مقالة الدرس ٥٢
عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ
«اَلْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ». — مز ١٢٧:٣.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٤ اَلْأَوْلَادُ أَمَانَةٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ عَلَامَ أَمَّنَ يَهْوَهُ ٱلْوَالِدِينَ؟
حِينَ خَلَقَ يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ، وَضَعَ فِيهِمَا ٱلرَّغْبَةَ فِي إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «اَلْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ». (مز ١٢٧:٣) فَمَا مَعْنَى ذٰلِكَ؟ تَخَيَّلْ أَنَّ صَدِيقًا عَزِيزًا أَمَّنَكَ عَلَى مَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَالِ. لَا شَكَّ أَنَّكَ تَشْعُرُ بِٱلْفَخْرِ لِأَنَّهُ وَثِقَ بِكَ. لٰكِنَّكَ قَدْ تُفَكِّرُ كَيْفَ تُحَافِظُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَمَانَةِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، أَعْطَى يَهْوَهُ ٱلْوَالِدِينَ أَمَانَةً أَغْلَى بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْمَالِ. فَهُوَ أَمَّنَهُمْ عَلَى خَيْرِ أَوْلَادِهِمْ وَسَعَادَتِهِمْ.
٢ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا؟
٢ مَنْ يُقَرِّرُ هَلْ يُنْجِبُ ٱلزَّوْجَانِ أَوْلَادًا وَمَتَى يُنْجِبَانِهِمْ؟ وَكَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً سَعِيدَةً؟ إِلَيْكَ مَبَادِئَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ تُسَاعِدُ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً.
اِحْتَرِمْ قَرَارَ ٱلزَّوْجَيْنِ
٣ (أ) مَنْ يُقَرِّرُ هَلْ يُنْجِبُ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْأَوْلَادَ؟ (ب) أَيُّ مَبْدَأَيْنِ مُهِمٌّ أَنْ تَتَذَكَّرَهُمَا ٱلْعَائِلَةُ وَٱلْأَصْدِقَاءُ؟
٣ فِي بَعْضِ ٱلْحَضَارَاتِ، يَتَوَقَّعُ ٱلنَّاسُ مِنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ أَنْ يُنْجِبُوا ٱلْأَوْلَادَ فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ. حَتَّى إِنَّ أَفْرَادَ عَائِلَتِهِمْ وَأَصْدِقَاءَهُمْ قَدْ يَضْغَطُونَ عَلَيْهِمْ كَيْ يُنْجِبُوا ٱلْأَوْلَادَ. يَقُولُ أَخٌ مِنْ آسِيَا ٱسْمُهُ جِثْرُو: «بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَضْغَطُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ أَوْلَادٌ كَيْ يُنْجِبُوا أَوْلَادًا». وَيُخْبِرُ أَخٌ آخَرُ مِنْ آسِيَا ٱسْمُهُ جِيفْرِي: «يَقُولُ ٱلْبَعْضُ لِلْمُتَزَوِّجِينَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ أَوْلَادٌ إِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا مَنْ يَهْتَمُّ بِهِمْ عِنْدَمَا يَكْبُرُونَ». لٰكِنَّ ٱلزَّوْجَيْنِ هُمَا مَنْ يُقَرِّرُ إِنْ كَانَا سَيُنْجِبَانِ ٱلْأَوْلَادَ أَمْ لَا. فَٱلْقَرَارُ قَرَارُهُمَا، وَهُمَا يَتَحَمَّلَانِ مَسْؤُولِيَّتَهُ. (غل ٦:٥) طَبْعًا، يُرِيدُ أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءُ أَنْ يَفْرَحَ ٱلزَّوْجَانِ فِي حَيَاتِهِمَا. لٰكِنْ مُهِمٌّ أَنْ يَتَذَكَّرُوا أَنَّ قَرَارَ ٱلْإِنْجَابِ يَعُودُ إِلَى ٱلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ فَقَطْ. — ١ تس ٤:١١.
٤-٥ أَيُّ سُؤَالَيْنِ مُهِمٌّ أَنْ يُنَاقِشَهُمَا ٱلزَّوْجَانِ، وَمَتَى أَنْسَبُ وَقْتٍ لِذٰلِكَ؟ أَوْضِحْ.
٤ إِذَا قَرَّرَ ٱلزَّوْجَانِ أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ، فَجَيِّدٌ أَنْ يُنَاقِشَا سُؤَالَيْنِ مُهِمَّيْنِ: أَوَّلًا، مَتَى يُنْجِبَانِ ٱلْأَوْلَادَ؟ وَثَانِيًا، كَمْ وَلَدًا يُنْجِبَانِ؟ لٰكِنْ مَتَى أَنْسَبُ وَقْتٍ لِمُنَاقَشَةِ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ؟ وَمَا أَهَمِّيَّةُ ذٰلِكَ؟
٥ جَيِّدٌ أَنْ يُنَاقِشَ ٱلزَّوْجَانِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ قَبْلَ ٱلزَّوَاجِ. لِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ كَيْ يَتَّفِقَا عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ. أَيْضًا، يَلْزَمُ أَنْ يُفَكِّرَا إِنْ كَانَا مُسْتَعِدَّيْنِ لِهٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ. فَبَعْضُ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ يُقَرِّرُونَ أَنْ يُؤَجِّلُوا إِنْجَابَ ٱلْأَوْلَادِ سَنَةً أَوِ ٱثْنَتَيْنِ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْأَوْلَادِ تَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ. لِذَا يُعْطُونَ أَنْفُسَهُمْ وَقْتًا لِيَعْتَادُوا عَلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ وَيُقَوُّوا عَلَاقَتَهُمْ. — اف ٥:٣٣.
٦ مَاذَا يُقَرِّرُ ٱلْبَعْضُ فِي أَيَّامِنَا ٱلصَّعْبَةِ؟
٦ وَبَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَتَمَثَّلُونَ بِأَوْلَادِ نُوحَ ٱلثَّلَاثَةِ وَزَوْجَاتِهِمِ ٱلَّذِينَ أَجَّلُوا إِنْجَابَ ٱلْأَوْلَادِ. (تك ٦:١٨؛ ٩:١٨، ١٩؛ ١٠:١؛ ٢ بط ٢:٥) وَيَسُوعُ شَبَّهَ أَيَّامَنَا ‹بِأَيَّامِ نُوحَ›. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ». (مت ٢٤:٣٧؛ ٢ تي ٣:١) لِذَا يُقَرِّرُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُؤَجِّلُوا إِنْجَابَ ٱلْأَوْلَادِ كَيْ يُخَصِّصُوا وَقْتًا أَكْبَرَ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ.
٧ كَيْفَ يُطَبِّقُ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْمَبْدَأَيْنِ فِي لُوقَا ١٤:٢٨، ٢٩ وَ ٱلْأَمْثَال ٢١:٥؟
٧ عِنْدَمَا يُنَاقِشُ ٱلزَّوْجَانِ قَرَارَ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ وَكَمْ وَلَدًا يُرِيدَانِ، مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ ‹يَحْسِبَا ٱلنَّفَقَةَ›. (اقرأ لوقا ١٤:٢٨، ٢٩.) فَٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ خِبْرَةٌ يُؤَكِّدُونَ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْأَوْلَادِ لَا تُكَلِّفُ ٱلْمَالَ فَقَطْ، بَلْ تَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجُهْدَ أَيْضًا. لِذَا ضَرُورِيٌّ أَنْ يُفَكِّرَ ٱلزَّوْجَانِ فِي أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: ‹هَلْ يَلْزَمُ أَنْ نَعْمَلَ نَحْنُ ٱلِٱثْنَيْنِ لِنُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةَ؟ هَلْ نَحْنُ مُتَّفِقَانِ مَا هِيَ «حَاجَاتُنَا ٱلْأَسَاسِيَّةُ»؟ وَإِذَا ٱضْطُرِرْنَا كِلَانَا أَنْ نَعْمَلَ، فَمَنْ سَيَهْتَمُّ بِٱلْأَوْلَادِ؟ مَنْ سَيُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ؟›. وَٱلزَّوْجَانِ ٱللَّذَانِ يُنَاقِشَانِ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ بِهُدُوءٍ يُطَبِّقَانِ فِي ٱلْوَاقِعِ كَلِمَاتِ ٱلْأَمْثَال ٢١:٥. (اقرأها.)
٨ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يَجِبُ أَنْ يَتَوَقَّعَهَا ٱلزَّوْجَانِ، وَمَاذَا يَفْعَلُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمُحِبُّ؟
٨ يَحْتَاجُ ٱلْوَلَدُ إِلَى وَقْتِ وَطَاقَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ كِلَيْهِمَا، وَهُوَ يَسْتَحِقُّ هٰذَا ٱلِٱهْتِمَامَ. وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ فِي ٱلْعَائِلَةِ عِدَّةُ أَوْلَادٍ أَعْمَارُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ، يَسْتَصْعِبُ ٱلْوَالِدَانِ أَحْيَانًا أَنْ يُعْطِيَا كُلَّ وَلَدٍ ٱلِٱنْتِبَاهَ ٱللَّازِمَ. وَيَقُولُ وَالِدُونَ مَرُّوا بِهٰذَا ٱلظَّرْفِ إِنَّهُمْ شَعَرُوا بِضَغْطٍ كَبِيرٍ. فَقَدْ تُسْتَنْزَفُ ٱلْأُمُّ جَسَدِيًّا وَعَاطِفِيًّا. وَيُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ ذٰلِكَ عَلَى دَرْسِهَا وَصَلَاتِهَا وَخِدْمَتِهَا. وَرُبَّمَا يَصْعُبُ عَلَيْهَا أَيْضًا أَنْ تُرَكِّزَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَتَسْتَفِيدَ مِنْهَا. لِذَا يَبْذُلُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمُحِبُّ كُلَّ جُهْدِهِ لِيَهْتَمَّ هُوَ أَيْضًا بِٱلْأَوْلَادِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَفِي ٱلْبَيْتِ. فَقَدْ يُسَاعِدُ زَوْجَتَهُ فِي أَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِ. وَهُوَ سَيَحْرِصُ أَنْ يَعْقِدَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ كُلَّ أُسْبُوعٍ وَأَنْ يَسْتَفِيدَ ٱلْجَمِيعُ مِنْهَا. كَمَا أَنَّ ٱلْأَبَ ٱلْمَسِيحِيَّ يُرَافِقُ عَائِلَتَهُ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ.
كَيْفَ تُعَلِّمُونَ أَوْلَادَكُمْ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ؟
٩-١٠ مَا ٱلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى لِتَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟
٩ كَيْفَ يُعَلِّمُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ؟ وَكَيْفَ يَحْمُونَهُمْ مِنْ مَخَاطِرِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ؟ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْمُفِيدَةِ.
١٠ اُطْلُبُوا مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ. فَكِّرُوا فِي مِثَالِ مَنُوحَ وَزَوْجَتِهِ، وَالِدَيْ شَمْشُونَ. فَعِنْدَمَا عَرَفَا أَنَّهُمَا سَيُرْزَقَانِ بِوَلَدٍ، تَرَجَّى مَنُوحُ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَهُمَا ٱلْإِرْشَادَ كَيْ يُرَبِّيَاهُ جَيِّدًا.
١١ حَسَبَ ٱلْقُضَاة ١٣:٨، كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلْوَالِدُونَ بِمَنُوحَ؟
١١ وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ نِهَاد وَأَلْمَا مِنَ ٱلْبُوسْنَة وَٱلْهَرْسِك. يُخْبِرَانِ: «مِثْلَ مَنُوحَ، نَحْنُ أَيْضًا تَرَجَّيْنَا يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا ٱلْإِرْشَادَ لِنُرَبِّيَ ٱبْنَنَا تَرْبِيَةً جَيِّدَةً. وَيَهْوَهُ ٱسْتَجَابَ صَلَاتَنَا بِعِدَّةِ طُرُقٍ: اَلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْمَطْبُوعَاتِ، وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ». — اقرإ القضاة ١٣:٨.
١٢ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ لِأَوْلَادِهِمَا؟
١٢ اُرْسُمُوا لَهُمُ ٱلْمِثَالَ. مَا تَقُولُونَهُ لِأَوْلَادِكُمْ مُهِمٌّ، لٰكِنَّ مَا تَفْعَلُونَهُ أَهَمُّ. وَلَا بُدَّ أَنَّ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ رَسَمَا مِثَالًا رَائِعًا لِأَوْلَادِهِمَا، بِمَنْ فِيهِمْ يَسُوعُ. فَيُوسُفُ عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ كَيْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ، وَعَلَّمَهُمْ أَنْ يُقَدِّرُوا ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ. (تث ٤:٩، ١٠) فَهُوَ كَانَ يَأْخُذُهُمْ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ «كُلَّ سَنَةٍ» لِلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ، مَعْ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ لَمْ تَطْلُبْ ذٰلِكَ. (لو ٢:٤١، ٤٢) وَرُبَّمَا ٱعْتَبَرَ بَعْضُ ٱلْآبَاءِ فِي أَيَّامِهِ رِحْلَةً كَهٰذِهِ مَعَ ٱلْعَائِلَةِ مُتْعِبَةً وَطَوِيلَةً وَمُكْلِفَةً. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يُوسُفَ قَدَّرَ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ وَعَلَّمَ أَوْلَادَهُ أَنْ يَكُونُوا مِثْلَهُ. أَيْضًا، كَانَتْ مَرْيَمُ تَعْرِفُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ جَيِّدًا. وَلَا شَكَّ أَنَّهَا عَلَّمَتْ أَوْلَادَهَا بِكَلَامِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا أَنْ يُحِبُّوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ.
١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ زَوْجَانِ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ؟
١٣ تَمَثَّلَ نِهَاد وَأَلْمَا بِيُوسُفَ وَمَرْيَمَ أَيْضًا وَعَلَّمَا ٱبْنَهُمَا أَنْ يُحِبَّ يَهْوَهَ وَيَخْدُمَهُ. يَقُولَانِ: «بَذَلْنَا كُلَّ جُهْدِنَا كَيْ يَرَى ٱبْنُنَا مِنْ خِلَالِ طَرِيقَةِ حَيَاتِنَا أَنَّ مَبَادِئَ يَهْوَهَ مُفِيدَةٌ جِدًّا». وَيَنْصَحُ نِهَاد: «كُنْ مِثْلَمَا تُرِيدُ أَنْ يَكُونَ ٱبْنُكَ».
١٤ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْوَالِدُونَ مَنْ هُمْ أَصْدِقَاءُ أَوْلَادِهِمْ؟
١٤ سَاعِدُوا أَوْلَادَكُمْ أَنْ يَخْتَارُوا أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ. يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْوَالِدُونَ مَنْ هُمْ أَصْدِقَاءُ أَوْلَادِهِمْ وَكَيْفَ يَقْضُونَ ٱلْوَقْتَ مَعًا. وَهٰذَا يَشْمُلُ أَنْ يَعْرِفُوا مَعْ مَنْ يَتَكَلَّمُ أَوْلَادُهُمْ عَلَى مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ وَعَلَى هَوَاتِفِهِمْ. فَأَصْدِقَاءُ ٱلْأَوْلَادِ يُؤَثِّرُونَ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ. — ١ كو ١٥:٣٣.
١٥ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ مِثَالِ جِيسِّي؟
١٥ لٰكِنْ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْوَالِدُونَ إِذَا كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ؟ يَقُولُ أَبٌ مِنَ ٱلْفِيلِيبِّينَ ٱسْمُهُ جِيسِّي: «لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ كَيْفَ نَسْتَعْمِلُ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نُنَبِّهَ أَوْلَادَنَا مِنْ مَخَاطِرِهَا». وَلَمْ يَحْرِمْ جِيسِّي أَوْلَادَهُ مِنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ لِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهَا. يَذْكُرُ: «شَجَّعْتُ أَوْلَادِي أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ كَيْ يَتَعَلَّمُوا لُغَةً جَدِيدَةً، يَسْتَعِدُّوا لِلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَيَقْرَأُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُلَّ يَوْمٍ». إِذَا كُنْتَ وَالِدًا، فَهَلْ تَحَدَّثْتَ مَعْ أَوْلَادِكَ عَنْ تَبَادُلِ ٱلرَّسَائِلِ وَٱلصُّوَرِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت؟ سَتَجِدُ عَلَى ®jw.org تَحْتَ «اَلْمُرَاهِقُونَ» نَصَائِحَ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ أَنْ يَكُونُوا مُتَّزِنِينَ فِي ٱسْتِعْمَالِ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا. شَاهِدْ مَعَهُمْ أَيْضًا فِيدْيُو مَنْ يُسَيْطِرُ عَلَى مَنْ؟ أَنْتَ أَوِ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا؟ وَفِيدْيُو مَوَاقِعُ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ: اِفْتَحْ عَيْنَيْكَ!b فَهٰذِهِ ٱلْمَوَادُّ تُسَاعِدُكَ أَنْ تُعَلِّمَ أَوْلَادَكَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُونَ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا بِحِكْمَةٍ. — ام ١٣:٢٠.
١٦ مَاذَا يَفْعَلُ وَالِدُونَ كَثِيرُونَ، وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟
١٦ يَحْرِصُ وَالِدُونَ كَثِيرُونَ أَنْ يُمْضِيَ أَوْلَادُهُمْ وَقْتًا مَعَ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. مَثَلًا، ٱعْتَادَ زَوْجَانِ مِنْ سَاحِلِ ٱلْعَاجِ ٱسْمُهُمَا نْدَايْنِي وَبُومِين أَنْ يَدْعُوَا نَاظِرَ ٱلدَّائِرَةِ إِلَى ٱلنَّوْمِ فِي بَيْتِهِمَا. يُخْبِرُ نْدَايْنِي: «أَثَّرَ ذٰلِكَ كَثِيرًا عَلَى ٱبْنِنَا، فَهُوَ ٱلْآنَ فَاتِحٌ وَنَاظِرُ دَائِرَةٍ بَدِيلٌ». فَهَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِهٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ؟
١٧-١٨ مَتَى يَجِبُ أَنْ يَبْدَأَ ٱلْوَالِدُونَ بِتَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ؟
١٧ اِبْدَأُوا بِتَعْلِيمِ أَوْلَادِكُمْ فِي عُمْرٍ صَغِيرٍ. كُلَّمَا بَكَّرَ ٱلْوَالِدُونَ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمِ، ٱسْتَفَادَ ٱلْأَوْلَادُ أَكْثَرَ. (ام ٢٢:٦) فَكِّرْ فِي تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي رَافَقَ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ. فَوَالِدَتُهُ أَفْنِيكِي وَجَدَّتُهُ لُوئِيسُ عَلَّمَتَاهُ ٱلْحَقَّ «مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ». — ٢ تي ١:٥؛ ٣:١٥.
١٨ وَجَان كْلُود وَبِيس، زَوْجَانِ مِنْ سَاحِلِ ٱلْعَاجِ، عَلَّمَا أَوْلَادَهُمَا ٱلسِّتَّةَ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَيَخْدُمُوهُ. وَقَدْ تَمَثَّلَ هٰذَانِ ٱلزَّوْجَانِ بِأَفْنِيكِي وَلُوئِيسَ. يَذْكُرَانِ: «لَقَّنَّا أَوْلَادَنَا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ. فَنَحْنُ بَدَأْنَا نُعَلِّمُهُمْ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ وِلَادَتِهِمْ». — تث ٦:٦، ٧.
١٩ كَيْفَ يُلَقِّنُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْحَقَّ لِأَوْلَادِهِمْ؟
١٩ وَمَا مَعْنَى ٱلْفِعْلِ «لَقَّنَ»؟ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «لَقَّنَ» فِي ٱلتَّثْنِيَة ٦:٧ تَعْنِي «كَرَّرَ» أَوْ «طَبَعَ فِي ٱلذِّهْنِ». وَكَيْ يَفْعَلَ ٱلْوَالِدُونَ ذٰلِكَ، عَلَيْهِمْ أَنْ يُمْضُوا ٱلْوَقْتَ مَعْ أَوْلَادِهِمْ. وَمَعْ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ قَدْ يَتْعَبُونَ مِنْ تَكْرَارِ ٱلنَّصَائِحِ نَفْسِهَا، جَيِّدٌ أَنْ يَتَذَكَّرُوا أَنَّ ٱلتَّكْرَارَ يُسَاعِدُ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَيُطَبِّقُوهَا.
٢٠ كَيْفَ يَنْطَبِقُ ٱلْمَزْمُور ١٢٧:٤ عَلَى تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟
٢٠ مَيِّزُوا حَاجَاتِ أَوْلَادِكُمْ. يُشَبِّهُ ٱلْمَزْمُورُ ١٢٧ ٱلْأَوْلَادَ بِٱلسِّهَامِ. (اقرإ المزمور ١٢٧:٤.) وَمِثْلَمَا تَخْتَلِفُ أَحْجَامُ ٱلسِّهَامِ وَٱلْمَوَادُّ ٱلَّتِي تُصْنَعُ مِنْهَا، يَخْتَلِفُ كُلُّ وَلَدٍ عَنْ غَيْرِهِ. لِذَا جَيِّدٌ أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْوَالِدُونَ كَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ يُرَبُّوا كُلَّ وَلَدٍ مِنْ أَوْلَادِهِمْ. يَقُولُ زَوْجَانِ مِنَ ٱلشَّرْقِ ٱلْأَوْسَطِ نَجَحَا فِي تَعْلِيمِ وَلَدَيْهِمَا ٱلْحَقَّ: «كُنَّا نَدْرُسُ مَعْ كُلِّ وَلَدٍ وَحْدَهُ». وَبِٱلطَّبْعِ، رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ إِنْ كَانَ ذٰلِكَ مُنَاسِبًا أَوْ ضَرُورِيًّا.
يَهْوَهُ سَيَكُونُ إِلَى جَانِبِكُمْ
٢١ كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلْوَالِدِينَ؟
٢١ قَدْ تَشْعُرُونَ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْأَوْلَادِ صَعْبَةٌ جِدًّا عَلَيْكُمْ. وَلٰكِنْ لَا تَنْسَوْا أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ، وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا أَنْ يَمُدَّ لَكُمْ يَدَهُ. فَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ صَلَاتَكُمْ. وَسَوْفَ يَسْتَجِيبُهَا مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْمَطْبُوعَاتِ، وَأَمْثِلَةِ بَاقِي ٱلْوَالِدِينَ ٱلنَّاضِجِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَنَصَائِحِهِمِ ٱلْمُفِيدَةِ.
٢٢ مَا أَهَمُّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُعْطِيهَا ٱلْوَالِدُونَ لِأَوْلَادِهِمْ؟
٢٢ يُقَالُ إِنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْأَوْلَادِ هِيَ مَشْرُوعُ ٢٠ سَنَةً. وَلٰكِنْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ، ٱلْوَالِدُونَ يَبْقَوْنَ دَائِمًا وَالِدِينَ. وَمِنْ أَهَمِّ مَا يُعْطُونَهُ لِأَوْلَادِهِمْ هُوَ مَحَبَّتُهُمْ وَوَقْتُهُمْ وَنَصَائِحُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمَعْ أَنَّ كُلَّ وَلَدٍ يَتَجَاوَبُ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ تَرَبَّوْا فِي عَائِلَةٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ يَشْعُرُونَ مِثْلَ أُخْتٍ مِنْ آسِيَا ٱسْمُهَا جُوَانَّا مَاي. تَقُولُ: «حِينَ أُفَكِّرُ كَيْفَ رَبَّانِي وَالِدَايَ، أَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُمَا عَلَّمَانِي أَنْ أُحِبَّهُ. فَهُمَا لَمْ يُعْطِيَانِي ٱلْحَيَاةَ فَقَطْ بَلْ حَيَاةً جَمِيلَةً جِدًّا». — ام ٢٣:٢٤، ٢٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٩ غَنُّوا مَعِي: «سُبْحَانَ يَاهَ!»
a هَلْ يَلْزَمُ أَنْ يُنْجِبَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ أَوْلَادًا؟ كَمْ وَلَدًا يُنْجِبُونَ؟ وَكَيْفَ يُعَلِّمُونَهُمْ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَيَخْدُمُوهُ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى أَمْثِلَةً مِنْ أَيَّامِنَا وَمَبَادِئَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُجِيبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
b اُنْظُرْ أَيْضًا كِتَابَ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ — أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ، ٱلْجُزْءَ ١، ٱلْفَصْلَ ٣٦؛ وَٱلْجُزْءَ ٢، ٱلْفَصْلَ ١١.
c وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: زَوْجَانِ مَسِيحِيَّانِ يُنَاقِشَانِ قَرَارَ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ وَيُفَكِّرَانِ فِي ٱلْأَفْرَاحِ وَٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ.
d وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: زَوْجَانِ يَدْرُسَانِ مَعْ كُلٍّ مِنْ وَلَدَيْهِمَا وَحْدَهُ بِسَبَبِ ٱلْفَرْقِ فِي ٱلْعُمْرِ وَٱلْقُدُرَاتِ.