لِمَاذَا نُسَبِّحُ يَهْوَهَ؟
«سَبِّحُوا يَاهَ! لِأَنَّ ٱلتَّرَنُّمَ لِإِلٰهِنَا صَالِحٌ، لِأَنَّهُ حُلْوٌ. اَلتَّسْبِيحُ لَائِقٌ». — مز ١٤٧:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠٤، ١٥٢
١-٣ (أ) مَتَى كُتِبَ ٱلْمَزْمُورُ ١٤٧ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ١٤٧؟
عَادَةً، نَحْنُ نَمْدَحُ وَنُقَدِّرُ كُلَّ مَنْ يُتْقِنُ عَمَلَهُ أَوْ يُعْرِبُ عَنْ صِفَةٍ حَسَنَةٍ. مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يَسْتَحِقُّ يَهْوَهُ إِلٰهُنَا كُلَّ ٱلْحَمْدِ وَٱلتَّسْبِيحِ. فَهُوَ شَدِيدُ ٱلْقُوَّةِ، صِفَةٌ تَظْهَرُ فِي خَلِيقَتِهِ ٱلرَّائِعَةِ. كَمَا أَنَّ مَحَبَّتَهُ لَنَا عَظِيمَةٌ جِدًّا، إِذْ بَذَلَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً عَنَّا.
٢ وَكَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١٤٧ ٱنْدَفَعَ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَهَ. وَشَجَّعَ غَيْرَهُ أَيْضًا عَلَى ذٰلِكَ. — اقرإ المزمور ١٤٧:١، ١٢.
٣ لَا نَعْرِفُ مَنْ كَتَبَ هٰذَا ٱلْمَزْمُورَ. لٰكِنَّهُ عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ حِينَ حَرَّرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ بَابِلَ وَأَعَادَهُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ. (مز ١٤٧:٢) فَهُوَ شَكَرَ يَهْوَهَ وَسَبَّحَهُ لِأَنَّهُ سَمَحَ لِشَعْبِهِ أَنْ يَعُودُوا إِلَى أَرْضِهِمْ وَيَعْبُدُوهُ هُنَاكَ. لٰكِنَّهُ ذَكَرَ أَسْبَابًا أُخْرَى أَيْضًا. مَا هِيَ؟ وَأَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا نَحْنُ أَنْ نَهْتِفَ «هَلِّلُويَا» أَوْ «سَبِّحُوا يَاهَ»؟ — رؤ ١٩:١، الحاشية؛ مز ١٤٧:١.
يَهْوَهُ «يَشْفِي ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ»
٤ كَيْفَ شَعَرَ ٱلْمَسْبِيُّونَ حِينَ حَرَّرَهُمُ ٱلْمَلِكُ كُورُشُ، وَلِمَاذَا؟
٤ تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَهُمْ فِي بَابِلَ. فَٱلَّذِينَ أَسَرُوهُمْ سَخِرُوا مِنْهُمْ قَائِلِينَ: «رَنِّمُوا لَنَا مِنْ تَرْنِيمَاتِ صِهْيَوْنَ تَرْنِيمَةً». لٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ لَمْ يَرْغَبُوا فِي ٱلْغِنَاءِ. فَأُورُشَلِيمُ، أَعْظَمُ أَسْبَابِ فَرَحِهِمْ، كَانَتْ مَهْجُورَةً. (مز ١٣٧:١-٣، ٦) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْهُمْ وَعَزَّاهُمْ، تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ. فَقَدِ ٱحْتَلَّ ٱلْمَلِكُ ٱلْفَارِسِيُّ كُورُشُ بَابِلَ، ثُمَّ قَالَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «يَهْوَهُ . . . فَوَّضَ إِلَيَّ أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ . . . فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ شَعْبِهِ، فَلْيَكُنْ يَهْوَهُ إِلٰهُهُ مَعَهُ، وَلْيَصْعَدْ». (٢ اخ ٣٦:٢٣) فَكَمْ تَعَزَّى ٱلْمَسْبِيُّونَ ٱلْيَهُودُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ!
٥ مَاذَا قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ عَنْ قُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ؟
٥ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُعَزِّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَأُمَّةٍ فَحَسْبُ، بَلِ ٱهْتَمَّ بِهِمْ إِفْرَادِيًّا أَيْضًا. وَيَهْوَهُ لَا يَزَالُ هُوَ هُوَ. فَصَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ كَتَبَ أَنَّهُ «يَشْفِي ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ، وَيُضَمِّدُ جِرَاحَ آلَامِهِمْ». (مز ١٤٧:٣) فَيَهْوَهُ يَهْتَمُّ بِنَا سَوَاءٌ كُنَّا مَرْضَى أَوْ مُكْتَئِبِينَ. وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعَزِّيَنَا وَيَشْفِيَ جِرَاحَنَا ٱلنَّفْسِيَّةَ. (مز ٣٤:١٨؛ اش ٥٧:١٥) كَمَا أَنَّهُ يُقَوِّينَا وَيُعْطِينَا ٱلْحِكْمَةَ لِنُوَاجِهَ أَيَّ مُشْكِلَةٍ. — يع ١:٥.
٦ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱلْمَزْمُور ١٤٧:٤؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ بَعْدَ ذٰلِكَ، يَنْتَقِلُ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ عَنِ ٱلسَّمٰوَاتِ. فَيُخْبِرُ أَنَّ يَهْوَهَ «يُحْصِي عَدَدَ ٱلنُّجُومِ، يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَائِهَا». (مز ١٤٧:٤) صَحِيحٌ أَنَّ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ تَمَكَّنَ مِنْ رُؤْيَةِ ٱلنُّجُومِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَوْعِبْ كَمْ هِيَ كَثِيرَةٌ. فَٱلْعُلَمَاءُ صَارُوا يَعْرِفُونَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ أَنَّ هُنَالِكَ بَلَايِينَ ٱلنُّجُومِ فِي مَجَرَّتِنَا وَحْدَهَا وَتِرِيلْيُونَاتِ ٱلْمَجَرَّاتِ فِي ٱلْكَوْنِ. وَلٰكِنْ بِعَكْسِ ٱلْبَشَرِ، يَعْرِفُ ٱلْخَالِقُ عَدَدَ ٱلنُّجُومِ بِٱلضَّبْطِ. حَتَّى إِنَّهُ يُعْطِي ٱسْمًا لِكُلٍّ مِنْهَا. فَكُلُّ نَجْمٍ مُمَيَّزٌ فِي نَظَرِهِ. (١ كو ١٥:٤١) فَإِذَا كَانَ ٱللّٰهُ يَعْرِفُ ٱلنُّجُومَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، أَفَلَا يَهْتَمُّ بِكَ أَنْتَ! فَهُوَ يَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ عَنْكَ: مَكَانَكَ، مَشَاعِرَكَ، وَحَاجَاتِكَ.
٧، ٨ (أ) مَاذَا يَأْخُذُ ٱللّٰهُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ؟ (ب) اُذْكُرْ مِثَالًا يُظْهِرُ تَعَاطُفَ يَهْوَهَ مَعَ ٱلْبَشَرِ.
٧ وَيَهْوَهُ لَا يَهْتَمُّ بِكَ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا يَتَعَاطَفُ مَعَكَ وَيَقْدِرُ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى مُوَاجَهَةِ أَيِّ مُشْكِلَةٍ. (اقرإ المزمور ١٤٧:٥.) فَرُبَّمَا تَشْعُرُ أَنَّكَ تَمُرُّ بِظَرْفٍ يَفُوقُ ٱسْتِطَاعَتَكَ. لٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱللّٰهَ يَأْخُذُ حُدُودَكَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ وَ ‹يَذْكُرُ أَنَّكَ تُرَابٌ›. (مز ١٠٣:١٤) وَلِأَنَّنَا نَاقِصُونَ، نَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ نَفْسَهَا مِرَارًا وَتَكْرَارًا. فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ نَدِمْنَا عَلَى كَلِمَاتِنَا ٱلْمُتَهَوِّرَةِ، رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ، أَوْ غَيْرَتِنَا مِنَ ٱلْآخَرِينَ! وَمَعَ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَتْ لَدَيْهِ أَيَّةُ ضَعَفَاتٍ، فَهُوَ يَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَنَا تَمَامًا. — اش ٤٠:٢٨.
٨ فَهَلْ لَمَسْتَ شَخْصِيًّا دَعْمَ يَهْوَهَ خِلَالَ ٱلْمِحَنِ؟ (اش ٤١:١٠، ١٣) إِلَيْكَ أَيْضًا مَا حَدَثَ مَعَ كِيُوكُو. فَقَدْ حَزِنَتْ هٰذِهِ ٱلْفَاتِحَةُ كَثِيرًا بَعْدَمَا ٱنْتَقَلَتْ إِلَى تَعْيِينٍ جَدِيدٍ. لٰكِنَّهَا لَمَسَتْ تَعَاطُفَ يَهْوَهَ مَعَهَا، حِينَ أَحَاطَهَا بِأَشْخَاصٍ مُتَفَهِّمِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْجَدِيدَةِ. فَشَعَرَتْ وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لَهَا: «أَنَا أُحِبُّكِ، لَيْسَ فَقَطْ لِأَنَّكِ فَاتِحَةٌ، بَلْ أَيْضًا لِأَنَّكِ ٱبْنَتِي وَنَذَرْتِ حَيَاتَكِ لِي. وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تَتَمَتَّعِي بِخِدْمَتِي». وَمَاذَا عَنْكَ؟ كَيْفَ أَظْهَرَ لَكَ يَهْوَهُ أَنَّ «لِفَهْمِهِ لَا إِحْصَاءَ»، أَيْ أَنَّهُ يَتَفَهَّمُكَ تَمَامًا؟
يَهْوَهُ يَمْنَحُنَا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ
٩، ١٠ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ يُقَدِّمُهَا لَنَا يَهْوَهُ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى؟ أَوْضِحْ.
٩ كُلُّنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلْمَسْكَنِ. فَهَلْ تَقْلَقُ أَحْيَانًا أَلَّا تَحْصُلَ عَلَى كِفَايَتِكَ مِنَ ٱلطَّعَامِ؟ لَقَدْ صَمَّمَ يَهْوَهُ ٱلْأَرْضَ لِتُنْتِجَ طَعَامًا يَكْفِي ٱلْجَمِيعَ، حَتَّى «فِرَاخَ ٱلْغِرْبَانِ ٱلَّتِي تَصْرُخُ». (اقرإ المزمور ١٤٧:٨، ٩.) فَإِذَا كَانَ يَهْوَهُ يُطْعِمُ ٱلْغِرْبَانَ، أَفَلَنْ يُزَوِّدَكَ أَنْتَ أَيْضًا بِٱلضَّرُورِيَّاتِ؟! — مز ٣٧:٢٥.
١٠ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُنَا رُوحِيًّا وَيُعْطِينَا ‹ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ›. (في ٤:٦، ٧) مَثَلًا، لَمَسَ مُوتْسُوُو وَزَوْجَتُهُ دَعْمَ يَهْوَهَ بَعْدَمَا ضَرَبَتْ مَوْجَاتُ تُسُونَامِي ٱلْيَابَان عَامَ ٢٠١١. صَحِيحٌ أَنَّهُمَا تَمَكَّنَا مِنَ ٱلنَّجَاةِ بَعْدَمَا صَعِدَا إِلَى سَطْحِ بَيْتِهِمَا، لٰكِنَّهُمَا خَسِرَا كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهِمَا تَقْرِيبًا. وَٱضْطُرَّا أَنْ يَنَامَا فِي غُرْفَةٍ بَارِدَةٍ وَمُظْلِمَةٍ فِي ٱلطَّابِقِ ٱلثَّانِي مِنْ بَيْتِهِمَا ٱلْمُتَضَرِّرِ. لِذَا فِي صَبَاحِ ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، فَتَّشَا عَمَّا يَمْنَحُهُمَا ٱلتَّشْجِيعَ. لٰكِنَّهُمَا لَمْ يَجِدَا سِوَى ٱلْكِتَابِ ٱلسَّنَوِيِّ لِشُهُودِ يَهْوَهَ لِعَامِ ٢٠٠٦. فَوَقَعَ نَظَرُ مُوتْسُوُو عَلَى ٱلْعُنْوَانِ ٱلْفَرْعِيِّ «أَشَدُّ مَوْجَاتِ ٱلتُّسُونَامِي فَتْكًا فِي ٱلتَّارِيخِ ٱلْمُسَجَّلِ». وَقَدْ تَحَدَّثَ هٰذَا ٱلْجُزْءُ عَنْ زِلْزَالٍ ضَرَبَ سُومَطْرَة عَامَ ٢٠٠٤ وَسَبَّبَ مَوْجَاتِ تُسُونَامِي لَمْ يَسْبِقْ لَهَا مَثِيلٌ. فَبَكَى مُوتْسُوُو وَزَوْجَتُهُ أَثْنَاءَ قِرَاءَةِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ. وَلَمَسَا ٱهْتِمَامَ يَهْوَهَ وَمَحَبَّتَهُ، إِذْ مَنَحَهُمَا ٱلتَّشْجِيعَ فِي حِينِهِ. كَمَا أَنَّهُ زَوَّدَهُمَا بِحَاجَاتِهِمَا ٱلْمَادِّيَّةِ. فَقَدْ أَرْسَلَ ٱلْإِخْوَةُ مُؤَنَ ٱلْإِغَاثَةِ مِنْ مَنَاطِقَ أُخْرَى فِي ٱلْيَابَان. لٰكِنَّ أَكْثَرَ مَا قَوَّاهُمَا هُوَ زِيَارَاتُ مُمَثِّلِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ. يُخْبِرُ مُوتْسُوُو: «شَعَرْتُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِنَا إِفْرَادِيًّا. وَهٰذَا عَزَّانَا كَثِيرًا». فَيَهْوَهُ يُزَوِّدُنَا أَوَّلًا بِحَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ، ثُمَّ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ.
اِسْتَفِدْ مِنْ دَعْمِ يَهْوَهَ
١١ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ مَعُونَةِ يَهْوَهَ؟
١١ يَهْوَهُ مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا أَنْ «يُعِينَ ٱلْحُلَمَاءَ». (مز ١٤٧:٦أ) فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ عَوْنِهِ أَوْ مُسَاعَدَتِهِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ حُلَمَاءَ وَنُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ بِهِ. (صف ٢:٣) فَٱلْحُلَمَاءُ يَصْبِرُونَ حَتَّى يُزِيلَ ٱللّٰهُ ٱلْمَظَالِمَ وَيُنْهِيَ مُعَانَاتَهُمْ. وَهٰكَذَا يَنَالُونَ رِضَاهُ.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ مَعُونَةِ ٱللّٰهِ؟ (ب) بِمَنْ يُسَرُّ يَهْوَهُ؟
١٢ بِٱلْمُقَابِلِ، «يَحُطُّ [يَهْوَهُ] ٱلْأَشْرَارَ إِلَى ٱلْأَرْضِ». (مز ١٤٧:٦ب) طَبْعًا، لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يَتَعَامَلَ يَهْوَهُ مَعَنَا بِوَلَاءٍ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَكْرَهَ مَا يَكْرَهُهُ. (مز ٩٧:١٠) مَثَلًا، عَلَيْنَا أَنْ نَكْرَهَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ وَكُلَّ مَا يَقُودُنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. (مز ١١٩:٣٧؛ مت ٥:٢٨) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلصِّرَاعَ مَعَ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ لَيْسَ سَهْلًا، لٰكِنَّ نَيْلَ بَرَكَةِ يَهْوَهَ يَسْتَحِقُّ كُلَّ جُهْدٍ.
١٣ وَكَيْفَ نَنْتَصِرُ فِي هٰذَا ٱلصِّرَاعِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَتَّكِلَ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ، لَا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَتَّكِلُ عَلَيْهَا ٱلْبَشَرُ عَادَةً. فَهُوَ «لَا يُسَرُّ بِقُدْرَةِ ٱلْخَيْلِ». وَلَا نَعْتَمِدْ أَيْضًا عَلَى أَنْفُسِنَا أَوِ ٱلْآخَرِينَ. فَيَهْوَهُ «لَا يَرْضَى بِسُرْعَةِ سَاقَيِ ٱلرَّجُلِ». (مز ١٤٧:١٠) بِٱلْأَحْرَى، يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ وَنَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَنَا. وَهُوَ لَنْ يَمَلَّ مِنْ سَمَاعِ تَوَسُّلَاتِنَا. فَيَهْوَهُ «يُسَرُّ . . . بِخَائِفِيهِ، بِٱلْمُنْتَظِرِينَ لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ»، أَيْ وَلَاءَهُ. (مز ١٤٧:١١) وَلِأَنَّهُ وَلِيٌّ وَمُحِبٌّ، نَثِقُ أَنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي مُسَاعَدَتِنَا كَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ.
١٤ بِمَ وَثِقَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ؟
١٤ وَيَهْوَهُ أَيْضًا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ، مِثْلَمَا سَاعَدَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَ رُجُوعِهِمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَكَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ رَنَّمَ قَائِلًا: «قَدْ قَوَّى مَزَالِيجَ بَوَّابَاتِكِ، وَبَارَكَ بَنِيكِ فِي وَسَطِكِ. يَجْعَلُ سَلَامًا فِي أَرَاضِيكِ». (مز ١٤٧:١٣، ١٤) فَلَمَّا تَأَمَّلَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَهُ بَوَّابَاتِ ٱلْمَدِينَةِ، وَثِقَ أَنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي حِمَايَةِ عُبَّادِهِ.
١٥-١٧ (أ) كَيْفَ نَشْعُرُ أَحْيَانًا حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ؟ (ب) أَوْضِحْ كَيْفَ ‹تَجْرِي كَلِمَةُ ٱللّٰهِ سَرِيعًا›.
١٥ لِذَا حِينَ تُقْلِقُكَ ٱلْمَشَاكِلُ، تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعْطِيكَ ٱلْحِكْمَةَ لِتَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا. فَٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ قَالَ إِنَّ ٱللّٰهَ «يُرْسِلُ قَوْلَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، فَتَجْرِي كَلِمَتُهُ سَرِيعًا». وَبَعْدَمَا أَشَارَ أَنَّ يَهْوَهَ ‹يُعْطِي ٱلثَّلْجَ، يَنْثُرُ ٱلصَّقِيعَ، وَيُلْقِي ٱلْجَلِيدَ›، سَأَلَ: «أَمَامَ بَرْدِهِ مَنْ يَقِفُ؟». لٰكِنَّهُ عَادَ وَأَضَافَ أَنَّ يَهْوَهَ «يُرْسِلُ كَلِمَتَهُ فَيُذِيبُهَا». (مز ١٤٧:١٥-١٨) فَإِلٰهُنَا ٱلْكُلِّيُّ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقُدْرَةِ ٱلَّذِي يَتَحَكَّمُ فِي ٱلْبَرَدِ وَٱلثَّلْجِ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَخَطَّى كُلَّ ٱلْعَقَبَاتِ.
١٦ وَهُوَ يُوَجِّهُنَا ٱلْيَوْمَ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَكَلِمَتُهُ هٰذِهِ ‹تَجْرِي سَرِيعًا›، أَيْ أَنَّهُ يُرْشِدُنَا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. وَنَحْنُ نَنَالُ ٱلْإِرْشَادَ حِينَ نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، نَدْرُسُ مَطْبُوعَاتِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»، نُشَاهِدُ مَحَطَّةَ JW، نَتَصَفَّحُ مَوْقِعَ jw.org، نَتَحَدَّثُ إِلَى ٱلشُّيُوخِ، وَنُعَاشِرُ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ. (مت ٢٤:٤٥) أَفَلَا يُؤَكِّدُ لَكَ ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُرْشِدُكَ فِي حِينِهِ؟
١٧ تَأَمَّلْ مَثَلًا كَيْفَ دَعَمَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أُخْتًا ٱسْمُهَا سِيمُون. فَخِلَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْفَتَرَاتِ، شَعَرَتْ أَنَّهَا بِلَا قِيمَةٍ، وَظَنَّتْ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ رَاضٍ عَنْهَا. لٰكِنَّهَا صَلَّتْ وَتَوَسَّلَتْ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَهَا. وَٱسْتَمَرَّتْ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ تَقُولُ سِيمُون إِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتَأَخَّرْ وَلَا مَرَّةً عَنْ دَعْمِهَا وَإِرْشَادِهَا. وَهٰذَا سَاعَدَهَا أَنْ تَكُونَ أَكْثَرَ إِيجَابِيَّةً.
١٨ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ تَنْعَمُ بِهِ ٱلْيَوْمَ، وَأَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُكَ أَنْ تُسَبِّحَ يَهْوَهَ؟
١٨ لَقَدْ قَدَّرَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلَّذِي نَعِمَ بِهِ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. فَهُمْ كَانُوا ٱلشَّعْبَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱللّٰهُ «كَلِمَتَهُ» وَ «فَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ». (اقرإ المزمور ١٤٧:١٩، ٢٠.) وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ نَنْعَمُ بِٱمْتِيَازِ حَمْلِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ. وَشَرَفُنَا عَظِيمٌ أَنْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ، نَتْبَعَ إِرْشَادَ كَلِمَتِهِ، وَنَكُونَ أَصْدِقَاءَهُ. فَمِثْلَ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ ١٤٧، لَدَيْنَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنُسَبِّحَ يَهْوَهَ، وَنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُسَبِّحُوهُ هُمْ أَيْضًا.