مقالة الدرس ١٩
«مَلِكُ ٱلشَّمَالِ» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ
«فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، يُزَاحِمُ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ [مَلِكَ ٱلشَّمَالِ]». — دا ١١:٤٠.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٥٠ اُطْلُبُوا خَلَاصَ يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ مَاذَا تَكْشِفُ لَنَا نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
مَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ ٱلْقَرِيبُ لِشَعْبِ يَهْوَهَ؟ لَا دَاعِيَ أَنْ يُحَيِّرَنَا هٰذَا ٱلسُّؤَالُ. فَنُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُشْبِهُ نَافِذَةً تُرِينَا ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْمُهِمَّةَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلَّتِي سَتُؤَثِّرُ فِينَا جَمِيعًا. مَثَلًا، تُخْبِرُنَا ٱلنُّبُوَّةُ فِي دَانِيَال ١١ مَاذَا سَيَفْعَلُ عَدَدٌ مِنْ أَقْوَى ٱلْحُكُومَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهِيَ تَحْكِي قِصَّةَ مَلِكَيْنِ مُتَحَارِبَيْنِ: مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ. وَحَتَّى ٱلْآنَ، تَمَّ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ. لِذَا نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلْبَاقِيَ سَيَتِمُّ أَيْضًا.
٢ حَسَبَ ٱلتَّكْوِين ٣:١٥ وَٱلرُّؤْيَا ١١:٧ وَ ١٢:١٧، مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا فِيمَا نَدْرُسُ نُبُوَّةَ دَانِيَالَ؟
٢ كَيْ نَفْهَمَ ٱلنُّبُوَّةَ فِي دَانِيَال ١١، مُهِمٌّ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّهَا تُشِيرُ فَقَطْ إِلَى ٱلْمُلُوكِ وَٱلْحُكُومَاتِ ٱلَّذِينَ يُؤَثِّرُونَ مُبَاشَرَةً عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَمَعْ أَنَّ عَدَدَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ قَلِيلٌ جِدًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ، فَغَالِبًا مَا تَضْطَهِدُهُمُ ٱلدُّوَلُ ٱلْعَالَمِيَّةُ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ هَدَفَ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ هُوَ ٱلْقَضَاءُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (اقرإ التكوين ٣:١٥ والرؤيا ١١:٧؛ ١٢:١٧.) وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَيْضًا أَنَّ نُبُوَّةَ دَانِيَالَ تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَهَا بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ إِلَّا إِذَا قَارَنَّاهَا بِآيَاتٍ أُخْرَى.
٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٣ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ، سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ دَانِيَال ١١:٢٥-٣٩. وَسَنَعْرِفُ مَنْ كَانَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ مِنْ عَامِ ١٨٧٠ إِلَى ١٩٩١. وَسَنَرَى لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ فَهْمَنَا لِجُزْءٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ. أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، فَسَنُنَاقِشُ دَانِيَال ١١:٤٠–١٢:١. وَسَنُوضِحُ كَيْفَ تَغَيَّرَ فَهْمُنَا لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلَّتِي تُخْبِرُنَا عَنِ ٱلْفَتْرَةِ مِنْ عَامِ ١٩٩١ إِلَى هَرْمَجَدُّونَ. فِيمَا تَدْرُسُ هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ، رَاجِعِ ٱلْمَعْلُومَاتِ تَحْتَ عُنْوَانِ: «مَلِكَانِ مُتَحَارِبَانِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ». لٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا مَنْ هُمَا ٱلْمَلِكَانِ فِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ.
مَنْ هُمَا مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟
٤ أَيَّةُ عَوَامِلَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمَا مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟
٤ فِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ «مَلِكُ ٱلشَّمَالِ» وَ «مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ» يُمَثِّلَانِ قِوًى سِيَاسِيَّةً تَقَعُ شَمَالَ وَجَنُوبَ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّ ٱلْمَلَاكَ ٱلَّذِي نَقَلَ ٱلنُّبُوَّةَ قَالَ لِدَانِيَالَ: «جِئْتُ لِأَجْعَلَكَ تُمَيِّزُ مَا يُصِيبُ شَعْبَكَ». (دا ١٠:١٤) وَآنَذَاكَ، كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْحَرْفِيَّةُ هِيَ شَعْبَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخْتَارَ. لٰكِنْ مُنْذُ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، صَارَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ هُمْ شَعْبَ ٱللّٰهِ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَكْبَرَ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ فِي دَانِيَال ١١ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْحَرْفِيَّةِ، بَلْ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ. (اع ٢:١-٤؛ رو ٩:٦-٨؛ غل ٦:١٥، ١٦) وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، تَغَيَّرَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ. لٰكِنْ هُنَاكَ ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ لَمْ تَتَغَيَّرْ. أَوَّلًا، أَثَّرَ هٰذَانِ ٱلْمَلِكَانِ تَأْثِيرًا مُبَاشِرًا عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ. ثَانِيًا، أَظْهَرَتْ تَعَامُلَاتُهُمَا مَعْ هٰذَا ٱلشَّعْبِ أَنَّهُمَا يَكْرَهَانِ يَهْوَهَ. وَثَالِثًا، كَانَ هٰذَانِ ٱلْمَلِكَانِ يَتَنَافَسَانِ عَلَى ٱلسُّلْطَةِ.
٥ هَلْ كَانَ هُنَاكَ مَلِكُ شَمَالٍ وَمَلِكُ جَنُوبٍ بَيْنَ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ٢ بم وَأَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ١٩؟ أَوْضِحْ.
٥ فِي وَقْتٍ مَا خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ٢ بم، دَخَلَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُزَيَّفِينَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَبَدَأُوا يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ خَاطِئَةً وَيُخْفُونَ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ١٩، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَرِيقٌ مُنَظَّمٌ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُزَيَّفُونَ ٱلَّذِينَ يُشْبِهُونَ ٱلزِّوَانَ ٱزْدَادَ عَدَدُهُمْ كَثِيرًا وَلَمْ يَعُدْ يُعْرَفُ مَنْ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ. (مت ١٣:٣٦-٤٣) وَلِمَ تَهُمُّنَا هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَةُ؟ لِأَنَّهَا تَعْنِي أَنَّ مَا نَقْرَأُهُ عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمُلُوكِ أَوِ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلَّتِي كَانَ لَهَا سُلْطَةٌ فِي وَقْتٍ مَا مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ٢ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ١٩. فَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَرِيقٌ مُنَظَّمٌ مِنْ خُدَّامِ ٱللّٰهِ كَيْ يُهَاجِمُوهُ.b لٰكِنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكَ ٱلْجَنُوبِ كَانَا سَيَظْهَرَانِ مِنْ جَدِيدٍ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ ١٩. كَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟
٦ مَتَى صَارَ شَعْبُ يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ فَرِيقًا مُنَظَّمًا؟ أَوْضِحْ.
٦ مُنْذُ سَنَةِ ١٨٧٠، بَدَأَ شَعْبُ ٱللّٰهِ يُنَظَّمُ كَفَرِيقٍ. فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، بَدَأَ تْشَارْلْز رَصِل وَرِفَاقُهُ يَجْتَمِعُونَ مَعًا لِيَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. وَقَدْ لَعِبَ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ دَوْرَ ٱلرَّسُولِ ٱلَّذِي ‹أَعَدَّ ٱلطَّرِيقَ› لِتَأْسِيسِ مَمْلَكَةِ ٱلْمَسِيحِ. (مل ٣:١) وَهٰكَذَا صَارَ شَعْبُ يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ فَرِيقًا مُنَظَّمًا. وَهَلْ كَانَ هُنَاكَ آنَذَاكَ دُوَلٌ عَالَمِيَّةٌ لَهَا تَأْثِيرٌ مُبَاشِرٌ عَلَى خُدَّامِ ٱللّٰهِ؟ لِنُنَاقِشِ ٱلْجَوَابَ مَعًا.
مَنْ هُوَ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟
٧ مَنْ كَانَ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ حَتَّى وَقْتٍ مَا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٧ سَنَةَ ١٨٧٠، كَانَتْ بَرِيطَانِيَا قَدْ صَارَتْ أَكْبَرَ إِمْبَرَاطُورِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَأَعْظَمَ قُوَّةٍ عَسْكَرِيَّةٍ. وَفِي نُبُوَّةِ دَانِيَالَ، شُبِّهَتْ بِقَرْنٍ صَغِيرٍ تَغَلَّبَ عَلَى ثَلَاثَةِ قُرُونٍ أُخْرَى هِيَ فَرَنْسَا وَإِسْبَانِيَا وَهُولَنْدَا. (دا ٧:٧، ٨) وَلَعِبَتْ بَرِيطَانِيَا دَوْرَ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ حَتَّى وَقْتٍ مَا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى. وَخِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ نَفْسِهَا، صَارَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ أَعْظَمَ قُوَّةٍ ٱقْتِصَادِيَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ، وَبَدَأَتْ عَلَاقَتُهَا مَعْ بَرِيطَانِيَا تَقْوَى أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.
٨ مَنْ هُوَ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
٨ وَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، شَكَّلَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ وَبَرِيطَانِيَا تَحَالُفًا عَسْكَرِيًّا قَوِيًّا. وَصَارَتْ بَرِيطَانِيَا وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ. وَكَمَا أَنْبَأَ دَانِيَالُ، جَمَعَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ ‹جَيْشًا عَظِيمًا وَقَوِيًّا جِدًّا›. (دا ١١:٢٥) وَفِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَلْعَبُ ٱلتَّحَالُفُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيُّ دَوْرَ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ.c وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ؟
مَلِكُ ٱلشَّمَالِ يَظْهَرُ مِنْ جَدِيدٍ
٩ مَتَى ظَهَرَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مِنْ جَدِيدٍ، وَكَيْفَ تَمَّتْ دَانِيَال ١١:٢٥؟
٩ عَامَ ١٨٧١، أَيْ بَعْدَ سَنَةٍ مِنْ بِدَايَةِ ٱجْتِمَاعَاتِ رَصِل مَعْ رِفَاقِهِ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ظَهَرَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مِنْ جَدِيدٍ. فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، نَجَحَ أُوتُو فُون بِسْمَارْك فِي تَأْسِيسِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ. وَصَارَ مَلِكُ بْرُوسِيَا، وِلْهَلْمُ ٱلْأَوَّلُ، أَوَّلَ إِمْبَرَاطُورٍ فِيهَا، وَعَيَّنَ بِسْمَارْك مُسْتَشَارَهُ ٱلْأَوَّلَ.d وَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلتَّالِيَةِ، سَيْطَرَتْ هٰذِهِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ عَلَى بُلْدَانٍ فِي إِفْرِيقْيَا وَٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ، وَبَدَأَتْ تَتَحَدَّى بَرِيطَانِيَا. (اقرأ دانيال ١١:٢٥.) أَيْضًا، جَمَعَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْأَلْمَانِيَّةُ جَيْشًا عَظِيمًا، وَصَارَ لَدَيْهَا ثَانِي أَكْبَرِ أُسْطُولٍ بَحْرِيٍّ فِي ٱلْعَالَمِ. وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَتْ قُوَّتَهَا هٰذِهِ ضِدَّ أَعْدَائِهَا فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.
١٠ كَيْفَ تَمَّتْ دَانِيَال ١١:٢٥ب، ٢٦؟
١٠ وَيُخْبِرُ دَانِيَالُ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ وَقُوَّتِهَا ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. فَيَقُولُ إِنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ «لَا يَقُومُ»، أَيْ لَنْ يَصْمُدَ. لِمَاذَا؟ «لِأَنَّهُمْ يُدَبِّرُونَ عَلَيْهِ خُطَطًا وَٱلْآكِلُونَ مِنْ أَطْعِمَتِهِ ٱلْفَاخِرَةِ يَكُونُونَ وَرَاءَ ٱنْهِيَارِهِ». (دا ١١:٢٥ب، ٢٦أ) فِي أَيَّامِ دَانِيَالَ، كَانَ «ٱلْآكِلُونَ مِنْ أَطْعِمَةِ [ٱلْمَلِكِ] ٱلْفَاخِرَةِ» هُمُ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْقَصْرِ ٱلَّذِينَ يَقِفُونَ «أَمَامَ ٱلْمَلِكِ». (دا ١:٥) لِذَا تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ إِلَى مَسْؤُولِينَ مُهِمِّينَ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ سَاهَمُوا فِي ٱنْهِيَارِهَا، بِمَنْ فِيهِمْ جِنِرَالَاتٌ وَمُسْتَشَارُونَ عَسْكَرِيُّونَ تَحْتَ إِمْرَةِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ.e وَلَمْ تُخْبِرِ ٱلنُّبُوَّةُ عَنْ سُقُوطِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ فَقَطْ، بَلْ تَحَدَّثَتْ أَيْضًا عَنْ نَتِيجَةِ ٱلْحَرْبِ مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ. فَهِيَ قَالَتْ عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ: «أَمَّا جَيْشُهُ فَيُجْرَفُ، وَيَسْقُطُ كَثِيرُونَ قَتْلَى». (دا ١١:٢٦ب) وَهٰذَا مَا حَصَلَ بِٱلْفِعْلِ. فَفِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، «جُرِفَ» ٱلْجَيْشُ ٱلْأَلْمَانِيُّ وَ «سَقَطَ كَثِيرُونَ قَتْلَى». وَفِي ٱلْوَاقِعِ، قَتَلَتْ هٰذِهِ ٱلْحَرْبُ أُنَاسًا أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ حَرْبٍ وَقَعَتْ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ.
١١ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟
١١ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْفَتْرَةِ قَبْلَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، تَذْكُرُ دَانِيَال ١١:٢٧، ٢٨ أَنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكَ ٱلْجَنُوبِ سَوْفَ «يَتَكَلَّمَانِ بِٱلْكَذِبِ عَلَى مَائِدَةٍ وَاحِدَةٍ». وَتُخْبِرُ أَيْضًا أَنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ سَيَجْمَعُ ‹أَمْلَاكًا جَزِيلَةً›. وَمَرَّةً أُخْرَى، تَحَقَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ. فَقَدْ تَكَلَّمَتْ أَلْمَانِيَا وَبَرِيطَانِيَا عَنِ ٱلسَّلَامِ بَيْنَهُمَا. لٰكِنَّ ٱلْحَرْبَ ٱلَّتِي بَدَأَتْ عَامَ ١٩١٤ فَضَحَتْ كِذْبَهُمَا. وَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ هٰذِهِ ٱلْحَرْبَ، زَادَ غِنَى أَلْمَانِيَا وَصَارَتْ ثَانِيَ قُوَّةٍ ٱقْتِصَادِيَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ. وَإِتْمَامًا لِدَانِيَال ١١:٢٩ و٣٠َأ، تَحَارَبَتْ أَلْمَانِيَا مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ وَهُزِمَتْ.
اَلْمَلِكَانِ يَضْطَهِدَانِ شَعْبَ ٱللّٰهِ
١٢ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
١٢ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ فَصَاعِدًا، يَشْتَدُّ ٱلصِّرَاعُ بَيْنَ ٱلْمَلِكَيْنِ وَيَضْطَهِدَانِ شَعْبَ ٱللّٰهِ بِقَسْوَةٍ. فَفِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، ٱضْطَهَدَتِ ٱلْحُكُومَتَانِ ٱلْأَلْمَانِيَّةُ وَٱلْبَرِيطَانِيَّةُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْحَرْبِ. وَمِثْلَمَا أَنْبَأَتِ ٱلرُّؤْيَا ١١:٧-١٠، سَجَنَتِ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ أَخَذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.
١٣ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ فِي ٱلثَّلَاثِينَاتِ وَخَاصَّةً فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ؟
١٣ بَعْدَ ذٰلِكَ، فِي ثَلَاثِينَاتِ ٱلْـ ١٩٠٠ وَخَاصَّةً فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، هَاجَمَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ شَعْبَ ٱللّٰهِ بِشَرَاسَةٍ. فَعِنْدَمَا ٱسْتَلَمَ ٱلْحِزْبُ ٱلنَّازِيُّ ٱلْحُكْمَ فِي أَلْمَانِيَا، حَظَرَ هِتْلِر وَأَتْبَاعُهُ عَمَلَ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَقَتَلُوا حَوَالَيْ ٥٠٠,١ شَاهِدٍ وَأَرْسَلُوا ٱلْآلَافَ إِلَى مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ أَنْبَأَ عَنْهَا دَانِيَالُ. فَهُوَ قَالَ إِنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ ‹سَيُدَنِّسُ ٱلْمَقْدِسَ وَيُزِيلُ ٱلذَّبِيحَةَ ٱلدَّائِمَةَ›. وَهٰذَا مَا حَدَثَ حِينَ مَنَعَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَبِّحُوا إِلٰهَهُمْ عَلَانِيَةً. (دا ١١:٣٠ب، ٣١أ) حَتَّى إِنَّ هِتْلِر أَقْسَمَ أَنْ يُبِيدَ شَعْبَ ٱللّٰهِ فِي أَلْمَانِيَا.
مَلِكُ شَمَالٍ جَدِيدٌ
١٤ مَنْ صَارَ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، وَلِمَاذَا؟
١٤ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، ٱسْتَوْلَتْ حُكُومَةُ ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلشُّيُوعِيَّةُ عَلَى مَنَاطِقَ وَاسِعَةٍ كَانَتْ تَحْتَ سَيْطَرَةِ أَلْمَانِيَا. وَمِثْلَ ٱلْحِزْبِ ٱلنَّازِيِّ ٱلْمُسْتَبِدِّ، ٱضْطَهَدَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ وَحُلَفَاؤُهُ بِقَسْوَةٍ كُلَّ مَنِ ٱعْتَبَرَ عِبَادَةَ يَهْوَهَ أَهَمَّ مِنْ إِطَاعَةِ ٱلدَّوْلَةِ طَاعَةً مُطْلَقَةً. وَهٰكَذَا صَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ وَحُلَفَاؤُهُ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ.
١٥ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلثَّانِيَةُ؟
١٥ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنِ ٱنْتِهَاءِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، شَنَّ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ ٱلْجَدِيدُ، ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ وَحُلَفَاؤُهُ، هُجُومًا شَرِسًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَمِثْلَمَا أَنْبَأَتِ ٱلرُّؤْيَا ١٢:١٥-١٧، حَظَرَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ وَنَفَى آلَافَ ٱلشُّهُودِ إِلَى سَيْبِيرِيَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، مُنْذُ بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يُخْرِجُ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ ‹نَهْرًا› مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ، مُحَاوِلًا أَنْ يُوقِفَ عَمَلَ شَعْبِ ٱللّٰهِ.f
١٦ كَيْفَ تَمَّمَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ دَانِيَال ١١:٣٧-٣٩؟
١٦ اقرأ دانيال ١١:٣٧-٣٩. تَمَّمَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ. فَهُوَ لَمْ «يَعْبَأْ بِإِلٰهِ آبَائِهِ»، أَيْ لَمْ يُظْهِرْ لَهُ أَيَّ ٱحْتِرَامٍ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ أَرَادَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ. فَحَاوَلَ أَنْ يُضْعِفَ سُلْطَتَهَا. فَمُنْذُ سَنَةِ ١٩١٨، أَصْدَرَتِ ٱلْحُكُومَةُ ٱلسُّوفْيَاتِيَّةُ قَرَارًا أَدَّى إِلَى تَعْلِيمِ ٱلْإِلْحَادِ فِي ٱلْمَدَارِسِ. وَكَيْفَ مَجَّدَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ «إِلٰهَ ٱلْحُصُونِ»؟ صَرَفَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ أَمْوَالًا هَائِلَةً كَيْ يُقَوِّيَ جَيْشَهُ وَيُصَنِّعَ آلَافَ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلنَّوَوِيَّةِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، صَارَ لَدَى مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ لِقَتْلِ بَلَايِينِ ٱلنَّاسِ.
اَلْعَدُوَّانِ يَتَعَاوَنَانِ مَعًا
١٧ مَا هِيَ «ٱلرِّجْسَةُ ٱلْمُخَرِّبَةُ»؟
١٧ تَعَاوَنَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ. فَقَدْ أَقَامَا «ٱلرِّجْسَةَ ٱلْمُخَرِّبَةَ». (دا ١١:٣١) وَهٰذِهِ «ٱلرِّجْسَةُ» هِيَ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ.
١٨ لِمَ تُوصَفُ مُنَظَّمَةُ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بِأَنَّهَا «رِجْسَةٌ مُخَرِّبَةٌ»؟
١٨ تُوصَفُ مُنَظَّمَةُ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بِأَنَّهَا «رِجْسَةٌ» لِأَنَّهَا تَضَعُ نَفْسَهَا مَكَانَ مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ. فَهِيَ تَدَّعِي أَنَّهَا سَتَجْلُبُ ٱلسَّلَامَ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلَّذِي لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَجْلُبَهُ إِلَّا مَمْلَكَةُ ٱللّٰهِ. وَتَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ ٱلرِّجْسَةَ سَتَكُونُ «مُخَرِّبَةً»، لِأَنَّ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُتَّحِدَةَ سَتَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي تَدْمِيرِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللّٰهَ. — اُنْظُرْ «مَلِكَانِ مُتَحَارِبَانِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ».
لِمَ تَهُمُّنَا هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ؟
١٩-٢٠ (أ) لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَعْرِفَ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالٍ سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ تَهُمُّنَا لِأَنَّهَا تُؤَكِّدُ أَنَّ جُزْءًا مِنْ نُبُوَّةِ دَانِيَالَ عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ قَدْ تَمَّ مِنْ عَامِ ١٨٧٠ إِلَى ١٩٩١. وَهٰذَا دَلِيلٌ أَنَّ بَاقِيَ ٱلنُّبُوَّةِ سَيَتِمُّ أَيْضًا.
٢٠ وَكَمَا ذَكَرْنَا، ٱنْهَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ عَامَ ١٩٩١. فَمَنْ صَارَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ؟ سَنَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٨ لِنَثْبُتْ فِي ٱحْتِمَالِنَا
a تُظْهِرُ ٱلْأَدِلَّةُ أَنَّ نُبُوَّةَ دَانِيَالَ عَنْ «مَلِكِ ٱلشَّمَالِ» وَ «مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ» لَا تَزَالُ تَتِمُّ فِي أَيَّامِنَا. فَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةُ؟ وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَفْهَمَ تَفَاصِيلَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟
b بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، لَمْ يَعُدْ مُلَائِمًا أَنْ نَقُولَ إِنَّ ٱلْإِمْبَرَاطُورَ ٱلرُّومَانِيَّ أُورِيلِيَان (٢٧٠-٢٧٥ بم) لَعِبَ دَوْرَ «مَلِكِ ٱلشَّمَالِ»، أَوْ إِنَّ ٱلْمَلِكَةَ زَنُوبِيَا (٢٦٧-٢٧٢ بم) لَعِبَتْ دَوْرَ «مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ». وَهٰذَا تَعْدِيلٌ لِمَا ذُكِرَ سَابِقًا فِي ٱلْفَصْلَيْنِ ١٣ وَ ١٤ مِنْ كِتَابِ اِنْتَبِهُوا لِنُبُوَّةِ دَانِيَالَ!.
c اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: «اَلدَّوْلَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةُ فِي نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».
d عَامَ ١٨٩٠، عَزَلَ ٱلْقَيْصَرُ وِلْهَلْمُ ٱلثَّانِي بِسْمَارْك عَنْ مَنْصِبِهِ.
e سَاهَمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسْؤُولُونَ بِعِدَّةِ طُرُقٍ فِي ٱنْهِيَارِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ. مَثَلًا، تَوَقَّفُوا عَنْ دَعْمِ ٱلْقَيْصَرِ، سَرَّبُوا مَعْلُومَاتٍ سِرِّيَّةً عَنْ خَسَائِرِ ٱلْحَرْبِ، وَأَجْبَرُوا ٱلْقَيْصَرَ أَنْ يَتَخَلَّى عَنِ ٱلْعَرْشِ.
f تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي دَانِيَال ١١:٣٤ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ تَحْتَ حُكْمِ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ سَيَرْتَاحُونَ قَلِيلًا مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ. وَهٰذَا حَصَلَ مَثَلًا حِينَ ٱنْهَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ عَامَ ١٩٩١.