«يُعْطِي ٱلْمُتْعَبَ قُوَّةً»
اَلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٨: ‹اَلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَهَ يُجَدِّدُونَ قُوَّةً›. — اش ٤٠:٣١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٥٢، ٦٧
١ أَيَّةُ ضُغُوطٍ يُوَاجِهُهَا خُدَّامُ يَهْوَهَ، وَلِمَ يَفْرَحُ بِهِمْ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّوَرَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
اَلْحَيَاةُ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ مَلِيئَةٌ بِٱلْمَتَاعِبِ. فَٱلْعَدِيدُ مِنْكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَعِزَّاءُ يُعَانُونَ مِنْ أَمْرَاضٍ خَطِيرَةٍ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَمْ يَعُودُوا شَبَابًا، فَهُمْ يَعْتَنُونَ بِأَقَارِبِهِمِ ٱلْمُسِنِّينَ. وَهُنَاكَ مَنْ يَكْدَحُ لِيُؤَمِّنَ لَا ٱلْكَمَالِيَّاتِ، بَلْ ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ. وَكَثِيرُونَ يُصَارِعُونَ أَكْثَرَ مِنْ مُشْكِلَةٍ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ. وَهٰذَا كُلُّهُ يَسْتَنْزِفُ وَقْتَكُمْ وَطَاقَتَكُمْ وَمَالَكُمْ. مَعَ ذٰلِكَ، أَنْتُمْ تَثِقُونَ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِوُعُودِ ٱللّٰهِ، وَتَتَطَلَّعُونَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِإِيمَانٍ قَوِيٍّ. فَكَمْ تُفَرِّحُونَ قَلْبَ يَهْوَهَ!
٢ كَيْفَ تُشَجِّعُنَا إِشَعْيَا ٤٠:٢٩، وَأَيُّ خَطَإٍ يَقَعُ فِيهِ ٱلْبَعْضُ؟
٢ وَلٰكِنْ هَلْ تَشْعُرُونَ أَحْيَانًا أَنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ ٱلِٱسْتِمْرَارَ؟ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ بَعْضَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ شَعَرُوا هٰكَذَا. (١ مل ١٩:٤؛ اي ٧:٧) إِلَّا أَنَّهُمُ ٱتَّكَلُوا عَلَى يَهْوَهَ لِيُقَوِّيَهُمْ. وَهُوَ لَمْ يَخْذُلْهُمْ؛ فَإِلٰهُنَا «يُعْطِي ٱلْمُتْعَبَ قُوَّةً». (اش ٤٠:٢٩) وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ضُغُوطَ ٱلْحَيَاةِ سَتَخِفُّ لَوْ ‹أَخَذُوا ٱسْتِرَاحَةً مِنَ ٱلْحَقِّ›. فَهُمْ يَشْعُرُونَ وَكَأَنَّ نَشَاطَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ عِبْءٌ لَا بَرَكَةٌ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَتَوَقَّفُونَ عَنْ قِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا يُرِيدُهُ ٱلشَّيْطَانُ.
٣ (أ) كَيْفَ نَمْنَعُ ٱلشَّيْطَانَ أَنْ يُضْعِفَنَا؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ يَعْرِفُ ٱلشَّيْطَانُ أَنَّنَا نَتَقَوَّى حِينَ نَنْشَغِلُ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُضْعِفَنَا. فَلَا تُعْطِهِ ٱلْفُرْصَةَ لِيُحَقِّقَ هَدَفَهُ. لِذَا حِينَ تَشْعُرُ بِٱلتَّعَبِ جَسَدِيًّا أَوْ نَفْسِيًّا، لَا تَبْتَعِدْ عَنْ يَهْوَهَ. بَلِ ٱقْتَرِبْ إِلَيْهِ، وَهُوَ ‹سَيُثَبِّتُكَ وَيُقَوِّيكَ›. (١ بط ٥:١٠؛ يع ٤:٨) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي إِشَعْيَا ٤٠:٢٦-٣١ ٱلَّتِي تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ أَنْ يُقَوِّيَنَا. وَسَنُنَاقِشُ حَالَتَيْنِ تَدْفَعَانِ ٱلْبَعْضَ أَنْ يَتَرَاجَعُوا فِي خِدْمَتِهِمْ، ثُمَّ نَرَى كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي كُلِّ حَالَةٍ.
‹اَلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَهَ يُجَدِّدُونَ قُوَّةً›
٤ مَاذَا تُعَلِّمُنَا إِشَعْيَا ٤٠:٢٦؟
٤ اقرأ اشعيا ٤٠:٢٦. لَا يَعْرِفُ ٱلْبَشَرُ عَدَدَ ٱلنُّجُومِ فِي ٱلْكَوْنِ. وَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، تَضُمُّ مَجَرَّتُنَا وَحْدَهَا حَوَالَيْ ٤٠٠ بَلْيُونِ نَجْمٍ. مَعَ ذٰلِكَ، يُعْطِي يَهْوَهُ ٱسْمًا لِكُلٍّ مِنْهَا. فَإِذَا كَانَ يَهْتَمُّ بِخَلِيقَتِهِ ٱلْجَامِدَةِ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ، فَكَمْ بِٱلْأَكْثَرِ يَهْتَمُّ بِكَ؟! فَأَنْتَ تُحِبُّهُ وَٱخْتَرْتَ أَنْ تَعْبُدَهُ. (مز ١٩:١، ٣، ١٤) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَعْرِفُ أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ كُلَّ شَيْءٍ عَنْكَ، حَتَّى إِنَّ ‹شَعْرَ رَأْسِكَ مَعْدُودٌ كُلُّهُ›. (مت ١٠:٣٠) وَحَسْبَمَا قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ، «يَعْلَمُ يَهْوَهُ أَيَّامَ ٱلَّذِينَ بِلَا عَيْبٍ»، أَيْ كُلَّ مَا يَمُرُّونَ بِهِ. (مز ٣٧:١٨) فَيَهْوَهُ يَرَى ٱلْمِحَنَ ٱلَّتِي تَمُرُّ بِهَا، وَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُقَوِّيَكَ لِتَحْتَمِلَهَا.
٥ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ أَنْ يُقَوِّيَنَا؟
٥ اقرأ اشعيا ٤٠:٢٨. يَهْوَهُ هُوَ مَصْدَرُ ٱلطَّاقَةِ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلطَّاقَةِ ٱلَّتِي يُعْطِيهَا لِلشَّمْسِ. كَتَبَ ٱلْعَالِمُ دَايْفِيد بُودَانِيس أَنَّ ‹ٱلشَّمْسَ تُوَلِّدُ كُلَّ ثَانِيَةٍ طَاقَةً تُعَادِلُ ٱلطَّاقَةَ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا بَلَايِينُ ٱلْقَنَابِلِ ٱلذَّرِّيَّةِ›. وَقَدَّرَ عَالِمٌ آخَرُ أَنَّ ٱلشَّمْسَ تَبْعَثُ «فِي ٱلثَّانِيَةِ ٱلْوَاحِدَةِ طَاقَةً تَكْفِي ٱلْبَشَرَ ٠٠٠,٢٠٠ سَنَةٍ»! فَإِذَا كَانَ يَهْوَهُ يَمُدُّ ٱلشَّمْسَ بِطَاقَةٍ كَهٰذِهِ، أَفَلَا يَقْدِرُ أَنْ يُقَوِّيَكَ لِتَحْتَمِلَ ٱلصُّعُوبَاتِ؟!
٦ لِمَاذَا قَالَ يَسُوعُ إِنَّ نِيرَهُ لَطِيفٌ، وَإِلَامَ يَدْفَعُكَ ذٰلِكَ؟
٦ اقرأ اشعيا ٤٠:٢٩. إِنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ تُفَرِّحُنَا كَثِيرًا. قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ . . . فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ. لِأَنَّ نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». (مت ١١:٢٨-٣٠) فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، نَكُونُ مُرْهَقِينَ قَبْلَ أَنْ نَذْهَبَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ. لٰكِنَّنَا نَعُودُ مُنْتَعِشِينَ وَمُسْتَعِدِّينَ لِمُوَاجَهَةِ ضُغُوطِ ٱلْحَيَاةِ. أَفَلَا يَدُلُّ ذٰلِكَ أَنَّ نِيرَ يَسُوعَ لَطِيفٌ فِعْلًا؟
٧ اُذْكُرِ ٱخْتِبَارًا يُؤَكِّدُ صِحَّةَ مَتَّى ١١:٢٨-٣٠.
٧ لَمَسَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ هٰذِهِ. فَهِيَ تُعَانِي مِنْ مُتَلَازِمَةِ ٱلتَّعَبِ ٱلْمُزْمِنِ، ٱلصُّدَاعِ ٱلنِّصْفِيِّ، وَٱلِٱكْتِئَابِ. وَهٰذَا يُصَعِّبُ عَلَيْهَا أَحْيَانًا أَنْ تَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا بَذَلَتِ ٱلْجُهْدَ لِتَذْهَبَ ذَاتَ مَرَّةٍ، قَالَتْ: «تَحَدَّثَ ٱلْخِطَابُ عَنْ فِقْدَانِ ٱلْأَمَلِ. وَٱلْخَطِيبُ عَرَضَ ٱلْمَوَادَّ بِتَعَاطُفٍ وَٱهْتِمَامٍ شَدِيدَيْنِ، حَتَّى إِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُمْسِكَ دُمُوعِي. فَذَكَّرَنِي مَا حَصَلَ أَنِّي بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ». فَكَمْ فَرِحَتْ لِأَنَّهَا لَمْ تُفَوِّتِ ٱلِٱجْتِمَاعَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ!
٨، ٩ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ حِينَ قَالَ: «عِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا، فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا»؟
٨ اقرأ اشعيا ٤٠:٣٠. مَهْمَا كُنَّا بَارِعِينَ، تَظَلُّ إِمْكَانَاتُنَا مَحْدُودَةً. وَهٰذَا وَاقِعٌ لَا مَفَرَّ مِنْهُ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَثَلًا تَمَتَّعَ بِمَقْدِرَاتٍ عَدِيدَةٍ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُنْجِزَ كُلَّ مَا يُرِيدُ. وَحِينَ شَكَا هَمَّهُ إِلَى يَهْوَهَ، أَجَابَهُ: «قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ». فَفَهِمَ بُولُسُ ٱلْفِكْرَةَ وَقَالَ: «عِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا، فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا». (٢ كو ١٢:٧-١٠) وَلٰكِنْ مَاذَا قَصَدَ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
٩ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ إِمْكَانَاتِهِ مَحْدُودَةٌ وَأَنَّهُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ سَيُزَوِّدُهُ بِٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، لَا بَلْ سَيُمَكِّنُهُ أَيْضًا أَنْ يُحَقِّقَ إِنْجَازَاتٍ هَائِلَةً مَا كَانَ لِيُنْجِزَهَا بِقُوَّتِهِ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا. فَحِينَ يُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ، نُصْبِحُ أَقْوِيَاءَ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ.
١٠ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ دَاوُدَ أَنْ يَحْتَمِلَ مَشَاكِلَهُ؟
١٠ دَاوُدُ أَيْضًا نَالَ دَعْمَ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً. لِذَا رَنَّمَ لِيَهْوَهَ قَائِلًا: «بِكَ أَسْعَى عَلَى ٱلْغُزَاةِ، وَبِإِلٰهِي أَتَسَلَّقُ سُورًا». (مز ١٨:٢٩) فَأَحْيَانًا، نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ تُشْبِهُ سُورًا عَالِيًا لَا نَقْدِرُ أَنْ ‹نَتَسَلَّقَهُ› بِمُفْرَدِنَا. وَفِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ، نَحْتَاجُ إِلَى دَعْمِ يَهْوَهَ.
١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نَحْتَمِلَ مَشَاكِلَنَا؟
١١ اقرأ اشعيا ٤٠:٣١. لَا يَعْتَمِدُ ٱلْعُقَابُ عَلَى قُوَّتِهِ فَقَطْ لِيُحَلِّقَ وَيَقْطَعَ مَسَافَاتٍ طَوِيلَةً. فَٱلتَّيَّارَاتُ ٱلْهَوَائِيَّةُ ٱلسَّاخِنَةُ تَرْفَعُهُ، وَهٰكَذَا يُوَفِّرُ طَاقَتَهُ. لِذَا عِنْدَمَا تُوَاجِهُ مُهِمَّةً هَائِلَةً، تَذَكَّرِ ٱلْعُقَابَ وَتَوَسَّلْ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَرْفَعَكَ بِوَاسِطَةِ «ٱلْمُعِينِ، ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». (يو ١٤:٢٦) وَٱلدَّعْمُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مُتَوَفِّرٌ لَكَ وَقْتَمَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَأَحَدُ هٰذِهِ ٱلْأَوْقَاتِ هُوَ حِينَ تَخْتَلِفُ مَعَ أَخٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلٰكِنْ لِمَ تَنْشَأُ خِلَافَاتٌ كَهٰذِهِ؟
١٢، ١٣ (أ) لِمَ تَحْدُثُ ٱلْخِلَافَاتُ أَحْيَانًا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟ (ب) مَاذَا تُعَلِّمُنَا قِصَّةُ يُوسُفَ عَنْ يَهْوَهَ؟
١٢ تَحْدُثُ ٱلْخِلَافَاتُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ. فَأَحْيَانًا يُضَايِقُنَا ٱلْإِخْوَةُ بِكَلَامِهِمْ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ. وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى نُضَايِقُهُمْ نَحْنُ. وَٱلْخِلَافَاتُ تُشَكِّلُ مِحَنًا صَعْبَةً، لٰكِنَّهَا تُتِيحُ لَنَا أَنْ نُظْهِرَ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ. فَهُوَ يُحِبُّ إِخْوَتَنَا رَغْمَ نَقَائِصِهِمْ، وَعَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى لِنَخْدُمَ مَعًا بِٱتِّحَادٍ.
١٣ وَيَهْوَهُ يَسْمَحُ أَنْ يَمُرَّ خُدَّامُهُ بِٱلْمِحَنِ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ يُوسُفَ. فَفِي مُرَاهَقَتِهِ، غَارَ مِنْهُ إِخْوَتُهُ وَبَاعُوهُ عَبْدًا، ثُمَّ أُخِذَ إِلَى مِصْرَ. (تك ٣٧:٢٨) لَقَدْ رَأَى يَهْوَهُ كَيْفَ أُسِيئَتْ مُعَامَلَةُ صَدِيقِهِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ حَزِنَ كَثِيرًا. لٰكِنَّهُ لَمْ يَتَدَخَّلْ. وَعِنْدَمَا ٱتُّهِمَ يُوسُفُ بِمُحَاوَلَةِ ٱغْتِصَابِ زَوْجَةِ فُوطِيفَارَ وَرُمِيَ فِي ٱلسِّجْنِ، لَمْ يَتَدَخَّلْ يَهْوَهُ أَيْضًا. فَهَلْ تَخَلَّى عَنْ يُوسُفَ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ، «مَهْمَا فَعَلَ [يُوسُفُ] كَانَ يَهْوَهُ يُنْجِحُهُ». — تك ٣٩:٢١-٢٣.
١٤ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ رُوحِيًّا وَجَسَدِيًّا حِينَ ‹نَكُفُّ› عَنِ ٱلْغَضَبِ؟
١٤ دَاوُدُ هُوَ صَدِيقٌ آخَرُ لِلّٰهِ مَرَّ بِمِحَنٍ قَاسِيَةٍ. فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمُعَامَلَةٍ سَيِّئَةٍ لِلْغَايَةِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لِلْغَضَبِ بِأَنْ يُسَيْطِرَ عَلَيْهِ. بَلْ كَتَبَ: «كُفَّ عَنِ ٱلْغَضَبِ وَٱتْرُكِ ٱلسُّخْطَ، لَا تَغْتَظْ فَتَفْعَلَ ٱلسُّوءَ». (مز ٣٧:٨) وَنَصِيحَتُهُ هٰذِهِ فِي مَحَلِّهَا. فَحِينَ نَكُفُّ عَنِ ٱلْغَضَبِ، نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي لَا «يُعَامِلُنَا حَسَبَ خَطَايَانَا». (مز ١٠٣:١٠) كَمَا أَنَّنَا نُحَافِظُ بِذٰلِكَ عَلَى صِحَّتِنَا. فَٱلْغَضَبُ يُؤْذِي ٱلْكَبِدَ وَٱلْبَنْكِرْيَاسَ وَٱلْجِهَازَ ٱلتَّنَفُّسِيَّ، وَيُسَبِّبُ سُوءَ ٱلْهَضْمِ وَٱرْتِفَاعَ ضَغْطِ ٱلدَّمِ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نُفَكِّرَ بِٱتِّزَانٍ وَنَحْنُ غَاضِبُونَ. وَأَحْيَانًا تُؤَدِّي بِنَا فَوْرَاتُ ٱلْغَضَبِ إِلَى ٱلِٱكْتِئَابِ فَتْرَةً طَوِيلَةً. بِٱلْمُقَابِلِ، تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «سَكِينَةُ ٱلْقَلْبِ حَيَاةُ ٱلْجَسَدِ». (ام ١٤:٣٠) فَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى مَشَاعِرِنَا ٱلْمَجْرُوحَةِ وَنَتَصَالَحُ مَعَ أَخِينَا؟ بِتَطْبِيقِ مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْحَكِيمَةِ.
عِنْدَمَا يُخْطِئُ إِلَيْنَا إِخْوَتُنَا
١٥، ١٦ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا أَخْطَأَ أَخٌ فِي حَقِّنَا؟
١٥ اقرأ افسس ٤:٢٦. لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يَقْسُوَ ٱلْعَالَمُ عَلَيْنَا. وَلٰكِنْ أَحْيَانًا يَجْرَحُنَا فَرْدٌ مِنْ عَائِلَتِنَا أَوْ جَمَاعَتِنَا، فَنَتَأَلَّمُ كَثِيرًا. فَمَاذَا نَفْعَلُ إِذَا لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نَنْسَى ٱلْمَسْأَلَةَ؟ هَلْ نَأْخُذُ عَلَى خَاطِرِنَا لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ؟ أَمْ نُطَبِّقُ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنُسَارِعُ إِلَى تَسْوِيَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَسْعَى إِلَى حَلِّ ٱلْمُشْكِلَةِ بِسُرْعَةٍ. فَكُلَّمَا تَأَخَّرْنَا، صَعُبَ عَلَيْنَا أَنْ نَتَصَالَحَ مَعَ أَخِينَا.
١٦ لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ أَخًا أَخْطَأَ فِي حَقِّكَ وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْسَى ٱلْمَوْضُوعَ. فَمَاذَا تَفْعَلُ لِتَتَصَالَحَ مَعَهُ؟ أَوَّلًا، صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ. تَوَسَّلْ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَكَ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ بِطَرِيقَةٍ وُدِّيَّةٍ. وَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْأَخَ هُوَ أَيْضًا صَدِيقٌ لِيَهْوَهَ. (مز ٢٥:١٤) وَيَهْوَهُ يُحِبُّ أَصْدِقَاءَهُ وَيُعَامِلُهُمْ بِلُطْفٍ، وَيُوصِينَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. (ام ١٥:٢٣؛ مت ٧:١٢؛ كو ٤:٦) بَعْدَ ذٰلِكَ، فَكِّرْ فِي مَا سَتَقُولُهُ. وَلَا تَفْتَرِضْ أَنَّ أَخَاكَ قَصَدَ أَذِيَّتَكَ، بَلْ حَاوِلْ أَنْ تَجِدَ لَهُ ٱلْأَعْذَارَ. وَأَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ قَدْ تَكُونُ مُجَرَّدَ سُوءِ تَفَاهُمٍ، وَأَنَّ جُزْءًا مِنَ ٱللَّوْمِ رُبَّمَا يَقَعُ عَلَيْكَ. وَعِنْدَمَا تَذْهَبُ إِلَيْهِ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَقُولَ: «رُبَّمَا أُبَالِغُ فِي رَدَّةِ فِعْلِي، وَلٰكِنْ عِنْدَمَا كَلَّمْتَنِي ٱلْبَارِحَةَ، شَعَرْتُ أَنَّ . . .». وَفِي حَالِ لَمْ تَنْجَحْ جُهُودُكَ، حَاوِلْ فِي فُرْصَةٍ أُخْرَى. وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، صَلِّ مِنْ أَجْلِ أَخِيكَ. اُطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُبَارِكَهُ، وَأَنْ يُسَاعِدَكَ لِتُرَكِّزَ عَلَى حَسَنَاتِهِ. وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلنَّتِيجَةِ، تَأَكَّدْ أَنَّكَ تُفَرِّحُ يَهْوَهَ حِينَ تَسْعَى لِتَرْبَحَ أَحَدَ أَصْدِقَائِهِ.
عِنْدَمَا نَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ بِسَبَبِ مَاضِينَا
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ يَهْوَهُ كَيْ تُشْفَى رُوحِيًّا، وَلِمَ يَلْزَمُ أَنْ تَقْبَلَ مُسَاعَدَتَهُ؟
١٧ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ لِأَنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً فِي ٱلْمَاضِي. وَعَذَابُ ٱلضَّمِيرِ يُمْكِنُ أَنْ يَسْلُبَهُمْ فَرَحَهُمْ وَسَلَامَهُمْ وَقُوَّتَهُمْ. وَصَفَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ شُعُورَهُ بِٱلذَّنْبِ قَائِلًا: «حِينَ سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ أَنِينِي ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ. فَنَهَارًا وَلَيْلًا ثَقُلَتْ يَدُكَ عَلَيَّ». لٰكِنَّهُ تَصَرَّفَ بِشَجَاعَةٍ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ شَخْصٌ رُوحِيٌّ. كَتَبَ: «بِخَطِيَّتِي ٱعْتَرَفْتُ لَكَ . . . وَأَنْتَ عَفَوْتَ عَنْ ذَنْبِ خَطَايَايَ». (مز ٣٢:٣-٥) فَإِذَا ٱرْتَكَبْتَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، فَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تُشْفَى رُوحِيًّا. وَلٰكِنْ عَلَيْكَ أَنْ تَقْبَلَ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا بِوَاسِطَةِ ٱلشُّيُوخِ. (ام ٢٤:١٦؛ يع ٥:١٣-١٥) وَلَا تَتَأَخَّرْ، فَمُسْتَقْبَلُكَ ٱلْأَبَدِيُّ يَعْتَمِدُ عَلَى ذٰلِكَ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ لَوْ بَقِيتَ تَشْعُرُ بِعَذَابِ ٱلضَّمِيرِ بَعْدَمَا غَفَرَ لَكَ يَهْوَهُ؟
١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُ مِثَالُ بُولُسَ ٱلَّذِينَ يَشْعُرُونَ بِعَذَابِ ٱلضَّمِيرِ؟
١٨ تَضَايَقَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَحْيَانًا بِسَبَبِ أَخْطَائِهِ ٱلْمَاضِيَةِ. فَقَدْ قَالَ: «أَنَا أَصْغَرُ ٱلرُّسُلِ، وَلَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أُدْعَى رَسُولًا، لِأَنِّي ٱضْطَهَدْتُ جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ». لٰكِنَّهُ أَضَافَ: «بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ صِرْتُ مَا أَنَا عَلَيْهِ». (١ كو ١٥:٩، ١٠) فَيَهْوَهُ قَبِلَهُ رَغْمَ أَخْطَائِهِ ٱلْمَاضِيَةِ، وَأَرَادَ أَلَّا يَشُكَّ بُولُسُ فِي ذٰلِكَ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِذَا تُبْتَ بِصِدْقٍ عَنْ خَطَايَاكَ وَٱعْتَرَفْتَ بِهَا لِيَهْوَهَ، وَلِلشُّيُوخِ إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ، فَسَيُسَامِحُكَ بِٱلتَّأْكِيدِ. فَثِقْ بِكَلَامِهِ وَٱقْبَلْ غُفْرَانَهُ. — اش ٥٥:٦، ٧.
١٩ مَا ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٨، وَلِمَ هِيَ مُنَاسِبَةٌ؟
١٩ بَيْنَمَا يَقْتَرِبُ هٰذَا ٱلنِّظَامُ مِنْ نِهَايَتِهِ، نَتَوَقَّعُ أَنْ تَزْدَادَ ضُغُوطُ ٱلْحَيَاةِ. لٰكِنَّنَا نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ «يُعْطِي ٱلْمُتْعَبَ قُوَّةً، وَيُكْثِرُ ٱلْقُدْرَةَ لِمَنْ لَا طَاقَةَ لَهُ». فَهُوَ سَيُزَوِّدُنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِئَلَّا نَسْتَسْلِمَ. (اش ٤٠:٢٩؛ مز ٥٥:٢٢؛ ٦٨:١٩) وَخِلَالَ سَنَةِ ٢٠١٨، سَنَتَذَكَّرُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْمُهِمَّةَ كُلَّمَا حَضَرْنَا ٱجْتِمَاعًا فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَرَأَيْنَا ٱلْآيَةَ ٱلسَّنَوِيَّةَ: ‹اَلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَهَ يُجَدِّدُونَ قُوَّةً›. — اش ٤٠:٣١.