كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا ‹نَنْتَظِرُ› يَهْوَهَ؟
«أَنْتَظِرُ إِلٰهَ خَلَاصِي». — مي ٧:٧.
١ لِمَ قَدْ نُصْبِحُ عَدِيمِي ٱلصَّبْرِ؟
عِنْدَمَا تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ سَنَةَ ١٩١٤، دَخَلَ نِظَامُ ٱلشَّيْطَانِ أَيَّامَهُ ٱلْأَخِيرَةَ. وَنَتِيجَةَ ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي نَشِبَتْ فِي ٱلسَّمَاءِ، طَرَحَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ إِلَى مُحِيطِ ٱلْأَرْضِ. (اقرإ الرؤيا ١٢:٧-٩.) وَإِبْلِيسُ يَعْلَمُ أَنَّ «لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا» فَقَطْ. (رؤ ١٢:١٢) بَيْدَ أَنَّ هٰذَا ‹ٱلزَّمَانَ ٱلْقَصِيرَ› ٱمْتَدَّ لِعُقُودٍ وَلَا يَزَالُ حَتَّى يَوْمِنَا. لِذَا، قَدْ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ طَالَتْ كَثِيرًا. فَهَلْ أَصْبَحْنَا عَدِيمِي ٱلصَّبْرِ فِيمَا نَنْتَظِرُ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي سَيَتَدَخَّلُ فِيهِ يَهْوَهُ؟
٢ مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٢ إِن فِقْدَانَ ٱلصَّبْرِ أَمْرٌ خَطِيرٌ، لِأَنَّهُ قَدْ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِتَهَوُّرٍ. فَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ؟ سَتُوضِحُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ ٱلْإِجَابَةِ عَلَى ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: (١) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلصَّبْرِ مِنَ ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلنَّبِيُّ مِيخَا؟ (٢) أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسِمُ نِهَايَةَ فَتْرَةِ ٱنْتِظَارِنَا؟ و (٣) كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِصَبْرِ يَهْوَهَ؟
مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ مِيخَا؟
٣ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْأَحْوَالُ فِي زَمَنِ مِيخَا؟
٣ اقرأ ميخا ٧:٢-٦. رَأَى نَبِيُّ يَهْوَهَ مِيخَا ٱلْحَالَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ فِي إِسْرَائِيلَ تَتَدَهْوَرُ إِلَى أَنْ بَاتَتْ لَا تُطَاقُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ آحَازَ. وَقَدْ شَبَّهَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ ‹بِٱلْعَوْسَجِ› وَ ‹سِيَاجِ ٱلشَّوْكِ›. فَكَمَا يُؤْذِي ٱلْعَوْسَجُ وَسِيَاجُ ٱلشَّوْكِ كُلَّ مَنْ يَتَعَرَّضُ لِوَخْزَتِهِمَا، آذَى أُولٰئِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْفَاسِدُونَ كُلَّ مَنْ تَعَامَلَ مَعَهُمْ. وَقَدْ تَوَسَّعَتْ رُقْعَةُ ٱلْفَسَادِ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلرَّوَابِطَ ٱلْأُسَرِيَّةَ تَفَكَّكَتْ. وَإِذْ عَرَفَ مِيخَا أَنَّهُ عَاجِزٌ عَنْ تَغْيِيرِ ٱلْأَوْضَاعِ بِنَفْسِهِ، سَكَبَ قَلْبَهُ أَمَامَ يَهْوَهَ. ثُمَّ ٱنْتَظَرَ بِصَبْرٍ أَنْ يَأْخُذَ ٱللّٰهُ إِجْرَاءً، وَاثِقًا أَنَّهُ سَيَتَدَخَّلُ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ.
٤ أَيُّ تَحَدِّيَاتٍ نُوَاجِهُهَا؟
٤ عَلَى غِرَارِ مِيخَا، نَحْنُ مُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلْعَيْشِ بَيْنَ أُنَاسٍ أَنَانِيِّينَ. فَكَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ هُمْ غَيْرُ شَاكِرِينَ، غَيْرُ أَوْلِيَاءَ، وَبِلَا حُنُوٍّ. (٢ تي ٣:٢، ٣) وَنَحْنُ نَتَضَايَقُ حِينَ يُعْرِبُ زُمَلَاؤُنَا فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ وَجِيرَانُنَا عَنْ مَوْقِفٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ يُوَاجِهُونَ تَحَدِّيًا أَكْبَرَ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَتَعَرَّضُونَ لِلْمُقَاوَمَةِ مِنَ ٱلْأَقَارِبِ، مُسْتَخْدِمًا كَلِمَاتٍ مُشَابِهَةً لِتِلْكَ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي مِيخَا ٧:٦ لِيَصِفَ وَقْعَ رِسَالَتِهِ عَلَى ٱلنَّاسِ. قَالَ: «جِئْتُ لِأُحْدِثَ ٱنْقِسَامًا: اَلْإِنْسَانُ عَلَى أَبِيهِ، وَٱلِٱبْنَةُ عَلَى أُمِّهَا، وَٱلْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا. فَيَكُونُ أَعْدَاءُ ٱلْإِنْسَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». (مت ١٠:٣٥، ٣٦) وَكَمْ هُوَ صَعْبٌ أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمُقَاوَمَةَ وَٱلِٱسْتِهْزَاءَ مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا ٱلَّذِينَ لَا يُشَارِكُونَنَا إِيمَانَنَا! فَإِذَا وَاجَهْنَا مِحْنَةً كَهٰذِهِ، فَلَا نَسْتَسْلِمْ لِلضَّغْطِ ٱلَّذِي يُمَارِسُهُ أَقْرِبَاؤُنَا عَلَيْنَا. بَلْ لِنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَلْنَنْتَظِرْهُ بِصَبْرٍ رَيْثَمَا يُسَوِّي ٱلْمَسَائِلَ. وَإِذَا طَلَبْنَا مُسَاعَدَتَهُ دَائِمًا، فَسَيُزَوِّدُنَا بِٱلْقُوَّةِ وَٱلْحِكْمَةِ ٱللَّازِمَتَيْنِ لِنَحْتَمِلَ.
٥، ٦ كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَهُ مِيخَا، وَمَا ٱلَّذِي لَمْ يَشْهَدْهُ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ؟
٥ كَافَأَ يَهْوَهُ مِيخَا عَلَى صَبْرِهِ. فَقَدْ شَهِدَ نِهَايَةَ ٱلْمَلِكِ آحَازَ وَحُكْمِهِ ٱلرَّدِيءِ. كَمَا رَأَى ٱلْمَلِكَ ٱلصَّالِحَ حَزَقِيَّا بْنَ آحَازَ يَرِثُ عَرْشَ ٱلْمُلْكِ وَيَرُدُّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ. هٰذَا وَإِنَّهُ شَاهَدَ إِتْمَامَ رِسَالَةِ دَيْنُونَةِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلسَّامِرَةِ ٱلَّتِي نَادَى بِهَا حِينَ غَزَا ٱلْأَشُّورِيُّونَ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةَ. — مي ١:٦.
٦ إِلَّا أَنَّ مِيخَا لَمْ يَشْهَدْ إِتْمَامَ كُلِّ مَا أَنْبَأَ بِهِ يَهْوَهُ عَلَى لِسَانِهِ. مَثَلًا، كَتَبَ قَائِلًا: «يَكُونُ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ يَهْوَهَ يَكُونُ ثَابِتًا فَوْقَ رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ ٱلتِّلَالِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ شُعُوبٌ. وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: ‹هَلُمَّ نَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ يَهْوَهَ›». (مي ٤:١، ٢) لَقَدْ مَاتَ مِيخَا قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ. مَعَ ذٰلِكَ، كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ، مَهْمَا فَعَلَ ٱلْآخَرُونَ مِنْ حَوْلِهِ. كَتَبَ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ: «إِنَّ جَمِيعَ ٱلشُّعُوبِ يَسِيرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِٱسْمِ إِلٰهِهِ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسِيرُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ». (مي ٤:٥) وَقَدْ تَمَكَّنَ مِيخَا مِنَ ٱلِٱنْتِظَارِ بِصَبْرٍ خِلَالَ أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ لِأَنَّهُ ٱمْتَلَكَ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُحَقِّقُ كُلَّ مَا وَعَدَ بِهِ. نَعَمْ، وَثِقَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ ٱلْأَمِينُ بِيَهْوَهَ.
٧، ٨ (أ) لِمَ نَمْتَلِكُ سَبَبًا لِلثِّقَةِ بِيَهْوَهَ؟ (ب) مَا ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلْوَقْتَ يَمُرُّ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ؟
٧ هَلْ نَمْتَلِكُ ثِقَةً بِيَهْوَهَ مِثْلَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَا؟ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِٱمْتِلَاكِ ثِقَةٍ كَهٰذِهِ. فَنَحْنُ نَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ إِتْمَامَ نُبُوَّةِ مِيخَا. فَفِي «آخِرِ ٱلْأَيَّامِ»، يَتَقَاطَرُ ٱلْمَلَايِينُ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلْأَلْسِنَةِ إِلَى «جَبَلِ بَيْتِ يَهْوَهَ». وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْعُبَّادَ آتُونَ مِنْ أُمَمٍ مُتَعَادِيَةٍ، فَهُمْ يَطْبَعُونَ «سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ» وَيَرْفُضُونَ أَنْ ‹يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ›. (مي ٤:٣) فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نُعَدَّ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْمُسَالِمِ!
٨ طَبْعًا، نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يُدَمِّرَ يَهْوَهُ هٰذَا ٱلنِّظَامَ ٱلشِّرِّيرَ قَرِيبًا. وَلٰكِنْ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ، فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ نَرَى ٱلْمَسَائِلَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَهَ. فَقَدْ حَدَّدَ يَوْمًا سَيَدِينُ فِيهِ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ بِوَاسِطَةِ «رَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ» هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (اع ١٧:٣١) وَلٰكِنْ، قَبْلَ أَنْ يَحْدُثَ ذٰلِكَ، يُتِيحُ ٱللّٰهُ فُرْصَةً لِشَتَّى ٱلنَّاسِ أَنْ يَكْتَسِبُوا ‹مَعْرِفَةً دَقِيقَةً عَنِ ٱلْحَقِّ›، يَعْمَلُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ، وَيَنَالُوا ٱلْخَلَاصَ. فَثَمَّةَ أَشْخَاصٌ حَيَاتُهُمُ ٱلْغَالِيَةُ فِي خَطَرٍ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٢:٣، ٤.) وَإِنْ كُنَّا مَشْغُولِينَ بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكْتَسِبُوا مَعْرِفَةً دَقِيقَةً عَنِ ٱللّٰهِ، فَسَيَمُرُّ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُتَبَقِّي قَبْلَ مَجِيءِ دَيْنُونَةِ يَهْوَهَ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. فَعَمَّا قَرِيبٍ — وَفِي وَقْتٍ لَا نَتَوَقَّعُهُ — سَتَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ. وَحِينَ يَحْصُلُ ذٰلِكَ، كَمْ سَنَفْرَحُ لِأَنَّنَا بَقِينَا مُنْهَمِكِينَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ!
أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسِمُ نِهَايَةَ فَتْرَةِ ٱنْتِظَارِنَا؟
٩-١١ مَا هِيَ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمُدَوَّنَةُ فِي ١ تَسَالُونِيكِي ٥:٣، وَهَلْ تَمَّتْ؟
٩ اقرأ ١ تسالونيكي ٥:١-٣. فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ، سَتَقُولُ ٱلْأُمَمُ: «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!». فَإِذَا لَمْ نُرِدْ أَنْ يُبَاغِتَنَا هٰذَا ٱلْإِعْلَانُ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى «مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ». (١ تس ٥:٦) وَلِكَيْ نَبْقَى يَقِظِينَ رُوحِيًّا، لِنُرَاجِعْ بِٱخْتِصَارٍ أَحْدَاثًا تُمَهِّدُ ٱلسَّبِيلَ لِهٰذَا ٱلْإِعْلَانِ ٱلْمُهِمِّ.
١٠ عَقِبَ كُلٍّ مِنَ ٱلْحَرْبَيْنِ ٱلْعَالَمِيَّتَيْنِ، طَالَبَتِ ٱلْأُمَمُ بِإِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ. فَبَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، تَشَكَّلَتْ عُصْبَةُ ٱلْأُمَمِ بِهَدَفِ تَحْقِيقِ ٱلسَّلَامِ. وَلَاحِقًا، بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، أَصْبَحَتِ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ مَحَطَّ آمَالِ ٱلْعَالَمِ لِتَحْقِيقِ ٱلسَّلَامِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَٱلْحُكُومَاتُ وَٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ عَلَّقُوا آمَالَهُمْ فِي ٱلْمَاضِي عَلَى عُصْبَةِ ٱلْأُمَمِ، وَٱلْيَوْمَ يَضَعُونَ رَجَاءَهُمْ فِي ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ لِإِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ. مَثَلًا، أَعْلَنَتِ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ سَنَةَ ١٩٨٦ سَنَةً دُوَلِيَّةً لِلسَّلَامِ. فَٱنْضَمَّ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ قَادَةٌ مِنْ بُلْدَانٍ وَأَدْيَانٍ عَدِيدَةٍ إِلَى رَئِيسِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةِ فِي أَسِّيزِي، بِإِيطَالِيَا لِيُقَدِّمُوا ٱلصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِ إِحْلَالِ ٱلسَّلَامِ.
١١ وَلٰكِنْ، لَمْ يَكُنْ ذَاكَ ٱلْإِعْلَانُ عَنِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ وَلَا غَيْرُهُ إِتْمَامَ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ١ تَسَالُونِيكِي ٥:٣. ذٰلِكَ أَنَّ ‹ٱلْهَلَاكَ ٱلْمُفَاجِئَ› ٱلْمُنْبَأَ بِهِ لَمْ يَحْدُثْ بَعْدُ.
١٢ مَاذَا نَعْرِفُ عَنِ ٱلْإِعْلَانِ: «سَلَامٌ وَأَمْنٌ!»؟
١٢ مَنْ سَيُصْدِرُ هٰذَا ٱلْإِعْلَانَ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّ ٱلْمُهِمَّ عَنِ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ›؟ أَيُّ دَوْرٍ سَيَلْعَبُهُ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ وَٱلْأَدْيَانِ ٱلْأُخْرَى؟ وَكَيْفَ سَيَكُونُ قَادَةُ ٱلْحُكُومَاتِ مَعْنِيِّينَ بِهٰذَا ٱلْإِعْلَانِ؟ إِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُعْطِي أَجْوِبَةً عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ. لٰكِنَّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّهُ كَيْفَمَا كَانَ ٱلْإِعْلَانُ وَمَهْمَا كَانَ مُقْنِعًا، فَلَنْ يَكُونَ إِلَّا خِدَاعًا وَمَكْرًا. فَهٰذَا ٱلنِّظَامُ ٱلْبَالِي سَيَظَلُّ تَحْتَ سَيْطَرَةِ ٱلشَّيْطَانِ. إِنَّهُ نَتِنٌ قَلْبًا وَقَالَبًا وَسَيَبْقَى كَذٰلِكَ. فَكَمْ هُوَ مُحْزِنٌ أَنْ يُصَدِّقَ أَيٌّ مِنَّا ٱلدِّعَايَةَ ٱلشَّيْطَانِيَّةَ وَيَتَخَلَّى عَنْ حِيَادِهِ ٱلْمَسِيحِيِّ!
١٣ لِمَ يُمْسِكُ ٱلْمَلَائِكَةُ بِرِيَاحِ ٱلدَّمَارِ؟
١٣ اقرإ الرؤيا ٧:١-٤. بَيْنَمَا نَنْتَظِرُ إِتْمَامَ ١ تَسَالُونِيكِي ٥:٣، يُمْسِكُ مَلَائِكَةٌ مُقْتَدِرُونَ بِرِيَاحِ دَمَارِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. وَمَاذَا يَنْتَظِرُونَ؟ إِنَّ إِحْدَى ٱلْحَوَادِثِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي هُمْ فِي ٱنْتِظَارِهَا هِيَ مَا يَصِفُهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا بِأَنَّهُ ٱلْخَتْمُ ٱلنِّهَائِيُّ لِـ «عَبِيدِ إِلٰهِنَا» ٱلْمَمْسُوحِينَ.a فَحَالَمَا يَتِمُّ هٰذَا ٱلْخَتْمُ ٱلنِّهَائِيُّ، سَيُطْلِقُ ٱلْمَلَائِكَةُ رِيَاحَ ٱلدَّمَارِ. وَمَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ذٰلِكَ ٱلْحِينِ؟
١٤ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ نِهَايَةَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ وَشِيكَةٌ؟
١٤ آنَذَاكَ، سَتَلْقَى بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، ٱلنِّهَايَةَ ٱلَّتِي تَسْتَحِقُّهَا. وَلَنْ تَتَمَكَّنَ ‹ٱلشُّعُوبُ وَٱلْجُمُوعُ وَٱلْأُمَمُ وَٱلْأَلْسِنَةُ› مِنْ إِعْطَائِهَا ٱلدَّعْمَ ٱلَّذِي تَحْتَاجُهُ. وَمُنْذُ ٱلْآنَ، نَحْنُ نَرَى عَلَامَاتٍ عَلَى أَنَّ نِهَايَتَهَا وَشِيكَةٌ. (رؤ ١٦:١٢؛ ١٧:١٥-١٨؛ ١٨:٧، ٨، ٢١) وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، نَكَادُ لَا نَجِدُ ٱلْيَوْمَ دَعْمًا فِي وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ، حَيْثُ تَزْدَادُ ٱلْهَجَمَاتُ عَلَى ٱلْأَدْيَانِ وَقَادَتِهَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. مَعَ ذٰلِكَ، يَشْعُرُ قَادَةُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ أَنَّهُمْ بِمَنْأًى عَنِ ٱلْخَطَرِ. وَلٰكِنْ كَمْ هُمْ مُخْطِئُونَ! فَبَعْدَ صُدُورِ إِعْلَانِ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ›، سَتَنْقَلِبُ ٱلْعَنَاصِرُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ فَجْأَةً عَلَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَتَمْحُوهُ مِنَ ٱلْوُجُودِ. عِنْدَئِذٍ، لَنْ تُرَى بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ فِي مَا بَعْدُ. حَقًّا، إِنَّ أَحْدَاثًا هَامَّةً كَهٰذِهِ تَسْتَأْهِلُ ٱلِٱنْتِظَارَ بِصَبْرٍ. — رؤ ١٨:٨، ١٠.
كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِصَبْرِ يَهْوَهَ؟
١٥ لِمَ يَنْتَظِرُ ٱللّٰهُ بِصَبْرٍ؟
١٥ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنَ ٱلتَّعْيِيرِ ٱلَّذِي يُلْحِقُهُ ٱلنَّاسُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ، يَنْتَظِرُ ٱللّٰهُ بِصَبْرٍ رَيْثَمَا يَأْتِي ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِيَتَدَخَّلَ. فَهُوَ لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلَكَ أَحَدٌ مِنَ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ. (٢ بط ٣:٩، ١٠) فَهَلْ نَشْعُرُ مِثْلَمَا يَشْعُرُ يَهْوَهُ؟ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِهِ، بِمَقْدُورِنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِصَبْرِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّرَائِقِ ٱلتَّالِيَةِ.
١٦، ١٧ (أ) لِمَ يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْخَامِلِينَ؟ (ب) لِمَ مِنَ ٱلْمُلِحِّ أَنْ يَرْجِعَ ٱلْخَامِلُونَ إِلَى يَهْوَهَ؟
١٦ مُسَاعَدَةُ ٱلْخَامِلِينَ. قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ يَكُونُ فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ يُعْثَرُ عَلَى خَرُوفٍ ضَائِعٍ وَاحِدٍ. (مت ١٨:١٤؛ لو ١٥:٣-٧) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُعْرِبُونَ عَنْ مَحَبَّةٍ لِٱسْمِهِ، حَتَّى لَوْ أَنَّهُمْ لَا يَخْدُمُونَهُ بِنَشَاطٍ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. لِذَا، عِنْدَمَا نُسَاعِدُ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ، نُسَاهِمُ فِي جَعْلِ يَهْوَهَ وَٱلْمَلَائِكَةِ يَفْرَحُونَ.
١٧ فَهَلْ أَنْتَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ لَا يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ بِنَشَاطٍ ٱلْآنَ؟ لَرُبَّمَا آذَاكَ أَحَدٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فَتَوَقَّفْتَ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَبِمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ قَدْ مَرَّ، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ صَارَتْ حَيَاتِي ٱلْيَوْمَ ذَاتَ مَغْزًى أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلُ؟ هَلْ أَصْبَحْتُ أَسْعَدَ؟ هَلْ يَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَسَاءَ إِلَيَّ أَمْ شَخْصٌ نَاقِصٌ؟ وَهَلْ سَبَقَ أَنْ سَبَّبَ لِي يَهْوَهُ ٱلْأَذَى؟›. فِعْلًا، يَهْوَهُ يُظْهِرُ لَنَا ٱلصَّلَاحَ دَوْمًا. حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ نَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱنْتِذَارِنَا لَهُ، يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَنْعَمَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا إِيَّاهَا. (يع ١:١٦، ١٧) وَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيَأْتِي يَوْمُ يَهْوَهَ. لِذَا، ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَرْجِعَ إِلَى ذِرَاعَيْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ وَإِلَى ٱلْجَمَاعَةِ — اَلْمَلْجَإِ ٱلْوَحِيدِ ٱلْآمِنِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. — تث ٣٣:٢٧؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥.
١٨ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَدْعَمَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ؟
١٨ تَقْدِيمُ ٱلدَّعْمِ بِوَلَاءٍ لِلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ. يُرْشِدُنَا يَهْوَهُ وَيَحْمِينَا كَرَاعٍ مُحِبٍّ. وَقَدْ عَيَّنَ ٱبْنَهُ رَئِيسَ رُعَاةٍ لِلْقَطِيعِ. (١ بط ٥:٤) وَٱلشُّيُوخُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١٠٠ جَمَاعَةٍ يَرْعَوْنَ خِرَافَ ٱللّٰهِ عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ. (اع ٢٠:٢٨) فَحِينَ نَدْعَمُ بِوَلَاءٍ ٱلْمُعَيَّنِينَ لِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ، نُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ عَلَى كُلِّ مَا يَفْعَلَانِهِ مِنْ أَجْلِنَا.
١٩ كَيْفَ نَرُصُّ ٱلصُّفُوفَ؟
١٩ اَلِٱقْتِرَابُ وَاحِدُنَا مِنَ ٱلْآخَرِ. وَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟ حِينَ يَتَعَرَّضُ جَيْشٌ مُدَرَّبٌ جَيِّدًا لِهُجُومٍ مِنَ ٱلْعَدُوِّ، يَقُومُ ٱلْجُنُودُ بِرَصِّ ٱلصُّفُوفِ، أَيْ يَقْتَرِبُونَ وَاحِدُهُمْ مِنَ ٱلْآخَرِ. وَهٰكَذَا، يُشَكِّلُونَ دِفَاعًا لَا يُخْرَقُ. إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ ٱلْيَوْمَ يُكَثِّفُ هَجَمَاتِهِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَلَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِلتَّقَاتُلِ فِي مَا بَيْنَنَا، بَلْ لِلِٱقْتِرَابِ وَاحِدُنَا مِنَ ٱلْآخَرِ، ٱلتَّغَاضِي عَنْ نَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ، وَٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلثِّقَةِ بِقِيَادَةِ يَهْوَهَ.
٢٠ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ٱلْآنَ؟
٢٠ إِذًا، لِنَبْقَ جَمِيعًا يَقِظِينَ رُوحِيًّا وَلْنُظْهِرْ أَنَّنَا نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ. فَلْنَنْتَظِرْ بِصَبْرٍ إِعْلَانَ ‹ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ› وَٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ لِلْمُخْتَارِينَ. فَبَعْدَ ذٰلِكَ، سَيُطْلِقُ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَرْبَعَةُ رِيَاحَ ٱلدَّمَارِ، وَسَتُدَمَّرُ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ. وَبَيْنَمَا نَنْتَظِرُ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْهَامَّةِ، لِنَقْبَلِ ٱلْإِرْشَادَ مِنَ ٱلْمُعَيَّنِينَ لِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ. وَلْنَرُصَّ ٱلصُّفُوفَ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ. فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِسَمَاعِ حَضِّ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلمُلْهَمِ: «تَشَجَّعُوا وَلْتَتَشَدَّدْ قُلُوبُكُمْ، يَا جَمِيعَ مُنْتَظِرِي يَهْوَهَ». — مز ٣١:٢٤.
a لِمَعْلُومَاتٍ حَوْلَ ٱلْفَرْقِ بَيْنَ خَتْمِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأَوَّلِيِّ وَخَتْمِهِمِ ٱلنِّهَائِيِّ، ٱنْظُرْ عَدَدَ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠٠٧، مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٣٠-٣١.