اُخْدُمْ يَهْوَهَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ ٱلْبَلِيَّةِ
«اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ». — جا ١٢:١.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ نَصِيحَةٍ مُوَجَّهَةٍ إِلَى ٱلشَّبَابِ أَوْحَى بِهَا يَهْوَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ؟ (ب) لِمَ نَقُولُ إِنَّ نَصِيحَةَ سُلَيْمَانَ تَهُمُّ أَيْضًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي خَمْسِينِيَّاتِهِمْ وَمَا فَوْقُ؟
أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى ٱلشَّبَابِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ ٱلْبَلِيَّةِ». فَمَا هِيَ «أَيَّامُ ٱلْبَلِيَّةِ»؟ تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ إِلَى سِنِّ ٱلشَّيْخُوخَةِ. فَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ سُلَيْمَانُ كَلِمَاتٍ شِعْرِيَّةً لِيَصِفَ مَا يُوَاجِهُهُ ٱلْمُسِنُّونَ مِنْ مَشَاكِلَ مِثْلِ ٱرْتِجَافِ ٱلْأَيْدِي، تَقَلْقُلِ ٱلْأَرْجُلِ، خَسَارَةِ ٱلْأَسْنَانِ، ضُعْفِ ٱلْبَصَرِ وَٱلسَّمْعِ، ٱبْيِضَاضِ ٱلشَّعْرِ، وَٱنْحِنَاءِ ٱلْجَسَدِ. فَلَا يَجِبُ أَنْ يَنْتَظِرَ أَحَدٌ رَيْثَمَا يَصِلُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ حَتَّى يَبْدَأَ بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ. — اقرإ الجامعة ١٢:١-٥.
٢ لَا يَزَالُ مَسِيحِيُّونَ عَدِيدُونَ فِي خَمْسِينِيَّاتِهِمْ وَمَا فَوْقُ يَتَمَتَّعُونَ بِطَاقَةٍ كَبِيرَةٍ. فَصَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّيْبَ عَلَا رُؤُوسَهُمْ، وَلٰكِنَّ صِحَّتَهُمْ لَمْ تَتَرَدَّ عَلَى ٱلنَّحْوِ ٱلَّذِي وَصَفَهُ سُلَيْمَانُ. فَهَلْ بِإِمْكَانِ أُولٰئِكَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلنَّصِيحَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلَّتِي وُجِّهَتْ إِلَى ٱلشَّبَابِ: «اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ»؟ وَمَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةُ؟
٣ مَاذَا يَعْنِي تَذَكُّرُ خَالِقِنَا ٱلْعَظِيمِ؟
٣ مَعَ أَنَّنَا رُبَّمَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ، إِلَّا أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَحْيَانًا ٱلتَّفْكِيرُ فِي مَدَى عَظَمَةِ خَالِقِنَا. أَفَلَيْسَتِ ٱلْحَيَاةُ هِبَةً رَائِعَةً؟ فَتَصْمِيمُهَا ٱلْمُعَقَّدُ يَفُوقُ ٱلْفَهْمَ ٱلْبَشَرِيَّ. كَمَا أَنَّ تَدَابِيرَ يَهْوَهَ مُتَنَوِّعَةٌ وَوَافِرَةٌ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ بِٱسْتِطَاعَتِنَا ٱلِٱسْتِمْتَاعُ بِهَا بِطَرَائِقَ لَا تُحْصَى. وَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي خَلِيقَةِ يَهْوَهَ، نُذَكِّرُ أَنْفُسَنَا بِمَحَبَّتِهِ، وَحِكْمَتِهِ، وَقُدْرَتِهِ. (مز ١٤٣:٥) غَيْرَ أَنَّ تَذَكُّرَ خَالِقِنَا ٱلْعَظِيمِ يَعْنِي أَيْضًا أَنْ نَتَذَكَّرَ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا. وَلَا شَكَّ أَنَّ لَحَظَاتِ ٱلتَّأَمُّلِ هٰذِهِ تَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ شُكْرِنَا لِخَالِقِنَا بِخِدْمَتِهِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ مُمْكِنٍ مَا دُمْنَا عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ. — جا ١٢:١٣.
فُرَصٌ فَرِيدَةٌ بَعْدَ تَخَطِّي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ
٤ أَيُّ سُؤَالٍ يُمْكِنُ أَنْ يَطْرَحَهُ ٱلْمَسِيحِيُّ ذُو ٱلْخِبْرَةِ عَلَى نَفْسِهِ، وَلِمَاذَا؟
٤ إِذَا كُنْتَ قَدِ ٱكْتَسَبْتَ عُقُودًا مِنَ ٱلْخِبْرَةِ، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا سَأَفْعَلُ فِي حَيَاتِي ٱلْآنَ بِمَا أَنَّنِي لَا أَزَالُ أَتَمَتَّعُ بِبَعْضِ ٱلطَّاقَةِ وَٱلْقُوَّةِ؟›. بِصِفَتِكَ مَسِيحِيًّا ذَا خِبْرَةٍ، لَدَيْكَ فُرَصٌ لَا يَمْلِكُهَا ٱلْآخَرُونَ. فَبِٱسْتِطَاعَتِكَ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلشَّبَابَ مَا تَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهْوَهَ، أَوْ تَرْوِيَ لَهُمُ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مَعَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَقَدْ صَلَّى ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ سَائِلًا يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَهُ فُرَصًا لِيَفْعَلَ ذٰلِكَ، قَائِلًا: «اَللّٰهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ حَدَاثَتِي . . . وَأَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللّٰهُ لَا تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ، وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ». — مز ٧١:١٧، ١٨.
٥ كَيْفَ يَنْقُلُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا إِلَى ٱلْآخَرِينَ مَا تَعَلَّمُوهُ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ؟
٥ وَكَيْفَ تَنْقُلُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي ٱكْتَسَبْتَهَا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ؟ يُمْكِنُكَ أَنْ تَدْعُوَ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلشَّبَابَ إِلَى مَنْزِلِكَ مِنْ أَجْلِ مُعَاشَرَتِهِمْ مُعَاشَرَةً بَنَّاءَةً. كَمَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُمْ مُرَافَقَتَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَيْ يَرَوُا ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي تَشْعُرُ بِهِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. قَالَ أَلِيهُو: «اَلْأَيَّامُ تَتَكَلَّمُ، وَبِكَثْرَةِ ٱلسِّنِينَ تُعْرَفُ ٱلْحِكْمَةُ». (اي ٣٢:٧) هٰذَا وَإِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ حَضَّ ٱلْمَسِيحِيَّاتِ ذَوَاتِ ٱلْخِبْرَةِ أَنْ يُشَجِّعْنَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْكَلَامِ وَٱلْمِثَالِ. فَقَدْ كَتَبَ قَائِلًا: «لِتَكُنِ ٱلْمُسِنَّاتُ . . . مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِحٌ». — تي ٢:٣.
مَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْعَلَ لِتُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ؟
٦ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ يُقَلِّلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ عُقُودًا مِنَ ٱلْخِبْرَةِ مِنْ شَأْنِ قُدُرَاتِهِمْ؟
٦ إِذَا كُنْتَ مَسِيحِيًّا ذَا خِبْرَةٍ، فَبِمَقْدُورِكَ فِعْلُ ٱلْكَثِيرِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. فَكِّرْ فِي مَا تَفْهَمُهُ ٱلْآنَ وَلَمْ تَكُنْ عَلَى عِلْمٍ بِهِ مُنْذُ ٣٠ أَوْ ٤٠ سَنَةً. فَقَدْ صِرْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ تُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِمَهَارَةٍ فِي حَيَاتِكَ. وَأَصْبَحْتَ تَمْتَلِكُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى جَعْلِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَبْلُغُ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ. أَمَّا إِنْ كُنْتَ شَيْخًا، فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ أُخِذُوا فِي زَلَّةٍ مَا. (غل ٦:١) وَلَرُبَّمَا تَعَلَّمْتَ كَيْفَ تُشْرِفُ عَلَى نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، أَقْسَامِ ٱلْمَحْفِلِ، أَوْ عَمَلِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَقَدْ تَعْرِفُ كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلْأَطِبَّاءَ عَلَى ٱسْتِخْدَامِ أَسَالِيبَ لَا تَتَطَلَّبُ نَقْلَ ٱلدَّمِ أَثْنَاءَ قِيَامِهِمْ بِٱلْعَمَلِيَّاتِ. حَتَّى لَوْ كُنْتَ مُعْتَمِدًا حَدِيثًا، فَلَدَيْكَ خِبْرَةٌ قَيِّمَةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ. مَثَلًا، إِذَا رَبَّيْتَ أَوْلَادًا، فَلَا بُدَّ أَنَّكَ ٱكْتَسَبْتَ حِكْمَةً عَمَلِيَّةً لَا بَأْسَ بِهَا. فِعْلًا، إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا هُمْ مَصْدَرُ تَشْجِيعٍ كَبِيرٍ لِشَعْبِ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ تَعْلِيمِ ٱلْإِخْوَةِ وَإِرْشَادِهِمْ وَتَقْوِيَتِهِمْ. — اقرأ ايوب ١٢:١٢.
٧ أَيُّ تَدْرِيبٍ عَمَلِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يُزَوِّدَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ تَخَطَّوْا عُمْرَ ٱلشَّبَابِ لِلْأَصْغَرِ سِنًّا؟
٧ وَأَيَّةُ طَرَائِقَ أُخْرَى يُمْكِنُكَ ٱسْتِخْدَامُ مَقْدِرَاتِكَ بِهَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟ لَعَلَّهُ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُظْهِرَ لِلشَّبَابِ كَيْفَ تَبْدَأُ وَتَعْقِدُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَإِذَا كُنْتِ أُخْتًا، فَفِي وِسْعِكِ أَنْ تُسَاعِدِي ٱلْأُمَّهَاتِ ٱلشَّابَّاتِ أَنْ يُحَافِظْنَ عَلَى نَشَاطِهِنَّ ٱلرُّوحِيِّ فِيمَا يَهْتَمِمْنَ بِأَوْلَادِهِنَّ ٱلصِّغَارِ. أَمَّا فِي حَالِ كُنْتَ أَخًا، فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُعَلِّمَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلشُّبَّانَ أَنْ يُلْقُوا ٱلْخِطَابَاتِ بِحَمَاسٍ وَأَنْ يَكُونُوا أَكْثَرَ فَعَّالِيَّةً فِي نَشْرِ بَشَائِرِ ٱلْمَلَكُوتِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، بِمَقْدُورِكَ أَنْ تُظْهِرَ لَهُمْ كَيْفَ تَزُورُ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمُسِنِّينَ لِتُشَجِّعَهُمْ رُوحِيًّا. إِذًا، حَتَّى لَوْ لَمْ تَعُدْ تَمْلِكُ ٱلْقُوَّةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ لَكَ سَابِقًا، فَمَا زَالَ لَدَيْكَ فُرَصٌ رَائِعَةٌ لِتَدْرِيبِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا. فَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ تَذْكُرُ: «جَمَالُ ٱلشُّبَّانِ قُوَّتُهُمْ، وَبَهَاءُ ٱلشُّيُوخِ ٱلشَّيْبُ». — ام ٢٠:٢٩.
اَلْخِدْمَةُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ
٨ مَاذَا فَعَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بَعْدَمَا تَخَطَّى عُمْرَ ٱلشَّبَابِ؟
٨ اِسْتَخْدَمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ كُلَّ قُوَّتِهِ لِيَخْدُمَ ٱللّٰهَ بَعْدَمَا تَخَطَّى عُمْرَ ٱلشَّبَابِ. فَبِحُلُولِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَحَرَّرَ فِيهِ مِنَ ٱلسِّجْنِ فِي رُومَا عَامَ ٦١ بم، كَانَ قَدِ ٱحْتَمَلَ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ رِحْلَاتِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْقَاسِيَةَ. وَكَانَ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَخْتَارَ ٱلْعَيْشَ حَيَاةً أَسْهَلَ بِٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي رُومَا. (٢ كو ١١:٢٣-٢٧) وَلَا رَيْبَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلضَّخْمَةِ كَانُوا سَيُقَدِّرُونَ دَعْمَهُ ٱلْمُسْتَمِرَّ. لٰكِنَّ بُولُسَ رَأَى أَنَّ هُنَاكَ حَاجَةً أَعْظَمَ فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى. لِذٰلِكَ، ٱسْتَأْنَفَ نَشَاطَهُ ٱلْإِرْسَالِيَّ. فَسَافَرَ إِلَى أَفَسُسَ بِصُحْبَةِ تِيمُوثَاوُسَ وَتِيطُسَ، ثُمَّ إِلَى كِرِيتَ، وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى مَقْدُونِيَةَ. (١ تي ١:٣؛ تي ١:٥) وَلَا نَعْرِفُ إِنْ زَارَ إِسْبَانِيَا أَمْ لَا، لٰكِنَّهُ نَوَى أَنْ يَقُومَ بِذٰلِكَ. — رو ١٥:٢٤، ٢٨.
٩ مَتَى ٱنْتَقَلَ بُطْرُسُ لِيَخْدُمَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ وَرُبَّمَا كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ فَوْقَ ٱلْـ ٥٠ مِنْ عُمْرِهِ حِينَمَا ٱنْتَقَلَ إِلَى حَيْثُ كَانَتِ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمَ. وَكَيْفَ نَسْتَنْتِجُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ فِي عُمْرِ يَسُوعَ أَوْ أَكْبَرَ مِنْهُ بِقَلِيلٍ، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ فِي ٱلْـ ٥٠ مِنْ عُمْرِهِ تَقْرِيبًا عَامَ ٤٩ بم حِينَ ٱلْتَقَى بِٱلرُّسُلِ ٱلْآخَرِينَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ. (اع ١٥:٧) وَفِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ هٰذَا ٱللِّقَاءِ، سَافَرَ بُطْرُسُ لِيَعِيشَ فِي بَابِلَ كَيْ يُبَشِّرَ ٱلْعَدَدَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلْيَهُودِ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ. (غل ٢:٩) وَكَانَ يَسْكُنُ هُنَاكَ حِينَ كَتَبَ رِسَالَتَهُ ٱلْأُولَى ٱلْمُوحَى بِهَا نَحْوَ عَامِ ٦٢ بم. (١ بط ٥:١٣) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمُكُوثَ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ لَهُ تَحَدِّيَاتُهُ، لٰكِنَّ بُطْرُسَ لَمْ يَسْمَحْ لِتَقَدُّمِهِ فِي ٱلسِّنِّ أَنْ يَسْلُبَهُ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي يَأْتِي مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَامِلًا.
١٠، ١١ مَاذَا فَعَلَ رُوبِرْت وَزَوْجَتُهُ بَعْدَمَا تَخَطَّيَا عُمْرَ ٱلشَّبَابِ؟
١٠ وَٱلْيَوْمَ، يَجِدُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَمْسِينِيَّاتِهِمْ وَمَا فَوْقُ أَنَّ ظُرُوفَهُمْ تَبَدَّلَتْ وَأَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ. فَبَعْضُهُمْ يَنْتَقِلُ إِلَى حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ هِيَ أَعْظَمُ إِلَى مُبَشِّرِينَ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا كَتَبَهُ رُوبِرْت: «كُنْتُ وَزَوْجَتِي فِي أَوَاسِطِ خَمْسِينِيَّاتِنَا حِينَ أَدْرَكْنَا أَنَّ هُنَاكَ فُرَصًا مُتَاحَةً أَمَامَنَا. فَٱبْنُنَا ٱلْوَحِيدُ كَانَ قَدْ غَادَرَ ٱلْمَنْزِلَ، لَمْ يَعُدْ لَدَيْنَا وَالِدُونَ مُسِنُّونَ لِنَعْتَنِيَ بِهِمْ، وَحَصَلْنَا عَلَى مِيرَاثٍ صَغِيرٍ. كَمَا عَرَفْتُ بَعْدَ إِجْرَاءِ بَعْضِ ٱلْحِسَابَاتِ أَنَّ سِعْرَ مَبِيعِ مَنْزِلِنَا يُغَطِّي ٱلدُّيُونَ وَيَكْفِي حَاجَاتِنَا رَيْثَمَا أَحْصُلُ عَلَى مَعَاشِ ٱلتَّقَاعُدِ. هٰذَا وَسَمِعْنَا أَنَّ عَدَدَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَ دُرُوسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي بُولِيفْيَا كَبِيرٌ وَأَنَّ تَكْلِفَةَ ٱلْعَيْشِ هُنَاكَ زَهِيدَةٌ. فَقَرَّرْنَا ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ. طَبْعًا، لَمْ يَكُنِ ٱلتَّكَيُّفُ مَعَ ظُرُوفِ حَيَاتِنَا ٱلْجَدِيدَةِ سَهْلًا؛ فَكُلُّ شَيْءٍ كَانَ مُخْتَلِفًا عَمَّا كُنَّا مُعْتَادِينَ عَلَيْهِ فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ كَافَأَنَا عَلَى ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي بَذَلْنَاهَا».
١١ وَيُضِيفُ رُوبِرْت: «تَتَمَحْوَرُ حَيَاتُنَا بِرُمَّتِهَا ٱلْآنَ حَوْلَ نَشَاطَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَبَعْضُ ٱلَّذِينَ دَرَسْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ ٱعْتَمَدُوا. مَثَلًا، دَرَسْنَا مَعَ عَائِلَةٍ فَقِيرَةٍ تَعِيشُ فِي قَرْيَةٍ تَبْعُدُ عَنَّا عِدَّةَ أَمْيَالٍ. وَأَعْضَاءُ هٰذِهِ ٱلْعَائِلَةِ يَقُومُونَ كُلَّ أُسْبُوعٍ بِرِحْلَةٍ شَاقَّةٍ إِلَى ٱلْبَلْدَةِ لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ فَرِحْنَا بِتَقَدُّمِ ٱلْعَائِلَةِ وَرُؤْيَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْأَكْبَرِ يَنْخَرِطُ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ؟».
اَلْحَاجَةُ فِي حُقُولٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ
١٢، ١٣ مَاذَا فَعَلَ بْرَايِن وَزَوْجَتُهُ بَعْدَمَا تَقَاعَدَ عَنْ عَمَلِهِ؟
١٢ تَنَالُ ٱلْجَمَاعَاتُ وَٱلْفِرَقُ ٱلنَّاطِقَةُ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ فَائِدَةً كَبِيرَةً مِنَ ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي يَرْسُمُهُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ ٱلْعَمَلُ فِي مُقَاطَعَاتٍ كَهٰذِهِ. مَثَلًا، كَتَبَ أَخٌ مِنْ بَرِيطَانِيَا يُدْعَى بْرَايِن أَنَّهُ بَعْدَمَا تَقَاعَدَ فِي سِنِّ ٱلْـ ٦٥، شَعَرَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ أَنَّ حَيَاتَهُمَا أَمْسَتْ مُضْجِرَةً وَمُمِلَّةً. يَقُولُ: «كَانَ وَلَدَانَا قَدْ غَادَرَا ٱلْبَيْتَ، وَنَادِرًا مَا كُنَّا نَجِدُ أُنَاسًا مُهْتَمِّينَ لِنَدْرُسَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. ثُمَّ ٱلْتَقَيْتُ شَابًّا صِينِيًّا كَانَ يَقُومُ بِأَبْحَاثٍ فِي ٱلْجَامِعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. فَقَبِلَ دَعْوَةً إِلَى حُضُورِ ٱجْتِمَاعِنَا، وَبَدَأْتُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَهُ. وَبَعْدَ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ، أَخَذَ يُحْضِرُ مَعَهُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ زَمِيلَهُ ٱلصِّينِيَّ. وَبَعْدَ أُسْبُوعَيْنِ، جَلَبَ مَعَهُ زَمِيلًا ثَانِيًا، وَمِنْ ثُمَّ ثَالِثًا.
١٣ «وَبِحُلُولِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي طَلَبَ فِيهِ بَاحِثٌ صِينِيٌّ خَامِسٌ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي: ‹لَا يَجِبُ أَنْ أَتَقَاعَدَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ لِمُجَرَّدِ أَنِّي بَلَغْتُ ٱلْـ ٦٥›. فَسَأَلْتُ زَوْجَتِي، وَهِيَ أَصْغَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ، مَا إِذَا كَانَتْ تَرْغَبُ فِي تَعَلُّمِ ٱللُّغَةِ ٱلصِّينِيَّةِ. فَٱسْتَخْدَمْنَا كَاسِيتَاتٍ سَمْعِيَّةً تَحْتَوِي عَلَى دُرُوسٍ فِي هٰذِهِ ٱللُّغَةِ». وَبَعْدَ مُضِيِّ عَشَرَةِ أَعْوَامٍ عَلَى ذٰلِكَ، يُعَبِّرُ بْرَايِن: «لَقَدْ جَعَلَتْنَا ٱلْخِدْمَةُ فِي حَقْلٍ نَاطِقٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ نَشْعُرُ أَنَّنَا ٱسْتَعَدْنَا حَيَوِيَّةَ ٱلشَّبَابِ. حَتَّى ٱلْآنَ، دَرَسْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ ١١٢ صِينِيًّا، مُعْظَمُهُمْ يَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. حَتَّى إِنَّ وَاحِدَةً مِنْهُمْ تَخْدُمُ فَاتِحَةً فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَالِيِّ».
كُنْ فَرِحًا بِمَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ
١٤ أَيُّ أَمْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يَفْرَحَ بِهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ تَخَطَّوْا عُمْرَ ٱلشَّبَابِ، وَكَيْفَ يُشَجِّعُهُمْ مِثَالُ بُولُسَ؟
١٤ لَا يَتَمَكَّنُ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ صَارُوا فِي خَمْسِينِيَّاتِهِمْ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ. فَبَعْضُهُمْ يَمْتَلِكُونَ صِحَّةً رَدِيئَةً، وَآخَرُونَ يَعْتَنُونَ بِأَوْلَادِهِمْ أَوْ وَالِدِيهِمِ ٱلْمُسِنِّينَ. وَلٰكِنْ لَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ كُلَّ مَا تَفْعَلُهُ فِي خِدْمَتِهِ. لِذٰلِكَ، عِوَضَ أَنْ تَتَثَبَّطَ جَرَّاءَ مَا لَا يُمْكِنُكَ ٱلْقِيَامُ بِهِ، كُنْ فَرِحًا بِمَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَمَعَ أَنَّهُ بَقِيَ لِسَنَتَيْنِ مُحْتَجَزًا فِي أَحَدِ ٱلْبُيُوتِ، عَاجِزًا عَنِ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي رِحْلَاتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ، كَانَ يَتَحَدَّثُ مَعَ كُلِّ مَنْ زَارَهُ فِي بَيْتِهِ عَنِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَيُقَوِّي إِيمَانَهُ. — اع ٢٨:١٦، ٣٠، ٣١.
١٥ لِمَ يُقَدَّرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ؟
١٥ هٰذَا وَإِنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ أَيْضًا مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلْمُسِنُّونَ فِي خِدْمَتِهِ. فَرَغْمَ أَنَّ سُلَيْمَانَ أَشَارَ إِلَى أَنَّ أَيَّامَ ٱلْبَلِيَّةِ لَيْسَتْ أَفْضَلَ مَرْحَلَةٍ فِي ٱلْحَيَاةِ، لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ إِلٰهَنَا يُقَدِّرُ مَا يُنْجِزُهُ ٱلْمُسِنُّونَ بِهَدَفِ تَسْبِيحِهِ. (لو ٢١:٢-٤) وَٱلْجَمَاعَاتُ تُعِزُّ ٱلْمِثَالَ ٱلْجَيِّدَ ٱلَّذِي يَرْسُمُهُ أُولٰئِكَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَٱلِٱحْتِمَالِ.
١٦ أَيَّةُ ٱمْتِيَازَاتٍ لَمْ تَسْتَطِعْ حَنَّةُ ٱلْمُسِنَّةُ أَنْ تَتَمَتَّعَ بِهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، وَلٰكِنْ مَاذَا تَمَكَّنَتْ مِنْ فِعْلِهِ كَيْ تَعْبُدَ ٱللّٰهَ؟
١٦ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱمْرَأَةٍ مُسِنَّةٍ ٱسْمُهَا حَنَّةُ ٱسْتَمَرَّتْ تُسَبِّحُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ حَتَّى سِنِي شَيْخُوخَتِهَا. فَقَدْ كَانَتْ أَرْمَلَةً فِي ٱلـ ٨٤ مِنْ عُمْرِهَا عِنْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ. وَلَعَلَّهَا لَمْ تَعِشْ وَقْتًا طَوِيلًا يَسْمَحُ لَهَا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ، أَوْ تُمْسَحَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، أَوْ تُذِيعَ بَشَائِرَ ٱلْمَلَكُوتِ. غَيْرَ أَنَّهَا فَرِحَتْ بِٱلْقِيَامِ بِمَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ. فَهِيَ لَمْ تَكُنْ «تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ، مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا». (لو ٢:٣٦، ٣٧) فَفِيمَا كَانَ ٱلْكَاهِنُ يُقَرِّبُ بَخُورًا كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ، كَانَتْ حَنَّةُ تَقِفُ مَعَ ٱلْحَشْدِ ٱلْمُجْتَمِعِ فِي دَارِ ٱلْهَيْكَلِ وَتُقَدِّمُ صَلَاةً صَامِتَةً لِحَوَالَيْ نِصْفِ سَاعَةٍ. وَحِينَ رَأَتِ ٱلطِّفْلَ يَسُوعَ هُنَاكَ، أَخَذَتْ «تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ». — لو ٢:٣٨.
١٧ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُسِنِّينَ أَوِ ٱلْمَرْضَى عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟
١٧ وَٱلْيَوْمَ، يَنْبَغِي أَنْ نَبْحَثَ عَنْ طَرَائِقَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَرْضَى أَوِ ٱلْمُسِنِّينَ. فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ يُحِبُّونَ ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ، وَلٰكِنَّهُمْ نَادِرًا مَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَحْقِيقِ ذٰلِكَ. لِذَا، تُرَتِّبُ ٱلْجَمَاعَاتُ فِي بَعْضِ ٱلْأَمَاكِنِ أَنْ يَسْتَمِعَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ. وَفِي أَمَاكِنَ أُخْرَى، قَدْ لَا يَكُونُ هٰذَا ٱلْأَمْرُ مُمْكِنًا. مَعَ ذٰلِكَ، يُمْكِنُ أَنْ يُشَارِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي دَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَصَلَوَاتُهُمْ مَثَلًا تُسَاهِمُ فِي ٱزْدِهَارِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. — اقرإ المزمور ٩٢:١٣، ١٤.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يُشَجِّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) مَنْ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يُطَبِّقَ ٱلنَّصِيحَةَ: «اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ»؟
١٨ قَدْ لَا يُدْرِكُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُشَجِّعُونَ غَيْرَهُمْ. مَثَلًا، مَعَ أَنَّ حَنَّةَ بَقِيَتْ تَتَرَدَّدُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ بِأَمَانَةٍ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ، لَمْ تَعْرِفْ أَنَّ مِثَالَهَا ٱلْجَيِّدَ وَمَحَبَّتَهَا لِيَهْوَهَ سَيُدَوَّنَانِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُشَجِّعَانِ ٱلْآخَرِينَ حَتَّى بَعْدَ قُرُونٍ مِنْ مَوْتِهَا. وَلَا رَيْبَ أَنَّ مَحَبَّتَكَ لِلّٰهِ مَحْفُورَةٌ فِي ذَاكِرَةِ رُفَقَائِكَ ٱلْعُبَّادِ. فَلَا عَجَبَ أَنْ تَذْكُرَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اَلشَّيْبَةُ تَاجُ جَمَالٍ مَتَى وُجِدَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْبِرِّ»! — ام ١٦:٣١.
١٩ ثَمَّةَ حُدُودٌ لِمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْعَلَهُ جَمِيعُنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ، لِيُصَمِّمِ ٱلَّذِينَ مَا زَالُوا يَمْتَلِكُونَ بَعْضَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلطَّاقَةِ أَنْ ‹يَذْكُرُوا خَالِقَهُمُ ٱلْعَظِيمَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ ٱلْبَلِيَّةِ›. — جا ١٢:١.