سَاهِمْ فِي تَقْوِيَةِ وَحْدَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ
«مِنْهُ كُلُّ ٱلْجَسَدِ . . . مُقْتَرِنٌ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ وَفِيهِ تَعَاوُنٌ». — اف ٤:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٣، ١٠٧
١ مَاذَا مَيَّزَ أَعْمَالَ ٱللّٰهِ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ؟
مُنْذُ بِدَايَةِ ٱلْخَلِيقَةِ وَوَحْدَةُ ٱلْهَدَفِ بَيْنَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَاضِحَةٌ جَلِيَّةٌ. قَالَ بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ، ٱلْحِكْمَةُ ٱلْمُجَسَّمَةُ: «كُنْتُ بِجَانِبِ [يَهْوَهَ] عَامِلًا مَاهِرًا، وَكُنْتُ يَوْمًا فَيَوْمًا لَذَّتَهُ». (ام ٨:٣٠) فَقَدْ عَمِلَ ٱلِٱبْنُ إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ عِنْدَ خَلْقِ هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلرَّائِعَةِ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا وَأَلْوَانِهَا. وَعَلَى مَرِّ ٱلزَّمَانِ، ٱسْتَمَرَّ خُدَّامُ يَهْوَهَ يَتَعَاوَنُونَ لِإِنْجَازِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ، مِثْلِ بِنَاءِ ٱلْفُلْكِ أَيَّامَ نُوحٍ، وَتَشْيِيدِ ٱلْمَسْكَنِ وَفَكِّهِ وَنَقْلِهِ أَثْنَاءَ ٱرْتِحَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. وَبَرَزَ ٱلتَّعَاوُنُ بَيْنَهُمْ أَيْضًا حِينَ عَزَفُوا ٱلْمُوسِيقَى وَرَنَّمُوا بِتَنَاغُمٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ. كُلُّ هٰذِهِ ٱلْمَسَاعِي كَانَ مِفْتَاحُهَا ٱلتَّعَاوُنَ وَٱلْوَحْدَةَ. — تك ٦:١٤-١٦، ٢٢؛ عد ٤:٤-٣٢؛ ١ اخ ٢٥:١-٨.
٢ (أ) مَاذَا مَيَّزَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْبَاكِرَةَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٢ وَمَبْدَأُ ٱلتَّعَاوُنِ وَٱلتَّكَاتُفِ هٰذَا مَيَّزَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْبَاكِرَةَ تَحْتَ رِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَمَعَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، حَسْبَمَا بَيَّنَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، ٱمْتَلَكُوا إِفْرَادِيًّا ‹أَنْوَاعًا مِنَ ٱلْمَوَاهِبِ› وَأَدَّوْا ‹أَنْوَاعًا مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ› وَ ‹أَنْوَاعًا مِنَ ٱلْأَعْمَالِ›، فَقَدْ كَانُوا جَمِيعًا ‹جَسَدًا وَاحِدًا›. (اقرأ ١ كورنثوس ١٢:٤-٦، ١٢.) فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا ٱلْيَوْمَ؟ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى وَحْدَتِنَا فِيمَا نَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ؟ وَكَيْفَ نَتَعَاوَنُ مَعًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ؟
اَلْوَحْدَةُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ
٣ أَيُّ رُؤْيَا شَاهَدَهَا ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا؟
٣ نَحْوَ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ، شَاهَدَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا رُؤْيَا عَنْ سَبْعَةِ مَلَائِكَةٍ نَفَخَ كُلٌّ مِنْهُمْ فِي بُوقِهِ. وَحِينَ نَفَخَ ٱلْمَلَاكُ ٱلْخَامِسُ فِي ٱلْبُوقِ، رَأَى يُوحَنَّا «نَجْمًا» يَسْقُطُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. وَكَانَ بِيَدِهِ مِفْتَاحٌ ٱسْتَخْدَمَهُ لِيَفْتَحَ حُفْرَةَ ٱلْمَهْوَاةِ. فَصَعِدَ دُخَانٌ كَثِيفٌ مِنَ ٱلْحُفْرَةِ وَخَرَجَتْ مِنَ ٱلدُّخَانِ أَسْرَابٌ غَازِيَةٌ مِنَ ٱلْجَرَادِ. وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَقْضِيَ هٰذَا ٱلْجَرَادُ ٱلرَّمْزِيُّ عَلَى ٱلنَّبَاتِ، يُهَاجِمُ «ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ ٱللّٰهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ». (رؤ ٩:١-٤) وَلَا شَكَّ أَنَّ يُوحَنَّا أَدْرَكَ حَجْمَ ٱلدَّمَارِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُحْدِثَهُ ٱلْجَرَادُ. أَوَلَمْ يَتَسَبَّبْ بِكَارِثَةٍ كَبِيرَةٍ فِي مِصْرَ زَمَنَ مُوسَى؟! (خر ١٠:١٢-١٥) إِنَّ ٱلْجَرَادَ ٱلَّذِي رَآهُ يُوحَنَّا يُمَثِّلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يُعْلِنُونَ رَسَائِلَ دَيْنُونَةِ يَهْوَهَ ٱلْقَوِيَّةَ. وَيُسَانِدُهُمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ مَلَايِينُ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَلَا عَجَبَ أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُوَحَّدَ هٰذَا يُسَاعِدُ كَثِيرِينَ أَنْ يَهْجُرُوا ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ وَيَتَحَرَّرُوا مِنْ سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ.
٤ أَيُّ مَسْؤُولِيَّةٍ مُوكَلَةٌ إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ، وَمَا ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِإِتْمَامِهَا؟
٤ إِذًا، تُوكَلُ إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ مَسْؤُولِيَّةٌ ضَخْمَةٌ أَنْ يَكْرِزُوا «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ» حَوْلَ ٱلْعَالَمِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ٱلنِّهَايَةُ. (مت ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ دَعْوَةَ كُلِّ ‹مَنْ يَعْطَشُ أَنْ يَأْخُذَ مَاءَ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا›. (رؤ ٢٢:١٧) وَلٰكِنْ يَسْتَحِيلُ أَنْ نَنْجَحَ فِي إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ مَا لَمْ نَكُنْ ‹مُقْتَرِنِينَ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ وَمُتَعَاوِنِينَ›. — اف ٤:١٦.
٥، ٦ كَيْفَ تَتَجَلَّى وَحْدَتُنَا فِيمَا نَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ؟
٥ وَلِكَيْ نُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ، لَا غِنَى لَنَا عَنِ ٱلتَّنْظِيمِ. لِذٰلِكَ نَتَلَقَّى إِرْشَادَاتٍ وَتَوْجِيهَاتٍ عَبْرَ ٱلْجَمَاعَةِ تُوَحِّدُ جُهُودَنَا. فَبَعْدَ أَنْ نَعْقِدَ ٱجْتِمَاعَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ، نَنْطَلِقُ لِنَكْرِزَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَنَنْشُرُهَا شَفَهِيًّا وَمِنْ خِلَالِ مَلَايِينِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهَلْ تَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِكَ لِتُشَارِكَ فِي ٱلْحَمَلَاتِ ٱلْكِرَازِيَّةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ؟ بِفِعْلِكَ هٰذَا تَنْضَمُّ إِلَى مَلَايِينِ ٱلشُّهُودِ ٱلَّذِينَ يُذِيعُونَ بِفَمٍ وَاحِدٍ رِسَالَةَ ‹ٱلْمَلَاكِ ٱلطَّائِرِ فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ› ٱلَّذِي نَقْرَأُ عَنْهُ فِي ٱلرُّؤْيَا ١٤:٦.
٦ وَكَمْ نَفْرَحُ حِينَ نَقْرَأُ نَتَائِجَ جُهُودِنَا ٱلْمُتَضَافِرَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلسَّنَوِيِّ! فَكِّرْ أَيْضًا كَمْ نَكُونُ مُوَحَّدِينَ فِيمَا نُوَزِّعُ ٱلدَّعَوَاتِ إِلَى مَحَافِلِنَا ٱلسَّنَوِيَّةِ وَٱلْخُصُوصِيَّةِ وَٱلْأُمَمِيَّةِ ٱلَّتِي نَتَلَقَّى فِيهَا جَمِيعًا ٱلْإِرْشَادَ عَيْنَهُ. فَفِي هٰذِهِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ، نَسْتَمِعُ إِلَى خِطَابَاتٍ مُشَجِّعَةٍ وَنُشَاهِدُ ٱلْمَسْرَحِيَّاتِ وَٱلتَّمْثِيلِيَّاتِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَجْزَاءُ غَالِبًا مَا تَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ مُنَاشَدَةِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّةِ أَنْ نَخْدُمَهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. هٰذَا وَإِنَّ ٱلِٱحْتِفَالَ بِذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ يُمَتِّنُ أَيْضًا رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَنَا. فَتَقْدِيرًا مِنَّا لِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ وَإِطَاعَةً لِوَصِيَّةِ يَسُوعَ، نَجْتَمِعُ مَعًا سَنَوِيًّا فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ بَعْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ. (١ كو ١١:٢٣-٢٦) وَلَا يَقْتَصِرُ ٱلْحُضُورُ عَلَى ٱلشُّهُودِ ٱلْمُعْتَمِدِينَ. فَخِلَالَ ٱلْأَسَابِيعِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلذِّكْرَى، نُغَطِّي مُقَاطَعَةَ جَمَاعَتِنَا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ لِنَدْعُوَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْنَا فِي هٰذَا ٱلْحَدَثِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
٧ مَاذَا نُحَقِّقُ حِينَ نَعْمَلُ سَوِيًّا؟
٧ إِنَّ جَرَادَةً بِمُفْرَدِهَا لَا تَتْرُكُ أَثَرًا مَلْحُوظًا. كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ، قَدْ لَا تُعْطِي جُهُودُنَا ٱلْإِفْرَادِيَّةُ ٱلنَّتِيجَةَ ٱلْمَرْجُوَّةَ. وَلٰكِنْ حِينَ نَعْمَلُ سَوِيًّا كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ، نَنْجَحُ فِي تَحْوِيلِ ٱنْتِبَاهِ ٱلْمَلَايِينِ إِلَى يَهْوَهَ، ٱلْإِلٰهِ ٱلْوَحِيدِ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّ كُلَّ ٱلْمَجْدِ وَٱلتَّسْبِيحِ.
اَلْوَحْدَةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
٨، ٩ (أ) أَيُّ فِكْرَةٍ ٱسْتَخْدَمَهَا بُولُسُ لِيُعَلِّمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْوَحْدَةِ؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّعَاوُنَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ تَحَدَّثَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ عَنِ ٱلتَّنْظِيمِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَحَاجَةِ أَفْرَادِهَا أَنْ ‹يَنْمُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ›. (اقرأ افسس ٤:١٥، ١٦.) فَكَيْفَ يَسْعَى كُلٌّ مِنَّا لِبُلُوغِ هٰذَا ٱلْهَدَفِ؟ اِسْتَخْدَمَ بُولُسُ فِكْرَةَ جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ لِيُسَلِّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ تَحْتَ رِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَتَكَلَّمَ عَنْ تَعَاوُنِ ٱلْأَعْضَاءِ «مِنْ خِلَالِ كُلِّ مَفْصِلٍ يُؤَدِّي مَا يَلْزَمُ». فكَيْفَ يُمْكِنُنَا جَمِيعًا، صِغَارًا أَوْ كِبَارًا، أَقْوِيَاءَ جَسَدِيًّا أَوْ ضُعَفَاءَ، أَنْ نُعَزِّزَ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ وَنُضْجَ أَفْرَادِهَا ٱلرُّوحِيَّ؟
٩ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ نَحْتَرِمَ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَسُوعُ لِتَوَلِّي ٱلْقِيَادَةِ وَنُذْعِنَ لَهُمْ. (عب ١٣:٧، ١٧) وَقَدْ لَا يَكُونُ هٰذَا سَهْلًا عَلَى ٱلدَّوَامِ. وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نَلْجَأَ إِلَى يَهْوَهَ وَاثِقِينَ بِدَعْمِهِ. فَقُوَّتُهُ ٱلْفَعَّالَةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُؤَيِّدَ تَرْتِيبَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِنَا. لِذَا إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ إِرْشَادًا مُعَيَّنًا لَيْسَ عَلَى كَيْفِنَا، فَلْنُفَكِّرْ أَنَّ إِعْرَابَنَا عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّعَاوُنِ يُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْمُوَ فِي مَحَبَّتِنَا بَعْضِنَا لِبَعْضٍ.
١٠ كَيْفَ يَلْعَبُ ٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ دَوْرًا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ يَلْعَبُ ٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ دَوْرًا فَعَّالًا فِي بَثِّ ٱلْوَحْدَةِ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ، وَهُمْ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْمَدْحَ وَٱلتَّقْدِيرَ عَلَى جُهُودِهِمْ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ، شَبَابًا كَانُوا أَمْ كِبَارًا، يُؤَدُّونَ دُونَ أَنَانِيَّةٍ خِدْمَاتٍ تُفِيدُنَا جَمِيعًا. فَهُمْ مَثَلًا يُسَاعِدُونَ ٱلشُّيُوخَ حِينَ يَحْرِصُونَ عَلَى تَزْوِيدِنَا بِٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِلْخِدْمَةِ. وَيَهْتَمُّونَ أَيْضًا بِتَنْظِيفِ وَصِيَانَةِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِٱنْتِظَامٍ. كَمَا يُرَحِّبُونَ بِٱلزُّوَّارِ ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا. وَبِتَعَاوُنِنَا مَعَهُمْ، نُسَاهِمُ فِي سَيْرِ ٱلْأُمُورِ بِسَلَاسَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — قارن الاعمال ٦:٣-٦.
١١ أَيُّ جُهُودٍ تَبْنِي وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَبْذُلَهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَصْغَرُ سِنًّا؟
١١ اَلشُّبَّانُ أَيْضًا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَبْنُوا وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ. فَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ بَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ سِنِينَ طَوِيلَةً فِي سَبِيلِ ٱلْإِخْوَةِ. لٰكِنَّ تَقَدُّمَهُمْ فِي ٱلْعُمْرِ أَصْبَحَ يَحُدُّ مِنْ قُدُرَاتِهِمْ، مَا يَسْتَلْزِمُ إِجْرَاءَ بَعْضِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ. هُنَا يَأْتِي دَوْرُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا. فَمَعَ أَنَّ عَلَيْهِمِ ٱكْتِسَابَ ٱلْخِبْرَةِ، فِي وِسْعِهِمْ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّدْرِيبِ أَنْ يَتَحَمَّلُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ. فَمَا أَرْوَعَ أَنْ يَعْمَلَ ٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ بِجِدٍّ وَيَبْتَغُوا أَنْ يَصِيرُوا شُيُوخًا! (١ تي ٣:١، ١٠) وَمَا أَحْلَى أَنْ يَتَقَدَّمَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْأَصْغَرُ سِنًّا وَيَتَأَهَّلُوا لِلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ دَاعِمِينَ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي مُخْتَلِفِ ٱلْجَمَاعَاتِ! أَفَلَا نُقَدِّرُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِنَا طَوْعِيَّةَ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانِ؟! — اقرإ المزمور ١١٠:٣؛ جامعة ١٢:١.
اَلْوَحْدَةُ فِي ٱلْعَائِلَةِ
١٢، ١٣ كَيْفَ يُعَزِّزُ أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ ٱلتَّعَاوُنَ فِي مَا بَيْنَهُمْ؟
١٢ لِنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ لَنَا أَنْ نُعَزِّزَ رُوحَ ٱلتَّعَاوُنِ فِي ٱلْعَائِلَةِ. لَقَدْ وَجَدَ كَثِيرُونَ أَنَّ تَخْصِيصَ أُمْسِيَةٍ كُلَّ أُسْبُوعٍ لِعِبَادَةٍ عَائِلِيَّةٍ مُثْمِرَةٍ يُقَوِّي ٱلرَّوَابِطَ ٱلْأُسَرِيَّةَ. فَقَضَاءُ أَوْقَاتٍ طَيِّبَةٍ مُرَكَّزَةٍ عَلَى ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلرُّوحِيَّةِ يَعْمَلُ عَلَى تَوْحِيدِ ٱلْعَائِلَةِ. وَٱلتَّدَرُّبُ عَلَى خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأُمْسِيَاتِ يُجَهِّزُ أَفْرَادَ ٱلْعَائِلَةِ لِلْكِرَازَةِ بِفَعَّالِيَّةٍ. وَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْقَوْلِ إِنَّ تَبَادُلَهُمْ تَعْلِيقَاتٍ مُشَجِّعَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يُقَرِّبُهُمْ أَكْثَرَ وَاحِدُهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ. فَكُلُّهُمْ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ وَيَهُمُّهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ.
١٣ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ أَنْ يَتَعَاوَنَا مَعًا؟ حِينَ يُحِبُّ كِلَاهُمَا يَهْوَهَ وَيَخْدُمَانِهِ سَوِيًّا، يَنْعَمَانِ بِٱلسَّعَادَةِ وَبِزَوَاجٍ مُوَحَّدٍ. وَعَلَيْهِمَا أَيْضًا أَنْ يُعَبِّرَا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ، إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ، وَأَلْقَانَةَ وَحَنَّةَ. (تك ٢٦:٨؛ ١ صم ١:٥، ٨؛ ١ بط ٣:٥، ٦) عِنْدَئِذٍ تَتَرَسَّخُ عَلَاقَتُهُمَا وَيَقْتَرِبَانِ أَكْثَرَ إِلَى أَبِيهِمَا ٱلسَّمَاوِيِّ. — اقرإ الجامعة ٤:١٢.
١٤ كَيْفَ يُمْكِنُ لِرَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى زَوَاجِهِ إِذَا كَانَ شَرِيكُهُ لَا يَخْدُمُ يَهْوَهَ؟
١٤ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَا يَجِبُ أَنْ يَصِيرُوا تَحْتَ نِيرٍ لَا تَكَافُؤَ فِيهِ مَعَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (٢ كو ٦:١٤) وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي بُيُوتٍ مُنْقَسِمَةٍ؟ إِنَّ عَدَدًا مِنْهُمْ كَانُوا مُتَزَوِّجِينَ حِينَ تَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ، وَرُفَقَاءُ زَوَاجِهِمْ لَمْ يُصْبِحُوا شُهُودًا. وَرُبَّمَا تَزَوَّجَ آخَرُونَ خُدَّامًا لِيَهْوَهَ، غَيْرَ أَنَّ شُرَكَاءَهُمُ ٱنْجَرَفُوا بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ، يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِكُلِّ جُهْدِهِمْ إِلَى تَطْبِيقِ مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِيُحَافِظُوا عَلَى زَوَاجِهِمْ وَيَعِيشُوا بِٱنْسِجَامٍ وَتَوَافُقٍ. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ أَقْصَى دَرَجَاتِ ٱلتَّعَاوُنِ وَلٰكِنْ دُونَ مُسَايَرَةٍ عَلَى حِسَابِ ٱلْمَبَادِئِ. طَبْعًا لَيْسَ ذٰلِكَ بِٱلْأَمْرِ ٱلْهَيِّنِ، لٰكِنَّ ٱلتَّفْكِيرَ فِي ٱلْمُكَافَآتِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْمُثَابَرَةِ. إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ أُخْتٍ تُدْعَى مَارِي. فَقَدْ كَانَتْ تَخْدُمُ يَهْوَهَ مَعَ زَوْجِهَا دَايْفِيدَ ٱلَّذِي تَوَقَّفَ مَعَ ٱلْوَقْتِ عَنِ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. أَمَّا هِيَ فَتَابَعَتْ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ بِٱنْتِظَامٍ وَجَاهَدَتْ كَيْ تُطَبِّقَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي بَيْتِهَا وَتُعَلِّمَ أَوْلَادَهَا ٱلسِّتَّةَ ٱلْحَقَّ. وَحِينَ كَبُرَ أَوْلَادُهَا وَغَادَرُوا ٱلْمَنْزِلَ، ظَلَّتْ تَخْدُمُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ رَغْمَ شُعُورِهَا بِوَحْدَةٍ قَاتِلَةٍ. بَعْدَ ذٰلِكَ، بَدَأَ دَايْفِيد يَقْرَأُ ٱلْمَجَلَّاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَتْرُكُهَا لَهُ. وَشَيْئًا فَشَيْئًا، عَاوَدَ ٱلذَّهَابَ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَيْثُ كَانَ حَفِيدُهُ ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٦ سَنَوَاتٍ يَحْجِزُ لَهُ كُرْسِيًّا. وَإِذَا تَغَيَّبَ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، كَانَ ٱلصَّبِيُّ يَقُولُ لَهُ: «اِفْتَقَدْتُكَ ٱلْيَوْمَ يَا جَدِّي». لَقَدْ رَجَعَ دَايْفِيد إِلَى يَهْوَهَ بَعْدَ ٢٥ سَنَةً، وَهُوَ وَزَوْجَتُهُ سَعِيدَانِ بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ بِٱتِّحَادٍ.
١٥ أَيُّ دَوْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يَلْعَبَهُ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا؟
١٥ نَظَرًا إِلَى ٱلْهُجُومِ ٱلَّذِي يَشُنُّهُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْيَوْمَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَتَعَاوَنَ ٱلْأَزْوَاجُ وَٱلزَّوْجَاتُ وَيُقَوُّوا ٱلرِّبَاطَ ٱلَّذِي يَجْمَعُهُمْ. حَتَّى لَوْ مَضَتْ سَنَوَاتٌ طَوِيلَةٌ عَلَى زَوَاجِهِمْ، يَنْبَغِي لِكُلٍّ مِنَ ٱلشَّرِيكَيْنِ أَنْ يُفَكِّرَ كَيْفَ يُمَتِّنُ زَوَاجَهُ بِٱلْكَلَامِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ. وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا عَوْنًا كَبِيرًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. مَثَلًا، قَدْ يَدْعُونَ بَيْنَ وَقْتٍ وَآخَرَ أَزْوَاجًا أَصْغَرَ سِنًّا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰؤُلَاءِ سَيُلَاحِظُونَ خِلَالَ ٱلْجَلْسَةِ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلطَّرَفَيْنِ مَهْمَا مَرَّ عَلَى ٱلزَّوَاجِ مِنْ سِنِينَ. — تي ٢:٣-٧.
«هَلُمَّ نَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ يَهْوَهَ»
١٦، ١٧ إِلَامَ يَتَطَلَّعُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْمُتَّحِدُونَ؟
١٦ تَخَيَّلِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ زَمَنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَبِّحُونَ يَهْوَهَ خِلَالَ أَحَدِ ٱلْأَعْيَادِ فِي هَيْكَلِهِ بِأُورُشَلِيمَ. لَقَدْ تَحَضَّرُوا لِلرِّحْلَةِ، ٱعْتَنَوْا وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ عَلَى طُولِ ٱلطَّرِيقِ، ثُمَّ رَاحُوا يُقَدِّمُونَ ٱلْعِبَادَةَ بِٱتِّحَادٍ فِي ٱلْهَيْكَلِ. كُلُّ هٰذَا ٱسْتَلْزَمَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ. (لو ٢:٤١-٤٤) نَحْنُ أَيْضًا فِيمَا نُكْمِلُ رِحْلَتَنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، يَلْزَمُ أَنْ يَسُودَ بَيْنَنَا ٱلِٱنْسِجَامُ وَٱلتَّعَاوُنُ. وَهٰذَا يَسْتَدْعِي جُهُودًا دَؤُوبَةً مُتَوَاصِلَةً. فَهَلَّا نُعْطِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ مَزِيدًا مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ؟
١٧ لِنُفَكِّرْ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلسَّخِيَّةِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا. فَنَحْنُ بَعِيدُونَ عَنِ ٱلتَّشْوِيشِ وَٱلِٱنْقِسَامَاتِ ٱلَّتِي تَسِمُ هٰذَا ٱلنِّظَامَ. وَنَشْهَدُ ٱلْآنَ إِتْمَامَ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا وَمِيخَا ٱللَّذَيْنِ تَنَبَّأَا أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ سَيَصْعَدُ بِٱتِّحَادٍ إِلَى «جَبَلِ يَهْوَهَ». (اش ٢:٢-٤؛ اقرأ ميخا ٤:٢-٤.) بِٱلْفِعْلِ، كَمْ سَامِيَةٌ هِيَ عِبَادَتُنَا فِي «آخِرِ ٱلْأَيَّامِ»! وَكَمْ سَتَفِيضُ قُلُوبُنَا فَرَحًا وَسَعَادَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ حِينَ يَكُونُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ‹مُقْتَرِنِينَ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ وَمُتَعَاوِنِينَ›!