مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٥-١١ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ارميا ٥١–٥٢
«كلمة يهوه تتم بكل تفاصيلها»
بص
«الماديون، مادي»، العنوان الفرعي «مع الفرس يهزمون بابل»
مع الفرس يهزمون بابل. في القرن الثامن قم، انبأ النبي اشعيا بأن يهوه سيثير على بابل «الماديين، الذين لا يعتدّون بالفضة ولا يسرون بالذهب. فتحطم قسيّهم الفتيان». (اش ١٣:١٧-١٩؛ ٢١:٢) ويمكن ان تشمل كلمة «الماديين» هنا الفرس ايضا، تماما كما استعمل المؤرخون اليونانيون الكلاسيكيون هذه الكلمة عموما للاشارة الى الماديين والفرس على السواء. ومن الواضح ان عدم اعتدادهم بالفضة والذهب يعني ان هدفهم الرئيسي كان احتلال بابل وليس اخذ غنيمة، ولذلك ما كانت اية رشوة او جزية معروضة لتثنيهم عما هم مصممون عليه. وقد كان القوس سلاحا اساسيا لدى الماديين، شأنهم في ذلك شأن الفرس. ومن المحتمل ان القسيّ الخشبية، المطعمة احيانا بالبرونز او النحاس (قارن مز ١٨:٣٤)، ‹حطمت فتيان بابل› بوابل السهام التي سُنّ كل واحد منها لكي يصبح اكثر نفاذا. — ار ٥١:١١.
من الجدير بالملاحظة ان سفر ارميا (٥١:١١، ٢٨) يقول ان «ملوك مادي» كانوا بين الذين هاجموا بابل، ولعل استعمال الجمع هنا هو اشارة الى انه حتى تحت حكم كورش، وُجد في مراكز الحكم ملك او ملوك ماديون تابعون. وهذا الامر لا يتعارض ابدا مع العادات القديمة. (قارن ايضا ار ٢٥:٢٥.) وهكذا نجد ايضا ان ماديا يدعى داريوس «مُلّك على مملكة الكلدانيين»، بتعيين من الملك الفارسي كورش دون شك، عندما استولى تحالف القوى المادية والفارسية والعيلامية والقبائل المجاورة الاخرى على بابل. — دا ٥:٣١؛ ٩:١؛ انظر «داريوس» رقم ١.
بص
«نبونيد»، العنوان الفرعي «ماذا تتضمن تواريخ نبونيد؟» ف ٥
من المثير للاهتمام ما تذكره تواريخ نبونيد عن ليلة سقوط بابل، اذ تقول ان ‹جيش كورش دخل بابل دون معركة›. ويعني ذلك على الارجح دون وقوع قتال واسع النطاق، وهو يتفق مع نبوة ارميا التي تقول: «كفَّ جبابرة بابل عن القتال». — ار ٥١:٣٠.
بص
«بابل»، العنوان الفرعي «تاريخها» ف ٤
من تلك السنة التاريخية، ٥٣٩ قم، ابتدأ مجد بابل يخبو مع انحطاط المدينة. وقد ثارت مرتين على الامبراطور الفارسي داريوس الاول (هستاسپس)، وفي المرة الثانية جُردت من وسائل دفاعها. وبعدما اعيد بناء جزء منها، عادت وثارت على زركسيس الاول، وكانت النتيجة انها تعرضت للنهب. وقد اراد الاسكندر الكبير ان يجعل بابل عاصمته، لكنه مات فجأة سنة ٣٢٣ قم. واستولى نيكاتور على المدينة سنة ٣١٢ قم، ونقل معظم المواد التي فيها الى ضفاف دجلة ليشيد بها عاصمته الجديدة سلوقية. لكن المدينة كانت لا تزال موجودة في اوائل العصر المسيحي، ووُجدت فيها جالية من اليهود، مما دفع الرسول بطرس الى زيارتها كما يُذكر في رسالته. (١ بط ٥:١٣) وتُظهر الكتابات التي عُثر عليها هناك ان معبد بيل كان موجودا في بابل في سنة ٧٥ بم. ولكن بحلول القرن الرابع بم كانت المدينة قد خربت. وفي النهاية لم يعد لها وجود، اذ صارت مجرد «ركام حجارة». — ار ٥١:٣٧.
البحث عن جواهر روحية:
بص
«الجبل»، العنوان الفرعي «يمثِّل حكومات»
يمثِّل حكومات. في الكتاب المقدس، يمكن ان ترمز الجبال الى ممالك او حكومات مسيطرة. (دا ٢:٣٥، ٤٤، ٤٥؛ قارن اش ٤١:١٥؛ رؤ ١٧:٩-١١، ١٨.) بابل مثلا دمرت خلال غزواتها العسكرية اراضي كثيرة. لذلك تدعى «الجبل المهلِك». (ار ٥١:٢٤، ٢٥) وأحد المزامير الذي يخبر عن اعمال يهوه ضد رجال الحرب، يصف اللّٰه بأنه ‹متسربل بالنور، وأعظم جلالا من جبال الفرائس›. (مز ٧٦:٤) قد ترمز «جبال الفرائس» الى ممالك عدائية. (قارن نا ٢:١١-١٣.) وقال داود عن يهوه: «ثبَّتَّ جبلي بالقوة». وهذا يعني على الارجح ان يهوه رفَّع مملكة داود وثبَّتها. (مز ٣٠:٧؛ قارن ٢ صم ٥:١٢.) والفكرة ان الجبال قد تشير الى ممالك تساعد في فهم الرؤيا ٨:٨ التي تصف «ما يشبه جبلا عظيما متقدا بنار». وتشبيه هذه الكتلة بجبل متقد يوحي بأنها مرتبطة بطريقة حكم مدمِّرة مثل النار.
بص
«البحر»، العنوان الفرعي «جيوش كثيرة»
جيوش كثيرة. قال ارميا ان صوت مهاجمي بابل هو «كبحر يعج». (ار ٥٠:٤٢) لذلك عندما انبأ ان «البحر» سيطلع على بابل، من الواضح انه قصد جيوش مادي وفارس التي هجمت على المدينة كفيضان. — ار ٥١:٤٢؛ قارن دا ٩:٢٦.
١٢-١٨ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | المراثي ١–٥
«موقف الانتظار يساعدنا ان نحتمل»
«نفسك . . . تنحني عليَّ»
فقد صرخ الى يهوه قائلا: «نفسك [يهوه] ستذكر ذكرا وتنحني عليَّ». (العدد ٢٠) فرغم الاجواء الحزينة المحيطة به، كان قلب هذا النبي مفعما بالامل. ولم يساوره ادنى شك ان الاله القادر على كل شيء لن ينساه ولن ينسى التائبين من بين شعبه. — رؤيا ١٥:٣.
فهو كان على ثقة تامة ان يهوه ‹سينحني› ليساعد التائبين توبة صادقة. وكلمة ‹ينحني› تستحضر الى الذهن صورة شخص رقيق ومتعاطف. فالاله «العلي على كل الارض» كان سينزل، إن جاز التعبير، من مركزه السماوي لينتشل عباده من بؤسهم وينعم عليهم برضاه. (مزمور ٨٣:١٨) وهذا الرجاء امدَّ ارميا بالدعم ورد الطمأنينة الى قلبه. لذلك، صمَّم ان ينتظر بصبر وقت يهوه المعين حين سينقذ شعبه التائب. — العدد ٢١.
يهوه نصيبي
٨ إِنَّ ٱللَّاوِيِّينَ كَكُلٍّ جَعَلُوا يَهْوَهَ نَصِيبَهُمْ. وَلكِنْ، مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ أَفْرَادًا مِنْهُمُ ٱسْتَخْدَمُوا عِبَارَةَ «يَهْوَهُ نَصِيبِي» لِلْإِعْرَابِ عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِلّٰهِ وَٱتِّكَالِهِمْ عَلَيْهِ. (مرا ٣:٢٤) وَأَحَدُهُمْ كَانَ ٱللَّاوِيَّ آسَافَ، مُرَنِّمٌ وَمُؤَلِّفٌ مُوسِيقِيٌّ قَادَ ٱلْمُرَنِّمِينَ أَيَّامَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ — عِلْمًا بِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فَرْدًا مِنْ عَائِلَةِ آسَافَ. (١ اخ ٦:٣١-٤٣) نَقْرَأُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ أَنَّ آسَافَ (أَوْ أَحَدَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ) حَسَدَ ٱلْأَشْرَارَ وَتَعَجَّبَ مِنْ أَنَّهُمْ يَتَنَعَّمُونَ بِحَيَاةٍ مُزْدَهِرَةٍ. حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «عَبَثًا طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ بِٱلنَّقَاوَةِ يَدَيَّ». فَعَلَى مَا يَظْهَرُ، غَابَ عَنْ بَالِهِ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلْفَرِيدُ ٱلَّذِي يَحْظَى بِهِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، مَا عَنَى أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يُقَدِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ نَصِيبُهُ. وَصَارَ مُشَوَّشًا جِدًّا «إِلَى أَنْ دَخَلَ . . . مَقْدِسَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَ». — مز ٧٣:٢، ٣، ١٢، ١٣، ١٧.
نقاط بارزة من سفر المراثي
٣:٢١-٢٦، ٢٨-٣٣. كيف يمكن ان نحتمل حتى اشد المحن؟ بحسب ارميا، ينبغي ألّا ننسى ان يهوه وافر اللطف الحبي وأن مراحمه كثيرة. وعلينا ان نتذكر ايضا ان كوننا احياء سبب وجيه كي لا نفقد الامل، وأننا بحاجة ان نصبر وننتظر خلاص يهوه بسكوت، دون تذمر. بالاضافة الى ذلك، يجب ان ‹نجعل في التراب فمنا›، اي ان نخضع بتواضع للامتحانات، معترفين بأن ما يسمح اللّٰه به انما يسمح به لسبب وجيه.
٣:٢٧. ان مواجهة امتحانات الايمان في الصبا قد تعني احتمال الضيق والاستهزاء. ولكن «جيد للرجل ان يحمل النير في صباه». ولماذا؟ لأن تعلم حمل نير المعاناة في الصبا يُعدّ الانسان لمواجهة التحديات حين يكبر.
البحث عن جواهر روحية:
نقاط بارزة من سفر المراثي
٢:١٧ — اي «قول» بالتحديد تمّمه يهوه في ما يتعلق بأورشليم؟ يُشار هنا على ما يبدو الى لاويين ٢٦:١٧: «اجعل وجهي ضدكم، فتنهزمون امام اعدائكم، ويتسلط عليكم مبغضوكم، وتهربون وليس من يطاردكم».
نقاط بارزة من سفر المراثي
٥:٧ — هل يحاسب يهوه الناس على ذنوب آبائهم؟ كلا، ان يهوه لا يعاقب الناس مباشرة على ذنوب آبائهم. فالكتاب المقدس يقول: «كل واحد منا سيؤدي حسابا عن نفسه للّٰه». (روما ١٤:١٢) لكنّ الذنوب يمكن ان يكون لها عواقب طويلة الامد تشعر بها الاجيال اللاحقة. مثلا، بسبب تحوُّل اسرائيل قديما الى عبادة الاصنام، صعب حتى على الاسرائيليين الامناء في الاجيال اللاحقة الالتصاق بالمسلك البار. — خروج ٢٠:٥.
١٩-٢٥ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | حزقيال ١–٥
«حزقيال فرح بإعلان رسالة اللّٰه»
تخطي العقبات في الخدمة من بيت الى بيت
٦ يَكْشِفُ سِفْرُ حَزْقِيَالَ أَمْرًا آخَرَ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ. فَفِي إِحْدَى ٱلرُّؤَى، أَعْطَى يَهْوَه حَزْقِيَالَ دَرْجًا كُتِبَ عَلَى وَجْهَيْهِ «مَرَاثٍ وَآهَاتٌ وَعَوِيلٌ» وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْكُلَهُ قَائِلًا: «يَا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ، أَطْعِمْ جَوْفَكَ وَٱمْلَأْ أَحْشَاءَكَ بِهٰذَا ٱلدَّرْجِ ٱلَّذِي أُعْطِيكَ إِيَّاهُ». فَمَاذَا عَنَتْ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا؟ كَانَ عَلَى حَزْقِيَالَ أَنْ «يَهْضِمَ» كَامِلًا ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي سَيَنْقُلُهَا. فَكَانَ يَجِبُ أَنْ تَصِيرَ جُزْءًا مِنْهُ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، مُؤَثِّرَةً فِي عَوَاطِفِهِ. ثُمَّ يَمْضِي ٱلنَّبِيُّ قَائِلًا: «أَكَلْتُهُ فَصَارَ فِي فَمِي كَٱلْعَسَلِ حَلَاوَةً». فَحَزْقِيَالُ ٱسْتَلَذَّ وَفَرِحَ بِإِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ جَهْرًا تَمَامًا كَمَا يَسْتَلِذُّ بِأَكْلِ ٱلْعَسَلِ. فَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا أَنْ يُمَثِّلَ يَهْوَه وَيُتَمِّمَ ٱلتَّعْيِينَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ، حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ نَقْلَ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ إِلَى شَعْبٍ غَيْرِ مُتَجَاوِبٍ. — اِقْرَأْ حزقيال ٢:٨–٣:٤، ٧-٩.
٧ تَتَضَمَّنُ هذِهِ ٱلرُّؤْيَا دَرْسًا قَيِّمًا لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ. فَنَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا نَقْلُ رِسَالَةٍ قَوِيَّةٍ إِلَى أُنَاسٍ لَا يُقَدِّرُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ جُهُودَنَا. وَلِكَيْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱعْتِبَارِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱمْتِيَازًا مَنَحَنَا إِيَّاهُ ٱللّٰهُ، يَجِبُ أَنْ نَتَغَذَّى دَائِمًا بِكَلِمَتِهِ. فَٱلدَّرْسُ ٱلسَّطْحِيُّ أَوْ غَيْرُ ٱلْمُنْتَظِمِ لَيْسَ كَافِيًا كَيْ «نَهْضِمَ» كَلِمَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا. فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُحَسِّنَ نَوْعِيَّةَ قِرَاءَتِكَ وَدَرْسِكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَنْ تَجْعَلَهُمَا مُنْتَظِمَيْنِ؟ وَهَلْ يُمْكِنُكَ تَخْصِيصُ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْفَتَرَاتِ لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا تَقْرَأُهُ؟ — مز ١:٢، ٣.
بص
الامعاء
تمتص الامعاء الطعام الجسدي بعد هضمه. وبطريقة مجازية، رمزت هذه العملية في سفر حزقيال الى عملية الهضم الذهنية او الروحية. فقد طُلب من حزقيال في رؤيا ان يأكل دَرجا ويملأ به احشاءه (بالعبرانية، ميعيم). فكان سيتقوَّى روحيا اذا تأمل في كلمات هذا الدَّرج وحفظها في ذاكرته. وهكذا، تغذَّى حزقيال روحيا ونال رسالة لينقلها. — حز ٣:١-٦؛ قارن رؤ ١٠:٨-١٠.
نقاط بارزة من سفر حزقيال — الجزء ١
٢:٩–٣:٣ — لماذا كان طعم دَرج المراثي والآهات حلوا في فم حزقيال؟ ان ما جعل طعم الدَّرج حلوا في فم حزقيال هو موقفه من تفويضه. فقد قدّر امتياز الخدمة كنبي ليهوه تقديرا رفيعا.
البحث عن جواهر روحية:
نقاط بارزة من سفر حزقيال — الجزء ١
١:٤-٢٨ — إلامَ ترمز المركبة السماوية؟ تمثِّل المركبة الجزء السماوي من هيئة يهوه المؤلّف من المخلوقات الروحانية الامينة. وهي تستمد طاقتها من روح يهوه القدس. ومجد راكب المركبة الذي يمثِّل يهوه يفوق الوصف. ويمثِّل قوس قزح الجميل الهدوء، مما يدل على الرزانة التي يتصف بها يهوه.
نقاط بارزة من سفر حزقيال — الجزء ١
٤:١-١٧ — هل مثَّل حزقيال حقا مشهد حصار اورشليم المقبل؟ يشير التماس حزقيال من يهوه ان يغيِّر الوقود الذي سيطهو عليه طعامه واستجابة يهوه لهذا المطلب ان النبي مثَّل فعلا هذا المشهد. فقد اضطجع على جنبه الايسر ٣٩٠ يوما، على عدد سني ذنب مملكة العشرة اسباط الـ ٣٩٠، التي امتدت من بداية تلك المملكة سنة ٩٩٧ قم الى دمار اورشليم سنة ٦٠٧ قم. ثم اضطجع على جنبه الايمن ٤٠ يوما، على عدد سني ذنب يهوذا الـ ٤٠، الممتدة من وقت تعيين ارميا نبيا سنة ٦٤٧ قم الى سنة ٦٠٧ قم. وخلال كامل فترة الـ ٤٣٠ يوما هذه، اقتات حزقيال بغذاء ضئيل جدا وقليل من الماء، مما اشار نبويا الى المجاعة التي كانت ستحدث خلال حصار اورشليم.
٢٦ حزيران (يونيو) – ٢ تموز (يوليو)
كنوز من كلمة اللّٰه | حزقيال ٦–١٠
«هل توسَم للخلاص؟»
اسئلة من القراء
مَن يمثِّل الرجلُ الذي معه دواة الكاتب والرجال الستة الحاملون عُدَّة ساحقة في رؤيا حزقيال؟
▪ انهم يمثِّلون القوى السماوية التي ساهمت في دمار اورشليم والتي ستشارك في تدمير نظام الشيطان الشرير في هرمجدون. ولمَ فهمنا المعدَّل هذا منطقي؟
نال النبي حزقيال رؤيا عن الاحداث التي تؤدي الى دمار اورشليم عام ٦٠٧ قم. فرأى الشرور التي تُرتكَب في المدينة. ثم شاهد ستة رجال حاملين عُدَّة ساحقة، وكذلك رجلا ‹لابسا كتانا› معه «دواة كاتب الديوان». (حز ٨:٦-١٢؛ ٩:٢، ٣) فأُمر هذا الرجل: «اعبر في وسط المدينة، . . . وسِمْ سمة على جباه الرجال الذين يتنهدون ويئنون على كل المكاره المصنوعة في وسطها». ثم قيل للرجال الستة الحاملين عُدَّة ساحقة ان يقتلوا كل الذين لم ينالوا السمة. (حز ٩:٤-٧) فماذا تعلِّمنا هذه الرؤيا؟ ومَن هو الرجل الذي معه دواة الكاتب؟
أُعطي حزقيال هذه الرؤيا عام ٦١٢ قم. وقد شهدت اتمامها الاولي عندما دمَّرت الجيوش البابلية اورشليم بعد خمس سنوات. صحيح ان يهوه سمح لأشخاص وثنيين بتدمير المدينة، الا انهم كانوا ينفِّذون احكامه في شعبه المرتد. (ار ٢٥:٩، ١٥-١٨) ولكن ماذا عن اليهود الذين لم يوافقوا على المكاره المرتكَبة في المدينة؟ أعدَّ يهوه بمحبة تدبيرا لإنقاذهم، فما كان ليسمح بموت البار مع الشرير.
الا ان النبي حزقيال لم يشترك لا في عمل الوسم ولا في تدمير المدينة. فأحكام يهوه بهلاك الاشرار ونجاة الابرار كانت ستتم بتوجيه من الملائكة. وهكذا تكشف لنا هذه النبوة ما يجري في الحيز السماوي.
وماذا عن انطباق الرؤيا العصري؟ كنا نشرح في ما مضى ان الرجل الذي معه دواة الكاتب يرمز الى البقية الممسوحة. واعتقدنا ان مَن يتجاوبون مع البشارة يُوسَمون للخلاص. ولكن اتضح في السنوات الاخيرة ان هذا الشرح بحاجة الى تعديل. فبحسب متى ٢٥:٣١-٣٣، يسوع هو مَن يدين الناس. وسيتمِّم هذا الدور في المستقبل خلال الضيق العظيم، حين يفرز المشبهين بالخراف الذين ينالون الخلاص عن المشبهين بالجداء الذين يكابدون الهلاك.
فماذا نتعلَّم من هذه الرؤيا على ضوء الفهم المعدَّل؟ هنالك خمسة دروس على الاقل:
(١) في الوقت الذي سبق دمار اورشليم، خدم حزقيال رقيبا الى جانب ارميا، وكذلك اشعيا قبلهما. واليوم، يعيِّن يهوه فريقا صغيرا من الممسوحين لإطعام شعبه وتحذير الآخرين قبل اندلاع الضيق العظيم. وهذا التحذير ينادي به كل شعب اللّٰه، اي خدم بيت المسيح. — مت ٢٤:٤٥-٤٧.
(٢) على غرار حزقيال، لا يشارك شعب يهوه اليوم في وسم مَن ينالون الخلاص. فهم ينقلون رسالة يهوه ليس إلا. وهم يتمِّمون عملهم الكرازي العالمي بتوجيه من الملائكة. — رؤ ١٤:٦.
(٣) كما في ايام حزقيال، لن ينال الناس سمة حرفية على جباههم، انما سمة مجازية. وما المطلوب لينالوها؟ عليهم ان يتجاوبوا مع عمل البشارة، يلبسوا الشخصية الجديدة، ويدعموا اخوة المسيح بولاء. (مت ٢٥:٣٥-٤٠) وهكذا ينالون سمة الخلاص خلال الضيق العظيم الوشيك.
(٤) في الاتمام العصري، يمثِّل الرجل الذي معه دواة الكاتب يسوع المسيح. وخلال الضيق العظيم، سيسم يسوع الجمع الكثير حين يعلن انهم خراف، متيحا لهم ان ينالوا الحياة الابدية هنا على الارض. — مت ٢٥:٣٤، ٤٦.
(٥) في الاتمام العصري، يمثِّل الرجال الستة الحاملون العُدَّة الساحقة الجيوش السماوية التي يقودها يسوع. وعما قريب، سيدمِّرون الامم ويزيلون كل الشرور. — حز ٩:٢، ٦، ٧؛ رؤ ١٩:١١-٢١.
ان فهم هذه الدروس القيِّمة يؤكد لنا ان يهوه لن يهلك البار مع الشرير. (٢ بط ٢:٩؛ ٣:٩) كما يذكِّرنا بأهمية عمل الكرازة في وقتنا هذا. فكل شخص بحاجة الى سماع التحذير قبل مجيء النهاية. — مت ٢٤:١٤.
البحث عن جواهر روحية:
القيمة الفائقة للتعليم الالهي
١٠ لَا أَحَدَ سِوَى يَهْوَه يَقْدِرُ أَنْ يُعِدَّنَا لِلْمُسْتَقْبَلِ. فَهُوَ يَعْلَمُ مَا سَيَحْدُثُ قَرِيبًا، وَيَعْرِفُ مُسْتَقْبَلَ ٱلْبَشَرِ. (اش ٤٦:٩، ١٠) وَنُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُخْبِرُنَا أَنَّ ‹يَوْمَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ قَرِيبٌ›. (صف ١:١٤) وَفِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ، سَتَصِحُّ كَلِمَاتُ ٱلْأَمْثَالِ ١١:٤: «لَا تَنْفَعُ ٱلنَّفَائِسُ فِي يَوْمِ ٱلسُّخْطِ، أَمَّا ٱلْبِرُّ فَيُنْقِذُ مِنَ ٱلْمَوْتِ». فَعِنْدَمَا يَحِينُ مَوْعِدُ تَنْفِيذِ دَيْنُونَةِ يَهْوَه فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، سَيَكُونُ مَوْقِفُنَا أَمَامَ ٱللّٰهِ هُوَ ٱلشَّيْءَ ٱلْأَهَمَّ. أَمَّا ٱلْمَالُ فَسَيَكُونُ عَدِيمَ ٱلْجَدْوَى. فَٱلْآيَةُ فِي حَزْقِيَالَ ٧:١٩ تَقُولُ: «يُلْقُونَ فِضَّتَهُمْ فِي ٱلشَّوَارِعِ، وَذَهَبُهُمْ يَصِيرُ مَمْقُوتًا». وَهذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْمُسْبَقَةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْمَلَ ٱلْآنَ بِحِكْمَةٍ.
هل تسمح لروح اللّٰه ان يهديك؟
١٤ يَعْنِي ٱلْإِيمَانُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ حَقِيقِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. لِذلِكَ يُؤَدِّي عَدَمُ ٱلْإِيمَانِ إِلَى ٱنْجِرَافِنَا بِسُهُولَةٍ فِي ٱلْمَسْلَكِ ٱلْخَاطِئِ. خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا. فَقَدْ كَشَفَ يَهْوَهُ لِلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ أَنَّ أُمُورًا كَرِيهَةً كَانَتْ تَجْرِي فِي ٱلْخَفَاءِ قَائِلًا: «هَلْ رَأَيْتَ، يَا ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ، مَا يَصْنَعُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلظَّلَامِ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ مَنْحُوتَاتِهِ؟ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: ‹يَهْوَهُ لَا يَرَانَا. يَهْوَهُ قَدْ تَرَكَ ٱلْأَرْضَ›». (حز ٨:١٢) أَلَاحَظْتَ مَا ٱلَّذِي سَاهَمَ فِي نُشُوءِ ٱلْمُشْكِلَةِ؟ لَمْ يُؤْمِنُوا أَنَّ يَهْوَهَ عَارِفٌ بِأَعْمَالِهِمْ. فَهُوَ لَمْ يَكُنْ حَقِيقِيًّا فِي نَظَرِهِمْ.