مقالة الدرس ٤٦
كَيفَ يضمَنُ يَهْوَه وَعدَهُ بِالفِردَوس؟
«مَن يتَبارَكُ في الأرضِ يتَبارَكُ بِإلهِ [الحَقّ، عج]». — إش ٦٥:١٦.
التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي، قُوَّتي، ورَجائي
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ أيُّ رِسالَةٍ نقَلَها النَّبِيُّ إشَعْيَا لِلإسْرَائِيلِيِّين؟
قالَ النَّبِيُّ إشَعْيَا عن يَهْوَه إنَّهُ إلهُ الحَقّ. والكَلِمَةُ المُتَرجَمَة إلى «حَقٍّ» تعني حَرفِيًّا «آمين». (إش ٦٥:١٦، حاشية عج) وكَلِمَةُ «آمين» تعني «لِيَكُنْ هكَذا». وفي الكِتابِ المُقَدَّس، عِندَما ترتَبِطُ كَلِمَةُ «آمين» بِيَهْوَه أو يَسُوع، تُعطي ضَمانَةً أنَّ شَيئًا ما سيَتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد. إذًا، كانَت رِسالَةُ إشَعْيَا لِلإسْرَائِيلِيِّينَ واضِحَةً جِدًّا: كُلُّ ما يتَنَبَّأُ بهِ يَهْوَه سيَتِمُّ بِالتَّأكيد. وعلى مَرِّ التَّاريخ، أكَّدَ يَهْوَه هذِهِ الحَقيقَةَ لِأنَّهُ تمَّمَ كُلَّ وَعدٍ مِن وُعودِه.
٢ لِماذا نقدِرُ أن نثِقَ بِوُعودِ يَهْوَه لِلمُستَقبَل، وأيُّ سُؤَالَينِ سنُناقِشُهُما؟
٢ وماذا عن أيَّامِنا؟ هل نقدِرُ أن نثِقَ بِوُعودِ يَهْوَه لِلمُستَقبَل؟ بَعدَ حَوالَي ٨٠٠ سَنَةٍ مِن أيَّامِ إشَعْيَا، أوضَحَ الرَّسولُ بُولُس لِماذا نقدِرُ أن نثِقَ دائِمًا بِوُعودِ اللّٰه. قال: «يستَحيلُ أن يكذِبَ اللّٰه». (عب ٦:١٨) فكما أنَّ نَبعَ المِياهِ العَذبَة لا يُمكِنُ أن يُخرِجَ مِياهًا مالِحَة، بِشَكلٍ مُشابِهٍ لا يُمكِنُ أن يُخرِجَ يَنبوعُ الحَقِّ يَهْوَه كَلامًا كاذِبًا. لِذلِك نقدِرُ أن نثِقَ كامِلًا بِكُلِّ ما يقولُه، بِما في ذلِك كُلُّ وُعودِهِ لِلمُستَقبَل. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ سُؤَالَين: ماذا وعَدَنا يَهْوَه لِلمُستَقبَل؟ وكَيفَ يضمَنُ لنا أنَّ هذا الوَعدَ سيَتَحَقَّق؟
بِماذا وعَدَنا يَهْوَه؟
٣ (أ) أيُّ وَعدٍ عَزيزٌ جِدًّا على قُلوبِنا؟ (رؤيا ٢١:٣، ٤) (ب) ماذا يقولُ البَعضُ عِندَما نُخبِرُهُم عن هذا الوَعد؟
٣ الوَعدُ الَّذي سنُناقِشُهُ الآنَ عَزيزٌ جِدًّا على قُلوبِ خُدَّامِ يَهْوَه في كُلِّ العالَم. (إقرإ الرؤيا ٢١:٣، ٤.) فيَهْوَه وعَدَنا أنَّ «المَوتَ لن يعودَ مَوجودًا. ولن يكونَ هُناك حُزنٌ ولا صُراخٌ ولا وَجَعٌ في ما بَعد». وكَثيرونَ مِنَّا يستَخدِمونَ هذِهِ الكَلِماتِ المُؤَثِّرة في الخِدمَةِ لِيُخبِروا النَّاسَ عنِ الحَياةِ في الفِردَوس. ولكنْ قد يقولُ لنا البَعض: «هذِهِ الكَلِماتُ جَميلَة جِدًّا، ولكنْ صَعبٌ أن تتَحَقَّق».
٤ (أ) ماذا كانَ يَهْوَه يعرِفُ أنَّهُ سيَحصُلُ في أيَّامِنا؟ (ب) ماذا أعطانا يَهْوَه بِالإضافَةِ إلى الوَعدِ بِالفِردَوس؟
٤ طَبعًا، حينَ أوحى يَهْوَه لِلرَّسولِ يُوحَنَّا أن يكتُبَ هذا الوَعد، كانَ يعرِفُ أنَّنا سنُخبِرُ النَّاسَ عنهُ في خِدمَتِنا. وكانَ يعرِفُ أيضًا أنَّ كَثيرينَ سيَستَصعِبونَ أن يُصَدِّقوه. (إش ٤٢:٩؛ ٦٠:٢؛ ٢ كو ٤:٣، ٤) فكَيفَ نُؤَكِّدُ لِلآخَرين، ولِأنفُسِنا أيضًا، أنَّ البَرَكاتِ في الرُّؤْيَا ٢١:٣، ٤ ستتَحَقَّق؟ صَحيحٌ أنَّ يَهْوَه أعطانا وَعدًا رائِعًا، لكنَّهُ لم يكتَفِ بِذلِك. فهو أعطانا أيضًا أسبابًا مُقنِعَة لِنثِقَ بِهذا الوَعد. لِنُناقِشْ معًا هذِهِ الأسباب.
يَهْوَه يضمَنُ وَعدَه
٥ أيَّةُ أسبابٍ لَدَينا لِنثِقَ بِوَعدِ يَهْوَه بِالفِردَوس، وأينَ نجِدُها؟
٥ بَعدَما ذكَرَ يَهْوَه وَعدَهُ بِالفِردَوس، أعطانا في الآيَتَينِ اللَّاحِقَتَينِ أسبابًا لِنثِقَ أنَّ هذا الوَعدَ سيَتَحَقَّق. نقرَأ: «قالَ الجالِسُ على العَرش: ‹أُنظُروا! أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا›. وقالَ أيضًا: ‹أُكتُبْ هذِهِ الكَلِماتِ لِأنَّها أمينَةٌ وصادِقَة›. وقالَ لي: ‹لقد تَحَقَّقَت! أنا هوَ الألِفُ والياء، البِدايَةُ والنِّهايَة›». — رؤ ٢١:٥، ٦أ.
٦ كَيفَ تزيدُ الرُّؤْيَا ٢١:٥، ٦ ثِقَتَنا بِوَعدِ يَهْوَه؟
٦ لِماذا نقولُ إنَّ هذِهِ الكَلِماتِ تزيدُ ثِقَتَنا بِوَعدِ يَهْوَه؟ يقولُ كِتابُ الرُّؤْيَا ما يلي عن هاتَينِ الآيَتَين: «إنَّهُ كما لَو أنَّ يَهْوَه نَفْسَهُ يُوَقِّعُ لِأجْلِ الجِنسِ البَشَرِيِّ الأمينِ كَفالَة، أو سَنَدَ مِلكِيَّة، لِهذِهِ البَرَكاتِ المُستَقبَلِيَّة».b فيَهْوَه سجَّلَ وَعدَهُ في الرُّؤْيَا ٢١:٣، ٤، ثُمَّ وقَّعَ هذا الوَعد، إنْ جازَ التَّعبير، في الآيَتَين ٥ و ٦. وهكَذا ضمِنَ لنا أنَّهُ سيُحَقِّقُ وَعدَه. لِنتَأمَّلْ أكثَرَ في كَلِماتِه.
٧ ما المُمَيَّزُ في مُقَدِّمَةِ ضَمانَةِ يَهْوَه، ولِماذا هذِهِ الفِكرَةُ مُهِمَّة؟
٧ تبدَأُ ضَمانَةُ يَهْوَه بِهذِهِ المُقَدِّمَة: «قالَ الجالِسُ على العَرش». (رؤ ٢١:٥أ) وهذِهِ الكَلِماتُ تُمَهِّدُ لِحَدَثٍ مُمَيَّز. فيَهْوَه نَفْسُهُ سيَتَكَلَّم. وهذِهِ واحِدَةٌ مِنَ المَرَّاتِ الثَّلاثِ القَليلَة في هذا السِّفرِ الَّتي يتَكَلَّمُ فيها يَهْوَه مِن خِلالِ رُؤًى. إذًا، الضَّمانَةُ هُنا لَيسَت مِن مَلاكٍ قَوِيٍّ ولا حتَّى مِن يَسُوع المُقام، بل مِن يَهْوَه شَخصِيًّا! وهذِهِ الكَلِماتُ تزيدُ مِن مِصداقِيَّةِ ما سنقرَأُهُ بَعدَها. لِماذا؟ لِأنَّ يَهْوَه «لا يُمكِنُ أن يكذِب». (تي ١:٢) ألا تُقَوِّي هذِهِ الكَلِماتُ ثِقَتَنا بِأنَّ الرُّؤْيَا ٢١:٥، ٦ ستتِمُّ بِالتَّأكيد؟
«أُنظُروا! أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا»
٨ كَيفَ يُشَدِّدُ يَهْوَه على مِصداقِيَّةِ وَعدِه؟ (إشعيا ٤٦:١٠)
٨ لِننتَقِلِ الآنَ إلى الكَلِمَةِ «أُنظُروا!». (رؤ ٢١:٥) الكَلِمَةُ اليُونَانِيَّة المُتَرجَمَة هُنا إلى «أُنظُروا!» تتَكَرَّرُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ في سِفرِ الرُّؤْيَا. ويَقولُ أحَدُ المَراجِعِ إنَّ هذِهِ العِبارَةَ تُستَعمَلُ كَي «تلفِتَ نَظَرَ القارِئِ إلى ما سيُقالُ بَعدَها». فماذا قالَ يَهْوَه بَعدَ هذِهِ العِبارَة؟ نقرَأ: «أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا». صَحيحٌ أنَّ يَهْوَه يتَكَلَّمُ هُنا عن تَغييراتٍ ستحدُثُ في المُستَقبَل، لكنَّهُ أكيدٌ مِنها لِدَرَجَةِ أنَّهُ يتَحَدَّثُ عنها وكأنَّها تحصُلُ الآن. — إقرأ إشعيا ٤٦:١٠.
٩ (أ) أيُّ أمرَينِ سيَقومُ بِهِما يَهْوَه بِحَسَبِ الجُملَة: «أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا»؟ (ب) ماذا سيَحدُثُ ‹لِلسَّماءِ والأرضِ› المَوجودَتَينِ الآن؟
٩ لِنتَأمَّلْ أكثَرَ في الجُملَةِ الثَّانِيَة مِنَ الرُّؤْيَا ٢١:٥: «أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا». تُشيرُ هذِهِ الجُملَةُ هُنا إلى أمرَينِ سيَقومُ بهِما يَهْوَه: التَّغييرِ والرَّدّ. لِنبدَأْ أوَّلًا بِالحَديثِ عنِ التَّغيير. ماذا سيُغَيِّرُ يَهْوَه؟ تقولُ الرُّؤْيَا ٢١:١: «السَّماءُ الأُولى والأرضُ الأُولى زالَتا». تُشيرُ «السَّماءُ الأُولى» إلى الحُكوماتِ السِّياسِيَّة الَّتي تعمَلُ تَحتَ تأثيرِ الشَّيْطَان وأبالِسَتِه. (مت ٤:٨، ٩؛ ١ يو ٥:١٩) أمَّا «الأرضُ»، فتُشيرُ أحيانًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ إلى سُكَّانِ الأرض. (تك ١١:١؛ مز ٩٦:١) إذًا تُشيرُ «الأرضُ الأُولى» إلى المُجتَمَعِ البَشَرِيِّ الشِّرِّيرِ اليَوم. لكنَّ يَهْوَه لن يُصلِحَ «السَّماءَ» و «الأرضَ» الحالِيَّتَينِ أو يقومَ بِأيِّ تَعديلاتٍ علَيهِما، بل سيُدَمِّرُهُما ويُغَيِّرُهُما تَغييرًا جَذرِيًّا. فهو سيَضَعُ مَكانَهُما «سَماءً جَديدَة وأرضًا جَديدَة»، أي حُكومَةً جَديدَة ومُجتَمَعًا بَشَرِيًّا جَديدًا.
١٠ ماذا سيَرُدُّ يَهْوَه؟
١٠ لِننتَقِلِ الآنَ إلى الرَّدّ. لاحِظْ أنَّ يَهْوَه في الرُّؤْيَا ٢١:٥ لم يقُل: «أنا أصنَعُ أشياءَ جَديدَة»، بل قال: «أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا». وهذا يعني أنَّ يَهْوَه سيَرُدُّ الأرضَ والبَشَرَ إلى حالَةِ الكَمال، تمامًا مِثلَما خلَقَهما في البِدايَة. فمِثلَما تنَبَّأَ إشَعْيَا، ستتَحَوَّلُ الأرضُ كُلُّها إلى فِردَوسٍ مِثلِ جَنَّةِ عَدَن. وهذا الرَّدُّ سيُؤَثِّرُ على حَياةِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا. فالأعرَجُ والأعمى والأصَمُّ سيُشفَونَ جَميعًا، حتَّى الأمواتُ سيَقومون! — إش ٢٥:٨؛ ٣٥:١-٧.
هذِهِ الكَلِماتُ «أمينَةٌ وصادِقَة . . . لقد تَحَقَّقَت!»
١١ ماذا طلَبَ يَهْوَه مِن يُوحَنَّا، ولِماذا؟
١١ ماذا قالَ يَهْوَه أيضًا لِيَضمَنَ وَعدَه؟ قالَ لِيُوحَنَّا: «أُكتُبْ هذِهِ الكَلِماتِ لِأنَّها أمينَةٌ وصادِقَة». (رؤ ٢١:٥) لم يطلُبْ يَهْوَه مِن يُوحَنَّا أن يكتُبَ فَقَط، بل أخبَرَهُ أيضًا لِماذا يجِبُ أن يكتُب. قال: «لِأنَّ [هذِهِ الكَلِماتِ] أمينَةٌ وصادِقَة». ولِأنَّ يُوحَنَّا أطاعَ يَهْوَه وكتَب، صارَ بِإمكانِنا اليَومَ أن نقرَأَ وَعدَ اللّٰهِ عنِ الفِردَوسِ ونتَأمَّلَ في البَرَكاتِ الرَّائِعَة الَّتي تنتَظِرُنا.
١٢ لِماذا لَيسَ غَريبًا أن يقولَ يَهْوَه: «لقد تَحَقَّقَت!»؟
١٢ وماذا يقولُ يَهْوَه بَعدَ ذلِك؟ «لقد تَحَقَّقَت!». (رؤ ٢١:٦) المُلفِتُ هُنا أنَّ يَهْوَه يتَكَلَّمُ عنِ الأشياءِ الَّتي ذكَرَها كما لَو أنَّها تحَقَّقَت فِعلًا. وهذا لَيسَ غَريبًا. فلا شَيءَ يقِفُ في طَريقِ يَهْوَه أو يمنَعُهُ أن يُحَقِّقَ قَصدَه. ألَيسَ هذا التَأكيدُ قَوِيًّا؟ مع ذلِك، لم يكتَفِ يَهْوَه به، بل أضافَ في الجُزءِ التَّالي مِن هذِهِ الآيَةِ تَأكيدًا آخَر. ما هو؟
«أنا هوَ الألِفُ والياء»
١٣ لِماذا قالَ يَهْوَه: «أنا هوَ الألِفُ والياء»؟
١٣ مِثلَما ذكَرْنا، تكَلَّمَ يَهْوَه شَخصِيًّا ثَلاثَ مَرَّاتٍ في رُؤَى يُوحَنَّا. (رؤ ١:٨؛ ٢١:٥، ٦؛ ٢٢:١٣) وفي كُلِّ مَرَّة، كانَ يَهْوَه يقول: «أنا هوَ الألِفُ والياء». فالألِفُ هو أوَّلُ حَرفٍ مِنَ الأبجَدِيَّةِ والياءُ هو آخِرُ حَرفٍ مِنها. لِذلِك عِندَما وصَفَ يَهْوَه نَفْسَهُ بِأنَّهُ «الألِفُ والياء»، كانَ يقصِدُ أنَّهُ حينَ يبدَأُ بِشَيء، سيُنهيهِ بِالتَّأكيد.
١٤ (أ) أعطِ مِثالًا يُظهِرُ متى قالَ يَهْوَه بِطَريقَةٍ مَجازِيَّة: «أنا هوَ الألِفُ»، ومتى سيَقولُ بِطَريقَةٍ مَجازِيَّة: «أنا هوَ الياء»؟ (ب) أيُّ ضَمانَةٍ نجِدُها في التَّكْوِين ٢:١-٣؟
١٤ بَعدَما خلَقَ يَهْوَه آدَم وحَوَّاء، أخبَرَهُما عن قَصدِهِ لِلبَشَرِ والأرض. نقرَأ: «بارَكَهُما اللّٰهُ وقالَ لهُما: ‹أَنجِبا أوْلادًا وتَزايَدا وامْلَآ الأرضَ وتَسَلَّطا علَيها›». (تك ١:٢٨) وكَأنَّ يَهْوَه قالَ في تِلكَ اللَّحظَة: «أنا هوَ الألِفُ». فهو ذكَرَ قَصدَهُ بِكُلِّ وُضوح: أن تمتَلِئَ الأرضُ بِأولادٍ كامِلينَ وطائِعينَ مِن آدَم وحَوَّاء، ويُحَوِّلوها كُلَّها إلى جَنَّة. وعِندَما يتَحَقَّقُ قَصدُه، سيَقولُ يَهْوَه بِطَريقَةٍ مَجازِيَّة: «أنا هوَ الياء». ولِكَي يُؤَكِّدَ يَهْوَه أنَّ قَصدَهُ سيَتَحَقَّق، أعطى ضَمانَةً في التَّكْوِين ٢:١-٣. (إقرأها.) فبَعدَما أنهى يَهْوَه خَلقَ «السَّمواتِ والأرضِ وكُلِّ ما فيها»، جعَلَ اليَومَ السَّابِعَ مُقَدَّسًا. وهذا يعني أنَّهُ خصَّصَ هذا اليَومَ لِيَتَحَقَّقَ فيهِ قَصدُهُ لِلبَشَرِ والأرض. لِذلِك عِندَما قدَّسَ اليَومَ السَّابِع، كأنَّهُ كانَ يقولُ إنَّ قَصدَهُ سيَتِمُّ كامِلًا في نِهايَةِ هذا اليَوم.
١٥ لِماذا بدا أنَّ الشَّيْطَان فشَّلَ قَصدَ يَهْوَه لِلبَشَر؟
١٥ ولكنْ بَعدَما تمَرَّدَ آدَم وحَوَّاء، أصبَحا خاطِئَينِ ونقَلا الخَطِيَّةَ والمَوتَ إلى كُلِّ أولادِهِما. (رو ٥:١٢) فبدا أنَّ الشَّيْطَان فشَّلَ قَصدَ يَهْوَه بِأن تمتَلِئَ الأرضُ بِأشخاصٍ كامِلينَ وطائِعين؛ وكَأنَّهُ منَعَ يَهْوَه أن يقول: «أنا هوَ الياء». رُبَّما ظنَّ الشَّيْطَان أنَّهُ وضَعَ يَهْوَه في مَوقِفٍ صَعبٍ ولم يبقَ أمامَهُ إلَّا حُلولٌ قَليلَة جِدًّا. وأحَدُ هذِهِ الحُلولِ هو أن يقتُلَ يَهْوَه آدَم وحَوَّاء ويَخلُقَ زَوجَينِ آخَرَينِ كامِلَينِ لِيُتَمِّمَ قَصدَه. ولكنْ لَو فعَلَ اللّٰهُ ذلِك، لاتَّهَمَهُ الشَّيْطَان بِأنَّهُ كَذَّاب. فيَهْوَه أخبَرَ آدَم وحَوَّاء في التَّكْوِين ١:٢٨ أنَّ الأرضَ سَتَمتَلِئُ بِأولادِهِما.
١٦ لِماذا رُبَّما ظنَّ الشَّيْطَان أنَّهُ قادِرٌ أن يتَّهِمَ يَهْوَه بِالفَشَل؟
١٦ وهل هُناكَ حَلٌّ آخَرُ فكَّرَ فيهِ الشَّيْطَان؟ رُبَّما ظنَّ أنَّ يَهْوَه سيَسمَحُ لِآدَم وحَوَّاء أن يملَآ الأرضَ بِأولادٍ ناقِصينَ لا يقدِرونَ أبَدًا أن يصِلوا إلى الكَمال. (جا ٧:٢٠؛ رو ٣:٢٣) في هذِهِ الحالَة، لا شَكَّ أنَّ الشَّيْطَان كانَ سيَتَّهِمُ يَهْوَه بِأنَّهُ فاشِل. فهذا الحَلُّ لا يُحَقِّقُ قَصدَ يَهْوَه بِأن تمتَلِئَ الأرضُ بِأولادٍ كامِلينَ وطائِعينَ مِن آدَم وحَوَّاء.
١٧ كَيفَ حلَّ يَهْوَه قَضِيَّةَ التَّمَرُّدِ في جَنَّةِ عَدَن، وماذا ستكونُ النَّتيجَةُ النِّهائِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٧ ولكنْ لا بُدَّ أنَّ الشَّيْطَان انصَدَمَ كَثيرًا لِأنَّ يَهْوَه حلَّ قَضِيَّةَ التَّمَرُّدِ بِطَريقَةٍ فاقَت كُلَّ تَوَقُّعاتِه. (مز ٩٢:٥) فمع أنَّ الشَّيْطَان أرادَ أن يتَّهِمَ يَهْوَه بِأنَّهُ كَذَّاب، برهَنَ يَهْوَه العَكسَ تَمامًا. فهو سمَحَ لِآدَم وحَوَّاء أن يُنجِبا الأولاد، وهكَذا أظهَرَ أنَّ كَلامَهُ صادِق. ومع أنَّ الشَّيْطَان أرادَ أن يُفَشِّلَ قَصدَ يَهْوَه، لم يسمَحْ لهُ يَهْوَه أبَدًا. فهو هيَّأَ ‹نَسلًا› سيُخَلِّصُ الأولادَ الطَّائِعينَ مِن آدَم وحَوَّاء. (تك ٣:١٥؛ ٢٢:١٨) هل تتَخَيَّلُ كمِ انصَعَقَ الشَّيْطَان بِتَرتيبِ الفِديَة؟! فالفِديَةُ مَبنِيَّةٌ على المَحَبَّةِ غَيرِ الأنانِيَّة. (مت ٢٠:٢٨؛ يو ٣:١٦) وهذِهِ الصِّفَةُ هي أبعَدُ ما يكونُ عن شَخصِيَّةِ الشَّيْطَان المَجبولَة بِالأنانِيَّة. ولكنْ كَيفَ سيَحُلُّ تَرتيبُ الفِديَةِ هذِهِ القَضِيَّة؟ عِندَ نِهايَةِ حُكمِ المَسِيح الألفِيّ، ستكونُ الأرضُ قد تحَوَّلَت إلى جَنَّةٍ وامتَلَأت بِأولادٍ طائِعينَ وكامِلينَ مِن آدَم وحَوَّاء، تَمامًا مِثلَما قصَدَ يَهْوَه مِنَ البِدايَة. وفي ذلِكَ الوَقت، سيَقولُ يَهْوَه بِطَريقَةٍ مَجازِيَّة: «أنا هوَ الياء».
كَيفَ نزيدُ ثِقَتَنا بِوَعدِ يَهْوَه بِالفِردَوس؟
١٨ أيُّ ثَلاثِ ضَماناتٍ أعطانا إيَّاها يَهْوَه؟ (أُنظُرِ الإطار: «ثَلاثَةُ أسبابٍ لِنثِقَ بِوَعدِ يَهْوَه».)
١٨ بِناءً على ما ناقَشناه، كَيفَ نُؤَكِّدُ لِلآخَرينَ أنَّ وَعدَ يَهْوَه بِالفِردَوسِ سيَتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد؟ أوَّلًا، يَهْوَه شَخصِيًّا قطَعَ هذا الوَعد. يقولُ سِفرُ الرُّؤْيَا: «قالَ الجالِسُ على العَرش: ‹أُنظُروا! أنا أصنَعُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا›». ويَهْوَه لَدَيهِ الحِكمَةُ والقُدرَةُ والرَّغبَةُ أن يُحَقِّقَ هذا الوَعد. ثانِيًا، يَهْوَه مُتَأكِّدٌ أنَّهُ سيُحَقِّقُ ما قالَهُ لِدَرَجَةِ أنَّهُ يتَكَلَّمُ عنهُ كأنَّهُ حصَلَ فِعلًا. لِذلِك قال: «[هذِهِ الكَلِماتُ] أمينَةٌ وصادِقَة . . . لقد تَحَقَّقَت!». ثالِثًا، حينَ يبدَأُ يَهْوَه بِشَيء، يُنهيهِ بِالتَّأكيد. وهذا ما تُؤَكِّدُهُ عِبارَة: «أنا هوَ الألِفُ والياء». وعِندَما يُتَمِّمُ يَهْوَه قَصدَهُ، سَيُبَرهِنُ أنَّ الشَّيْطَان هوَ الكَذَّابُ والفاشِل.
١٩ كَيفَ تُؤَكِّدُ لِلنَّاسِ أنَّ وَعدَ يَهْوَه بِالفِردَوسِ سيَتِمُّ بِالتَّأكيد؟
١٩ تذَكَّرْ أنَّكَ كُلَّ مَرَّةٍ تُساعِدُ النَّاسَ في الخِدمَةِ أن يثِقوا بِوَعدِ الفِردَوس، تزيدُ في الواقِعِ ثِقَتَكَ أنتَ بِهذا الوَعد. والآن، ماذا ستفعَلُ إذا قرَأتَ الوَعدَ الرَّائِعَ عنِ الفِردَوسِ في الرُّؤْيَا ٢١:٤ وقالَ لكَ أحَدُهُم: «هذِهِ الكَلِماتُ جَميلَة جِدًّا، ولكنْ صَعبٌ أن تتَحَقَّق»؟ ما رَأيُكَ أن تقرَأَ الآيَتَين ٥ و ٦ وتشرَحَهُما؟ أوضِحْ لهُ كَيفَ ضمِنَ يَهْوَه وَعدَهُ حينَ وقَّعَه، إنْ جازَ التَّعبير، بِإمضائِهِ الشَّخصِيّ. — إش ٦٥:١٦.
التَّرنيمَة ١٤٥ وَعدُ اللّٰهِ بِالفِردَوس
a في هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ يضمَنُ لنا يَهْوَه أنَّهُ سيُحَقِّقُ وَعدَهُ بِالفِردَوس. وكُلَّ مَرَّةٍ نُخبِرُ النَّاسَ عن هذِهِ الضَّمانَة، نزيدُ ثِقَتَنا نَحنُ بِهذا الوَعد.