حَافِظْ عَلَى قَدَاسَتِكَ فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ
«غُسِلْتُمْ حَتَّى ٱلطَّهَارَةِ، . . . قُدِّسْتُمْ». — ١ كو ٦:١١.
١ أَيَّةُ تَطَوُّرَاتٍ مُقْلِقَةٍ ٱكْتَشَفَهَا نَحَمْيَا عِنْدَمَا رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
مُقَاوِمٌ لِيَهْوَهَ يَمْكُثُ فِي إِحْدَى غُرَفِ ٱلْهَيْكَلِ. اَللَّاوِيُّونَ يَتَخَلَّوْنَ عَنْ تَعْيِينِهِمْ. اَلشُّيُوخُ يُزَاوِلُونَ ٱلتِّجَارَةَ فِي ٱلسَّبْتِ عِوَضَ أَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي ٱلْعِبَادَةِ. وَكَثِيرُونَ يَتَزَوَّجُونَ نِسَاءً غَيْرَ يَهُودِيَّاتٍ. لَيْسَتْ هٰذِهِ سِوَى بَعْضِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلْمُقْلِقَةِ ٱلْمُثِيرَةِ لِلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي يَكْتَشِفُهَا نَحَمْيَا عِنْدَمَا يَرْجِعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ سَنَةِ ٤٤٣ قم. — نح ١٣:٦.
٢ كَيْفَ أَصْبَحَتْ إِسْرَائِيلُ أُمَّةً مُقَدَّسَةً؟
٢ كَانَتْ إِسْرَائِيلُ أُمَّةً مُنْتَذِرَةً لِلّٰهِ. فَفِي سَنَةِ ١٥١٣ قم، كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ تَوَّاقِينَ إِلَى ٱلْإِذْعَانِ لِمَشِيئَةِ يَهْوَهَ إِذْ قَالُوا: «كُلُّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ». (خر ٢٤:٣) لِذٰلِكَ قَدَّسَهُمُ ٱللّٰهُ، أَوْ فَرَزَهُمْ كَشَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ. وَكَمْ كَانَ ذٰلِكَ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا لَهُمْ! وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ذَكَّرَ مُوسَى شَعْبَ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: «إِنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِيَهْوَهَ إِلٰهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ ٱخْتَارَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا، مِلْكًا خَاصًّا، مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ». — تث ٧:٦.
٣ كَيْفَ كَانَتْ حَالَةُ ٱلْيَهُودِ ٱلرُّوحِيَّةُ عِنْدَمَا وَصَلَ نَحَمْيَا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَرَّةً ثَانِيَةً؟
٣ لِلْأَسَفِ، لَمْ تَدُمْ حَمَاسَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْأُولَى بِشَأْنِ كَوْنِهِمْ أُمَّةً مُقَدَّسَةً وَقْتًا طَوِيلًا. فَمَعَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَفْرَادِ لَمْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ، غَالِبًا مَا كَانَ ٱلْيَهُودُ مُهْتَمِّينَ أَكْثَرَ بِأَنْ يَظْهَرُوا مُقَدَّسِينَ، أَوْ أَتْقِيَاءَ، مِنْ أَنْ يَفْعَلُوا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. فَعِنْدَمَا وَصَلَ نَحَمْيَا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَرَّةً ثَانِيَةً، أَيْ بَعْدَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ مِنْ رُجُوعِ بَقِيَّةٍ أَمِينَةٍ مِنْ بَابِلَ لِرَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، كَانَتْ غَيْرَةُ ٱلْأُمَّةِ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ تَخْمُدُ مِنْ جَدِيدٍ.
٤ أَيَّةُ عَوَامِلَ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى شَعْبًا مُقَدَّسًا؟
٤ عَلَى غِرَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُؤَلَّفُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› هُمْ شَعْبٌ قَدَّسَهُ ٱللّٰهُ، أَيْ فَرَزَهُ لِلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (رؤ ٧:٩، ١٤، ١٥؛ ١ كو ٦:١١) وَمَا مِنْ أَحَدٍ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يَخْسَرَ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَيْهِ كَشَخْصٍ مُقَدَّسٍ كَمَا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَمْنَعَ ذٰلِكَ مِنَ ٱلْحُصُولِ، وَبِٱلتَّالِي أَنْ نَبْقَى مُقَدَّسِينَ وَنَافِعِينَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي أَرْبَعَةِ عَوَامِلَ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَيْهَا ٱلْإِصْحَاحُ ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ سِفْرِ نَحَمْيَا: (١) تَجَنُّبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ؛ (٢) دَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؛ (٣) وَضْعِ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوَّلًا؛ وَ (٤) ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى هُوِيَّتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَلْنَتَفَحَّصْ كُلًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلنِّقَاطِ.
تَجَنَّبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ
٥، ٦ مَنْ كَانَ أَلْيَاشِيبُ وَطُوبِيَّا، وَلِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ أَلْيَاشِيبَ كَانَ يُعَاشِرُ طُوبِيَّا؟
٥ اقرأ نحميا ١٣:٤-٩. مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَيْنَا ٱلْبَقَاءُ مُقَدَّسِينَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلنَّجِسِ. فَكِّرْ فِي أَلْيَاشِيبَ وَطُوبِيَّا. فَأَلْيَاشِيبُ كَانَ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ، وَكَانَ طُوبِيَّا عَمُّونِيًّا يَعْمَلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَدَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ. وَفِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي أَتَى فِيهَا نَحَمْيَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، قَاوَمَ طُوبِيَّا وَعُشَرَاؤُهُ جُهُودَهُ لِإِعَادَةِ بِنَاءِ أَسْوَارِ ٱلْمَدِينَةِ. (نح ٢:١٠) وَفِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، وَجَدَ أَنَّ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ خَصَّصَ إِحْدَى غُرَفِ ٱلْهَيْكَلِ لِطُوبِيَّا، مَعَ ٱلْعِلْمِ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُحَظَّرِ أَنْ يَطَأَ عَمُّونِيٌّ أَرْضَ ٱلْهَيْكَلِ. (تث ٢٣:٣) فَلِمَ أَعْطَى رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ شَخْصًا كَطُوبِيَّا غُرْفَةً فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ؟
٦ كَانَ طُوبِيَّا قَدْ أَصْبَحَ عَشِيرًا لَصِيقًا لِأَلْيَاشِيبَ. وَكَانَ هُوَ وَٱبْنُهُ يَهُوحَانَانُ مُتَزَوِّجَيْنِ بِٱمْرَأَتَيْنِ يَهُودِيَّتَيْنِ، وَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْيَهُودِ أَشَادُوا بِحَسَنَاتِهِ. (نح ٦:١٧-١٩) كَمَا أَنَّ أَحَدَ أَحْفَادِ أَلْيَاشِيبَ كَانَ مُتَزَوِّجًا بِٱبْنَةِ سَنْبَلَّطَ، وَالِي ٱلسَّامِرَةِ وَأَحَدِ عُشَرَاءِ طُوبِيَّا ٱللَّصِيقِينَ. (نح ١٣:٢٨) وَلَعَلَّ هٰذِهِ ٱلرَّوَابِطَ تَشْرَحُ لِمَ سَمَحَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ أَلْيَاشِيبُ لِشَخْصٍ مُقَاوِمٍ وَغَيْرِ مُؤْمِنٍ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ. غَيْرَ أَنَّ نَحَمْيَا أَعْرَبَ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِيَهْوَهَ إِذْ طَرَحَ كُلَّ أَثَاثِ طُوبِيَّا خَارِجَ قَاعَةِ ٱلطَّعَامِ.
٧ كَيْفَ يَتَجَنَّبُ ٱلشُّيُوخُ وَغَيْرُهُمْ فِعْلَ أَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُدَنِّسُهُمْ؟
٧ كَشَعْبٍ مُنْتَذِرٍ لِلّٰهِ، يَجِبُ أَنْ نَمْنَحَ يَهْوَهَ وَلَاءَنَا فِي ٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى. فَمَا لَمْ نَلْتَصِقْ بِمَقَايِيسِهِ ٱلْبَارَّةِ، لَنْ نَبْقَى مُقَدَّسِينَ فِي نَظَرِهِ. لِذَا، لَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ ٱلرَّوَابِطَ ٱلْعَائِلِيَّةَ تَطْغَى عَلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهٰذَا مَا يَفْعَلُهُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ. فَهُمْ لَا يَتَّكِلُونَ عَلَى آرَائِهِمْ أَوْ مَشَاعِرِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ بَلْ يَسْتَرْشِدُونَ بِفِكْرِ يَهْوَهَ. (١ تي ٥:٢١) وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَحْرِصُونَ أَلَّا يَفْعَلُوا أَيَّ شَيْءٍ قَدْ يُخَسِّرُهُمْ رِضَى ٱللّٰهِ. — ١ تي ٢:٨.
٨ مَاذَا يَحْسُنُ بِجَمِيعِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ أَنْ يَتَذَكَّرُوا بِشَأْنِ مُعَاشَرَاتِهِمْ؟
٨ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ «ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ». (١ كو ١٥:٣٣) فَقَدْ لَا يُؤَثِّرُ بَعْضُ أَقْرِبَائِنَا تَأْثِيرًا جَيِّدًا فِي حَيَاتِنَا. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ أَلْيَاشِيبَ. فَكَانَ قَدْ رَسَمَ مِثَالًا حَسَنًا لِلشَّعْبِ بِدَعْمِهِ كَامِلًا نَحَمْيَا فِي إِعَادَةِ بِنَاءِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ. (نح ٣:١) إِلَّا أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَةَ ٱلرَّدِيئَةَ لِطُوبِيَّا وَغَيْرِهِ قَادَتْهُ مَعَ ٱلْوَقْتِ إِلَى فِعْلِ أَشْيَاءَ دَنَّسَتْهُ فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ. أَمَّا ٱلْعُشَرَاءُ ٱلْجَيِّدُونَ فَيُشَجِّعُونَنَا أَنْ نَنْهَمِكَ فِي مَسَاعٍ مَسِيحِيَّةٍ نَافِعَةٍ مِثْلِ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَٱلْمُشَارَكَةِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَأَعْضَاءُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلَّذِينَ يَحُثُّونَنَا عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَائِبٌ هُمْ مَحْبُوبُونَ وَمُقَدَّرُونَ عَلَى وَجْهِ ٱلْخُصُوصِ.
اِدْعَمِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ
٩ لِمَ ٱضْطُرَّ ٱللَّاوِيُّونَ إِلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ تَعْيِينَاتِهِمْ، وَمَنِ ٱلَّذِينَ لَامَهُمْ نَحَمْيَا عَلَى ذٰلِكَ؟
٩ اقرأ نحميا ١٣:١٠-١٣. يَبْدُو أَنَّ ٱلْمُسَاهَمَةَ فِي ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِلْهَيْكَلِ كَانَتْ قَدْ تَوَقَّفَتْ تَقْرِيبًا بِحُلُولِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي رَجَعَ فِيهِ نَحَمْيَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَبِدُونِ هٰذَا ٱلدَّعْمِ، ٱضْطُرَّ ٱللَّاوِيُّونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا عَنْ تَعْيِينَاتِهِمْ وَيَذْهَبُوا إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي حُقُولِهِمْ. فَلَامَ نَحَمْيَا ٱلْحُكَّامَ ٱلْمُنْتَدَبِينَ عَلَى ذٰلِكَ إِذْ إِنَّهُمْ، عَلَى مَا يَبْدُو، لَمْ يَقُومُوا بِوَاجِبَاتِهِمْ. فَإِمَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَجْمَعُوا ٱلْعُشُورَ مِنَ ٱلشَّعْبِ أَوْ أَنَّهُمْ لَمْ يُرْسِلُوهَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ كَمَا كَانَ يَتَوَجَّبُ عَلَيْهِمْ. (نح ١٢:٤٤) لِذَا، ٱتَّخَذَ نَحَمْيَا إِجْرَاءَاتٍ لِجَمْعِ ٱلْعُشُورِ. فَعَيَّنَ رِجَالًا أُمَنَاءَ لِيُشْرِفُوا عَلَى مَخَازِنِ ٱلْهَيْكَلِ وَعَمَلِ ٱلتَّوْزِيعِ.
١٠، ١١ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ لَدَى شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي دَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟
١٠ وَهَلْ هُنَالِكَ دَرْسٌ نَسْتَمِدُّهُ مِمَّا حَدَثَ؟ نَعَمْ، فَهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ تُذَكِّرُنَا بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي لَدَيْنَا أَنْ نُكْرِمَ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِنَا. (ام ٣:٩) وَحِينَ نُسَاهِمُ فِي ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِدَعْمِ عَمَلِهِ، نُعْطِيهِ مَا هُوَ فِي ٱلْأَسَاسِ مُلْكُهُ. (١ اخ ٢٩:١٤-١٦) وَقَدْ نَظُنُّ أَنَّهُ لَيْسَ بِحَوْزَتِنَا ٱلْكَثِيرُ لِلتَّبَرُّعِ بِهِ. وَلٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا ٱلْمُشَارَكَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ إِذَا كَانَتِ ٱلرَّغْبَةُ مَوْجُودَةً. — ٢ كو ٨:١٢.
١١ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، دَعَتْ عَائِلَةٌ كَبِيرَةٌ زَوْجَيْنِ مُسِنَّيْنِ مُنْخَرِطَيْنِ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْخُصُوصِيِّ لِيُشَارِكَاهُمْ فِي وَجْبَةِ طَعَامٍ مَرَّةً كُلَّ أُسْبُوعٍ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْعَائِلَةَ ضَمَّتْ ثَمَانِيَةَ أَوْلَادٍ، كَانَتِ ٱلْأُمُّ تَقُولُ: «مَا ٱلْفَرْقُ إِذَا كَانَ هُنَالِكَ ٱثْنَا عَشَرَ طَبَقًا عَلَى ٱلْمَائِدَةِ بَدَلًا مِنْ عَشَرَةٍ؟». قَدْ يَبْدُو أَنَّ هٰذِهِ ٱلْوَجْبَةَ ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْكَبِيرِ. وَلٰكِنْ كَمْ كَانَ هٰذَانِ ٱلْفَاتِحَانِ مُمْتَنَّيْنِ لِرُوحِ ٱلضِّيَافَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَتْ عَنْهَا ٱلْعَائِلَةُ! وَهُمَا بِدَوْرِهِمَا بَرْهَنَا أَنَّهُمَا بَرَكَةٌ لِمُضِيفِيهِمَا. فَٱلْكَلِمَاتُ وَٱلِٱخْتِبَارَاتُ ٱلْمُشَجِّعَةُ ٱلَّتِي خَرَجَتْ مِنْ فَمِهِمَا حَثَّتِ ٱلْأَوْلَادَ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. وَلَاحِقًا، ٱنْخَرَطُوا جَمِيعُهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.
١٢ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ يَرْسُمُهُ ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٢ كَمَا أَنَّنَا نَتَعَلَّمُ دَرْسًا آخَرَ مِنْ رِوَايَةِ نَحَمْيَا. فَٱقْتِدَاءً بِهٰذَا ٱلنَّبِيِّ، يَأْخُذُ رِجَالٌ مُعَيَّنُونَ ٱلْيَوْمَ ٱلْقِيَادَةَ فِي دَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَيَسْتَفِيدُ ٱلْآخَرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ مِثَالِهِمْ. هٰذَا وَإِنَّ ٱلشُّيُوخَ يَتْبَعُونَ مِثَالَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدْ دَعَمَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ وَزَوَّدَ إِرْشَادَاتٍ مُسَاعِدَةً. مَثَلًا، قَدَّمَ عَدَدًا مِنَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ ٱلْعَمَلِيَّةِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي ٱلتَّبَرُّعَاتِ. — ١ كو ١٦:١-٣؛ ٢ كو ٩:٥-٧.
ضَعِ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا
١٣ كَيْفَ أَظْهَرَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُمْ لَا يَحْتَرِمُونَ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ؟
١٣ اقرأ نحميا ١٣:١٥-٢١. إِذَا سَمَحْنَا لِأَنْفُسِنَا أَنْ نَنْشَغِلَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ، فَسَنَخْسَرُ رُوحِيَّاتِنَا تَدْرِيجِيًّا. قَدِيمًا، كَانَ ٱلسَّبْتُ مُذَكِّرًا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُمْ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْآيَةِ فِي ٱلْخُرُوج ٣١:١٣. وَلَزِمَ أَنْ يُخَصِّصُوا هٰذَا ٱلْيَوْمَ لِعِبَادَةِ يَهْوَهَ كَعَائِلَةٍ، وَٱلصَّلَاةِ، وَٱلتَّأَمُّلِ فِي شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ. وَلٰكِنْ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى بَعْضِ مُعَاصِرِي نَحَمْيَا، أَصْبَحَ ٱلسَّبْتُ مُجَرَّدَ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ ٱلْأُسْبُوعِ يُزَاوِلُونَ فِيهِ ٱلتِّجَارَةَ كَعَادَتِهِمْ، فِي حِينِ وَضَعُوا عِبَادَةَ يَهْوَهَ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ. وَعِنْدَمَا رَأَى نَحَمْيَا مَا يَحْدُثُ، أَمَرَ بِإِغْلَاقِ أَبْوَابِ ٱلْمَدِينَةِ عِنْدَ حُلُولِ ٱلظَّلَامِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ، وَطَرَدَ ٱلْبَاعَةَ ٱلْغُرَبَاءَ قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ يَوْمُ ٱلسَّبْتِ.
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا لَمْ نَرْسُمْ حُدُودًا لِٱنْشِغَالِنَا بِٱلسَّعْيِ إِلَى تَجْمِيعِ ٱلْمَالِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَطِيعُ دُخُولَ رَاحَةِ ٱللّٰهِ؟
١٤ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ نَحَمْيَا؟ إِنَّ أَحَدَ ٱلدُّرُوسِ ٱلَّتِي نَسْتَشِفُّهَا هُوَ أَنَّهُ يَلْزَمُ رَسْمُ حُدُودٍ لِٱنْشِغَالِنَا بِٱلسَّعْيِ إِلَى تَجْمِيعِ ٱلْمَالِ. وَإِلَّا، فَقَدْ يَصِيرُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَلَهَّى — أَوْ حَتَّى أَنْ يَكُونَ قَلْبُنَا مُنْقَسِمًا — لَا سِيَّمَا إِذَا كُنَّا نَسْتَمْتِعُ بِعَمَلِنَا ٱلدُّنْيَوِيِّ. وَفِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ، حَرِيٌّ بِنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا تَحْذِيرَ يَسُوعَ مِنْ أَنْ نَكُونَ عَبِيدًا لِرَبَّيْنِ. (اقرأ متى ٦:٢٤.) لَقَدْ كَانَ لَدَى نَحَمْيَا مَصَادِرُ يُمْكِنُ أَنْ تُكْسِبَهُ ٱلْأَرْبَاحَ، وَلٰكِنْ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ وَقْتَهُ فِي أُورُشَلِيمَ؟ (نح ٥:١٤-١٨) عِوَضَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلتِّجَارَةِ مَعَ ٱلصُّورِيِّينَ أَوْ غَيْرِهِمْ، كَرَّسَ نَفْسَهُ لِمُسَاعَدَةِ إِخْوَتِهِ وَفِعْلِ أَشْيَاءَ سَاهَمَتْ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُرَكِّزُ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِأُمُورٍ تَصُبُّ فِي مَنْفَعَةِ ٱلْجَمَاعَةِ، وَرُفَقَاؤُهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ يُحِبُّونَهُمْ لِهٰذِهِ ٱلرُّوحِ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، يَسُودُ ٱلسَّلَامُ وَٱلْمَحَبَّةُ وَٱلْأَمَانُ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. — حز ٣٤:٢٥، ٢٨.
١٥ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يُطْلَبُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حِفْظُ ٱلسَّبْتِ، لٰكِنَّ بُولُسَ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ «تَبْقَى رَاحَةُ سَبْتٍ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. لِأَنَّ ٱلَّذِي دَخَلَ رَاحَةَ ٱللّٰهِ ٱسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا ٱسْتَرَاحَ ٱللّٰهُ مِنْ أَعْمَالِهِ». (عب ٤:٩، ١٠) وَبِإِمْكَانِنَا دُخُولُ رَاحَةِ يَهْوَهَ بِإِطَاعَتِهِ وَٱلْعَمَلِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ قَصْدِهِ. فَهَلْ نَضَعُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ، وَحُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَخِدْمَةَ ٱلْحَقْلِ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِنَا؟ هَلْ نَتَّخِذُ مَوَاقِفَ ثَابِتَةً فِي مَكَانِ ٱلْعَمَلِ، وَخُصُوصًا إِذَا لَمْ يَحْتَرِمْ مُسْتَخْدِمُنَا أَوْ زُمَلَاؤُنَا أَوْلَوِيَّاتِنَا ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، قَدْ نَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَى ‹إِغْلَاقِ أَبْوَابِ ٱلْمَدِينَةِ وَطَرْدِ ٱلصُّورِيِّينَ›، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، بِهَدَفِ مَنْحِ ٱلْأَوْلَوِيَّةِ وَٱلِٱهْتِمَامِ ٱللَّازِمِ لِلْأُمُورِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَبِمَا أَنَّنَا قُدِّسْنَا، فَجَدِيرٌ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَطْرَحَ عَلَى نَفْسِهِ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ: ‹هَلْ يُظْهِرُ نَمَطُ حَيَاتِي أَنِّي مَفْرُوزٌ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ؟›. — مت ٦:٣٣.
حَافِظْ عَلَى هُوِيَّتِكَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ
١٦ كَيْفَ كَانَتْ هُوِيَّةُ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ كَشَعْبٍ مُقَدَّسٍ مُهَدَّدَةً فِي زَمَنِ نَحَمْيَا؟
١٦ اقرأ نحميا ١٣:٢٣-٢٧. فِي زَمَنِ نَحَمْيَا، كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَتَزَوَّجُونَ بِنِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ. لِذٰلِكَ، جَعَلَ نَحَمْيَا فِي زِيَارَتِهِ ٱلْأُولَى لِأُورُشَلِيمَ جَمِيعَ ٱلشُّيُوخِ يَقْطَعُونَ مِيثَاقًا أَلَّا يَقْتَرِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱلْوَثَنِيَّاتِ. (نح ٩:٣٨؛ ١٠:٣٠) إِلَّا أَنَّهُ وَجَدَ بَعْدَ عِدَّةِ أَعْوَامٍ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ لَمْ يَأْخُذُوا لِأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً غَرِيبَاتٍ فَحَسْبُ، بَلْ كَانُوا أَيْضًا عَلَى وَشْكِ خَسَارَةِ هُوِيَّتِهِمْ كَشَعْبٍ مُقَدَّسٍ لِلّٰهِ. فَأَوْلَادُ تِلْكَ ٱلنِّسَاءِ لَمْ يَعْرِفُوا قِرَاءَةَ ٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ أَوِ ٱلتَّكَلُّمَ بِهَا. فَهَلْ كَانُوا سَيَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ إِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا يَكْبُرُونَ أَمْ إِنَّهُمْ سَيَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنَ ٱلْأَشْدُودِيِّينَ، ٱلْعَمُّونِيِّينَ، أَوِ ٱلْمُوآبِيِّينَ؟ هَلْ كَانُوا سَيَتَمَكَّنُونَ مِنْ فَهْمِ شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ وَهُمْ يَجْهَلُونَ ٱللُّغَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ؟ وَكَيْفَ كَانُوا سَيَتَعَرَّفُونَ بِيَهْوَهَ وَيَخْتَارُونَ أَنْ يَخْدُمُوهُ بَدَلَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي عَبَدَتْهَا أُمَّهَاتُهُمْ؟ لِذٰلِكَ، كَانَتْ هُنَالِكَ حَاجَةٌ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَاسِمٍ وَسَرِيعٍ. وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ نَحَمْيَا. — نح ١٣:٢٨.
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى حِيَازَةِ عَلَاقَةٍ شَخْصِيَّةٍ بِيَهْوَهَ؟
١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَنْبَغِي أَنْ نُسَاعِدَ أَوْلَادَنَا عَلَى ٱكْتِسَابِ هُوِيَّةٍ مَسِيحِيَّةٍ بِٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءِ ٱلْمُنَاسِبِ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، ٱسْأَلُوا أَنْفُسَكُمْ: ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُجِيدُ أَوْلَادِي تَكَلُّمَ «ٱللُّغَةِ ٱلنَّقِيَّةِ» لِحَقِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟ (صف ٣:٩) وَهَلْ تَعْكِسُ مُحَادَثَاتُهُمْ أَثَرَ رُوحِ ٱللّٰهِ فِيهِمْ أَمْ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟›. لَا تَتَثَبَّطُوا بِسُرْعَةٍ إِذَا لَاحَظْتُمْ وُجُودَ نَقْصٍ فِي هٰذَيْنِ ٱلْمَجَالَيْنِ. فَتَعَلُّمُ لُغَةٍ يَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ، لَا سِيَّمَا إِذَا كُنَّا مُحَاطِينَ بِٱلتَّلْهِيَاتِ. وَأَوْلَادُكُمْ يُوَاجِهُونَ تَحَدِّيَاتٍ هَائِلَةً كَيْ يُسَايِرُوا عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ. لِذٰلِكَ، ٱسْتَغِلُّوا بِصَبْرٍ جَلَسَاتِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْأُخْرَى كَيْ تُسَاعِدُوهُمْ عَلَى تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَهَ. (تث ٦:٦-٩) سَلِّطُوا ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنَ ٱلْبَقَاءِ مُخْتَلِفِينَ عَنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. (يو ١٧:١٥-١٧) وَٱعْمَلُوا عَلَى بُلُوغِ قُلُوبِهِمْ.
١٨ لِمَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ هُمْ أَفْضَلُ مَنْ يُعِدُّونَ أَوْلَادَهُمْ لِلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَهَ؟
١٨ لَا شَكَّ أَنَّهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، كُلُّ وَلَدٍ سَيَأْخُذُ قَرَارَهُ ٱلْخَاصَّ حِيَالَ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يَلْعَبُوا دَوْرًا كَبِيرًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. وَيَشْمُلُ هٰذَا ٱلدَّوْرُ رَسْمَ ٱلْمِثَالِ ٱلْحَسَنِ أَمَامَهُمْ، وَضْعَ حُدُودٍ وَاضِحَةٍ لَهُمْ، وَمُنَاقَشَتَهُمْ فِي نَتَائِجِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي سَيَتَّخِذُونَهَا. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مَنْ يُعِدُّونَ أَوْلَادَكُمْ لِلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَهَ. فَهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَتِكُمْ كَيْ يَكْتَسِبُوا هُوِيَّتَهُمُ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَيُحَافِظُوا عَلَيْهَا. وَطَبْعًا، يَجِبُ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَحْتَرِسَ لِئَلَّا نَخْسَرَ ‹ثِيَابَنَا ٱلْخَارِجِيَّةَ› ٱلْمَجَازِيَّةَ — اَلصِّفَاتِ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُنَا كَأَتْبَاعٍ لِلْمَسِيحِ. — رؤ ٣:٤، ٥؛ ١٦:١٥.
يَهْوَهُ سَيَذْكُرُنَا «بِٱلْخَيْرِ»
١٩، ٢٠ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ كَيْ يَذْكُرَنَا يَهْوَهُ «بِٱلْخَيْرِ»؟
١٩ أَشَارَ ٱلنَّبِيُّ مَلَاخِي، أَحَدُ مُعَاصِرِي نَحَمْيَا، أَنَّهُ «كُتِبَ . . . سِفْرُ تَذْكِرَةٍ لِخَائِفِي يَهْوَهَ وَلِلْمُفَكِّرِينَ فِي ٱسْمِهِ». (مل ٣:١٦، ١٧) فَيَهْوَهُ لَنْ يَنْسَى أَبَدًا ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱسْمَهُ وَيَخَافُونَهُ خَوْفًا تَوْقِيرِيًّا. — عب ٦:١٠.
٢٠ كَمَا صَلَّى نَحَمْيَا قَائِلًا: «اُذْكُرْنِي يَا إِلٰهِي بِٱلْخَيْرِ». (نح ١٣:٣١) وَمِثْلَ نَحَمْيَا، سَتَبْقَى أَسْمَاؤُنَا فِي سِفْرِ تَذْكِرَةِ ٱللّٰهِ إِنْ نَحْنُ وَاظَبْنَا عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ، دَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، وَضْعِ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوَّلًا، وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى هُوِيَّتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ. إِذًا، ‹لِنُدَاوِمْ عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِنَا هَلْ نَحْنُ فِي ٱلْإِيمَانِ›. (٢ كو ١٣:٥) فَإِذَا حَافَظْنَا عَلَى عَلَاقَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ بِيَهْوَهَ، فَسَيَذْكُرُنَا «بِٱلْخَيْرِ».