مقالة الدرس ٤٥
كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُواصِلَ خِدمَتَنا؟
«سيَعلَمونَ أنَّ نَبِيًّا كانَ بَينَهُم». — حز ٢:٥.
التَّرنيمَة ٦٧ «إكرِزْ بِالكَلِمَة»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ ماذا نتَوَقَّع، ولكنْ بِماذا نثِق؟
فيما نُبَشِّر، نتَوَقَّعُ أن نُواجِهَ مُقاوَمَة. وهذِهِ المُقاوَمَةُ قد تزدادُ في المُستَقبَل. (دا ١١:٤٤؛ ٢ تي ٣:١٢؛ رؤ ١٦:٢١) لكنَّنا نثِقُ بِأنَّ يَهْوَه سيُعطينا المُساعَدَةَ الَّتي نحتاجُ إلَيها. فهو يُساعِدُ دائِمًا خُدَّامَهُ كَي يقوموا بِتَعييناتِهِم، مَهما كانَت صَعبَة. لِنرَ مَثَلًا كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه النَّبِيَّ حَزْقِيَال كَي يُبَشِّرَ اليَهُودَ الأسرى في بَابِل.
٢ كَيفَ كانَ النَّاسُ الَّذينَ بشَّرَهُم حَزْقِيَال، وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟ (حزقيال ٢:٣-٦)
٢ كَيفَ كانَ النَّاسُ في المُقاطَعَةِ الَّتي بشَّرَ فيها حَزْقِيَال؟ وصَفَهُم يَهْوَه بِأنَّهُم ‹وَقِحون›، ‹مُتَمَرِّدون›، و «قُلوبُهُم صُلبَة» أي عَنيدون. وشبَّهَهُم بِالأشواكِ المُؤْذِيَة والعَقارِبِ الخَطيرَة. لا عَجَبَ إذًا أنَّ يَهْوَه قالَ لِحَزْقِيَال تَكرارًا: «لا تخَف». (إقرأ حزقيال ٢:٣-٦.) وبِالفِعل، نجَحَ حَزْقِيَال في القِيامِ بِتَعيينِهِ لِأنَّهُ (١) تذَكَّرَ أنَّ يَهْوَه أرسَلَه، (٢) تقَوَّى بِالرُّوحِ القُدُس، و (٣) تغَذَّى بِكَلِمَةِ اللّٰه. فلْنرَ كَيفَ ساعَدَتهُ هذِهِ العَوامِلُ الثَّلاثَة، وكَيفَ تُساعِدُنا نَحنُ أيضًا كَي نُواصِلَ التَّبشير.
يَهْوَه أرسَلَه
٣ كَيفَ أكَّدَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال أنَّهُ سيَدعَمُه؟
٣ قالَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال مَرَّتَين: ‹سأُرسِلُك›. (حز ٢:٣، ٤) ولا شَكَّ أنَّ هذِهِ العِبارَةَ شجَّعَت حَزْقِيَال، وأكَّدَت لهُ أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُه. فعلى الأرجَح، ذكَّرَتهُ بِما قالَهُ يَهْوَه لِمُوسَى وإشَعْيَا حينَ عيَّنَهُما نَبِيَّين. (خر ٣:١٠؛ إش ٦:٨) وحَزْقِيَال عرَفَ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه هذَينِ النَّبِيَّينِ كَي يقوما بِتَعييناتٍ صَعبَة. أيضًا، قالَ حَزْقِيَال في سِفرِهِ تَكرارًا: «كانَت كَلِمَةُ يَهْوَه إلَيّ». (حز ٣:١٦؛ ٦:١) فمَرَّةً بَعدَ أُخرى، أعطاهُ يَهْوَه رَسائِل، وبِالتَّالي أكَّدَ لهُ أنَّهُ أرسَلَهُ وسَيَدعَمُه. إضافَةً إلى ذلِك، كانَ والِدُ حَزْقِيَال كاهِنًا. ولا بُدَّ أنَّهُ أخبَرَهُ كَيفَ أكَّدَ يَهْوَه دائِمًا لِأنبِيائِهِ أنَّهُ سيُساعِدُهُم. مَثَلًا، قالَ يَهْوَه لِكُلٍّ مِن إسْحَاق ويَعْقُوب وإرْمِيَا: ‹أنا معك›. — تك ٢٦:٢٤؛ ٢٨:١٥؛ إر ١:٨.
٤ أيُّ أفكارٍ شجَّعَت حَزْقِيَال دونَ شَكّ؟
٤ لكنَّ الإسْرَائِيلِيِّينَ عُمومًا ما كانوا سيَقبَلونَ رِسالَةَ حَزْقِيَال. قالَ لهُ يَهْوَه: «بَيتُ إسْرَائِيل . . . يأبَونَ أن يسمَعوا لك، لِأنَّهُم يأبَونَ أن يسمَعوا لي». (حز ٣:٧) وهكَذا، أكَّدَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال أنَّهُ لن يفشَلَ في تَعيينِهِ كنَبِيّ، حتَّى لَو رفَضَهُ النَّاس. فرَفضُهُم لهُ كانَ في الواقِعِ رَفضًا لِيَهْوَه. كما أعطى يَهْوَه لِحَزْقِيَال تَأكيدًا آخَر. فأحكامُهُ الَّتي يُعلِنُها حَزْقِيَال ستتِمّ، وعِندَئِذٍ سيَعلَمُ النَّاسُ «أنَّ نَبِيًّا كانَ بَينَهُم». (حز ٢:٥؛ ٣٣:٣٣) لا شَكَّ أنَّ هذِهِ الأفكارَ أعطَت حَزْقِيَال الشَّجاعَةَ اللَّازِمَة لِيُتَمِّمَ خِدمَتَه.
يَهْوَه أرسَلَنا
٥ ماذا يُشَجِّعُنا حَسَبَ إشَعْيَا ٤٤:٨؟
٥ مِثلَ حَزْقِيَال، نتَشَجَّعُ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه أرسَلَنا. فهو أعطانا شَرَفًا كَبيرًا بِأن نكونَ ‹شُهودَه›. (إش ٤٣:١٠) ومِثلَما قالَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال: «لا تخَف»، يقولُ لنا: «لا ترتَعِبوا». ولِماذا لا داعِيَ أن نخافَ مِن مُقاوِمينا؟ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه أرسَلَنا وسَيَدعَمُنا. — إقرأ إشعيا ٤٤:٨.
٦ (أ) كَيفَ يُؤَكِّدُ يَهْوَه لنا أنَّهُ سَيَدعَمُنا؟ (ب) ماذا يُشَجِّعُنا كَثيرًا؟
٦ يُؤَكِّدُ يَهْوَه لنا أنَّهُ سَيَدعَمُنا. مَثَلًا، قَبلَ أن يقول: «أنتُم شُهودي»، وعَد: «إذا اجتَزتَ في المِياهِ أكونُ معك، وفي الأنهارِ فلا تغمُرُك. وإذا سِرتَ في النَّارِ لا تُلذَع، ولا يلفَحُكَ اللَّهَب». (إش ٤٣:٢) ففيما نُبَشِّر، نُواجِهُ عَقَباتٍ كالأنهارِ ومَشاكِلَ كالنَّار. ولكنْ بِفَضلِ مُساعَدَةِ يَهْوَه، نُواصِلُ التَّبشير. (إش ٤١:١٣) أيضًا، مِثلَما حصَلَ أيَّامَ حَزْقِيَال، يرفُضُ مُعظَمُ النَّاسِ الرِّسالَةَ الَّتي نُعلِنُها. لكنَّنا نتَذَكَّرُ أنَّ هذا لا يعني أنَّنا فشِلنا كشُهودٍ لِله. كما نعرِفُ أنَّنا نُرضي يَهْوَه حينَ نستَمِرُّ بِأمانَةٍ في إعلانِ رِسالَتِه. قالَ الرَّسولُ بُولُس: «كُلُّ واحِدٍ سيَنالُ مُكافَأتَهُ بِحَسَبِ كَدِّه»، أي جُهدِه. (١ كو ٣:٨؛ ٤:١، ٢) أفَلا يُشَجِّعُنا ذلِك كَثيرًا؟ تقولُ أختٌ تخدُمُ فاتِحَةً مِن سِنين: «يُفرِحُني أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ الجُهدَ الَّذي نبذُلُه».
روحُ اللّٰهِ قوَّاه
٧ كَيفَ استَفادَ حَزْقِيَال مِنَ الرُّؤْيا الَّتي شاهَدَها؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٧ رأى حَزْقِيَال كم قَوِيٌّ هو روحُ اللّٰه. ففي رُؤْيا، شاهَدَ كَيفَ يعمَلُ الرُّوحُ القُدُسُ في المَلائِكَةِ الأقوِياءِ وفي البَكَراتِ الضَّخمَة لِلمَركَبَةِ السَّماوِيَّة. (حز ١:٢٠، ٢١) وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ حَزْقِيَال حينَ رأى هذا المَنظَر؟ أخبَر: «لمَّا رأيتُهُ سقَطتُ على وَجهي». فقدِ انبَهَرَ لِدَرَجَةِ أنَّهُ سقَطَ على الأرض. (حز ١:٢٨) ولا شَكَّ أنَّ هذِهِ الرُّؤْيا الرَّائِعَة ظلَّت تُشَجِّعُ حَزْقِيَال. فقدْ أكَّدَت لهُ أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سيُقَوِّيهِ لِيُتَمِّمَ خِدمَتَه.
٨-٩ (أ) كَيفَ نالَ حَزْقِيَال القُوَّةَ لِيَقومَ عنِ الأرض؟ (ب) كَيفَ قوَّى يَهْوَه حَزْقِيَال أكثَر؟
٨ طلَبَ يَهْوَه مِن حَزْقِيَال: «يا ابْنَ الإنسان، قِفْ على قَدَمَيكَ فأتَكَلَّمَ معك». ومِن خِلالِ هذا الطَّلَبِ ودَعمِ الرُّوحِ القُدُس، نالَ حَزْقِيَال القُوَّةَ لِيَقومَ عنِ الأرض. أخبَر: «دخَلَ فِيَّ روحٌ حالَما تكَلَّمَ معي، وأوقَفَني على قَدَمَيّ». (حز ٢:١، ٢) بَعدَ ذلِك، ظلَّت «يَدُ» يَهْوَه، أي روحُهُ القُدُس، تُرشِدُ حَزْقِيَال في خِدمَتِه. (حز ٣:٢٢؛ ٨:١؛ ٣٣:٢٢؛ ٣٧:١؛ ٤٠:١) فالرُّوحُ القُدُسُ قوَّى حَزْقِيَال لِيُبَشِّرَ النَّاسَ العَنيدينَ في مُقاطَعَتِه. (حز ٣:٧) قالَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال: «قد جعَلتُ وَجهَكَ صُلبًا كوُجوهِهِم وجَبهَتَكَ صُلبَةً كجِباهِهِم. قد جعَلتُ جَبهَتَكَ كالماسِ وأصلَبَ مِنَ الصَّوَّان، فلا تخَفْ مِنهُم ولا ترتَعْ مِن وُجوهِهِم». (حز ٣:٨، ٩) بِكَلِماتٍ أُخرى، قالَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال: ‹لا تَيأسْ بِسَبَبِ عِنادِهِم. فأنا سأُقَوِّيك›.
٩ بَعدَ ذلِك، أخَذَ الرُّوحُ القُدُسُ حَزْقِيَال إلى مُقاطَعَتِه. قالَ حَزْقِيَال: «يَدُ يَهْوَه شَديدَةٌ معي». لكنَّهُ لم يبدَأْ بِالتَّبشيرِ فَورًا. فقدِ احتاجَ إلى أُسبوعٍ كَي يفهَمَ الرِّسالَةَ جَيِّدًا، وكَي يقدِرَ أن يُعلِنَها بِاقتِناع. (حز ٣:١٤، ١٥) ثُمَّ طلَبَ مِنهُ يَهْوَه أن يذهَبَ إلى سَهل. وهُناك، ‹دخَلَ فيهِ روح›. (حز ٣:٢٣، ٢٤) وهكَذا، أصبَحَ حَزْقِيَال جاهِزًا لِيَبدَأَ خِدمَتَه.
روحُ اللّٰهِ يُقَوِّينا
١٠ ماذا يُساعِدُنا كَي نُواصِلَ التَّبشير، ولِمَ نحتاجُ إلى هذِهِ المُساعَدَة؟
١٠ كما رأيْنا، قَبلَ أن يبدَأَ حَزْقِيَال بِالتَّبشير، أعطاهُ الرُّوحُ القُدُسُ القُوَّةَ الَّتي يحتاجُها. بِشَكلٍ مُماثِل، يُساعِدُنا الرُّوحُ القُدُسُ اليَومَ كَي نُواصِلَ التَّبشير. ولِمَ نحتاجُ إلى هذِهِ المُساعَدَة؟ لِأنَّ الشَّيْطَان يُحارِبُنا كَي نتَوَقَّفَ عنِ خِدمَتِنا. (رؤ ١٢:١٧) وهو يبدو أقوى مِنَّا بِكَثير. لكنَّنا نغلِبُهُ بِواسِطَةِ عَمَلِ التَّبشير. (رؤ ١٢:٩-١١) فكُلَّ مَرَّةٍ نُبَشِّرُ فيها، نُظهِرُ أنَّنا لا نخافُ مِن تَهديداتِه، ونُحَقِّقُ انتِصارًا علَيه. ومَهما واجَهنا مِن مُقاوَمَة، لا نتَوَقَّفُ عنِ خِدمَتِنا. أفَلا يُثبِتُ ذلِك أنَّ يَهْوَه راضٍ عنَّا ويَدعَمُنا بِروحِهِ القُدُس؟ — مت ٥:١٠-١٢؛ ١ بط ٤:١٤.
١١ كَيفَ يُساعِدُنا الرُّوحُ القُدُس، وماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَه؟
١١ ماذا نتَعَلَّمُ أيضًا حينَ نرى كَيفَ قوَّى يَهْوَه حَزْقِيَال لِيُبَشِّر؟ نتَعَلَّمُ أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سيُساعِدُنا كَي نتَغَلَّبَ على أيِّ تَحَدٍّ نُواجِهُهُ في خِدمَتِنا. (٢ كو ٤:٧-٩) ولكنْ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَ الرُّوحَ القُدُس؟ يجِبُ أن نطلُبَهُ بِاستِمرارٍ في صَلَواتِنا، واثِقينَ أنَّ يَهْوَه سيَسمَعُنا. قالَ يَسُوع لِتَلاميذِه: «إستَمِرُّوا في الطَّلَبِ . . . استَمِرُّوا في البَحثِ . . . استَمِرُّوا في دَقِّ البابِ». فيَهْوَه «يُعْطي روحًا قُدُسًا لِلَّذينَ يَطلُبونَ مِنه». — لو ١١:٩، ١٣؛ أع ١:١٤؛ ٢:٤.
تغَذَّى بِكَلِمَةِ اللّٰه
١٢ حَسَبَ حَزْقِيَال ٢:٩–٣:٣، مِن أينَ أتى الكِتاب، وماذا تضَمَّن؟
١٢ كما رأيْنا، قوَّى روحُ اللّٰهِ حَزْقِيَال لِيُبَشِّر. لكنَّ يَهْوَه ساعَدَهُ بِطَريقَةٍ أُخرى أيضًا. فكَلِمَتُهُ قوَّت إيمانَ حَزْقِيَال. ففي رُؤْيا، شاهَدَ حَزْقِيَال يَدًا تُعطيهِ كِتابًا. (إقرأ حزقيال ٢:٩–٣:٣.) ولكنْ مِن أينَ أتى هذا الكِتاب؟ ماذا تضَمَّن؟ وكَيفَ قوَّى حَزْقِيَال؟ أتى هذا الكِتابُ مِن عَرشِ اللّٰه. وعلى الأرجَح، أوصَلَهُ إلى حَزْقِيَال أحَدُ المَلائِكَةِ الأربَعَة الَّذينَ رآهُم سابِقًا. (حز ١:٨؛ ١٠:٧، ٢٠) وتضَمَّنَ الكِتابُ رِسالَةً فيها أحكامُ اللّٰهِ القَوِيَّة، رِسالَةً لزِمَ أن ينقُلَها حَزْقِيَال إلى الأسرى المُتَمَرِّدين. (حز ٢:٧) وهذِهِ الرِّسالَةُ كانَت مَكتوبَةً على الكِتابِ مِنَ الجِهَتَين.
١٣ ماذا طلَبَ يَهْوَه مِن حَزْقِيَال، وبِأيِّ مَعنًى وجَدَ حَزْقِيَال الكِتابَ حُلوًا؟
١٣ طلَبَ يَهْوَه مِن حَزْقِيَال أن يأكُلَ الكِتابَ و ‹يملَأ› بَطنَهُ به. فأطاعَ حَزْقِيَال وأكَلَ الكِتابَ كُلَّه. وماذا عنى ذلِك؟ لزِمَ أن يفهَمَ حَزْقِيَال كامِلًا الرِّسالَةَ الَّتي سيَنقُلُها. ولزِمَ أن يقتَنِعَ بها ويَتَفاعَلَ معها. ولكنْ عِندَما أكَلَ حَزْقِيَال الكِتاب، حصَلَ شَيءٌ لم يتَوَقَّعْه. فقدْ وجَدَهُ حُلوًا «كالعَسَل». (حز ٣:٣) وماذا عنى ذلِك؟ قدَّرَ حَزْقِيَال الامتِيازَ أن يكونَ نَبِيًّا لِيَهْوَه ويَنقُلَ رِسالَتَه. فبِالنِّسبَةِ إلَيه، كانَ هذا الامتِيازُ حُلوًا أو مُفرِحًا جِدًّا. — مز ١٩:٨-١١.
١٤ كَيفَ صارَ حَزْقِيَال جاهِزًا لِيَقومَ بِتَعيينِه؟
١٤ بَعدَ ذلِك، قالَ يَهْوَه لِحَزْقِيَال: «جَميعُ كَلامي الَّذي أُكَلِّمُكَ بهِ خُذْهُ في قَلبِكَ واسمَعْهُ بِأُذُنَيك». (حز ٣:١٠) فلزِمَ أن يُبقِيَ حَزْقِيَال كَلامَ الكِتابِ في بالِهِ ويَتَأمَّلَ فيه. وهكَذا، كانَ الكِتابُ سيُغَذِّيهِ أو يُقَوِّي إيمانَه، ويُعطيهِ رِسالَةً قَوِيَّة لِيوصِلَها إلى النَّاس. (حز ٣:١١) إذًا، حينَ فهِمَ حَزْقِيَال رِسالَةَ اللّٰهِ كامِلًا واقتَنَعَ بها، صارَ جاهِزًا لِيَقبَلَ تَعيينَهُ ويَقومَ به. — مز ١٩:١٤.
كَلِمَةُ اللّٰهِ تُغَذِّينا
١٥ كَي نستَمِرَّ في خِدمَتِنا، ماذا يجِبُ أن نفعَل؟
١٥ كَي نستَمِرَّ في خِدمَتِنا، يجِبُ أن نتَغَذَّى دائِمًا بِكَلِمَةِ اللّٰه. فمِثلَ حَزْقِيَال، يجِبُ أن نُبقِيَها في بالِنا ونتَأمَّلَ فيها. واليَوم، يتَكَلَّمُ يَهْوَه معنا مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ المَكتوبَة، الكِتابِ المُقَدَّس. فكَيفَ نسمَحُ لها أن تُؤَثِّرَ دائِمًا على أفكارِنا ومَشاعِرِنا ودَوافِعِنا؟
١٦ كَيفَ نفهَمُ كَلِمَةَ اللّٰهِ كامِلًا؟
١٦ كَي نتَغَذَّى جَسَدِيًّا، يجِبُ أن نأكُلَ الطَّعامَ ونهضِمَه. بِشَكلٍ مُماثِل، كَي نتَغَذَّى روحِيًّا، يجِبُ أن ندرُسَ كَلِمَةَ اللّٰهِ ونتَأمَّلَ فيها. فلا ننسَ ما تعَلَّمناهُ مِنَ الرُّؤْيا عنِ الكِتاب. فيَهْوَه يُريدُ أن ‹نملَأَ› بَطنَنا بِكَلِمَتِه، أي نفهَمَها كامِلًا. وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟ يجِبُ أن نُصَلِّي، نقرَأ، ثُمَّ نتَأمَّل. فأوَّلًا، نُصَلِّي لِيُهَيِّئَ اللّٰهُ قَلبَنا كَي نفهَمَ أفكارَه. ثانِيًا، نقرَأُ مَقطَعًا في كَلِمَتِه. وثالِثًا، نتَوَقَّفُ كَي نتَأمَّلَ في ما قرَأناه، أي نُفَكِّرَ فيهِ جَيِّدًا. فكُلَّما تأمَّلنا في كَلِمَةِ اللّٰه، فهِمناها بِشَكلٍ أفضَل.
١٧ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ ونتَأمَّلُ فيه؟
١٧ وكَيفَ نستَفيدُ حينَ نقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ ونتَأمَّلُ فيه؟ مِن ناحِيَة، يُقَوِّينا ذلِك لِنُبَشِّرَ بِرِسالَةِ مَملَكَةِ اللّٰهِ الآن، ورُبَّما أيضًا لِنُعلِنَ الرِّسالَةَ القَوِيَّة عن أحكامِهِ في المُستَقبَل. مِن ناحِيَةٍ أُخرى، كُلَّما نتَأمَّلُ في صِفاتِ يَهْوَه الحُلوَة، تقوى عَلاقَتُنا به. وعِندَئِذٍ، سنتَمَتَّعُ بِشُعورٍ حُلوٍ جِدًّا. فسَنشعُرُ بِالسَّلامِ والفَرَح. — مز ١١٩:١٠٣.
يَهْوَه يُقَوِّينا لِنُواصِلَ التَّبشير
١٨ لِمَ نَحنُ مُصَمِّمونَ أن نستَمِرَّ في عَمَلِ التَّبشير؟
١٨ نَحنُ لا نتَنَبَّأُ مِثلَ حَزْقِيَال، لكنَّنا نُعلِنُ الرِّسالَةَ الموحى بِها في كَلِمَةِ يَهْوَه. ونَحنُ مُصَمِّمونَ أن نستَمِرَّ في عَمَلِ التَّبشير، حتَّى يُقَرِّرَ اللّٰهُ أنَّهُ تمَّ بِشَكلٍ كافٍ. وهكَذا، حينَ يأتي الوَقتُ لِيُنَفِّذَ يَهْوَه أحكامَه، لن يتَحَجَّجَ النَّاسُ أنَّهُ تجاهَلَهُم أو لم يُحَذِّرْهُم. (حز ٣:١٩؛ ١٨:٢٣) بل سيَعرِفونَ أنَّ الرِّسالَةَ الَّتي بشَّرنا بها كانَت مِنه.
١٩ ماذا يُقَوِّينا لِنُواصِلَ التَّبشير؟
١٩ إذًا، مِثلَ حَزْقِيَال، هُناك ثَلاثَةُ عَوامِلَ تُقَوِّينا لِنُواصِلَ التَّبشير: (١) نعرِفُ أنَّ يَهْوَه أرسَلَنا، (٢) نتَقَوَّى بِروحِهِ القُدُس، و (٣) نتَغَذَّى بِكَلِمَتِه. وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، سنستَمِرُّ في خِدمَتِنا «إلى النِّهايَة». — مت ٢٤:١٣.
التَّرنيمَة ٦٥ واصِلوا السَّيرَ قُدُمًا!
a ساعَدَ يَهْوَه النَّبِيَّ حَزْقِيَال بِثَلاثِ طُرُقٍ كَي يُتَمِّمَ خِدمَتَه. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه بِالطُّرُقِ نَفْسِها كَي نستَمِرَّ في التَّبشير. فهذا سيُقَوِّي ثِقَتَنا أنَّهُ يدعَمُنا نَحنُ أيضًا في خِدمَتِنا.