تَعَلَّمْ مِنَ ‹ٱلْخُطُوطِ ٱلْعَرِيضَةِ لِلْحَقِّ›
«عِنْدَكَ ٱلْخُطُوطُ ٱلْعَرِيضَةُ لِلْمَعْرِفَةِ وَٱلْحَقِّ فِي ٱلشَّرِيعَةِ». — رو ٢:٢٠.
١ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ بِفَهْمِ مَدْلُولِ مُخْتَلِفِ أَوْجُهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟
لَوْلَا كِتَابَاتُ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا، لَصَعُبَ عَلَيْنَا أَنْ نَفْهَمَ مَدْلُولَ ٱلْعَدِيدِ مِنْ أَوْجُهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. فَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ مَثَلًا، أَوْضَحَ كَيْفَ تَمَكَّنَ يَسُوعُ بِصِفَتِهِ ‹رَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا› مِنْ تَقْرِيبِ «ذَبِيحَةِ مُصَالَحَةٍ» مَرَّةً لَا غَيْرُ، فَاتِحًا ٱلْمَجَالَ لِيَنَالَ كُلُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِهَا ‹إِنْقَاذًا أَبَدِيًّا›. (عب ٢:١٧؛ ٩:١١، ١٢) وَبَيَّنَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسْكَنَ كَانَ مُجَرَّدَ ‹ظِلٍّ لِلْأَشْيَاءِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ› وَأَنَّ يَسُوعَ أَصْبَحَ وَسِيطَ «عَهْدٍ أَفْضَلَ» مِنَ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي تَوَسَّطَ فِيهِ مُوسَى. (عب ٧:٢٢؛ ٨:١-٥) كَانَتْ هذِهِ ٱلْإِيضَاحَاتُ مُهِمَّةً جِدًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَيَّامِ بُولُسَ وَلَا تَزَالُ كَذلِكَ ٱلْيَوْمَ؛ فَهِيَ تُعَمِّقُ فَهْمَنَا لِلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي هَيَّأَهَا ٱللّٰهُ لَنَا.
٢ بِمَ تَمَيَّزَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ عَنِ ٱلْأُمَمِ؟
٢ عِنْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا، تَوَجَّهَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ. وَأَقَرَّ أَنَّهُمْ، بِفَضْلِ ٱطِّلَاعِهِمْ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ، كَانُوا يَتَمَيَّزُونَ عَنِ ٱلْأُمَمِ بِٱمْتِلَاكِ «ٱلْخُطُوطِ ٱلْعَرِيضَةِ لِلْمَعْرِفَةِ وَٱلْحَقِّ» عَنْ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ. وَفَهْمُ هذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ عَنِ ٱللّٰهِ وَٱلِٱحْتِرَامُ ٱلْعَمِيقُ لَهَا مَكَّنَاهُمْ، مَثَلُهُمْ مَثَلُ ٱلْيَهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ سَبَقُوهُمْ، مِنْ تَوْجِيهِ وَتَعْلِيمِ وَتَنْوِيرِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا شَرِيعَةَ يَهْوَهَ. — اِقْرَأْ روما ٢:١٧-٢٠.
ظِلٌّ لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ
٣ مَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَسْتَمِدُّهَا مِنَ ٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْيَهُودِيَّةِ قَدِيمًا؟
٣ لَا تَزَالُ ‹ٱلخُطُوطُ ٱلْعَرِيضَةُ لِلْحَقِّ› ٱلَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا بُولُسُ أَدَاةً مُهِمَّةً تُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ مَقَاصِدِ يَهْوَهَ. فَٱلْمَبَادِئُ ٱلَّتِي تَأَسَّسَتْ عَلَيْهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ لَمْ تَفْقِدْ مَغْزَاهَا وَلَا قِيمَتَهَا. مِنْ هذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، سَنَتَأَمَّلُ مَعًا فِي أَحَدِ أَوْجُهِ ٱلشَّرِيعَةِ: اَلذَّبَائِحِ وَٱلْقَرَابِينِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ ٱلَّتِي قَادَتِ ٱلْيَهُودَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ إِلَى ٱلْمَسِيحِ وَسَاعَدَتْهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا مَطَالِبَ ٱللّٰهِ. وَبِمَا أَنَّ مَطَالِبَ يَهْوَهَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ لَا تَتَغَيَّرُ أَبَدًا، فَسَنَرَى أَيْضًا أَنَّ ٱلشَّرَائِعَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِشَأْنِ ٱلذَّبَائِحِ وَٱلْقَرَابِينِ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْيِيمِ خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ. — مل ٣:٦.
٤، ٥ (أ) بِمَ ذَكَّرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟ (ب) إِلَامَ رَمَزَتِ ٱلذَّبَائِحُ؟
٤ ذَكَّرَتْ أَجْزَاءٌ عَدِيدَةٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ ٱلْيَهُودَ بِحَالَتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، وَجَبَ عَلَى كُلِّ مَنْ يَمَسُّ جُثَّةَ إِنْسَانٍ أَنْ يَتَطَهَّرَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، كَانَتْ تُذْبَحُ بَقَرَةٌ حَمْرَاءُ سَلِيمَةٌ وَتُحْرَقُ. وَكَانَ رَمَادُهَا يُحْفَظُ لِتَحْضِيرِ «مَاءِ ٱلتَّطْهِيرِ»، مَاءٌ كَانَ يُرَشُّ عَلَى ٱلَّذِي يَتَطَهَّرُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ وَٱلسَّابِعِ بَعْدَ تَنَجُّسِهِ. (عد ١٩:١-١٣) كَمَا ٱعْتُبِرَتِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلِدُ نَجِسَةً فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ وَلَزِمَ أَنْ تُقَدِّمَ ذَبِيحَةً تَكْفِيرًا عَنْهَا، وَذلِكَ كَمُذَكِّرٍ أَنَّ ٱلْإِنْجَابَ يُورِثُ ٱلنَّقْصَ وَٱلْخَطِيَّةَ. — لا ١٢:١-٨.
٥ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، وَجَبَ تَقْدِيمُ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ فِي حَالَاتٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ تَكْفِيرًا عَنِ ٱلْخَطَايَا. وَقَدْ كَانَتِ ٱلذَّبَائِحُ ٱلَّتِي قُدِّمَتْ فِي ٱلْمَسْكَنِ وَلَاحِقًا فِي ٱلْهَيْكَلِ ‹ظِلًّا› لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَةِ، سَوَاءٌ أَدْرَكَ عُبَّادُ يَهْوَهَ ذلِكَ أَوْ لَا. — عب ١٠:١-١٠.
مَوْقِفُ وَدَافِعُ مُقَدِّمِ ٱلذَّبِيحَةِ
٦، ٧ (أ) أَيُّ مَطْلَبٍ لَزِمَ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلذَّبَائِحِ، وَعَلَامَ دَلَّ ذلِكَ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْبَغِي أَنْ نَطْرَحَهُمَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟
٦ إِنَّ أَحَدَ ٱلْمَطَالِبِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ لِتَقْرِيبِ أَيِّ ذَبِيحَةٍ حَيَوَانِيَّةٍ هُوَ أَنْ تَكُونَ «سَلِيمَةً» مِنْ كُلِّ ٱلنَّوَاحِي، لَا عَمْيَاءَ وَلَا مَعْطُوبَةً وَلَا مُشَوَّهَةً أَوْ مَرِيضَةً. (لا ٢٢:٢٠-٢٢) أَمَّا إِذَا قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِيَهْوَهَ ٱلثِّمَارَ أَوِ ٱلْحُبُوبَ، فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَدِّمُوا ‹ٱلْأَجْوَدَ› مِنْ «بَاكُورَاتِ» مَحَاصِيلِهِمْ. (عد ١٨:١٢، ٢٩) وَحْدَهَا ٱلنُّخْبَةُ كَانَتْ مَقْبُولَةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. وَقَدْ دَلَّ هذَا ٱلْمَطْلَبُ ٱلْمُهِمُّ بِخُصُوصِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ أَنَّ ذَبِيحَةَ يَسُوعَ سَتَكُونُ بِلَا لَطْخَةٍ وَلَا شَائِبَةٍ، وَأَنَّ يَهْوَهَ سَيُضَحِّي بِأَفْضَلِ وَأَعَزِّ شَخْصٍ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ أَجْلِ ٱفْتِدَاءِ ٱلْبَشَرِ. — ١ بط ١:١٨، ١٩.
٧ فَإِذَا كَانَ مُقَرِّبُ ٱلذَّبِيحَةِ مُمْتَنًّا بَٱلْفِعْلِ لِيَهْوَهَ عَلَى جَمِيعِ صَلَاحِهِ، أَفَلَنْ يَخْتَارَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِ؟ صَحِيحٌ أَنَّ ٱخْتِيَارَ نَوْعِ ٱلتَّقْدِمَةِ تُرِكَ لَهُ، لكِنَّهُ أَدْرَكَ دُونَ شَكٍّ أَنَّ ٱللّٰهَ لَنْ يُسَرَّ بِذَبِيحَةٍ مَعِيبَةٍ لِأَنَّ هذَا يَعْنِي أَنَّهُ يَعْتَبِرُ تَقْرِيبَ ٱلذَّبَائِحِ مُجَرَّدَ إِجْرَاءٍ شَكْلِيٍّ، حَتَّى عِبْئًا. (اِقْرَأْ ملاخي ١:٦-٨، ١٣.) لِذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي خِدْمَتِنَا لِلّٰهِ وَنَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹مَا هُوَ مَوْقِفِي مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ أَيَحْسُنُ بِي أَنْ أَتَفَحَّصَ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِي وَدَوَافِعِي؟›.
٨، ٩ لِمَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَوْقِفِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَدَافِعِهِمْ عِنْدَ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ؟
٨ قَرَّبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ذَبَائِحَ طَوْعِيَّةً إِعْرَابًا عَنِ ٱمْتِنَانِهِمِ ٱلْمُخْلِصِ لِيَهْوَهَ أَوْ مُحْرَقَاتٍ طَلَبًا لِرِضَاهُ. فِي هَاتَيْنِ ٱلْحَالَتَيْنِ، لَمْ يَصْعُبْ عَلَيْهِمْ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَخْتَارُوا ٱلْحَيَوَانَ ٱلْمُلَائِمَ. فَلَا شَكَّ أَنَّ تَقْدِيمَ أَفْضَلِ مَا لَدَيْهِمْ كَانَ مِنْ دَوَاعِي سُرُورِهِمْ. وَٱلْيَوْمَ، لَا يُقَدِّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْحَرْفِيَّةَ ٱلَّتِي فَرَضَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ، إِلَّا أَنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ ٱلذَّبَائِحَ عِنْدَمَا يَصْرِفُونَ وَقْتَهُمْ وَطَاقَتَهُمْ وَمَوَارِدَهُمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ تَحَدَّثَ عَنِ ‹ٱلْإِعْلَانِ ٱلْجَهْرِيِّ› وَ «فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ وَمُشَارَكَةِ ٱلْآخَرِينَ» عَلَى أَنَّهَا ذَبَائِحُ تُرْضِي ٱللّٰهَ. (عب ١٣:١٥، ١٦) وَعَلَى غِرَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا ٱلَّذِينَ قَرَّبُوا ذَبَائِحَ طَوْعِيَّةً، فَإِنَّ مَوَاقِفَ وَدَوَافِعَ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ عِنْدَ قِيَامِهِمْ بِهذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ تَكْشِفُ عَنْ مَدَى ٱمْتِنَانِهِمْ وَتَقْدِيرِهِمْ لِعَطَايَاهُ.
٩ لكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْحَالَاتِ ٱلَّتِي فَرَضَتْ فِيهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ تَقْدِيمَ قُرْبَانِ خَطِيَّةٍ أَوْ قُرْبَانِ ذَنْبٍ بِسَبَبِ تَقْصِيرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّ فِي مَجَالٍ مُعَيَّنٍ؟ هَلْ كَانَ سَيَضْعُفُ ٱسْتِعْدَادُهُ أَوْ يَتَغَيَّرُ مَوْقِفُهُ لِأَنَّ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةَ إِلْزَامِيَّةٌ، فَيُقَدِّمَهَا عَلَى مَضَضٍ؟ (لا ٤:٢٧، ٢٨) كَلَّا، لَيْسَ إِذَا رَغِبَ بِصِدْقٍ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ.
١٠ أَيَّةُ «ذَبَائِحَ» يَتَرَتَّبُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ تَقْدِيمُهَا مِنْ أَجْلِ إِعَادَةِ عَلَاقَتِهِمِ ٱلْمُتَضَرِّرَةِ بِأَخِيهِمْ أَوْ بِيَهْوَهَ إِلَى مَجَارِيهَا؟
١٠ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، قَدْ تَقُولُ أَمْرًا يَجْرَحُ أَخَاكَ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ أَوْ بِدُونِ ٱنْتِبَاهٍ. أَوْ رُبَّمَا يُوَبِّخُكَ ضَمِيرُكَ لِأَنَّكَ قُمْتَ بِتَصَرُّفٍ خَاطِئٍ. فِي حَالَاتٍ كَهذِهِ، لَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَحْمِلُ عِبَادَةَ يَهْوَهَ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ سَيَفْعَلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ كَيْ يُصَحِّحَ ٱلْخَطَأَ. فَقَدْ يَعْتَذِرُ بِصِدْقٍ إِلَى أَخِيهِ أَوْ يَطْلُبُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ مِنَ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُحِبِّينَ إِذَا كَانَ خَطَأُهُ خَطِيرًا. (مت ٥:٢٣، ٢٤؛ يع ٥:١٤، ١٥) إِذًا، لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَحِّحَ خَطَأً ٱرْتَكَبْنَاهُ تِجَاهَ أَخِينَا أَوْ يَهْوَهَ بِلَا ثَمَنٍ. فَنَحْنُ لَا نَسْتَعِيدُ ضَمِيرَنَا ٱلطَّاهِرَ وَعَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَأَخِينَا إِلَّا إِذَا ضَحَّيْنَا بِهذِهِ «ٱلذَّبَائِحِ». عِنْدَئِذٍ، تَتَرَسَّخُ ثِقَتُنَا أَنَّ طَرِيقَ يَهْوَهَ هِيَ ٱلْأَفْضَلُ دَائِمًا.
١١، ١٢ (أ) مَا هِيَ ذَبَائِحُ ٱلشَّرِكَةِ؟ (ب) كَيْفَ تَرْتَبِطُ ذَبَائِحُ ٱلشَّرِكَةِ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي أَيَّامِنَا؟
١١ كَانَتْ بَعْضُ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي نَصَّتْ عَلَيْهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ ذَبَائِحَ شَرِكَةٍ وَرَمَزَتْ إِلَى ٱلسَّلَامِ مَعَ يَهْوَهَ. فَكَانَ مُقَدِّمُ ٱلذَّبِيحَةِ يَتَنَاوَلُ لَحْمَهَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ، رُبَّمَا فِي إِحْدَى غُرَفِ ٱلطَّعَامِ فِي ٱلْهَيْكَلِ. كَمَا أُعْطِيَ قِسْمٌ مِنْهَا لِلْكَاهِنِ ٱلَّذِي يُقَرِّبُهَا وَسَائِرِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْخَادِمِينَ فِي ٱلْهَيْكَلِ. (لا ٣:١؛ ٧:٣١-٣٣) وَكَانَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ تَقْرِيبِ هذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ هُوَ ٱلرَّغْبَةَ فِي ٱلتَّمَتُّعِ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ ٱللّٰهِ. فَكَأَنَّمَا تَشَارَكَ مُقَدِّمُهَا وَعَائِلَتُهُ وَٱلْكَهَنَةُ وَيَهْوَهُ نَفْسُهُ فِي تَنَاوُلِ وَجْبَةِ طَعَامٍ بِسَلَامٍ.
١٢ وَهَلْ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ «يَدْعُوَ» ٱلْمَرْءُ يَهْوَهَ وَيَقْبَلَ سَيِّدُ ٱلْكَوْنِ ٱلدَّعْوَةَ؟! لَا بُدَّ أَنَّ صَاحِبَ ٱلدَّعْوَةِ كَانَ سَيَرْغَبُ فِي تَقْدِيمِ أَفْضَلِ ٱلْأَصْنَافِ لِهذَا ٱلضَّيْفِ ٱلرَّفِيعِ ٱلْمَقَامِ. وَقَدْ دَلَّ تَرْتِيبُ ذَبَائِحِ ٱلشَّرِكَةِ، وَهُوَ جُزْءٌ مِنَ ‹ٱلْخُطُوطِ ٱلْعَرِيضَةِ لِلْحَقِّ›، أَنَّ ٱلْعَلَاقَةَ ٱللَّصِيقَةَ وَٱلسِّلْمِيَّةَ بِيَهْوَهَ مُتَاحَةٌ لِجَمِيعِ ٱلرَّاغِبِينَ بِوَاسِطَةِ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْأَعْظَمِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يَسُوعُ. وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَفْرَحَ بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ وَرِفْقَتِهِ حِينَ نُضَحِّي طَوْعًا بِمَوَارِدِنَا وَطَاقَتِنَا فِي خِدْمَتِهِ.
ذَبَائِحُ لَمْ يَقْبَلْهَا يَهْوَهُ
١٣، ١٤ لِمَ لَمْ يَقْبَلْ يَهْوَهُ ٱلذَّبَائِحَ ٱلَّتِي نَوَى ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ تَقْدِيمَهَا؟
١٣ كَمَا وَرَدَ آنِفًا، لَزِمَ تَقْدِيمُ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي نَصَّتْ عَلَيْهَا ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ بِحَالَةٍ قَلْبِيَّةٍ صَائِبَةٍ وَدَافِعٍ جَيِّدٍ كَيْ يَقْبَلَهَا يَهْوَهُ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُورِدُ أَمْثِلَةً تَحْذِيرِيَّةً عَنْ ذَبَائِحَ كَانَتْ غَيْرَ مَقْبُولَةٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. فَمَا ٱلَّذِي حَمَلَهُ عَلَى رَفْضِهَا؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَادِثَتَيْنِ تُظْهِرَانِ لَنَا ٱلْجَوَابَ.
١٤ أَخْبَرَ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ أَنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِيُنَفِّذَ يَهْوَهُ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ. لِذلِكَ طُلِبَ مِنْ شَاوُلَ أَنْ يَقْضِيَ عَلَى هذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُعَادِيَةِ مَعَ جَمِيعِ مَوَاشِيهَا. لكِنَّه بَعْدَ ٱلِٱنْتِصَارِ عَلَيْهَا، سَمَحَ لِجُنُودِهِ بِإِبْقَاءِ أَجَاجَ مَلِكِ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ حَيًّا. كَمَا عَفَا عَنْ خِيرَةِ مَوَاشِيهِمْ لِتَقْدِيمِهَا ذَبِيحَةً لِلّٰهِ. (١ صم ١٥:٢، ٣، ٢١) فَكَيْفَ تَجَاوَبَ يَهْوَهُ؟ رَفَضَ شَاوُلَ بِسَبَبِ عِصْيَانِهِ. (اِقْرَأْ صموئيل الاول ١٥:٢٢، ٢٣.) وَمَاذَا نَسْتَخْلِصُ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟ لَا يَقْبَلُ يَهْوَهُ ٱلذَّبَائِحَ إِلَّا إِذَا أَطَاعَ ٱلْمَرْءُ وَصَايَاهُ.
١٥ مَاذَا أَظْهَرَ ٱتِّبَاعُ بَعْضِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَيَّامَ إِشَعْيَا مَسْلَكًا رَدِيئًا رَغْمَ تَقْدِيمِهِمِ ٱلذَّبَائِحَ؟
١٥ نَجِدُ مِثَالًا مُشَابِهًا فِي سِفْرِ إِشَعْيَا. فَفِي أَيَّامِ ذلِكَ ٱلنَّبِيِّ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يُقَدِّمُونَ ٱلذَّبَائِحَ لِيَهْوَهَ طَلَبًا لِلْغُفْرَانِ، لكِنَّهُ لَمْ يَقْبَلْهَا بِسَبَبِ سُلُوكِهِمِ ٱلرَّدِيءِ. قَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تَنْفَعُنِي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ . . . قَدْ شَبِعْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ ٱلْكِبَاشِ وَشَحْمِ ٱلْمُسَمَّنَاتِ. وَبِدَمِ ٱلْعُجُولِ وَٱلْحُمْلَانِ وَٱلتُّيُوسِ لَا أُسَرُّ . . . لَا تَعُودُوا تَأْتُونَ بِقَرَابِينِ حُبُوبٍ بَاطِلَةٍ. اَلْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي». فَمَا كَانَتِ ٱلْمُشْكِلَةُ؟ أَجَابَ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ قَائِلًا: «إِنْ أَكْثَرْتُمُ ٱلصَّلَاةَ لَا أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلْآنَةٌ مِنَ ٱلدِّمَاءِ. اِغْتَسِلُوا، تَطَهَّرُوا، أَزِيلُوا رَدَاءَةَ أَعْمَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ، وَكُفُّوا عَنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ». — اش ١:١١-١٦.
١٦ مَاذَا يُحَدِّدُ هَلْ ذَبَائِحُنَا مَقْبُولَةٌ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ؟
١٦ لَمْ يُسَرَّ يَهْوَهُ بِٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي قَرَّبَهَا خُطَاةٌ غَيْرُ تَائِبِينَ. لكِنَّهُ قَبِلَ صَلَوَاتِ وَتَقْدِمَاتِ مَنْ يَجْتَهِدُونَ بِإِخْلَاصٍ لِلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ وَصَايَاهُ. فَقَدْ عَرَفَ هؤُلَاءِ بِفَضْلِ ‹ٱلْخُطُوطِ ٱلْعَرِيضَةِ لِلْحَقِّ› أَنَّهُمْ خَاطِئُونَ وَبِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْغُفْرَانِ. (غل ٣:١٩) لِذلِكَ نَدِمُوا مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، عَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ أَنْ نَعِيَ حَاجَتَنَا إِلَى ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلَّتِي تُكَفِّرُ فِعْلًا عَنْ خَطَايَانَا. وَإِذَا أدْرَكْنَا هذَا ٱلْوَاقِعَ وَقَدَّرْنَا تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ، ‹يُسَرُّ› يَهْوَهُ بِكُلِّ جُهُودِنَا ٱلْمَبْذُولَةِ فِي خِدْمَتِهِ. — اِقْرَأْ مزمور ٥١:١٧، ١٩.
آمِنْ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ
١٧-١٩ (أ) مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْمُلَائِمَةُ لِنُعَبِّرَ لِيَهْوَهَ عَنِ ٱمْتِنَانِنَا لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ نَتَمَتَّعُ ٱلْيَوْمَ بِٱمْتِيَازٍ لَمْ يَحْظَ بِهِ مَنْ عَاشُوا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِ. فَنَحْنُ لَسْنَا مُلْزَمِينَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ بِمُجَرَّدِ «ظِلٍّ» لِمَقَاصِدِ ٱللّٰهِ. (عب ١٠:١) فَقَدْ شَجَّعَتِ ٱلشَّرَائِعُ ٱلْمُتَعَلِّقَةُ بِٱلذَّبَائِحِ ٱلْيَهُودَ عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِٱللّٰهِ: اَلِٱمْتِنَانِ ٱلْأَصِيلِ لَهُ، ٱلرَّغْبَةِ فِي تَقْدِيمِ أَفْضَلِ مَا لَدَيْهِمْ، وَٱلِٱعْتِرَافِ بِٱلْحَاجَةِ إِلَى فِدْيَةٍ. لكِنْ بِفَضْلِ شُرُوحَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، بِتْنَا نَفْهَمُ أَنَّ يَهْوَهَ أَتَاحَ لَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ حِيَازَةَ ضَمِيرٍ صَالِحٍ ٱلْيَوْمَ وَٱلتَّخَلُّصَ مِنْ آثَارِ ٱلْخَطِيَّةِ نِهَائِيًّا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. حَقًّا، إِنَّ ذَبِيحَةَ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةَ تَدْبِيرٌ رَائِعٌ! — غل ٣:١٣؛ عب ٩:٩، ١٤.
١٨ طَبْعًا، لَا يَكْفِي أَنْ نَفْهَمَ هذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنِ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ كَيْ نَسْتَفِيدَ مِنْهَا. كَتَبَ بُولُسُ: «اَلشَّرِيعَةُ صَارَتْ لَنَا مُرَبِّيًا يَقُودُنَا إِلَى ٱلْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِٱلْإِيمَانِ». (غل ٣:٢٤) لكِنَّ هذَا ٱلْإِيمَانَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بِلَا أَعْمَالٍ. (يع ٢:٢٦) لِذلِكَ تَوَجَّهَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ كَانَتْ عِنْدَهُمُ ٱلْخُطُوطُ ٱلْعَرِيضَةُ لِلْحَقِّ، وَشَجَّعَهُمْ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِ هذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. وَهكَذَا، يُصْبِحُ سُلُوكُهُمْ مُنْسَجِمًا مَعَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ ٱلَّتِي عَلَّمُوهَا. — اِقْرَأْ روما ٢:٢١-٢٣.
١٩ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَيْسُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ مُلْزَمُونَ بِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ يَقْبَلُهَا يَهْوَهُ. وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا ذلِكَ.
[النبذة في الصفحة ١٧]
إِنَّ مَطَالِبَ يَهْوَهَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ مِنْ خُدَّامِهِ لَا تَتَغَيَّرُ أَبَدًا
[الصورة في الصفحة ١٨]
أَيٌّ مِنْ هذَيْنِ ٱلْحَيَوَانَيْنِ كُنْتَ سَتَخْتَارُهُ ذَبِيحَةً؟
[الصورة في الصفحة ١٩]
يَرْضَى يَهْوَهُ عَمَّنْ يُقَدِّمُونَ ذَبَائِحَ مَقْبُولَةً لَهُ