-
أَبِيرامبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
وقف ابيرام وأخوه داثان الى جانب قورح اللاوي حين تمرد على سلطة موسى وهارون. واشترك معهما في المرحلة الاولى من هذا التمرد رجل رأوبيني ثالث اسمه اون، لكنه لا يُذكر بعد ذلك. (عد ١٦:١) لقد حشد هؤلاء الثلاثة ٢٥٠ زعيما كانوا ‹رجالا ذوي شهرة›، واتهموا موسى وهارون بالترفع بطريقة استبدادية على الآخرين في الجماعة. (عد ١٦:١-٣) ويتضح من كلام موسى لقورح ان هذا الاخير وأتباعه من اللاويين كانوا يسعون للحصول على الكهنوت الذي مُنح لهارون. (عد ١٦:٤-١١) ولكن يبدو جليا ان هذه لم تكن حال ابيرام وداثان اللذين كانا من سبط رأوبين، لذلك عالج موسى امرهما على حدة. وحين رفضا دعوته الى المثول امامه، تفوها باتهامات موجهة اليه وحده، دون الاتيان على ذكر هارون. فقد انتقدا بشدة قيادة موسى للامة وقالا انه ‹يجعل نفسه رئيسا عليهم [الشعب]›، وإنه لم يفِ بوعده ان يدخلهم الى ارض تفيض حليبا وعسلا. وعلى نحو مماثل، حين اجاب موسى عن هذه الاتهامات في صلاته الى يهوه، دافع عن تصرفاته هو لا عن تصرفات هارون. — عد ١٦:١٢-١٥.
يتضح مما سبق ان هذا التمرد كان له وجهان. فهو لم يستهدف الكهنوت الهاروني فحسب، بل ايضا دور موسى كمشرف على تنفيذ وصايا اللّٰه. (مز ١٠٦:١٦) وقد بدا ان الفرصة ملائمة لتحقيق رغبة الشعب في التغيير. فقُبيل هذه الحادثة، تذمر الشعب كثيرا على موسى وتحدثوا في ما بينهم عن تعيين رأس جديد يُرجع الامة الى مصر، حتى انهم طالبوا برجم يشوع وكالب لتأييدهما موسى وهارون. (عد ١٤:١-١٠) ومن الجدير بالذكر ان رأوبين كان بكر يعقوب، لكنه خسر حقه في الميراث كابن بكر بسبب تصرف خاطئ. (١ اخ ٥:١) لذلك، ربما كان داثان وأبيرام يعبّران عن استيائهما من ممارسة موسى اللاوي سلطته على الشعب، اذ كانا راغبَين في استعادة المكانة الاولى التي خسرها سلفهما. ومن ناحية اخرى، تُظهر الآية في سفر العدد ٢٦:٩ انهما لم يخاصما موسى وهارون فحسب، بل ‹خاصما يهوه› الذي فوض هو بنفسه موسى وهارون تولي مركزَي سلطة.
-
-
داثانبصيرة في الاسفار المقدسة
-
-
داثان
ابن أليآب من سبط رأوبين، وأخو ابيرام ونموئيل. وقف داثان وأبيرام الى جانب قورح اللاوي حين تمرد على سلطة موسى وهارون. وفي الواقع، كانا مرتابَين في صدق وعود يهوه، اذ اشارا الى مصر بأنها ‹الارض التي تفيض حليبا وعسلا›. ونتيجة لتمردهما هذا، مات داثان وأبيرام وأهل بيتهما حين ابتلعتهم الارض. — عد ١٦:١-٣٥؛ ٢٦:٧-١١؛ تث ١١:٦؛ مز ١٠٦:١٧؛ انظر «أَبِيرام» رقم ١.
-