هَلِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْعِفَّةِ أَمْرٌ مُسْتَطَاعٌ؟
«طَهِّرُوا أَيْدِيَكُمْ . . . وَنَقُّوا قُلُوبَكُمْ». — يع ٤:٨.
١ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْعَالَمُ إِلَى ٱلْعِفَّةِ؟
اَلْعِفَّةُ فِي أَيَّامِنَا عُمْلَةٌ نَادِرَةٌ. فَفِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ، تُعْتَبَرُ ٱلْمِثْلِيَّةُ ٱلْجِنْسِيَّةُ وَٱلْجِنْسُ خَارِجَ نِطَاقِ ٱلزَّوَاجِ أَمْرَيْنِ طَبِيعِيَّيْنِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْأَفْلَامَ وَٱلْكُتُبَ وَٱلْأَغَانِيَ وَٱلْإِعْلَانَاتِ تُرَفِّعُهُمَا، أَوْ تُرَوِّجُ لَهُمَا. (مز ١٢:٨) فَٱلْفَسَادُ ٱلْأَخْلَاقِيُّ مُتَفَشٍّ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّنَا رُبَّمَا نَتَسَاءَلُ: «هَلِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْعِفَّةِ وَٱلطَّهَارَةِ أَمْرٌ مُسْتَطَاعٌ فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ؟». لٰكِنَّنَا نُجِيبُ بِكُلِّ ثِقَةٍ: نَعَمْ. فَبِمَعُونَةِ يَهْوَهَ، يَسْتَطِيعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ أَنْ يَظَلُّوا أَعِفَّاءَ وَطَاهِرِينَ. — اقرأ ١ تسالونيكي ٤:٣-٥.
٢، ٣ (أ) لِمَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ مُحَارَبَةُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ عَلَى أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَحْيَا بِعِفَّةٍ. فَكَمَا يَجْتَذِبُ ٱلطُّعْمُ ٱلسَّمَكَةَ، كَذٰلِكَ ٱلْأَفْكَارُ ٱلنَّجِسَةُ وَٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ يُمْكِنُ أَنْ تَجْتَذِبَ ٱلْمَسِيحِيَّ وَتُشَكِّلَ إِغْرَاءً لَهُ فِي حَالِ لَمْ يَطْرُدْهَا فَوْرًا. فَهِيَ تَرُوقُ لِجَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ، وَمَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ، تَشْتَدُّ ٱلرَّغْبَةُ ٱلْخَاطِئَةُ بِحَيْثُ نُصْبِحُ مُسْتَعِدِّينَ لِتَحْقِيقِهَا إِذَا سَنَحَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ، وَلَوْ كُنَّا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ. فَكَمَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلشَّهْوَةُ مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً». — اقرأ يعقوب ١:١٤، ١٥.
٣ وَلَمَّا كَانَ بِمَقْدُورِ ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ أَنْ تَنْمُوَ وَتَتَأَصَّلَ فِي قَلْبِنَا، بَاتَ ٱلْحَذَرُ وَاجِبًا مُلِحًّا لِئَلَّا نَبْدَأَ بِٱشْتِهَاءِ مَا هُوَ نَجِسٌ. فَنَبْذُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ يُجَنِّبُنَا ٱلْعَهَارَةَ وَعَوَاقِبَهَا ٱلْوَخِيمَةَ. (غل ٥:١٦) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ مُسَاعِدَاتٍ تُمَكِّنُنَا مِنْ مُحَارَبَةِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ: عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ، مَشُورَةَ كَلِمَتِهِ، وَمُسَاعَدَةَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ.
«اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ»
٤ لِمَ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَهَ مُهِمٌّ جِدًّا؟
٤ يَنْصَحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ‹ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى ٱللّٰهِ›: «طَهِّرُوا أَيْدِيَكُمْ . . . وَنَقُّوا قُلُوبَكُمْ». (يع ٤:٨) فَعِنْدَمَا نُعِزُّ صَدَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ، نُجَاهِدُ لِإِرْضَائِهِ فِي كُلِّ نَوَاحِي حَيَاتِنَا، بِمَا فِي ذٰلِكَ أَفْكَارُنَا. ‹فَٱلطَّاهِرُ ٱلْقَلْبِ› يُفَكِّرُ فِي مَا هُوَ طَاهِرٌ وَعَفِيفٌ. (مز ٢٤:٣، ٤؛ ٥١:٦؛ في ٤:٨) طَبْعًا، يَتَفَهَّمُ يَهْوَهُ طَبِيعَتَنَا ٱلنَّاقِصَةَ وَيَعْرِفُ أَنَّنَا مَيَّالُونَ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ فِي مَا هُوَ نَجِسٌ. وَلٰكِنَّنَا نُدْرِكُ أَنَّهُ يَحْزَنُ حِينَ نُنَمِّي أَفْكَارًا خَاطِئَةً عِوَضَ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِٱسْتِئْصَالِهَا. (تك ٦:٥، ٦) وَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ تَزِيدُنَا تَصْمِيمًا عَلَى أَنْ نَشْغَلَ عَقْلَنَا دَائِمًا بِمَا هُوَ عَفِيفٌ.
٥، ٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ؟
٥ لَنْ يَبْخُلَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِٱلْمُسَاعَدَةِ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَيْهِ بِٱسْتِمْرَارٍ طَالِبِينَ عَوْنَهُ عَلَى مُحَارَبَةِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْفَاسِدَةِ. فَهُوَ يُعْطِينَا بِسَخَاءٍ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُقَوِّي عَزْمَنَا عَلَى رَفْضِ أَفْكَارٍ كَهٰذِهِ وَٱلْبَقَاءِ أَعِفَّاءَ. لِذٰلِكَ، لِنُخْبِرْ يَهْوَهَ فِي صَلَوَاتِنَا عَنْ رَغْبَتِنَا ٱلشَّدِيدَةِ فِي أَنْ تَكُونَ تَأَمُّلَاتُ قَلْبِنَا مَرْضِيَّةً أَمَامَهُ. (مز ١٩:١٤) لِنَطْلُبْ مِنْهُ بِتَوَاضُعٍ أَنْ يَفْحَصَنَا وَيَرَى إِنْ كَانَ فِينَا «طَرِيقٌ مُكَدِّرٌ»، أَيْ رَغَبَاتٌ وَمُيُولٌ غَيْرُ لَائِقَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ بِنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ. (مز ١٣٩:٢٣، ٢٤) وَلْنَتَوَسَّلْ إِلَيْهِ دَائِمًا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى فِعْلِ مَا هُوَ صَوَابٌ عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِتَجْرِبَةٍ. — مت ٦:١٣.
٦ وَمَا ٱلْقَوْلُ إِذَا كُنَّا، بِسَبَبِ تَرْبِيَتِنَا أَوْ مَاضِينَا، نَمِيلُ إِلَى أُمُورٍ يَدِينُهَا يَهْوَهُ؟ حَتَّى فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يَسْتَطِيعُ إِلٰهُنَا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ بُغْيَةَ إِرْضَائِهِ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ. فَبَعْدَمَا ٱرْتَكَبَ ٱلزِّنَى مَعَ بَثْشَبَعَ، تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ قَائِلًا: «قَلْبًا نَقِيًّا ٱخْلُقْ فِيَّ . . . وَرُوحًا ثَابِتًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي». (مز ٥١:١٠، ١٢) فَمَهْمَا كَانَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلْخَاطِئُ يَرُوقُ لِجَسَدِنَا ٱلنَّاقِصِ، يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يَمُدَّنَا بِرُوحٍ رَاغِبَةٍ فِي إِطَاعَتِهِ. حَتَّى لَوْ كَانَتِ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ مُتَأَصِّلَةً فِينَا وَكَادَتْ أَنْ تَطْغَى عَلَى أَفْكَارِنَا ٱلطَّاهِرَةِ، يَسْتَطِيعُ يَهْوَهُ أَنْ يُثَبِّتَ أَوْ يُرْشِدَ خُطُوَاتِنَا كَيْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ وَنَعِيشَ بِمُوجَبِهَا. فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَمْنَعَ أَيَّ أَمْرٍ مُؤْذٍ مِنَ ٱلتَّسَلُّطِ عَلَيْنَا. — مز ١١٩:١٣٣.
«كُونُوا عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ»
٧ كَيْفَ تَحْمِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْفَاسِدَةِ؟
٧ عِنْدَمَا نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِمُسَاعَدَتِهِ، يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَنَا مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱلْحِكْمَةُ ٱلْمَوْجُودَةُ فِيهَا هِيَ «أَوَّلًا عَفِيفَةٌ». (يع ٣:١٧) لِذَا، تُسَاعِدُنَا قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا وَٱلتَّأَمُّلُ فِي مَا نَقْرَأُهُ أَنْ نَمْلَأَ عُقُولَنَا بِأَفْكَارٍ طَاهِرَةٍ. (مز ١٩:٧، ١١؛ ١١٩:٩، ١١) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، يَحْتَوِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى أَمْثِلَةٍ وَنَصَائِحَ تُجَنِّبُنَا ٱلْوُقُوعَ ضَحِيَّةَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ.
٨، ٩ (أ) مَاذَا أَدَّى بِأَحَدِ ٱلْفِتْيَانِ إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ مَعَ بَغِيٍّ؟ (ب) أَيُّ عِبْرَةٍ نَسْتَخْلِصُهَا مِنَ ٱلْأَمْثَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِعِ، وَفِي أَيِّ مَجَالَاتٍ يُمْكِنُ تَطْبِيقُهَا ٱلْيَوْمَ؟
٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَقْرَأُ فِي ٱلْأَمْثَال ٥:٨: «أَبْعِدْ طَرِيقَكَ عَنِ [ٱلْمَرْأَةِ ٱلْغَرِيبَةِ]، وَلَا تَقْتَرِبْ مِنْ مَدْخَلِ بَيْتِهَا». وَتَظْهَرُ خُطُورَةُ تَجَاهُلِ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِعِ، حَيْثُ نَقْرَأُ عَنْ فَتًى يَتَمَشَّى عِنْدَ ٱقْتِرَابِ ٱللَّيْلِ بِٱلْقُرْبِ مِنْ بَيْتِ ٱمْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، أَيْ بَغِيٍّ. وَعِنْدَ زَاوِيَةِ ٱلشَّارِعِ، تَقْتَرِبُ إِلَيْهِ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي رُبَّمَا ٱرْتَدَتْ لِبَاسًا فَاضِحًا، فَتُمْسِكُهُ وَتُقَبِّلُهُ. فَتُوَلِّدُ فِيهِ كَلِمَاتُهَا ٱلْمُغْوِيَةُ رَغْبَةً لَا يَسْتَطِيعُ مُقَاوَمَتَهَا، مَا يُؤَدِّي بِهِ إِلَى مُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ مَعَهَا. مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هٰذَا ٱلْفَتَى لَمْ يُخَطِّطْ لِيَرْتَكِبَ ٱلْعَهَارَةَ؛ فَهُوَ قَلِيلُ ٱلْخِبْرَةِ وَنَاقِصُ ٱلْقَلْبِ، أَوْ عَدِيمُ ٱلتَّمْيِيزِ. وَلٰكِنْ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَمَّلَ ٱلْعَوَاقِبَ ٱلْوَخِيمَةَ لِمَسْلَكِهِ. فَيَا لَيْتَهُ بَقِيَ بَعِيدًا عَنْهَا! — ام ٧:٦-٢٧.
٩ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ نَفْتَقِرَ إِلَى ٱلتَّمْيِيزِ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، فَنَنْجَرِفُ إِلَى مَوَاقِفَ خَطِرَةٍ تُشْعِلُ فِينَا رَغَبَاتٍ خَاطِئَةً. مَثَلًا، تَبُثُّ بَعْضُ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ بَرَامِجَ مُخِلَّةً بِٱلْآدَابِ فِي سَاعَاتِ ٱللَّيْلِ. فَهَلْ نُقَلِّبُ قَنَوَاتِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ دُونَ أَنْ يَكُونَ فِي بَالِنَا بَرْنَامَجٌ مُحَدَّدٌ؟ وَعِنْدَمَا نَسْتَعْمِلُ ٱلْإِنْتِرْنِت، هَلْ نَنْقُرُ عَشْوَائِيًّا عَلَى ٱلْوَصَلَاتِ أَوْ نَزُورُ غُرَفَ ٱلدَّرْدَشَةِ وَٱلْمَوَاقِعَ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُ دَعَوَاتٍ إِلَى مُشَاهَدَةِ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ أَوْ تَعْرِضُ خِدْمَاتٍ جِنْسِيَّةً أُخْرَى؟ فَظُرُوفٌ كَهٰذِهِ يُمْكِنُ أَنْ تُشْعِلَ فِينَا رَغَبَاتٍ غَيْرَ لَائِقَةٍ وَتُضْعِفَ عَزْمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَعِفَّاءَ.
١٠ لِمَ ٱلْعَبَثُ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ خَطِيرٌ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، تُظْهِرُ لَنَا مَشُورَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٥:٢.) وَعَلَى ضَوْءِ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةِ، لَا مَكَانَ أَبَدًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِلْعَبَثِ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ. قَدْ يَرَى ٱلْبَعْضُ أَنْ لَا ضَرَرَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لُغَةِ ٱلْجَسَدِ وَٱلْإِيمَاءَاتِ وَٱلنَّظَرَاتِ ٱلَّتِي تَحْمِلُ دَلَالَاتٍ رُومَنْطِيقِيَّةً مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا لَا تَشْمُلُ أَيَّ ٱتِّصَالٍ جَسَدِيٍّ. لٰكِنَّ مِثْلَ هٰذِهِ ٱلتَّصَرُّفَاتِ، أَوِ ٱلتَّجَاوُبَ مَعَهَا، يُمْكِنُ أَنْ يُوَلِّدَ أَفْكَارًا نَجِسَةً تُؤَدِّي إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْعَهَارَةِ. لَقَدْ حَصَلَ ذٰلِكَ مِنْ قَبْلُ، وَلَا شَيْءَ يَمْنَعُ تَكْرَارَهُ مِنْ جَدِيدٍ.
١١ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ يُوسُفُ؟
١١ تَصَرَّفَ يُوسُفُ بِحِكْمَةٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَعِنْدَمَا حَاوَلَتْ إِغْوَاءَهُ زَوْجَةُ سَيِّدِهِ فُوطِيفَارَ، رَفَضَ عُرُوضَهَا رَفْضًا بَاتًّا. غَيْرَ أَنَّهَا لَمْ تَسْتَسْلِمْ، بَلْ بَقِيَتْ تُكَلِّمُهُ يَوْمًا فَيَوْمًا لِيَكُونَ مَعَهَا. (تك ٣٩:٧، ٨، ١٠) وَبِحَسَبِ أَحَدِ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَانَتْ زَوْجَةُ فُوطِيفَارَ كَأَنَّهَا تَقُولُ لِيُوسُفَ: «‹لِنَبْقَ قَلِيلًا وَحْدَنَا›، آمِلَةً أَنْ يَحْمِلَهُ ذٰلِكَ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْخُطْوَةِ ٱلْأُولَى». لٰكِنَّ يُوسُفَ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى رَفْضِ عُرُوضِهَا، وَلَمْ يُبْدِ أَيَّ تَجَاوُبٍ مَعَهَا. وَبِذٰلِكَ، لَمْ يَسْمَحْ لِأَيِّ رَغْبَةٍ فَاسِدَةٍ بِٱلنُّمُوِّ فِي قَلْبِهِ. وَحِينَ حَاوَلَتْ إِجْبَارَهُ عَلَى مُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَهَا، تَصَرَّفَ بِحَزْمٍ. فَٱلرِّوَايَةُ تُخْبِرُنَا أَنَّهُ «تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ». — تك ٣٩:١٢.
١٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مَا تَرَاهُ ٱلْعَيْنُ يُؤَثِّرُ فِي ٱلْقَلْبِ؟
١٢ يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا مِنْ خَطَرِ ٱلسَّمَاحِ لِأَعْيُنِنَا بِأَنْ تُضِلَّ قَلْبَنَا. فَٱلْعَيْنُ ٱلشَّارِدَةُ تُوقِظُ أَوْ تُؤَجِّجُ فِي صَاحِبِهَا ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلْخَاطِئَةَ. لِذَا قَالَ يَسُوعُ إِنَّ «كُلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ». (مت ٥:٢٨) تَذَكَّرْ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. لَقَدْ «رَأَى مِنْ عَلَى ٱلسَّطْحِ ٱمْرَأَةً تَسْتَحِمُّ». (٢ صم ١١:٢) لٰكِنَّهُ لَمْ يُحَوِّلْ نَظَرَهُ عَنْهَا وَلَمْ يَشْغَلْ فِكْرَهُ بِأُمُورٍ أُخْرَى، فَٱنْتَهَى بِهِ ٱلْأَمْرُ إِلَى ٱشْتِهَاءِ ٱمْرَأَةٍ لَيْسَتْ زَوْجَتَهُ وَمُمَارَسَةِ ٱلزِّنَى مَعَهَا.
١٣ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ ‹نَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ أَعْيُنِنَا›، وَمَاذَا يَشْمُلُ ذٰلِكَ؟
١٣ إِنَّ مُحَارَبَةَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْفَاسِدَةِ تَسْتَلْزِمُ أَنْ ‹نَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ أَعْيُنِنَا›، كَمَا فَعَلَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ أَيُّوبُ. (اي ٣١:١، ٧، ٩) فَيَجِبُ أَنْ نُقَرِّرَ بِحَزْمٍ ضَبْطَ أَعْيُنِنَا وَعَدَمَ ٱلسَّمَاحِ لَهَا أَنْ تُحَدِّقَ بِنَظَرَاتٍ شَهْوَانِيَّةٍ إِلَى شَخْصٍ آخَرَ. وَيَشْمُلُ ذٰلِكَ تَحْوِيلَ نَظَرِنَا عَنِ ٱلصُّوَرِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَى شَاشَةِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ، عَلَى لَوْحَةِ إِعْلَانَاتٍ، عَلَى غِلَافِ مَجَلَّةٍ، أَوْ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ.
١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ لِنَبْقَى أَعِفَّاءَ؟
١٤ إِذَا كَشَفَتْ لَكَ ٱلنِّقَاطُ ٱلْمَذْكُورَةُ آنِفًا أَيَّ ثُغْرَةٍ فِي حَرْبِكَ ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ، فَلَا تَتَوَانَ عَنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْإِجْرَاءِ ٱللَّازِمِ. أَطِعْ مَشُورَةَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ، فَهِيَ تُسَاعِدُكَ عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلْعِفَّةِ. — اقرأ يعقوب ١:٢١-٢٥.
«لِيَدْعُ شُيُوخَ ٱلْجَمَاعَةِ»
١٥ لِمَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ طَلَبُ ٱلْمُسَاعَدَةِ إِذَا كُنَّا نُصَارِعُ رَغَبَاتٍ خَاطِئَةً؟
١٥ إِذَا كُنَّا نَخُوضُ صِرَاعًا شَدِيدًا مَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ، يُمْكِنُنَا طَلَبُ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ رُفَقَائِنَا فِي ٱلْإِيمَانِ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْإِفْصَاحَ عَنْ مُشْكِلَةٍ شَخْصِيَّةٍ حَسَّاسَةٍ لَيْسَ سَهْلًا، وَلٰكِنْ إِذَا سَمَحْنَا بِشَجَاعَةٍ لِمَسِيحِيٍّ نَاضِجٍ أَنْ يَفْحَصَنَا بِمَحَبَّةٍ، يَحْمِينَا ذٰلِكَ مِنْ تَبْرِيرِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. (ام ١٨:١؛ عب ٣:١٢، ١٣) فَٱلتَّحَدُّثُ عَنْ ضُعْفِنَا إِلَى مَسِيحِيٍّ نَاضِجٍ وَمُؤَهَّلٍ رُوحِيًّا قَدْ يَلْفِتُ نَظَرَنَا إِلَى نَوَاحٍ لَا نَرَاهَا نَحْنُ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِنَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ يَهْوَهَ.
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخُ مَنْ يُصَارِعُونَ رَغَبَاتٍ خَاطِئَةً؟ أَعْطِ مَثَلًا. (ب) لِمَ يَحْسُنُ بِٱلَّذِينَ يُشَاهِدُونَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ أَنْ يَطْلُبُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ فَوْرًا؟
١٦ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ فِي جَمَاعَتِنَا مُؤَهَّلُونَ تَمَامًا لِمُسَاعَدَتِنَا. (اقرأ يعقوب ٥:١٣-١٥.) وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مِثَالُ شَابٍّ فِي ٱلْبَرَازِيل صَارَعَ رَغَبَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةَ لِسَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ. يَرْوِي قَائِلًا: «عَلِمْتُ أَنَّ ٱلْأَفْكَارَ ٱلَّتِي تُسَاوِرُنِي لَا تُرْضِي يَهْوَهَ، إِلَّا أَنَّ خَجَلِي ٱلشَّدِيدَ مَنَعَنِي مِنْ إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمَشَاعِرِي». لٰكِنَّ شَيْخًا فِي جَمَاعَتِهِ لَاحَظَ أَنَّ لَدَيْهِ مُشْكِلَةً، فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَشَجَّعَهُ عَلَى طَلَبِ ٱلْمُسَاعَدَةِ. يَتَذَكَّرُ هٰذَا ٱلشَّابُّ: «فَاجَأَنِي كَمْ كَانَ ٱلشُّيُوخُ لُطَفَاءَ مَعِي. شَعَرْتُ أَنِّي لَا أَسْتَحِقُّ كُلَّ هٰذَا ٱللُّطْفِ وَٱلتَّفَهُّمِ مِنْ جِهَتِهِمْ. فَقَدْ أَصْغَوْا إِلَى مَشَاكِلِي بِٱنْتِبَاهٍ، وَٱسْتَخْدَمُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِيُؤَكِّدُوا لِي أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنِي، وَصَلَّوْا مَعِي. وَهٰذَا سَهَّلَ عَلَيَّ قُبُولَ ٱلنَّصِيحَةِ ٱلَّتِي قَدَّمُوهَا لِي مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». وَبَعْدَ أَنْ قَوَّى عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ، يَقُولُ: «أُدْرِكُ ٱلْآنَ كَمْ هُوَ مُهِمُّ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمَرْءُ ٱلْمُسَاعَدَةَ عِوَضَ أَنْ يُحَاوِلَ حَمْلَ كُلِّ ٱلْأَعْبَاءِ وَحْدَهُ».
١٧ وَطَلَبُ ٱلْمُسَاعَدَةِ ضَرُورِيٌّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِذَا كَانَتِ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ نَابِعَةً مِنْ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. فَكُلَّمَا مَاطَلَ ٱلْفَرْدُ فِي طَلَبِ ٱلْمُسَاعَدَةِ، زَادَ ٱلْخَطَرُ أَنْ تَصِيرَ ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ ‹خَصْبَةً وَتَلِدَ خَطِيَّةً› تُؤْذِي ٱلْآخَرِينَ وَتُعَيِّرُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ. وَٱلرَّغْبَةُ فِي إِرْضَاءِ يَهْوَهَ وَٱلْبَقَاءِ فِي كَنَفِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ تَدْفَعُ كَثِيرِينَ مِنْ خُدَّامِهِ إِلَى قُبُولِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْحُبِّيَّةِ. — يع ١:١٥؛ مز ١٤١:٥؛ عب ١٢:٥، ٦.
صَمِّمْ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱلْعِفَّةِ
١٨ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
١٨ بَيْنَمَا تَتَدَنَّى مَقَايِيسُ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَدَبِيَّةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، كَمْ يَفْتَخِرُ يَهْوَهُ بِأَنْ يَجِدَ خُدَّامَهُ يَبْذُلُونَ كُلَّ جُهْدِهِمْ لِيُبْقُوا أَفْكَارَهُمْ طَاهِرَةً وَيُؤَيِّدُوا مَقَايِيسَهُ ٱلْأَدَبِيَّةَ ٱلرَّفِيعَةَ! لِذٰلِكَ، لِيَعْقِدْ كُلٌّ مِنَّا ٱلْعَزْمَ أَنْ يَبْقَى قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ وَيَقْبَلَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ عَبْرَ كَلِمَتِهِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْعِفَّةِ تَعُودُ عَلَيْنَا ٱلْآنَ بِٱلسَّعَادَةِ وَرَاحَةِ ٱلضَّمِيرِ. (مز ١١٩:٥، ٦) وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، بَعْدَ هَلَاكِ ٱلشَّيْطَانِ، سَنَحْظَى بِٱمْتِيَازِ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي عَالَمٍ خَالٍ مِنْ تَأْثِيرِهِ ٱلْفَاسِدِ.