الفصل ٦
أَيْنَ هُمُ ٱلْمَوْتَى؟
١-٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ عَنِ ٱلْمَوْتِ نُفَكِّرُ فِيهَا، وَكَيْفَ تُجِيبُ ٱلْأَدْيَانُ عَنْهَا؟
يَعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ‹ٱلْمَوْتَ لَنْ يَكُونَ فِي مَا بَعْدُ›. (رؤيا ٢١:٤) فَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٥، أَعْطَتْنَا ٱلْفِدْيَةُ أَمَلًا أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنِ ٱلْيَوْمَ مَا زَالَ ٱلنَّاسُ يَمُوتُونَ. (جامعة ٩:٥) فَمِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَسْأَلَ: ‹مَاذَا يَحْدُثُ لَنَا بَعْدَ ٱلْمَوْتِ؟›.
٢ يَخْطُرُ هٰذَا ٱلسُّؤَالُ عَلَى بَالِنَا خُصُوصًا عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ نُحِبُّهُ. فَرُبَّمَا نَتَسَاءَلُ: ‹أَيْنَ هُوَ ٱلْآنَ؟ هَلْ يَتَعَذَّبُ؟ هَلْ يَرَانَا؟ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يُسَاعِدَنَا؟ هَلْ نَرَاهُ مِنْ جَدِيدٍ؟›.
٣ تُعْطِي ٱلْأَدْيَانُ أَجْوِبَةً مُخْتَلِفَةً عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ. فَبَعْضُهَا يُعَلِّمُ أَنَّ ٱلصَّالِحِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَٱلْأَشْرَارَ يَحْتَرِقُونَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وَتَقُولُ أَدْيَانٌ أُخْرَى إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَصِيرُ رُوحًا وَيَجْتَمِعُ بِأَرْوَاحِ أَقْرِبَائِهِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَهُ. وَهُنَاكَ أَدْيَانٌ تُعَلِّمُ أَنَّ ٱلْمَيِّتَ يُحَاسَبُ ثُمَّ يُولَدُ مِنْ جَدِيدٍ فِي جِسْمٍ آخَرَ، فِي جِسْمِ إِنْسَانٍ مَثَلًا أَوْ حَيَوَانٍ.
٤ مَا هِيَ ٱلْفِكْرَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ ٱلَّتِي تُعَلِّمُهَا مُعْظَمُ ٱلْأَدْيَانِ عَنِ ٱلْمَوْتِ؟
٤ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَجْوِبَةَ حَوْلَ ٱلْمَوْتِ تَخْتَلِفُ بَيْنَ دِينٍ وَآخَرَ، لٰكِنْ هُنَاكَ فِكْرَةٌ أَسَاسِيَّةٌ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ مُعْظَمِ ٱلْأَدْيَانِ. فَهِيَ تُعَلِّمُ أَنَّ جُزْءًا مِنَ ٱلْإِنْسَانِ لَا يَمُوتُ، بَلْ يَعِيشُ فِي مَكَانٍ آخَرَ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ. فَهَلْ هٰذَا صَحِيحٌ؟
مَاذَا يَحْدُثُ لَنَا بَعْدَ ٱلْمَوْتِ؟
٥، ٦ مَاذَا يَحْدُثُ لَنَا بَعْدَ ٱلْمَوْتِ؟
٥ يَعْرِفُ يَهْوَهُ مَاذَا يَحْدُثُ لَنَا بَعْدَ ٱلْمَوْتِ. وَأَخْبَرَنَا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ عِنْدَمَا يَمُوتُ، تَنْتَهِي حَيَاتُهُ وَلَا يَعُودُ مَوْجُودًا. وَلَا يَبْقَى أَيُّ جُزْءٍ مِنْهُ حَيًّا. فَٱلْمَوْتُ هُوَ عَكْسُ ٱلْحَيَاةِ. وَٱلْمَيِّتُ لَا يَشْعُرُ بِشَيْءٍ وَلَا يَتَذَكَّرُ شَيْئًا، وَهُوَ لَا يَرَى أَوْ يَسْمَعُ أَوْ يُفَكِّرُ.a
٦ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: ‹اَلْأَمْوَاتُ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا›. وَقَالَ إِنَّ ٱلْأَمْوَاتَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَكْرَهُوا أَوْ يُحِبُّوا، وَإِنَّهُ «لَا عَمَلَ وَلَا ٱخْتِرَاعَ وَلَا مَعْرِفَةَ وَلَا حِكْمَةَ فِي شِيُولَ»، أَيْ فِي ٱلْقَبْرِ. (اقرإ الجامعة ٩:٥، ٦، ١٠.) وَتَقُولُ ٱلْآيَةُ فِي ٱلْمَزْمُور ١٤٦:٤ إِنَّهُ عِنْدَمَا يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ، تَمُوتُ «أَفْكَارُهُ».
مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْمَوْتِ؟
٧ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْمَوْتِ؟
٧ عِنْدَمَا مَاتَ صَدِيقٌ لِيَسُوعَ ٱسْمُهُ لِعَازَرُ، قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «لِعَازَرُ صَدِيقُنَا رَاقِدٌ»، أَيْ نَائِمٌ. فَظَنَّ تَلَامِيذُهُ أَنَّ لِعَازَرَ نَائِمٌ حَرْفِيًّا. فَأَوْضَحَ لَهُمْ يَسُوعُ قَصْدَهُ وَقَالَ: «لِعَازَرُ مَاتَ». (يوحنا ١١:١١-١٤) إِذًا، شَبَّهَ يَسُوعُ ٱلْمَوْتَ بِٱلنَّوْمِ. لَمْ يَقُلْ إِنَّ لِعَازَرَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ مَعَ أَقْرِبَائِهِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا. وَلَا قَالَ إِنَّ لِعَازَرَ يَتَعَذَّبُ فِي جَهَنَّمَ، أَوْ إِنَّهُ وُلِدَ مِنْ جَدِيدٍ كَإِنْسَانٍ أَوْ حَيَوَانٍ. فَعِنْدَمَا مَاتَ لِعَازَرُ، كَانَ كَأَنَّهُ نَائِمٌ نَوْمًا عَمِيقًا. وَتُوجَدُ آيَاتٌ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُشَبِّهُ ٱلْمَوْتَ بِٱلنَّوْمِ ٱلْعَمِيقِ. فَعِنْدَمَا أَقَامَ يَسُوعُ ٱبْنَةَ يَايِرُسَ مِنَ ٱلْمَوْتِ، قَالَ: «لَمْ تَمُتْ لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ». (لوقا ٨:٥٢، ٥٣) وَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ طَلَبَ مِنَ ٱللّٰهِ: «أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلَّا أَنَامَ نَوْمَ ٱلْمَوْتِ». — مزمور ١٣:٣.
٨ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يَخْلُقِ ٱلْبَشَرَ لِيَمُوتُوا؟
٨ هَلْ خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ لِيَكْبُرَا فِي ٱلْعُمْرِ وَيَمُوتَا؟ لَا. فَهُوَ خَلَقَهُمَا لِيَعِيشَا إِلَى ٱلْأَبَدِ بِصِحَّةٍ كَامِلَةٍ. كَمَا أَنَّهُ وَضَعَ فِي ٱلْإِنْسَانِ ٱلرَّغْبَةَ أَنْ يَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (جامعة ٣:١١) وَيَهْوَهُ مِثْلُ أَبٍ مُحِبٍّ، لَا يُرِيدُ أَنْ يَرَى ٱلْبَشَرَ يَمُوتُونَ. فَلِمَاذَا نَمُوتُ إِذًا؟
لِمَاذَا نَمُوتُ؟
٩ لِمَاذَا كَانَتْ وَصِيَّةُ يَهْوَهَ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ مَعْقُولَةً وَمَنْطِقِيَّةً؟
٩ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، أَوْصَى يَهْوَهُ آدَمَ: «مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا. أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا». (تكوين ٢:٩، ١٦، ١٧) لَمْ يَكُنْ صَعْبًا عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُطِيعَا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْوَاضِحَةَ. وَيَهْوَهُ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُحَدِّدَ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. وَلَوْ أَطَاعَ آدَمُ وَحَوَّاءُ يَهْوَهَ، لَأَظْهَرَا أَنَّهُمَا يَحْتَرِمَانِ سُلْطَتَهُ وَأَنَّهُمَا يُقَدِّرَانِ كُلَّ مَا عَمِلَهُ مِنْ أَجْلِهِمَا.
١٠، ١١ (أ) كَيْفَ جَعَلَ ٱلشَّيْطَانُ آدَمَ وَحَوَّاءَ يَتَمَرَّدَانِ عَلَى يَهْوَهَ؟ (ب) لِمَاذَا لَا شَيْءَ يُبَرِّرُ مَا عَمِلَهُ آدَمُ وَحَوَّاءُ؟
١٠ لِلْأَسَفِ، ٱخْتَارَ آدَمُ وَحَوَّاءُ أَنْ يَتَمَرَّدَا عَلَى يَهْوَهَ. فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، قَالَ ٱلشَّيْطَانُ لِحَوَّاءَ: «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟». فَأَجَابَتْهُ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ نَأْكُلُ. وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْجَنَّةِ، فَقَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَا تَأْكُلَا مِنْهُ، وَلَا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا›». — تكوين ٣:١-٣.
١١ فَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ: «لَنْ تَمُوتَا. فَٱللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ». (تكوين ٣:٤-٦) أَرَادَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ تُفَكِّرَ حَوَّاءُ أَنَّهَا قَادِرَةٌ أَنْ تُحَدِّدَ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. كَمَا أَنَّهُ كَذَبَ عَلَيْهَا عِنْدَمَا قَالَ إِنَّهَا لَنْ تَمُوتَ إِذَا تَمَرَّدَتْ عَلَى ٱللّٰهِ. فَأَكَلَتْ حَوَّاءُ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ، وَأَعْطَتْ آدَمَ أَيْضًا فَأَكَلَ. لٰكِنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ كَانَا يَعْرِفَانِ أَنَّ يَهْوَهَ أَوْصَاهُمَا أَنْ لَا يَأْكُلَا مِنْ هٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱخْتَارَا أَنْ لَا يُطِيعَا وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْوَاضِحَةَ وَٱلسَّهْلَةَ. وَهٰكَذَا أَظْهَرَا أَنَّهُمَا لَا يَحْتَرِمَانِ أَبَاهُمَا ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ. فِعْلًا، لَا شَيْءَ يُبَرِّرُ مَا عَمِلَاهُ.
١٢ لِمَاذَا حَزِنَ يَهْوَهُ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَيْهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱللّٰهَ حَزِنَ كَثِيرًا عِنْدَمَا قَلَّلَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنِ ٱحْتِرَامِهِ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَعِبْتَ كَثِيرًا لِتُرَبِّيَ ٱبْنَكَ وَٱبْنَتَكَ. لٰكِنَّهُمَا يُقَرِّرَانِ أَنْ يَفْعَلَا عَكْسَ مَا تَطْلُبُهُ مِنْهُمَا وَيَتَمَرَّدَانِ عَلَيْكَ. فَكَيْفَ تَشْعُرُ؟ أَلَا يَخِيبُ أَمَلُكَ؟
١٣ مَاذَا عَنَى يَهْوَهُ عِنْدَمَا قَالَ لآِدَمَ «إِلَى تُرَابٍ تَعُودُ»؟
١٣ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى ٱللّٰهِ، خَسِرَا ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَعِيشَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. قَالَ يَهْوَهُ لآِدَمَ: «إِنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». (اقرإ التكوين ٣:١٩.) وَهٰذَا عَنَى أَنَّ آدَمَ كَانَ سَيَصِيرُ تُرَابًا مِنْ جَدِيدٍ، مِثْلَمَا كَانَ قَبْلَ خَلْقِهِ. (تكوين ٢:٧) إِذًا، بَعْدَمَا أَخْطَأَ آدَمُ، مَاتَ وَلَمْ يَعُدْ مَوْجُودًا.
١٤ لِمَاذَا نَمُوتُ؟
١٤ لَوْ أَطَاعَ آدَمُ وَحَوَّاءُ ٱللّٰهَ، لَبَقِيَا عَائِشَيْنِ حَتَّى ٱلْآنَ. لٰكِنَّهُمَا ٱخْتَارَا أَنْ يَتَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ، فَأَخْطَأَا وَمَاتَا. وَٱلْخَطِيَّةُ هِيَ مِثْلُ مَرَضٍ خَطِيرٍ وَرِثْنَاهُ عَنْ أَبِينَا آدَمَ وَأُمِّنَا حَوَّاءَ. لِذٰلِكَ نُولَدُ كُلُّنَا خُطَاةً وَنَمُوتُ. (روما ٥:١٢) لٰكِنَّ ٱللّٰهَ لَا يُرِيدُ أَنْ نَمُوتَ؛ هٰذَا لَيْسَ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلْمَوْتَ هُوَ «عَدُوٌّ». — ١ كورنثوس ١٥:٢٦.
اَلْحَقِيقَةُ تُحَرِّرُنَا
١٥ أَيَّةُ أَفْكَارٍ نَتَحَرَّرُ مِنْهَا عِنْدَمَا نَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱلْمَوْتِ؟
١٥ عِنْدَمَا نَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱلْمَوْتِ، نَتَحَرَّرُ مِنْ أَفْكَارٍ خَاطِئَةٍ كَثِيرَةٍ. فَأَدْيَانٌ كَثِيرَةٌ ٱلْيَوْمَ تُعَلِّمُ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ مَا زَالُوا أَحْيَاءً فِي مَكَانٍ مَا. وَهِيَ تَقُولُ إِنَّنَا إِذَا دَفَعْنَا ٱلْمَالَ لِرِجَالِ ٱلدِّينِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْمَوْتَى. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ لَا تَخْدَعُنَا لِأَنَّنَا نَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱلْمَوْتِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَتَعَذَّبُونَ أَوْ يَحْزَنُونَ. وَلَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُكَلِّمُونَا أَوْ يُسَاعِدُونَا، وَلَا نَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نَفْعَلَ ذٰلِكَ. وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُؤْذُونَا، لِذٰلِكَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ مِنْهُمْ.
١٦ أَيَّةُ كِذْبَةٍ عَنِ ٱلْمَوْتَى تُعَلِّمُهَا أَدْيَانٌ كَثِيرَةٌ؟
١٦ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَدْيَانَ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ لِيَكْذِبَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيُقْنِعَهُمْ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً. مَثَلًا، تُعَلِّمُ بَعْضُ ٱلْأَدْيَانِ أَنَّ جُزْءًا مِنَ ٱلْإِنْسَانِ يَعِيشُ فِي مَكَانٍ آخَرَ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ. فَمَاذَا يُعَلِّمُ دِينُكَ؟ هَلْ يُعَلِّمُ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَوْتَى؟ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَكَاذِيبَ لِيُبْعِدَ ٱلنَّاسَ عَنْ يَهْوَهَ.
١٧ لِمَاذَا فِكْرَةُ تَعْذِيبِ ٱلنَّاسِ فِي جَهَنَّمَ تُهِينُ يَهْوَهَ؟
١٧ تُعَلِّمُ أَدْيَانٌ كَثِيرَةٌ تَعَالِيمَ خَاطِئَةً لَا يُمْكِنُ تَقَبُّلُهَا. لِنَأْخُذْ مَثَلًا ٱلتَّعْلِيمَ أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ سَيَحْتَرِقُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي جَهَنَّمَ. هٰذِهِ ٱلْكِذْبَةُ تُهِينُ يَهْوَهَ. فَهُوَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعَذِّبَ ٱلنَّاسَ. (اقرأ ١ يوحنا ٤:٨.) تَخَيَّلْ أَبًا يُحْرِقُ يَدَ ٱبْنِهِ ٱلصَّغِيرِ بِٱلنَّارِ لِيُعَاقِبَهُ. أَلَنْ تَعْتَبِرَهُ أَبًا قَاسِيًا جِدًّا وَتَنْفِرَ مِنْهُ؟ هٰذَا مَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَشْعُرَ بِهِ تِجَاهَ يَهْوَهَ.
١٨ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلْمَوْتَى؟
١٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، تُعَلِّمُ بَعْضُ ٱلْأَدْيَانِ أَنَّ ٱلْبَشَرَ يَصِيرُونَ أَرْوَاحًا بَعْدَ ٱلْمَوْتِ وَأَنَّهُمْ يُسَاعِدُونَنَا أَوْ يُؤْذُونَنَا. لِذٰلِكَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ أَنْ يُكْرِمُوا هٰذِهِ ٱلْأَرْوَاحَ، حَتَّى أَنْ يَخَافُوا مِنْهَا. كَثِيرُونَ يُصَدِّقُونَ هٰذِهِ ٱلْكِذْبَةَ، فَيَخَافُونَ مِنَ ٱلْمَوْتَى وَيَعْبُدُونَهُمْ أَوْ يُكْرِمُونَهُمْ بَدَلَ يَهْوَهَ. لٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَوْتَى لَا يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ. لِذٰلِكَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ مِنْهُمْ. وَيَهْوَهُ هُوَ خَالِقُنَا، وَهُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ. وَلَا يَجِبُ أَنْ نَعْبُدَ أَوْ نُكْرِمَ أَحَدًا غَيْرَهُ. — رؤيا ٤:١١.
١٩ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ عِنْدَمَا نَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱلْمَوْتِ؟
١٩ عِنْدَمَا نَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱلْمَوْتِ، نَتَحَرَّرُ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ وَمِنَ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَتُصْبِحُ وُعُودُ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةُ، مِثْلُ ٱلْوَعْدِ بِٱلْقِيَامَةِ، مَنْطِقِيَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا.
٢٠ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي؟
٢٠ قَدِيمًا، سَأَلَ خَادِمٌ لِلّٰهِ ٱسْمُهُ أَيُّوبُ: «إِذَا مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟». (ايوب ١٤:١٤) فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَقُومَ ٱلْأَمْوَاتُ؟ إِنَّ جَوَابَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُفْرِحٌ جِدًّا. لِنُنَاقِشْهُ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.
a لَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّفْسَ أَوِ ٱلرُّوحَ تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ. لِتَعْرِفَ أَكْثَرَ، ٱنْظُرْ مِنْ فَضْلِكَ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَيْنِ ١٧ وَ ١٨.