أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ، هَلْ أَنْتُمْ جَاهِزُونَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟
«مَنْ مِنْكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا وَلَا يَجْلِسُ أَوَّلًا وَيَحْسُبُ ٱلنَّفَقَةَ، لِيَرَى هَلْ عِنْدَهُ مَا يَكْفِي لِإِتْمَامِهِ؟». — لو ١٤:٢٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٠، ٦٤
إِنَّ ٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّتَيْنِ مُوَجَّهَتَانِ إِلَى ٱلْأَوْلَادِ وَٱلْمُرَاهِقِينَ ٱلَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ
١، ٢ (أ) مَاذَا يَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلشُّيُوخُ ٱلْأَوْلَادَ وَٱلْمُرَاهِقِينَ أَنْ يَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟
قَالَ شَيْخٌ لِصَبِيٍّ ٱسْمُهُ كْرِيسْتُوفِر عُمْرُهُ ١٢ سَنَةً: «أَنَا أَعْرِفُكَ مُنْذُ وِلَادَتِكَ، وَيَسُرُّنِي أَنَّكَ تَرْغَبُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. وَلٰكِنْ أَوَدُّ أَنْ أَسْأَلَكَ: ‹لِمَ تُرِيدُ أَنْ تَعْتَمِدَ؟›». وَسُؤَالُ ٱلشَّيْخِ فِي مَحَلِّهِ. فَنَحْنُ نَفْرَحُ كَثِيرًا أَنْ نَرَى آلَافَ ٱلْفِتْيَانِ وَٱلْفَتَيَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يَعْتَمِدُونَ كُلَّ سَنَةٍ. (جا ١٢:١) وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَلْزَمُ أَنْ يَتَأَكَّدَ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ وَٱلْمُرَاهِقِينَ يَتَّخِذُونَ خُطْوَةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَفْهَمُونَ مَعْنَاهَا.
٢ فَبِحَسَبِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، إِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلَّذِي يَنْتَذِرُ وَيَعْتَمِدُ يَبْدَأُ حَيَاةً جَدِيدَةً. وَهٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ تَجْلُبُ لَهُ ٱلْبَرَكَاتِ مِنْ يَهْوَهَ، لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يُصْبِحُ هَدَفًا لِلشَّيْطَانِ. (ام ١٠:٢٢؛ ١ بط ٥:٨) لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ يَصْرِفَ ٱلْأَبَوَانِ ٱلْمَسِيحِيَّانِ ٱلْوَقْتَ فِي تَعْلِيمِ وَلَدِهِمَا مَا مَعْنَى أَنْ يُصْبِحَ تِلْمِيذًا لِلْمَسِيحِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ لَا يَتَرَبَّوْنَ فِي بَيْتٍ مَسِيحِيٍّ، فَيُسَاعِدُهُمْ شُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ بِمَحَبَّةٍ أَنْ يَحْسُبُوا نَفَقَةَ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ. (اقرأ لوقا ١٤:٢٧-٣٠.) فَكَمَا يَلْزَمُ ٱلتَّخْطِيطُ لِإِكْمَالِ مَشْرُوعِ بِنَاءٍ بِنَجَاحٍ، كَذٰلِكَ يَلْزَمُ ٱلِٱسْتِعْدَادُ مِنْ أَجْلِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ «إِلَى ٱلنِّهَايَةِ». (مت ٢٤:١٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ يَعْقِدُ ٱلْأَوْلَادُ ٱلْعَزْمَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ؟
٣ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ مِمَّا قَالَهُ يَسُوعُ وَبُطْرُسُ؟ (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ١ بط ٣:٢١) (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا، وَلِمَاذَا؟
٣ هَلْ أَنْتَ وَلَدٌ أَوْ مُرَاهِقٌ يُفَكِّرُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ هٰذَا هَدَفٌ رَائِعٌ! فَهُوَ شَرَفٌ كَبِيرٌ أَنْ تَعْتَمِدَ وَتُصْبِحَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ مَطْلَبٌ مِنْ كُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَهِيَ خُطْوَةٌ هَامَّةٌ عَلَى طَرِيقِ ٱلْخَلَاصِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ١ بط ٣:٢١) إِنَّهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّكَ وَعَدْتَ يَهْوَهَ أَنْ تَخْدُمَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَبِمَا أَنَّكَ تُرِيدُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ أَنْ تَفِيَ بِوَعْدِكَ، فَسَيُسَاعِدُكَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ أَنْ تَرَى هَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ لِهٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ: (١) هَلْ أَنَا نَاضِجٌ كِفَايَةً لِأَتَّخِذَ هٰذَا ٱلْقَرَارَ؟ (٢) هَلْ يَعْكِسُ قَرَارِي رَغْبَتِي ٱلشَّخْصِيَّةَ؟ وَ (٣) هَلْ أَفْهَمُ مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَهَ؟ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ وَاحِدًا فَوَاحِدًا.
هَلْ أَنَا نَاضِجٌ كِفَايَةً؟
٤، ٥ (أ) هَلِ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ هِيَ لِلْكِبَارِ فَقَطْ؟ (ب) مَا هُوَ ٱلنُّضْجُ؟
٤ لَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ هِيَ لِلْكِبَارِ فَقَطْ، وَلَا يَشْتَرِطُ حَدًّا أَدْنَى لِعُمْرِ ٱلْمُعْتَمِدِ. تَقُولُ ٱلْأَمْثَالُ ٢٠:١١: «اَلصَّبِيُّ أَيْضًا بِأَفْعَالِهِ يُعْرَفُ هَلْ عَمَلُهُ نَقِيٌّ وَمُسْتَقِيمٌ». فَبِحَسَبِ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ، حَتَّى ٱلْوَلَدُ فِي وِسْعِهِ أَنْ يَفْهَمَ مَعْنَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ وَأَنْ يَتَمَثَّلَ بِٱلْأَكْبَرِ سِنًّا وَيَنْتَذِرَ لِلْخَالِقِ. لِذٰلِكَ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا أَنْ يَتَّخِذُوا خُطْوَةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ إِذَا تَحَلَّوْا بِمِقْدَارٍ مِنَ ٱلنُّضْجِ وَٱنْتَذَرُوا لِيَهْوَهَ. — ام ٢٠:٧.
٥ وَمَا هُوَ ٱلنُّضْجُ؟ إِنَّهُ يَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلنُّمُوِّ ٱلْجَسَدِيِّ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلنَّاضِجِينَ «صَارَتْ قُوَى إِدْرَاكِهِمْ مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ». (عب ٥:١٤) وَعَلَيْهِ، يَعْرِفُ ٱلشَّخْصُ ٱلنَّاضِجُ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ وَيَعْزِمُ فِي قَلْبِهِ عَلَى فِعْلِهِ. فَلَا يَنْجَرُّ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ بِسُهُولَةٍ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَذْكِيرٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ يَفْعَلَ ٱلصَّوَابَ. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَكُونَ ٱلْوَلَدُ ٱلَّذِي يَعْتَمِدُ مُصَمِّمًا عَلَى ٱلِٱلْتِزَامِ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ، حَتَّى فِي غِيَابِ وَالِدَيْهِ أَوِ ٱلرَّاشِدِينَ ٱلْآخَرِينَ. — قارن فيلبي ٢:١٢.
٦، ٧ (أ) أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَهَا دَانِيَالُ فِي بَابِلَ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ دَانِيَالُ عَنِ ٱلنُّضْجِ؟
٦ وَهَلْ فِي وِسْعِ ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ نُضْجٍ كَهٰذَا؟ لِنَأْخُذْ مِثَالَ دَانِيَالَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَرُبَّمَا كَانَ فِي أَوَائِلِ سِنِي مُرَاهَقَتِهِ حِينَ أُخِذَ مِنْ عَائِلَتِهِ بِٱلْقُوَّةِ إِلَى ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ. وَهٰكَذَا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا، وَجَدَ نَفْسَهُ بَيْنَ أُنَاسٍ لَا يُشَاطِرُونَهُ أَبَدًا نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. كَمَا أَنَّهُ وَاجَهَ تَحَدِّيًا آخَرَ. فَقَدِ ٱعْتُبِرَ شَخْصًا مُمَيَّزًا هُنَاكَ، فَكَانَ بَيْنَ عَدَدٍ مِنَ ٱلشُّبَّانِ ٱلَّذِينَ وَقَعَ عَلَيْهِمِ ٱلِٱخْتِيَارُ لِيَقِفُوا أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. (دا ١:٣-٥، ١٣) فَعَلَى مَا يَبْدُو، سَنَحَتْ لَهُ فِي بَابِلَ فُرَصٌ مَا كَانَ لِيَحْلُمَ بِهَا فِي إِسْرَائِيلَ.
٧ فَمَاذَا كَانَ مَوْقِفُ دَانِيَالَ مِنْ كُلِّ ذٰلِكَ؟ هَلْ سَحَرَتْهُ ٱلْمَظَاهِرُ ٱلْبَرَّاقَةُ فِي بَابِلَ؟ هَلْ سَمَحَ لِمُحِيطِهِ ٱلْجَدِيدِ أَنْ يَغْسِلَ دِمَاغَهُ أَوْ يَهْدِمَ إِيمَانَهُ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ «عَزَمَ فِي قَلْبِهِ أَلَّا يَتَنَجَّسَ» فِي بَابِلَ بِأَيِّ شَيْءٍ لَهُ عَلَاقَةٌ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. (دا ١:٨) فَيَا لَهُ مِنْ إِعْرَابٍ لَافِتٍ عَنِ ٱلنُّضْجِ!
٨ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ دَانِيَالَ؟
٨ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ دَانِيَالَ؟ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلنَّاضِجَ يَثْبُتُ عَلَى قَنَاعَاتِهِ. فَهُوَ لَا يُغَيِّرُ لَوْنَهُ كَٱلْحِرْبَاءِ لِيَنْسَجِمَ مَعَ مُحِيطِهِ. فَلَا يَكُونُ صَدِيقًا لِلّٰهِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَصَدِيقًا لِلْعَالَمِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. كَمَا أَنَّ إِيمَانَهُ لَا يَتَأَرْجَحُ تَحْتَ ٱلتَّجَارِبِ، بَلْ يَبْقَى ثَابِتًا فِي وَجْهِهَا. — اقرأ افسس ٤:١٤، ١٥.
٩، ١٠ (أ) لِمَ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ يُرَاجِعَ ٱلْوَلَدُ أَوِ ٱلْمُرَاهِقُ كَيْفَ تَصَرَّفَ مُؤَخَّرًا فِي وَجْهِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ؟ (ب) مَاذَا تَعْنِي ٱلْمَعْمُودِيَّةُ؟
٩ طَبْعًا، لَا أَحَدَ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ. فَٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ عَلَى ٱلسَّوَاءِ يَقَعُونَ فِي ٱلْأَخْطَاءِ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ. (جا ٧:٢٠) وَلٰكِنْ إِذَا كُنْتَ تُفَكِّرُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تُقَيِّمَ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنْتَ عَازِمٌ فِي قَلْبِكَ عَلَى ٱتِّبَاعِ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. وَكَيْفَ تَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ يُظْهِرُ سِجِلِّي فِي ٱلْمَاضِي أَنِّي مُصَمِّمٌ عَلَى ٱلِٱلْتِزَامِ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ؟›. رَاجِعْ كَيْفَ تَصَرَّفْتَ مُؤَخَّرًا فِي وَجْهِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ. هَلْ أَظْهَرْتَ أَنَّ قُوَى إِدْرَاكِكَ مُدَرَّبَةٌ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ؟ وَمَاذَا لَوِ ٱعْتَبَرَكَ ٱلنَّاسُ شَخْصًا مُمَيَّزًا وَأَغْرَوْكَ بِٱسْتِغْلَالِ مَوَاهِبِكَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، كَمَا حَدَثَ مَعَ دَانِيَالَ؟ هَلْ أَنْتَ قَادِرٌ أَنْ ‹تُدْرِكَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ›، وَإِنْ تَعَارَضَتْ مَشِيئَتُهُ مَعَ إِغْرَاءٍ كَهٰذَا؟ — اف ٥:١٧.
١٠ وَلِمَ نَطْرَحُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلصَّرِيحَةَ؟ إِنَّهَا تَهْدِفُ إِلَى مُسَاعَدَتِكَ كَيْ تَرَى أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ خُطْوَةٌ جِدِّيَّةٌ. فَهِيَ دَلِيلٌ أَنَّكَ قَطَعْتَ وَعْدًا مُهِمًّا لِيَهْوَهَ أَنْ تُحِبَّهُ وَتَخْدُمَهُ بِكُلِّ قَلْبِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (مر ١٢:٣٠) وَكُلُّ مَنْ يَعْتَمِدُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُصَمِّمًا عَلَى ٱلْوَفَاءِ بِهٰذَا ٱلْوَعْدِ. — اقرإ الجامعة ٥:٤، ٥.
هَلْ يَعْكِسُ قَرَارِي رَغْبَتِي ٱلشَّخْصِيَّةَ؟
١١، ١٢ (أ) مِمَّ يَجِبُ أَنْ يَتَأَكَّدَ ٱلشَّخْصُ ٱلرَّاغِبُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَبَنَّى نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟
١١ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ، بِمَنْ فِيهِ صِغَارُ ٱلسِّنِّ، «يَتَطَوَّعُ» لِخِدْمَتِهِ. (مز ١١٠:٣) لِذَا عَلَى ٱلشَّخْصِ ٱلرَّاغِبِ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ أَنْ يَتَأَكَّدَ أَنَّهُ يَتَّخِذُ هٰذَا ٱلْقَرَارَ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ إِجْرَاءَ فَحْصٍ ذَاتِيٍّ، لَا سِيَّمَا إِذَا كُنْتَ قَدْ تَرَبَّيْتَ فِي ٱلْحَقِّ.
١٢ فَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينِ، رَأَيْتَ كَثِيرِينَ يَعْتَمِدُونَ، بِمَنْ فِيهِمْ أَشْخَاصٌ مِنْ عُمْرِكَ أَوْ بَعْضُ أَشِقَّائِكَ. فَٱحْذَرْ لِئَلَّا تَعْتَبِرَ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ خُطْوَةً لَا بُدَّ مِنْهَا عَاجِلًا أَوْ آجِلًا حِينَ تَبْلُغُ عُمْرًا مُعَيَّنًا. فَكَيْفَ تَتَبَنَّى نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ عَلَيْكَ أَنْ تُخَصِّصَ وَقْتًا لِتُفَكِّرَ لِمَ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَتَجِدُ أَسْبَابًا مُهِمَّةً كَثِيرَةً تَدْفَعُكَ إِلَى ٱتِّخَاذِ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ.
١٣ كَيْفَ تَتَأَكَّدُ أَنَّ قَرَارَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ نَابِعٌ مِنْ قَلْبِكَ؟
١٣ ثَمَّةَ طَرَائِقُ لِتَتَأَكَّدَ أَنَّ قَرَارَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ نَابِعٌ مِنْ قَلْبِكَ. مَثَلًا، إِنَّ رَغْبَتَكَ ٱلْقَلْبِيَّةَ تَنْعَكِسُ عَلَى صَلَوَاتِكَ. فَكَمْ مَرَّةً تُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ؟ وَهَلْ صَلَوَاتُكَ مُحَدَّدَةٌ؟ إِنَّ إِجَابَتَكَ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ تَكْشِفُ مَدَى قُرْبِكَ إِلَى يَهْوَهَ. (مز ٢٥:٤) وَفِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ، يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَاتَكَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ. لِذٰلِكَ فَإِنَّ ٱجْتِهَادَكَ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ دَلِيلٌ آخَرُ يُظْهِرُ رَغْبَتَكَ أَنْ تَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ وَتَخْدُمَهُ. (يش ١:٨) فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ دَرْسِي ٱلشَّخْصِيُّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْتَظِمٌ؟ وَهَلْ أَشْتَرِكُ بِفَرَحٍ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟›. وَهٰذَا ٱلْفَحْصُ ٱلذَّاتِيُّ سَيُبَيِّنُ لَكَ هَلْ تَتَّخِذُ قَرَارَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِكَ أَمْ لَا.
هَلْ أَفْهَمُ مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَهَ؟
١٤ أَوْضِحِ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟
١٤ إِنَّ ٱلْفَرْقَ ٱلْحَقِيقِيَّ بَيْنَ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ لَيْسَ وَاضِحًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَقُولُ مُرَاهِقُونَ إِنَّهُمُ ٱنْتَذَرُوا لِيَهْوَهَ، لٰكِنَّهُمْ لَيْسُوا جَاهِزِينَ بَعْدُ لِلْمَعْمُودِيَّةِ. فَهَلْ هٰذَا مَنْطِقِيٌّ؟ إِنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ هُوَ صَلَاةٌ تَعِدُ فِيهَا يَهْوَهَ أَنْ تَخْدُمَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. أَمَّا ٱلْمَعْمُودِيَّةُ فَهِيَ إِعْلَانٌ جَهْرِيٌّ تُخْبِرُ فِيهِ ٱلْآخَرِينَ أَنَّكَ قَدِ ٱنْتَذَرْتَ لِيَهْوَهَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ تَفْهَمَ مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ.
١٥ مَا مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ؟
١٥ بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ، حِينَ تَنْذُرُ حَيَاتَكَ لِيَهْوَهَ، تُخْبِرُهُ أَنَّكَ مِلْكٌ لَهُ. فَأَنْتَ تَعِدُهُ أَنْ تَجْعَلَ فِعْلَ مَشِيئَتِهِ أَهَمَّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِكَ. (اقرأ متى ١٦:٢٤.) وَهٰذَا ٱلْوَعْدُ ٱلَّذِي تَقْطَعُهُ لِلّٰهِ لَا يَجُوزُ أَنْ تَسْتَخِفَّ بِهِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. (مت ٥:٣٣) وَلٰكِنْ، كَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ أَنْكَرْتَ نَفْسَكَ فِعْلًا وَصِرْتَ مِلْكًا لِيَهْوَهَ؟ — رو ١٤:٨.
١٦، ١٧ (أ) أَوْضِحْ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يُنْكِرَ ٱلشَّخْصُ نَفْسَهُ. (ب) مَاذَا يَقُولُ ٱلشَّخْصُ فِي ٱلْوَاقِعِ حِينَ يَنْتَذِرُ؟
١٦ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلْإِيضَاحَ. لِنَفْرِضْ أَنَّ شَخْصًا يُهْدِي إِلَيْكَ سَيَّارَةً. فَيُسَلِّمُكَ سَنَدَ ٱلْمِلْكِيَّةِ وَيَقُولُ: «اَلسَّيَّارَةُ ٱلْآنَ مِلْكُكَ». ثُمَّ يُضِيفُ: «لٰكِنِّي سَأَحْتَفِظُ بِٱلْمِفْتَاحِ. وَأَنَا سَأَقُودُهَا، لَا أَنْتَ». فَكَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ هٰذِهِ «ٱلْهَدِيَّةِ»؟ وَمَاذَا يَكُونُ رَأْيُكَ فِي ٱلَّذِي قَدَّمَهَا؟
١٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، حِينَ يَنْذُرُ ٱلشَّخْصُ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ، فَهُوَ يَقُولُ لَهُ: «أَنَا أُسَلِّمُكَ حَيَاتِي. لَقَدْ أَصْبَحْتُ مِلْكًا لَكَ». وَعَلَيْهِ ٱلْتِزَامٌ أَمَامَ يَهْوَهَ أَنْ يَفِيَ بِهٰذَا ٱلْوَعْدِ. فَمَاذَا لَوْ بَدَأَ يَعِيشُ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً، رُبَّمَا بِمُوَاعَدَتِهِ سِرًّا شَخْصًا غَيْرَ مُؤْمِنٍ؟ أَوْ مَاذَا لَوْ قَبِلَ وَظِيفَةً تُعِيقُهُ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلًا أَوْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ؟ أَلَا يَكُونُ ذٰلِكَ بِمَثَابَةِ ٱلِٱحْتِفَاظِ بِمِفْتَاحِ ٱلسَّيَّارَةِ؟ لٰكِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنْتَذِرُ لِيَهْوَهَ يَقُولُ لَهُ فِي ٱلْوَاقِعِ: «حَيَاتِي مِلْكٌ لَكَ، وَلَيْسَتْ لِي. وَإِذَا حَدَثَ تَضَارُبٌ بَيْنَ مَا أُرِيدُهُ أَنَا وَمَا تُرِيدُهُ أَنْتَ، فَمَشِيئَتُكَ لَهَا ٱلْأَوْلَوِيَّةُ دَائِمًا». وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ. فَقَدْ قَالَ: «نَزَلْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، لَا لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي». — يو ٦:٣٨.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ تُظْهِرُ تَعَابِيرُ رُوز وَكْرِيسْتُوفِر أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ ٱمْتِيَازٌ يَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ؟ (ب) كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ؟
١٨ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ خُطْوَةٌ جِدِّيَّةٌ، لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ. لِذٰلِكَ فَإِنَّ ٱلْأَوْلَادَ وَٱلْمُرَاهِقِينَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيَفْهَمُونَ مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ لَا يَتَرَدَّدُونَ فِي ٱتِّخَاذِ خُطْوَةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، وَلَا يَنْدَمُونَ أَبَدًا عَلَى هٰذَا ٱلْقَرَارِ. تَقُولُ مُرَاهِقَةٌ مُعْتَمِدَةٌ ٱسْمُهَا رُوز: «أَنَا أُحِبُّ يَهْوَهَ، وَلَا شَيْءَ يُسْعِدُنِي أَكْثَرَ مِنْ خِدْمَتِهِ. وَأَنَا وَاثِقَةٌ تَمَامًا مِنْ قَرَارِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ قَرَارٍ آخَرَ ٱتَّخَذْتُهُ فِي حَيَاتِي».
١٩ وَمَاذَا عَنْ كْرِيسْتُوفِرَ ٱلْمَذْكُورِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ؟ كَيْفَ يَشْعُرُ حِيَالَ قَرَارِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ بِعُمْرِ ١٢ سَنَةً؟ إِنَّهُ سَعِيدٌ جِدًّا بِهٰذَا ٱلْقَرَارِ. وَقَدْ بَدَأَ يَخْدُمُ فَاتِحًا عَادِيًّا بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً، ثُمَّ عُيِّنَ خَادِمًا مُسَاعِدًا بِعُمْرِ ١٨ سَنَةً. وَهُوَ يَخْدُمُ ٱلْآنَ فِي بَيْتَ إِيلَ. يَقُولُ: «كَانَ قَرَارِي سَدِيدًا. فَٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي أَقُومُ بِهِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ يُغْنِي حَيَاتِي». فَكَيْفَ تَسْتَعِدُّ لِهٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ.