مقالة الدرس ١
«لَا تَقْلَقْ لِأَنِّي إِلٰهُكَ»
«لَا تَخَفْ لِأَنِّي مَعَكَ. لَا تَتَلَفَّتْ لِأَنِّي إِلٰهُكَ. أُشَدِّدُكَ وَأُعِينُكَ». — اش ٤١:١٠.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٧ يَهْوَهُ يَا قُوَّتِي
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١-٢ (أ) كَيْفَ أَثَّرَتْ إِشَعْيَا ٤١:١٠ عَلَى ٱلْأُخْتِ يُوشِيكُو؟ (ب) لِفَائِدَةِ مَنْ حَفِظَ يَهْوَهُ تِلْكَ ٱلرِّسَالَةَ؟
تَلَقَّتْ أُخْتٌ ٱسْمُهَا يُوشِيكُو خَبَرًا مُحْزِنًا. فَقَدْ أَخْبَرَتْهَا ٱلطَّبِيبَةُ أَنَّهَا لَنْ تَعِيشَ سِوَى بِضْعَةِ أَشْهُرٍ. فَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهَا؟ تَذَكَّرَتْ يُوشِيكُو وَاحِدَةً مِنْ آيَاتِهَا ٱلْمُفَضَّلَةِ، وَهِيَ إِشَعْيَا ٤١:١٠. (اقرأها.) ثُمَّ قَالَتْ لِطَبِيبَتِهَا بِهُدُوءٍ إِنَّهَا لَيْسَتْ خَائِفَةً لِأَنَّ يَهْوَهَ يُمْسِكُ بِيَدِهَا.b فَهٰذِهِ ٱلْآيَةُ ٱلْمُعَزِّيَةُ سَاعَدَتْهَا أَنْ تَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ كَامِلًا، وَهِيَ تُسَاعِدُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَبْقَى هَادِئِينَ فِي وَجْهِ أَشَدِّ ٱلْمِحَنِ. وَكَيْ نَفْهَمَ كَيْفَ تُطَمْئِنُنَا هٰذِهِ ٱلْآيَةُ، لِنَرَ أَوَّلًا لِمَ أَوْحَى يَهْوَهُ بِهَا.
٢ أَوْحَى يَهْوَهُ أَسَاسًا بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ لِيُعَزِّيَ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ سَيُسْبَوْنَ إِلَى بَابِلَ. لٰكِنَّهُ حَفِظَهَا لِفَائِدَةِ كُلِّ خُدَّامِهِ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ. (اش ٤٠:٨؛ رو ١٥:٤) وَبِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ»، نَحْتَاجُ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ إِلَى هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ. — ٢ تي ٣:١.
٣ (أ) أَيَّةُ وُعُودٍ نَجِدُهَا فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠؟ (ب) لِمَ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى هٰذِهِ ٱلتَّأْكِيدَاتِ؟
٣ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُرَكِّزُ عَلَى ثَلَاثَةِ وُعُودٍc مُشَجِّعَةٍ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠، آيَتِنَا ٱلسَّنَوِيَّةِ لِعَامِ ٢٠١٩. فَيَهْوَهُ يَعِدُنَا بِأَنْ (١) يَكُونَ مَعَنَا، (٢) يَظَلَّ إِلٰهَنَا، وَ (٣) يُعِينَنَا وَيُسَاعِدَنَا. وَمِثْلَ يُوشِيكُو، نَحْتَاجُ إِلَى هٰذِهِ ٱلتَّأْكِيدَاتِ. فَنَحْنُ نُوَاجِهُ مِحَنًا فِي حَيَاتِنَا. وَنَتَعَرَّضُ لِضُغُوطٍ بِسَبَبِ أَحْوَالِ ٱلْعَالَمِ. كَمَا يُعَانِي بَعْضُنَا مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ عَلَى يَدِ حُكُومَاتٍ قَوِيَّةٍ. فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي هٰذِهِ ٱلتَّأْكِيدَاتِ وَاحِدًا فَوَاحِدًا.
«إِنِّي مَعَكَ»
٤ (أ) مَا هُوَ أَوَّلُ تَأْكِيدٍ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَنَا؟ (ج) كَيْفَ تُؤَثِّرُ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ فِيكَ؟
٤ أَوَّلًا، يُطَمْئِنُنَا يَهْوَهُ قَائِلًا: «لَا تَخَفْ لِأَنِّي مَعَكَ».d وَهُوَ يُظْهِرُ أَنَّهُ مَعَنَا مِنْ خِلَالِ ٱهْتِمَامِهِ بِنَا وَعَطْفِهِ عَلَيْنَا. مَثَلًا، عَبَّرَ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ عَنْ مَشَاعِرِهِ ٱلرَّقِيقَةِ قَائِلًا: «صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ، جَعَلْتُكَ مُكَرَّمًا وَأَحْبَبْتُكَ». (اش ٤٣:٤) وَمَا مِنْ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ تَقْدِرُ أَنْ تَمْنَعَ يَهْوَهَ مِنْ أَنْ يُحِبَّنَا، فَوَلَاؤُهُ لَنَا لَا يَتَزَعْزَعُ أَبَدًا. (اش ٥٤:١٠) وَكَمْ نَتَشَجَّعُ بِمَحَبَّتِهِ وَصَدَاقَتِهِ! فَهُوَ سَيَحْمِينَا كَمَا حَمَى صَدِيقَهُ أَبْرَامَ (إِبْرَاهِيمَ). قَالَ لَهُ: «لَا تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ». — تك ١٥:١.
٥-٦ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ مُسَاعَدَتَنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يُوشِيكُو؟
٥ وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى مُوَاجَهَةِ مِحَنِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. فَقَدْ وَعَدَ شَعْبَهُ قَائِلًا: «إِذَا ٱجْتَزْتَ فِي ٱلْمِيَاهِ أَكُونُ مَعَكَ، وَفِي ٱلْأَنْهَارِ فَلَا تَغْمُرُكَ. وَإِذَا سِرْتَ فِي ٱلنَّارِ لَا تُلْذَعُ، وَلَا يَلْفَحُكَ ٱللَّهَبُ». (اش ٤٣:٢) فَمَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟
٦ لَا يَعِدُ يَهْوَهُ بِأَنْ يُزِيلَ مِحَنَنَا. لٰكِنَّهُ لَنْ يَسْمَحَ بِأَنْ تُغْرِقَنَا «أَنْهَارُ» ٱلْمَشَاكِلِ، أَوْ أَنْ يُؤْذِيَنَا «لَهَبُ» ٱلْمِحَنِ أَذًى دَائِمًا. بَلْ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَنَا كَيْ ‹نَجْتَازَ› هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ. وَكَيْفَ ذٰلِكَ؟ سَيُهَدِّئُ مِنْ مَخَاوِفِنَا كَيْ نَبْقَى أُمَنَاءَ لَهُ، حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ. (اش ٤١:١٣) وَهٰذَا مَا لَمَسَتْهُ يُوشِيكُو ٱلْمَذْكُورَةُ فِي ٱلْمُقَدِّمَةِ. تُخْبِرُ ٱبْنَتُهَا: «أَدْهَشَنَا هُدُوءُ أُمِّي. فَيَهْوَهُ مَنَحَهَا ٱلسَّلَامَ فِعْلًا. وَظَلَّتْ حَتَّى وَفَاتِهَا تُخْبِرُ ٱلْأَطِبَّاءَ وَٱلْمُمَرِّضِينَ عَنْ يَهْوَهَ وَوُعُودِهِ». فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يُوشِيكُو؟ حِينَ نَثِقُ أَنَّ ٱللّٰهَ ‹سَيَكُونَ مَعَنَا› كَمَا وَعَدَ، نَتَشَجَّعُ وَنَتَقَوَّى لِنَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ.
«إِنِّي إِلٰهُكَ»
٧-٨ (أ) مَا هُوَ ثَانِي تَأْكِيدٍ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠، وَمَاذَا يَعْنِي؟ (ب) لِمَ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلْمَسْبِيِّينَ ‹أَلَّا يَقْلَقُوا›؟ (ج) أَيَّةُ كَلِمَاتٍ فِي إِشَعْيَا ٤٦:٣، ٤ طَمْأَنَتْ شَعْبَ ٱللّٰهِ؟
٧ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلتَّأْكِيدِ ٱلثَّانِي فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠: «لَا تَتَلَفَّتْ لِأَنِّي إِلٰهُكَ». فِي ٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ، يَعْنِي ٱلْفِعْلُ ‹يَتَلَفَّتُ› أَنْ «يَنْظُرَ ٱلشَّخْصُ تَكْرَارًا خَلْفَهُ خَوْفًا مِنْ خَطَرٍ مُحْتَمَلٍ»، أَوْ أَنْ «يَنْظُرَ حَوْلَهُ بِسَبَبِ ٱلذُّعْرِ». لِذٰلِكَ فَإِنَّ تَرْجَمَةَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، ٱلطَّبْعَةَ ٱلْمُنَقَّحَةَ ٢٠١٣ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)، تَنْقُلُ ٱلْعِبَارَةَ «لَا تَتَلَفَّتْ» إِلَى «لَا تَقْلَقْ».
٨ فَلِمَ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ سَيُسْبَوْنَ إِلَى بَابِلَ ‹أَلَّا يَقْلَقُوا›؟ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ سُكَّانَهَا سَيُوَاجِهُونَ وَضْعًا مُخِيفًا. فَنَحْوَ نِهَايَةِ ٱلسَّبْيِ سَبْعِينَ سَنَةً، كَانَ يَهْوَهُ سَيَسْتَخْدِمُ جُيُوشَ مَادِي وَفَارِسَ ٱلْقَوِيَّةَ لِتُهَاجِمَ بَابِلَ وَتُحَرِّرَ شَعْبَهُ. (اش ٤١:٢-٤) وَحِينَ أَدْرَكَ ٱلْبَابِلِيُّونَ وَٱلشُّعُوبُ ٱلْأُخْرَى أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ يَقْتَرِبُونَ، حَاوَلُوا أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى خَوْفِهِمْ. فَشَجَّعَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ قَائِلًا: «تَشَدَّدْ». وَصَنَعُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْأَصْنَامِ أَمَلًا بِأَنْ تَحْمِيَهُمْ. (اش ٤١:٥-٧) بِٱلْمُقَابِلِ، طَمْأَنَ يَهْوَهُ ٱلْيَهُودَ ٱلْمَسْبِيِّينَ بِٱلْقَوْلِ: «أَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ فَخَادِمِي، . . . لَا تَتَلَفَّتْ لِأَنِّي إِلٰهُكَ». (اش ٤١:٨-١٠) لَاحِظِ ٱلْعِبَارَةَ «إِنِّي إِلٰهُكَ». فَمِنْ خِلَالِهَا، أَكَّدَ يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ أَنَّهُ لَمْ يَنْسَهُمْ. فَهُوَ لَا يَزَالُ ‹إِلٰهَهُمْ› وَهُمْ شَعْبَهُ. كَمَا قَالَ لَهُمْ: «أَنَا . . . أَحْمِلُ وَأُنَجِّي». وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ قَوَّتِ ٱلْيَهُودَ ٱلْمَسْبِيِّينَ. — اقرأ اشعيا ٤٦:٣، ٤.
٩-١٠ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ؟ أَوْضِحْ.
٩ وَٱلْيَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ، يَقْلَقُ ٱلنَّاسُ حَوْلَنَا بِسَبَبِ تَدَهْوُرِ ٱلْأَوْضَاعِ فِي ٱلْعَالَمِ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا مُسْتَثْنَيْنَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ. فَيَهْوَهُ يَقُولُ لَنَا ‹إِنَّهُ إِلٰهُنَا›. وَلِمَ يُطَمْئِنُنَا ذٰلِكَ؟
١٠ إِلَيْكَ ٱلْإِيضَاحَ ٱلتَّالِيَ: فِيمَا يُسَافِرُ جُون وَدَانِي جَوًّا، تَبْدَأُ ٱلطَّائِرَةُ بِٱلِٱهْتِزَازِ بِسَبَبِ ٱلرِّيَاحِ ٱلْعَنِيفَةِ. وَعِنْدَئِذٍ يَسْمَعَانِ صَوْتًا يَقُولُ عَبْرَ ٱلْمُكَبِّرَاتِ: «اَلرَّجَاءُ رَبْطُ أَحْزِمَةِ ٱلْأَمَانِ. نَحْنُ نَمُرُّ عَبْرَ مَطَبَّاتٍ هَوَائِيَّةٍ». فَيَقْلَقُ جُون كَثِيرًا. إِلَّا أَنَّ ٱلصَّوْتَ يُتَابِعُ قَائِلًا: «مَعَكُمْ قَائِدُ ٱلطَّائِرَةِ. لَا دَاعِيَ إِلَى ٱلْقَلَقِ، فَكُلُّ شَيْءٍ سَيَكُونُ عَلَى مَا يُرَامُ». فَيَهُزُّ جُون رَأْسَهُ وَيَقُولُ: «مَا أَدْرَانِي أَنَّ كَلَامَهُ صَحِيحٌ؟». لٰكِنَّهُ يُلَاحِظُ أَنَّ دَانِي لَا يَشْعُرُ بِٱلْقَلَقِ أَبَدًا. فَيَسْأَلُهُ: «لِمَ أَنْتَ مُطْمَئِنٌّ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ؟». فَيَبْتَسِمُ دَانِي وَيُجِيبُهُ: «أَنَا أَعْرِفُ قَائِدَ ٱلطَّائِرَةِ جَيِّدًا. إِنَّهُ أَبِي». وَيُضِيفُ: «سَأُخْبِرُكَ عَنْهُ، وَأَنَا وَاثِقٌ أَنَّكَ سَتَهْدَأُ حِينَ تَعْرِفُ كَمْ هُوَ مَاهِرٌ».
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْإِيضَاحِ عَنِ ٱلْمُسَافِرَيْنِ؟
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْإِيضَاحِ؟ مِثْلَ دَانِي، نَشْعُرُ بِٱلِٱطْمِئْنَانِ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَهَ جَيِّدًا. وَنَثِقُ أَنَّهُ سَيَقُودُنَا بِأَمَانٍ عَبْرَ ٱلْمَشَاكِلِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (اش ٣٥:٤) لِذَا نُحَافِظُ عَلَى هُدُوئِنَا، فِيمَا يَسْتَوْلِي ٱلْخَوْفُ عَلَى ٱلْعَالَمِ. (اش ٣٠:١٥) كَمَا أَنَّنَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ لِمَ نَثِقُ بِٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَثِقُوا أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُمْ هُمْ أَيْضًا، مَهْمَا وَاجَهُوا مِنْ مَشَاكِلَ.
«أُشَدِّدُكَ وَأُعِينُكَ»
١٢ (أ) مَا هُوَ ثَالِثُ تَأْكِيدٍ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠؟ (ب) بِمَ تُذَكِّرُنَا ٱلْإِشَارَةُ إِلَى «ذِرَاعِ» يَهْوَهَ؟
١٢ ثَالِثًا، يُؤَكِّدُ يَهْوَهُ: «أُشَدِّدُكَ وَأُعِينُكَ». وَإِشَعْيَا سَبَقَ أَنْ وَصَفَ كَيْفَ يُشَدِّدُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ. قَالَ: «يَهْوَهُ يَأْتِي قَوِيًّا، وَذِرَاعُهُ تَحْكُمُ لَهُ». (اش ٤٠:١٠) فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَثِيرًا مَا تُمَثِّلُ «ٱلذِّرَاعُ» ٱلْقُوَّةَ. لِذَا تُذَكِّرُنَا ٱلْعِبَارَةُ ‹ذِرَاعُ يَهْوَهَ تَحْكُمُ› أَنَّهُ مَلِكٌ قَوِيٌّ. فَقَدِيمًا، ٱسْتَخْدَمَ قُوَّتَهُ ٱلَّتِي لَا تُقْهَرُ لِيُسَاعِدَ خُدَّامَهُ وَيُدَافِعَ عَنْهُمْ. وَهُوَ لَا يَزَالُ يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْيَوْمَ لِيُقَوِّيَ ٱلَّذِينَ يَثِقُونَ بِهِ وَيَحْمِيَهُمْ. — تث ١:٣٠، ٣١؛ اش ٤٣:١٠.
١٣ (أ) مَتَى يُقَوِّينَا يَهْوَهُ خُصُوصًا؟ (ب) أَيُّ وَعْدٍ يَمُدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ وَٱلثِّقَةِ؟
١٣ وَيَهْوَهُ يُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِأَنْ ‹يُشَدِّدَنَا›، خُصُوصًا حِينَ يَضْطَهِدُنَا ٱلْأَعْدَاءُ. فَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، يَسْعَى ٱلْأَعْدَاءُ لِيُوقِفُوا ٱلْبِشَارَةَ أَوْ يَحْظُرُوا عَمَلَنَا. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْهَجَمَاتِ لَا تُقْلِقُنَا زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ. فَيَهْوَهُ يُعْطِينَا وَعْدًا يَمُدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ وَٱلثِّقَةِ: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ». (اش ٥٤:١٧) وَهٰذَا ٱلْوَعْدُ يُذَكِّرُنَا بِثَلَاثِ حَقَائِقَ مُهِمَّةٍ.
١٤ لِمَ لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ يُهَاجِمُنَا ٱلْأَعْدَاءُ؟
١٤ أَوَّلًا، مِنَ ٱلْمُتَوَقَّعِ أَنْ يَكْرَهَنَا ٱلْعَالَمُ لِأَنَّنَا نَتْبَعُ ٱلْمَسِيحَ. (مت ١٠:٢٢) فَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيُوَاجِهُونَ ٱضْطِهَادًا شَدِيدًا خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (مت ٢٤:٩؛ يو ١٥:٢٠) ثَانِيًا، لَنْ يَكْرَهَنَا ٱلْأَعْدَاءُ فَحَسْبُ، بَلْ سَيُحَارِبُونَنَا أَيْضًا بِأَسْلِحَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ. وَهٰذِهِ ٱلْأَسْلِحَةُ تَشْمُلُ ٱلْخِدَاعَ ٱلْمَاكِرَ، ٱلدِّعَايَةَ ٱلْكَاذِبَةَ، وَٱلِٱضْطِهَادَ ٱلْوَحْشِيَّ. (مت ٥:١١) صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَمْنَعَ أَعْدَاءَنَا مِنْ مُحَارَبَتِنَا بِهٰذِهِ ٱلْأَسْلِحَةِ، لٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ. (اف ٦:١٢؛ رؤ ١٢:١٧) وَمَا ٱلسَّبَبُ؟
١٥-١٦ (أ) أَيَّةُ حَقِيقَةٍ ثَالِثَةٍ نُبْقِيهَا فِي بَالِنَا، وَكَيْفَ تُؤَكِّدُهَا إِشَعْيَا ٢٥:٤، ٥؟ (ب) كَيْفَ تَصِفُ إِشَعْيَا ٤١:١١، ١٢ مَصِيرَ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَنَا؟
١٥ تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي إِشَعْيَا حَقِيقَةً ثَالِثَةً: إِنَّ «كُلَّ سِلَاحٍ» يُسْتَخْدَمُ ضِدَّنَا «لَا يَنْجَحُ». فَكَمَلْجَإٍ يَحْمِي مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ، يَحْمِينَا يَهْوَهُ مِنْ «نَفْخَةِ ٱلْمُسْتَبِدِّينَ». (اقرأ اشعيا ٢٥:٤، ٥.) فَأَعْدَاؤُنَا لَنْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُلْحِقُوا بِنَا أَذًى دَائِمًا. — اش ٦٥:١٧.
١٦ وَيُقَوِّي يَهْوَهُ أَيْضًا ثِقَتَنَا بِهِ إِذْ يَصِفُ بِوُضُوحٍ مَصِيرَ ‹ٱلَّذِينَ يَشْتَعِلُونَ غَيْظًا عَلَيْنَا›. (اقرأ اشعيا ٤١:١١، ١٢.) فَمَهْمَا حَارَبَنَا ٱلْأَعْدَاءُ أَوْ قَاوَمُونَا بِشِدَّةٍ، فَمَصِيرُهُمْ مَحْتُومٌ: سَوْفَ «يَصِيرُونَ كَٱلْعَدَمِ وَكَلَا شَيْءٍ».
كَيْفَ تُقَوِّي ثِقَتَكَ بِيَهْوَهَ؟
١٧-١٨ (أ) كَيْفَ تَزِيدُ قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ثِقَتَنَا بِٱللّٰهِ؟ اُذْكُرْ مِثَالًا. (ب) كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْآيَةِ ٱلسَّنَوِيَّةِ لِعَامِ ٢٠١٩؟
١٧ كُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ يَهْوَهَ، زَادَتْ ثِقَتُنَا بِهِ. وَلِنَتَعَلَّمَ عَنْهُ، لَا غِنَى عَنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱجْتِهَادٍ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ. فَهُوَ يَحْتَوِي عَلَى تَارِيخٍ دَقِيقٍ يُظْهِرُ لَنَا كَيْفَ حَمَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْمَاضِي. وَهٰذَا يُؤَكِّدُ أَنَّهُ سَيَعْتَنِي بِنَا نَحْنُ أَيْضًا.
١٨ مَثَلًا، يُقَدِّمُ إِشَعْيَا تَشْبِيهًا رَائِعًا يَصِفُ حِمَايَةَ يَهْوَهَ لَنَا. فَهُوَ يُشَبِّهُ يَهْوَهَ بِرَاعٍ وَخُدَّامَهُ بِحُمْلَانٍ، قَائِلًا: «بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ ٱلْحُمْلَانَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا». (اش ٤٠:١١) حِينَ نَتَخَيَّلُ ذِرَاعَ يَهْوَهَ ٱلْقَوِيَّةَ تَحْضُنُنَا، نَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلْهُدُوءِ. وَلِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نَبْقَى هَادِئِينَ رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ، ٱخْتَارَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ إِشَعْيَا ٤١:١٠ (عج) لِتَكُونَ ٱلْآيَةَ ٱلسَّنَوِيَّةَ لِعَامِ ٢٠١٩: ‹لَا تَقْلَقُوا لِأَنِّي إِلٰهُكُمْ›. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُطَمْئِنَةِ. وَهٰكَذَا نَتَقَوَّى لِنُوَاجِهَ أَيَّةَ تَحَدِّيَاتٍ يَحْمِلُهَا ٱلْمُسْتَقْبَلُ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٨ لَنْ يَتْرُكَكَ!
a تَذْكُرُ ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٩ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ لِنُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِنَا رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ فِي حَيَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ، أَوْ فِي ٱلْعَالَمِ عُمُومًا. وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تُنَاقِشُ ٱلْأَسْبَابَ ٱلثَّلَاثَةَ، وَتُسَاعِدُنَا أَنْ نُخَفِّفَ مِنْ قَلَقِنَا وَنَزِيدَ ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْآيَةِ ٱلسَّنَوِيَّةِ، وَنَحْفَظْهَا إِنْ أَمْكَنَ. فَهِيَ سَتُقَوِّينَا لِنُوَاجِهَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
c شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: تُؤَكِّدُ لَنَا وُعُودُ يَهْوَهَ أَنَّ أُمُورًا مُعَيَّنَةً سَتَحْدُثُ حَتْمًا. وَهِيَ تُخَفِّفُ مِنْ قَلَقِنَا بِشَأْنِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي قَدْ نُوَاجِهُهَا.
d تَرِدُ ٱلْعِبَارَةُ «لَا تَخَفْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٠، ١٣، ١٤. وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَعْدَادِ أَيْضًا، يَسْتَعْمِلُ يَهْوَهُ ضَمِيرَ ٱلْمُتَكَلِّمِ تَكْرَارًا. فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى حَقِيقَةٍ مُهِمَّةٍ: إِنَّنَا لَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِنَا إِلَّا إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَيْهِ.
e وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أَعْضَاءُ عَائِلَةٍ يُوَاجِهُونَ مَشَاكِلَ فِي ٱلْخِدْمَةِ، ٱلْمَدْرَسَةِ، ٱلْعَمَلِ، وَٱلصِّحَّةِ.
f وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: اَلشُّرْطَةُ تُدَاهِمُ ٱجْتِمَاعًا لِلشُّهُودِ فِي أَحَدِ ٱلْبُيُوتِ، لٰكِنَّ ٱلْإِخْوَةَ يَبْقَوْنَ هَادِئِينَ.
g وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: اَلْعِبَادَةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ ٱلْمُنْتَظِمَةُ تُقَوِّينَا لِنَحْتَمِلَ.