حَافِظْ عَلَى رُوحِيَّاتِكَ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ
«فِي قَلْبِي كَنَزْتُ قَوْلَكَ». — مز ١١٩:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٢، ٩٢
١-٣ (أ) مَا هِيَ أَوْلَوِيَّاتُنَا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ ظُرُوفِنَا؟ (ب) أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلَّذِينَ يَتَعَلَّمُونَ لُغَةً جَدِيدَةً؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
يَلْعَبُ ٱلْآلَافُ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ دَوْرًا فَعَّالًا فِي إِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ لِكُلِّ «أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ»، إِتْمَامًا لِنُبُوَّةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (رؤ ١٤:٦) فَهُنَالِكَ مَنْ يَتَعَلَّمُونَ لُغَةً جَدِيدَةً، وَيَخْدُمُ كَثِيرُونَ مُرْسَلِينَ أَوْ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ. أَمَّا آخَرُونَ فَيَنْضَمُّونَ إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ فِي بَلَدِهِمْ. فَهَلْ أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟
٢ مِنْ وَاجِبِنَا كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ أَنْ نَهْتَمَّ أَوَّلًا وَأَخِيرًا بِرُوحِيَّاتِنَا وَرُوحِيَّاتِ عَائِلَتِنَا. (مت ٥:٣) وَلٰكِنْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا بِسَبَبِ مَشَاغِلِ ٱلْحَيَاةِ أَنْ نَجِدَ ٱلْوَقْتَ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ. وَٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ يُوَاجِهُونَ تَحَدِّيَاتٍ إِضَافِيَّةً.
٣ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا لُغَةً جَدِيدَةً، وَأَلَّا يُهْمِلُوا تَنَاوُلَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْقَوِيِّ بِٱنْتِظَامٍ. (١ كو ٢:١٠) فَكَيْفَ يَتَحَقَّقُ ذٰلِكَ إِذَا كَانُوا لَا يَفْهَمُونَ كَامِلًا مَا يُقَالُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ وَلِمَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَكَّدَ ٱلْوَالِدُونَ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تَبْلُغُ قُلُوبَ أَوْلَادِهِمْ؟
خَطَرٌ يُهَدِّدُ رُوحِيَّاتِنَا
٤ مَاذَا يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٤ عِنْدَمَا نَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، قَدْ لَا نَفْهَمُهَا كَامِلًا، مِمَّا يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ. مَثَلًا، فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، قَلِقَ نَحَمْيَا عَلَى بَعْضِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْيَهُودِ ٱلْعَائِدِينَ مِنْ بَابِلَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَكَلَّمُوا ٱللُّغَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ. (اقرأ نحميا ١٣:٢٣، ٢٤.) فَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ، كَانُوا يَخْسَرُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا هُوِيَّتَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ. — نح ٨:٢، ٨.
٥، ٦ مَاذَا لَاحَظَ بَعْضُ ٱلْآبَاءِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ، وَمَا سَبَبُ ذٰلِكَ؟
٥ لَاحَظَ بَعْضُ ٱلْآبَاءِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ أَنَّ أَوْلَادَهُمْ يَفْقِدُونَ تَدْرِيجِيًّا ٱهْتِمَامَهُمْ بِٱلْحَقِّ. فَبِمَا أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ لَا يَفْهَمُونَ كَامِلًا مَا يُقَالُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، لَا تَمَسُّ ٱلْمَوَادُّ قُلُوبَهُمْ. يَقُولُ بِيدْرُو[١] ٱلَّذِي ٱنْتَقَلَ مَعَ عَائِلَتِهِ مِنْ أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ إِلَى أُوسْتْرَالِيَا: «يَلْزَمُ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْحَقُّ قَلْبَنَا وَيَمَسَّ مَشَاعِرَنَا». — لو ٢٤:٣٢.
٦ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا نَقْرَأُ مَوَادَّ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، قَدْ لَا تَمَسُّ قَلْبَنَا مِثْلَمَا نَقْرَأُهَا بِلُغَتِنَا ٱلْأُمِّ. كَمَا أَنَّ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ بِصُعُوبَةٍ قَدْ يُجْهِدُنَا، مَا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى رُوحِيَّاتِنَا. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا فِيمَا نُبْقِي رَغْبَتَنَا قَوِيَّةً فِي هٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. — مت ٤:٤.
حَافَظُوا عَلَى رُوحِيَّاتِهِمْ
٧ كَيْفَ حَاوَلَ ٱلْبَابِلِيُّونَ أَنْ يَغْسِلُوا دِمَاغَ دَانِيَالَ؟
٧ عِنْدَمَا سَبَى ٱلْبَابِلِيُّونَ دَانِيَالَ وَرِفَاقَهُ، حَاوَلُوا أَنْ يَغْسِلُوا دِمَاغَهُمْ بِتَعْلِيمِهِمْ ‹لِسَانَ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ›، أَيْ لُغَتَهُمْ. كَمَا أَنَّ رَئِيسَ مُوَظَّفِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَسْؤُولَ عَنْ تَدْرِيبِهِمْ سَمَّاهُمْ بِأَسْمَاءٍ بَابِلِيَّةٍ. (دا ١:٣-٧) فَأَطْلَقَ عَلَى دَانِيَالَ ٱسْمَ بَلْطَشَاصَّرَ، وَهُوَ كَمَا يَظْهَرُ صِيغَةٌ مُخْتَصَرَةٌ لِدُعَاءٍ إِلَى بِيلٍ، إِلٰهِ بَابِلَ ٱلرَّئِيسِيِّ. فَيَبْدُو أَنَّ ٱلْمَلِكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ أَرَادَ أَنْ يَغْرِسَ فِي فِكْرِ دَانِيَالَ أَنَّ ٱلْإِلٰهَ ٱلْبَابِلِيَّ أَقْوَى مِنْ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ. — دا ٤:٨.
٨ مَاذَا سَاعَدَ دَانِيَالَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِهِ فِي ٱلْغُرْبَةِ؟
٨ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْبَابِلِيِّينَ قَدَّمُوا لِدَانِيَالَ أَطْعِمَةَ ٱلْمَلِكِ ٱلْفَاخِرَةَ، «عَزَمَ فِي قَلْبِهِ أَلَّا يَتَنَجَّسَ» بِهَا. (دا ١:٨) وَمَاذَا سَاعَدَهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِهِ فِي ٱلْغُرْبَةِ؟ دَرْسُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱنْتِظَامٍ بِلُغَتِهِ ٱلْأُمِّ. (دا ٩:٢) حَتَّى بَعْدَ ٧٠ سَنَةً تَقْرِيبًا فِي بَابِلَ، كَانَ لَا يَزَالُ مَعْرُوفًا بِٱسْمِهِ ٱلْعِبْرَانِيِّ. — دا ٥:١٣.
٩ كَيْفَ قَوَّتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ كَاتِبَ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩؟
٩ وَمِثَالٌ آخَرُ هُوَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩ ٱلَّذِي ٱضْطُرَّ إِلَى تَحَمُّلِ ٱسْتِهْزَاءِ أَعْضَاءِ ٱلْبَلَاطِ. لٰكِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ قَوَّتْهُ كَيْ يَكُونَ مُخْتَلِفًا عَنْ غَيْرِهِ. (مز ١١٩:٢٣، ٦١) فَقَدْ سَمَحَ لِأَقْوَالِ ٱللّٰهِ أَنْ تَمَسَّ قَلْبَهُ وَتُؤَثِّرَ فِيهِ. — اقرإ المزمور ١١٩:١١، ٤٦.
حَافِظْ عَلَى رُوحِيَّاتِكَ
١٠، ١١ (أ) مَا هُوَ هَدَفُنَا حِينَ نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ؟ (ب) كَيْفَ نُحَقِّقُ هٰذَا ٱلْهَدَفَ؟ أَوْضِحْ.
١٠ صَحِيحٌ أَنَّنَا قَدْ نَنْشَغِلُ جِدًّا بِمَسْؤُولِيَّاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْعَمَلِ، لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَحْتَاجُ أَنْ نُخَصِّصَ وَقْتًا لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. (اف ٥:١٥، ١٦) وَلَا يَجِبُ أَنْ نَكْتَفِيَ بِقِرَاءَةِ ٱلْمَوَادِّ، أَوْ تَحْضِيرِ تَعْلِيقَاتٍ لِنُقَدِّمَهَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نَسْمَحَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْ تَبْلُغَ قَلْبَنَا وَتُقَوِّيَ إِيمَانَنَا.
١١ وَلِتَحْقِيقِ هٰذَا ٱلْهَدَفِ، يَجِبُ أَنْ نُوَازِنَ عِنْدَ ٱلدَّرْسِ بَيْنَ حَاجَاتِنَا وَحَاجَاتِ ٱلْغَيْرِ. (في ١:٩، ١٠) فَحِينَ نَسْتَعِدُّ لِلْخِدْمَةِ أَوِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوْ أَحَدِ ٱلْمَوَاضِيعِ، كَثِيرًا مَا نَنْسَى حَاجَاتِنَا وَنُرَكِّزُ عَلَى حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ. إِلَيْكَ ٱلْإِيضَاحَ ٱلتَّالِيَ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلطَّبَّاخَ يَتَذَوَّقُ ٱلطَّعَامَ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَهُ، لٰكِنَّهُ لَا يَكْتَفِي بِهٰذِهِ ٱللُّقْمَاتِ. فَلِكَيْ يُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِهِ، عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُلَ بِٱنْتِظَامٍ وَجَبَاتٍ مُغَذِّيَةً. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ أَنْ نَسْعَى لِنُغَذِّيَ قَلْبَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يُشْبِعُ حَاجَتَنَا.
١٢، ١٣ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ كَثِيرُونَ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ؟
١٢ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يَخْدُمُونَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ يَسْتَفِيدُونَ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ ‹بِٱللُّغَةِ ٱلَّتِي وُلِدُوا فِيهَا›. (اع ٢:٨) حَتَّى ٱلْمُرْسَلُونَ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ لَنْ يَبْقَوْا أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا إِذَا ٱكْتَفَوْا بِمَا يَسْمَعُونَهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.
١٣ يَعْتَرِفُ أَلَانُ ٱلَّذِي يَتَعَلَّمُ ٱلْفَارِسِيَّةَ مُنْذُ ٨ سَنَوَاتٍ: «عِنْدَمَا أُحَضِّرُ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱلْفَارِسِيَّةِ، غَالِبًا مَا أُرَكِّزُ عَلَى ٱللُّغَةِ فَقَطْ. وَبِمَا أَنَّ فِكْرِي يَكُونُ مَشْغُولًا بِذٰلِكَ، لَا تَمَسُّ ٱلنِّقَاطُ ٱلرُّوحِيَّةُ قَلْبِي. لِذٰلِكَ أُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ بِٱنْتِظَامٍ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْأُخْرَى بِلُغَتِي ٱلْأُمِّ».
اُبْلُغْ قَلْبَ وَلَدِكَ
١٤ مِمَّ يَجِبُ أَنْ يَتَأَكَّدَ ٱلْوَالِدُونَ، وَلِمَاذَا؟
١٤ يَجِبُ أَنْ يَتَأَكَّدَ ٱلْوَالِدُونَ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تَبْلُغُ عُقُولَ وَقُلُوبَ أَوْلَادِهِمْ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ سِيرْج وَزَوْجَتِهِ مُورْيِيل. فَبَعْدَ أَنْ خَدَمَا أَكْثَرَ مِنْ ٣ سَنَوَاتٍ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ، لَاحَظَا أَنَّ ٱبْنَهُمَا ٱلْبَالِغَ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٧ سَنَةً لَمْ يَكُنْ يَتَمَتَّعُ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. تُخْبِرُ مُورْيِيل: «أَصْبَحَ يَنْزَعِجُ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ، مَعَ أَنَّهُ أَحَبَّ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْفَرَنْسِيَّةِ، لُغَتِهِ ٱلْأُمِّ». وَيُضِيفُ سِيرْج: «عِنْدَمَا أَدْرَكْنَا أَنَّ هٰذَا ٱلْوَضْعَ يَمْنَعُهُ مِنَ ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا، قَرَّرْنَا أَنْ نَعُودَ إِلَى جَمَاعَتِنَا ٱلسَّابِقَةِ».
١٥ (أ) أَيُّ عَامِلَيْنِ يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَهُمَا ٱلْوَالِدُونَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ؟ (ب) أَيَّةُ نَصِيحَةٍ تُقَدِّمُهَا ٱلتَّثْنِيَة ٦:٥-٧ لِلْوَالِدِينَ؟
١٥ وَأَيُّ عَامِلَيْنِ قَدْ يَدْفَعَانِ ٱلْوَالِدِينَ إِلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ يَفْهَمُهَا ٱلْأَوْلَادُ؟ أَوَّلًا، هَلْ لَدَيْهِمِ ٱلْوَقْتُ وَٱلطَّاقَةُ ٱلْكَافِيَانِ لِيَغْرِسُوا مَحَبَّةَ يَهْوَهَ فِي أَوْلَادِهِمْ وَيُعَلِّمُوهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لُغَةً جَدِيدَةً؟ ثَانِيًا، هَلْ يَتَمَتَّعُ أَوْلَادُهُمْ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلْأَجْنَبِيِّ؟ فِي حَالِ لَمْ يَتَوَفَّرْ هٰذَانِ ٱلْعَامِلَانِ، يُقَرِّرُ وَالِدُونَ كَثِيرُونَ أَنْ يَعُودُوا إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ يَفْهَمُهَا ٱلْأَوْلَادُ. وَقَدْ يُقَرِّرُونَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلْحَقْلِ ٱلْأَجْنَبِيِّ بَعْدَ أَنْ يَثْبُتَ أَوْلَادُهُمْ فِي ٱلْحَقِّ. — اقرإ التثنية ٦:٥-٧.
١٦، ١٧ مَاذَا يُسَاعِدُ بَعْضَ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ عَنْ يَهْوَهَ؟
١٦ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يَسْعَى وَالِدُونَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمُ ٱلْحَقَّ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ فِيمَا يَخْدُمُونَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ. مَثَلًا يَحْضُرُ شَارْل، أَبٌ لِثَلَاثِ بَنَاتٍ تَتَرَاوَحُ أَعْمَارُهُنَّ بَيْنَ ٩ وَ ١٣، فِي جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِٱللِّينْغَالِيَّةِ. يُوضِحُ: «قَرَّرْتُ أَنَا وَزَوْجَتِي أَنْ نَدْرُسَ مَعَهُنَّ وَنَعْقِدَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ بِلُغَتِنَا ٱلْأُمِّ. لٰكِنَّنَا نَعْقِدُ أَيْضًا جَلَسَاتِ تَمْرِينٍ وَنَلْعَبُ أَلْعَابًا بِٱللِّينْغَالِيَّةِ كَيْ يَتَعَلَّمْنَ ٱللُّغَةَ وَيَتَسَلَّيْنَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ».
١٧ وَيَجْتَهِدُ كِيفِن فِي تَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ لِٱبْنَتَيْهِ ٱلْبَالِغِ عُمْرُهُمَا ٥ وَ ٨ سَنَوَاتٍ. فَهُمَا لَا تَفْهَمَانِ كَامِلًا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱللُّغَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ. يُوضِحُ: «نَدْرُسُ أَنَا وَزَوْجَتِي مَعَ ٱبْنَتَيْنَا بِٱلْفَرَنْسِيَّةِ، لُغَتِهِمَا ٱلْأُمِّ. وَنَسْعَى لِنَحْضُرَ ٱجْتِمَاعًا بِٱلْفَرَنْسِيَّةِ كُلَّ شَهْرٍ. كَمَا نُخَطِّطُ لِنَأْخُذَ عُطْلَةً لِحُضُورِ ٱلْمَحَافِلِ ٱلسَّنَوِيَّةِ بِلُغَتِنَا ٱلْأُمِّ».
١٨ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْمَبْدَأُ فِي رُومَا ١٥:١، ٢ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُقَرِّرُوا ٱلْأَفْضَلَ لِأَوْلَادِهِمْ؟ (ب) أَيَّةُ ٱقْتِرَاحَاتٍ إِضَافِيَّةٍ قَدَّمَهَا بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٨ طَبْعًا، عَلَى كُلِّ عَائِلَةٍ أَنْ تُقَرِّرَ ٱلْأَفْضَلَ لِخَيْرِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلرُّوحِيِّ.[٢] (غل ٦:٥) تَعْتَرِفُ مُورْيِيلُ ٱلْمَذْكُورَةُ سَابِقًا أَنَّهَا هِيَ وَزَوْجَهَا لَزِمَ أَنْ يُضَحِّيَا بِتَفْضِيلَاتِهِمَا لِخَيْرِ ٱبْنِهِمَا ٱلرُّوحِيِّ. (اقرأ روما ١٥:١، ٢.) وَٱلْيَوْمَ، يَرَى سِيرْج أَنَّهُمَا ٱتَّخَذَا ٱلْقَرَارَ ٱلصَّحِيحَ. يَقُولُ: «بَعْدَمَا عُدْنَا إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِٱلْفَرَنْسِيَّةِ، تَقَدَّمَ ٱبْنُنَا رُوحِيًّا وَٱعْتَمَدَ. وَهُوَ ٱلْآنَ فَاتِحٌ عَادِيٌّ. حَتَّى إِنَّهُ يُفَكِّرُ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى فَرِيقٍ نَاطِقٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ».
اِكْنِزْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ فِي قَلْبِكَ
١٩، ٢٠ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ؟
١٩ تَتَوَفَّرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ بِمِئَاتِ ٱللُّغَاتِ. وَقَدْ رَتَّبَ يَهْوَهُ ذٰلِكَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ، حَتَّى ‹يَبْلُغَ شَتَّى ٱلنَّاسِ إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً›. (١ تي ٢:٤) فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱللُّغَةِ ٱلْأُمِّ تُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ أَنْ يُشْبِعُوا حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةَ.
٢٠ فَلْنُصَمِّمْ أَنْ نُغَذِّيَ قُلُوبَنَا بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْقَوِيِّ، مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا. وَدَرْسُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱنْتِظَامٍ بِلُغَتِنَا ٱلْأُمِّ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا وَرُوحِيَّاتِ عَائِلَتِنَا، وَأَنْ نَكْنِزَ أَقْوَالَ ٱللّٰهِ فِي قَلْبِنَا. — مز ١١٩:١١.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ٥) اَلْأَسْمَاءُ مُسْتَعَارَةٌ.
^ [٢] (اَلْفِقْرَةُ ١٨) لِتَجِدَ مَبَادِئَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُفِيدُ عَائِلَتَكَ، ٱنْظُرْ مَقَالَةَ «تَرْبِيَةُ ٱلْأَوْلَادِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ: اَلتَّحَدِّيَاتُ وَٱلْمُكَافَآتُ»، فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠٠٢ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.