بَارِكْ يَهْوَهَ بِرُوحِكَ ٱلطَّوْعِيَّةِ
«بَارِكُوا يَهْوَهَ . . . لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَطَوَّعَ». — قض ٥:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٥٠، ١٠
١، ٢ (أ) مَاذَا قَالَ أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ عَنْ نَظْرَةِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْبَشَرِ؟ (ب) كَيْفَ عَبَّرَ يَهْوَهُ عَنْ حَقِيقَةِ مَشَاعِرِهِ؟
«أَيَسْتَطِيعُ رَجُلٌ أَنْ يَنْفَعَ ٱللّٰهَ؟ أَلَعَلَّ أَحَدًا ذَا بَصِيرَةٍ قَادِرٌ أَنْ يَنْفَعَهُ؟ هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِكَوْنِكَ بَارًّا، أَوْ مِنْ رِبْحٍ لَهُ فِي أَنَّكَ تَجْعَلُ طَرِيقَكَ بِلَا لَوْمٍ؟». (اي ٢٢:١-٣) كَانَ أَلِيفَازُ ٱلتَّيْمَانِيُّ بِأَسْئِلَتِهِ هٰذِهِ يُشِيرُ أَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. كَمَا ذَكَرَ صَدِيقُهُ بِلْدَدُ ٱلشُّوحِيُّ أَنَّ ٱلْبَشَرَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونُوا طَاهِرِينَ وَأَبْرَارًا أَمَامَ ٱللّٰهِ. — اقرأ ايوب ٢٥:٤.
٢ لَقَدِ ٱدَّعَى كُلٌّ مِنْ أَلِيفَازَ وَبِلْدَدَ أَنَّ خِدْمَتَنَا ٱلْوَلِيَّةَ بِلَا جَدْوَى فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. حَتَّى إِنَّ قِيمَةَ ٱلْبَشَرِ لَا تَفُوقُ ٱلْعُثَّ وَٱلدُّودَ. (اي ٤:١٩؛ ٢٥:٦) يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَنْتِجَ مِنَ ٱلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى أَنَّهُمَا رَجُلَانِ مُتَوَاضِعَانِ. (اي ٢٢:٢٩) فَٱلْبَشَرُ لَا يُمْكِنُ مُقَارَنَتُهُمْ أَبَدًا بِعَظَمَةِ يَهْوَهَ. فَهُمْ مَثَلًا يَبْدُونَ كَذَرَّاتٍ صَغِيرَةٍ مِنْ قِمَّةِ جَبَلٍ عَالٍ أَوْ مِنْ نَافِذَةِ طَائِرَةٍ. وَلٰكِنْ هَلْ هٰذِهِ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى مَنْ يَبْذُلُ جُهْدَهُ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ إِطْلَاقًا! فَقَدْ وَبَّخَ أَلِيفَازَ وَبِلْدَدَ وَصَدِيقَهُمَا صُوفَرَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا فِيهِ ٱلصَّوَابَ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ سُرَّ بِأَيُّوبَ وَدَعَاهُ «خَادِمِي». (اي ٤٢:٧، ٨) لِذٰلِكَ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ بِحَقٍّ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ «أَنْ يَنْفَعَ ٱللّٰهَ».
‹مَاذَا تُعْطِي ٱللّٰهَ›؟
٣ مَاذَا قَالَ أَلِيهُو عَنْ جُهُودِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، وَأَيُّ أَمْرٍ أَشَارَ إِلَيْهِ؟
٣ بَعْدَمَا ٱنْتَهَى أَيُّوبُ وَأَصْحَابُهُ ٱلثَّلَاثَةُ مِنَ ٱلْكَلَامِ، سَأَلَ أَلِيهُو أَيُّوبَ: «إِنْ كُنْتَ مُحِقًّا، فَمَاذَا تُعْطِي [ٱللّٰهَ]، وَمِنْ يَدِكَ مَاذَا يَقْبَلُ؟». (اي ٣٥:٧) فَهَلْ كَانَ يُلَمِّحُ أَنَّ جُهُودَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ هِيَ بِلَا فَائِدَةٍ؟ كَلَّا، لِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُ مِثْلَمَا فَعَلَ مَعَ ٱلْمُعَزِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. فَأَلِيهُو أَشَارَ أَنَّ ٱللّٰهَ كَامِلٌ لَا يَنْقُصُهُ شَيْءٌ. وَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجْعَلَهُ أَغْنَى أَوْ أَقْوَى مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ. فَهُوَ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِكُلِّ ٱلْمَهَارَاتِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ. وَهُوَ يَرَى كَيْفَ نَسْتَخْدِمُهَا.
٤ بِمَ شَبَّهَ يَهْوَهُ أَعْمَالَنَا ٱلصَّالِحَةَ؟
٤ وَيَهْوَهُ يَتَأَثَّرُ شَخْصِيًّا حِينَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْوَلَاءَ لِإِخْوَتِنَا. تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٩:١٧: «مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ يُقْرِضُ يَهْوَهَ، وَعَنْ صَنِيعِهِ يُجَازِيهِ». فَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ ٱلْعَظِيمُ، يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ مَدْيُونًا لَنَا إِذَا تَرَأَّفْنَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ. وَهُوَ يُكَافِئُنَا عَلَى كُلِّ أَعْمَالِنَا ٱلصَّالِحَةِ. وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ ٱبْنُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. — اقرأ لوقا ١٤:١٣، ١٤.
٥ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا ٱلْآنَ؟
٥ قَدِيمًا، عِنْدَمَا أَرْسَلَ يَهْوَهُ إِشَعْيَا فِي مُهِمَّةٍ خُصُوصِيَّةٍ، لَبَّى ٱلنَّبِيُّ طَلَبَهُ قَائِلًا: «هٰأَنَذَا أَرْسِلْنِي». (اش ٦:٨-١٠) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَدْعُو يَهْوَهُ ٱلْأُمَنَاءَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. وَٱلشُّهُودُ بِٱلْآلَافِ يَتَبَنَّوْنَ مَوْقِفَ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ. فَيَقْبَلُونَ تَعْيِينَاتِهِمْ، أَيْنَمَا كَانَتْ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ. وَلٰكِنْ قَدْ يُفَكِّرُ ٱلشَّخْصُ أَحْيَانًا: ‹أُقَدِّرُ كَثِيرًا ٱلْفُرْصَةَ ٱلَّتِي مَنَحَنِي إِيَّاهَا يَهْوَهُ فِي خِدْمَتِهِ. وَلٰكِنْ هَلْ دَوْرِي مُهِمٌّ فِعْلًا؟ أَلَا يُتَمِّمُ يَهْوَهُ عَمَلَهُ، سَوَاءٌ كُنْتُ مَوْجُودًا أَوْ لَا؟›. سَتُجِيبُ بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ فِي رِوَايَةِ دَبُورَةَ وَبَارَاقَ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.
اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْخَوْفِ بِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ
٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَجَيْشِ يَابِينَ؟
٦ ظَلَّ يَابِينُ مَلِكُ كَنْعَانَ ‹يُضَايِقُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِشِدَّةٍ› طَوَالَ عِشْرِينَ سَنَةً. فَوَقَعَ عَلَيْهِمْ خَوْفٌ شَدِيدٌ حَتَّى إِنَّهُمْ لَمْ يَجْرُؤُوا عَلَى مُغَادَرَةِ مَخَابِئِهِمْ. وَفِيمَا ٱمْتَلَكَ يَابِينُ وَجَيْشُهُ تِسْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ ذَاتِ مَنَاجِلَ مِنْ حَدِيدٍ، لَمْ يَكُنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُجَهَّزِينَ لِلْحَرْبِ وَٱفْتَقَرُوا إِلَى ٱلْأَسْلِحَةِ. فَوَقَفُوا عَاجِزِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ ٱلْهُجُومَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ وَلَا ٱلدِّفَاعَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ. — قض ٤:١-٣، ١٣؛ ٥:٦-٨.a
٧، ٨ (أ) مَاذَا أَمَرَ يَهْوَهُ بَارَاقَ؟ (ب) كَيْفَ هَزَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ جَيْشَ يَابِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ مَعَ ذٰلِكَ، أَمَرَ يَهْوَهُ بَارَاقَ بِفَمِ دَبُورَةَ ٱلنَّبِيَّةِ: «اِذْهَبْ وَٱنْشُرْ رِجَالَكَ عَلَى جَبَلِ تَابُورَ، وَخُذْ مَعَكَ عَشَرَةَ آلَافِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَفْتَالِي وَمِنْ بَنِي زَبُولُونَ. وَأَنَا أَجْذِبُ إِلَيْكَ إِلَى وَادِي قِيشُونَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ، وَمَرْكَبَاتِهِ ٱلْحَرْبِيَّةَ وَجُمُوعَهُ، وَأَدْفَعُهُ إِلَى يَدِكَ». — قض ٤:٤-٧.
٨ فَٱنْتَشَرَ ٱلْخَبَرُ بِسُرْعَةٍ، وَٱجْتَمَعَ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ عَلَى جَبَلِ تَابُورَ. فَسَارَعَ ٱلْقَائِدُ بَارَاقُ إِلَى تَنْفِيذِ أَوَامِرِ يَهْوَهَ. وَأَثْنَاءَ ٱلْمَعْرَكَةِ فِي تَعْنَكَ، بَدَأَتِ ٱلْأَمْطَارُ تَهْطِلُ بِغَزَارَةٍ. فَأَصْبَحَتِ ٱلْأَرْضُ مُوحِلَةً. عِنْدَئِذٍ ٱسْتَغَلَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْوَضْعَ وَطَارَدُوا جَيْشَ سِيسَرَا مَسَافَةَ ٢٤ كلم إِلَى مَكَانٍ يُدْعَى حَرُوشَةَ. وَفِي ٱلطَّرِيقِ، تَرَكَ سِيسَرَا مَرْكَبَتَهُ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى صَعَنَنِّيمَ. وَهُنَاكَ ٱلْتَجَأَ إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ زَوْجَةِ حَابَرَ ٱلْقَيْنِيِّ ٱلَّتِي لَاقَتْهُ بِٱلتَّرْحَابِ. وَسُرْعَانَ مَا ٱسْتَغْرَقَ هٰذَا ٱلْمُحَارِبُ ٱلْمُتْعَبُ فِي ٱلنَّوْمِ. فَٱنْتَهَزَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلشُّجَاعَةُ ٱلْفُرْصَةَ وَقَتَلَتْهُ أَثْنَاءَ نَوْمِهِ. (قض ٤:١٧-٢١) وَهٰكَذَا هُزِمَ عَدُوُّ إِسْرَائِيلَ شَرَّ هَزِيمَةٍ.b — اقرإ القضاة ٤:١٤-١٦.
مَوْقِفَانِ مُخْتَلِفَانِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلطَّوْعِيَّةِ
٩ أَيُّ تَفْصِيلٍ مُهِمٍّ تَذْكُرُهُ ٱلْقُضَاة ٥:٢٠، ٢١؟
٩ نَتَعَلَّمُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ أَحْدَاثِ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ مِنْ سِفْرِ ٱلْقُضَاةِ عِنْدَمَا نَقْرَأُ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلْخَامِسَ. مَثَلًا، تَقُولُ ٱلْقُضَاة ٥:٢٠، ٢١: «مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَارَبَتِ ٱلنُّجُومُ، مِنْ مَدَارَاتِهَا حَارَبَتْ سِيسَرَا. سَيْلُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ». فَهَلْ يُشِيرُ ذٰلِكَ إِلَى مُسَاعَدَةٍ مَلَائِكِيَّةٍ أَوْ سُقُوطِ نَيَازِكَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ؟ لَا يُعْطِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَفَاصِيلَ مُحَدَّدَةً. لٰكِنَّنَا نَسْتَنْتِجُ أَنَّ يَهْوَهَ تَدَخَّلَ وَأَنْزَلَ وَابِلًا مِنَ ٱلْأَمْطَارِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَٱلْمَكَانِ ٱلْمُنَاسِبِ. فَشُلَّتْ حَرَكَةُ ٩٠٠ مَرْكَبَةٍ حَرْبِيَّةٍ! وَهَلِ ٱسْتَطَاعَ أَحَدٌ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ أَنْ يَفْتَخِرَ بِأَنَّهُ سَبَبُ ٱلنَّصْرِ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا. فَٱلْقُضَاة ٤:١٤، ١٥ تَنْسِبُ ٱلْفَضْلَ إِلَى يَهْوَهَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
١٠، ١١ أَيْنَ تَقَعُ «مِيرُوزُ»، وَلِمَاذَا لُعِنَتْ؟
١٠ وَلٰكِنْ تَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّهُ بَعْدَ ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، رَنَّمَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ قَائِلَيْنِ: «‹اِلْعَنُوا مِيرُوزَ›، قَالَ مَلَاكُ يَهْوَهَ، ‹ٱلْعَنُوا سُكَّانَهَا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِمَعُونَةِ يَهْوَهَ، لِمَعُونَةِ يَهْوَهَ مَعَ ٱلْجَبَابِرَةِ›». — قض ٥:٢٣.
١١ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ أَيْنَ تَقَعُ مِيرُوزُ. فَرُبَّمَا لَمْ يَبْقَ لَهَا أَيُّ أَثَرٍ بِسَبَبِ ٱللَّعْنَةِ ٱلَّتِي حَلَّتْ عَلَيْهَا. فَهَلْ كَانَتْ مَدِينَةً لَمْ يَتَطَوَّعْ سُكَّانُهَا فِي ٱلْحَرْبِ؟ وَلِمَ لَمْ يَنْضَمُّوا إِلَى بَارَاقَ؟ أَيُعْقَلُ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا بِتَطَوُّعِ عَشَرَةِ آلَافِ شَخْصٍ؟ أَمْ هَلْ كَانَتْ مِيرُوزُ مَدِينَةً مَرَّ بِهَا سِيسَرَا أَثْنَاءَ هَرَبِهِ وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ ٱلْقَبْضَ عَلَيْهِ؟ أَيُعْقَلُ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هٰذَا ٱلْعَدُوَّ ٱلْقَاسِيَ وَهُوَ يَرْكُضُ وَحِيدًا فِي شَوَارِعِ مَدِينَتِهِمْ؟ لَا نَعْرِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ. لٰكِنَّنَا وَاثِقُونَ أَنَّ ٱلْفُرْصَةَ أُتِيحَتْ لَهُمْ كَيْ يَدْعَمُوا قَصْدَ يَهْوَهَ وَيَنَالُوا بَرَكَتَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱخْتَارُوا أَلَّا يَفْعَلُوا شَيْئًا. فَكَمِ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُهُمْ عَنْ مَوْقِفِ يَاعِيلَ ٱلَّتِي تَصَرَّفَتْ بِشَجَاعَةٍ! — قض ٥:٢٤-٢٧.
١٢ أَيُّ مُقَارَنَةٍ تَذْكُرُهَا ٱلْقُضَاة ٥:٩، ١٠، وَإِلَامَ تَدْفَعُنَا؟
١٢ تَذْكُرُ ٱلْقُضَاة ٥:٩، ١٠ مُقَارَنَةً أُخْرَى بَيْنَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ لِلْحَرْبِ وَٱلَّذِينَ يَتَهَرَّبُونَ مِنْهَا. فَقَدْ مَدَحَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ «قُوَّادَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ». فَمَوْقِفُهُمُ ٱخْتَلَفَ عَنْ مَوْقِفِ ‹ٱلرَّاكِبِينَ ٱلْأُتُنَ› ٱلَّذِينَ مَنَعَتْهُمْ كِبْرِيَاؤُهُمْ مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ. وَٱخْتَلَفَ أَيْضًا عَنْ مَوْقِفِ ‹ٱلْجَالِسِينَ عَلَى ٱلسَّجَّادَاتِ ٱلنَّفِيسَةِ› ٱلَّذِينَ أَحَبُّوا حَيَاةَ ٱلتَّرَفِ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ لَمْ يَخْتَارُوا ‹ٱلسَّيْرَ فِي ٱلطَّرِيقِ› ٱلسَّهْلِ، بَلْ سَلَكُوا مُنْحَدَرَاتٍ جَبَلِيَّةً وَعِرَةً وَأَرَاضِيَ مُوحِلَةً. لِذٰلِكَ وَجَبَ عَلَى كُلِّ مَنْ سَعَى آنَذَاكَ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ أَنْ ‹يَتَأَمَّلَ› فِي ٱلْفُرْصَةِ ٱلَّتِي أَضَاعَهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. وَٱلْيَوْمَ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَوْقِفِنَا مِنْ خِدْمَةِ إِلٰهِنَا.
١٣ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُ أَسْبَاطِ رَأُوبِينَ وَدَانٍ وَأَشِيرَ عَنْ مَوْقِفِ سِبْطَيْ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي؟
١٣ لَقَدْ رَأَى ٱلْمُتَطَوِّعُونَ بِعَيْنِهِمْ عَظَمَةَ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا كَانَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ ‹يُخْبِرُوا بِأَعْمَالِ بِرِّهِ›. (قض ٥:١١) فَسِبْطَا زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي «ٱزْدَرَوْا بِنُفُوسِهِمْ إِلَى ٱلْمَوْتِ» لِيَدْعَمُوا دَبُورَةَ وَبَارَاقَ. (قض ٥:١٨) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، تَذْكُرُ ٱلْقُضَاة ٥:١٥-١٧ أَنَّ أَسْبَاطَ رَأُوبِينَ وَدَانٍ وَأَشِيرَ ٱهْتَمُّوا بِقُطْعَانِهِمْ وَسُفُنِهِمْ وَمَرَافِئِهِمْ، وَفَضَّلُوهَا عَلَى إِتْمَامِ عَمَلِ يَهْوَهَ. وَهٰذَانِ ٱلْمَوْقِفَانِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلطَّوْعِيَّةِ يُعَلِّمَانِنَا دَرْسًا مُهِمًّا.
‹لِنُبَارِكْ يَهْوَهَ›
١٤ كَيْفَ نُؤَيِّدُ حُكْمَ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟
١٤ نَحْنُ لَا نُشَارِكُ ٱلْيَوْمَ فِي ٱلْحُرُوبِ لِنُؤَيِّدَ حُكْمَ يَهْوَهَ. لٰكِنَّنَا نُظْهِرُ دَعْمَنَا لَهُ حِينَ نُبَشِّرُ بِشَجَاعَةٍ وَغَيْرَةٍ. فَٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، تَحْتَاجُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ إِلَى مُتَطَوِّعِينَ لِعَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ. لِذَا يَتَطَوَّعُ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ كَثِيرُونَ فِي أَشْكَالٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، مِثْلِ ٱلْفَتْحِ وَخِدْمَةِ بَيْتَ إِيلَ وَعَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. كَمَا أَنَّ إِخْوَةً آخَرِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأَعْمَارِ يَتَطَوَّعُونَ لِلْعَمَلِ فِي قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَقَاعَاتِ ٱلْمَحَافِلِ. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُقَدِّرُ جُهُودَ ٱلشُّيُوخِ فِي لِجَانِ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ وَٱلَّذِينَ يُنَظِّمُونَ ٱلْمَحَافِلَ. وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا يُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلرُّوحَ ٱلطَّوْعِيَّةَ وَلَنْ يَنْسَاهَا أَبَدًا. — عب ٦:١٠.
١٥ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّنَا لَمْ نَخْسَرْ حَمَاسَتَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١٥ لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَنَا نَشِيطٌ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ، أَمْ أُرَكِّزُ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ؟ هَلْ أُتَمِّمُ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِإِيمَانٍ وَشَجَاعَةٍ، تَمَثُّلًا بِدَبُورَةَ وَبَارَاقَ وَيَاعِيلَ وَٱلْمُتَطَوِّعِينَ ٱلْعَشَرَةِ آلَافٍ؟ وَفِي حَالِ كُنْتُ أُفَكِّرُ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ لِأُحَسِّنَ مَعِيشَتِي، هَلْ أُصَلِّي وَأُفَكِّرُ فِي تَأْثِيرِ ذٰلِكَ عَلَى عَائِلَتِي وَجَمَاعَتِي؟›.c
١٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْإِنْسَانُ لِيَهْوَهَ؟
١٦ إِنَّهُ لَشَرَفٌ عَظِيمٌ أَنْ يَسْمَحَ لَنَا يَهْوَهُ بِأَنْ نُؤَيِّدَ حُكْمَهُ. فَمِنْ أَيَّامِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ يَكْسِبَ تَأْيِيدَ ٱلْبَشَرِ. لٰكِنَّنَا نُظْهِرُ أَنَّنَا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ حِينَ نَدْعَمُ حُكْمَهُ. وَرُوحُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِنَا بِهِ وَوَلَائِنَا لَهُ، وَهِيَ تُفْرِحُ قَلْبَهُ كَثِيرًا. (ام ٢٣:١٥، ١٦) وَحِينَ نُطِيعُ يَهْوَهَ وَنَكُونُ أَوْلِيَاءَ لَهُ، نُعْطِي جَوَابًا وَاضِحًا عَلَى تَعْيِيرَاتِ إِبْلِيسَ. (ام ٢٧:١١) وَهٰذَا أَثْمَنُ مَا نُقَدِّمُهُ للّٰهِ.
١٧ مَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِحَسَبِ ٱلْقُضَاة ٥:٣١؟
١٧ قَرِيبًا، سَتَمْتَلِئُ ٱلْأَرْضُ بِأُنَاسٍ يَدْعَمُونَ حُكْمَ يَهْوَهَ. وَكَمْ نَتُوقُ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ! فَلْنُرَدِّدْ تَرْنِيمَةَ دَبُورَةَ وَبَارَاقَ: «لِيَبِدْ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا يَهْوَهُ، وَلْيَكُنْ مُحِبُّوكَ كَٱلشَّمْسِ ٱلْخَارِجَةِ فِي ٱقْتِدَارِهَا». (قض ٥:٣١) وَسَيُلَبِّي يَهْوَهُ طَلَبَنَا هٰذَا عِنْدَمَا يُنْهِي نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرَ. لٰكِنَّهُ لَنْ يَحْتَاجَ إِلَى مُتَطَوِّعِينَ بَشَرٍ لِيُهْلِكَ أَعْدَاءَهُ عِنْدَ بِدَايَةِ هَرْمَجِدُّونَ. بَلْ سَيَكُونُ ٱلْوَقْتُ آنَذَاكَ ‹لِنَثْبُتَ وَنَنْظُرَ خَلَاصَ يَهْوَهَ›. (٢ اخ ٢٠:١٧) وَلٰكِنْ إِلَى أَنْ يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، لِنَسْتَغِلَّ ٱلْفُرَصَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلْمُتَاحَةَ لَنَا كَيْ نُؤَيِّدَ حُكْمَ يَهْوَهَ بِغَيْرَةٍ وَشَجَاعَةٍ.
١٨ كَيْفَ تُفِيدُ خِدْمَتُكَ ٱلطَّوْعِيَّةُ ٱلْآخَرِينَ؟
١٨ «بَارِكُوا يَهْوَهَ . . . لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَطَوَّعَ». هٰكَذَا بَدَأَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ تَرْنِيمَتَهُمَا، تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ وَحْدَهُ. (قض ٥:١، ٢) وَٱلْيَوْمَ، حِينَ نَتَطَوَّعُ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ، نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ ‹يُبَارِكُوهُ› هُمْ أَيْضًا.
a اَلْمِنْجَلُ هُوَ شَفْرَةٌ طَوِيلَةٌ حَادَّةٌ، مُقَوَّسَةٌ أَحْيَانًا. وَكَانَتِ ٱلْمَنَاجِلُ تُوصَلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِعَجَلَاتِ ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلْحَرْبِيَّةِ، مِمَّا جَعَلَ مِنْهَا آلَةَ قَتْلٍ مُرْعِبَةً.
b اِقْرَإِ ٱلْمَزِيدَ عَنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ فِي مَقَالَةِ «‹قُمْتُ أُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ›» فِي عَدَدِ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ٢٠١٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
c اُنْظُرْ مَقَالَةَ «ٱلْهُمُومِ ٱلْمَالِيَّةِ»، فِي عَدَدِ ١ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٥ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.