الفصل الرابع عشر
«بركة حتى لا يكون بعد عوز»
١، ٢ (أ) اية امور جيدة يمكن لكلّ منا ان ينالها؟ (ب) اية نبوة يتعلق إتمامها بنيلنا البركات؟
ان الوقت الذي نعيش فيه هو وقت دينونة وبركة على حدّ سواء. كما انه فترة انحطاط ديني وردّ روحي. ولا شك انك تريد نيل البركة وكذلك النتائج الجيدة الآنية والمستقبلية للردّ الروحي. ولكن كيف تتأكد من حصولك عليها؟ يشمل الجواب نبوة كان لها إتمام رئيسي بُعيد ابتداء «الايام الاخيرة» سنة ١٩١٤. (٢ تيموثاوس ٣:١) فقد أنبأ ملاخي: «‹يأتي . . . الى هيكله الرب [يهوه] الذي تطلبونه، ورسول العهد الذي تُسرّون به. ها هو يأتي›، يقول يهوه الجنود». — ملاخي ٣:١.
٢ ترد هذه النبوة، التي تحمل مغزى مهمًّا لك اليوم، في السفر الاخير من الاسفار النبوية الاثني عشر. وفي ختام مناقشتنا لهذه الاسفار، من المهم بشكل خاص ان نناقش ما كتبه ملاخي. فسفره يتضمن ارشادات مهمة تتيح لك ولغيرك من خدام يهوه نيل «بركة حتى لا يكون بعد عوز». (ملاخي ٣:١٠) فلنُلقِ نظرة عن كثب على الاصحاح ٣ من سفر ملاخي.
وقت التطهير الروحي
٣ ماذا ادّى الى اختيار يهوه «اسرائيل اللّٰه» بدلا من شعبه القديم؟
٣ بعد زمن ملاخي بنحو خمسة قرون، اتى يهوه، ممثَّلا بالمسيح («رسول العهد [الابراهيمي]» الذي قطعه اللّٰه)، الى الهيكل الحرفي في اورشليم ليدين شعب عهده. فهذه الامة برهنت بوجه عام انها لا تستحق ان يبقى يهوه راضيا عنها، لذلك رفضها. (متى ٢٣:٣٧، ٣٨) وهذا ما حدث سنة ٧٠ بم. وقد اختار اللّٰه عوضا عنها «اسرائيل اللّٰه»، امة روحية مؤلفة من ٠٠٠,١٤٤ شخص من كل الامم. (غلاطية ٦:١٦؛ روما ٣:٢٥، ٢٦) لكنَّ هذا ليس الإتمام الاخير لنبوة ملاخي. فالنبوة تشير ايضا الى الازمنة الحديثة ولها تأثير مباشر في آمالك المستقبلية بنيل «بركة حتى لا يكون بعد عوز».
٤ ايّ سؤال لزمت الاجابة عنه بعدما تُوِّج يسوع ملكا سنة ١٩١٤؟
٤ يؤكِّد إتمام نبوات الكتاب المقدس ان يسوع المسيح نُصِّب ملكا لملكوت يهوه السماوي سنة ١٩١٤. عندئذ، حان الوقت ليحدِّد يسوع ايّ فريق من المسيحيين يستحقون رضى اللّٰه. فمَن كانوا الذين سيعبرون امتحان التنقية الروحية؟ يمكنك ان تستشف الجواب من كلمات ملاخي: «مَن يتحمل يوم مجيئه، ومن يقف عند ظهوره؟ لأنه مثل نار المُمحِّص». (ملاخي ٣:٢) فمتى وكيف اتى يهوه الى «هيكله» للدينونة؟
٥، ٦ (أ) عندما اتى يهوه الى هيكله الروحي للتفقد، ماذا وجد بين معظم الذين يدّعون عبادته؟ (ب) إلامَ احتاج خدام اللّٰه الممسوحون بالروح؟
٥ من الواضح ان اللّٰه لم يأتِ الى هيكل مصنوع من حجارة. فآخر هيكل حرفي للعبادة الحقة دمِّر سنة ٧٠ بم. بالاحرى، اتى يهوه الى هيكل روحي، الترتيب الذي يمكِّن البشر من الاقتراب اليه وعبادته على اساس ذبيحة يسوع الفدائية. (عبرانيين ٩:٢-١٠، ٢٣-٢٨) وحتما، لم يكن هذا الهيكل الروحي مؤلَّفا من كنائس العالم المسيحي لأنها كانت جزءا من نظام ديني مذنب بسفك الدم والزنى الروحي، نظام ديني روَّج التعاليم الباطلة بدلا من العبادة النقية. وقد صار يهوه ‹شاهدا سريعا عليها›، وكانت دينونتها المضادة مُستحَقة. (ملاخي ٣:٥) لكن بعد تأسيس ملكوت اللّٰه، كان هنالك فريق من المسيحيين الحقيقيين يخدمون في ديار هيكل اللّٰه الروحي، وقد برهنوا عن ولائهم للّٰه في وجه المحن الشديدة. إلا انه حتى هؤلاء الممسوحون كانوا بحاجة الى التنقية. وكتابات الانبياء الاثني عشر اشارت الى هذه التنقية اذ تضمنت وعودا رائعة بردّ روحي وحرفي بين خدام اللّٰه. فقد انبأ ملاخي ان ثمة شعبا ‹سيصفّيهم يهوه كالذهب والفضة›. وسوف «يصيرون شعبا يقرِّب ليهوه قربانا بالبر». — ملاخي ٣:٣.
٦ وتشير الادلة الوافرة انه ابتداء من سنة ١٩١٨ قام يهوه بالتطهير اللازم للمسيحيين الممسوحين، منقّيا عبادتهم، ممارساتهم، وعقائدهم.a وقد نال هؤلاء، وكذلك ‹الجمع الكثير› الذي انضم اليهم لاحقا، فوائد جمّة. (رؤيا ٧:٩) وكفريق موحَّد، يستمرون في تقريب ‹قربان بالبر›، قربان يجلب «مسرّة ليهوه». — ملاخي ٣:٣، ٤.
٧ ايّ سؤالين من الملائم ان نطرحهما على انفسنا بشأن موقفنا امام اللّٰه؟
٧ تنطبق الحالة الموصوفة آنفا على شعب اللّٰه ككل، ولكن ماذا عنا افراديا؟ قد تتساءل: ‹هل هنالك حاجة الى تمحيص مواقفي وأعمالي من بعض النواحي؟ هل يلزم ان امحِّص سلوكي، تماما كما محَّص يهوه خدامه الممسوحين؟›. قرأنا في الفصول السابقة ان الانبياء الاثني عشر ألقوا الضوء على وجهات نظر وتصرفات سلبية وكذلك على صفات وأعمال ايجابية. وهذا ما يمكّنك من معرفة ما ‹يطلبه منك يهوه›. (ميخا ٦:٨) لاحِظ كلمة «منك». فهي تشدِّد لماذا يتوجب على كلّ فرد منا ان يكتشف هل من الضروري ان يقوم هو شخصيا بمزيد من التمحيص، او التنقية.
‹امتحنّي›
٨ اية دعوة يوجِّهها يهوه الى شعبه؟
٨ تأمّل في ما يمضي يهوه في قوله بفم ملاخي في الاصحاح ٣، العدد ١٠. فهناك تجِد هذه الدعوة الحارة: «‹هاتوا جميع العشور الى المخزن ليكون في بيتي طعام، وامتحنوني بهذا›، يقول يهوه الجنود، ‹إنْ كنت لا افتح لكم كوى السموات وأسكب عليكم بركة حتى لا يكون بعد عوز›». صحيح ان هذه الكلمات موجَّهة الى شعب اللّٰه ككل، ولكن هل تشعر انها دعوة موجَّهة ايضا اليك انت شخصيا؟
٩ ايّ نوع من التقدمات والعشور يمكنك ان تجلبها الى يهوه؟
٩ وكيف يمكنك تقديم «العشور» ليهوه؟ طبعا، انت لست مُلزَما بتقديم عشور وتقدمات حرفية، كالتي فرضتها الشريعة قديما. فاللّٰه يتوقع منا الآن تقدمات روحية. فكما ناقشنا في الفصل السابق، تحدّث بولس عن عمل الشهادة على انه تقدمة. (هوشع ١٤:٢) ثم ذكر الرسول نوعا آخر من الذبائح، قائلا: «لا تنسوا فعل الصلاح ومشاركة الآخرين [في الامور المادية]، لأنه بذبائح مثل هذه يرضى اللّٰه». (عبرانيين ١٣:١٥، ١٦) من الواضح اذًا ان «العشور» المذكورة في ملاخي ٣:١٠ تمثِّل التقدمات الروحية والمادية على السواء. وكمسيحي معتمد، انت منتذر كاملا ليهوه. لكنَّ عُشرك يمثِّل الجزء الذي لك والذي بإمكانك ان تجلبه الى يهوه، او ان تستعمله في خدمته. انه يشمل وقتك، طاقتك، مواردك، وتبرعاتك المادية التي تستعملها في خدمة يهوه.
١٠ بأيّ معنى يمكنك ‹امتحان يهوه› بالطريقة الصحيحة؟
١٠ وكم هو ملائم ان تقدِّم هذه العشور الرمزية ليهوه بدافع الإخلاص والمحبة له! ومن الضروري ايضا ان تمتلك شعورا بالالحاح. فأنت تدرك ان يوم يهوه العظيم يدنو بسرعة وأنه «مخوف جدا». (يوئيل ٢:١، ٢، ١١) فحياة الناس في خطر. واللّٰه يوجِّه دعوة بإمكانك انت شخصيا ان تلبّيها. فهو يطلب منك ان ‹تمتحنه›. طبعا، ما من انسان وضيع ينبغي ان يجرؤ على امتحان يهوه كما لو انه غير جدير بالثقة. (عبرانيين ٣:٨-١٠) ولكن بإمكانك ان تمتحنه بتواضع بالطريقة الصحيحة. وكيف ذلك؟ لقد وعد اللّٰه الذين يطيعونه ببركة. وإذا كنت طائعا له، فعندئذ يمكنك ان تتساءل: ‹هل يباركني يهوه؟›. وبهذه الطريقة تكون كما لو انك تمتحنه. وتجاوبا مع ذلك، يضع اللّٰه نفسه تحت التزام ان يباركك ويفي بوعده. وهكذا، فإن سماح اللّٰه لك بأن ‹تمتحنه› يرسِّخ اقتناعك بأنه سيباركك بسخاء.
١١، ١٢ اية بركات يغدقها يهوه على شعبه تلاحظها انت شخصيا؟
١١ انت تدرك ان شعب يهوه اسخياء في تقديم الذبائح الروحية والتقدمات المادية. ويهوه يسكب عليهم «بركة حتى لا يكون بعد عوز». وطبعا، انت تلاحظ البركة التي تحلّ على شعب اللّٰه والتي تدلّ عليها الزيادة الكبيرة في أعداد شهود يهوه منذ اوائل القرن العشرين حتى ايامنا هذه. كما انك ترى الازدياد الملحوظ في فهم «اعماق اللّٰه». (١ كورنثوس ٢:١٠؛ امثال ٤:١٨) ولكن فكِّر في ذلك من زاوية اخرى: كيف لمست انت شخصيا بركة اللّٰه؟
١٢ لربما كنت في الماضي عضوا في احدى الكنائس، او لربما ابتدأت منذ فترة قصيرة تحضر اجتماعات شهود يهوه. فإلى ايّ حد كنت تفهم في البداية الحقائق الاساسية للكتاب المقدس؟ والآن فكِّر في ما تتعلّمه مذّاك ويمكنك إثباته مباشرة من الاسفار المقدسة. او فكِّر في الامور الاعمق التي صرت تفهمها، بما في ذلك النبوات التي هي قيد الاتمام الآن. وتأمل ايضا في تقدُّمك في تطبيق بعض مبادئ الكتاب المقدس عمليا في حياتك اليومية. فلا شك انك احرزت تقدّما كبيرا! وتنطبق على حالتك كلمات الرسول بطرس التالية: «صارت عندنا الكلمة النبوية اكيدة اكثر». (٢ بطرس ١:١٩) فالنقطة التي نرمي اليها هي: لقد صرت انت شخصيا ‹متعلِّما من يهوه› وتعاشر شعبا يمارس المسيحية الحقة ويريد ان يخدم يهوه الى الابد. (اشعيا ٥٤:١٣) نعم، بإمكانك ان تقول بحق ان يهوه قد اغدق عليك بركات كثيرة.
اسمك في سفر الحياة
١٣ كيف يمكن ان يُكتَب اسم المرء في سفر تذكرة اللّٰه؟
١٣ تذكر ملاخي ٣:١٦ بركات اضافية يغدقها يهوه. فهي تقول: «حينئذ تكلم خائفو يهوه كل واحد مع صاحبه، ويهوه اصغى وسمع. وكُتب امامه سفر تذكرة لخائفي يهوه وللمفكرين في اسمه». فالممسوحون والجمع الكثير على السواء ‹يخافون يهوه› خوفا توقيريا. أفلا تعتبره امتيازا ان تكون واحدا من شهود يهوه، جزءا من شعب سعيد يفكّر في اسم يهوه ويمجّده حول العالم؟ وما اعظم الفرح الذي تشعر به لأنك متأكد ان يهوه سيتذكر امانتك! — عبرانيين ٦:١٠.
١٤ كيف ساعدك الانبياء الاثنا عشر على تمييز المواقف والممارسات التي يمقتها يهوه؟
١٤ وكيف يمكنك شخصيا ان تتأهل ليُدوَّن اسمك في ‹سفر التذكرة› هذا الذي هو مفتوح الآن امام يهوه لتُكتَب فيه اسماء خائفيه؟ تذكّر بعض النصائح الحكيمة التي تعلمناها من اسفار الانبياء الاثني عشر. فقد تعلّمنا عن التصرفات والصفات والمواقف التي لا ترضي يهوه. مثلا، ينبّهنا الانبياء من امور يقول اللّٰه انها تتعارض مع مقاييسه البارّة وتفسد حياتنا، مثل «الفجور» و «روح العهارة». (هوشع ٤:١٢؛ ٦:٩) واللّٰه يبغض بشدة الذين يغدرون برفيق الزواج بشكل خاص، وبأفراد العائلة الآخرين بشكل عام. (ملاخي ٢:١٥، ١٦) وقد اوحى الى الانبياء ان يشدِّدوا انه لا يُسَرّ بالعنف من ايّ نوع كان. (عاموس ٣:١٠) وجعلهم ايضا يُبرِزون ضرورة تجنب الظلم والاحتيال في العمل والتعاملات التجارية. (عاموس ٥:٢٤؛ ملاخي ٣:٥) كما شدَّدت الاسفار الاثنا عشر كم هو مهمّ ألا يُظهِر الذين يتولون المسؤولية المحاباة في حكمهم وألا يتأثروا بالمصالح الانانية. — ميخا ٧:٣، ٤.
١٥ ما هي بعض الفوائد الرائعة التي تجنيها من اتّباع حض الانبياء الاثني عشر؟
١٥ غير ان هؤلاء الانبياء لم يلفتوا انتباهنا الى امور ينبغي ان نتجنبها فحسب، بل ألقوا الضوء ايضا على الفوائد التي نجنيها اذا ما التصقنا بمقاييس اللّٰه. فستصير علاقتنا بيهوه لصيقة اكثر. (ميخا ٤:٥) وستنعم جماعتنا باستقرار اكبر وتصير اكثر نشاطا عندما يعمّها البرّ. كما ان عُرى زواجنا ستتوثق، وستصبح عائلتنا موحَّدة اكثر ومركِّزة اكثر على الامور الروحية. (هوشع ٢:١٩؛ ١١:٤) وإذا مارسنا العدل والاستقامة، نكسب احترام الآخرين. وإذا اقتدينا برحمة يهوه، نُعرِب عن الرأفة واللطف الحبي، مما يدفع إخوتنا وأخواتنا الى مبادلتنا بالمثل. (ميخا ٧:١٨، ١٩) نعم، سنكون محاطين بأشخاص روحيين، إخوة وأخوات يحبون الحق والسلام. والاهم هو اننا سنربح صداقة يهوه. (زكريا ٨:١٦، ١٩) أفليست كل هذه الامور بركات تختبرها الآن؟
١٦ ايّ فرق هو واضح اليوم، وأيّ اثر سيكون لذلك حين يأتي يوم حساب يهوه؟
١٦ يُظهِر كل ما تقدّم ان الفرق «بين البار والشرير» — بين المسيحيين الحقيقيين والمسيحيين الزائفين — هو اوضح من ايّ وقت مضى. (ملاخي ٣:١٨) ونحن نجاهد لبلوغ مقاييس يهوه وسط عالم يغوص اكثر فأكثر في حمأة الكفر. وأنت تعرف ان هذا الفرق سيكون له عواقب خطيرة حين يأتي «يوم يهوه العظيم». — صفنيا ١:١٤؛ متى ٢٥:٤٦.
١٧ كيف يمكنك استخدام المعلومات في هذا الكتاب في المستقبل؟
١٧ من الواضح اذًا ان مشورة الانبياء الاثني عشر تتخطى حدود الزمن. لذلك، عندما تواجه صعوبات او قرارات معيّنة، يحسن بك ان تراجع المعلومات المفيدة والعملية التي تتضمنها فصول هذا الكتاب. وهكذا تُظهِر انك ترغب دائما ان تتعلم عن طرق يهوه وأن ‹تسلك في سبله›. (ميخا ٤:٢) لكنَّ السلوك في هذا السبيل لا يقتصر على الوقت الحاضر. أفليست رغبتك المخلصة ان يُكتَب اسمك في سفر تذكرة يهوه ولا يُمحى ابدا؟ ان اسفار الانبياء الاثني عشر هي خير مساعد لك لبلوغ هذه الغاية.
الايمان يؤدي الى الخلاص
١٨ ايّ مطلب بالغ الاهمية يرِد في يوئيل ٢:٣٢، وأي وجه اضافي لهذا المطلب اشار اليه الرسول بولس؟
١٨ شدَّد يوئيل على امر اساسي يمكِّنك من نيل رضى اللّٰه باستمرار حين قال: «كل مَن يدعو باسم يهوه ينجو». (يوئيل ٢:٣٢) ولاحقا، اقتبس الرسولان بطرس وبولس هذا المطلب البالغ الاهمية. (اعمال ٢:٢١؛ روما ١٠:١٣) وقد اشار بولس الى وجه آخر لهذا الحض عندما سأل: «كيف يدعون مَن لم يؤمنوا به؟». (روما ١٠:١٤) ولا شك انك تريد ان تدعو باسم يهوه وتمارس الايمان به الآن وإلى الابد!
١٩ ماذا يتضمن الدعاء باسم يهوه؟
١٩ ان الدعاء باسم يهوه لا يقتصر فقط على معرفة اسم اللّٰه الشخصي واستعماله. (اشعيا ١:١٥) فقرينة يوئيل ٢:٣٢ تشدِّد على التوبة الاصيلة والثقة بغفران يهوه. (يوئيل ٢:١٢، ١٣) لذلك فإن الدعاء باسم اللّٰه يتضمن التعرف به عن كثب، الاتكال عليه، إطاعته، وجعل خدمته تحتلّ المرتبة الاولى في حياتنا. وفعل ذلك يساهم الى حد كبير في نيلنا بركة من اللّٰه، العيش حياة ابدية مانحة للاكتفاء. — متى ٦:٣٣.
٢٠ اية مكافأة رائعة تتيحها لك ممارسة الايمان؟
٢٠ ذكر يهوه بفم حبقوق: «اما البار فبأمانته يحيا». (حبقوق ٢:٤) فاحرص على غرس هذه الكلمات في عقلك وقلبك. فهذه هي احدى حقائق الكتاب المقدس المحورية. وقد اشار بولس اليها ثلاث مرات في كتاباته الموحى بها.b (روما ١:١٦، ١٧؛ غلاطية ٣:١١، ١٤؛ عبرانيين ١٠:٣٨) وهي تتطلب منك ان تمارس الايمان بالذبيحة التي قدَّمها يسوع المسيح عن خطايانا. اوضح يسوع ان ‹اللّٰه احبّ العالم كثيرا حتى انه بذل الابن، مولوده الوحيد، لكي تكون حياة ابدية لكل مَن يمارس الايمان به›. ونقرأ ايضا: «الذي يمارس الايمان بالابن له حياة ابدية». (يوحنا ٣:١٦، ٣٦) وهذه الذبيحة تتيح الشفاء الذي لا يمكن إلا لفادينا ان يجلبه. فقد تابع ملاخي بعدما سجّل عبارة يهوه عمّا سيفعله يومه العظيم لعالم الشيطان الشرير، قائلا: «اما انتم ايها الخائفون اسمي، فتشرق لكم شمس البر، حاملة الشفاء في اجنحتها». نعم، سيشرق يسوع بمنح الشفاء. ويشمل ذلك الشفاءَ الروحي الذي نختبره الآن. لكنه سيشمل ايضا الشفاء الجسدي الكامل في العالم الجديد. فيا له من امر مبهج! — ملاخي ٤:٢.
٢١ لماذا يمكنك الثقة بقدرة يهوه على اتمام مشيئته؟
٢١ من المهم ايضا ان نؤمن بقدرة اللّٰه على إتمام مشيئته. ففي ايام ميخا، كان من الصعب ائتمان الرفقاء البشر. قال النبي: «لا تأمنوا صاحبا. لا تثقوا بصديق حميم». رغم ذلك، لم يلقَ ميخا صعوبة في الثقة بيهوه. انت ايضا ينبغي ان يكون هذا موقفك. فقد قال ميخا: «اما انا فأراقب يهوه». (ميخا ٧:٥، ٧) فعلى عكس البشر المتقلبين، يملك يهوه الارادة والقدرة على إتمام قصده لتبرئة سلطانه ولخير رجال الايمان الابدي.
٢٢ اية نتيجة سيحصدها الذين يدعون باسم يهوه بإيمان؟
٢٢ ويمكنك بثقة ترديد كلمات حبقوق: «أبتهج بيهوه، وأفرح بإله خلاصي». (حبقوق ٣:١٨) والنبي يوئيل يذكر بوضوح سببا ليفرح الذين يدعون باسم يهوه بإيمان. فقد قال انهم ‹سينجون›، او كما عبّر بولس عن ذلك: ‹سيخلصون›. (يوئيل ٢:٣٢؛ روما ١٠:١٣) فماذا يعني ذلك؟ لقد خلَّصتك ممارسة الايمان من اعمال الشيطان الماكرة ومن الاختبارات المؤلمة الكثيرة التي لا بد ان يمرّ بها الاشرار. (١ بطرس ١:١٨) ولكن إضافة الى ذلك، يمكنك ان تتطلع بثقة الى الخلاص من النهاية المأساوية لنظام الاشياء الشرير هذا. وهذا ما سيتيح لك فرصة التمتع بالبركات العديدة التي اشار اليها الانبياء الاثنا عشر.
لمحات مسبقة عن الفردوس
٢٣، ٢٤ (أ) ما هي بعض اللمحات المسبقة عن الفردوس التي اعطاها الانبياء الاثنا عشر؟ (ب) كيف تأثرت نظرتك الى المستقبل بما كتبه الانبياء الاثنا عشر؟
٢٣ هنالك بركات ابدية مخبأة «لخائفي يهوه». (ملاخي ٣:١٦) فبعض الانبياء الاثني عشر اعطوا لمحات مسبقة تعطي وصفا حيّا للفردوس الارضي الذي يكمن امامنا، وصفا يملأك فرحا ولهفة. مثلا، كتب ميخا: «يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته، ولا يكون مَن يرعد». (ميخا ٤:٤) حقا، في ظل حكم ملكوت اللّٰه، ستشعر بالامان وستحصد ثمر كدّك!
٢٤ وتطلُّعك الى نهاية المرض، الحزن، حتى الموت ليس تعليلا للنفس بالآمال. تخيّل الفرح الذي سيغمر المقامين الى الحياة برجاء بلوغ الكمال البشري! فسيختبرون إتماما موسّعا لكلمات هوشع ١٣:١٤ الذي سيشمل الارض كلها. فقد كتب قائلا: «من يد شيول افديهم، من الموت اخلّصهم. اين شوكتك يا موت؟ اين قدرتك على الاهلاك يا شيول؟». وطبَّق بولس هذا العدد على القيامة السماوية. — ١ كورنثوس ١٥:٥٥-٥٧.
٢٥ كيف ستشعر في العالم الجديد؟
٢٥ لا ينبغي ان يستصعب المرء الايمان ان قيامة ارضية ستحدث. (زكريا ٨:٦) فعندما انبأ عاموس وميخا بأن شعب اللّٰه سيعود من السبي، ربما بدا ذلك صعب التصديق. لكنك تعرف انه حدث بالفعل. (عاموس ٩:١٤، ١٥؛ ميخا ٢:١٢؛ ٤:١-٧) قال العائدون من السبي: «صرنا كالحالمين. حينئذ امتلأ فمنا ضحكا، ولساننا تهليلا. . . . قد صنع يهوه عظائم في ما عمله معنا، وصرنا فرحين». (مزمور ١٢٦:١-٣) وهذا ما ستشعر به في العالم الجديد عند نيلك «بركة حتى لا يكون بعد عوز».
خدام يهوه محاطون بأشخاص يحبون الحق والعدل
٢٦ ماذا ينتظر الذين يبقون يوم يهوه في الذهن؟
٢٦ بعدما يطهِّر «يوم يهوه» الارض من الشر، «يصير المُلك ليهوه» بشكل اكمل. (عوبديا ١٥، ٢١) أفلن تكون هذه بركة رائعة لكل رعاياه الارضيين؟ ويمكنك ان تكون انت بين الذين ستنطبق عليهم كلمات ملاخي الاصحاح ٣: «‹يصيرون لي›، يقول يهوه الجنود، ‹وأترأف عليهم كما يترأف الانسان على ابنه الذي يخدمه›». (ملاخي ٣:١٧) فمن الواضح ان امانتك، التي تؤهلك الآن للخلاص، ستتيح لك نيل «بركة حتى لا يكون بعد عوز». فما اروع هذا الرجاء!
a من اجل المزيد من التفاصيل، انظر برج المراقبة، عدد ١ كانون الاول (ديسمبر) ١٩٨٧، الصفحات ١٦-٢٢.
b اقتبس بولس من الترجمة السبعينية اليونانية، حيث تختلف الكلمات اختلافا طفيفا عن النص العبراني.