«دَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» يُجْرِي ٱلْعَدْلَ دَائِمًا
«هُوَ ٱلصَّخْرُ، وَكَامِلٌ صَنِيعُهُ، لِأَنَّ جَمِيعَ طُرُقِهِ عَدْلٌ». — تث ٣٢:٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١٢، ٨٩
١ كَيْفَ عَبَّرَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ ثِقَتِهِ بِعَدْلِ يَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
«أَدَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ لَا يَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ»؟ (تك ١٨:٢٥) بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَبَّرَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ ثِقَتِهِ بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُصْدِرُ حُكْمًا عَادِلًا عَلَى مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. فَٱللّٰهُ، فِي رَأْيِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ، يَسْتَحِيلُ أَنْ ‹يُمِيتَ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلشِّرِّيرِ›. وَبَعْدَ ٤٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، قَالَ يَهْوَهُ عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ «ٱلصَّخْرُ، وَكَامِلٌ صَنِيعُهُ، لِأَنَّ جَمِيعَ طُرُقِهِ عَدْلٌ. إِلٰهُ أَمَانَةٍ لَا ظُلْمَ عِنْدَهُ، بَارٌّ وَمُسْتَقِيمٌ هُوَ». — تث ٣١:١٩؛ ٣٢:٤.
٢ لِمَ أَحْكَامُ ٱللّٰهِ عَادِلَةٌ دَائِمًا؟
٢ وَلِمَ وَثِقَ إِبْرَاهِيمُ بِٱلْعَدَالَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ؟ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مِثَالُ ٱلْبِرِّ وَٱلْعَدْلِ. وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، غَالِبًا مَا تَرِدُ ٱلْكَلِمَتَانِ «بِرٌّ» وَ «عَدْلٌ» مَعًا، لِأَنَّهُمَا تَحْمِلَانِ ٱلْمَعْنَى نَفْسَهُ. وَبِمَا أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ بَارَّةٌ دَائِمًا، فَلَا بُدَّ أَنْ يُصْدِرَ أَحْكَامًا عَادِلَةً. فَكَلِمَتُهُ تَقُولُ إِنَّهُ «يُحِبُّ ٱلْبِرَّ وَٱلْعَدْلَ». — مز ٣٣:٥.
٣ اُذْكُرْ مِثَالًا عَلَى ٱلظُّلْمِ ٱلْيَوْمَ.
٣ أَوَلَا تَطْمَئِنُّ قُلُوبُنَا حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ عَادِلٌ دَائِمًا؟ فَٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ مَلِيءٌ بِٱلْمَظَالِمِ. فَكَمْ مِنْ أُنَاسٍ ٱتُّهِمُوا بِجَرَائِمَ لَمْ يَرْتَكِبُوهَا! وَكَمْ مِنْ أَشْخَاصٍ سُجِنُوا سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً قَبْلَ أَنْ يُثْبِتَ فَحْصُ ٱلدَّنَا (DNA) بَرَاءَتَهُمْ! إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَظَالِمَ تُسَبِّبُ ٱلْخَيْبَةَ وَٱلْغَضَبَ. وَلٰكِنْ تَنْشَأُ أَحْيَانًا مَظَالِمُ أُخْرَى تَمْتَحِنُ إِيمَانَ ٱلْمَسِيحِيِّ.
مُعَامَلَةٌ ظَالِمَةٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
٤ مَتَى يُمْتَحَنُ إِيمَانُنَا؟
٤ كَمَسِيحِيِّينَ، نَتَوَقَّعُ ٱلظُّلْمَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. لٰكِنَّ إِيمَانَنَا يُمْتَحَنُ حِينَ يَبْدُو لَنَا أَنَّ هُنَالِكَ مُعَامَلَةً ظَالِمَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ، سَوَاءٌ كُنَّا نَحْنُ ٱلْمَظْلُومِينَ أَوْ أَحَدٌ غَيْرُنَا. فَكَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِنَا فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟ وَهَلْ نَدَعُ ذٰلِكَ يُعْثِرُنَا؟
٥ لِمَ يَحْدُثُ أَحْيَانًا ظُلْمٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٥ نَحْنُ جَمِيعًا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. لِذَا يَجُوزُ أَنْ نُظْلَمَ أَوْ نَظْلِمَ أَحَدًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (١ يو ١:٨) صَحِيحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ نَادِرَةٌ، لٰكِنَّهَا لَا تُفَاجِئُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ وَلَا تُعْثِرُهُمْ. وَيَهْوَهُ أَعْطَانَا نَصَائِحَ عَمَلِيَّةً فِي كَلِمَتِهِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ، حَتَّى لَوْ ظَلَمَنَا أَحَدُ إِخْوَتِنَا. — مز ٥٥:١٢-١٤.
٦، ٧ (أ) كَيْفَ ظُلِمَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ؟ (ب) مَاذَا سَاعَدَ هٰذَا ٱلْأَخَ عَلَى تَخَطِّي ٱلْمُشْكِلَةِ؟
٦ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ أَخٍ يُدْعَى فِيلِي دِيل. فَفِي عَامِ ١٩٣١، بَدَأَ ٱلْخِدْمَةَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي مَدِينَةِ بِرْنَ ٱلسُّوِيسِرِيَّةِ. ثُمَّ حَضَرَ عَامَ ١٩٤٦ ٱلصَّفَّ ٱلثَّامِنَ مِنْ مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ فِي نْيُويُورْكَ، ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. وَبَعْدَ تَخَرُّجِهِ، عُيِّنَ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ فِي سُوِيسِرَا. ذَكَرَ ٱلْأَخُ دِيل فِي قِصَّةِ حَيَاتِهِ: «فِي أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٤٩، أَعْلَمْتُ ٱلْمَرْكَزَ ٱلرَّئِيسِيَّ فِي بِرْن أَنَّنِي أُخَطِّطُ لِأَتَزَوَّجَ». فَأَتَى ٱلْجَوَابُ عَلَى ٱلشَّكْلِ ٱلتَّالِي: «لَا ٱمْتِيَازَاتِ غَيْرُ ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ». وَأَضَافَ: «لَمْ يَكُنْ يُسْمَحُ لِي بِأَنْ أُلْقِيَ خِطَابَاتٍ . . . وَكَثِيرُونَ لَمْ يَعُودُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْنَا، مُعَامِلِينَ إِيَّانَا كَشَخْصَيْنِ مَفْصُولَيْنِ».
٧ وَكَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْأَخُ دِيل؟ قَالَ: «كُنَّا نَعْرِفُ أَنَّ ٱلتَّزَوُّجَ لَيْسَ مُخَالِفًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَلِذٰلِكَ ٱلْتَجَأْنَا إِلَى ٱلصَّلَاةِ وَوَضَعْنَا ثِقَتَنَا فِي يَهْوَهَ». مَعَ ٱلْوَقْتِ، صَحَّحَ ٱلْإِخْوَةُ نَظْرَتَهُمْ إِلَى ٱلزَّوَاجِ، وَٱسْتَعَادَ ٱلْأَخُ دِيلُ ٱمْتِيَازَاتِهِ. لَقَدْ كَافَأَهُ يَهْوَهُ عَلَى وَلَائِهِ.a فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَصْبِرُ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلظُّلْمِ وَأَنْتَظِرُ يَهْوَهَ كَيْ يُصَحِّحَ ٱلْوَضْعَ، أَمْ أَتَّكِلُ عَلَى نَفْسِي وَأُبَادِرُ إِلَى حَلِّ ٱلْمَسْأَلَةِ عَلَى طَرِيقَتِي؟›. — ام ١١:٢؛ اقرأ ميخا ٧:٧.
٨ لِمَ نَسْتَنْتِجُ بِٱلْخَطَإِ أَحْيَانًا أَنَّ هُنَالِكَ ظُلْمًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ إِذَا كُنْتَ تَظُنُّ أَنَّ هُنَالِكَ ظُلْمًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ، فَتَذَكَّرْ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنُسِيءُ فَهْمَ بَعْضِ ٱلْأُمُورِ. كَمَا أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ. لِذَا صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَٱتَّكِلْ عَلَيْهِ وَٱبْقَ وَلِيًّا لَهُ. وَهٰكَذَا لَا ‹يَحْنَقُ قَلْبُكَ عَلَيْهِ›. — اقرإ الامثال ١٩:٣.
٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٩ وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي ثَلَاثَةِ أَمْثِلَةٍ عَلَى مَظَالِمَ وَقَعَتْ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ يُوسُفَ وَمُعَانَاتِهِ مَعَ إِخْوَتِهِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى كَيْفَ تَعَامَلَ يَهْوَهُ مَعَ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، وَمَا حَصَلَ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ. وَفِيمَا نُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةَ، سَنَتَعَلَّمُ دُرُوسًا تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصُونَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ فِي وَجْهِ ٱلظُّلْمِ.
يُوسُفُ وَقَعَ ضَحِيَّةَ ٱلظُّلْمِ
١٠، ١١ (أ) أَيَّةُ مَظَالِمَ تَعَرَّضَ لَهَا يُوسُفُ؟ (ب) أَيَّةُ فُرْصَةٍ أُتِيحَتْ لِيُوسُفَ وَهُوَ فِي ٱلسِّجْنِ؟
١٠ لَمْ يُعَانِ يُوسُفُ ٱلْأَمِينُ ٱلظُّلْمَ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ فَقَطْ بَلْ مِنْ أَعَزِّ ٱلنَّاسِ أَيْضًا، إِخْوَتِهِ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ. فَفِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهِ، خَطَفَهُ إِخْوَتُهُ وَبَاعُوهُ عَبْدًا. ثُمَّ أُخِذَ إِلَى مِصْرَ غَصْبًا عَنْهُ. (تك ٣٧:٢٣-٢٨؛ ٤٢:٢١) وَهُنَاكَ، ٱتُّهِمَ ظُلْمًا بِمُحَاوَلَةِ ٱغْتِصَابٍ وَسُجِنَ دُونَ مُحَاكَمَةٍ. (تك ٣٩:١٧-٢٠) فَدَامَتْ مُعَانَاتُهُ ١٣ سَنَةً تَقْرِيبًا. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ عِنْدَمَا يَظْلِمُنَا أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١١ فِيمَا كَانَ يُوسُفُ مَسْجُونًا، ٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرْصَةَ لِيَشْرَحَ وَضْعَهُ لِسَجِينٍ آخَرَ هُوَ رَئِيسُ سُقَاةِ فِرْعَوْنَ. فَفِي إِحْدَى ٱللَّيَالِي، حَلَمَ رَئِيسُ ٱلسُّقَاةِ حُلْمًا عَجِزَ عَنْ فَهْمِهِ. فَفَسَّرَهُ لَهُ يُوسُفُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَيَسْتَرِدُّ وَظِيفَتَهُ فِي بَلَاطِ فِرْعَوْنَ. وَمَا قَالَهُ يُوسُفُ — وَمَا لَمْ يَقُلْهُ أَيْضًا — يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا لِلْغَايَةِ. — تك ٤٠:٥-١٣.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يُوسُفَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ لِلْأَمْرِ ٱلْوَاقِعِ؟ (ب) مَا ٱلَّذِي لَمْ يَقُلْهُ يُوسُفُ لِرَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ؟
١٢ اقرإ التكوين ٤٠:١٤، ١٥. فَقَدْ أَخْبَرَهُ يُوسُفُ أَنَّهُ «خُطِفَ» مِنْ أَرْضِهِ. وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْأَصْلِيَّةُ تَعْنِي حَرْفِيًّا «سُرِقَ». وَهٰكَذَا أَوْضَحَ يُوسُفُ أَنَّهُ مَظْلُومٌ. كَمَا قَالَ إِنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ ٱلْجَرِيمَةِ ٱلَّتِي ٱتُّهِمَ بِهَا. لِذَا طَلَبَ مِنْ رَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ أَنْ يَذْكُرَهُ لَدَى فِرْعَوْنَ لِكَيْ يُخْرِجَهُ مِنَ ٱلسِّجْنِ.
١٣ فَيُوسُفُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ لِلْأَمْرِ ٱلْوَاقِعِ. لَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُ مَظْلُومٌ، وَشَرَحَ وَضْعَهُ هٰذَا لِرَئِيسِ ٱلسُّقَاةِ ٱلَّذِي ٱسْتَطَاعَ بِحُكْمِ مَرْكَزِهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ. لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تَذْكُرُ أَنَّ يُوسُفَ أَخْبَرَ أَحَدًا، وَلَا حَتَّى فِرْعَوْنَ، أَنَّ إِخْوَتَهُ هُمُ ٱلْخَاطِفُونَ. فَكُلُّ مَا تُخْبِرُنَا بِهِ هُوَ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَحَّبَ بِإِخْوَةِ يُوسُفَ حِينَ أَتَوْا كَيْ يَتَصَالَحُوا مَعَ أَخِيهِمْ. كَمَا دَعَاهُمْ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى مِصْرَ وَيَتَمَتَّعُوا بِخَيْرَاتِهَا. — تك ٤٥:١٦-٢٠.
١٤ مَاذَا يُجَنِّبُنَا ٱلثَّرْثَرَةَ حِينَ نُوَاجِهُ ظُلْمًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٤ إِذَا ٱعْتَقَدْنَا أَنَّنَا نُوَاجِهُ ٱلظُّلْمَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، فَلْنَحْذَرْ مِنَ ٱلثَّرْثَرَةِ. طَبْعًا، عَلَيْنَا أَنْ نَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ إِذَا حَصَلَتْ خَطِيَّةٌ خَطِيرَةٌ. (لا ٥:١) وَلٰكِنْ فِي مُعْظَمِ ٱلْحَالَاتِ، لَا تَكُونُ ٱلْخَطِيَّةُ خَطِيرَةً. وَقَدْ تُحَلُّ ٱلْمَسْأَلَةُ دُونَ تَدَخُّلِ أَحَدٍ، حَتَّى ٱلشُّيُوخِ. (اقرأ متى ٥:٢٣، ٢٤؛ ١٨:١٥.) فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ، لِنُعْرِبْ عَنِ ٱلْوَلَاءِ وَنَتْبَعْ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَأَحْيَانًا، نُدْرِكُ أَنَّنَا أَسَأْنَا فَهْمَ ٱلْمَوْضُوعِ وَلَسْنَا مَظْلُومِينَ أَسَاسًا. أَوَلَا نَكُونُ شَاكِرِينَ أَنَّنَا لَمْ نَزِدِ ٱلْوَضْعَ سُوءًا بِثَرْثَرَتِنَا؟! فَوَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ وَلِإِخْوَتِنَا يَمْنَعُنَا مِنْ قَوْلِ كَلَامٍ مُؤْذٍ، سَوَاءٌ كَانَ ٱلْحَقُّ مَعَنَا أَوْ عَلَيْنَا. قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ إِنَّ «ٱلسَّالِكَ بِلَا عَيْبٍ . . . لَا يَفْتَرِي بِلِسَانِهِ، لَا يَصْنَعُ شَرًّا بِصَاحِبِهِ، وَلَا يُلْحِقُ عَارًا بِقَرِيبِهِ». — مز ١٥:٢، ٣؛ يع ٣:٥.
عَلَاقَتُكَ بِيَهْوَهَ هِيَ ٱلْأَهَمُّ
١٥ أَيَّةُ بَرَكَةٍ نَالَهَا يُوسُفُ لِأَنَّهُ صَانَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ؟
١٥ تُعَلِّمُنَا عَلَاقَةُ يُوسُفَ بِيَهْوَهَ دَرْسًا مُهِمًّا آخَرَ. فَرَغْمَ ٱلظُّلْمِ، حَافَظَ عَلَى نَظْرَةٍ رُوحِيَّةٍ. (تك ٤٥:٥-٨) فَهُوَ لَمْ يَلُمِ ٱللّٰهَ قَطُّ عَلَى مِحْنَتِهِ ٱلَّتِي دَامَتْ ١٣ سَنَةً تَقْرِيبًا. وَلَمْ يَمْتَلِئْ قَلْبُهُ بِٱلْحِقْدِ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَنْسَ مَا عَانَاهُ مِنْ ظُلْمٍ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لِنَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ تُبْعِدَهُ عَنْ إِلٰهِهِ. لِذَا كَافَأَهُ يَهْوَهُ عَلَى وَلَائِهِ وَعَوَّضَهُ عَنْ كُلِّ ٱلْمَظَالِمِ وَبَارَكَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ.
١٦ لِمَاذَا ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَهَ مُهِمٌّ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلظُّلْمَ؟
١٦ نَحْنُ أَيْضًا يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ وَنَصُونَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ. فَلَا نَسْمَحْ لِنَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ تُبْعِدَنَا عَنِ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي نُحِبُّهُ وَنَعْبُدُهُ. (رو ٨:٣٨، ٣٩) وَحِينَ يَظْلِمُنَا أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ، لِنَتَمَثَّلْ بِيُوسُفَ وَنَقْتَرِبْ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ. وَلْنَبْذُلْ مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ نَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِ. وَبَعْدَ أَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِتَسْوِيَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ بِحَسَبِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَهَا بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ سَيَحُلُّهَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ.
ثِقْ بِدَيَّانِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ
١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَثِقُ بِدَيَّانِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ؟
١٧ لَا مَفَرَّ مِنْ مُعَانَاةِ ٱلظُّلْمِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ. لٰكِنَّنَا نَادِرًا مَا نَتَعَرَّضُ لَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَفِي حَالِ ظُلِمْنَا نَحْنُ أَوْ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ، لَا يَجِبُ أَنْ نَعْثُرَ. (مز ١١٩:١٦٥) بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَنَتَّكِلَ عَلَيْهِ بِٱلصَّلَاةِ. فَبِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، قَدْ نُسِيءُ فَهْمَ ٱلْمَسْأَلَةِ أَحْيَانًا. وَرُبَّمَا لَا نَعْرِفُ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِيُوسُفَ وَنَبْتَعِدْ عَنِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلَّتِي تَزِيدُ ٱلْأُمُورَ سُوءًا دَائِمًا. وَبَدَلَ أَنْ نَأْخُذَ ٱلْأُمُورَ عَلَى عَاتِقِنَا، لِنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَنَنْتَظِرْهُ بِصَبْرٍ كَيْ يُصَحِّحَ ٱلْوَضْعَ. وَهٰكَذَا نَنَالُ، مِثْلَ يُوسُفَ، رِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَتَهُ. وَلْنَثِقْ أَنَّ «دَيَّانَ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» يُجْرِي ٱلْعَدْلَ دَائِمًا، «لِأَنَّ جَمِيعَ طُرُقِهِ عَدْلٌ». — تك ١٨:٢٥؛ تث ٣٢:٤.
١٨ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْ ظُلْمٍ وَقَعَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ زَمَنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَسَنَتَعَلَّمُ مَا عَلَاقَةُ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْغُفْرَانِ بِعَدْلِ يَهْوَهَ.
a اِقْرَأْ قِصَّةَ حَيَاةِ فِيلِي دِيل ‹يَهْوَهُ هُوَ إِلٰهِي، ٱلَّذِي أَثِقُ بِهِ› فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٩١.