-
هل تقولون، «هأنذا أرسلني»؟برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
٩ ماذا كان فحوى رسالة اشعياء؟
٩ ان هذا الاختبار المدهش ادّى الى تسلّم النبي المهمة الكرازية المذكورة. (اشعياء ٦:٨، ٩) ولكن لماذا كان على اشعياء ان يقول ان الشعب سيسمع تكرارا ولا يفهم؟ اضاف صوت اللّٰه: «غلِّظ قلب هذا الشعب وثقِّل اذنيه واطمس عينيه لئلا يُبصر . . . ويرجع فيُشفى.» (اشعياء ٦:١٠) فهل يعني ذلك ان اشعياء، بفظاظة او عدم لباقة، يجب ان ينفِّر اليهود ليبقوا في نزاع مع يهوه؟ كلا. فقد كان ذلك مجرد اشارة الى كيفية تجاوب معظم اليهود مهما تمّم اشعياء بأمانة وبشكل تام واجبه الكرازي الذي لاجله تطوَّع قائلا، «هأنذا أرسلني.»
١٠ (أ) اين كمن العيب بالنسبة الى كون الشعب كما لو انهم عميان وصم؟ (ب) ماذا عنى اشعياء بالسؤال «الى متى»؟
١٠ يكمن العيب في الشعب. فعلى الرغم من سماح اشعياء لهم بأن ‹يسمعوا (مرة بعد اخرى)،› لم يكونوا ليأخذوا المعرفة او ينالوا الفهم. وقد ذكر اللّٰه مسبقا ان الاكثرية، بسبب موقفهم العنيد وغير الروحي، لم يكونوا ليتجاوبوا. والاقلية يمكن ان يتجاوبوا. لكنّ الاغلبية كانوا ليصيروا عميانا كما لو ان عيونهم طُمست بأقوى غِراء، اذا استطعتم تصور ذلك. فالى متى كانت ستستمر هذه الحالة الرديئة؟ هذا، بدلا من كم سنة كان عليه ان يخدم، ما سأل عنه اشعياء بالكلمات: «الى متى (يا يهوه).» فأجاب اللّٰه: «الى ان تصير المدن خربة بلا ساكن.» وهذا ما حدث، ولو كان ذلك بعد مدى حياة اشعياء. فقد ازال البابليون البشر الدنيويين، تاركين يهوذا ‹خربة ومقفرة.› — اشعياء ٦:١١، ١٢؛ ٢ ملوك ٢٥:١-٢٦.
-
-
هل تقولون، «هأنذا أرسلني»؟برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
اتمامات اعظم
١٢ اي اساس هنالك من الاسفار المقدسة لدعوة يسوع اشعياء الاعظم؟
١٢ بعد موت اشعياء بقرون جاء شخص يمكننا ان ندعوه اشعياء الاعظم — يسوع المسيح. ففي وجوده السابق لبشريته تطوع لكي يُرسله ابوه الى الارض حيث كان سيشمل في كرازته امورا كتبها اشعياء. (امثال ٨:٣٠، ٣١، يوحنا ٣:١٧، ٣٤؛ ٥:٣٦-٣٨؛ ٧:٢٨؛ ٨:٤٢، لوقا ٤:١٦-١٩، اشعياء ٦١:١) وبتحديدٍ اكثر ربط يسوع نفسه باشعياء الاصحاح ٦ عندما اوضح لماذا علّم كما علّم. (متى ١٣:١٠-١٥، مرقس ٤:١٠-١٢، لوقا ٨:٩، ١٠) وكان ذلك مناسبا لان معظم اليهود الذين سمعوا يسوع لم يكونوا على استعداد لقبول رسالته والعمل بها اكثر مما كان اولئك الذين سمعوا النبي اشعياء على استعداد لقبول رسالته. (يوحنا ١٢:٣٦-٤٣) وأيضا، في السنة ٧٠ بم، واجه اليهود الذين جعلوا انفسهم ‹عميانا وصما› حيال رسالة يسوع دمارا كالذي حدث سنة ٦٠٧ قم. وهذا التطور في القرن الاول كان ضيقا على اورشليم ‹لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ولن يكون.› (متى ٢٤:٢١) ولكن، كما تنبأ اشعياء، فان بقية او «(نسلا) مقدسا» مارسوا الايمان. وهؤلاء جرى تشكيلهم في امة روحية، «اسرائيل اللّٰه» الممسوحين. — غلاطية ٦:١٦.
١٣ لماذا يمكننا توقع اتمام آخر ايضا لاشعياء ٦؟
١٣ نأتي الآن الى اتمام آخر مؤسس على الكتاب المقدس لاشعياء الاصحاح ٦ . وكمفتاح لفهم ذلك، تأملوا في كلمات الرسول بولس حوالى السنة ٦٠ بم. لقد اوضح لماذا كثيرون من اليهود الذين سمعوه في رومية لم يكونوا ليقبلوا ‹شهادته بملكوت اللّٰه.› والسبب هو ان اشعياء ٦:٩، ١٠ كان يجري اتمامها مرة اخرى. (اعمال ٢٨:١٧-٢٧) فهل يعني ذلك انه بعد ان ترك يسوع المسرح الارضي كان على تلاميذه الممسوحين ان ينجزوا مهمة مشابهة لمهمة اشعياء؟ نعم، حقا!
١٤ كيف كان على تلاميذ يسوع القيام بعمل كعمل اشعياء؟
١٤ قبل صعود اشعياء الاعظم الى السماء قال ان تلاميذه سينالون الروح القدس ويكونون بعد ذلك «شهودا [له] في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض.» (اعمال ١:٨) وكما زوّد مذبح الذبائح ما يلزم لانتزاع اثم اشعياء، كذلك كانت ذبيحة يسوع الاساس ‹للتكفير عن خطية› تلاميذه. (لاويين ٦:١٢، ١٣، عبرانيين ١٠:٥-١٠؛ ١٣:١٠-١٥) وهكذا استطاع اللّٰه مسحهم بالروح القدس، الامر الذي كان ايضا سيمكّنهم من الصيرورة ‹شهودا الى اقصى الارض.› ان النبي اشعياء واشعياء الاعظم كليهما أُرسلا للمناداة برسالة اللّٰه. وبصورة مماثلة، جرى ارسال أتباع يسوع الممسوحين «من اللّٰه . . . في المسيح.» — ٢ كورنثوس ٢:١٧.
-