«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ»
«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ». — يو ٤:٣٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩٥، ٧٠
١ كَيْفَ تَمْتَحِنُ صِفَاتُ ٱلْعَالَمِ تَوَاضُعَنَا؟
لِمَاذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ أَنَّ فِعْلَ ٱلصَّوَابِ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّوَاضُعَ. وَفِي هٰذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»، لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ. فَنَحْنُ مُحَاطُونَ بِأَشْخَاصٍ «مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مَغْرُورِينَ، مُتَكَبِّرِينَ»، وَ «بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ». (٢ تي ٣:١-٣) طَبْعًا، نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمُنْتَشِرَةَ فِي ٱلْعَالَمِ خَاطِئَةٌ. لٰكِنَّ مَنْ يُظْهِرُونَهَا يَبْدُونَ نَاجِحِينَ وَسُعَدَاءَ. (مز ٣٧:١؛ ٧٣:٣) لِذَا قَدْ نَتَسَاءَلُ: ‹هَلْ ضَرُورِيٌّ فِعْلًا أَنْ أَطْلُبَ مَصْلَحَةَ ٱلْآخَرِينَ قَبْلَ مَصْلَحَتِي؟ وَهَلْ أَخْسَرُ ٱحْتِرَامَ ٱلنَّاسِ لَوْ تَصَرَّفْتُ «كَأَصْغَرَ»؟›. (لو ٩:٤٨) وَلٰكِنْ إِذَا تَأَثَّرْنَا بِصِفَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ، فَسَنَحْصُدُ عَوَاقِبَ سَيِّئَةً. فَسَتَتَوَتَّرُ عَلَاقَتُنَا بِإِخْوَتِنَا، وَلَنْ تَكُونَ هُوِيَّتُنَا ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَاضِحَةً. بِٱلْمُقَابِلِ، نَسْتَفِيدُ كَثِيرًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ وَنَتْبَعُهَا.
٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٢ فَكَيْفَ كَسَبَ خُدَّامُ يَهْوَهَ قَدِيمًا صَدَاقَتَهُ؟ لِمَ تَمَتَّعُوا بِرِضَاهُ؟ وَكَيْفَ تَقَوَّوْا لِيَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ؟ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَمْثِلَتِهِمْ يُقَوِّي إِيمَانَنَا، فَهُوَ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنْ طَعَامِنَا ٱلرُّوحِيِّ.
مَاذَا يَشْمُلُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ؟
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ؟ (ب) لِمَ يَشْمُلُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْمَعْرِفَةِ؟
٣ يُزَوِّدُنَا يَهْوَهُ بِكُلِّ مَا يَلْزَمُ لِنُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا. فَهُوَ يُرْشِدُنَا وَيُدَرِّبُنَا مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ، مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ، مَحَطَّةِ JW، ٱجْتِمَاعَاتِنَا، وَمَحَافِلِنَا. وَلٰكِنْ بِحَسَبِ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَّا ٤:٣٤، يَشْمُلُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْمَعْرِفَةِ. قَالَ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ».
٤ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى يَسُوعَ، شَمَلَ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. فَمِثْلَمَا يَقْوَى جِسْمُنَا حِينَ نَتَنَاوَلُ طَعَامًا صِحِّيًّا، يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نَعْمَلُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. فَكَمْ مَرَّةٍ ذَهَبْنَا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ مُتْعَبِينَ، وَعُدْنَا سُعَدَاءَ وَمُنْتَعِشِينَ!
٥ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ؟
٥ وَحِينَ نُطَبِّقُ إِرْشَادَ يَهْوَهَ، نُثْبِتُ أَنَّنَا حُكَمَاءُ. (مز ١٠٧:٤٣) وَٱلْحِكْمَةُ تَعُودُ عَلَيْنَا بِفَوَائِدَ كَثِيرَةٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهَا: «سَائِرُ مَبَاهِجِكَ لَا تُسَاوِيهَا . . . هِيَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ لِمُمْسِكِيهَا، وَٱلْمُتَمَسِّكُونَ بِهَا سُعَدَاءُ». (ام ٣:١٣-١٨) وَذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَكُونُونَ سُعَدَاءَ مَا دَامُوا يُطَبِّقُونَ إِرْشَادَهُ. قَالَ لَهُمْ: «إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا، فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ». (يو ١٣:١٧) وَبِٱلْفِعْلِ، عَاشَ ٱلتَّلَامِيذُ دَائِمًا بِحَسَبِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ وَمِثَالِهِ.
٦ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى تَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ؟
٦ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي مِيكَانِيكِيٍّ لَدَيْهِ ٱلْمَعْرِفَةُ وَٱلْأَدَوَاتُ وَٱلْمَوَادُّ ٱللَّازِمَةُ. لٰكِنَّهُ لَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْهَا كُلِّهَا مَا لَمْ يَسْتَعْمِلْهَا. فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي تَطْبِيقِ مَا يَعْرِفُهُ، حَتَّى لَوْ لَدَيْهِ سَنَوَاتٌ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ. وَإِلَّا فَلَنْ يَظَلَّ مَاهِرًا فِي عَمَلِهِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، عِنْدَمَا تَعَرَّفْنَا إِلَى ٱلْحَقِّ، فَرِحْنَا بِتَطْبِيقِ مَا تَعَلَّمْنَاهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلٰكِنْ كَيْ نَظَلَّ سُعَدَاءَ، يَلْزَمُ أَنْ نُطَبِّقَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ كُلَّ يَوْمٍ.
٧ مَاذَا نَفْعَلُ لِنَتَقَوَّى رُوحِيًّا؟
٧ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي حَالَاتٍ تَمْتَحِنُ تَوَاضُعَنَا، وَنَرَ كَيْفَ تَغَلَّبَ ٱلْخُدَّامُ ٱلْأُمَنَاءُ فِي ٱلْمَاضِي عَلَى تَحَدِّيَاتٍ مُمَاثِلَةٍ. وَلٰكِنْ لِتَتَقَوَّى رُوحِيًّا، لَا تَمُرَّ عَلَى ٱلْمَوَادِّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ. بَلْ فَكِّرْ كَيْفَ تُطَبِّقُهَا فِي حَيَاتِكَ، ثُمَّ ٱفْعَلْ ذٰلِكَ دُونَ تَأْخِيرٍ.
«نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعَفَاءُ مِثْلُكُمْ»
٨، ٩ مَاذَا تُخْبِرُنَا ٱلْأَعْمَال ١٤:٨-١٥ عَنْ تَوَاضُعِ بُولُسَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ يَشَاءُ ٱللّٰهُ «أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». (١ تي ٢:٤) فَكَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ بَعْدُ؟ إِلَيْكَ مِثَالَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَقَدْ كَرَزَ لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَعْرِفُونَ عَنْ يَهْوَهَ، وَكَرَزَ أَيْضًا لِلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ عَبَدُوا آلِهَةً بَاطِلَةً. لٰكِنَّ ٱلْكِرَازَةَ لِلْأُمَمِ وَضَعَتْ تَوَاضُعَهُ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.
٩ فَفِي ٱلرِّحْلَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْأُولَى، ٱنْدَفَعَ ٱللِّيكَأُونِيُّونَ إِلَى تَبْجِيلِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا، إِذْ ظَنُّوا أَنَّهُمَا ٱلْإِلٰهَانِ ٱلْبَاطِلَانِ زَفْسٌ وَهِرْمِسُ. فَهَلْ شَعَرَا بِٱلْغُرُورِ؟ هَلِ ٱعْتَبَرَا ذٰلِكَ ٱسْتِرَاحَةً مُنْعِشَةً، خُصُوصًا بَعْدَ ٱلِٱضْطِهَادِ فِي ٱلْمَدِينَتَيْنِ ٱلسَّابِقَتَيْنِ؟ وَهَلِ ٱعْتَقَدَا أَنَّ تِلْكَ ٱلضَّجَّةَ سَتُسَاهِمُ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ؟ إِطْلَاقًا. بَلْ مَزَّقَا أَرْدِيَتَهُمَا وَصَرَخَا قَائِلَيْنِ: «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هٰذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعَفَاءُ مِثْلُكُمْ». — اع ١٤:٨-١٥.
١٠ لِمَ لَمْ يَشْعُرْ بُولُسُ وَبَرْنَابَا أَنَّهُمَا أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّيكَأُونِيِّينَ؟
١٠ فَمَاذَا عَنَى بُولُسُ وَبَرْنَابَا بِٱلْقَوْلِ إِنَّهُمَا ‹بَشَرٌ مِثْلُهُمْ›؟ طَبْعًا، لَمْ يُشَبِّهَا عِبَادَتَهُمَا بِعِبَادَةِ أُولٰئِكَ ٱلْوَثَنِيِّينَ. بَلْ قَصَدَا أَنَّهُمَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ مِثْلُهُمْ. وَلٰكِنْ أَلَمْ يَكُنْ بُولُسُ وَبَرْنَابَا مُرْسَلَيْنِ مِنَ ٱللّٰهِ؟ (اع ١٣:٢) أَوَلَمْ يُمْسَحَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَيَتَمَتَّعَا بِرَجَاءٍ مَجِيدٍ؟ بَلَى. إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يَشْعُرَا أَنَّهُمَا أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّيكَأُونِيِّينَ. فَقَدْ أَدْرَكَا أَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلسَّمَاوِيَّ مُتَاحٌ لِهٰؤُلَاءِ أَيْضًا، فِي حَالِ قَبِلُوا ٱلْبِشَارَةَ.
١١ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ بُولُسَ فِي كِرَازَتِنَا؟
١١ فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ بُولُسَ؟ لَا يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْغُرُورِ بِسَبَبِ مَا نُنْجِزُهُ بِقُوَّةِ يَهْوَهَ، سَوَاءٌ فِي كِرَازَتِنَا أَوْ أَيِّ تَعْيِينٍ آخَرَ. وَيَلْزَمُ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أُبَشِّرُهُمْ؟ هَلْ أَتَحَامَلُ عَلَى بَعْضِ ٱلْفِئَاتِ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ؟›. حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يَجْتَهِدُ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلرَّاغِبِينَ فِي سَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَتَعَلَّمُ لُغَاتِ ٱلْفِئَاتِ ٱلْمُهَمَّشَةِ وَعَادَاتِهِمْ. فَٱلشُّهُودُ لَا يَعْتَبِرُونَ أَبَدًا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ أَدْنَى مِنْهُمْ. بَلْ يَجْتَهِدُونَ لِيَتَفَهَّمُوا كُلَّ فَرْدٍ كَيْ يَمَسُّوا قَلْبَهُ.
صَلِّ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ بِٱلِٱسْمِ
١٢ كَيْفَ أَظْهَرَ أَبَفْرَاسُ أَنَّهُ يَهْتَمُّ فِعْلًا بِٱلْآخَرِينَ؟
١٢ هُنَالِكَ طَرِيقَةٌ ثَانِيَةٌ لِنُظْهِرَ ٱلتَّوَاضُعَ، وَهِيَ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ «نَالُوا إِيمَانًا» هُمْ أَيْضًا. (٢ بط ١:١) وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ أَبَفْرَاسُ ٱلَّذِي يَذْكُرُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَطْ. فَقَدِ ‹ٱجْتَهَدَ كُلَّ حِينٍ فِي صَلَوَاتِهِ› لِأَجْلِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي، حَسْبَمَا كَتَبَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ وَهُوَ تَحْتَ ٱلْإِقَامَةِ ٱلْجَبْرِيَّةِ فِي رُومَا. (كو ٤:١٢) فَأَبَفْرَاسُ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةَ جَيِّدًا، وَٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا. وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ ‹أَسِيرًا› مَعَ بُولُسَ، لَمْ يَنْشَغِلْ بِمَشَاكِلِهِ. (فل ٢٣) بَلْ فَكَّرَ فِي حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلرُّوحِيَّةِ، وَعَمِلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِهِ وَنُصَلِّ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا. وَلَا نَنْسَ أَنَّ صَلَوَاتٍ كَهٰذِهِ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ، لَا سِيَّمَا حِينَ نَذْكُرُهُمْ بِٱلِٱسْمِ. — ٢ كو ١:١١؛ يع ٥:١٦.
١٣ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِأَبَفْرَاسَ؟
١٣ وَمَنْ نَقْدِرُ أَنْ نَذْكُرَ بِٱلِٱسْمِ فِي صَلَاتِنَا؟ هُنَالِكَ ٱلْأَفْرَادُ وَٱلْعَائِلَاتُ فِي جَمَاعَتِنَا ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ تَجَارِبَ صَعْبَةً، قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً، وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ. وَيُصَلِّي كَثِيرُونَ لِأَجْلِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْجُونِينَ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمِ ٱلَّذِينَ تَرِدُ أَسْمَاؤُهُمْ فِي مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ وَمَحَطَّةِ JW. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَفْقِدُونَ أَحِبَّاءَهُمْ فِي ٱلْمَوْتِ، أَوْ يُعَانُونَ بِسَبَبِ ٱلْكَوَارِثِ وَٱلْحُرُوبِ وَٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ. فِعْلًا، يَحْتَاجُ إِخْوَةٌ عَدِيدُونَ إِلَى صَلَوَاتِنَا. وَحِينَ نُصَلِّي لِأَجْلِهِمْ، نُثْبِتُ أَنَّنَا نَهْتَمُّ بِمَصْلَحَةِ ٱلْآخَرِينَ، لَا بِمَصْلَحَتِنَا فَقَطْ. (في ٢:٤) وَيَهْوَهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتٍ كَهٰذِهِ.
كُنْ «سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ»
١٤ كَيْفَ يَرْسُمُ يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلْإِصْغَاءِ؟
١٤ اَلْإِصْغَاءُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ هُوَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى لِنُظْهِرَ تَوَاضُعَنَا. تُوصِي يَعْقُوب ١:١٩: «لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ». وَيَهْوَهُ هُوَ أَفْضَلُ مِثَالٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. (تك ١٨:٣٢؛ يش ١٠:١٤) تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلْحَدِيثِ ٱلْمُسَجَّلِ فِي ٱلْخُرُوج ٣٢:١١-١٤. (اقرأها.) لَمْ يَكُنْ يَهْوَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى رَأْيِ مُوسَى، لٰكِنَّهُ سَمَحَ لَهُ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ. فَكِّرْ قَلِيلًا، هَلْ كُنْتَ سَتُصْغِي إِلَى شَخْصٍ أَخْطَأَ فِي ٱلتَّفْكِيرِ مِنْ قَبْلُ، ثُمَّ تُنَفِّذُ ٱقْتِرَاحَهُ؟ أَمَّا يَهْوَهُ فَيُصْغِي بِصَبْرٍ إِلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ إِلَيْهِ بِإِيمَانٍ.
١٥ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ فِي إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٥ فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَتَوَاضَعُ وَيُصْغِي إِلَى بَشَرٍ نَاقِصِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ، رَاحِيلَ، مُوسَى، يَشُوعَ، مَنُوحَ، إِيلِيَّا، وَحَزَقِيَّا؟ هَلْ أُكْرِمُ ٱلْإِخْوَةَ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْهِمْ وَٱلْأَخْذِ بِرَأْيِهِمْ إِنْ أَمْكَنَ؟ وَهَلْ يَحْتَاجُ أَحَدٌ إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ فِي عَائِلَتِي أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ كَيْفَ سَأُسَاعِدُهُ إِذًا؟›. — تك ٣٠:٦؛ قض ١٣:٩؛ ١ مل ١٧:٢٢؛ ٢ اخ ٣٠:٢٠.
«لَعَلَّ يَهْوَهَ يَرَى»
١٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ دَاوُدُ حِينَ ٱسْتَفَزَّهُ شِمْعِي؟
١٦ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَيْضًا أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِلِٱسْتِفْزَازِ. (اف ٤:٢) وَنَجِدُ مِثَالًا بَارِزًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ فِي ٢ صَمُوئِيل ١٦:٥-١٣. (اقرأها.) فَشِمْعِي، أَحَدُ أَقَارِبِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ، سَبَّ دَاوُدَ وَخُدَّامَهُ وَتَعَدَّى عَلَيْهِمْ. لٰكِنَّ دَاوُدَ تَحَمَّلَ إِهَانَاتِهِ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُوقِفَهُ عِنْدَ حَدِّهِ. فَكَيْفَ ضَبَطَ نَفْسَهُ؟ لِنَرَ مَا يَكْشِفُهُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلثَّالِثُ.
١٧ كَيْفَ تَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنْ ضَبْطِ نَفْسِهِ، وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ؟
١٧ يَذْكُرُ عُنْوَانُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ دَاوُدَ كَتَبَهُ «عِنْدَمَا كَانَ هَارِبًا مِنْ أَبْشَالُومَ ٱبْنِهِ». وَشِمْعِي تَعَدَّى عَلَيْهِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. فَكَيْفَ حَافَظَ دَاوُدُ عَلَى هُدُوئِهِ؟ قَالَ فِي ٱلْمَزْمُور ٣:٤: «بِصَوْتِي إِلَى يَهْوَهَ أَدْعُو، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ ٱلْمُقَدَّسِ». وَمِثْلَ دَاوُدَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عِنْدَمَا تُسَاءُ مُعَامَلَتُكَ. وَيَهْوَهُ سَيُعْطِيكَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِتَحْتَمِلَ. فَهَلْ تُوَاجِهُ مَوْقِفًا يَتَطَلَّبُ مِنْكَ ٱلْمَزِيدَ مِنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلْغُفْرَانِ؟ وَهَلْ أَنْتَ وَاثِقٌ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى مُعَانَاتَكَ وَسَيُسَاعِدُكَ وَيُبَارِكُكَ؟
«اَلْحِكْمَةُ هِيَ ٱلرَّأْسُ»
١٨ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نُطَبِّقُ إِرْشَادَ يَهْوَهَ؟
١٨ حِينَ نَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ، نُثْبِتُ أَنَّنَا حُكَمَاءُ وَنَحْصُدُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً. فَلَا عَجَبَ أَنْ تَقُولَ ٱلْأَمْثَال ٤:٧ إِنَّ «ٱلْحِكْمَةَ هِيَ ٱلرَّأْسُ»، أَيِ ٱلْأَهَمُّ. وَكَمَا رَأَيْنَا، ٱلْحِكْمَةُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى ٱلْمَعْرِفَةِ، لٰكِنَّهَا لَا تَقْتَصِرُ عَلَى فَهْمِ ٱلْوَقَائِعِ. فَهِيَ تَنْعَكِسُ أَيْضًا عَلَى قَرَارَاتِنَا. اَلنَّمْلُ مَثَلًا يُعْرِبُ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ بِٱلْغَرِيزَةِ، إِذْ يُخَزِّنُ ٱلطَّعَامَ ٱسْتِعْدَادًا لِلشِّتَاءِ. (ام ٣٠:٢٤، ٢٥) وَيَسُوعُ، بِصِفَتِهِ «حِكْمَةَ ٱللّٰهِ»، يَفْعَلُ دَائِمًا مَا يُرْضِي أَبَاهُ. (١ كو ١:٢٤؛ يو ٨:٢٩) وَحِينَ نَظَلُّ نَحْنُ أَيْضًا مُتَوَاضِعِينَ وَنَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ، سَيُكَافِئُنَا يَهْوَهُ. (اقرأ متى ٧:٢١-٢٣.) فَلْنَسْعَ إِذًا لِنُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ. وَهٰكَذَا نُشَجِّعُ إِخْوَتَنَا عَلَى تَنْمِيَتِهِ أَيْضًا. وَلْنُصَمِّمْ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ. فَمَعَ أَنَّ ذٰلِكَ يَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجُهْدَ، فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَوَاضُعِنَا وَيُفْرِحُنَا ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.