الفصل الثالث عشر
«نادوا بهذا بين الامم»
١ لماذا يمكن تشبيه تكلُّم يهوه مع نبيّه بزئير الاسد؟
هل سمعت مرة اسدا يزأر؟ يُقال ان صوت الاسد اعلى من صوت آلة ثقب الصخور. فماذا تفعل اذا سمعت زئير اسد قريب منك يشقّ سكون الليل؟ لا شك انك تتّخذ اجراء دونما تأخير. استخدم عاموس، احد الانبياء الاثني عشر الذين نتأمل في كتاباتهم، هذا التشبيه حين قال: «الاسد قد زأر! فمَن لا يخاف؟ السيد الرب يهوه قد تكلم! فمَن لا يتنبأ؟». (عاموس ٣:٣-٨) فإذا سمعت يهوه نفسه يتكلم، فهل تتجاوب كما تجاوب عاموس؟ لقد اتّخذ عاموس اجراء فوريا وتنبأ على امة اسرائيل ذات العشرة اسباط.
٢ (أ) كيف يمكنك الاقتداء بعاموس في إتمام تفويضه بالتنبؤ؟ (ب) ماذا سنناقش في هذا الفصل؟
٢ ولكن ربما تقول: ‹انا لست نبيا!›. فقد تشعر بعدم الاهلية لأنك لم تنل تدريبا متخصصا لتصير نبيا. في هذه الحال، تذكّر عاموس. فعندما تَواجه مع الكاهن عابد البعل امصيا، قال: «ما انا بنبي، ولا انا ابن نبي، انما انا راعٍ وواخز جميز». (عاموس ٧:١٤) ولكن رغم خلفيته المتواضعة، كان مستعدا لإتمام تفويضه كنبي ليهوه. فماذا عنك؟ هل تدرك انك مكلَّف بمهمة تشبه من بعض النواحي مهمة الانبياء الاثني عشر؟ وهذه المهمة هي إعلان رسالة اللّٰه لأيامنا، إضافة الى التعليم والتلمذة. فما هي نظرتك الى هذا التعيين البالغ الاهمية؟ ما هي الرسالة التي يجب ان تنادي بها بين الامم؟ الى ايّ حد تعمل بدأب في إتمام هذا التعيين وهل تقوم به على اكمل وجه؟ وماذا يحدِّد هل انت ناجح في عملك ام لا؟ لنناقش الآن هذه الاسئلة.
‹عجول شفتيك›
٣ كيف يمكنك ان تقوم بعمل مماثل لعمل الانبياء الذين ندرس كتاباتهم؟
٣ هل تقوم بعمل مماثل فعلا لعمل الانبياء؟ أنت لم تسمع الاسد يزأر، اي ان يهوه لم يوحِ اليك بشيء بطريقة مباشرة. ولكنك سمعت من كلمته، الكتاب المقدس، الرسالة الملحّة عن يومه الوشيك. وكما ذكرنا في الفصل الاول من هذا الكتاب، تحمل الكلمة «نبي» عدة معانٍ. فرغم انك لست نبيّا كعاموس او غيره من الانبياء قديما، يمكنك ان تجاهر بما سيحدث في المستقبل. كيف ذلك؟ بإعلان الرسائل النبوية التي درستها من خلال صفحات الاسفار المقدسة، بما فيها رسائل اسفار الانبياء الاثني عشر. والآن هو الوقت لفعل ذلك.
٤ بأيّ معنى تتمّ اليوم النبوة في يوئيل ٢:٢٨-٣٢؟
٤ من ناحية اخرى، اخبر يهوه اللّٰه النبي يوئيل انه سيأتي وقت حين يتنبأ، اذا جاز التعبير، شتى البشر. فقد قال: «يكون بعد ذلك اني اسكب روحي على شتى البشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم احلاما، ويرى شبانكم رؤى». (يوئيل ٢:٢٨-٣٢) وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، طبّق الرسول بطرس هذا المقطع على سكب الروح القدس على المجتمعين في عليّة في اورشليم وعلى كرازتهم اللاحقة ‹بعظائم اللّٰه›. (اعمال ١:١٢-١٤؛ ٢:١-٤، ١١، ١٤-٢١) والآن لنفكر في ايامنا. فالاتمام الرئيسي لنبوة يوئيل يحدث منذ اوائل القرن العشرين. فالمسيحيون الممسوحون بالروح — ذكورا وإناثا، شبانا وشيوخا — ابتدأوا ‹بالتنبؤ›، اي بإعلان «عظائم اللّٰه» التي تشمل بشارة الملكوت الذي تأسس في السماء.
٥ (أ) ايّ امتياز نحظى به جميعا؟ (ب) ماذا يشمل تقريب ‹عجول شفتيك›، ولماذا يُعتبر ذلك امتيازا؟
٥ ورغم ان ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر› ليسوا ابناء اللّٰه المولودين بالروح القدس، فهم يقولون لأتباع يسوع المسيح الممسوحين: «نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم». (رؤيا ٧:٩؛ يوحنا ١٠:١٦؛ زكريا ٨:٢٣) فسواء كان لديك رجاء بالحياة الابدية في السماء او على الارض، فأنت تحظى بامتياز تقريب ‹عجول شفتيك›. (هوشع ١٤:٢) فماذا تعني هذه العبارة الواردة في نبوة هوشع؟ يقول عالم الكتاب المقدس ك. ف. كايل: «كانت العجول . . . افضل حيوانات لتقديمها كذبائح شكر». وقد أشار الرسول بولس الى هوشع ١٤:٢ حين كتب: «لنقرِّب به في كل حين ذبيحة تسبيح للّٰه، اي ثمر شفاه تعلن اسمه جهرا». (عبرانيين ١٣:١٥) نعم، تشير عبارة «عجول شفاهنا» الى افضل ما تتفوه به شفاهنا، الكلمات التي ننطق بها تسبيحا ليهوه.
٦ لماذا ينبغي ان نفحص نوعية ذبائح التسبيح التي نقدِّمها؟
٦ وأنت تقدِّم ذبائح تسبيح ليهوه عندما تقدِّم له صلوات نابعة من القلب، تعلِّق في الاجتماعات المسيحية بعبارات تنمّ عن تقديرك له، وتتكلم مع الآخرين بحماسة في الخدمة العامة. ولكن يجب ان يسأل كلٌّ منا نفسه: ‹ما هي نوعية تقدمتي عندما اقوم بهذه النشاطات؟›. لا شك ان ما تعلمتَه جعلك تحتقر الكهنة في ايام ملاخي الذين قرّبوا بكل وقاحة حيوانات معيبة الى مذبح اللّٰه. وقد اضطر يهوه بواسطة ملاخي ان يلفت نظرهم الى نوعية ذبائحهم الرديئة لأنهم لم يشعروا انهم يحتقرون مائدة يهوه. (ملاخي ١:٨) نحن ايضا، يحسن بنا ان نفحص نوعية ذبائحنا لنتأكد انها افضل ما لدينا وأن ليس فيها ايّ عيب.
الرسالة التي يجب المناداة بها
٧ ايّ وجه من رسالتنا تتطلب المناداة به الشجاعة؟
٧ ان تقريب «عجول شفاهنا» في الخدمة يتطلب الشجاعة. وذلك لأن الرسالة التي نعلنها للناس لها وجهان، وأحدهما لا يستسيغ الناس حتما سماعه. قال النبي يوئيل لشعب اللّٰه: «نادوا بهذا بين الامم: ‹قدّسوا حربا، أنهِضوا الاقوياء، ليتقدم ويصعد جميع رجال الحرب›». (يوئيل ٣:٩) وفي الانطباق العصري، تشكِّل هذه الكلمات تحدّيا كبيرا للامم. فهي إعلان عن حرب يهوه البارّة على الذين يتحدّونه. وفي حين ان يهوه يوصي شعبه ان ‹يطبعوا سيوفهم سككا ورماحهم مناجل›، فهو يقول للامم المعادية ان ‹يطبعوا سككهم سيوفا ومناجلهم رماحا›. (ميخا ٤:٣؛ يوئيل ٣:١٠) نعم، يجب ان يستعد اعداء اللّٰه لمواجهة خالق الكون في الحرب. ولا شك ان نقل رسالة كهذه ليس بأمر يبعث الطمأنينة في النفوس.
٨ لماذا تُشبَّه «بقية يعقوب» بأسد؟
٨ في رسالة النبي ميخا، يُشبَّه الذين يقرِّبون ‹عجول شفاههم› بأسد. كتب قائلا: «تكون بقية يعقوب بين الامم . . . كأسد بين بهائم الغابة وكشبل بين قطعان الغنم، اذا عبَر يدوس ويفترس وليس من منقذ». (ميخا ٥:٨) ولماذا هذا التشبيه ملائم؟ لأن شعب اللّٰه في ايامنا، الذين تتولى البقية الممسوحة القيادة بينهم، يجب ان يُعربوا عن شجاعة شبيهة بشجاعة الاسد عند المناداة بالرسالة التحذيرية للامم.a
٩ (أ) متى يلزم ان تعرب عن شجاعة كشجاعة الاسد؟ (ب) كيف يمكنك ان تكون شجاعا عند مواجهة المقاومة او اللامبالاة؟
٩ فهل تتحلى انت بشجاعة الاسد في المناداة بالوجه التحذيري من الرسالة؟ قد تحتاج الى شجاعة كهذه ليس فقط عندما تمثل امام رجال السلطة، بل ايضا حين تتحدث الى رفقائك في المدرسة او زملائك في العمل او اقربائك غير المؤمنين. (ميخا ٧:٥-٧؛ متى ١٠:١٧-٢١) فكيف يمكنك استجماع الشجاعة عند مواجهة المقاومة او اللامبالاة؟ لاحِظ كيف استطاع ميخا إنجاز المهمة الصعبة ان يحذِّر من دمار السامرة وأورشليم: «اما انا فقد امتلأت قوة من روح يهوه، وعدلا واقتدارا، لأخبر يعقوب بعصيانه وإسرائيل بخطيته». (ميخا ١:١، ٦؛ ٣:٨) انت ايضا يمكنك ان ‹تمتلئ قوة› لأن بإمكانك ان تنال مقدارا كبيرا من روح اللّٰه الذي يمدّك بالقوة. (زكريا ٤:٦) فبالاتكال على اللّٰه في الصلاة، ستتمكن من إعلان الكلمات التي تجعل الآذان تطنّ. — ٢ ملوك ٢١:١٠-١٥.
١٠ كيف يمكننا الاقتداء بصفنيا عند المناداة بالرسالة عن «يوم يهوه»؟
١٠ الى جانب الشجاعة، يلزم ان تكون لبِقا ايضا حين تنادي برسالة التحذير للناس. فيلزم ان نكون ‹مترفقين [او ‹لبقين›] نحو الجميع› حتى عندما نعلن الرسالة عن «يوم يهوه» الوشيك. (٢ تيموثاوس ٢:٢٤؛ حاشية الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد، بشواهد [بالانكليزية]؛ يوئيل ٢:١، ١١؛ صفنيا ١:١٤) في هذا المجال ايضا، يمكننا ان نتعلم من الانبياء الاثني عشر. فرغم انهم تحلّوا بالجرأة عند اعلان رسائل الدينونة من يهوه، فقد كانوا ايضا مراعين لمشاعر مستمعيهم. على سبيل المثال، لم يتردد النبي صفنيا في التكلم بجرأة مع الرؤساء (او النبلاء) القساة في ايامه. لكنه لم يأتِ على ذكر الملك يوشيا الامين في معرض انتقاده. (صفنيا ١:٨) فهل يمكننا نحن ايضا مساعدة الناس عند إعلان رسالة التحذير باعتبارهم خرافا محتمَلين، دون ان ننظر اليهم نظرة سلبية؟ — متى ٢٥:٣٢-٣٤.
١١ (أ) ما هو الوجه الثاني من الرسالة التي نحملها؟ (ب) كيف يمكنك الاقتداء بالانبياء الاثني عشر عند المناداة بيوم يهوه؟
١١ وما هو الوجه الثاني من الرسالة التي نحملها؟ يمكننا ايجاد الجواب في ميخا الاصحاح ٥. نقرأ هناك: «تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند يهوه، كالغيوث على العشب التي لا ترجو انسانا ولا تنتظر بني آدم». (ميخا ٤:١؛ ٥:٧) فلأن «بقية» يعقوب (اسرائيل) الروحي وعشراءهم يجلبون اليوم البشارة ‹لشعوب كثيرين›، فهم يُشبَّهون ‹بندى منعش من عند يهوه› و «غيوث على العشب». وعن هذا الوجه الثاني من رسالتنا بإمكاننا تعلُّم الكثير من الاسفار الاثني عشر الاخيرة من الاسفار العبرانية، وذلك لأن هؤلاء الانبياء لم ينادوا بالدمار فحسب بل بالردّ ايضا. فهل تركِّز في خدمتك على الوجه الايجابي من الرسالة عن يوم يهوه؟
كيف تنادي بهذه الرسالة؟
١٢، ١٣ (أ) لماذا يُشبَّه شعب اللّٰه بأسراب من الحشرات؟ (ب) ماذا تشعر حين تقرأ يوئيل ٢:٧، ٨؟
١٢ كيف تنادي بهذه الرسالة ذات الوجهين؟ شبَّه النبي يوئيل العمل الذي يقوم به شعب اللّٰه بسلسلة ضربات تجلبها حشرات، بما فيها الجراد. (يوئيل ١:٤) ولكن لماذا يُشبَّه شعب يهوه بأسراب من الحشرات؟ لأن اللّٰه في يوئيل ٢:١١ يعتبر ان هذه الحشرات هي «جيشه». (في سفر الرؤيا ايضا، يمثَّل شعب اللّٰه بالجراد. انظر رؤيا ٩:٣، ٤.) ويشبِّه يوئيل عمل الحشرات بنار ملتهمة. فخلال الاجتياح الذي تقوم به، يتحول ما يبدو «كجنة عدن» الى «برية موحشة». (يوئيل ٢:٢، ٣) فكيف تُظهِر انك تدرك مغزى نبوة يوئيل؟
١٣ فكِّر الى ايّ حد تقوم هذه المخلوقات الصغيرة بعملها بدأب وعلى اكمل وجه. يعبِّر يوئيل عن هذه الفكرة قائلا: «كالجبابرة يركضون. كرجال الحرب يصعدون السور. كلٌّ منهم يسير في طريقه، ولا يغيّرون سبلهم. لا يزاحم بعضهم بعضا. يسيرون كرجل في طريقه، وإذا سقط بعضهم بين الحراب، لا يتوقف الآخرون». (يوئيل ٢:٧، ٨) فما من «سور» مقاومة يعيقها ويوقف الضربات التي تجلبها. حتى «اذا سقط بعضهم بين الحراب»، كما حدث مع المسيحيين الاولياء الذين اعدمهم الاعداء الظالمون، يتابع آخرون العمل بدلا منهم ويتمّمون المهمة التي عيّنها يهوه لهم. فهل انت مصمِّم ان تثابر على القيام بتعيين المناداة بيوم يهوه حتى يقول اللّٰه انه أُنجز؟ ولربما انت تتابع العمل بدلا من بعض المسيحيين الامناء الذين ماتوا.
١٤ كيف يمكنك ان تكون دؤوبا في عمل الكرازة وتقوم به على اكمل وجه؟
١٤ ان الدرس الذي نتعلمه من نبوة يوئيل هو ضرورة القيام بعمل الكرازة بدأب وعلى اكمل وجه. فكيف يمكنك انت شخصيا ان تعرب عن هذه الروح الموصوفة في هذه النبوة؟ بالاشتراك في الخدمة من بيت الى بيت ثم العودة لتعليم الذين اظهروا الاهتمام. وعليك ايضا العودة الى البيوت التي لم تجد فيها احدا. وهكذا تبرهن انك تدرك مغزى هذه النبوة. وعندما تشهد للناس في الشارع، قد تتمكن من التحدث مع اشخاص لا تستطيع بلوغهم بطريقة اخرى. كما ان هنالك مجالا آخر: مساعدة الناس الذين يتوافدون من بلدان اخرى الى منطقتك.b فهل انت متيقظ لكل هذه الفرص، اذ تكون دؤوبا في عمل الكرازة اليوم وتقوم به على اكمل وجه؟
ماذا يحدِّد نجاحك؟
١٥ ما هو الجدير بالذكر بشأن تجاوب الناس مع رسائل الانبياء الاثني عشر؟
١٥ كيف يتجاوب الناس مع الرسالة عن يوم يهوه المخوف؟ لا ينبغي ان تستغرب اذا واجهت المقاومة او اللامبالاة. فهذا ما واجهه كثيرون من انبياء اللّٰه، الذين نقل معظمهم رسائل تحذيرية قوية. (ارميا ١:١٧-١٩؛ ٧:٢٧؛ ٢٩:١٩) رغم ذلك، حصد عدد منهم نتائج جيدة. فخمسة منهم على الاقل — يونان، ميخا، صفنيا، حجاي، وزكريا — استطاعوا ان يدفعوا قلوب البعض الى التوبة عن خطاياهم الماضية وتغيير مسلكهم.
١٦ كيف اثمرت جهود النبي ميخا؟
١٦ مثلا، دفع عمل النبي صفنيا كما يبدو الملك يوشيا الى إعادة إحياء العبادة النقية. كما ان ميخا نادى بجرأة برسالة دينونة على رؤوس يهوذا، فاندفع الملك حزقيا الى العمل بمقتضى كلمات ميخا. (ميخا ٣:١-٣) ومن المثير للاهتمام ان بعض الشيوخ في ايام ارميا اشاروا الى تجاوب الملك حزقيا كمثال جيد عندما قالوا انه «خاف يهوه وشرع يستعطف وجه يهوه». (ارميا ٢٦:١٨، ١٩؛ ٢ ملوك ١٨:١-٤) وبقيادة حزقيا، احتفل شعب يهوذا وبعض من سكان المملكة الشمالية بعيد الفصح وعيد الفطير، حتى انهم مدّدوا العيد اسبوعا اضافيا. وماذا نتج عن عودتهم الى العبادة الحقة؟ يقول الكتاب المقدس: «كان فرح عظيم في اورشليم». (٢ اخبار الايام ٣٠:٢٣-٢٦) فميخا كان قد ابتدأ بإعلان رسالة دينونة اللّٰه على الامة المرتدة بقيادة الملك آحاز. لكنه حصد ثمر تعبه حين تجاوب حزقيا بن آحاز مع رسالته.
١٧ ايّ امر تمكّن حجاي وزكريا من إنجازه؟
١٧ لنأخذ ايضا مثال النبيَّين حجاي وزكريا. فقد خدما اليهود العائدين من الاسر الذين صاروا لامبالين وأنانيين. (حجاي ١:١، ٢؛ زكريا ١:١-٣) عندما ابتدأ هذان النبيّان تعيينهما، كانت قد مرت ١٦ سنة على وضع اساس الهيكل. وكان الناس ‹يسارعون كل واحد من اجل منزله› فيما بيت يهوه «خراب». فقال حجاي لليهود: «‹تشددوا يا كل شعب الارض›، يقول يهوه، ‹واعملوا›». وماذا حدث بعدئذ؟ «نبّه» يهوه روح الوالي زربابل، رئيس الكهنة يشوع، و «كل الباقين من الشعب». وهكذا، تمكّنوا من إنهاء العمل في الهيكل. — حجاي ١:٩، ١٢، ١٤؛ ٢:٤.
١٨، ١٩ (أ) كيف يتجاوب الناس في بعض البلدان مع المناداة بيوم يهوه؟ (ب) كيف تتجاوب مع الحاجة الى إعلان رسالة التحذير لجميع الناس؟
١٨ ان معظم الانبياء الاثني عشر اعلنوا رسائل لأمة منتذرة ليهوه. اما نحن، فقد نكرز لأشخاص لا يعرفون البتة الاله الحق. رغم ذلك، بإمكاننا ان نتعلم درسا من النتائج التي حصدها هؤلاء الانبياء من نشاطهم. ففي ايامنا ايضا، يتجاوب اشخاص في مقاطعات عديدة مع الرسالة الملحّة عن يوم يهوه. ونحن نحصد نتائج كالتي تنبأ بها زكريا حين قال: «تنضم امم كثيرة الى يهوه في ذلك اليوم، فيكونون لي شعبا، وأنا اسكن في وسطكِ». (زكريا ٢:١١) فشعب اللّٰه يلقى في الوقت الحاضر التجاوب بين «امم كثيرة». (رؤيا ٧:٩) انبأ زكريا: «تأتي شعوب كثيرة وأمم قوية ليطلبوا يهوه الجنود في اورشليم ويستعطفوا وجه يهوه». وهو يصفهم بأنهم «عشرة رجال من جميع لغات الامم» يتمسكون بذيل اسرائيلي روحي، قائلين: «نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم». — زكريا ٨:٢٠-٢٣.
١٩ لاحِظ الاشارة الى «جميع لغات الامم». فالكتاب المقدس والمطبوعات المؤسسة عليه تُترجم بلغات كثيرة، وشهود يهوه يدرِّبون خداما ليعلِّموا اشخاصا من «جميع لغات الامم». (متى ٢٨:١٩، ٢٠؛ اعمال ١:٨) وربما تكون انت قد تعلّمت لغة اخرى لتساعد الذين يتكلمون هذه اللغة في منطقتك. ويتطوّع عدد كبير من الاشخاص لتعلُّم لغة جديدة او اثنتين والانتقال الى بلدان حيث يتجاوب كثيرون بحماسة مع البشارة. فهل في مقدورك الانتقال الى مقاطعات مثمرة كهذه و ‹المناداة بيوم يهوه بين الامم›؟ فكِّر في هذا الامر بروح الصلاة. وإذا كانت لديك عائلة، فناقش هذا الموضوع تكرارا معهم، مبقيا هذا الهدف نصب اعين اولادك.
٢٠ ايّ موقف لفت يهوه الانتباه اليه في ما يتعلق بشعب نينوى؟
٢٠ كان يونان نبيًّا آخر اصغى اليه احد الشعوب الذين اعتُبروا انهم لن يتجاوبوا على الارجح مع رسالته. فشعب نينوى، حتى الملك نفسه، تجاوبوا مع رسالة يونان وآمنوا بيهوه. سأل اللّٰه: «أفلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة، التي يوجد فيها اكثر من مئة وعشرين ألفا من الناس لا يعرفون يمينهم من يسارهم؟». (يونان ٤:١١) فكِّر في علاقة هذه الكلمات بما يدفعك الى المناداة بيوم يهوه المخوف للآخرين. فهل تشعر بأنك مدين ليهوه لأنه انقذك بواسطة الفدية؟ هل لديك شعور بالمسؤولية كخادم منتذر ليهوه؟ (١ كورنثوس ٩:١٦، ١٧) انهما لسببان وجيهان للمناداة بيوم يهوه. إضافة الى ذلك، هل ‹تشفق› على الناس الذين تنادي لهم بيوم يهوه؟ لا شك انك ستشعر بفرح غامر حين تُظهر الرحمة اقتداء باللّٰه فتندفع الى التحدث مع الناس عن ذلك اليوم!
٢١ ماذا يمكنك ان تتعلم من مثال عاموس في مواجهة تهديدات امصيا؟
٢١ نحن لا نعرف الكثير عن التجاوب الذي لقيه يوئيل، عوبديا، ناحوم، حبقوق، وملاخي. ولكننا نعرف على الاقل كيف تجاوب احد الاشخاص مع رسالة عاموس. فأمصيا قاوم النبي عاموس بشدة، متّهما اياه بالتآمر على الملك وحاول منعه من الكرازة في بيت ايل. (عاموس ٧:١٠-١٣) لكنَّ عاموس واجه المقاومة بشجاعة. اليوم ايضا، قد يحاول اشخاص متعصبون لدينهم ان يؤثّروا في بعض القادة السياسيين لحملهم على اضطهاد شعب يهوه او حتى حظر عملهم الكرازي المفيد. فهل تقتدي بعاموس في المناداة بجرأة بالبشارة رغم المقاومة؟
٢٢ لماذا يمكنك القول ان الخدمة في مقاطعتك هي ناجحة؟
٢٢ رغم ان الانبياء الاثني عشر لقوا ردود فعل مختلفة، فجميعهم تمّموا تفويضهم. فليس المهم تجاوب الناس مع الرسالة ذات الوجهين التي نحملها، بل ان نقدِّم ليهوه «عجول شفاهنا»، افضل ما لدينا من ‹ذبائح التسبيح›. (هوشع ١٤:٢؛ عبرانيين ١٣:١٥) ثم يمكننا ان نترك النتيجة بين يدي اللّٰه. فهو مَن يجتذب الذين هم خراف فعلا. (يوحنا ٦:٤٤) وعلاوة على ذلك، يمكنك ان تكون ناجحا في عملك كمنادٍ بالرسالة الالهية بغضّ النظر عن طريقة تجاوب الناس. فبإمكانك الثقة ان «قدمي المبشر، المنادي بالسلام» هما جميلتان في عيني الذين يقبلون البشارة بتقدير. ولكن الاهم هو انهما جميلتان في عيني يهوه. (ناحوم ١:١٥؛ اشعيا ٥٢:٧) وبما ان يوم يهوه العظيم وشيك جدا، فاعقد العزم على الاستمرار في فعل ما انبأ به يوئيل لأيامنا: «نادوا بهذا بين الامم: ‹قدّسوا حربا، أنهِضوا الاقوياء›». فهذه الكلمات هي إعلان حرب اللّٰه على الامم. — يوئيل ٣:٩.
a ربما تمّت هذه النبوة إتماما اوليّا خلال فترة المكابيين عندما طرد اليهود بقيادة عائلة المكابيين اعداءهم من يهوذا وأعادوا تدشين الهيكل. وهكذا، تمكنت بقية من اليهود من الترحيب بالمسيَّا عند ظهوره. — دانيال ٩:٢٥؛ لوقا ٣:١٥-٢٢.
b ان كراس بشارة للناس من جميع الامم، اصدار شهود يهوه، هو اداة فعّالة لمساعدة الذين لا يتكلمون اللغة الرئيسية في بلدك.