كَانُوا يَتَرَقَّبُونَ ٱلْمَسِيَّا
«كَانَ ٱلشَّعْبُ فِي تَرَقُّبٍ، وَٱلْجَمِيعُ يَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يُوحَنَّا: ‹لَعَلَّهُ هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟›». — لو ٣:١٥.
١ أَيُّ إِعْلَانٍ مَلَائِكِيٍّ سَمِعَهُ بَعْضُ ٱلرُّعَاةِ؟
أَسْدَلَ ٱللَّيْلُ سِتَارَهُ، وَٱلرُّعَاةُ فِي ٱلْعَرَاءِ سَاهِرُونَ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. وَإِذَا مَلَاكٌ يَقِفُ قُرْبَهُمْ، وَمَجْدُ يَهْوَهَ يُضِيءُ حَوْلَهُمْ، فَيَعْتَرِيهِمِ ٱلذُّعْرُ. لكِنَّ ٱلْمَلَاكَ يُعْلِنُ لَهُمْ خَبَرًا مُفْرِحًا قَائِلًا: «لَا تَخَافُوا، فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ، لِأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مُخَلِّصٌ، هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ»، أَيِ ٱلْمَسِيَّا. ثُمَّ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُمْ سَيَجِدُونَ هذَا ٱلطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ فِي مَدِينَةٍ مُجَاوِرَةٍ. وَفَجْأَةً، يَبْدَأُ «جُمْهُورٌ مِنَ ٱلْجُنْدِ ٱلسَّمَاوِيِّ» يُسَبِّحُونَ يَهْوَهَ قَائِلِينَ: «اَلْمَجْدُ لِلّٰهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ بَيْنَ أُنَاسِ ٱلرِّضَى». — لو ٢:٨-١٤.
٢ مَاذَا تَعْنِي كَلِمَةُ «ٱلْمَسِيَّا»، وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَحْدِيدُ هُوِيَّتَهُ؟
٢ طَبْعًا، عَرَفَ هؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ ٱلْيَهُودُ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا، أَوِ ٱلْمَسِيحَ، هُوَ شَخْصٌ «مَسَحَهُ» ٱللّٰهُ. (خر ٢٩:٥-٧) وَلكِنْ كَيْفَ كَانُوا سَيَعْرِفُونَ ٱلْمَزِيدَ عَنْهُ وَيُقْنِعُونَ ٱلْآخَرِينَ أَنَّ ٱلطِّفْلَ ٱلَّذِي أَخْبَرَهُمْ عَنْهُ ٱلْمَلَاكُ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ يَهْوَهَ؟ بِتَفَحُّصِ نُبُوَّاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَمُقَارَنَتِهَا بِأَعْمَالِهِ وَسِيرَةِ حَيَاتِهِ.
لِمَ كَانَ ٱلشَّعْبُ فِي تَرَقُّبٍ؟
٣، ٤ كَيْفَ نَفْهَمُ دَانِيَالَ ٩:٢٤، ٢٥؟
٣ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ خِدْمَتَهُ، جَعَلَتْ كَلِمَاتُهُ وَأَعْمَالُهُ ٱلْبَعْضَ يَتَسَاءَلُونَ إِنْ كَانَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. (اِقْرَأْ لوقا ٣:١٥.) فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمْ فَهِمُوا فَهْمًا صَحِيحًا ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ عَنِ ‹ٱلسَّبْعِينَ أُسْبُوعًا› وَتَمَكَّنُوا مِنْ تَحْدِيدِ وَقْتِ ظُهُورِ ٱلْمَسِيَّا. تَقُولُ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ جُزْئِيًّا: «مِنْ خُرُوجِ ٱلْكَلِمَةِ لِرَدِّ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا إِلَى ٱلْمَسِيَّا ٱلْقَائِدِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَٱثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا». (دا ٩:٢٤، ٢٥) وَيُوَافِقُ عُلَمَاءُ كَثِيرُونَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأَسَابِيعَ لَيْسَتْ حَرْفِيَّةً، بَلْ هِيَ أَسَابِيعُ مِنَ ٱلسِّنِينَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تَذْكُرُ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْعَرَبِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ: «حَدَّدَ ٱللّٰهُ سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ سَنَوَاتٍ عَلَى شَعْبِكَ».
٤ وَٱلْيَوْمَ، يُدْرِكُ خُدَّامُ يَهْوَهَ أَنَّ ٱلـ ٦٩ أُسْبُوعًا فِي دَانِيَالَ ٩:٢٥ هِيَ فَتْرَةٌ مِنْ ٤٨٣ سَنَةً. وَقَدِ ٱبْتَدَأَتْ سَنَةَ ٤٥٥ قم عِنْدَمَا أَذِنَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفَارِسِيُّ أَرْتَحْشَسْتَا لِنَحَمْيَا بِرَدِّ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا، وَٱنْتَهَتْ سَنَةَ ٢٩ بم حِينَ ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ وَمُسِحَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ صَائِرًا بِٱلتَّالِي ٱلْمَسِيَّا. — نح ٢:١-٨؛ مت ٣:١٣-١٧.a
٥ أَيَّةُ نُبُوَّاتٍ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا ٱلْآنَ؟
٥ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي بَعْضٍ مِنْ نُبُوَّاتٍ أُخْرَى كَثِيرَةٍ عَنِ ٱلْمَسِيَّا تَمَّتْ فِي وِلَادَةِ يَسُوعَ، طُفُولَتِهِ، وَخِدْمَتِهِ. فَهذَا دُونَ شَكٍّ سَيُقَوِّي إِيمَانَنَا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلنَّبَوِيَّةِ وَيَمْنَحُنَا دَلِيلًا قَاطِعًا عَلَى أَنَّ يَسُوعَ هُوَ فِعْلًا ٱلْمَسِيَّا ٱلَّذِي طَالَ ٱنْتِظَارُهُ.
نُبُوَّاتٌ عَنْ وِلَادَتِهِ وَطُفُولَتِهِ
٦ أَوْضِحُوا كَيْفَ تَمَّتِ ٱلتَّكْوِينُ ٤٩:١٠.
٦ يُولَدُ ٱلْمَسِيَّا مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا. حِينَ كَانَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَعْقُوبُ يُبَارِكُ أَبْنَاءَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَوْتِ، أَنْبَأَ قَائِلًا: «لَا يَزُولُ ٱلصَّوْلَجَانُ مِنْ يَهُوذَا وَلَا عَصَا ٱلْقِيَادَةِ مِنْ بَيْنِ قَدَمَيْهِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ شِيلُوهُ، وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ». (تك ٤٩:١٠) طَبَّقَ كَثِيرُونَ مِنْ عُلَمَاءِ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْمَاضِي هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَلَى ٱلْمَسِيَّا. وَلكِنْ مَاذَا تَعْنِي؟ اِبْتِدَاءً مِنْ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، كَانَ ٱلصَّوْلَجَانُ (ٱلسُّلْطَةُ كَمَلِكٍ) وَعَصَا ٱلْقِيَادَةِ (ٱلسُّلْطَةُ كَقَائِدٍ) مَنُوطَيْنِ بِسِبْطِ يَهُوذَا. وَٱلْكَلِمَةُ «شِيلُوهُ» تَعْنِي «ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ؛ ذَاكَ ٱلَّذِي يَنْتَمِي إِلَيْهِ». وَقَدْ قَالَ ٱللّٰهُ لِصِدْقِيَّا، آخِرِ مُلُوكِ يَهُوذَا، إِنَّ ٱلْمُلْكَ سَيُعْطَى لِلَّذِي لَهُ ٱلْحَقُّ ٱلشَّرْعِيُّ. (حز ٢١:٢٦، ٢٧) إِذًا، سَيَكُونُ «شِيلُوهُ» ٱلْوَرِيثَ ٱلدَّائِمَ لِعَرْشِ سُلَالَةِ يَهُوذَا ٱلْمَلَكِيَّةِ بَعْدَ صِدْقِيَّا. فَمَنْ هُوَ «شِيلُوهُ»؟ قَالَ ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ لِمَرْيَمَ عَنْ يَسُوعَ قَبْلَ وِلَادَتِهِ: «يُعْطِيهِ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَكُونُ لِمَمْلَكَتِهِ نِهَايَةٌ». (لو ١:٣٢، ٣٣) فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ كَانَ ٱلْمُتَحَدِّرَ ٱلْوَحِيدَ مِنْ يَهُوذَا وَدَاوُدَ ٱلَّذِي أُعْلِنَ أَنَّهُ سَيَتَسَلَّمُ ٱلْمُلْكَ، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ هُوَ شِيلُوهُ. — مت ١:١-٣، ٦؛ لو ٣:٢٣، ٣١-٣٤.
٧ أَيْنَ وُلِدَ ٱلْمَسِيَّا، وَلِمَ ذلِكَ مُهِمٌّ؟
٧ يُولَدُ ٱلْمَسِيَّا فِي بَيْتَ لَحْمَ. كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا: «أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ عَنْ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ عَشَائِرِ يَهُوذَا، مِنْكِ يَخْرُجُ لِي ٱلَّذِي يَصِيرُ حَاكِمًا فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَصْلُهُ مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْبَاكِرَةِ، مُنْذُ أَيَّامِ ٱلدَّهْرِ». (مي ٥:٢) فَقَدْ كَانَ ٱلْمَسِيَّا سَيُولَدُ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ فِي مَدِينَةِ بَيْتَ لَحْمَ، ٱلَّتِي عَلَى مَا يَتَّضِحُ كَانَتْ تُدْعَى سَابِقًا أَفْرَاتَةَ. وَلكِنَّ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ كَانَا يَعِيشَانِ فِي ٱلنَّاصِرَةِ. إِذًا، كَيْفَ تَمَّتِ ٱلنُّبُوَّةُ فِي يَسُوعَ؟ لَقَدْ ذَهَبَ أَبَوَاهُ قُبَيْلَ وِلَادَتِهِ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ لِيَكْتَتِبَا عَمَلًا بِمُوجِبِ مَرْسُومٍ رُومَانِيٍّ. وَهكَذَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي هذِهِ ٱلْمَدِينَةِ سَنَةَ ٢ قم. (مت ٢:١، ٥، ٦) فَيَا لَهُ مِنْ إِتْمَامٍ مُذْهِلٍ لِلنُّبُوَّةِ!
٨، ٩ مَاذَا أُنْبِئَ عَنْ وِلَادَةِ ٱلْمَسِيَّا وَٱلْحَادِثَةِ ٱلَّتِي تَلَتْهَا؟
٨ يُولَدُ ٱلْمَسِيَّا مِنْ عَذْرَاءَ. (اِقْرَأْ اشعيا ٧:١٤.) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «عَذْرَاءَ» بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ هِيَ بِثولاه. لكِنَّ إِشَعْيَا ٧:١٤ تَسْتَخْدِمُ كَلِمَةَ هاعالماه ٱلَّتِي تَعْنِي «ٱلصَّبِيَّةَ». إِلَّا أَنَّ كَلِمَةَ عالماه («صَبِيَّةٍ») تَعْنِي أَيْضًا «عَذْرَاءَ» لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ ٱسْتَخْدَمَهَا لِلْإِشَارَةِ إِلَى رِفْقَةَ قَبْلَ زَوَاجِهَا. (تك ٢٤:١٦، ٤٣) كَمَا أَنَّ مَتَّى ٱسْتَخْدَمَ بِٱلْوَحْيِ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ پارثِنوس ٱلَّتِي تُقَابِلُ «عَذْرَاءَ» حِينَ ٱقْتَبَسَ إشَعْيَا ٧:١٤ وَطَبَّقَهَا عَلَى وِلَادَةِ يَسُوعَ. فَمَرْيَمُ كَانَتْ عَذْرَاءَ حِينَ حَبِلَتْ بِيَسُوعَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، كَمَا يُؤَكِّدُ مَتَّى وَلُوقَا فِي إِنْجِيلَيْهِمَا. — مت ١:١٨-٢٥؛ لو ١:٢٦-٣٥.
٩ يُقْتَلُ ٱلْأَطْفَالُ بَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَسِيَّا. قَبْلَ وِلَادَةِ مُوسَى، أَمَرَ فِرْعَوْنُ مِصْرَ أَنْ يُطْرَحَ كُلُّ ٱبْنٍ يُولَدُ لِلْعِبْرَانِيِّينَ فِي نَهْرِ ٱلنِّيلِ. (خر ١:٢٢) وَقَدْ أَنْبَأَتْ إِرْمِيَا ٣١:١٥، ١٦ بِحُدُوثِ أَمْرٍ مُمَاثِلٍ. فَهِيَ تُصَوِّرُ رَاحِيلَ تَبْكِي عَلَى أَبْنَائِهَا ٱلَّذِينَ أُخِذُوا إِلَى «أَرْضِ ٱلْعَدُوِّ»، وَتَذْكُرُ أَنَّ نَدْبَهَا سُمِعَ فِي مَدِينَةِ ٱلرَّامَةِ ٱلْبَعِيدَةِ ٱلْوَاقِعَةِ فِي أَرَاضِي بِنْيَامِينَ، شَمَالَ أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ أَظْهَرَ مَتَّى أَنَّ كَلِمَاتِ إِرْمِيَا تَمَّتْ عِنْدَمَا أَمَرَ ٱلْمَلِكُ هِيرُودُسُ بِقَتْلِ جَمِيعِ ٱلصِّبْيَانِ فِي بَيْتَ لَحْمَ وَنَوَاحِيهَا. (اِقْرَأْ متى ٢:١٦-١٨.) فَمَا أَفْظَعَ ٱلْفَاجِعَةَ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِتِلْكَ ٱلْمَنْطِقَةِ!
١٠ أَوْضِحُوا كَيْفَ تَمَّتْ هُوشَعُ ١١:١ فِي يَسُوعَ.
١٠ عَلَى غِرَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، يُدْعَى ٱلْمَسِيَّا مِنْ مِصْرَ. (هو ١١:١) قَبْلَ أَنْ قَضَى هِيرُودُسُ بِقَتْلِ جَمِيعِ ٱلصِّبْيَانِ، أَمَرَ مَلَاكٌ يُوسُفَ أَنْ يَأْخُذَ مَرْيَمَ وَيَسُوعَ إِلَى مِصْرَ. وَقَدْ بَقُوا هُنَاكَ «إِلَى مَوْتِ هِيرُودُسَ، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ مِنْ يَهْوَهَ بِنَبِيِّهِ [هُوشَعَ] ٱلْقَائِلِ: ‹مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ٱبْنِي›». (مت ٢:١٣-١٥) وَبِٱلطَّبْعِ، لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَةِ يَسُوعَ أَنْ يُخَطِّطَ مُسْبَقًا لِإِتْمَامِ أَيٍّ مِنَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلْمُنْبَإِ بِهَا عَنْ وِلَادَتِهِ وَطُفُولَتِهِ.
اَلْمَسِيَّا يَبْدَأُ خِدْمَتَهُ
١١ كَيْفَ هُيِّئَ ٱلطَّرِيقُ أَمَامَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَمْسُوحِ مِنْ يَهْوَهَ؟
١١ يُهَيَّأُ ٱلطَّرِيقُ أَمَامَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَمْسُوحِ مِنَ ٱللّٰهِ. أَنْبَأَ مَلَاخِي أَنَّ «إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ» سَيُؤَدِّي هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ بِتَهْيِئَةِ قَلْبِ ٱلشَّعْبِ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا. (اِقْرَأْ ملاخي ٤:٥، ٦.) وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ نَفْسُهُ إِنَّ «إِيلِيَّا» هُوَ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ. (مت ١١:١٢-١٤) كَمَا أَشَارَ مَرْقُسُ أَنَّ خِدْمَةَ يُوحَنَّا تَمَّمَتْ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلنَّبَوِيَّةَ. (اش ٤٠:٣؛ مر ١:١-٤) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُدَبِّرْ أَنْ يَقُومَ يُوحَنَّا بِتَهْيِئَةِ ٱلطَّرِيقِ أَمَامَهُ. فَٱللّٰهُ هُوَ ٱلَّذِي ٱخْتَارَ يُوحَنَّا، «إِيلِيَّا» ٱلْمُنْبَأَ بِهِ، لِيُنْجِزَ هذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ بِهَدَفِ تَحْدِيدِ هُوِيَّةِ ٱلْمَسِيَّا.
١٢ أَيُّ تَفْوِيضٍ يُحَدِّدُ هُوِيَّةَ ٱلْمَسِيَّا؟
١٢ تَفْوِيضٌ إِلهِيٌّ يُحَدِّدُ هُوِيَّةَ ٱلْمَسِيَّا. حِينَ دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ فِي ٱلنَّاصِرَةِ، حَيْثُ كَانَ قَدْ نَشَأَ، وَقَرَأَ مِنْ دَرْجِ إِشَعْيَا طَبَّقَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةَ عَلَيْهِ: «رُوحُ يَهْوَهَ عَلَيَّ، لِأَنَّهُ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْفُقَرَاءَ، أَرْسَلَنِي لِأَكْرِزَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْعِتْقِ وَلِلْعُمْيَانِ بِرَدِّ ٱلْبَصَرِ، لِأَصْرِفَ ٱلْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، لِأَكْرِزَ بِسَنَةِ يَهْوَهَ ٱلْمَقْبُولَةِ». فَلِأَنَّهُ كَانَ ٱلْمَسِيَّا بِحَقٍّ، ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ: «اَلْيَوْمَ تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ ٱلَّتِي قَدْ سَمِعْتُمُوهَا». — لو ٤:١٦-٢١.
١٣ مَاذَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا عَنْ خِدْمَةِ يَسُوعَ فِي ٱلْجَلِيلِ؟
١٣ أُنْبِئَ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْمَسِيَّا ٱلْعَلَنِيَّةِ فِي ٱلْجَلِيلِ. كَتَبَ إِشَعْيَا عَنْ ‹أَرْضِ زَبُولُونَ وَأَرْضِ نَفْتَالِي فِي جَلِيلِ ٱلْأُمَمِ› قَائِلًا: «اَلشَّعْبُ ٱلسَّالِكُ فِي ٱلظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. وَٱلسَّاكِنُونَ فِي أَرْضِ ٱلظِّلِّ ٱلدَّامِسِ أَضَاءَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». (اش ٩:١، ٢) إِذْ أَقَامَ يَسُوعُ فِي كَفَرْنَاحُومَ، بَدَأَ خِدْمَتَهُ ٱلْعَلَنِيَّةَ فِي ٱلْجَلِيلِ حَيْثُ نَالَ كَثِيرُونَ مِنْ سُكَّانِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ. (مت ٤:١٢-١٦) وَكَانَ فِي ٱلْجَلِيلِ أَيْضًا أَنَّهُ أَلْقَى مَوْعِظَتَهُ عَلَى ٱلْجَبَلِ، ٱخْتَارَ رُسُلَهُ، ٱجْتَرَحَ عَجِيبَتَهُ ٱلْأُولَى، وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ ظَهَرَ لِنَحْوِ ٥٠٠ تِلْمِيذٍ بَعْدَ قِيَامَتِهِ. (مت ٥:١–٧:٢٧؛ ٢٨:١٦-٢٠؛ مر ٣:١٣، ١٤؛ يو ٢:٨-١١؛ ١ كو ١٥:٦) وَهكَذَا تَمَّمَ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا بِٱلْكِرَازَةِ فِي «أَرْضِ زَبُولُونَ وَأَرْضِ نَفْتَالِي». وَدُونَ شَكٍّ، كَرَزَ يَسُوعُ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي أَنْحَاءٍ أُخْرَى مِنْ إِسْرَائِيلَ.
نُبُوَّاتٌ مَسِيَّانِيَّةٌ أُخْرَى
١٤ كَيْفَ ٱنْطَبَقَتْ كَلِمَاتُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٨:٢ عَلَى يَسُوعَ؟
١٤ يَتَكَلَّمُ ٱلْمَسِيَّا بِأَمْثَالٍ. ذَكَرَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ آسَافُ: «أَفْتَحُ بِمَثَلٍ فَمِي». (مز ٧٨:٢) فَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تَنْطَبِقُ نَبَوِيًّا عَلَى يَسُوعَ؟ يُعْطِينَا مَتَّى ٱلْجَوَابَ. فَبَعْدَمَا ذَكَرَ مَثَلَيْنِ يُشَبِّهُ فِيهِمَا يَسُوعُ ٱلْمَلَكُوتَ بِحَبَّةِ خَرْدَلٍ وَبِخَمِيرَةٍ، قَالَ: «بِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ [يَسُوعُ] يُكَلِّمُهُمْ، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: ‹أَفْتَحُ فَمِي بِأَمْثَالٍ، أَنْشُرُ مَا كَانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ›». (مت ١٣:٣١-٣٥) فَٱلْأَمْثَالُ كَانَتْ بَيْنَ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْفَعَّالَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَسُوعُ فِي تَعْلِيمِهِ.
١٥ اُذْكُرُوا كَيْفَ تَمَّتْ إِشَعْيَا ٥٣:٤؟
١٥ يَشْفِي ٱلْمَسِيَّا أَمْرَاضَنَا. فَقَدْ أَنْبَأَ إِشَعْيَا: «أَمْرَاضُنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعُنَا تَحَمَّلَهَا». (اش ٥٣:٤) ذَكَرَ مَتَّى أَنَّهُ بَعْدَمَا أَبْرَأَ يَسُوعُ حَمَاةَ بُطْرُسَ، شَفَى آخَرِينَ أَيْضًا «لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْقَائِلِ: ‹هُوَ أَخَذَ أَمْرَاضَنَا وَحَمَلَ عِلَلَنَا›». (مت ٨:١٤-١٧) وَمَا هذِهِ إِلَّا وَاحِدَةٌ مِنْ رِوَايَاتٍ كَثِيرَةٍ مُسَجَّلَةٍ عَنْ شِفَاءِ يَسُوعَ لِلسُّقَمَاءِ.
١٦ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا أَنَّ إِشَعْيَا ٥٣:١ تَمَّتْ فِي يَسُوعَ؟
١٦ كَثِيرُونَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْمَسِيَّا رَغْمَ كُلِّ ٱلْأَعْمَالِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي يَصْنَعُهَا. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٣:١.) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مُظْهِرًا أَنَّ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تَمَّتْ فِي يَسُوعَ: «مَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ كَثِيرَةً جِدًّا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، فَتَمَّتْ كَلِمَةُ إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱلَّتِي قَالَهَا: ‹يَا يَهْوَهُ، مَنْ آمَنَ بِمَا سُمِعَ مِنَّا؟ وَلِمَنْ كُشِفَتْ ذِرَاعُ يَهْوَهَ؟›». (يو ١٢:٣٧، ٣٨) حَتَّى بَعْدَ سَنَوَاتٍ، خِلَالَ خِدْمَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ، لَمْ يُؤْمِنْ سِوَى قَلِيلِينَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا. — رو ١٠:١٦، ١٧.
١٧ كَيْفَ طَبَّقَ يُوحَنَّا ٱلْمَزْمُورَ ٦٩:٤؟
١٧ يُبْغَضُ ٱلْمَسِيَّا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ. (مز ٦٩:٤) يَقْتَبِسُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا كَلِمَاتِ يَسُوعَ قَائِلًا: «لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ [ٱلنَّاسِ] أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمَا كَانَتْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ؛ وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي. لٰكِنَّ ذٰلِكَ هُوَ لِكَيْ تَتِمَّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْمَكْتُوبَةُ فِي شَرِيعَتِهِمْ [كَامِلِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ آنَذَاكَ]: ‹أَبْغَضُونِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ›». (يو ١٥:٢٤، ٢٥؛ يو ١٠:٣٤؛ ١٢:٣٤) وَرِوَايَاتُ ٱلْأَنَاجِيلِ تُبَرْهِنُ أَنَّ كَثِيرِينَ، وَخُصُوصًا رِجَالَ ٱلدِّينِ ٱلْيَهُودَ، أَبْغَضُوا يَسُوعَ. كَمَا أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ قَالَ: «لَيْسَ لِلْعَالَمِ سَبَبٌ لِيُبْغِضَكُمْ، وَلٰكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لِأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ بِأَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ». — يو ٧:٧.
١٨ مَاذَا سَنَتَفَحَّصُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ تَمَّمَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةَ ٱلَّتِي تَرِدُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، فَقَدْ كَانَ أَتْبَاعُهُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مُتَيَقِّنِينَ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا. (مت ١٦:١٦) وَفِي حِينِ أَنَّنَا نَاقَشْنَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ تَمَّ قِسْمٌ مِنْهَا خِلَالَ طُفُولَتِهِ وَخِدْمَتِهِ، سَنَتَفَحَّصُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ قِسْمًا آخَرَ مِنْهَا ٱنْطَبَقَ أَثْنَاءَ مَرْحَلَةٍ أُخْرَى مِنْ حَيَاتِهِ. وَتَأَمُّلُنَا فِي جَمِيعِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ سَيُرَسِّخُ ٱقْتِنَاعَنَا أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَهَ.
[الحاشية]
a مِنْ أَجْلِ مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ لِمَوْضُوعِ ‹ٱلسَّبْعِينَ أُسْبُوعًا›، ٱنْظُرْ كِتَابَ اِنْتَبِهُوا لِنُبُوَّةِ دَانِيَالَ!، ٱلْفَصْلَ ١١.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• أَيَّةُ نُبُوَّاتٍ تَمَّتْ فِي وِلَادَةِ يَسُوعَ؟
• كَيْفَ هُيِّئَ ٱلطَّرِيقُ أَمَامَ ٱلْمَسِيَّا؟
• أَيَّةُ نُبُوَّاتٍ فِي إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ٥٣ تَمَّتْ فِي يَسُوعَ؟