تَمَتَّعْ بِٱلْحَيَاةِ فِي خَوْفِ يَهْوَه
«خَافُوا يَهْوَهَ يَا قِدِّيسِيهِ، لِأَنَّهُ لَا عَوَزَ لِخَائِفِيهِ». — مزمور ٣٤:٩.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ نَظْرَتَيْنِ مُتَنَاقِضَتَيْنِ يُعَلِّمُهُمَا ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
يُعَلِّمُ رِجَالُ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلنَّاسَ أَنْ يَخَافُوا ٱللّٰهَ. لكِنَّ هذَا ٱلتَّعْلِيمَ يَرْتَكِزُ فِي ٱلْغَالِبِ عَلَى عَقِيدَةٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَهِيَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُعَاقِبُ ٱلْخُطَاةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي نَارِ ٱلْهَاوِيَةِ. فَهذِهِ ٱلْعَقِيدَةُ تَتَنَاقَضُ مَعَ تَعْلِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَه إِلهُ مَحَبَّةٍ وَعَدْلٍ. (تكوين ٣:١٩؛ تثنية ٣٢:٤؛ روما ٦:٢٣؛ ١ يوحنا ٤:٨) وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يُعَلِّمُ بَعْضُهُمْ نَقِيضَ ذلِكَ. فَهُمْ لَا يَأْتُونَ أَبَدًا عَلَى ذِكْرِ خَوْفِ ٱللّٰهِ، بَلْ يُعَلِّمُونَ أَنَّهُ مُتَسَاهِلٌ وَيَقْبَلُ ٱلْجَمِيعَ كَيْفَمَا كَانَ نَمَطُ حَيَاتِهِمْ. وَهذِهِ ٱلْفِكْرَةُ أَيْضًا لَا تَنْسَجِمُ مَعَ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. — غلاطية ٥:١٩-٢١.
٢ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ. (رؤيا ١٤:٧) لِذلِكَ قَدْ نَتَسَاءَلُ: ‹لِمَاذَا يَتَطَلَّبُ مِنَّا إِلهٌ مُحِبٌّ أَنْ نَخَافَهُ؟ مَا هُوَ ٱلْخَوْفُ ٱلَّذِي يَطْلُبُ مِنَّا ٱللّٰهُ ٱلْإِعْرَابَ عَنْهُ؟ وَمَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَحْصُدُهَا مِنْ خَوْفِ ٱللّٰهِ؟›. فِي مَا يَلِي، سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِيمَا نُتَابِعُ مُنَاقَشَتَنَا لِلْمَزْمُورِ ٣٤.
لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ؟
٣ (أ) كَيْفَ تَشْعُرُونَ بِشَأْنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي تَأْمُرُنَا أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ؟ (ب) لِمَاذَا ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ يَهْوَه هُمْ أَشْخَاصٌ سُعَدَاءُ؟
٣ يَسْتَحِقُّ يَهْوَه أَنْ نَخَافَهُ لِأَنَّهُ ٱلْخَالِقُ وَٱلْحَاكِمُ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى ٱلْكَوْنِ بِأَسْرِهِ. (١ بطرس ٢:١٧) لكِنَّ هذَا ٱلْخَوْفَ لَيْسَ رُعْبًا شَدِيدًا مِنْ إِلهٍ عَدِيمِ ٱلرَّحْمَةِ. إِنَّهُ رَهْبَةٌ تَوْقِيرِيَّةٌ نَشْعُرُ بِهَا مِنْ جَرَّاءِ مَعْرِفَتِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَه، وَهُوَ أَيْضًا خَوْفٌ مِنْ عَدَمِ إِرْضَائِهِ. كَمَا أَنَّ خَوْفَ ٱللّٰهِ هُوَ شُعُورٌ سَامٍ وَبَنَّاءٌ، وَلَا يُسَبِّبُ ٱلْكَآبَةَ أَوِ ٱلذُّعْرَ. فَيَهْوَه، «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ»، يُرِيدُ أَنْ تَتَمَتَّعَ خَلَائِقُهُ ٱلْبَشَرِيَّةُ بِٱلْحَيَاةِ. (١ تيموثاوس ١:١١) وَلكِنْ بُغْيَةَ ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاتِنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَعِيشَ بِمُقْتَضَى مَطَالِبِ ٱللّٰهِ. وَهذَا يَعْنِي لِأَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ إِجْرَاءَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي نَمَطِ حَيَاتِهِمْ. وَكُلُّ مَنْ يَقُومُ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ يَلْمُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ: «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ. سَعِيدٌ هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُحْتَمِي بِهِ. خَافُوا يَهْوَهَ يَا قِدِّيسِيهِ، لِأَنَّهُ لَا عَوَزَ لِخَائِفِيهِ». (مزمور ٣٤:٨، ٩) فَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ يَهْوَه لَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ ذُو قِيمَةٍ دَائِمَةٍ لِأَنَّهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِهِ.
٤ أَيُّ تَأْكِيدٍ أَعْطَاهُ دَاوُدُ وَيَسُوعُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟
٤ لَاحِظْ أَنَّ دَاوُدَ أَكْرَمَ رِجَالَهُ بِدَعْوَتِهِمْ ‹قِدِّيسِينَ›، وَذلِكَ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمَعْرُوفِ فِي أَيَّامِهِ. فَقَدْ كَانَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ أَعْضَاءً فِي أُمَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَيُعَرِّضُونَ حَيَاتَهُمْ لِلْخَطَرِ لِيَتْبَعُوا دَاوُدَ. وَرَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا هَارِبِينَ مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ، كَانَ دَاوُدُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَه سَيَسْتَمِرُّ فِي تَزْوِيدِهِمْ بِحَاجَاتِهِمِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. فَقَدْ كَتَبَ: «اَلْأَشْبَالُ ٱحْتَاجَتْ وَجَاعَتْ، أَمَّا طَالِبُو يَهْوَهَ فَلَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْخَيْرِ». (مزمور ٣٤:١٠) وَلَاحِقًا، أَعْطَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ تَأْكِيدًا مُمَاثِلًا. — متى ٦:٣٣.
٥ (أ) مِنْ أَيَّةِ طَبَقَةٍ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ؟ (ب) أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْخَوْفِ؟
٥ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ أَصْغَوْا إِلَى يَسُوعَ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْمَسَاكِينِ. لِذلِكَ «أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». (متى ٩:٣٦) وَهَلْ تَحَلَّى هؤُلَاءِ ٱلْمَسَاكِينُ بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَتْبَعُوا يَسُوعَ؟ كَانَ ٱتِّبَاعُ يَسُوعَ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَلِكُوا خَوْفَ يَهْوَه، لَا خَوْفَ ٱلنَّاسِ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «لَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَفْعَلُوا أَكْثَرَ. بَلْ أُبَيِّنُ لَكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَةٌ بَعْدَ ٱلْقَتْلِ أَنْ يُلْقِيَ فِي وَادِي هِنُّومَ. أَقُولُ لَكُمْ: نَعَمْ، مِنْ هٰذَا خَافُوا. أَلَا تُبَاعُ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ بِقِرْشَيْنِ؟ وَمَعَ هٰذَا، فَلَا يُنْسَى وَاحِدٌ مِنْهَا أَمَامَ ٱللّٰهِ. بَلْ حَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ كُلُّهَا مَعْدُودَةٌ. فَلَا تَخَافُوا، أَنْتُمْ أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ». — لوقا ١٢:٤-٧.
٦ (أ) أَيَّةُ كَلِمَاتٍ قَالَهَا يَسُوعُ تُقَوِّي ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟ (ب) لِمَاذَا يَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّقْوَى؟
٦ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ خَائِفُو يَهْوَه لِلضَّغْطِ كَيْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ خِدْمَةِ ٱللّٰهِ، يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرُوا مَشُورَةَ يَسُوعَ: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِٱتِّحَادِهِ بِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ، يَعْتَرِفُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ أَيْضًا بِٱتِّحَادِهِ بِهِ أَمَامَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ. وَمَنْ أَنْكَرَنِي أَمَامَ ٱلنَّاسِ، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلَائِكَةِ ٱللّٰهِ». (لوقا ١٢:٨، ٩) وَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُقَوِّي ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَخُصُوصًا فِي ٱلْبُلْدَانِ حَيْثُ يُفْرَضُ ٱلْحَظْرُ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَرَغْمَ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ يُمَارِسُونَ ٱلْحَذَرَ، فَهُمْ يَسْتَمِرُّونَ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَه فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَامَّةِ. (اعمال ٥:٢٩) وَيَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ‹ٱلتَّقْوَى›، أَيْ مَخَافَةِ ٱللّٰهِ. (عبرانيين ٥:٧) فَٱلنُّبُوَّةُ تَقُولُ عَنْهُ: «يَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ يَهْوَهَ، رُوحُ . . . مَخَافَةِ يَهْوَهَ، وَتَكُونُ مُتْعَتُهُ فِي مَخَافَةِ يَهْوَهَ». (اشعيا ١١:٢، ٣) لِذلِكَ فَهُوَ ٱلْأَكْثَرُ أَهْلِيَّةً لِتَعْلِيمِنَا عَنْ فَوَائِدِ ٱلتَّقْوَى.
٧ (أ) كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَعَ دَعْوَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا دَاوُدُ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلْوَالِدُونَ بِمِثَالِ دَاوُدَ ٱلْجَيِّدِ؟
٧ إِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِمِثَالِ يَسُوعَ وَيُطَبِّقُونَ تَعَالِيمَهُ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ دَعْوَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلدَّعْوَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا دَاوُدُ: «تَعَالَوْا أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱسْتَمِعُوا إِلَيَّ، فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ يَهْوَهَ». (مزمور ٣٤:١١) مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَدْعُوَ دَاوُدُ رِجَالَهُ ‹بَنِينَ› لِأَنَّهُمُ ٱعْتَبَرُوهُ قَائِدًا لَهُمْ. وَقَدْ قَدَّمَ دَاوُدُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَتْبَاعِهِ لِيَكُونُوا مُتَّحِدِينَ وَيَنَالُوا رِضَى ٱللّٰهِ. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ جَيِّدٍ لِلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ! فَقَدْ مَنَحَهُمْ يَهْوَه ٱلسُّلْطَةَ عَلَى أَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمْ ‹لِيُرَبُّوهُمْ دَائِمًا فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ›. (افسس ٦:٤) لِذلِكَ حِينَ يُنَاقِشُ ٱلْوَالِدُونَ يَوْمِيًّا ٱلْمَسَائِلَ ٱلرُّوحِيَّةَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ بِعَقْدِ دَرْسٍ مُنْتَظِمٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُسَاعِدُونَهُمْ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْحَيَاةِ فِي خَوْفِ يَهْوَه. — تثنية ٦:٦، ٧.
اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّقْوَى عَمَلِيًّا
٨، ٩ (أ) مَاذَا يَنْجُمُ عَنْ حَيَاةِ ٱلتَّقْوَى؟ (ب) مَاذَا يَشْمُلُ صَوْنُ لِسَانِنَا؟
٨ كَمَا ذَكَرْنَا سَابِقًا، يَهْوَه لَا يَحْرِمُنَا مِنَ ٱلْفَرَحِ. سَأَلَ دَاوُدُ: «مَنْ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُسَرُّ بِٱلْحَيَاةِ، وَيُحِبُّ وَفْرَةَ ٱلْأَيَّامِ لِيَرَى ٱلْخَيْرَ؟». (مزمور ٣٤:١٢) مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ خَوْفَ يَهْوَه هُوَ مِفْتَاحُ ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاةٍ مَدِيدَةٍ وَ ‹رُؤْيَةِ ٱلْخَيْرِ›. وَلكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ ٱلْقَوْلِ إِنَّنَا نُحِبُّ ٱللّٰهَ وَٱلْبُرْهَانِ عَلَى ذلِكَ بِٱلْعَمَلِ! فَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّقْوَى عَمَلِيًّا؟ هذَا مَا يُظْهِرُهُ لَنَا دَاوُدُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤.
٩ فَهُوَ يَقُولُ: «صُنْ لِسَانَكَ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ، وَشَفَتَيْكَ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْخِدَاعِ». (مزمور ٣٤:١٣) لَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَنْ يَقْتَبِسَ هذَا ٱلْجُزْءَ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤ بَعْدَمَا نَصَحَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُعَامِلُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِمَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ. (١ بطرس ٣:٨-١٢) وَصَوْنُ لِسَانِنَا عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ يَعْنِي أَنَّ عَلَيْنَا تَجَنُّبَ نَشْرِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ دَائِمًا أَنْ نَكُونَ بَنَّائِينَ عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَشُجْعَانًا عِنْدَ ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْحَقِّ. — افسس ٤:٢٥، ٢٩، ٣١؛ يعقوب ٥:١٦.
١٠ (أ) مَاذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَاضُ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ؟ (ب) مَاذَا يَشْمُلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ؟
١٠ قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ أَيْضًا: «أَعْرِضْ عَمَّا هُوَ رَدِيءٌ وَٱفْعَلِ ٱلصَّلَاحَ. اُطْلُبِ ٱلسَّلَامَ وَٱسْعَ فِي أَثَرِهِ». (مزمور ٣٤:١٤) فَنَحْنُ نَتَجَنَّبُ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يَدِينُهَا ٱللّٰهُ كَٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ، ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ، ٱلسَّرِقَةِ، ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ، ٱلْعُنْفِ، ٱلسُّكْرِ، وَتَعَاطِي ٱلْمُخَدِّرَاتِ. كَمَا أَنَّنَا لَا نُوَافِقُ عَلَى ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُ أُمُورًا رَجِسَةً. (افسس ٥:١٠-١٢) وَبِٱلْأَحْرَى، نَحْنُ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا فِي فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ. وَأَعْظَمُ صَلَاحٍ يُمْكِنُنَا ٱلْقِيَامُ بِهِ هُوَ ٱلِٱشْتِرَاكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى نَيْلِ ٱلْخَلَاصِ. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وَيَشْمُلُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ أَيْضًا ٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَحُضُورَهَا، دَعْمَ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ مَادِّيًّا، ٱلِٱهْتِمَامَ بِقَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَمُسَاعَدَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْوِزِينَ.
١١ (أ) كَيْفَ وَضَعَ دَاوُدُ أَقْوَالَهُ عَنِ ٱلسَّلَامِ مَوْضِعَ ٱلتَّطْبِيقِ؟ (ب) كَيْفَ ‹نَسْعَى فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ›؟
١١ رَسَمَ دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلسَّعْيِ فِي أَثَرِ ٱلسَّلَامِ. فَقَدْ تَسَنَّى لَهُ قَتْلُ شَاوُلَ مَرَّتَيْنِ. وَفِي ٱلْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، ٱمْتَنَعَ عَنْ إِلْحَاقِ ٱلْأَذَى بِٱلْمَلِكِ ثُمَّ تَكَلَّمَ مَعَهُ بِٱحْتِرَامٍ، آمِلًا أَنْ يُعِيدَ ٱلسَّلَامَ بَيْنَهُمَا. (١ صموئيل ٢٤:٨-١١؛ ٢٦:١٧-٢٠) فَمَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ ٱلْيَوْمَ إِذَا نَشَأَتْ حَالَةٌ قَدْ تُعَكِّرُ سَلَامَ ٱلْجَمَاعَةِ؟ يَنْبَغِي أَنْ ‹نَطْلُبَ ٱلسَّلَامَ وَنَسْعَى فِي أَثَرِهِ›. فَإِذَا شَعَرْنَا أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِأَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مُتَوَتِّرَةٌ، يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ مَشُورَةَ يَسُوعَ: «اِذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا». وَبَعْدَئِذٍ، يُمْكِنُنَا مُتَابَعَةُ نَشَاطَاتِنَا ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. — متى ٥:٢٣، ٢٤؛ افسس ٤:٢٦.
خَوْفُ ٱللّٰهِ يَجْلُبُ مُكَافَآتٍ سَخِيَّةً
١٢، ١٣ (أ) مَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلْحَاضِرَةُ ٱلَّتِي يَجْنِيهَا خَائِفُو ٱللّٰهِ؟ (ب) مَا هِيَ ٱلْمُكَافَأَةُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلَّتِي سَيَنَالُهَا ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَمَّا قَرِيبٍ؟
١٢ «عَيْنَا يَهْوَهَ نَحْوَ ٱلْأَبْرَارِ، وَأُذُنَاهُ إِلَى ٱسْتِغَاثَتِهِمْ». (مزمور ٣٤:١٥) يُثْبِتُ سِجِلُّ تَعَامُلَاتِ ٱللّٰهِ مَعَ دَاوُدَ صِحَّةَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نَشْعُرُ بِفَرَحٍ عَمِيقٍ وَسَلَامٍ دَاخِلِيٍّ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَحْرُسُنَا. كَمَا أَنَّنَا نَثِقُ أَنَّهُ سَيَمْنَحُنَا دَائِمًا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَكُونُ تَحْتَ ضَغْطٍ شَدِيدٍ. وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ سَيَتَعَرَّضُونَ عَمَّا قَرِيبٍ لِهُجُومِ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ ٱلْمُنْبَإِ بِهِ، ثُمَّ سَيُوَاجِهُونَ «يَوْمَ يَهْوَهَ . . . ٱلْمَخُوفَ». (يوئيل ٢:١١، ٣١؛ حزقيال ٣٨:١٤-١٨، ٢١-٢٣) وَلكِنْ مَهْمَا تَكُنِ ٱلْحَالَةُ ٱلَّتِي سَنُوَاجِهُهَا فِي ذلِكَ ٱلْحِينِ، فَسَتَصِحُّ كَلِمَاتُ دَاوُدَ فِي حَالَتِنَا: «صَرَخُوا، وَيَهْوَهُ سَمِعَ، وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ». — مزمور ٣٤:١٧.
١٣ وَكَمْ سَنَبْتَهِجُ حِينَ يُمَجِّدُ يَهْوَه ٱسْمَهُ ٱلْعَظِيمَ! فَقُلُوبُنَا سَتَمْتَلِئُ رَهْبَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى فِيمَا يَحُلُّ ٱلْهَلَاكُ بِكُلِّ ٱلْمُقَاوِمِينَ. يَقُولُ دَاوُدُ: «وَجْهُ يَهْوَهَ ضِدُّ فَاعِلِي ٱلشَّرِّ، لِيَقْطَعَ مِنَ ٱلْأَرْضِ ذِكْرَهُمْ». (مزمور ٣٤:١٦) فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمُكَافَأَةَ ٱلَّتِي سَنَنَالُهَا إِذْ نَخْتَبِرُ ٱلْإِنْقَاذَ ٱلْعَظِيمَ وَنَدْخُلُ إِلَى عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ!
وُعُودٌ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ
١٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ رَغْمَ ٱلْبَلَايَا؟
١٤ حَتَّى مَجِيءِ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلِٱحْتِمَالِ بُغْيَةَ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَه فِي عَالَمٍ فَاسِدٍ وَعِدَائِيٍّ. وَٱلتَّقْوَى هِيَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلطَّاعَةِ. فَبِسَبَبِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا، يُعَانِي بَعْضُ خُدَّامِ يَهْوَه صُعُوبَاتٍ شَدِيدَةً تَكْسِرُ قَلْبَهُمْ وَتَسْحَقُ رُوحَهُمْ. وَهؤُلَاءِ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه سَيُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ إِذَا ٱلْتَجَأُوا إِلَيْهِ. وَكَمْ مُعَزِّيَةٌ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ! فَقَدْ قَالَ: «يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مزمور ٣٤:١٨) ثُمَّ تَابَعَ: «كَثِيرَةٌ هِيَ بَلَايَا ٱلْبَارِّ، وَلٰكِنْ مِنْ جَمِيعِهَا يُنْقِذُهُ يَهْوَهُ». (مزمور ٣٤:١٩) فَمَهْمَا حَلَّ بِنَا مِنْ بَلَايَا، فَإِنَّ يَهْوَه قَادِرٌ عَلَى إِنْقَاذِنَا.
١٥، ١٦ (أ) أَيَّةُ بَلِيَّةٍ عَلِمَ دَاوُدُ بِحُدُوثِهَا بُعَيْدَ نَظْمِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحَنِ؟
١٥ بُعَيْدَ نَظْمِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٤، عَلِمَ دَاوُدُ بِٱلْبَلِيَّةِ ٱلَّتِي حَلَّتْ بِسُكَّانِ نُوبَ. فَقَدْ ذَبَحَهُمْ شَاوُلُ جَمِيعَهُمْ وَقَتَلَ مُعْظَمَ ٱلْكَهَنَةِ. وَكَمْ حَزِنَ دَاوُدُ مِنْ جَرَّاءِ ذلِكَ! فَزِيَارَتُهُ لِنُوبَ هِيَ ٱلَّتِي أَثَارَتْ سُخْطَ شَاوُلَ. (١ صموئيل ٢٢:١٣، ١٨-٢١) وَلَا شَكَّ أَنَّهُ ٱلْتَجَأَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ، وَتَعَزَّى حَتْمًا بِرَجَاءِ قِيَامَةِ «ٱلْأَبْرَارِ» فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. — اعمال ٢٤:١٥.
١٦ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، نَحْنُ نَتَقَوَّى بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ يَفْعَلُهُ أَعْدَاؤُنَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَسَبَّبَ لَنَا بِأَذًى دَائِمٍ. (متى ١٠:٢٨) وَقَدْ عَبَّرَ دَاوُدُ عَنِ ٱقْتِنَاعٍ مُمَاثِلٍ حِينَ قَالَ: «يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِ [ٱلْبَارِّ]، وَاحِدٌ مِنْهَا لَا يَنْكَسِرُ». (مزمور ٣٤:٢٠) لَقَدْ تَمَّ هذَا ٱلْعَدَدُ إِتْمَامًا حَرْفِيًّا فِي حَالَةِ يَسُوعَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ مَاتَ مِيتَةً وَحْشِيَّةً، لَمْ «يُكْسَرْ» عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِ. (يوحنا ١٩:٣٦) لكِنَّ ٱلْمَزْمُورَ ٣٤:٢٠ يَنْطَبِقُ بِشَكْلٍ مُوَسَّعٍ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَعُشَرَائِهِمِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. فَلَنْ يُكْسَرَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِمْ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ أَذًى دَائِمٌ مَهْمَا وَاجَهُوا مِنْ مِحَنٍ. — يوحنا ١٠:١٦.
١٧ أَيَّةُ بَلِيَّةٍ تَنْتَظِرُ مُبْغِضِي شَعْبِ يَهْوَه غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ؟
١٧ لكِنَّ مَصِيرَ ٱلْأَشْرَارِ مُخْتَلِفٌ كُلِّيًّا، لِأَنَّهُمْ سُرْعَانَ مَا يَحْصُدُونَ عَوَاقِبَ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي زَرَعُوهُ. قَالَ دَاوُدُ: «اَلشِّرِّيرُ تُمِيتُهُ ٱلْبَلِيَّةُ، وَمُبْغِضُو ٱلْبَارِّ يُسْتَذْنَبُونَ». (مزمور ٣٤:٢١) فَكُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي مُقَاوَمَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ يُوَاجِهُونَ أَسْوَأَ بَلِيَّةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَسَوْفَ «يُكَابِدُونَ دَيْنُونَةَ ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ» عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — ٢ تسالونيكي ١:٩.
١٨ بِأَيِّ مَعْنًى سَبَقَ أَنِ ٱفْتُدِيَ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ›، وَمَاذَا سَيَجْلُبُ لَهُمُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ؟
١٨ يُخْتَتَمُ مَزْمُورُ دَاوُدَ بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُطَمْئِنَةِ: «يَهْوَهُ فَادِي نُفُوسِ خُدَّامِهِ، وَكُلُّ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ لَا يُسْتَذْنَبُونَ». (مزمور ٣٤:٢٢) وَقَدْ قَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ فِي أَوَاخِرِ حُكْمِهِ ٱلَّذِي دَامَ ٤٠ سَنَةً إِنَّ ٱللّٰهَ ‹فَدَى نَفْسَهُ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ›. (١ ملوك ١:٢٩) وَتَمَامًا كَدَاوُدَ، سَيَتَمَكَّنُ خَائِفُو يَهْوَه عَمَّا قَرِيبٍ مِنِ ٱسْتِرْجَاعِ ٱلْمَاضِي بِفَرَحٍ، لِأَنَّهُمْ أُنْقِذُوا مِنْ كُلِّ ٱلْمِحَنِ وَنَالُوا ٱلْفِدَاءَ إِذْ غُفِرَ ذَنْبُهُمُ ٱلنَّاجِمُ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ قَدْ نَالُوا مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. وَ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ يَنْضَمُّونَ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْبَاقِينَ مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. وَهُمْ يَتَمَتَّعُونَ بِمَوْقِفٍ طَاهِرٍ أَمَامَهُ لِأَنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْقُدْرَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ لِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ. وَخِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ ٱلْقَادِمِ، سَتُطَبَّقُ كَامِلًا فَوَائِدُ ٱلذَّبِيحَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ عَلَيْهِمْ، مِمَّا سَيُوصِلُهُمْ إِلَى ٱلْكَمَالِ ٱلْبَشَرِيِّ. — رؤيا ٧:٩، ١٤، ١٧؛ ٢١:٣-٥.
١٩ عَلَامَ يُصَمِّمُ أَفْرَادُ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ›؟
١٩ وَلِمَاذَا سَيَنَالُ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› مِنْ عُبَّادِ ٱللّٰهِ كُلَّ هذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ؟ لِأَنَّهُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ سَائِرِينَ فِي خَوْفِ يَهْوَه، إِذْ يَخْدُمُونَهُ بِطَاعَةٍ وَرَهْبَةٍ تَوْقِيرِيَّةٍ. حَقًّا، إِنَّ خَوْفَ يَهْوَه يَجْعَلُ ٱلْحَيَاةَ مُمْتِعَةً ٱلْآنَ وَيُسَاعِدُنَا عَلَى ‹ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ›، ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ. — ١ تيموثاوس ٦:١٢، ١٨، ١٩؛ رؤيا ١٥:٣، ٤.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ، وَمَاذَا يَعْنِي خَوْفُ ٱللّٰهِ؟
• كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تُؤَثِّرَ ٱلتَّقْوَى فِي تَصَرُّفَاتِنَا؟
• أَيَّةُ مُكَافَآتٍ نَحْصُدُهَا إِذَا كُنَّا نَخَافُ ٱللّٰهَ؟
• أَيَّةُ وُعُودٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٦]
يُمَارِسُ خَائِفُو يَهْوَه ٱلْحَذَرَ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ
[الصورة في الصفحة ٢٨]
أَعْظَمُ صَلَاحٍ يُمْكِنُنَا ٱلْقِيَامُ بِهِ مِنْ أَجْلِ جِيرَانِنَا هُوَ إِخْبَارُهُمْ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ