سفر الكتاب المقدس رقم ١٩: المزامير
الكتَّاب: داود وآخرون
إِكمال الكتابة: نحو ٤٦٠ قم
١ ما هو سفر المزامير، وعلامَ يحتوي؟
كان سفر المزامير كتاب الترانيم الموحى به لعباد يهوه الحقيقيين في الازمنة القديمة، وهو مجموعة من ١٥٠ ترنيمة مقدسة، او مزمورا، ملحَّنة ومعدَّة لعبادة يهوه اللّٰه الجماعية في هيكله في اورشليم. هذه المزامير هي ترانيم لتسبيح يهوه، وليس ذلك فحسب، بل تحتوي ايضا على صلوات ابتهال طلبا للرحمة والمساعدة، بالاضافة الى تعابير التوكُّل والثقة. انها تزخر بعبارات الشكر والتهلُّل وبهتافات الفرح العظيم، بل الفائق. وبعضها خلاصات للتاريخ، فيها تأمُّل في لطف يهوه الحبي واعماله العظيمة. انها ملآنة من النبوات، التي كان للكثير منها اتمامات لافتة للنظر. وهي تحتوي على وفرة من التعليم النافع والبنَّاء، وكل ذلك مصوغ في لغة ساميَة وصور مجازية تحرِّك القارئ الى صميم اعماقه. ان المزامير هي وجبة روحية فاخرة، مُعدَّة بشكل رائع ومهيَّأة على نحو جذَّاب قدامنا.
٢ (أ) اية عناوين أُطلقت على المزامير، وبأية معانٍ؟ (ب) ما هو المزمور؟
٢ ما هو معنى عنوان السفر، ومَن كتب المزامير؟ في الكتاب المقدس العبراني، يُدعى السفر سِفِر تهيلِّيم، ومعناه «سفر التسابيح،» او تهيلِّيم فحسب، اي «تسابيح.» وهذه هي صيغة الجمع من تهيلّاه، التي تعني «تسبيحة» او «ترنيمة تسبيح،» الموجودة في عنوان المزمور ١٤٥. والاسم «تسابيح» ملائم جدا، لأن السفر يُبرز تسبيح يهوه. عنوان السفر في الترجمة السبعينية اليونانية هو الكلمة پسالموي، وترادفها بالعبرانية الكلمة ميزموريم، وتشير الى ترانيم تُغنَّى بمرافقة الموسيقى. وترِد صيغة المفرد ميزمور في عناوين ٥٧ مزمورًا في الكتاب المقدس العبراني. والكلمة موجودة ايضا في عدة اماكن من الاسفار المقدسة اليونانية المسيحية، كما في لوقا ٢٠:٤٢ واعمال ١:٢٠. والمزمور هو ترنيمة او قصيدة مقدسة تُستعمَل في تسبيح اللّٰه وعبادته.
٣ ماذا تخبرنا العناوين في ما يتعلق بالكتَّاب؟
٣ هنالك مزامير كثيرة لها عناوين، وهذه غالبا ما تذكر اسم الكاتب. ويحمل ثلاثة وسبعون عنوانا اسم داود، «مرنِّم اسرائيل الحلو.» (٢ صموئيل ٢٣:١) ولا شك ان المزامير ٢، ٧٢، و ٩٥ كتبها داود ايضا. (انظروا اعمال ٤:٢٥، مزمور ٧٢:٢٠، وعبرانيين ٤:٧.) وبالاضافة الى ذلك، يبدو ان المزمورين ١٠ و ٧١ هما تتمَّة للمزمورين ٩ و ٧٠ على التوالي، ويمكن بالتالي نسبهما الى داود. ويُنسب اثنا عشر مزمورا الى آساف، ومن الواضح ان المقصود هو بيت آساف، لأن بعضها يتكلم عن حوادث جرت بعد زمن آساف. (مزمور ٧٩؛ ٨٠؛ ١ أخبار الأيام ١٦:٤، ٥، ٧؛ عزرا ٢:٤١) ويُنسب أحد عشر مزمورا مباشرة الى بني قورح. (١ أخبار الأيام ٦:٣١-٣٨) ويبدو ان المزمور ٤٣ هو تتمَّة للمزمور ٤٢، وهكذا يمكن ايضا نسبه الى بني قورح. وبالاضافة الى ذكر «بني قورح،» يذكر المزمور ٨٨ انه لهيمان ايضا في عنوانه، ويذكر المزمور ٨٩ اسم أيثان ككاتب. والمزمور ٩٠ يُنسب الى موسى، والمزمور ٩١ هو ايضا لموسى على الارجح. والمزمور ١٢٧ لسليمان. وهكذا فإن ما يزيد على ثلثي المزامير منسوب الى كتَّاب متعددين.
٤ اية فترة من الوقت تغطيها الكتابة؟
٤ سفر المزامير هو اكبر اسفار الكتاب المقدس. وكما تدل على ذلك المزامير ٩٠، ١٢٦، و ١٣٧، كانت فترة كتابته طويلة، على الاقل منذ زمن كتابة موسى (١٥١٣-١٤٧٣ قم) الى ما بعد الردّ من بابل وربما حتى زمن عزرا (٥٣٧ — نحو ٤٦٠ قم). وهكذا يُرى ان الكتابة تمتد الف سنة تقريبا. ولكنَّ الفترة التي تغطيها المحتويات هي اكبر بكثير، اذ تبدأ من زمن الخلق وتوجز تاريخ تعاملات يهوه مع خدامه حتى زمن نظم آخر المزامير.
٥ (أ) كيف يعكس سفر المزامير التنظيم؟ (ب) اية معلومات اضافية تزودها العناوين؟ (ج) لماذا ليس ضروريا التلفُّظ بالكلمة «سِلاه» في قراءة المزامير؟
٥ سفر المزامير هو سفر يعكس التنظيم. وداود نفسه يشير الى «(مواكب) إلهي ملكي في القدس. من قُدَّامٍ المغنُّون من وَراءٍ ضاربو الاوتار في الوسط فتيات ضاربات الدفوف. في الجماعات باركوا اللّٰه الرب.» (مزمور ٦٨:٢٤-٢٦) وهذا يعلِّل التعبير «لإِمام المغنِّين» الذي يتكرَّر كثيرا في العناوين، بالاضافة الى المصطلحات الشعرية والموسيقية الكثيرة. ويشرح بعضُ العناوين غاية المزمور او الغرض منه، او يزود تعليمات موسيقية. (انظروا عناوين المزامير ٦، ٣٠، ٣٨، ٦٠، ٨٨، ١٠٢، و١٢٠.) وبالنسبة الى ١٣ على الاقل من مزامير داود، كالمزمورين ١٨ و ٥١، تُروى باختصار الحوادث التي كانت الباعث على نظمها. واربعة وثلاثون من المزامير هي بلا عناوين كليًّا. والكلمة الصغيرة «سِلاه،» التي ترِد ٧١ مرة في النص الاساسي، يُعتقد عموما انها تعبير تقني للموسيقى او الإلقاء، مع ان دلالتها الاكيدة ليست معروفة. ويقترح البعض انها تشير الى وقفة للتأمل الصامت في الغناء او في الغناء والموسيقى الآلية على السواء. ولذلك، لا حاجة الى التلفُّظ بها في القراءة.
٦ (أ) الى اية مجلدات منفصلة يُقسم سفر المزامير؟ (ب) مَن على ما يتَّضح رتَّب سفر المزامير في شكله النهائي؟
٦ منذ القِدَم، يُقسم سفر المزامير الى خمسة كتب، او مجلدات، منفصلة كما يلي: (١) المزامير ١-٤١؛ (٢) المزامير ٤٢-٧٢؛ (٣) المزامير ٧٣-٨٩؛ (٤) المزامير ٩٠-١٠٦؛ (٥) المزامير ١٠٧-١٥٠. ويبدو ان المجموعة الاولى من هذه الترانيم كتبها داود. وكما يتبيَّن، كان عزرا، وهو كاهن و «كاتب ماهر في شريعة موسى،» هو الشخص الذي استخدمه يهوه لترتيب سفر المزامير في شكله النهائي. — عزرا ٧:٦.
٧ اية اوجه اخرى للمزامير تجدر ملاحظتها؟
٧ ان ازدياد المجموعة التدريجي قد يفسِّر لماذا تتكرر بعض المزامير في اقسام مختلفة، كالمزمورين ١٤ و ٥٣؛ ٤٠:١٣-١٧؛ و ٧٠؛ ٥٧:٧-١١ و ١٠٨:١-٥ . ويُختتَم كلٌّ من الاقسام الخمسة بعبارةٍ تبارك يهوه، او تسبحة حمد — الاربع الاولى منها تشمل تجاوبات من الشعب والاخيرة هي المزمور ١٥٠ بكامله. — مزمور ٤١:١٣، عج، الحاشية.
٨ اشرحوا وأوضحوا اسلوب النظم الأبجديّ.
٨ يُستعمَل اسلوب مميز جدا في نظم تسعة مزامير؛ وهي تُدعى مزامير أبجديَّة لأنها مركَّبة تركيبا أبجديًّا. (المزامير ٩، ١٠، ٢٥، ٣٤، ٣٧، ١١١، ١١٢، ١١٩، و ١٤٥) في هذا التركيب يبدأ البيت الاول او الابيات الاولى من المقطع الشعري الاول بالحرف الاول في الابجدية العبرانية، أَلِف (א)، والبيت التالي او الابيات التالية بالحرف الثاني، بِث (ב)، وهكذا دواليك الى جميع حروف الهجاء العبرانية او ما يقارب جميعها. ولربَّما كان ذلك كمساعد للذاكرة — فكروا فقط في اضطرار مرنمي الهيكل ان يتذكروا ترانيم طويلة كالمزمور ١١٩! وعلى نحو مثير للاهتمام، نجد تركيبا منحوتا لاسم يهوه في المزمور ٩٦:١١. فالشطر الاول من هذا البيت يتألف بالعبرانية من اربع كلمات، والاحرف الاستهلالية لهذه الكلمات، اذا قُرئت من اليمين الى اليسار، هي الاحرف الساكنة العبرانية الاربعة للتتراڠراماتون، ي ه و ه (יהוה).
٩ (أ) بسبب اية خلفية يروق الكثير من المزامير العقل والقلب مباشرة؟ (ب) اي شيء آخر يساهم في قوتها وجمالها؟
٩ ان هذه القصائد المقدسة الغنائية مكتوبة بشعر عبراني بغير قوافٍ وتنمّ عن جمال اسلوب لا يضاهى وسَيلٍ متوازن من الافكار. وهي تستهوي العقل والقلب مباشرة. وترسم صورا حيَّة. والاتساع والعمق الرائعان، في المواضيع التي تتناولها المزامير والمشاعر القوية المعبَّر عنها على السواء، مردّهما جزئيا الى اختبارات حياة داود غير العادية، التي تزود خلفية للكثير من المزامير. فقليلون هم الذين عاشوا حياة ملآنة بالتنوع الى هذا الحد — كفتى راعٍ، ومحارب وحيد ضد جليات، كموسيقي في البلاط، كطريد بين اصدقاء اولياء وبين خَوَنَة، كملك وفاتح منتصر، كأب محب تحفُّ به الانقسامات في بيته الخاص، وشخص اختبر مرتين مرارة الخطية الجسيمة ولكنه كان على الدوام عابدا ليهوه ملآنًا اندفاعًا ومحبًّا لشريعته. في ضوء خلفية كهذه، لا عجب ان يتطرَّق سفر المزامير الى شتَّى أنواع انفعالات العاطفة البشرية! وتساهم في قوته وجماله المقابلات (التوازي) والتباينات الشعرية التي هي الى حد بعيد ميزة الشعر العبراني. — مزمور ١:٦؛ ٢٢:٢٠؛ ٤٢:١؛ ١٢١:٣، ٤.
١٠ ماذا يشهد لصحة المزامير؟
١٠ ان صحة هذه الترانيم لتسبيح يهوه القديمة جدا يشهد لها شهادة وافية انسجامُها التام مع باقي الاسفار المقدسة. فكتبة الاسفار المقدسة اليونانية المسيحية يقتبسون من سفر المزامير مرارا عديدة. (مزمور ٥:٩ [رومية ٣:١٣]؛ مزمور ١٠:٧ [رومية ٣:١٤]؛ مزمور ٢٤:١ [١ كورنثوس ١٠:٢٦]؛ مزمور ٥٠:١٤ [متى ٥:٣٣]؛ مزمور ٧٨:٢٤ [يوحنا ٦:٣١]؛ مزمور ١٠٢:٢٥-٢٧ [عبرانيين ١:١٠-١٢]؛ مزمور ١١٢:٩ [٢ كورنثوس ٩:٩]) وداود نفسه قال في ترنيمته الاخيرة: «روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني.» وهذا الروح هو الذي عمل فيه من يوم مَسَحَه صموئيل. (٢ صموئيل ٢٣:٢؛ ١ صموئيل ١٦:١٣) وبالاضافة الى ذلك، اقتبس الرسل من المزامير. فقد اشار الرسول بطرس الى «المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود،» وفي عدد من الاقتباسات من المزامير، اشار اليها كاتب الرسالة الى العبرانيين بصفتها تعابير قالها اللّٰه، او قدَّمها بالكلمات، «كما يقول الروح القدس.» — اعمال ١:١٦؛ ٤:٢٥؛ عبرانيين ١:٥-١٤؛ ٣:٧؛ ٥:٥، ٦.
١١ كيف تُتوِّج أقوالُ يسوع الشهادةَ الداعمة؟
١١ واذ نصل الى البرهان الاقوى على الصحة، نقتبس من يسوع، الرب المُقام، قوله لتلاميذه: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به . . . انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير.» لقد كان يسوع هنا يصنِّف كامل الاسفار المقدسة العبرانية حسب المجموعات التي تبناها اليهود والمعروفة جيدا عندهم. وذِكْره للمزامير شمل المجموعة الثالثة بكاملها من الاسفار المقدسة، المدعوة الهاجيوجرافا (او الكتابات المقدسة)، التي كان سفر المزامير اول سفر فيها. وهذا يؤكده ما قاله قبل ساعات قليلة لاثنين كانا في طريقهما الى عمواس، عندما ‹فسَّر لهما الامور المختصَّة به في جميع الكتب.› — لوقا ٢٤:٢٧، ٤٤.
محتويات المزامير
١٢ كيف يتطرَّق سفر المزامير سريعا الى محور السعادة، وإلى محور الملكوت ايضا؟
١٢ الكتاب الاول (المزامير ١-٤١). تُنسب جميع هذه مباشرة الى داود باستثناء المزامير ١، ٢، ١٠، و ٣٣ . يصيب المزمور ١ بيت القصيد من مطلعه، اذ يطوِّب الرجل المسرور بشريعة يهوه، المتأمِّل فيها نهارا وليلا بهدف اتِّباعها، بعكس الخطاة الفجار. وهذا هو التطويب الاول الموجود في المزامير. ويُفتتح المزمور ٢ بسؤال فيه تحدٍّ، ويخبر عن قيام جميع ملوك الارض ورؤسائها معا «على الرب وعلى مسيحه.» فيستهزئ بهم يهوه ثم يتكلم عليهم بحمو غضبه، قائلا: «اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي.» وهو الذي سيكسِّر ويحطِّم كل مقاومة. فيا ايها الملوك والحكام الآخرون، «اعبدوا الرب بخوف» واعترفوا بابنه لئلا تَبيدوا! (الاعداد ٢، ٦، ١١) وهكذا يتطرَّق سفر المزامير سريعا الى محور الملكوت للكتاب المقدس.
١٣ اية امور اخرى تبرزها المجموعة الاولى من المزامير؟
١٣ في هذه المجموعة الاولى، تَبرز صلوات الابتهال والحمد على السواء. ويُظهر المزمور ٨ التباين بين عظمة يهوه وصغر الانسان، ويشهِّر المزمور ١٤ غباوة الذين يرفضون الخضوع لسلطة اللّٰه. ويظهر المزمور ١٩ كيف تعلن مجدَ يهوه اللّٰه خليقتُه الرائعة، وتنوِّه الاعداد ٧-١٤ بالفوائد جزاء حفظ ناموس اللّٰه الكامل، ويظهَر ذلك في ما بعد على نطاق اوسع في المزمور ١١٩. المزمور ٢٣ مقبول عموما كإحدى روائع الادب كله، ولكنه رائع اكثر ايضا من حيث بساطة تعبيره عن الثقة بيهوه بولاء. وكم نتمنَّى جميعا ان ‹نسكن في بيت يهوه، الراعي العظيم، الى مدى الايام›! (٢٣:١، ٦) ويمنح المزمور ٣٧ مشورة حسنة للشعب الخائف اللّٰه الساكن وسط فاعلي الشر، ويعبِّر المزمور ٤٠ عن المسرة الناتجة من فعل مشيئة اللّٰه، كما فعلها داود.
١٤ ماذا يقال عن الفداء في الكتاب الثاني من المزامير، واية صلوات لداود تبرز؟
١٤ الكتاب الثاني (المزامير ٤٢-٧٢). يبدأ هذا القسم بثمانية مزامير قورحية. المزموران ٤٢ و ٤٣ يُنسبان كلاهما الى بني قورح، لأنهما في الواقع قصيدة واحدة في ثلاثة مقاطع شعرية، يربطها معا بيت يتكرر. (٤٢:٥، ١١؛ ٤٣:٥) ويشدد المزمور ٤٩ على استحالة ان يهيِّئ الانسانُ فاديا لنفسه، ويشير الى اللّٰه بصفته مَن يملك مِن القوة ما يكفي ليفدي الانسان «من يد الهاوية.» (العدد ١٥) المزمور ٥١ هو صلاة لداود، تلفظ بها بعد خطيته الفظيعة مع بثشبع، زوجة اوريا الحثي، ويُظهر اصالة توبته. (٢ صموئيل ١١:١–١٢:٢٤) ويُختتم هذا القسم بمزمور نُظِم «لسليمان،» وهو صلاة ان يكون مُلْكه سلميا وأن ترافقه بركة يهوه. — مزمور ٧٢.
١٥ ماذا يذكر الكتاب الثالث عن تاريخ اسرائيل وأحكام يهوه وعهد ملكوته؟
١٥ الكتاب الثالث (المزامير ٧٣-٨٩). نُظِم اثنان على الاقل من هذه المزامير، المزموران ٧٤ و ٧٩، بعد دمار اورشليم في سنة ٦٠٧ قم. وفيهما تفجُّع من هذه الكارثة العظيمة وتضرُّع الى يهوه ان يساعد شعبه ‹من اجل مجد اسمه.› (٧٩:٩) ويروي المزمور ٧٨ تاريخ اسرائيل من زمن موسى حتى بدأ داود ‹يرعاهم حسب كمال قلبه› (العدد ٧٢)، ويشير المزمور ٨٠ الى يهوه بصفته «راعي اسرائيل» الحقيقي. (العدد ١) المزموران ٨٢ و ٨٣ هما التماسات قوية من يهوه ان ينفِّذ احكامه في اعدائه واعداء شعبه. هذه الالتماسات، عوض ان تتَّسم بحبِّ الانتقام، غايتها ان «يطلبوا اسمك يا (يهوه). . . . ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.» (٨٣:١٦، ١٨) وفي نهاية هذا القسم يأتي المزمور ٨٩، مبرِزا «تعابير يهوه عن اللطف الحبي،» كما تظهر على الأخصّ في عهده المصنوع مع داود، وذلك لوريث ابدي لعرش داود، يحكم الى الدهر امام يهوه! — الاعداد ١، عج، ٣٤-٣٧ .
١٦ كيف يرفِّع الكتاب الرابع مُلْك يهوه وحفظه العهد؟
١٦ الكتاب الرابع (المزامير ٩٠-١٠٦). كالكتاب الثالث، يحتوي هذا الكتاب على ١٧ مزمورا. وهو يبدأ بصلاة موسى، مبرزا التباين الشديد بين وجود اللّٰه السرمدي ومدة الحياة القصيرة للانسان الفاني. ويرفِّع المزمور ٩٢ صفات يهوه الفائقة. ثم هنالك هذه المجموعة البديعة، المزامير ٩٣-١٠٠، التي تبدأ بالصرخة المثيرة، «الرب قد ملك.» فيا «كل الارض» انتم مدعوُّون، «رنِّموا للرب باركوا اسمه . . .لأن الرب عظيم وحميد جدا.» «الرب عظيم في صهيون.» (٩٣:١؛ ٩٦:١، ٢، ٤؛ ٩٩:٢) ويشكر المزموران ١٠٥ و ١٠٦ يهوه على اعماله العجيبة من اجل شعبه وعلى حفظه بأمانة عهده مع ابراهيم في إعطاء نسله الارض، على الرغم من تذمُّراتهم وارتداداتهم التي لا تُحصى.
١٧ اية اهمية غير عادية هنالك للمزمور ١٠٤، وأي محور يتكرر من هذه النقطة فصاعدا؟
١٧ للمزمور ١٠٤ اهمية غير عادية. فهذا المزمور يرفِّع يهوه بسبب الجلال والبهاء اللذين لبسهما، ويصف حكمته المتجلِّية في اعماله الكثيرة ومصنوعاته على الارض. ثم يُقدَّم بكل قوة محور سفر المزامير بكامله، اذ يَظهر الهتاف للمرة الاولى: «سبحوا ياه!» (العدد ٣٥، عج) وهذه الدعوة للعباد الحقيقيين ان يؤدُّوا ليهوه التسبيح الواجب لاسمه هي، بالعبرانية، مجرد كلمة واحدة هَلِلوياه او «هلِّلويا،» وهذه الصيغة الأخيرة مألوفة عند الناس حول الارض اليوم. ومن هذا العدد فصاعدا، يرِد التعبير ٢٤ مرة، وعدد من المزامير يبدأ وينتهي ايضا به.
١٨ (أ) اية لازمة تَبرز في المزمور ١٠٧؟ (ب) ما هي المزامير المدعوَّة بمزامير الـ «هلِّل»؟
١٨ الكتاب الخامس (المزامير ١٠٧-١٥٠). لدينا في المزمور ١٠٧ وصف لأعمال يهوه للانقاذ، ترافقه اللازمة العذبة: «فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم.» (الاعداد ٨، ١٥، ٢١، ٣١) والمزامير ١١٣ الى ١١٨ هي ما يُدعى بمزامير الـ «هلِّل.» وبحسب المِشْنا، كان اليهود يغنونها في الفصح وفي عيد الخمسين والمظال والتجديد.
١٩ كيف يتباين المزمور ١١٧ والمزمور ١١٩، وما هي بعض اوجه الاخير؟
١٩ ان المزمور ١١٧ قوي في بساطته، وهو اقصر كل المزامير والاصحاحات في الكتاب المقدس. والمزمور ١١٩ هو اطول كل المزامير واصحاحات الكتاب المقدس، اذ يحتوي على مجموع من ١٧٦ عددا في مقاطعه الشعرية الـ ٢٢ المرتبة ابجديا التي يتألف كل منها من ٨ ابيات. وكل هذه الاعداد ما عدا اثنين (٩٠ و ١٢٢) يشير بطريقة ما الى كلمة يهوه اللّٰه او شريعته، فيُكرَّر بعض تعابير المزمور ١٩:٧-١٤ (ناموس او شريعة، شهادات، وصايا، أمر، أحكام) او جميعها في كل مقطع شعري. ويُشار الى كلمة اللّٰه اكثر من ١٧٠ مرة بأحد التعابير الـ ٨ التالية: أمر، أحكام، شريعة، شهادات، فرائض، قول (اقوال)، كلمة (كلام)، ووصية (وصايا).
٢٠، ٢١ (أ) ما هي ترانيم المصاعد؟ (ب) كيف تعبِّر عن احساس داود بالحاجة الى العبادة الموحَّدة؟
٢٠ بعد ذلك، نجد مجموعة اخرى من المزامير، ترانيم المصاعد الـ ١٥، المزامير ١٢٠-١٣٤. وقد نقل التراجمة هذا التعبير بطرائق مختلفة لأن معناه ليس مفهوما تماما. فيقول البعض انه يشير الى المحتويات الرفيعة لهذه المزامير، مع انه لا يبدو ان هنالك سببا واضحا لترفيعها على المزامير الاخرى الموحى بها. ويقترح معلِّقون عديدون ان العنوان يشتق من استعمال هذه الترانيم من قِبَل العباد «الصاعدين» الى اورشليم من اجل الاحتفالات السنوية، وكانت الرحلة الى العاصمة تُعتبَر صعودا لأن المدينة تقع عاليا في جبال يهوذا. (قارنوا عزرا ٧:٩.) وقد كان لداود على نحو خصوصي احساس عميق بالحاجة الى اتحاد شعب اللّٰه في العبادة. ففرح بسماع الدعوة: «الى بيت (يهوه) نذهب»؛ وكان الاسباط يذهبون فعلا، «ليحمدوا اسم (يهوه).» ولهذا السبب التمس بجد السلام والامن والازدهار لاورشليم، مصليا: «من اجل بيت الرب الهنا أَلتمس لكِ خيرا.» — مزمور ١٢٢:١، ٤، ٩.
٢١ يخبر المزمور ١٣٢ عن حَلف داود ان لا يدع نفسه ترتاح حتى يجد مكان راحة لائقا ليهوه، الممثَّل بتابوت العهد. وبعد ان يوضع تابوت العهد في صهيون، يوصف يهوه بعبارة شعرية جميلة كأنه يقول انه قد اختار صهيون، «هذه هي راحتي الى الابد هٰهنا أَسكن لأني اشتهيتها.» لقد اعترف بهذا المكان المركزي للعبادة، «لأنه هناك امر الرب بالبركة.» «يباركك الرب من صهيون.» — ١٣٢:١-٦، ١٣، ١٤؛ ١٣٣:٣؛ ١٣٤:٣؛ انظروا ايضا المزمور ٤٨.
٢٢ (أ) كيف يُرفَّع استحقاق يهوه للتسبيح؟ (ب) كيف يتصعَّد محور السفر المجيد ليبلغ ذروة في المزامير الختامية؟
٢٢ يرفِّع المزمور ١٣٥ يهوه بصفته الاله المستحق التسبيح الذي يفعل كل مسرته، بالتباين مع الاصنام التافهة والباطلة، التي سيصير صانعوها مثلها تماما. والمزمور ١٣٦ هو للغناء على طريقة المجاوبة، وكل بيت خاتمته: «لأن الى الابد رحمته.» ويبدو ان مثل هذه العبارات الجوابية (الترديدات) كانت تُستعمَل في مناسبات عديدة. (١ أخبار الأيام ١٦:٤١؛ ٢ أخبار الأيام ٥:١٣؛ ٧:٦؛ ٢٠:٢١؛ عزرا ٣:١١) ويخبر المزمور ١٣٧ عن الاشتياق الى صهيون الساكن في قلوب اليهود عندما سُبُوا الى بابل ويشهد ايضا انهم لم ينسوا ترانيم صهيون، او مزاميرها، مع انهم كانوا بعيدين عن موطنهم. ويمجِّد المزمور ١٤٥ صلاح يهوه ومُلْكه، مظهرا انه «يحفظ . . . كل محبيه ويهلك جميع الاشرار.» (العدد ٢٠) ثم، كخاتمة مثيرة، تَطْرُق المزامير ١٤٦-١٥٠ من جديد محور السفر المجيد، اذ يبدأ كل مزمور وينتهي بالكلمتَين «سبِّحوا ياه!» (هلِّلويا) ويتصعَّد لحن التسبيح هذا ليبلغ ذروة رائعة في المزمور الـ ١٥٠، حيث يدعو كلَّ الخليقة، ١٣ مرة في ستة ابيات، الى تسبيح يهوه.
لماذا هو نافع
٢٣ (أ) اية رسالة حية تحتويها المزامير؟ (ب) كيف يرفَّع اسم يهوه وسيادته؟
٢٣ ان مزامير الكتاب المقدس، بسبب كمالها جمالا واسلوبا، لا بد من ادراجها بين عظائم الادب في اية لغة. ولكنها اكثر جدا من مجرد ادب. انها رسالة حية من السيد الاعلى في كل الكون، يهوه اللّٰه نفسه. وهي تعطي بصيرة عميقة في تعاليم الكتاب المقدس الاساسية، فتتكلم اولا وبشكل رئيسي عن يهوه، مؤلفها. ويظهر بوضوح انه خالق الكون وكل ما فيه. (٨:٣-٩؛ ٩٠:١، ٢؛ ١٠٠:٣؛ ١٠٤:١-٥،٢٤؛ ١٣٩:١٤) ان اسم يهوه لمعظَّم في سفر المزامير، حيث يظهر نحو ٧٠٠ مرة. وبالاضافة الى ذلك، نجد الصيغة المختصرة «ياه» ٤٣ مرة، فيكون الاسم الالهي مذكورًا جملةً نحو ٥ مرات، كمعدل، في كل مزمور. وعلاوة على ذلك، يجري التكلم عن يهوه نحو ٣٥٠ مرة بصفته إلوهيم، او اللّٰه. وتظهر سلطة يهوه الفائقة في الاشارات اليه بصفته ‹السيد الرب› في عدد من المزامير. — ٦٨:٢٠؛ ٦٩:٦؛ ٧١:٥؛ ٧٣:٢٨؛ ١٤٠:٧؛ ١٤١:٨، جميعها بحسب عج.
٢٤ ماذا يُقال في المزامير عن الانسان الفاني، واية مشورة سديدة تُعطى؟
٢٤ في تباين مع اللّٰه السرمدي، يظهر الانسان الفاني انه مولود في الخطية ومحتاج الى فادٍ، ويظهر انه مائت وعائد الى «الغبار،» منحدر الى الهاوية، المدفن العام للجنس البشري. (٦:٤، ٥؛ ٤٩:٧-٢٠؛ ٥١:٥، ٧؛ ٨٩:٤٨؛ ٩٠:١-٥؛ ١١٥:١٧؛ ١٤٦:٤) ويشدد سفر المزامير على الحاجة الى الالتفات الى شريعة اللّٰه والاتكال على يهوه. (١:١، ٢؛ ٦٢:٨؛ ٦٥:٥؛ ٧٧:١٢؛ ١١٥:١١؛ ١١٨:٨؛ ١١٩:٩٧، ١٠٥، ١٦٥) ويحذر من الاجتراء و «الخطايا المستترة» (١٩:١٢-١٤؛ ١٣١:١) ويشجع على الصدق والمعاشرات النافعة. (١٥:١-٥؛ ٢٦:٥؛ ١٠١:٥) انه يظهر ان السلوك الصائب يجلب رضى يهوه. (٣٤:١٣-١٥؛ ٩٧:١٠) ويقدم رجاء ساطعا بقوله ان «للرب الخلاص،» والذين يخافونه «ينجي من الموت انفسهم.» (٣:٨؛ ٣٣:١٩) ويأتي بنا هذا الى الوجه النبوي.
٢٥ (أ) بمَ يزخر سفر المزامير فعليا؟ (ب) كيف استعمل بطرس المزامير في تحديد هوية داود الاعظم؟
٢٥ ان سفر المزامير زاخر فعليا بالنبوات التي تشير مسبقا الى يسوع المسيح، «ابن داود،» والى الدور الذي كان سيلعبه كمسيحِ وملك يهوه.a (متى ١:١) واذ اتت الجماعة المسيحية الى الوجود في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، بدأ الروح القدس ينوِّر الرسل في ما يتعلق بإتمام هذه النبوات. وفي ذلك اليوم عينه، اقتبس بطرس تكرارا من المزامير في توسيع وشرح محور خطابه الشهير. وكان يدور حول شخص واحد: «يسوع الناصري.» والجزء الاخير من حجته مؤسس كاملا تقريبا على اقتباسات من المزامير تبرهن ان المسيح يسوع هو داود الاعظم وان يهوه ما كان ليترك نفس يسوع في الهاوية بل كان سيقيمه من الموت. لا، «داود لم يصعد الى السموات،» ولكن كما سبق فأنبأ هو في المزمور ١١٠:١، فإن ربه قد صعد. ومَن هو رب داود؟ يبلغ بطرس ذروته العظيمة ويجيب بقوة: «يسوع هذا الذي صلبتموه»! — اعمال ٢:١٤-٣٦؛ مزمور ١٦:٨-١١؛ ١٣٢:١١.
٢٦ كيف تَبرهن ان خطاب بطرس نافع؟
٢٦ وهل كان خطاب بطرس، المؤسس على المزامير، نافعا؟ ان معمودية الـ ٠٠٠,٣ تقريبا الذين انضمُّوا الى الجماعة المسيحية في ذلك اليوم عينه هي خير دليل على ذلك. — اعمال ٢:٤١.
٢٧ كيف فسَّر «الروح القدس» المزمور ٢؟
٢٧ وبعد وقت قصير، في اجتماع خصوصي، توسل التلاميذ الى يهوه واقتبسوا من المزمور ٢:١، ٢. وقالوا ان ذلك قد تمَّ في مقاومة الحكام الموحَّدة لـ ‹فتى [اللّٰه] القدوس يسوع الذي مسحه [اللّٰه].› وتتابع الرواية لتقول انه «امتلأ الجميع من الروح القدس.» — اعمال ٤:٢٣-٣١.
٢٨ (أ) باستعمال المزامير، اية حجة يبسطها بولس تدريجيا في العبرانيين الاصحاحات ١ الى ٣؟ (ب) كيف يزود المزمور ١١٠:٤ اساسا لمناقشة بولس للكهنوت على غرار ملكي صادق؟
٢٨ انظروا الآن الى الرسالة الى العبرانيين. ففي الاصحاحين الاولين، نجد عددا من الاقتباسات من المزامير يتعلق بتفوق يسوع على كل الملائكة، بصفته ابن اللّٰه السماوي المتوَّج. ويظهر بولس من المزمور ٢٢:٢٢ ومن شواهد اخرى ان ليسوع جماعة «اخوة،» هم جزء من نسل ابراهيم و «شركاء الدعوة السماوية.» (عبرانيين ٢:١٠-١٣، ١٦؛ ٣:١) ثم، بدءًا من العبرانيين ٦:٢٠ وحتى الاصحاح ٧ كله، يتوسَّع الرسول في الكلام عن المركز الاضافي الذي يشغله يسوع بصفته «على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد.» ويشير ذلك الى وعد اللّٰه المرتبط بقَسَم في المزمور ١١٠:٤، الذي يشير اليه بولس مرة بعد اخرى في اثبات تفوق كهنوت يسوع على كهنوت هارون. ويشرح بولس ان يسوع المسيح، بقَسَم يهوه، هو كاهن، ليس على الارض، بل في السماء و «يبقى كاهنا الى الابد» — وستكون فوائد خدمته الكهنوتية ابدية. — عبرانيين ٧:٣، ١٥-١٧، ٢٣-٢٨.
٢٩ اي مثال بارز للتعبد يجب ان نلتفت اليه، كما هو مذكور في المزامير ومشروح في العبرانيين ١٠:٥-١٠؟
٢٩ وبالاضافة الى ذلك، في العبرانيين ١٠:٥-١٠، يجري إخبارنا عن تقدير يسوع الرفيع للمسلك الفدائي الذي كان مشيئةَ اللّٰه له، وعن تصميمه على تنفيذ هذه المشيئة. وهذا مؤسس على كلمات داود في المزمور ٤٠:٦-٨. ان التأمُّل في روح التعبد المثالية هذه والاقتداء بها هما نافعان جدا لنا جميعا بغية كسب رضى اللّٰه. — انظروا ايضا مزمور ١١٦:١٤-١٩.
٣٠ كيف انبأت المزامير مسبقا بمسلك يسوع بالتفصيل، وبأية طريقة لا بد انه نال التعزية منها؟
٣٠ ان المسلك الذي اتَّبعه يسوع، والذي بلغ ذروته في المحنة الرهيبة التي تحمَّلها على خشبة الآلام، كان منبأ به مسبقا في المزامير بتفصيل لافت للنظر. وشمل ذلك اعطاءه خلًّا ليشرب، القاء قرعة على ثيابه، المعاملة الوحشية ليديه ورجليه، الاستهزاء، والكَرْب العقلي الاشد مرارة ايضا كَرْب تلك الصرخة الاليمة: «الهي الهي لماذا تركتني.» (متى ٢٧:٣٤، ٣٥، ٤٣، ٤٦؛ مزمور ٢٢:١، ٧، ٨، ١٤-١٨؛ ٦٩:٢٠، ٢١) وكما يشير يوحنا ١٩:٢٣-٣٠، حتى خلال هذه الساعات، لا بد ان يكون يسوع قد نال الكثير من التعزية والارشاد من المزامير، عالما ان كل هذه الآيات يجب ان تتم حتى آخر التفاصيل. وعرف يسوع ان المزامير تكلمت ايضا عن قيامته وتمجيده. ولا شك انه كان يفكر في امور كهذه وهو يأخذ القيادة في ‹التسبيح،› او ترنيم المزامير، مع رسله في الليلة الاخيرة قبل موته. — متى ٢٦:٣٠.
٣١ بمَ يتنبأ سفر المزامير عن نسل الملكوت وجماعة يسوع؟
٣١ وهكذا، تعيِّن المزامير بوضوح هوية «ابن داود» ونسل الملكوت بأنه المسيح يسوع، الممجَّد الآن كملك وكاهن على السواء في صهيون السماوية. ولا يسمح المجال بوصف مفصَّل لكل مقاطع المزامير المقتبسة في الاسفار المقدسة اليونانية المسيحية كما تمت في مسيح يهوه، ولكن تُدرج هنا امثلة قليلة اضافية: مزمور ٧٨:٢ — متى ١٣:٣١-٣٥؛ مزمور ٦٩:٤ — يوحنا ١٥:٢٥؛ مزمور ١١٨:٢٢، ٢٣ — مرقس ١٢:١٠، ١١ وأعمال ٤:١١؛ مزمور ٣٤:٢٠ — يوحنا ١٩:٣٣، ٣٦؛ مزمور ٤٥:٦، ٧ — عبرانيين ١:٨، ٩. وايضا، في المزامير، يجري التنبُّؤ عن جماعة يسوع المؤلفة من اتباع حقيقيين، لا كأفراد بل كفريق يؤتى به الى رضى اللّٰه من كل الامم ليشترك في عمل تسبيح اسم يهوه. — مزمور ١١٧:١ — رومية ١٥:١١؛ مزمور ٦٨:١٨ — افسس ٤:٨-١١؛ مزمور ٩٥:٧-١١ — عبرانيين ٣:٧، ٨؛ ٤:٧.
٣٢ (أ) ماذا يكشف درس المزامير عن تبرئة يهوه ومقاصد الملكوت؟ (ب) تقديرا لمُلْكه، كيف ينبغي ان نعبِّر عن الولاء والشكر؟
٣٢ ان درسنا للمزامير يزيد كثيرا تقديرنا لمُلْك يهوه اللّٰه، الذي يمارسه بواسطة نسل الموعد ووريث الملكوت، لمجد اللّٰه وتبرئته. فلنكن دوما بين الاولياء الذين يفرحون ‹ببهاء جلال مجد يهوه› والمذكورين في المزمور ١٤٥، الذي يشار اليه بأنه «تسبيحة لداود»: «بمجد مُلْكك ينطقون وبجبروتك يتكلمون ليعرِّفوا بني آدم قدرتك ومجد (بهاء) مُلْكك. مُلْكك مُلْك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور.» (مزمور ١٤٥:٥، ١١-١٣) وتحقيقا للمزمور النبوي، ان (بهاء) ملكوت اللّٰه المؤسس بواسطة المسيح يُعرَّف الآن ايضا لبني آدم في كل امة. فكم يجب ان نكون شاكرين من اجل هذا الملكوت ومَلِكه! وملائمة حقا هي كلمات المزامير الختامية: «كل نسمة فلتسبِّح ياه. سبِّحوا ياه!» — ١٥٠:٦، عج.
[الحاشية]
a بصيرة في الاسفار المقدسة، بالانكليزية، المجلد ٢، الصفحتان ٧١٠-٧١١.