مقالة الدرس ٥٠
«ستكونُ معي في الفِردَوس»
«صِدقًا أقولُ لكَ اليَوم: ستَكونُ معي في الفِردَوس». — لو ٢٣:٤٣.
التَّرنيمَة ١٤٥ وَعدُ اللّٰهِ بِالفِردَوس
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ ماذا قالَ يَسُوع لِلمُجرِمِ التَّائِب؟ (لوقا ٢٣:٣٩-٤٣)
كانَ يَسُوع والمُجرِمانِ المُعَلَّقانِ بِجانِبِهِ يموتونَ مَوتًا بَطيئًا ومُؤلِمًا. (لو ٢٣:٣٢، ٣٣) في البِدايَة، كانَ المُجرِمانِ كِلاهُما يُهينانِ يَسُوع، وبِالتَّالي لم يكونا مِن تَلاميذِه. (مت ٢٧:٤٤؛ مر ١٥:٣٢) ولكنْ لاحِقًا، راجَعَ واحِدٌ مِنهُما نَفْسَهُ وتاب. وقالَ لِيَسُوع: «تَذَكَّرْني حينَ تَأتي في مَملَكَتِك». فأجابَهُ يَسُوع: «صِدقًا أقولُ لكَ اليَوم: ستَكونُ معي في الفِردَوس». (إقرأ لوقا ٢٣:٣٩-٤٣.) ولكنْ ماذا قصَدَ يَسُوع؟ لم يقصِدْ أنَّ المُجرِمَ سيَدخُلُ إلى مَملَكَةِ السَّموات، بل سيَكونُ في الفِردَوسِ هُنا على الأرض. فمع أنَّ هذا المُجرِمَ رُبَّما سمِعَ رِسالَةَ يَسُوع عن «مَملَكَةِ السَّموات»، لم يُصبِحْ مِن تَلاميذِه. (مت ٤:١٧) وماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَسُوع كانَ يتَحَدَّثُ عنِ الفِردَوسِ على الأرض؟
٢ ماذا يدُلُّ أنَّ المُجرِمَ التَّائِبَ كانَ يَهُودِيًّا؟
٢ على الأرجَح، كانَ المُجرِمُ التَّائِبُ يَهُودِيًّا. فهو لم يقُلْ لِلمُجرِمِ الآخَر: «ألَا تَخافُ الآلِهَةَ أبَدًا؟»، بل قالَ له: «ألَا تَخافُ اللّٰهَ أبَدًا؟». (لو ٢٣:٤٠) واليَهُود هُمُ الَّذينَ كانوا يُؤمِنونَ بِإلهٍ واحِد، بِعَكسِ الأُمَمِ الَّذينَ آمَنوا بِآلِهَةٍ كَثيرين. (خر ٢٠:٢، ٣؛ ١ كو ٨:٥، ٦) وعُمومًا، لم يُبَشِّرْ يَسُوع الأُمَم، بل «خِرافَ بَيتِ إسْرَائِيل الضَّائِعَة». (مت ١٥:٢٤) كما أنَّ اللّٰهَ كانَ قد كشَفَ لِلإسْرَائِيلِيِّينَ أنَّهُ سيُقيمُ المَوتى. وواضِحٌ مِن كَلامِ المُجرِمِ التَّائِبِ أنَّهُ عرَفَ عنِ القِيامَة. فقدِ استَنتَجَ أنَّ يَهْوَه سيُقيمُ يَسُوع لِيَحكُمَ في مَملَكَتِه، وكانَ يرجو أن يُقيمَهُ هو أيضًا.
٣ حينَ تحَدَّثَ يَسُوع عنِ الفِردَوس، ماذا فهِمَ المُجرِمُ على الأرجَح؟ (تكوين ٢:١٥)
٣ كيَهُودِيّ، عرَفَ المُجرِمُ التَّائِب دونَ شَكٍّ عن آدَم وحَوَّاء. فعرَفَ أنَّ يَهْوَه وضَعَهُما في جَنَّةٍ أو فِردَوس. وبِالتَّالي، فهِمَ أنَّ الفِردَوسَ الَّذي تحَدَّثَ عنهُ يَسُوع هو جَنَّةٌ جَميلَة هُنا على الأرض. — إقرإ التكوين ٢:١٥.
٤ في ماذا نُفَكِّرُ حينَ نتَأمَّلُ في وَعدِ يَسُوع لِلمُجرِم؟
٤ حينَ نتَأمَّلُ في وَعدِ يَسُوع لِلمُجرِم، لا شَكَّ أنَّنا نُفَكِّرُ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في الفِردَوس. وكَي نأخُذَ لَمحَةً عنها، سنرى كَيفَ كانَتِ الأحوالُ خِلالَ حُكمِ المَلِكِ سُلَيْمَان. ولكنْ طَبعًا، ستكونُ الأحوالُ على الأرضِ أفضَلَ بِكَثيرٍ خِلالَ حُكمِ يَسُوع معَ المُختارين، فيَسُوع أعظَمُ مِن سُلَيْمَان. (مت ١٢:٤٢) وسَنرى أيضًا ماذا يلزَمُ أن يفعَلَ ‹الخِرافُ الآخَرونَ› مِنَ الآنَ لِيَعيشوا في الفِردَوسِ إلى الأبَد. — يو ١٠:١٦.
كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في الفِردَوس؟
٥ كَيفَ تتَخَيَّلُ الحَياةَ في الفِردَوس؟
٥ كَيفَ تتَخَيَّلُ الحَياةَ في الفِردَوس؟ على الأرجَح، تتَخَيَّلُ حَديقَةً جَميلَة مِثلَ جَنَّةِ عَدَن. (تك ٢:٧-٩) وتتَذَكَّرُ نُبُوَّةَ مِيخَا أنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيَجلِسونَ «كُلُّ واحِدٍ تَحتَ كَرمَتِهِ وتَحتَ تينَتِه». (مي ٤:٣، ٤) كما تُفَكِّرُ في النُّبُوَّاتِ الَّتي تتَحَدَّثُ عن وَفرَةِ الطَّعام. (مز ٧٢:١٦؛ إش ٦٥:٢١، ٢٢) فتتَخَيَّلُ نَفْسَكَ في حَديقَةٍ جَميلَة، جالِسًا على طاوِلَةٍ مَليئَة بِالطَّعامِ الشَّهِيّ. تشُمُّ الرَّائِحَةَ الحُلوَة لِلأزهارِ والنَّباتاتِ الَّتي تنتَشِرُ في الهَواءِ النَّقِيّ. وتسمَعُ ضِحكاتِ عائِلَتِكَ وأصدِقائِك، بِمَن فيهِمِ المُقامون، فيما تتَمَتَّعونَ بِرِفقَةِ واحِدِكُمُ الآخَر. كُلُّ هذا لَيسَ حُلمًا، بل سيَتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد. ولكنْ في الفِردَوس، سيَكونُ لَدَينا أيضًا عَمَلٌ مُفرِحٌ لِنقومَ به.
٦ ماذا سنفعَلُ في الفِردَوس؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
٦ خلَقَنا يَهْوَه لِنفرَحَ بِعَمَلِنا. (جا ٢:٢٤) وخِلالَ حُكمِ المَسِيح لـ ٠٠٠,١ سَنَة، سيَكونُ لَدَينا الكَثيرُ مِنَ العَمَلِ المُفرِح. فسَواءٌ كُنَّا مِنَ الجَمعِ الكَثيرِ أو مِن مَلايينِ المُقامين، سنحتاجُ كُلُّنا إلى ثِيابٍ وطَعامٍ وسَكَن. وسَيَكونُ لَدَينا الكَثيرُ مِنَ العَمَلِ المُمتِعِ لِنُؤَمِّنَ هذِهِ الحاجات. ومِثلَما لزِمَ أن يفلَحَ آدَم وحَوَّاء جَنَّةَ عَدَن ويَهتَمَّا بها، سيَلزَمُ أن نفلَحَ الأرضَ الفِردَوسِيَّة ونهتَمَّ بها. كما سنتَمَتَّعُ بِتَعليمِ مَلايينِ المُقامينَ الَّذينَ لا يعرِفونَ الكَثيرَ عن يَهْوَه ومَشيئَتِه، وأيضًا بِتَعليمِ الأُمَناءِ الَّذينَ عاشوا قَبلَ زَمَنِ يَسُوع بِوَقتٍ طَويل.
٧ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون، ولِماذا؟
٧ في الفِردَوس، سيَكونُ هُناك بِالتَّأكيدِ سَلامٌ ونِظامٌ وخَيراتٌ كَثيرَة. فمِن خِلالِ حُكمِ سُلَيْمَان، أعطانا يَهْوَه لَمحَةً كَيفَ ستكونُ الحَياةُ خِلالَ حُكمِ ابْنِه.
حُكمُ سُلَيْمَان: لَمحَةٌ عنِ الفِردَوس
٨ كَيفَ تمَّتِ الكَلِماتُ في المَزْمُور ٣٧:١٠، ١١، ٢٩ خِلالَ حُكمِ سُلَيْمَان؟ (أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في هذا العَدَد.)
٨ تنَبَّأَ المَلِكُ دَاوُد كَيفَ ستكونُ الحَياةُ خِلالَ حُكمِ مَلِكٍ حَكيمٍ وأمين. (إقرإ المزمور ٣٧:١٠، ١١، ٢٩.) وكَثيرًا ما نقتَبِسُ كَلِماتِهِ في المَزْمُور ٣٧:١١ عِندَما نُخبِرُ النَّاسَ عنِ الفِردَوس. وهذا في مَحَلِّه. ففي المَوعِظَةِ على الجَبَل، اقتَبَسَ يَسُوع هذِهِ الكَلِمات، وأظهَرَ بِالتَّالي أنَّ لها إتمامًا في المُستَقبَل. (مت ٥:٥) لكنَّ كَلِماتِ دَاوُد تمَّت أيضًا خِلالَ حُكمِ ابْنِهِ سُلَيْمَان. ففي زَمَنِ سُلَيْمَان، عاشَ شَعبُ اللّٰهِ في أرضٍ «تَفيضُ بِالحَليبِ والعَسَل»، وتمَتَّعوا بِسَلامٍ فَريدٍ وخَيراتٍ كَثيرَة. فيَهْوَه كانَ قد وعَدَهُم: «إذا بَقيتُم تُطيعونَ أوامِري . . . أجلُبُ السَّلامَ في الأرض، فتَنامونَ دونَ أن يُخيفَكُم أحَد». (لا ٢٠:٢٤؛ ٢٦:٣، ٦) وبِالفِعل، تمَّ هذا الوَعدُ خِلالَ حُكمِ سُلَيْمَان. (١ أخ ٢٢:٩؛ ٢٩:٢٦-٢٨) كما وعَدَهُم يَهْوَه: «لن يَعودَ الأشرارُ مَوْجودين». (مز ٣٧:١٠) إذًا، الكَلِماتُ في المَزْمُور ٣٧:١٠، ١١، ٢٩ تمَّت في الماضي، وسَتتِمُّ أيضًا في المُستَقبَل.
٩ ماذا قالَت مَلِكَةُ سَبَأ عن حُكمِ سُلَيْمَان؟
٩ سمِعَت مَلِكَةُ سَبَأ عنِ السَّلامِ والخَيراتِ الَّتي تمَتَّعَ بها الإسْرَائِيلِيُّونَ تَحتَ حُكمِ سُلَيْمَان. فقامَت بِالرِّحلَةِ الطَّويلَة إلى أُورُشَلِيم لِتتَأكَّدَ مِن ذلِك هي بِنَفْسِها. (١ مل ١٠:١) وبَعدَما رأت عَظَمَةَ مَملَكَةِ سُلَيْمَان، قالَت له: «هُوَذا النِّصفُ لم أُخبَرْ به! . . . سُعَداءُ هُم رِجالُك! سُعَداءُ هُم خُدَّامُكَ هؤُلاءِ الواقِفونَ أمامَكَ دائِمًا السَّامِعونَ حِكمَتَك!». (١ مل ١٠:٦-٨) لكنَّ البَرَكاتِ تَحتَ حُكمِ سُلَيْمَان هي مُجَرَّدُ نَموذَجٍ صَغيرٍ لِلبَرَكاتِ الَّتي سيَتَمَتَّعُ بها البَشَرُ تَحتَ حُكمِ يَسُوع.
١٠ لِماذا يَسُوع أعظَمُ مِن سُلَيْمَان؟
١٠ يَسُوع أعظَمُ مِن سُلَيْمَان مِن كُلِّ النَّواحي. فسُلَيْمَان كانَ رَجُلًا ناقِصًا، وارتَكَبَ أخطاءً كَبيرَة آذَت شَعبَ اللّٰه. أمَّا يَسُوع، فهو حاكِمٌ كامِلٌ لا يُخطِئُ أبَدًا. (لو ١:٣٢؛ عب ٤:١٤، ١٥) وقدْ بقِيَ أمينًا لِله، حتَّى تَحتَ أصعَبِ التَّجارِبِ مِنَ الشَّيْطَان. وهكَذا، أثبَتَ أنَّهُ لن يُخطِئَ أبَدًا، وبِالتَّالي لن يُؤْذِيَ رَعاياه. فِعلًا، لَدَينا امتِيازٌ كَبيرٌ أن يكونَ يَسُوع مَلِكَنا.
١١ مَن سيَحكُمونَ مع يَسُوع؟
١١ سيَحكُمُ مع يَسُوع ٠٠٠,١٤٤ مِنَ الرِّجالِ والنِّساء. وهُم سيَهتَمُّونَ معهُ بِحاجاتِ البَشَر، ويُتَمِّمونَ مَشيئَةَ يَهْوَه على الأرض. (رؤ ١٤:١-٣) كما سيَكونونَ حُكَّامًا مُتَعاطِفين، لِأنَّهُم مرُّوا بِصُعوباتٍ كَثيرَة مِثلَنا. ولكنْ ماذا سيَفعَلونَ لنا؟
ماذا سيَفعَلُ المُختارون؟
١٢ أيُّ مَسؤولِيَّةٍ أعطاها يَهْوَه لِلـ ٠٠٠,١٤٤؟
١٢ سيَكونُ لَدى يَسُوع والمُختارينَ مَسؤولِيَّةٌ أكبَرُ بِكَثيرٍ مِن مَسؤولِيَّةِ سُلَيْمَان. فسُلَيْمَان اهتَمَّ بِمَلايينِ الأشخاصِ في بَلَدٍ واحِد. أمَّا هُم، فسَيَهتَمُّونَ بِبَلايينِ الأشخاصِ في كُلِّ الأرض. فِعلًا، أعطى يَهْوَه لِلـ ٠٠٠,١٤٤ مَسؤولِيَّةً هائِلَة.
١٣ أيُّ دَورٍ فَريدٍ سيَقومُ بهِ المُختارون؟
١٣ مِثلَ يَسُوع، سيَكونُ الـ ٠٠٠,١٤٤ مُلوكًا وكَهَنَة. (رؤ ٥:١٠) وأيُّ دَورٍ فَريدٍ سيَقومونَ بهِ كمُلوكٍ وكَهَنَة؟ تَحتَ الشَّريعَةِ المُوسَوِيَّة، اهتَمَّ الكَهَنَةُ بِالحِفاظِ على صِحَّةِ الشَّعبِ الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة. وبِما أنَّ الشَّريعَةَ هي «ظِلُّ الخَيراتِ الآتِيَة»، فلا شَكَّ أنَّ المُختارينَ سيَهتَمُّونَ بِالحاجاتِ الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة لِشَعبِ اللّٰه. (عب ١٠:١) طَبعًا، علَينا أن ننتَظِرَ لِنرى كَيفَ سيَتَواصَلونَ مع شَعبِ اللّٰهِ على الأرض. ولكنْ مَهما كانَتِ الطَّريقَةُ الَّتي سيَختارُها يَهْوَه، نثِقُ أنَّ شَعبَهُ سيَنالونَ الإرشاداتِ الَّتي يحتاجونَها. — رؤ ٢١:٣، ٤.
ماذا يلزَمُ أن يفعَلَ ‹الخِرافُ الآخَرونَ› مِنَ الآن؟
١٤ ما العَلاقَةُ بَينَ ‹الخِرافِ الآخَرينَ› و «القَطيعِ الصَّغير»؟
١٤ تحَدَّثَ يَسُوع عنِ الَّذينَ سيَحكُمونَ معهُ وسمَّاهُمُ «القَطيعَ الصَّغير». (لو ١٢:٣٢) وتحَدَّثَ عن فَريقٍ آخَرَ سمَّاهُ ‹الخِرافَ الآخَرين›. لكنَّه ذكَرَ أنَّ هذَينِ الفَريقَينِ هُما «رَعِيَّةٌ واحِدَة». (يو ١٠:١٦) وبِالفِعل، يعمَلُ هذانِ الفَريقانِ معًا الآن، وسَيُواصِلانِ ذلِك حينَ تصيرُ الأرضُ فِردَوسًا. ولكنْ طَبعًا، سيَكونُ «القَطيعُ الصَّغيرُ» آنَذاك في السَّماء. أمَّا ‹الخِرافُ الآخَرون›، فأمامَهُمُ الفُرصَةُ لِيَعيشوا على الأرضِ إلى الأبَد. ولكنْ ماذا يلزَمُ أن يفعَلوا مِنَ الآنَ لِيَحيَوا في الفِردَوس؟
١٥ (أ) كَيفَ يدعَمُ ‹الخِرافُ الآخَرونَ› إخوَةَ يَسُوع؟ (ب) كَيفَ نتَمَثَّلُ بِالأخِ في الصَّيدَلِيَّة؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
١٥ ماتَ المُجرِمُ التَّائِبُ قَبلَ أن ينالَ فُرصَةً كافِيَة لِيُظهِرَ مَحَبَّتَهُ وتَقديرَهُ لِيَسُوع. أمَّا نَحن، فلَدَينا فُرَصٌ كَثيرَة لِنفعَلَ ذلِك. مَثَلًا، ‹كخِرافٍ آخَرين›، نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لِيَسُوع بِالطَّريقَةِ الَّتي نُعامِلُ بها إخوَتَهُ المُختارين. فعلى أساسِ دَعمِنا لهُم، سيَعتَبِرُنا يَسُوع مِنَ الخِراف. (مت ٢٥:٣١-٤٠) ونَحنُ ندعَمُ إخوَتَهُ حينَ نشتَرِكُ معهُم بِحَماسَةٍ في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم. (مت ٢٨:١٨-٢٠) ولِننجَحَ في ذلِك، يلزَمُ أن نستَعمِلَ جَيِّدًا أدَواتِ التَّعليمِ مِثلَ كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد. فهل تدرُسُ مع أحَدٍ الآن؟ وهل تستَغِلُّ كُلَّ فُرصَةٍ لِتعرِضَ دَرسًا على النَّاس؟
١٦ كَيفَ نستَعِدُّ مِنَ الآنَ لِلحَياةِ في الفِردَوس؟
١٦ يجِبُ أن نُبَرهِنَ مِنَ الآنَ أنَّنا مُؤَهَّلونَ لِلحَياةِ في الفِردَوس. مَثَلًا، يجِبُ أن نجتَهِدَ مِنَ الآنَ لِنقولَ الصِّدق، نتَصَرَّفَ بِأمانَة، ونكونَ مُعتَدِلينَ في عاداتِنا. كما يجِبُ أن نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه، رَفيقِ زَواجِنا، وإخوَتِنا المَسيحِيِّين. فكُلَّما اجتَهَدنا لِنُطيعَ يَهْوَه في هذا العالَمِ الشِّرِّير، صارَ أسهَلَ علَينا أن نُطيعَهُ في الفِردَوس. أيضًا، مُهِمٌّ أن نُنَمِّيَ مَهاراتٍ وعاداتٍ تُجَهِّزُنا لِلحَياةِ هُناك. وبَعضُ هذِهِ المَهاراتِ والعاداتِ مَذكورَةٌ في مَقالَة «هل أنتَ جاهِزٌ كَي ‹ترِثَ الأرض›؟» في هذا العَدَد.
١٧ لِمَ لا يجِبُ أن نظَلَّ نشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ خَطايانا الماضِيَة؟
١٧ طَبعًا، لا يجِبُ أن نعتَبِرَ الفِديَةَ مُبَرِّرًا ‹لِنُمارِسَ الخَطِيَّةَ عَمدًا›. (عب ١٠:٢٦-٣١) ولكنْ مِن جِهَةٍ ثانِيَة، لا يجِبُ أن نظَلَّ نشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ خَطايا خَطيرَة ارتَكَبناها في الماضي. فبِما أنَّنا تُبنا بِصِدقٍ عنها، طلَبنا المُساعَدَةَ مِن يَهْوَه والشُّيوخ، وغيَّرنا سُلوكَنا، نثِقُ أنَّ يَهْوَه ‹سيُكثِرُ لنا الغُفران›. (إش ٥٥:٧؛ أع ٣:١٩) ولا ننسَ أنَّ يَسُوع قال: «لم آتِ لِأدْعُوَ الَّذينَ يَفعَلونَ الصَّوابَ بلِ الخُطاة». (مت ٩:١٣) والفِديَةُ الَّتي قدَّمَها تُغَطِّي كُلَّ خَطايانا.
هل ترى نَفْسَكَ في الفِردَوس؟
١٨ في أيِّ مَوضوعٍ تُحِبُّ أن تتَحَدَّثَ معَ المُجرِمِ التَّائِب؟
١٨ هل تتَخَيَّلُ نَفْسَكَ في الفِردَوس تتَحَدَّثُ معَ المُجرِمِ الَّذي كانَ مُعَلَّقًا بِجانِبِ يَسُوع؟ لا شَكَّ أنَّهُ سيُخبِرُكَ كم يُقَدِّرُ فِديَةَ يَسُوع، وأنتَ ستفعَلُ الأمرَ نَفْسَه. مَثَلًا، ستسألُهُ كَيفَ شعَرَ حينَ وعَدَهُ يَسُوع أنَّهُ سيَكونُ في الفِردَوس، وسَتطلُبُ مِنهُ أن يُخبِرَكَ أكثَرَ عن ساعاتِ يَسُوع الأخيرَة على الأرض. أمَّا هو، فسَيَسألُكَ عنِ الأيَّامِ الأخيرَة في عالَمِ الشَّيْطَان. فِعلًا، سيَكونُ امتِيازًا كَبيرًا لنا أن ندرُسَ كَلِمَةَ اللّٰهِ مع أشخاصٍ مِثلِه. — أف ٤:٢٢-٢٤.
١٩ لِمَ الحَياةُ في الفِردَوسِ لن تكونَ مُمِلَّة؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٩ الحَياةُ في الفِردَوسِ لن تكونَ مُمِلَّةً أبَدًا. فسَنتَعَرَّفُ دائِمًا على أشخاصٍ رائِعين، وسَيَكونُ لَدَينا عَمَلٌ مُمتِعٌ لِنقومَ به. والأهَمّ، سنتَعَرَّفُ أكثَرَ وأكثَرَ على أبينا السَّماوِيِّ ونتَمَتَّعُ بِبَرَكاتِه. فسَيَكونُ لَدَينا دائِمًا شَيءٌ جَديدٌ لِنتَعَلَّمَهُ عنهُ وعن مَخلوقاتِهِ الَّتي لا تُعَدّ. وهكَذا، سنزيدُ مَحَبَّتَنا لهُ أكثَرَ فأكثَر. فِعلًا، نشكُرُ يَهْوَه ويَسُوع مِن كُلِّ قَلبِنا على وَعدِ الحَياةِ الأبَدِيَّة في الفِردَوس.
التَّرنيمَة ٢٢ المَلَكوتُ يحكُم، فصلُّوا أن يأتي
a هل مِن عادَتِكَ أن تُفَكِّرَ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في الفِردَوس؟ هذا سيُشَجِّعُكَ كَثيرًا. وكُلَّما فكَّرتَ في البَرَكاتِ الَّتي تنتَظِرُنا، تحَمَّستَ لِتُخبِرَ الآخَرينَ عنها. وهذِهِ المَقالَةُ ستُقَوِّي ثِقَتَكَ بِوَعدِ يَسُوع عنِ الفِردَوس.
b وصف الصورة: أخ يعلِّم الآخرين من الآن، فيما ينتظر بشوق ان يعلِّم المقامين.