«اِشْتَرِ ٱلْحَقَّ وَلَا تَبِعْهُ»
«اِشْتَرِ ٱلْحَقَّ وَلَا تَبِعْهُ، وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّأْدِيبَ وَٱلْفَهْمَ». — ام ٢٣:٢٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١٣، ١١٤
١، ٢ (أ) مَا هُوَ أَغْلَى شَيْءٍ عِنْدَكَ؟ (ب) أَيُّ حَقَائِقَ نُعِزُّهَا، وَلِمَاذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّوَرَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
مَا هُوَ أَغْلَى شَيْءٍ عِنْدَكَ؟ هَلْ تُبَادِلُهُ بِشَيْءٍ أَقَلَّ قِيمَةً؟ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ، ٱلْجَوَابُ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ مَعْرُوفٌ. فَأَغْلَى مَا عِنْدَنَا هُوَ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ. وَلَا نَقْبَلُ أَنْ نُبَادِلَهَا بِأَيِّ شَيْءٍ. وَنَحْنُ نُعِزُّ أَيْضًا حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي أَتَاحَ لَنَا أَنْ نُنَمِّيَ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ. — كو ١:٩، ١٠.
٢ فَكِّرْ فِي مَا يُعَلِّمُنَا إِيَّاهُ يَهْوَهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُوَ عَرَّفَنَا بِمَعْنَى ٱسْمِهِ وَصِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ. وَأَخْبَرَنَا كَيْفَ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْغَالِي فِدْيَةً عَنَّا. كَمَا عَلَّمَنَا عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَكَشَفَ لَنَا أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَعِيشُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› فِي فِرْدَوْسٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ١٠:١٦) وَأَوْضَحَ أَيْضًا كَيْفَ نَعِيشُ بِسَعَادَةٍ. وَنَحْنُ نُعِزُّ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقَ لِأَنَّهَا قَرَّبَتْنَا مِنْ خَالِقِنَا وَأَعْطَتْ مَعْنًى لِحَيَاتِنَا.
٣ هَلْ يَشْتَرِي ٱلْمَالُ ٱلْحَقَّ؟
٣ وَيَهْوَهُ إِلٰهٌ كَرِيمٌ لَا يَحْرِمُ ٱلَّذِينَ يَبْحَثُونَ عَنِ ٱلْحَقِّ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ جَيِّدٍ. حَتَّى إِنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ مِنْ أَجْلِنَا دُونَ مُقَابِلٍ. فَلَا يُعْقَلُ أَنْ يَطْلُبَ مِنَّا مَالًا مُقَابِلَ ٱلْحَقِّ. فَعِنْدَمَا عَرَضَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِيمُونُ مَالًا عَلَى بُطْرُسَ كَيْ يُعْطِيَهُ ٱلسُّلْطَةَ لِيَمْنَحَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ، وَبَّخَهُ بُطْرُسُ: «لِتَهْلِكْ فِضَّتُكَ مَعَكَ، لِأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ هِبَةَ ٱللّٰهِ بِمَالٍ!». (اع ٨:١٨-٢٠) إِذًا مَا مَعْنَى عِبَارَةِ «ٱشْتَرِ ٱلْحَقَّ»؟
مَا مَعْنَى أَنْ ‹نَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ›؟
٤ مَاذَا سَنَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْحَقِّ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ اقرإ الامثال ٢٣:٢٣. نَحْنُ لَا نَحْصُلُ عَلَى ٱلْحَقِّ دُونَ جُهْدٍ وَتَضْحِيَةٍ. وَحَسَبَ ٱلْأَمْثَالِ، عِنْدَمَا ‹نَشْتَرِي ٱلْحَقَّ›، يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ جَيِّدًا لِئَلَّا ‹نَبِيعَهُ›، أَيْ نَخْسَرَهُ. لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ مَا مَعْنَى أَنْ ‹نَشْتَرِيَ› ٱلْحَقَّ وَمَا ٱلثَّمَنُ ٱلَّذِي قَدْ نَدْفَعُهُ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. وَهٰكَذَا يَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِلْحَقِّ وَيَقْوَى تَصْمِيمُنَا أَلَّا ‹نَبِيعَهُ› أَبَدًا. وَكَمَا سَنَرَى، شِرَاءُ ٱلْحَقِّ يَسْتَاهِلُ أَيَّ تَضْحِيَةٍ مَهْمَا كَانَتْ كَبِيرَةً.
٥، ٦ (أ) كَيْفَ نَشْتَرِي ٱلْحَقَّ دُونَ مَالٍ؟ أَوْضِحْ. (ب) كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْحَقُّ؟
٥ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَدْفَعُ مَالًا لِنَحْصُلَ عَلَى مَا هُوَ مَجَّانِيٌّ، لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّهُ دُونَ مُقَابِلٍ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «ٱشْتَرِ» فِي ٱلْأَمْثَال ٢٣:٢٣ تَعْنِي أَيْضًا «ٱكْتَسِبْ». وَهٰذَانِ ٱلْفِعْلَانِ يَحْمِلَانِ مَعْنَى بَذْلِ ٱلْجُهْدِ أَوِ ٱلتَّخَلِّي عَنْ شَيْءٍ لِنَيْلِ شَيْءٍ قَيِّمٍ. وَكَيْ نَفْهَمَ فِكْرَةَ شِرَاءِ ٱلْحَقِّ، لِنَتَخَيَّلْ مَتْجَرًا يُقَدِّمُ مَوْزًا مَجَّانًا. فَهَلْ يَظْهَرُ ٱلْمَوْزُ فَجْأَةً عَلَى مَائِدَتِنَا؟ طَبْعًا لَا. فَمَعَ أَنَّهُ مَجَّانِيٌّ، عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا وَنَذْهَبَ إِلَى ٱلْمَتْجَرِ كَيْ نُحْضِرَهُ. بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ، ٱلْحَقُّ لَا يُشْتَرَى بِٱلْمَالِ. مَعَ ذٰلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا كَيْ نَحْصُلَ عَلَيْهِ.
٦ اقرأ اشعيا ٥٥:١-٣. تُوضِحُ هٰذِهِ ٱلْأَعْدَادُ كَيْفَ يُفِيدُنَا شِرَاءُ ٱلْحَقِّ وَتَطْبِيقُهُ. فَيَهْوَهُ يُشَبِّهُ كَلِمَتَهُ بِٱلْمِيَاهِ وَٱلْحَلِيبِ وَٱلْخَمْرِ. فَكَمَا تُنْعِشُ ٱلْمِيَاهُ ٱلْعَطْشَانَ، يُنْعِشُ ٱلْحَقُّ مَنْ يَتَعَلَّمُهُ. وَمِثْلَمَا يُغَذِّي ٱلْحَلِيبُ ٱلْأَوْلَادَ لِيَنْمُوا، تُغَذِّينَا كَلِمَةُ يَهْوَهَ لِنَنْمُوَ رُوحِيًّا. وَكَيْفَ تَكُونُ كَلِمَةُ يَهْوَهَ مِثْلَ ٱلْخَمْرِ؟ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تَرْتَبِطُ ٱلْخَمْرُ بِٱلْفَرَحِ. (مز ١٠٤:١٥) فَعِنْدَمَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ ‹نَشْتَرِيَ خَمْرًا›، يَقْصِدُ أَنَّ ٱلْعَيْشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ كَلِمَتِهِ يُفْرِحُنَا. (مز ١٩:٨) لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ خَمْسَةَ أُمُورٍ قَدْ نَتَخَلَّى عَنْهَا كَيْ نَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ.
عَمَّ تَخَلَّيْتَ لِتَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟
٧، ٨ (أ) لِمَاذَا يَلْزَمُنَا ٱلْوَقْتُ لِنَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟ (ب) أَيُّ ثَمَنٍ دَفَعَتْهُ شَابَّةٌ لِتَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
٧ اَلْوَقْتُ: هٰذَا ٱلثَّمَنُ يَدْفَعُهُ كُلُّ مَنْ يَشْتَرِي ٱلْحَقَّ. فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْوَقْتِ لِنَسْتَمِعَ إِلَى رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ، نَقُومَ بِدَرْسٍ شَخْصِيٍّ، وَنَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَنَحْضُرَهَا. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ ‹نَشْتَرِيَ› ٱلْوَقْتَ مِنَ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْأَقَلِّ أَهَمِّيَّةً. (اقرأ افسس ٥:١٥، ١٦.) وَكَمْ يَلْزَمُنَا مِنَ ٱلْوَقْتِ لِنَفْهَمَ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ؟ يَعْتَمِدُ ذٰلِكَ عَلَى ظُرُوفِنَا. وَلَا حُدُودَ لِمَا نَتَعَلَّمُهُ عَنْ حِكْمَةِ يَهْوَهَ وَطُرُقِهِ وَأَعْمَالِهِ. (رو ١١:٣٣) فَٱلْعَدَدُ ٱلْأَوَّلُ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ يُشَبِّهُ ٱلْحَقَّ «بِزَهْرَةٍ صَغِيرَةٍ». ثُمَّ يَذْكُرُ: «لَا تَكْتَفُوا بِزَهْرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ أَزْهَارِ ٱلْحَقِّ. فَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ كَافِيَةً لَمَا كَانَ هُنَالِكَ ٱلْمَزِيدُ». لِذَا فَلْنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ جَمَعْتُ بَاقَةً كَبِيرَةً؟›. فِي ٱلْوَاقِعِ، حَتَّى ٱلْأَبَدِيَّةُ لَنْ تَكْفِيَنَا لِنَتَعَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ. وَٱلْيَوْمَ، مُهِمٌّ أَنْ نَسْتَعْمِلَ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ لِنَشْتَرِيَ مِنْ أَزْهَارِ ٱلْحَقِّ قَدْرَمَا نَسْتَطِيعُ. وَهٰذَا مَا فَعَلَتْهُ مَارِيكُو.a
٨ فَهٰذِهِ ٱلشَّابَّةُ ٱلْيَابَانِيَّةُ أَتَتْ إِلَى نْيُويُورْك فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ كَيْ تُكْمِلَ دِرَاسَتَهَا. وَكَانَتْ تَنْتَسِبُ إِلَى حَرَكَةٍ دِينِيَّةٍ تَأَسَّسَتْ فِي ٱلْيَابَان عَامَ ١٩٥٩. وَذَاتَ يَوْمٍ، ٱلْتَقَتْ بِفَاتِحَةٍ تَخْدُمُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. فَبَدَأَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَفَرِحَتْ كَثِيرًا بِمَا تَعَلَّمَتْهُ. حَتَّى إِنَّهَا طَلَبَتْ مِنَ ٱلْفَاتِحَةِ أَنْ تَدْرُسَ مَعَهَا مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ. وَرَغْمَ ٱنْشِغَالِهَا بِدِرَاسَتِهَا وَعَمَلِهَا، بَدَأَتْ فَوْرًا تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَتَوَقَّفَتْ عَنْ بَعْضِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ كَيْ تَشْتَرِيَ ٱلْوَقْتَ لِتَعَلُّمِ ٱلْحَقِّ. وَهٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتُ سَاعَدَتْهَا أَنْ تَتَقَدَّمَ بِسُرْعَةٍ. فَٱعْتَمَدَتْ خِلَالَ سَنَةٍ ثُمَّ بَدَأَتْ بِٱلْفَتْحِ بَعْدَ ٦ أَشْهُرٍ. وَهِيَ لَا تَزَالُ فَاتِحَةً مُنْذُ عَامِ ٢٠٠٦.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْحَقُّ فِي مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ؟ (ب) عَمَّ تَخَلَّتْ مَارِيَّا، وَكَيْفَ تَشْعُرُ ٱلْآنَ؟
٩ اَلْأُمُورُ ٱلْمَادِّيَّةُ: نُضْطَرُّ أَحْيَانًا أَنْ نَتَخَلَّى عَنْ مِهْنَةٍ مُرْبِحَةٍ كَيْ نَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ. فَعِنْدَمَا دَعَا يَسُوعُ ٱلصَّيَّادَيْنِ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَنْ يَصِيرَا «صَيَّادَيْ نَاسٍ»، «تَرَكَا شِبَاكَهُمَا». (مت ٤:١٨-٢٠) طَبْعًا، مُعْظَمُ ٱلَّذِينَ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ ٱلْيَوْمَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَتْرُكُوا أَشْغَالَهُمْ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُلْزِمُنَا أَنْ نُعِيلَ عَائِلَاتِنَا. (١ تي ٥:٨) لٰكِنْ عِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ ٱلْحَقَّ، غَالِبًا مَا نَحْتَاجُ أَنْ نُغَيِّرَ مَوْقِفَنَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَنُعَدِّلَ أَوْلَوِيَّاتِنَا. وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ . . . بَلِ ٱدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ». (مت ٦:١٩، ٢٠) إِلَيْكَ مِثَالَ شَابَّةٍ ٱسْمُهَا مَارِيَّا كَانَتْ لُعْبَةُ ٱلْغُولْفِ شَغَفَهَا.
١٠ فَهِيَ بَدَأَتْ تَلْعَبُ فِي نَادٍ لِلْغُولْفِ حَتَّى قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ ٱلْمَدْرَسَةَ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، أَصْبَحَتْ مَاهِرَةً جِدًّا وَحَصَلَتْ عَلَى مِنْحَةٍ جَامِعِيَّةٍ. وَأَرَادَتْ أَنْ تُصْبِحَ لَاعِبَةً مُحْتَرِفَةً وَتَجْنِيَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَالِ. ثُمَّ بَدَأَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. فَأَحَبَّتْ مَا تَعَلَّمَتْهُ وَبَدَأَتْ تُطَبِّقُهُ. قَالَتْ: «كَانَ فَرَحِي يَزْدَادُ كُلَّمَا غَيَّرْتُ فِي حَيَاتِي وَمَوَاقِفِي لِتَنْسَجِمَ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». وَأَدْرَكَتْ مَارِيَّا أَنَّهَا لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْمَادِّيَّةِ فِي نَفْسِ ٱلْوَقْتِ. (مت ٦:٢٤) فَقَرَّرَتْ أَنْ تَتَخَلَّى عَنِ ٱلْمَالِ وَٱلشُّهْرَةِ لِتَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ. وَهِيَ ٱلْآنَ تَخْدُمُ فَاتِحَةً وَتَقُولُ إِنَّهَا تَعِيشُ «أَحْلَى حَيَاةٍ».
١١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَأَثَّرَ عَلَاقَتُنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَمَا نَشْتَرِي ٱلْحَقَّ؟
١١ اَلْعَلَاقَاتُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ: حِينَ نُقَرِّرُ أَنْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْحَقِّ، قَدْ تَتَغَيَّرُ عَلَاقَتُنَا مَعَ أَصْدِقَائِنَا وَأَقْرِبَائِنَا. لِمَاذَا؟ صَلَّى يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ أَتْبَاعِهِ: «قَدِّسْهُمْ بِٱلْحَقِّ. كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ». (يو ١٧:١٧) وَ ‹ٱلتَّقْدِيسُ› يَحْمِلُ مَعْنَى ٱلْفَرْزِ. فَعِنْدَمَا نَقْبَلُ ٱلْحَقَّ، نَنْفَرِزُ عَنِ ٱلْعَالَمِ لِأَنَّنَا نُصْبِحُ مُخْتَلِفِينَ عَنْهُ. فَنَحْنُ ٱلْآنَ نَعِيشُ حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذٰلِكَ تَتَغَيَّرُ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَيْنَا. طَبْعًا، نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُسَبِّبَ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ. إِلَّا أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَقْرِبَاءِ قَدْ يَتَجَنَّبُونَنَا أَوْ يُقَاوِمُونَنَا. وَهٰذَا لَا يُفَاجِئُنَا. قَالَ يَسُوعُ: «يَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». (مت ١٠:٣٦) لٰكِنَّهُ وَعَدَنَا أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ سَتَفُوقُ أَيَّ ثَمَنٍ قَدْ نَدْفَعُهُ. — اقرأ مرقس ١٠:٢٨-٣٠.
١٢ أَيُّ ثَمَنٍ دَفَعَهُ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ كَيْ يَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟
١٢ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ رَجُلِ أَعْمَالٍ يَهُودِيٍّ ٱسْمُهُ آرُون. فَمُنْذُ صِغَرِهِ، تَعَلَّمَ أَنَّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ لَا يَجِبُ لَفْظُهُ. لٰكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱللّٰهِ. وَذَاتَ يَوْمٍ، أَرَاهُ شَاهِدٌ أَنَّهُ إِذَا أَضَافَ حَرَكَاتٍ إِلَى ٱلْحُرُوفِ ٱلسَّاكِنَةِ ٱلْأَرْبَعَةِ لِٱسْمِ ٱللّٰهِ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ، يُمْكِنُ لَفْظُهُ «يَهْوَه». فَتَحَمَّسَ كَثِيرًا وَذَهَبَ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ لِيُخْبِرَ ٱلْحَاخَامَاتِ عَنِ ٱكْتِشَافِهِ. لٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَفْرَحُوا، بَصَقُوا عَلَيْهِ وَطَرَدُوهُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ. كَمَا تَوَتَّرَتْ عَلَاقَتُهُ مَعَ عَائِلَتِهِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَتَرَاجَعْ. بَلِ ٱشْتَرَى ٱلْحَقَّ وَخَدَمَ يَهْوَهَ بِجُرْأَةٍ بَاقِيَ حَيَاتِهِ. وَمِثْلَ آرُون، نَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ وَلَوْ كَانَ ٱلثَّمَنُ عَلَاقَتَنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ أَوْ مَرْكَزَنَا ٱلِٱجْتِمَاعِيَّ.
١٣، ١٤ أَيُّ تَغْيِيرَاتٍ فِي تَفْكِيرِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِهَا كَيْ نَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٣ اَلْأَفْكَارُ وَٱلتَّصَرُّفَاتُ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ: كَيْ نَقْبَلَ ٱلْحَقَّ وَنَعِيشَ حَسَبَ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَدَبِيَّةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِتَغْيِيرِ تَفْكِيرِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا. كَتَبَ بُطْرُسُ عَنْ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ: «كَأَوْلَادٍ طَائِعِينَ، كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ لَكُمْ سَابِقًا فِي جَهْلِكُمْ، وَلٰكِنْ . . . صِيرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِكُمْ». (١ بط ١:١٤، ١٥) وَقَدِيمًا، فِي مَدِينَةِ كُورِنْثُوسَ ٱلْفَاسِدَةِ، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ لَزِمَ أَنْ يُغَيِّرَ حَيَاتَهُ بِٱلْكَامِلِ. (١ كو ٦:٩-١١) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَتَوَقَّفُ كَثِيرُونَ عَنِ ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ كَيْ يَشْتَرُوا ٱلْحَقَّ. وَهٰذَا مَا وَصَفَهُ بُطْرُسُ قَائِلًا: «مَا مَضَى مِنَ ٱلزَّمَانِ كَافٍ لِتَكُونُوا قَدْ عَمِلْتُمْ مَشِيئَةَ ٱلْأُمَمِ حِينَ كُنْتُمْ تَسْلُكُونَ فِي ٱلْفُجُورِ، وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَامِحَةِ، وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلْخَمْرِ، وَٱلْعَرْبَدَةِ، وَٱلْمُبَارَيَاتِ فِي ٱلشُّرْبِ، وَعِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ ٱلْمُحَرَّمَةِ». — ١ بط ٤:٣.
١٤ طَوَالَ سَنَوَاتٍ، كَانَ دِيفِين وَجَاسْمِين سِكِّيرَيْنِ. وَمَعَ أَنَّ دِيفِين كَانَ مُحَاسِبًا مَاهِرًا، خَسِرَ عِدَّةَ وَظَائِفَ بِسَبَبِ عَادَتِهِ ٱلسَّيِّئَةِ. وَعُرِفَتْ جَاسْمِين بِتَصَرُّفَاتِهَا ٱلْعَنِيفَةِ. وَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، فِيمَا كَانَتْ تَمْشِي فِي ٱلشَّارِعِ سَكْرَانَةً، ٱلْتَقَتْ بِزَوْجَيْنِ مُرْسَلَيْنِ وَقَبِلَتْ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنْ عِنْدَمَا أَتَى ٱلْمُرْسَلَانِ إِلَى بَيْتِهَا ٱلْأُسْبُوعَ ٱلتَّالِيَ، كَانَتْ هِيَ وَدِيفِين سَكْرَانَيْنِ. فَهُمَا لَمْ يَتَوَقَّعَا أَنْ يَهْتَمَّ ٱلْمُرْسَلَانِ بِهِمَا وَيَأْتِيَا إِلَى بَيْتِهِمَا. لٰكِنْ فِي ٱلزِّيَارَةِ ٱلتَّالِيَةِ، كَانَ ٱلْوَضْعُ مُخْتَلِفًا. وَمِنَ ٱلدَّرْسِ ٱلْأَوَّلِ، بَدَأَ دِيفِين وَجَاسْمِين يُطَبِّقَانِ مَا يَتَعَلَّمَانِهِ. وَخِلَالَ ٣ أَشْهُرٍ، تَوَقَّفَا عَنْ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ وَسَجَّلَا زَوَاجَهُمَا قَانُونِيًّا. وَقَدْ لَاحَظَ كَثِيرُونَ حَوْلَهُمْ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ وَٱنْدَفَعُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى تَعَلُّمِ ٱلْحَقِّ.
١٥ أَيُّ ثَمَنٍ غَالٍ قَدْ نَدْفَعُهُ لِنَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟
١٥ اَلْعَادَاتُ وَٱلتَّقَالِيدُ غَيْرُ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: قَدْ يَكُونُ ٱلتَّخَلِّي عَنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ مِنْ أَغْلَى مَا نَدْفَعُهُ لِنَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ. فَرُبَّمَا نَسْتَصْعِبُ ذٰلِكَ بِسَبَبِ ٱلضَّغْطِ مِنَ ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَزُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ. فَٱلنَّاسُ عُمُومًا مُتَعَلِّقُونَ بِٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ مِثْلِ إِكْرَامِ ٱلْمَوْتَى. (تث ١٤:١) غَيْرَ أَنَّنَا نَنْدَفِعُ إِلَى شِرَاءِ ٱلْحَقِّ عِنْدَمَا نَرَى كَيْفَ قَامَ ٱلْبَعْضُ بِٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ بِشَجَاعَةٍ. لِنَرَ مَاذَا فَعَلَ بَعْضُ سُكَّانِ أَفَسُسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.
١٦ مَاذَا فَعَلَ ٱلْبَعْضُ فِي أَفَسُسَ كَيْ يَشْتَرُوا ٱلْحَقَّ؟
١٦ عُرِفَتْ أَفَسُسُ بِفُنُونِهَا ٱلسِّحْرِيَّةِ. لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلسِّحْرَ أَصْبَحُوا مَسِيحِيِّينَ. فَكَيْفَ تَخَلَّوْا عَنْ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ وَٱشْتَرَوُا ٱلْحَقَّ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْفُنُونَ ٱلسِّحْرِيَّةَ جَمَعُوا كُتُبَهُمْ وَأَحْرَقُوهَا أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا مَعًا أَثْمَانَهَا فَوَجَدُوا أَنَّهَا تَبْلُغُ خَمْسِينَ أَلْفَ قِطْعَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. وَهٰكَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ يَهْوَهَ تَنْمُو وَتَقْوَى بِٱقْتِدَارٍ». (اع ١٩:١٩، ٢٠) فَمَعَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ ضَحَّوْا بِٱلْكَثِيرِ، نَالُوا بَرَكَاتٍ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ.
١٧ (أ) أَيُّ ثَمَنٍ قَدْ نَدْفَعُهُ لِنَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ وَمَاذَا عَنْكَ؟ أَيُّ ثَمَنٍ دَفَعْتَهُ لِتَشْتَرِيَ ٱلْحَقَّ؟ كُلُّنَا نَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ كَيْ نَجْمَعَ بَاقَةً مِنْ أَزْهَارِ ٱلْحَقِّ. وَٱلْبَعْضُ يَتَخَلَّوْنَ عَنْ أُمُورٍ مَادِّيَّةٍ أَوْ تَتَغَيَّرُ نَظْرَةُ ٱلْآخَرِينَ إِلَيْهِمْ. أَمَّا آخَرُونَ فَيُغَيِّرُونَ تَفْكِيرَهُمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ أَوْ يَتَخَلَّوْنَ عَنِ ٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ غَيْرِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّنَا مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱلْحَقَّ يَسْتَاهِلُ أَيَّ ثَمَنٍ نَدْفَعُهُ. فَهُوَ أَتَاحَ لَنَا أَنْ نُنَمِّيَ عَلَاقَةً بِيَهْوَهَ. وَهٰذَا أَغْلَى شَيْءٍ عِنْدَنَا. بِٱلْمُقَابِلِ، يَبِيعُ ٱلْبَعْضُ ٱلْحَقَّ رَغْمَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَنَالُونَهَا. فَكَيْفَ يَحْصُلُ ذٰلِكَ؟ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذِهِ ٱلْغَلْطَةَ ٱلْكَبِيرَةَ؟ هٰذَا مَا تُنَاقِشُهُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ.
a بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ ٱلْوَارِدَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.