مقالة الدرس ٤٦
كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَحَمَّلَ بِفَرَح؟
«يتَرَقَّبُ يَهْوَه لِيَتَحَنَّنَ علَيكُم، ولِذلِك يقومُ لِيَرحَمَكُم». — إش ٣٠:١٨.
التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي، قُوَّتي، ورَجائي
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١-٢ (أ) ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟ (ب) ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه يرغَبُ جِدًّا في مُساعَدَتِنا؟
يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ ونفرَحَ بِخِدمَتِنا له. فبِأيِّ طُرُقٍ يُساعِدُنا؟ وكَيفَ نستَفيدُ إلى أقصى حَدٍّ مِن مُساعَدَتِه؟ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة. ولكنْ لِنرَ أوَّلًا كم يرغَبُ يَهْوَه أن يُساعِدَنا.
٢ لاحِظْ ماذا قالَ الرَّسولُ بُولُس في رِسالَتِهِ إلى العِبْرَانِيِّين: «يَهْوَه مُعيني فلا أخاف. ماذا يفعَلُ بي الإنسان؟». (عب ١٣:٦) وماذا تعني كَلِمَةُ «مُعينٍ» الَّتي ذكَرَها بُولُس؟ بِحَسَبِ المَراجِع، تصِفُ هذِهِ الكَلِمَةُ مُسعِفًا يُسرِعُ لِنَجدَةِ شَخصٍ يصرُخُ طَلَبًا لِلمُساعَدَة. تخَيَّلْ إذًا يَهْوَه يُسرِعُ لِنَجدَةِ شَخصٍ واقِعٍ في مُشكِلَة. أفَلا يُؤَكِّدُ هذا الوَصفُ أنَّهُ يرغَبُ جِدًّا في مُساعَدَتِنا؟ إذًا، ما دامَ يَهْوَه إلى جانِبِنا، نقدِرُ أن نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح.
٣ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح؟
٣ وبِأيِّ طُرُقٍ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح؟ سنرى الجَوابَ في سِفرِ إشَعْيَا. فالكَثيرُ مِنَ النُّبُوَّاتِ الَّتي كتَبَها بِالوَحيِ تنطَبِقُ علَينا اليَوم. كما تحَدَّثَ إشَعْيَا عن يَهْوَه بِعِباراتٍ نفهَمُها بِسُهولَة. مَثَلًا في الفَصل ٣٠، وصَفَ بِعِباراتٍ رائِعَة ثَلاثَ طُرُقٍ يُساعِدُنا بِها يَهْوَه: (١) يسمَعُ صَلَواتِنا بِانتِباهٍ ويَستَجيبُها، (٢) يُعطينا الإرشاداتِ في كَلِمَتِه، و (٣) يُبارِكُنا الآنَ وفي المُستَقبَل. فلْنُناقِشْ كُلَّ واحِدَةٍ مِن هذِهِ الطُّرُقِ الثَّلاث.
يَهْوَه يسمَعُنا
٤ (أ) كَيفَ وصَفَ يَهْوَه اليَهُودَ أيَّامَ إشَعْيَا، وماذا سمَحَ أن يحدُثَ لهُم؟ (ب) أيُّ أمَلٍ أعطاهُ يَهْوَه لِلأشخاصِ الأُمَناء؟ (إشعيا ٣٠:١٨، ١٩)
٤ في بِدايَةِ إشَعْيَا ٣٠، وصَفَ يَهْوَه اليَهُودَ بِأنَّهُم ‹بَنونَ مُعانِدونَ› يزيدونَ «خَطِيَّةً على خَطِيَّة». وذكَرَ أيضًا أنَّهُم «شَعبٌ مُتَمَرِّدٌ . . . لم يشاءُوا أن يسمَعوا شَريعَةَ يَهْوَه». (إش ٣٠:١، ٩) وبِسَبَبِ ذلِك، أنبَأَ إشَعْيَا أنَّ يَهْوَه سيَسمَحُ بِأن تحصُلَ كارِثَةٌ لِهؤُلاءِ اليَهُود. (إش ٣٠:٥، ١٧؛ إر ٢٥:٨-١١) وهذا ما حدَث. فقدْ سمَحَ يَهْوَه أن يأخُذَهُمُ البَابِلِيُّونَ إلى الأسر. ولكنْ كانَ هُناك أشخاصٌ أُمَناءُ بَينَ اليَهُود. ويَهْوَه أعطاهُم بِواسِطَةِ إشَعْيَا رِسالَةً فيها أمَل: إنَّهُم سيَرجِعونَ إلى أُورُشَلِيم في يَومٍ مِنَ الأيَّام. (إقرأ إشعيا ٣٠:١٨، ١٩.) وبِالفِعل، حرَّرَهُم يَهْوَه مِنَ الأسرِ في النِّهايَة. لكنَّ إشَعْيَا قالَ لهُم إنَّ يَهْوَه ينتَظِرُ بِصَبرٍ ‹لِيَتَحَنَّنَ علَيهِم›. وهكَذا، أوضَحَ لهُم أنَّ يَهْوَه لن يُحَرِّرَهُم فَورًا. وفي الواقِع، مرَّت ٧٠ سَنَةً قَبلَ أن يعودَ بَعضُ الإسْرَائِيلِيِّينَ إلى أُورُشَلِيم. (إش ١٠:٢١؛ إر ٢٩:١٠) لكنَّهُم عادوا أخيرًا، وحلَّت دُموعُ الفَرَحِ مَحَلَّ دُموعِ الحُزن.
٥ ماذا تُؤَكِّدُ لنا إشَعْيَا ٣٠:١٩؟
٥ وماذا عنَّا اليَوم؟ لاحِظِ الكَلِماتِ المُطَمِّنَة الَّتي ذكَرَها إشَعْيَا عن يَهْوَه: «هو يتَحَنَّنُ علَيكَ عِندَ صَوتِ صُراخِك. حالَما يسمَعُكَ يستَجيبُ لك». (إش ٣٠:١٩) فإشَعْيَا أكَّدَ لنا أنَّ يَهْوَه سيَسمَعُنا بِانتِباهٍ حينَ نصرُخُ إلَيه، وأنَّهُ سيَستَجيبُ لنا بِسُرعَة. فأبونا المُحِبُّ يرغَبُ جِدًّا أن يُساعِدَنا حينَ نستَنجِدُ به. أفَلا يُطَمِّنُنا ذلِك ويُقَوِّينا لِنتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح؟
٦ كَيفَ تدُلُّ كَلِماتُ إشَعْيَا أنَّ يَهْوَه يسمَعُ صَلاةَ كُلِّ واحِدٍ مِن خُدَّامِه؟
٦ أيُّ تَأكيدٍ إضافِيٍّ تُعطيهِ لنا هذِهِ الآيَة؟ إنَّ يَهْوَه يسمَعُ صَلاةَ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا. ففي الآياتِ الأُولى مِن إشَعْيَا ٣٠، استَعمَلَ يَهْوَه صيغَةَ الجَمعِ لِيُخاطِبَ شَعبَهُ كمَجموعَة. ولكنْ في الآيَة ١٩، استَعمَلَ إشَعْيَا صيغَةَ المُفرَد، ما يدُلُّ أنَّ يَهْوَه يسمَعُ صَلاةَ كُلِّ واحِدٍ مِن خُدَّامِه. فكَأبٍ مُحِبّ، لا يقولُ يَهْوَه لِأحَدِ أولادِهِ حينَ تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُه: «يجِبُ أن تكونَ قَوِيًّا مِثلَ أخيك». على العَكس، يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا ويَسمَعُ صَلاتَهُ بِانتِباه. — مز ١١٦:١؛ إش ٥٧:١٥.
٧ كَيفَ شجَّعَنا إشَعْيَا ويَسُوع أن نستَمِرَّ في الصَّلاة؟
٧ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه حينَ نُصَلِّي إلَيهِ بِخُصوصِ مُشكِلَةٍ تُقلِقُنا؟ قد يُعطينا في البِدايَةِ القُوَّةَ لِنتَحَمَّلَها. ولكنْ إذا طالَتِ المُشكِلَةُ أكثَرَ مِمَّا توَقَّعنا، يَلزَمُ أن نظَلَّ نُصَلِّي إلى يَهْوَه كَي يُعطِيَنا القُوَّةَ لِنتَحَمَّل. وهو يدعونا أن نفعَلَ ذلِك. قالَ إشَعْيَا: «لا يلقَ [يَهْوَه] مِنكُم سُكوتًا». (إش ٦٢:٧) فيَلزَمُ أن نستَمِرَّ في الصَّلاةِ إلى يَهْوَه. وهذا ينسَجِمُ مع ما ذكَرَهُ يَسُوع في لُوقَا ١١:٨-١٠، ١٣. فقدْ شجَّعَنا أن نُصَلِّيَ ‹بِإلحاحٍ وجُرأَة›، و ‹نستَمِرَّ في طَلَبِ› الرُّوحِ القُدُس. وجَيِّدٌ أن نطلُبَ أيضًا الحِكمَةَ لِنأخُذَ قَراراتٍ صَحيحَة.
يَهْوَه يُرشِدُنا
٨ كَيفَ تمَّت إشَعْيَا ٣٠:٢٠، ٢١ في الماضي؟
٨ إقرأ إشعيا ٣٠:٢٠، ٢١. عِندَما حاصَرَ البَابِلِيُّونَ أُورُشَلِيم سَنَةً ونِصفًا، عانى اليَهُودُ مِن ضيقٍ شَديد، ضيقٍ صاروا مُعتادينَ علَيهِ مِثلَ أكلِ الخُبزِ وشُربِ الماء. ولكنْ بِحَسَبِ الآيَتَين ٢٠ و ٢١، وعَدَهُم يَهْوَه أنَّهُ سيُخَلِّصُهُم إذا تابوا وغيَّروا تَصَرُّفاتِهِم. وإشَعْيَا وعَدَهُم أنَّ يَهْوَه سيَكونُ ‹مُعَلِّمَهُمُ العَظيمَ› وسَيُعَلِّمُهُم كَيفَ يعبُدونَهُ بِطَريقَةٍ صَحيحَة. وقدْ تمَّت هذِهِ الكَلِماتُ حينَ تحَرَّرَ اليَهُودُ مِنَ الأسر. فيَهْوَه كانَ فِعلًا مُعَلِّمَهُمُ العَظيم. وتَحتَ إرشادِه، نجَحَ اليَهُودُ في أن يرُدُّوا العِبادَةَ النَّقِيَّة. اليَومَ أيضًا، لَدَينا بَرَكَةٌ كَبيرَة أن يكونَ يَهْوَه مُعَلِّمَنا العَظيم.
٩ ما هيَ الطَّريقَةُ الأُولى الَّتي يُعَلِّمُنا يَهْوَه بِواسِطَتِها؟
٩ في هاتَينِ الآيَتَين، يُشَبِّهُنا إشَعْيَا بِتَلاميذ، ويَذكُرُ طَريقَتَينِ نتَعَلَّمُ بِواسِطَتِهِما مِن يَهْوَه. أوَّلًا، يقولُ إشَعْيَا: «عَيناكَ ترَيانِ مُعَلِّمَك». فهو يُشَبِّهُ يَهْوَه بِمُعَلِّمٍ يقِفُ أمامَ تَلاميذِه. وكَيفَ يُعَلِّمُنا يَهْوَه بِهذِهِ الطَّريقَةِ اليَوم؟ مِن خِلالِ هَيئَتِه. فبِواسِطَتِها، يُعطينا يَهْوَه إرشاداتٍ واضِحَة في الاجتِماعاتِ الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة، وكذلِك في المَطبوعاتِ والبَرامِجِ الشَّهرِيَّة لِمَحَطَّةِ JW وغَيرِها. ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا هذِهِ الإرشاداتِ الَّتي تُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح.
١٠ كَيفَ نسمَعُ ‹كَلِمَةً خَلفَنا›؟
١٠ وما هيَ الطَّريقَةُ الثَّانِيَة الَّتي يُعَلِّمُنا يَهْوَه بِواسِطَتِها؟ قالَ إشَعْيَا: «تسمَعُ أُذُناكَ كَلِمَةً خَلفَك». فهو يُشَبِّهُ يَهْوَه بِمُعَلِّمٍ واعٍ يمشي وَراءَ تَلاميذِهِ ويَدُلُّهُم على الطَّريق. وكَيفَ نسمَعُ اليَومَ صَوتَ اللّٰهِ مِن خَلفِنا؟ مِن خِلالِ كَلِمَتِه. فالكِتابُ المُقَدَّسُ كُتِبَ بِالوَحيِ مِن وَقتٍ طَويل. لِذلِك عِندَما نقرَأُه، نكونُ وكَأنَّنا نسمَعُ صَوتَ اللّٰهِ مِن خَلفِنا. — إش ٥١:٤.
١١ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِنتَحَمَّلَ بِفَرَح، ولِماذا؟
١١ يُعطينا يَهْوَه الإرشاداتِ مِن خِلالِ كَلِمَتِه. وهَيئَتُهُ تشرَحُ لنا هذِهِ الإرشادات، وتوضِحُ لنا كَيفَ نُطَبِّقُها. ولكنْ كَيفَ نستَفيدُ كامِلًا مِنَ التَّعليمِ الَّذي ننالُهُ مِن كَلِمَةِ يَهْوَه وهَيئَتِه؟ ذكَرَ لنا إشَعْيَا عِبارَتَينِ مُهِمَّتَين: «هذِه هيَ الطَّريق» و «اسلُكوا فيها». (إش ٣٠:٢١) فلا يكفي أن نعرِفَ ما هيَ «الطَّريق»، بل يلزَمُ أيضًا أن نمشِيَ فيها. إذًا، كَي نتَحَمَّلَ بِفَرَحٍ في خِدمَتِنا لِيَهْوَه، يلزَمُ أن نتَعَلَّمَ إرشاداتِه، ويَلزَمُ أيضًا أن نُطَبِّقَها. فهو لن يُبارِكَنا إلَّا إذا فعَلنا هذَينِ الأمرَين.
يَهْوَه يُبارِكُنا
١٢ حَسَبَ إشَعْيَا ٣٠:٢٣-٢٦، كَيفَ بارَكَ يَهْوَه شَعبَه؟
١٢ إقرأ إشعيا ٣٠:٢٣-٢٦. كَيفَ تمَّت هذِهِ النُّبُوَّةُ على اليَهُودِ الَّذينَ عادوا إلى أرضِهِم بَعدَ الأسر؟ أعطاهُم يَهْوَه بَرَكاتٍ كَثيرَة جِدًّا، جَسَدِيَّة وروحِيَّة. فهو أعطاهُم وَفرَةً مِنَ الطَّعامِ الجَسَدِيّ. والأهَمّ، أعطاهُم وَفرَةً مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيّ. ففيما ردُّوا تَدريجِيًّا العِبادَةَ النَّقِيَّة، تمَتَّعوا بِبَرَكاتٍ روحِيَّة كَثيرَة لم يرَوا مِثلَها مِن قَبل. مَثَلًا، حَسَبَ الآيَة ٢٦، أعطاهُم يَهْوَه الكَثيرَ جِدًّا مِنَ النُّورِ الرُّوحِيّ، أي ساعَدَهُم أن يفهَموا كَلِمَتَهُ بِشَكلٍ أفضَل. (إش ٦٠:٢) وبِفَضلِ هذِهِ البَرَكات، استَمَرُّوا في خِدمَةِ يَهْوَه بِفَرَحٍ ونَشاطٍ لِأنَّهُم ‹تهَلَّلوا مِن طيبَةِ القَلب›. — إش ٦٥:١٤.
١٣ كَيفَ تتِمُّ نُبُوَّةُ الرَّدِّ في أيَّامِنا؟
١٣ هل تنطَبِقُ علَينا اليَومَ النُّبُوَّةُ عن رَدِّ العِبادَةِ النَّقِيَّة؟ نَعَم بِالتَّأكيد. فمُنذُ سَنَة ١٩١٩، تحَرَّرَ المَلايينُ مِن بَابِل العَظيمَة، أيْ مِنَ الأديانِ المُزَيَّفَة. وهُم يدخُلونَ إلى فِردَوسٍ روحِيّ، مَكانٍ أفضَلَ بِكَثيرٍ مِن أرضِ المَوعِدِ الَّتي سكَنَها الإسْرَائِيلِيُّون. (إش ٥١:٣؛ ٦٦:٨) ولكنْ ما هو هذا الفِردَوسُ الرُّوحِيّ؟
١٤ ما هوَ الفِردَوسُ الرُّوحِيّ، ومَن يعيشُ فيهِ اليَوم؟ (أُنظُرْ «شَرحَ المُفرَداتِ وَالتَّعابير».)
١٤ مُنذُ سَنَة ١٩١٩، يعيشُ المُختارونَ في فِردَوسٍ روحِيّ.b ومعَ الوَقت، دخَلَ إلَيهِ أيضًا ‹الخِرافُ الآخَرونَ› الَّذينَ رَجاؤُهُم أرضِيّ، وبدَأوا يتَمَتَّعونَ بِبَرَكاتِ يَهْوَه الكَثيرَة. — يو ١٠:١٦؛ إش ٢٥:٦؛ ٦٥:١٣.
١٥ أينَ يقَعُ الفِردَوسُ الرُّوحِيّ؟
١٥ أينَ يقَعُ الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ اليَوم؟ بِما أنَّ شَعبَ يَهْوَه يعيشونَ حَولَ العالَم، فالفِردَوسُ الرُّوحِيُّ أيضًا مَوجودٌ حَولَ العالَم. وبِالتَّالي أينَما كُنَّا، نقدِرُ أن نعيشَ فيه. المُهِمُّ أن ندعَمَ العِبادَةَ النَّقِيَّة بِنَشاط.
١٦ ماذا يُساعِدُنا أن نظَلَّ نُقَدِّرُ الفِردَوسَ الرُّوحِيّ؟
١٦ وماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي نبقى في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟ أحَدُ الأشياءِ هي أن نظَلَّ نُقَدِّرُه. وماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟ يجِبُ أن نُرَكِّزَ على جَمالِ الَّذينَ يعيشونَ فيه، لا على عُيوبِهِم. (يو ١٧:٢٠، ٢١) إلَيكَ هذا المَثَل. في الغابَة، هُناك تَنَوُّعٌ مِنَ الأشجار. ولكنْ كَي نُقَدِّرَ جَمالَ الغابَة، يجِبُ أن ننظُرَ إلَيها نَظرَةً شامِلَة، ولا نُرَكِّزَ على عُيوبِ الأشجارِ الفَردِيَّة القَريبَة مِنَّا. بِشَكلٍ مُماثِل، في الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ المَوجودِ في الجَماعاتِ اليَوم، هُناك تَنَوُّعٌ مِنَ الشَّخصِيَّات. (إش ٤٤:٤؛ ٦١:٣) ولكنْ كَي نُقَدِّرَ هذا الفِردَوس، يجِبُ أن نُرَكِّزَ على جَمالِ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة ككُلّ، لا على عُيوبِنا نَحنُ أو عُيوبِ الإخوَةِ الآخَرين.
١٧ كَيفَ يزيدُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا جَمالَ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
١٧ كَيفَ يُساهِمُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا في وَحدَةِ الجَماعَة؟ حينَ نسعى وَراءَ السَّلام. (مت ٥:٩؛ رو ١٢:١٨) فكُلَّ مَرَّةٍ نأخُذُ فيها المُبادَرَةَ لِننشُرَ السَّلامَ في الجَماعَة، نزيدُ جَمالَ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ. ولا ننسَ أنَّ كُلَّ شَخصٍ في هذا الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ جذَبَهُ يَهْوَه إلى العِبادَةِ النَّقِيَّة. (يو ٦:٤٤) وبِالتَّالي، يفرَحُ يَهْوَه كَثيرًا حينَ نجتَهِدُ لِنُقَوِّيَ السَّلامَ والوَحدَةَ بَينَ خُدَّامِهِ الغالين. — إش ٢٦:٣؛ حج ٢:٧.
١٨ في ماذا يجِبُ أن نتَأمَّل، ولِمَ هذا مُهِمّ؟
١٨ كَيفَ نستَفيدُ كامِلًا مِنَ البَرَكاتِ الَّتي يُعطيها لنا يَهْوَه؟ مُهِمٌّ أن ندرُسَ كَلِمَةَ اللّٰهِ ومَطبوعاتِنا المُؤَسَّسَة علَيها، ونتَأمَّلَ في ما ندرُسُه. فهكَذا سنُنَمِّي الصِّفاتِ المَسيحِيَّة، ونُظهِرُ بِالتَّالي ‹المَحَبَّةَ الأخَوِيَّة› و ‹الحَنانَ› في الجَماعَة. (رو ١٢:١٠) أيضًا، مُهِمٌّ أن نتَأمَّلَ في بَرَكاتِنا الحالِيَّة. فبِهذِهِ الطَّريقَة، نُقَوِّي عَلاقَتَنا بِيَهْوَه. ولا ننسَ أن نتَأمَّلَ أيضًا في بَرَكاتِنا المُستَقبَلِيَّة. فعِندَئِذٍ، سيَقوى رَجاؤُنا بِأن نخدُمَ يَهْوَه إلى الأبَد. وهذا كُلُّهُ سيَزيدُ فَرَحَنا في خِدمَةِ يَهْوَه.
لِنُصَمِّمْ أن نتَحَمَّلَ بِفَرَح
١٩ (أ) حَسَبَ إشَعْيَا ٣٠:١٨، مِمَّ نَحنُ واثِقون؟ (ب) ماذا سيُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ بِفَرَح؟
١٩ قَريبًا، ‹سيَقومُ› يَهْوَه مِن أجْلِنا. فهو سيُنهي هذا العالَمَ الشِّرِّير. (إش ٣٠:١٨) ونَحنُ واثِقونَ أنَّ ‹إلهَ العَدلِ› لن يسمَحَ أن يبقى عالَمُ الشَّيْطَان أطوَلَ مِنَ اللَّازِم، ولا حتَّى يَومًا واحِدًا. (إش ٢٥:٩) إذًا، لِننتَظِرْ بِصَبرٍ مع يَهْوَه إلى أن يأتِيَ وَقتُ الخَلاص. ولْنُصَمِّمْ دائِمًا أن نُقَدِّرَ امتِيازَ الصَّلاة، ندرُسَ كَلِمَةَ اللّٰهِ ونُطَبِّقَها، ونتَأمَّلَ في البَرَكاتِ الَّتي يُعطيها لنا. وهكَذا، سيُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَحَمَّلَ بِفَرَحٍ في خِدمَتِنا له.
التَّرنيمَة ١٤٢ لِنتَمَسَّكْ بِرَجائِنا
a يتَحَدَّثُ إشَعْيَا ٣٠ عن ثَلاثِ طُرُقٍ يُساعِدُنا يَهْوَه مِن خِلالِها كَي نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح. فلْنُراجِعْ هذا الفَصلَ ونرَ كم مُهِمٌّ أن نُصَلِّيَ إلى يَهْوَه، ندرُسَ كَلِمَتَه، ونتَأمَّلَ في بَرَكاتِهِ الحالِيَّة والمُستَقبَلِيَّة.
b شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير: ندخُلُ إلى «الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ» حينَ نبدَأُ نتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ونعبُدُهُ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة. فيَهْوَه يُعطينا وَفرَةً مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي يُحَرِّرُنا مِنَ الأكاذيبِ الدِّينِيَّة، ويُعطينا أيضًا وَفرَةً مِنَ العَمَلِ المُفرِحِ في التَّبشيرِ بِالأخبارِ الحُلوَة عن مَملَكَتِه. كما أنَّنا نتَمَتَّعُ بِعَلاقَةٍ قَوِيَّة مع يَهْوَه، ونعبُدُهُ بِسَلامٍ ووَحدَةٍ مع إخوَتِنا المُحِبِّينَ الَّذينَ يُساعِدونَنا أن نتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ بِفَرَح.