ثقوا بكلمة اللّٰه النبوية

‏«عندنا الكلمة النبوية اكيدة اكثر».‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

١،‏ ٢ ما هي اول نبوة مسجلة على الاطلاق،‏ وما هو احد الاسئلة التي اثارتها؟‏

كان يهوه مصدر اول نبوة مسجلة على الاطلاق.‏ فبعدما اخطأ آدم وحواء،‏ قال اللّٰه للحية:‏ «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها.‏ هو يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقبه».‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٧،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ وكانت ستمر قرون قبل ان تُفهم هذه الكلمات النبوية كاملا.‏

^٢ لقد حملت هذه النبوة الاولى رجاء حقيقيا للجنس البشري الخاطئ.‏ ولاحقا،‏ حدَّدت الاسفار المقدسة هوية الشيطان ابليس بصفته «الحية الاولى».‏ (‏كشف ١٢:‏٩‏)‏ ولكن مَن كان سيصير النسل الذي وعد به اللّٰه؟‏

البحث عن النسل

 ٣ كيف مارس هابيل الايمان بالنبوة الاولى؟‏

^٣ مارس هابيل التقي الايمان بالنبوة الاولى،‏ بعكس ابيه.‏ فمن الواضح انه ادرك ان سفك الدم لازم لتغطية الخطية.‏ فدفعه الايمان الى تقديم ذبيحة حيوانية تبَرهَن ان اللّٰه راضٍ عنها.‏ (‏تكوين ٤:‏٢-‏٤‏)‏ لكنَّ هوية النسل الموعود به بقيت لغزا.‏

 ٤ ايّ وعد اعطاه اللّٰه لإبراهيم،‏ وعلامَ دلّ في ما يتعلق بالنسل الموعود به؟‏

^٤ بعد ايام هابيل بنحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ اعطى يهوه الابَ الجليل ابراهيم هذا الوعد النبوي:‏ «اباركك مباركة وأكثِّر نسلك تكثيرا كنجوم السماء .‏ .‏ .‏ ويتبارك في نسلك جميع امم الارض».‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ربطت هذه الكلمات ابراهيم بإتمام النبوة الاولى.‏ وقد دلّت ان النسل الذي ستُبطَل بواسطته اعمال الشيطان سيظهر في سلسلة نسب ابراهيم.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٨‏)‏ و«بسبب وعد اللّٰه لم يتردد [ابراهيم] بعدم ايمان» ولا تردد ايضا غيره من شهود يهوه لما قبل المسيحية الذين «لم ينالوا إتمام الوعد».‏ (‏روما ٤:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ عبرانيين ١١:‏٣٩‏)‏ بدلا من ذلك،‏ حافظوا على الثقة بكلمة اللّٰه النبوية.‏

 ٥ في مَن تمّ وعد اللّٰه بنسل،‏ ولماذا تجيبون كذلك؟‏

^٥ حدَّد الرسول بولس هوية النسل الذي وعد به اللّٰه عندما كتب:‏ «قد قيلت الوعود لإبراهيم ولنسله.‏ لا يقول:‏ ‹وللأنسال›،‏ كما عن كثيرين،‏ بل كما عن واحد:‏ ‹ولنسلك›،‏ الذي هو المسيح».‏ (‏غلاطية ٣:‏١٦‏)‏ ولم يشمل النسل الذي سيتبارك فيه الامم كل ذرية ابراهيم.‏ فالمتحدرون من ابنه اسماعيل وأبنائه من قطورة لم يُستخدموا لمباركة الجنس البشري.‏ فنسل البركة اتى من ابنه اسحاق وحفيده يعقوب.‏ (‏تكوين ٢١:‏١٢؛‏ ٢٥:‏٢٣،‏ ٣١-‏٣٤؛‏ ٢٧:‏١٨-‏٢٩،‏ ٣٧؛‏ ٢٨:‏١٤‏)‏ وأظهر يعقوب ان «الشعوب» ستخضع لشيلون من سبط يهوذا،‏ لكنَّ النسل حُصر في ما بعد في سلالة داود.‏ (‏تكوين ٤٩:‏١٠؛‏ ٢ صموئيل ٧:‏١٢-‏١٦‏)‏ كان اليهود في القرن الاول يتوقعون ان يأتي شخص واحد بصفته المسيّا،‏ او المسيح.‏ (‏يوحنا ٧:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ وقد تمت نبوة اللّٰه عن النسل في ابنه،‏ يسوع المسيح.‏

ظهور المسيّا

 ٦ (‏أ)‏ كيف يجب ان نفهم نبوة السبعين اسبوعا؟‏ (‏ب)‏ متى وكيف ‹تمَّم يسوع الخطايا›؟‏

^٦ سجَّل النبي دانيال نبوة مسيّانية مهمة.‏ ففي السنة الاولى لداريوس الماديّ،‏ ادرك ان خراب اورشليم ٧٠ سنة كان على وشك الانتهاء.‏ (‏ارميا ٢٩:‏١٠؛‏ دانيال ٩:‏١-‏٤‏)‏ وفيما كان دانيال يصلّي،‏ اتى الملاك جبرائيل وكشف ان ‹سبعين اسبوعا قُضي ان تتمِّم الخطايا›.‏ فالمسيّا كان سيُقطع في وسط الاسبوع السبعين.‏ لقد ابتدأت ‹السبعون اسبوعا› من السنين سنة ٤٥٥ ق‌م،‏ عندما ‹ارسل [الملك الفارسي ارتحشستا الاول] الامر لتجديد اورشليم›.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٠-‏٢٧؛‏ نحميا ٢:‏١-‏٨‏)‏ فكان المسيّا سيأتي بعد ٧ اسابيع و ٦٢ اسبوعا.‏ وقد امتدت هذه السنون الـ‍ ٤٨٣ من سنة ٤٥٥ ق‌م الى سنة ٢٩ ب‌م،‏ عندما اعتمد يسوع ومسحه اللّٰه ليكون المسيّا،‏ او المسيح.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ و‹تمَّم يسوع الخطايا› ببذل حياته فدية سنة ٣٣ ب‌م.‏ (‏مرقس ١٠:‏٤٥‏)‏ فيا لها من اسباب سليمة للثقة بكلمة اللّٰه النبوية!‏a

 ٧ أظهروا من الاسفار المقدسة كيف تمَّم يسوع النبوات المسيّانية.‏

^٧ ان الثقة بكلمة اللّٰه النبوية تمكِّننا من تحديد هوية المسيّا.‏ فبين النبوات المسيّانية الكثيرة المسجلة في الاسفار العبرانية،‏ طبَّق كتبة الاسفار اليونانية المسيحية عددا منها مباشرة على يسوع.‏ لإيضاح ذلك:‏ وُلد يسوع من عذراء في بيت لحم.‏ (‏اشعياء ٧:‏١٤؛‏ ميخا ٥:‏٢؛‏ متى ١:‏١٨-‏٢٣؛‏ لوقا ٢:‏٤-‏١١‏)‏ دُعي من مصر،‏ وقُتل الاطفال بعد ولادته.‏ (‏ارميا ٣١:‏١٥؛‏ هوشع ١١:‏١؛‏ متى ٢:‏١٣-‏١٨‏)‏ حمل يسوع اسقامنا.‏ (‏اشعيا ٥٣:‏٤‏،‏ ع‌ج؛‏ متى ٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وكما أُنبئ،‏ دخل اورشليم جالسا على جحش اتان.‏ (‏زكريا ٩:‏٩؛‏ يوحنا ١٢:‏١٢-‏١٥‏)‏ وتمّت كلمات صاحب المزمور بعد تعليق يسوع عندما اقتسم الجنود ثيابه بينهم وألقوا القرعة على قميصه.‏ (‏مزمور ٢٢:‏١٨؛‏ يوحنا ١٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وقد تمّت ايضا نبوتان عندما لم تُكسر عظام يسوع وعندما طُعن.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٢٠؛‏ زكريا ١٢:‏١٠؛‏ يوحنا ١٩:‏٣٣-‏٣٧‏)‏ ليست هذه سوى امثلة قليلة للنبوات المسيّانية التي طبَّقها كتبة الكتاب المقدس الملهمون على يسوع.‏b

رحِّبوا بالملك المسيّاني

 ٨ مَن هو القديم الايام،‏ وكيف تمت النبوة المسجلة في دانيال ٧:‏٩-‏١٤‏؟‏

^٨ في السنة الاولى للملك البابلي بيلشاصر،‏ جعل يهوه دانيال يرى حلما ورؤى لافتة للنظر.‏ فقد رأى النبي اولا اربعة حيوانات عظيمة.‏ وحدَّد ملاك اللّٰه هويتها انها «اربعة ملوك»،‏ مما يدل انها ترمز الى دول عالمية متعاقبة.‏ (‏دانيال ٧:‏١-‏٨،‏ ١٧‏)‏ ثم رأى دانيال يهوه،‏ «القديم الايام»،‏ جالسا على عرش مجيد.‏ فدان الحيوانات دينونة مضادة ونزع السلطان عنها وأهلك الحيوان الرابع.‏ ثم أُعطي السلطان الدائم على «الشعوب والامم والالسنة» لشخص «مثل ابن انسان».‏ (‏دانيال ٧:‏٩-‏١٤‏)‏ فما اروع هذه النبوة المتعلقة بتتويج «ابن الانسان»،‏ يسوع المسيح،‏ في السموات سنة ١٩١٤!‏ —‏ متى ١٦:‏١٣‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ إلامَ اشارت مختلف اجزاء التمثال في الحلم؟‏ (‏ب)‏ كيف تشرحون إتمام دانيال ٢:‏٤٤‏؟‏

^٩ عرف دانيال ان اللّٰه «يعزل ملوكا وينصِّب ملوكا».‏ (‏دانيال ٢:‏٢١‏)‏ وبثقة بيهوه،‏ «كاشف الاسرار»،‏ كشف النبي معنى حلم التمثال العظيم الذي رآه الملك البابلي نبوخذنصر.‏ وقد اشارت مختلف اجزاء هذا التمثال الى قيام وسقوط دول عالمية مثل:‏ بابل،‏ مادي وفارس،‏ اليونان،‏ وروما.‏ واستخدم اللّٰه ايضا دانيال ليعطي لمحة الى الاحداث العالمية حتى ايامنا وما بعدها.‏ —‏ دانيال ٢:‏٢٤-‏٣٠‏.‏

^١٠ قالت النبوة:‏ «في ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد».‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ عندما انتهت «الازمنة المعيَّنة للامم» سنة ١٩١٤،‏ اسَّس اللّٰه الملكوت السماوي برئاسة المسيح.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤؛‏ كشف ١٢:‏١-‏٥‏)‏ فبقوة الهية،‏ قُطع «حجر» الملكوت المسيّاني من «جبل» سلطان اللّٰه الكوني.‏ وفي هرمجدون سيضرب هذا الحجر التمثال ويسحقه.‏ وسيصير الملكوت المسيّاني جبلا حكوميا يؤثر في «الارض كلها» ويثبت الى الابد.‏ —‏ دانيال ٢:‏٣٥،‏ ٤٥؛‏ كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏c

١١ الى ايّ امر كان التجلي نظرة مسبقة،‏ وأيّ اثر كان لهذه الرؤيا في بطرس؟‏

^١١ قال يسوع لتلاميذه وهو يفكر في حكم ملكوته:‏ «ان بعضا من القائمين هنا لن يذوقوا الموت ابدا حتى يروا اولا ابن الانسان آتيا في ملكوته».‏ (‏متى ١٦:‏٢٨‏)‏ بعد ستة ايام،‏ اخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا الى جبل عالٍ حيث تجلى امامهم.‏ وأعلن اللّٰه فيما كانت سحابة نيِّرة تظلِّل الرسل:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت؛‏ له اسمعوا».‏ (‏متى ١٧:‏١-‏٩؛‏ مرقس ٩:‏١-‏٩‏)‏ فيا لها من نظرة مسبقة الى مجد ملكوت المسيح!‏ فلا عجب ان بطرس اشار الى هذه الرؤيا الباهرة قائلا:‏ «فمن ثم صارت عندنا الكلمة النبوية اكيدة اكثر».‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏١٦-‏١٩‏.‏d

١٢ لماذا الآن هو الوقت لنبرهن اننا نثق بكلمة اللّٰه النبوية؟‏

^١٢ من الواضح ان «الكلمة النبوية» تشمل ليس مجرد نبوات الاسفار العبرانية عن المسيّا،‏ بل ايضا عبارة يسوع انه سيأتي «بقدرة ومجد عظيم».‏ (‏متى ٢٤:‏٣٠‏)‏ لقد اثبت التجلي الكلمة النبوية عن مجيء المسيح المجيد في سلطة الملكوت.‏ وقريبا جدا،‏ سيعني الكشف عن يسوع في مجدٍ الهلاك لعديمي الايمان والبركات للذين يمارسون الايمان.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏١٠‏)‏ ويبرهن إتمام نبوات الكتاب المقدس ان هذه هي «الايام الاخيرة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٦،‏ ١٧؛‏ متى ٢٤:‏٣-‏١٤‏)‏ وميخائيل،‏ الذي هو يسوع المسيح،‏ قائم ومتأهب،‏ بصفته منفِّذ احكام يهوه الرئيسي،‏ لإنهاء نظام الاشياء الشرير هذا خلال ‹الضيق العظيم›.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١؛‏ دانيال ١٢:‏١‏)‏ فالآن هو الوقت لنبرهن اننا نثق بكلمة اللّٰه النبوية.‏

حافظوا على الثقة بكلمة اللّٰه النبوية

١٣ ماذا يمكن ان يساعدنا على المحافظة على محبتنا للّٰه وإبقاء ايماننا بكلمته حيًّا؟‏

^١٣ لا شك اننا سررنا عندما تعلَّمنا لأول مرة عن إتمامات كلمة اللّٰه النبوية.‏ ولكن هل ضعف ايماننا وبردت محبتنا مذّاك؟‏ لا نصر ابدا كالمسيحيين في افسس الذين ‹تركوا المحبة التي كانت لهم اولا›.‏ (‏كشف ٢:‏١-‏٤‏)‏ فمهما كان طول الزمان الذي خدمنا فيه يهوه،‏ يمكن ان نخسر ايماننا ما لم ‹نداوم اولا على طلب ملكوته وبره› بحيث ندَّخر كنوزا في السماء.‏ (‏متى ٦:‏١٩-‏٢١،‏ ٣١-‏٣٣‏)‏ ودرس الكتاب المقدس باجتهاد،‏ الاشتراك القانوني في الاجتماعات المسيحية،‏ ونشاط الكرازة بالملكوت بغيرة،‏ هي امور تساعدنا على المحافظة على محبتنا ليهوه،‏ ابنه،‏ والاسفار المقدسة.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ مرقس ١٣:‏١٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وهذا بدوره سيبقي ايماننا بكلمة اللّٰه حيًّا.‏ —‏ مزمور ١٠٦:‏١٢‏.‏

١٤ كيف يكافأ المسيحيون الممسوحون على ثقتهم بكلمة يهوه النبوية؟‏

^١٤ كما تمّت كلمة اللّٰه النبوية في الماضي،‏ يمكننا ان نثق بما تنبئ به للمستقبل.‏ مثلا،‏ ان حضور المسيح في مجد الملكوت هو الآن حقيقة،‏ والمسيحيون الممسوحون الذين كانوا امناء حتى الموت اختبروا إتمام الوعد النبوي:‏ «مَن يغلب فسأعطيه ان يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس اللّٰه».‏ (‏كشف ٢:‏٧،‏ ١٠؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١٤-‏١٧‏)‏ ان يسوع يمنح هؤلاء الظافرين امتياز ان ‹يأكلوا من شجرة الحياة› في «فردوس اللّٰه» السماوي.‏ فعند قيامتهم وبواسطة يسوع المسيح،‏ ينالون الخلود وعدم الفساد اللذين يمنحهم اياهما يهوه «ملك الابدية،‏ الذي لا يدركه الفساد،‏ غير المنظور،‏ الاله الوحيد».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٤؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١٠‏)‏ فما اعظم مكافأتهم على محبتهم التي لا تفتر للّٰه وثقتهم التي لا تتزعزع بكلمته النبوية!‏

١٥ في مَن وُضع اساس ‹الارض الجديدة›،‏ ومَن هم عشراؤهم؟‏

^١٥ بعيد قيامة الممسوحين الامناء الاموات الى «فردوس اللّٰه» السماوي،‏ تحررت بقية اسرائيل الروحي على الارض من «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ (‏كشف ١٤:‏٨؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وفيهم وُضع اساس ‹الارض الجديدة›.‏ (‏كشف ٢١:‏١‏)‏ وهكذا وُلدت «ارض»،‏ وقد عمرت وصارت فردوسا روحيا يزدهر في كل انحاء الارض اليوم.‏ (‏اشعيا ٦٦:‏٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإلى هذا الفردوس تجري الآن،‏ «في آخر الايام»،‏ شعوب مشبَّهة بالخراف من عشراء اسرائيل الروحي.‏ —‏ اشعياء ٢:‏٢-‏٤؛‏ زكريا ٨:‏٢٣؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ كشف ٧:‏٩‏.‏

كلمة اللّٰه النبوية تنبئ بمستقبل الجنس البشري

١٦ ماذا يرجو داعمو الممسوحين الاولياء؟‏

^١٦ وماذا يرجو داعمو الممسوحين الاولياء؟‏ هم ايضا يثقون بكلمة اللّٰه النبوية،‏ ويرجون دخول الفردوس الارضي.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٣٩-‏٤٣‏)‏ وهناك سيشربون من ‹نهر ماء الحياة› الداعم للحياة وستشفيهم «اوراق الاشجار» المزروعة على جانبَي النهر.‏ (‏كشف ٢٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فإذ يكون لديكم هذا الرجاء الرائع،‏ نأمل ان تستمروا في الاعراب عن المحبة العميقة ليهوه والثقة بكلمته النبوية.‏ ونرجو ان تكونوا بين الذين يذوقون الفرح الغامر للحياة الابدية على الارض الفردوسية.‏

١٧ اية بركات ستكون في الحياة في الفردوس الارضي؟‏

^١٧ يعجز البشر الناقصون عن وصف الحياة في الفردوس الارضي القادم وصفا كاملا،‏ لكنَّ كلمة اللّٰه النبوية تعطينا بصيرة في البركات المخبأة التي سيتمتع بها الجنس البشري الطائع آنذاك.‏ فعندما يحكم ملكوت اللّٰه دونما معارضة وتكون مشيئته على الارض كما في السماء،‏ لن ‹يسوء ولا يفسد› ايّ شخص شرير —‏ ولا حتى ايّ حيوان.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وسيسكن الودعاء الارض،‏ و«يتلذذون في كثرة السلامة».‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ ولن تكون هنالك جموع تتضور جوعا،‏ لأنه «تكون حفنة بُرّ في الارض في رؤوس الجبال».‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦‏)‏ ولن تُذرف في ما بعد دموع الحزن.‏ وسيزول المرض،‏ حتى الموت لا يكون في ما بعد.‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ كشف ٢١:‏٤‏)‏ فهل يمكن ان تتخيلوا انه لن يكون هنالك اطباء،‏ ادوية،‏ مستشفيات،‏ مصحات عقلية،‏ او مآ‌تم.‏ فما اروع هذا الرجاء!‏

١٨ (‏أ)‏ ايّ امر جرى تأكيده لدانيال؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستكون «قرعة» دانيال؟‏

^١٨ حتى المدفن العام للجنس البشري سيفرغ عندما تحل القيامات محل الوفيات.‏ وهذا ما كان يرجوه الرجل البار ايوب.‏ (‏ايوب ١٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وكذلك ايضا النبي دانيال،‏ لأن ملاك يهوه اعطاه هذا التأكيد المعزي:‏ «أما انت فاذهب الى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الايام».‏ (‏دانيال ١٢:‏١٣‏)‏ وقد خدم دانيال اللّٰه بأمانة حتى نهاية حياته.‏ وهو الآن يستريح في الموت،‏ ولكنه ‹سيقوم› في «قيامة الابرار» خلال حكم المسيح الالفي.‏ (‏لوقا ١٤:‏١٤‏)‏ وما هي «قرعة» دانيال؟‏ تدل نبوة حزقيال في إتمامها في الفردوس ان كل شعب يهوه سيحظون بمكان،‏ حتى ان الارض ستقسَّم بإنصاف وتنظيم.‏ (‏حزقيال ٤٧:‏١٣–‏٤٨:‏٣٥‏)‏ لذلك سيحظى دانيال بمكان في الفردوس،‏ لكنَّ قرعته ستشمل اكثر من مجرد قطعة ارض.‏ فهي ستشمل دوره في قصد يهوه.‏

١٩ ما هو المطلوب للعيش في الفردوس الارضي؟‏

^١٩ وماذا عنكم وعن قرعتكم؟‏ اذا كنتم تثقون بكلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ فلا شك انكم تتوقون الى الحياة في الفردوس الارضي.‏ حتى انكم قد تتخيلون نفسكم هناك تتمتعون ببركاته الكثيرة،‏ تهتمون بالارض،‏ وترحِّبون بابتهاج بالمقامين من الاموات.‏ فالفردوس هو مكان الجنس البشري في الاصل.‏ فقد خلق اللّٰه الزوجين البشريين الاولين ليعيشا في مكان كهذا.‏ (‏تكوين ٢:‏٧-‏٩‏)‏ وهو يريد ان يعيش البشر الطائعون الى الابد في الفردوس.‏ فهل ستعملون وفق الاسفار المقدسة بحيث يمكنكم ان تكونوا بين بلايين الذين سيعيشون اخيرا على الارض الفردوسية؟‏ يمكنكم ان تكونوا هناك اذا كانت لديكم حقا محبة لأبينا السماوي،‏ يهوه،‏ وثقة ثابتة بكلمة اللّٰه النبوية.‏

‏[الحواشي]‏

كيف تجيبون؟‏

‏• ماذا كانت النبوة الاولى،‏ ومَن كان النسل الموعود به؟‏

‏• ما هي بعض النبوات المسيّانية التي تمّت في يسوع؟‏

‏• كيف ستتم دانيال ٢:‏٤٤،‏ ٤٥‏؟‏

‏• ايّ مستقبل للجنس البشري الطائع تشير اليه كلمة اللّٰه النبوية؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

هل ترجون الحياة في الفردوس الارضي؟‏