُ إِنَّ «بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ» هِيَ «بِشَارَةُ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ» نَفْسُهَا؟
٤ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا، أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى شَعْبِهِ أَنْ يَكْرِزُوا «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ . . . فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) وَرِسَالَتُنَا هِيَ أَيْضًا «بِشَارَةُ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». فَكُلُّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي سَنَتَمَتَّعُ بِهَا فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ. (اف ١:٣) فَهَلْ نَنْدَفِعُ إِفْرَادِيًّا أَنْ نَقْتَدِيَ بِبُولُسَ وَنُظْهِرَ تَقْدِيرَنَا لِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِغَيْرَةٍ؟ — اقرأ روما ١:١٤-١٦.
٥ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، نَحْنُ نَسْتَفِيدُ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ بِطَرَائِقَ عَدِيدَةٍ، رَغْمَ أَنَّنَا خُطَاةٌ. لِذٰلِكَ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّةٌ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ، وَكَيْفَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا شَخْصِيًّا. فَمَا هِيَ بَعْضُ أَوْجُهِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى تَقْدِيرِهَا؟
اِشْهَدْ بِٱلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْفِدْيَةِ
٦، ٧ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّنَا نَشْهَدُ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ حِينَ نَشْرَحُ لِلنَّاسِ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ؟
٦ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُتَسَاهِلِ، لَا يَشْعُرُ كَثِيرُونَ بِٱلذَّنْبِ حِينَ يَرْتَكِبُونَ ٱلْخَطِيَّةَ، لِذَا لَا يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْفِدْيَةِ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَرَى ٱلْمَزِيدُ وَٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِمِ ٱلْمُتَسَاهِلَةَ لَا تَمْنَحُهُمُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ. وَكَثِيرُونَ لَا يَفْهَمُونَ مَا هِيَ ٱلْخَطِيَّةُ، وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيهِمْ، وَكَيْفَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ عُبُودِيَّتِهَا. وَلٰكِنْ حِينَ يَلْتَقُونَ بِشُهُودِ يَهْوَهَ، يَفْرَحُ ٱلْمُخْلِصُونَ مِنْهُمْ حِينَ يَتَعَلَّمُونَ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱللّٰهُ مَحَبَّتَهُ وَنِعْمَتَهُ بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَفْدِيَنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. — ١ يو ٤:٩، ١٠.
٧ كَتَبَ بُولُسُ عَنِ ٱبْنِ يَهْوَهَ ٱلْحَبِيبِ، قَائِلًا: «اَلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَيْ مَغْفِرَةُ زَلَّاتِنَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اف ١:٧) فَذَبِيحَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةُ أَهَمُّ دَلِيلٍ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، وَهِيَ تُظْهِرُ مَا أَعْظَمَ نِعْمَتَهُ. وَنَحْنُ نَشْعُرُ بِرَاحَةٍ كَبِيرَةٍ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّنَا إِذَا آمَنَّا بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ، تُغْفَرُ خَطَايَانَا وَنَتَمَتَّعُ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ. (عب ٩:١٤) فَيَا لَهَا مِنْ بِشَارَةٍ نُخْبِرُ بِهَا ٱلْآخَرِينَ!
سَاعِدِ ٱلنَّاسَ أَنْ يُصْبِحُوا أَصْدِقَاءَ ٱللّٰهِ
٨ لِمَاذَا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ؟
٨ نَحْنُ مُلْزَمُونَ بِإِخْبَارِ ٱلنَّاسِ أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصْبِحُوا أَصْدِقَاءَ ٱللّٰهِ. فَإِذَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ، يَعْتَبِرُهُمُ ٱللّٰهُ أَعْدَاءً لَهُ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي يَعْصِي ٱلِٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سُخْطُ ٱللّٰهِ». (يو ٣:٣٦) وَلٰكِنْ بِفَضْلِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ، أَصْبَحَ ٱلتَّصَالُحُ مَعَ ٱللّٰهِ مُمْكِنًا. ذَكَرَ بُولُسُ: «أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ فِي مَا مَضَى مُبْعَدِينَ وَأَعْدَاءً لِأَنَّ أَفْكَارَكُمْ كَانَتْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ ٱلْآنَ بِجَسَدِ ذَاكَ ٱلَّذِي أَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَوْتِ». — كو ١:٢١، ٢٢.
٩، ١٠ (أ) أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ أَوْكَلَهَا ٱلْمَسِيحُ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
٩ أَوْكَلَ ٱلْمَسِيحُ «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ» إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ ذٰلِكَ حِينَ قَالَ لَهُمْ: «كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ مِنَ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِٱلْمَسِيحِ وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ يُصَالِحُ عَالَمًا مَعَ نَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ زَلَّاتِهِمْ، وَقَدِ ٱسْتَوْدَعَنَا كَلِمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ. نَحْنُ إِذًا سُفَرَاءُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، كَأَنَّ ٱللّٰهَ يُنَاشِدُ بِوَاسِطَتِنَا. نَلْتَمِسُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ: ‹تَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ›». — ٢ كو ٥:١٨-٢٠.
١٠ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› يَعْتَبِرُونَهُ شَرَفًا عَظِيمًا أَنْ يُسَاعِدُوا ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ. (يو ١٠:١٦) وَبِصِفَتِهِمْ مَبْعُوثِينَ أَوْ مُرْسَلِينَ مِنْ قِبَلِ ٱلْمَسِيحِ، يَقُومُونَ بِٱلْجُزْءِ ٱلْأَكْبَرِ مِنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، إِذْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلْحَقَّ وَيُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يُنَمُّوا عَلَاقَةً حَمِيمَةً بِيَهْوَهَ. وَهٰذَا وَجْهٌ مُهِمٌّ مِنْ أَوْجُهِ ٱلشَّهَادَةِ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ.
أَخْبِرِ ٱلنَّاسَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْمَعُ ٱلصَّلَوَاتِ
١١، ١٢ لِمَ إِخْبَارُ ٱلنَّاسِ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْمَعُ ٱلصَّلَوَاتِ هُوَ بِشَارَةٌ؟
١١ يُصَلِّي كَثِيرُونَ كَيْ يَشْعُرُوا بِٱلِٱرْتِيَاحِ، لٰكِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْمَعُ صَلَوَاتِهِمْ. لِذٰلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نُخْبِرَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ». كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ: «يَا سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ. ذُنُوبٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا». — مز ٦٥:٢، ٣.
١٢ وَقَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِٱسْمِي، فَإِنِّي أَفْعَلُهُ». (يو ١٤:١٤) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِ أَيِّ «شَيْءٍ» يَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ. كَتَبَ يُوحَنَّا: «هٰذِهِ هِيَ ٱلثِّقَةُ ٱلَّتِي لَنَا مِنْ نَحْوِهِ، أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ، فَهُوَ يَسْمَعُنَا». (١ يو ٥:١٤) فَٱلصَّلَاةُ لَيْسَتْ عِلَاجًا نَفْسِيًّا، بَلْ وَسِيلَةٌ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى ‹عَرْشِ نِعْمَةِ› يَهْوَهَ. وَمَا أَرْوَعَ أَنْ نُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ بِذٰلِكَ! (عب ٤:١٦) فَحِينَ نُعَلِّمُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّحِيحَةِ، طَالِبِينَ أُمُورًا تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَتِهِ، نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ وَيَتَعَزَّوْا فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ. — مز ٤:١؛ ١٤٥:١٨.
نِعْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ
١٣، ١٤ (أ) أَيَّةُ ٱمْتِيَازَاتٍ رَائِعَةٍ تَنْتَظِرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ (ب) أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ سَيُنْجِزُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْبَشَرِ؟
١٣ لَنْ تَنْتَهِيَ نِعْمَةُ يَهْوَهَ بِنِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا. فَهُوَ سَيُعْطِي ٱمْتِيَازًا رَائِعًا لِلْ ٠٠٠,١٤٤ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. كَتَبَ بُولُسُ عَنْ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ، قَائِلًا: «اَللّٰهُ ٱلْغَنِيُّ بِٱلرَّحْمَةِ، بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، أَحْيَانَا جَمِيعًا مَعَ ٱلْمَسِيحِ، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ فِي ٱلزَّلَّاتِ — بِنِعْمَةٍ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ — وَأَقَامَنَا مَعًا وَأَجْلَسَنَا مَعًا فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيَظْهَرَ فِي أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقُ فِي رِفْقِهِ عَلَيْنَا فِي ٱلِٱتِّحَادِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — اف ٢:٤-٧.
١٤ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَتَخَيَّلَ ٱلْأُمُورَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا يَهْوَهُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. (لو ٢٢:٢٨-٣٠؛ في ٣:٢٠، ٢١؛ ١ يو ٣:٢) فَيَهْوَهُ سَيُظْهِرُ لَهُمْ خُصُوصًا «غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقَ». فَسَيُؤَلِّفُ هٰؤُلَاءِ «أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةَ»، عَرُوسَ ٱلْمَسِيحِ. (رؤ ٣:١٢؛ ١٧:١٤؛ ٢١:٢، ٩، ١٠) وَسَيَشْتَرِكُونَ مَعَ يَسُوعَ فِي «شِفَاءِ ٱلْأُمَمِ»، فَيُسَاعِدُونَ ٱلْبَشَرَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ نِيرِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ وَيَصِلُوا إِلَى ٱلْكَمَالِ. — اقرإ الرؤيا ٢٢:١، ٢، ١٧.
١٥، ١٦ كَيْفَ سَيُظْهِرُ يَهْوَهُ نِعْمَتَهُ ‹لِلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٥ تُخْبِرُنَا أَفَسُس ٢:٧ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُظْهِرُ نِعْمَتَهُ «فِي أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِيَةِ». فَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَذُوقُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ «غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقَ». (لو ١٨:٢٩، ٣٠) وَسَتَكُونُ قِيَامَةُ ٱلْبَشَرِ مِنَ «ٱلْقُبُورِ» مِنْ أَعْظَمِ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي سَتَظْهَرُ بِهَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩؛ اي ١٤:١٣-١٥) فَرِجَالُ وَنِسَاءُ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ، وَكَذٰلِكَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› ٱلْأُمَنَاءُ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، سَيُعَادُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ لِيُوَاصِلُوا خِدْمَةَ يَهْوَهَ.
١٦ وَسَيُقَامُ أَيْضًا مَلَايِينُ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا ٱللّٰهَ. وَهٰكَذَا، سَيَحْصُلُونَ عَلَى فُرْصَةٍ لِلْخُضُوعِ لِسُلْطَانِ يَهْوَهَ. كَتَبَ يُوحَنَّا: «رَأَيْتُ ٱلْأَمْوَاتَ، ٱلْكِبَارَ وَٱلصِّغَارَ، وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ، وَفُتِحَتْ أَدْرَاجٌ. وَفُتِحَ دَرْجٌ آخَرُ، هُوَ دَرْجُ ٱلْحَيَاةِ. وَدِينَ ٱلْأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَدْرَاجِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. وَسَلَّمَ ٱلْبَحْرُ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ ٱلْمَوْتُ وَهَادِسُ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِمَا، وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ». (رؤ ٢٠:١٢، ١٣) طَبْعًا، يَلْزَمُ أَنْ يَتَعَلَّمَ أُولٰئِكَ ٱلْمُقَامُونَ مَبَادِئَ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُطَبِّقُوهَا. وَسَيَكُونُ عَلَيْهِمْ أَيْضًا أَنْ يَتَّبِعُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْجَدِيدَةَ «فِي ٱلْأَدْرَاجِ» ٱلَّتِي سَتُفْتَحُ آنَذَاكَ. وَتِلْكَ ٱلْإِرْشَادَاتُ هِيَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى سَيُظْهِرُ يَهْوَهُ نِعْمَتَهُ مِنْ خِلَالِهَا.
دَاوِمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ
١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
١٧ كَمْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلْآنَ، أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، أَنْ نَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ! (مر ١٣:١٠) وَيَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ بِشَارَتَنَا تُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ. فَهَدَفُنَا مِنَ ٱلْكِرَازَةِ هُوَ إِكْرَامُهُ. وَنَحْنُ نُحَقِّقُ هٰذَا ٱلْهَدَفَ عِنْدَمَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ كُلَّ بَرَكَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ سَتَكُونُ مُمْكِنَةً بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ.
١٨، ١٩ كَيْفَ نُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ؟
١٨ حِينَ نَكْرِزُ لِلْآخَرِينَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُوضِحَ لَهُمْ أَنَّهُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، سَيَسْتَفِيدُ ٱلْبَشَرُ كَامِلًا مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَسَيَصِلُونَ تَدْرِيجِيًّا إِلَى ٱلْكَمَالِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «تُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رو ٨:٢١) وَهٰذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ لَوْلَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ.
١٩ إِنَّهُ ٱمْتِيَازٌ أَنْ نُخْبِرَ ٱلنَّاسَ بِٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ ٱلْمُسَجَّلِ فِي ٱلرُّؤْيَا ٢١:٤، ٥: «سَيَمْسَحُ [ٱللّٰهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ. فَٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ. وَقَالَ [يَهْوَهُ] ٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلْعَرْشِ: ‹هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا›. وَقَالَ أَيْضًا: ‹اُكْتُبْ، لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَمِينَةٌ وَحَقَّةٌ›». وَنَحْنُ نُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نَكْرِزُ بِغَيْرَةٍ بِهٰذِهِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ.