الفصل العاشر
دورك في بناء حياة عائلية ترضي اللّٰه
١ لماذا يتمتع شهود يهوه عموما بحياة عائلية سعيدة؟
شهود يهوه معروفون بأنهم يتمتعون بحياة عائلية سعيدة. كتب براين ويلسون، بروفسور في جامعة أوكسفورد: «يقدِّم الشهود نصائح عملية حول شتى المسائل . . . العلاقات الزوجية، الآداب، تربية الاولاد، وقضايا اخرى. فبإمكانهم تقديم مساعدة قيِّمة عن طريق النصائح الجديرة بالثقة المؤسسة على الكتابات المقدسة والتي تشكِّل معا فلسفة متكاملة للحياة». ولا شك انك شخصيا قد تعلَّمت الكثير من كلمة اللّٰه حول كيفية التمتع بحياة عائلية ناجحة.
٢ (أ) ماذا تلاحظ في ما يتعلق بالعائلات في العالم اليوم؟ (ب) اية اسفار من الكتاب المقدس سنبحث فيها عن الارشاد حول الحياة العائلية؟
٢ فيما يقترب يوم يهوه، يهاجم الشيطان العائلات بشكل خاص. لذلك يفقد كثيرون الثقة بأعضاء عائلتهم، تماما كما حدث في ايام ميخا. فقد كتب: «لا تأمنوا صاحبا. . . . احفظ مداخل فمك عن المضطجعة في حضنك. لأن الابن يحتقر الاب، والابنة تقوم على أمها، والكنة على حماتها؛ وأعداء الانسان اهل بيته». (ميخا ٧:٥، ٦) رغم ان العائلة تشهد تدهورا حول العالم، فأنت تجاهد لئلا تدع ذلك يؤثر فيك. وهكذا تصبح حياتك العائلية افضل، وتُسرّ اللّٰه اكثر. وعلى الارجح انت تطبِّق آيات مثل تثنية ٦:٥-٩؛ افسس ٥:٢٢–٦:٤؛ وكولوسي ٣:١٨-٢١. ولكن هل فكرت مرة ان اسفار الانبياء الاثني عشر هي مصدر للمشورة حول الحياة العائلية السعيدة؟ في هذا الفصل، سنناقش بعض الامثلة حول هذه المشورة. ولكن لا تفكر في هذه المشورة فقط، بل حاول ان تميِّز من خلال الامثلة طريقة اساسية يمكنك استخدامها لاستخلاص دروس اخرى من هذه الاسفار. وفي نهاية هذا الفصل، ستُدرَج بعض الآيات التي ستدرّبك على استخلاص دروس من هذه الاسفار الاثني عشر.
«يكره الطلاق»
٣، ٤ (أ) كيف يحاول كثيرون اليوم حلّ مشاكلهم الزوجية؟ (ب) اي موقف مخزٍ من الزواج كان سائدا في ايام ملاخي؟
٣ ان اول مجال من المنطقي ان نهتم به هو العلاقة بين الزوج والزوجة. فمعظم الناس لم يعتبروا الطلاق حلّا سهلا للمشاكل الزوجية إلا منذ عهد قريب. فالحصول عليه كان صعبا عادة. مثلا، في القرن التاسع عشر في انكلترا، استلزم الحصول على الطلاق مرسوما من البرلمان. وهذه النظرة عملت على حماية العائلات من التفكك. لكنَّ ذلك تغيّر كليّا الآن. تقول دائرة المعارف البريطانية: «ازدادت نِسَب الطلاق بشكل ملحوظ في بلدان عديدة منذ الحرب العالمية الثانية . . . تغيَّرت النظرة الى الطلاق تغييرا جذريا . . . وصار هنالك ميل عام الى قبوله». والطلاق يصبح ظاهرة اجتماعية حتى في بلدان مثل كوريا، حيث كان مرفوضا قبل عشر سنوات. فالناس في بلدان عديدة صاروا اليوم يشعرون انه خيار محتمَل امام الزوجَين اللذين يعيشان زواجا حافلا بالمشاكل.
٤ في ايام ملاخي في القرن الخامس قبل الميلاد، كان الطلاق متفشيا بين اليهود. قال لهم ملاخي: «يهوه كان الشاهد بينك وبين امرأة شبابك التي انت غدرت بها». فبسبب غدر الازواج، تغطَّى مذبح يهوه بدموع الزوجات المخدوعات و ‹ببكائهن وتنهّدهن›. وقد تغاضى الكهنة الفاسدون عن هذا التصرف القاسي. — ملاخي ٢:١٣، ١٤.
٥ (أ) ما رأي يهوه في الطلاق؟ (ب) لماذا غدْر المرء برفيق زواجه امر بالغ الخطورة؟
٥ وماذا كان رأي يهوه في حالة الزواج المزرية في ايام ملاخي؟ كتب ملاخي: «‹انه يكره الطلاق›، يقول يهوه إله اسرائيل». كما اكّد ان يهوه ‹لا يتغير›. (ملاخي ٢:١٦؛ ٣:٦) فهل فهمت ما المقصود هنا؟ قبل ايام ملاخي، كان اللّٰه يمقت الطلاق. (تكوين ٢:١٨، ٢٤) وشعوره هذا لم يتغير في زمن ملاخي، ولا يزال كما هو حتى ايامنا. فقد يقرِّر البعض إنهاء زواجهم لأنهم ببساطة غير راضين برفيق زواجهم. ويمكن ان يكون قلبهم غادرا ومخادعا، لكنّ يهوه هو فاحص القلب. (ارميا ١٧:٩، ١٠) فبإمكانه تمييز ايّ خداع او تخطيط ماكر وراء الطلاق مهما حاول المرء اختلاق الاعذار لتبرير تصرفه. نعم، ان «كل شيء عريان ومكشوف لعينَي مَن نؤدّي له الحساب». — عبرانيين ٤:١٣.
٦ (أ) كيف يمكن لامتلاك نظرة يهوه الى الطلاق ان يساعدك؟ (ب) ماذا كانت النقطة الرئيسية في نصيحة يسوع حول الطلاق؟
٦ ربما لم يتأزم الوضع بينك وبين رفيق زواجك الى درجة طلب الطلاق. رغم ذلك، يحسن بك ان تبقي نظرة يهوه في بالك. فبما ان لا احد منا كامل، فلا بد ان نتوقع نشوء الصعوبات والخلافات في الزواج. في هذه الحال، هل تفكر في الطلاق كخيار محتمَل، معتبرا اياه مخرَجا سهلا؟ وفي خضم النزاع، هل تأتي على ذكر إمكانية الطلاق؟ كثيرون يفعلون ذلك. إلا ان نظرة اللّٰه الى رباط الزواج مختلفة. فهو يوصي الازواج ان يبذلوا جهدا اكبر لإنجاح زواجهم. مما لا شك فيه ان يسوع المسيح قال ان هنالك اساسا شرعيا اوحد للطلاق: العهارة، اي كل اشكال العلاقة الجنسية خارج نطاق الزواج. ولكن ماذا كانت النقطة الرئيسية في نصح يسوع؟ قال لمستمعيه: «ما جمعه اللّٰه في نير واحد فلا يفرّقه انسان». فقد ايّد يسوع مقياس يهوه الثابت الذي ذكره ملاخي قبل نحو ٤٥٠ سنة. — متى ١٩:٣-٩.
٧ انسجاما مع الحض الموجود في سفر ملاخي، كيف يمكنك المحافظة على رباط زواج متين؟
٧ اذًا، كيف يحافظ المسيحيون على رباط زواج متين؟ زوَّد ملاخي المفتاح حين قال: «احترزوا لروحكم، ولا تغدروا». (ملاخي ٢:١٦) وهذا يعني الانتباه للميول القوية التي في داخلنا. فإذا كنا ‹نحترز لروحنا›، نتجنب الاغراء بمنح اهتمام في غير محله لشخص غير رفيق زواجنا. (متى ٥:٢٨) مثلا، ماذا لو كنا نُسَرّ في قرارة انفسنا بنيل الاهتمام الرومنطيقي او سماع الكلام المعسول من شخص من الجنس الآخر؟ هذا يعني اننا نقلِّل من الاحتراز لروحنا. لذلك فإن الدرس المهم الذي نتعلمه من اسفار الانبياء الاثني عشر والذي يساهم في جعل رباط زواجنا قويا هو الانتباه ‹لروحنا›.
٨، ٩ لماذا أُدرِج ما حدث مع هوشع وجومر في الكتاب المقدس؟
٨ دون شك انت مصمم على جعل زواجك ناجحا، مع ذلك لا يمكنك ان تتجنّب مشاكل الحياة الزوجية كليّا. فكيف يمكنك معالجة المشاكل حين تنشأ، وخصوصا اذا كنت تشعر ان مَن يقع عليه اللوم الاكبر هو رفيق زواجك؟ تذكَّر ما ذُكر سابقا في الفصلَين الثاني والرابع من هذا الكتاب عن هوشع. فقد صارت زوجته جومر «عاهرة» ثم ‹سعت وراء عشّاقها›. ولكنها لاحقا اصبحت مهجورة ومعدمة ومستعبَدة. فاشتراها هوشع واستردّها، وحثّه يهوه ان يحبّها من جديد. ولماذا؟ ليكون ذلك رمزا الى ما حدث بين يهوه وإسرائيل. فكان يهوه ‹بعلا› لإسرائيل، وكانت هي كزوجة له. — هوشع ١:٢-٩؛ ٢:٥-٧؛ ٣:١-٥؛ ارميا ٣:١٤؛ اشعيا ٦٢:٤، ٥.
٩ منذ الازمنة الباكرة، آلَم الاسرائيليون يهوه باتّباعهم آلهة اخرى. (خروج ٣٢:٧-١٠؛ قضاة ٨:٣٣؛ ١٠:٦؛ مزمور ٧٨:٤٠، ٤١؛ اشعيا ٦٣:١٠) فالمملكة الشمالية ذات العشرة اسباط كانت مذنبة خصوصا بعبادة العجل. (١ ملوك ١٢:٢٨-٣٠) إضافة الى ذلك، لم يتّكل الاسرائيليون على بعلهم يهوه، بل لجأوا الى عشّاقهم السياسيين. فقد ذهبوا ذات مرة وراء اشور، تماما كحمار الوحش الذي لا يضبط شهواته الجنسية. (هوشع ٨:٩) فكيف تشعر لو تصرّف رفيق زواجك بهذه الطريقة؟
١٠، ١١ كيف يمكنك الاقتداء بيهوه اذا واجهت حالة بدا فيها ان رفيق زواجك هو المخطئ؟
١٠ بحلول ايام هوشع، كان قد مرّ اكثر من ٧٠٠ سنة على دخول الاسرائيليين في علاقة عهد مع يهوه. لكنَّ اللّٰه كان مستعدا ليغفر لهم شرط ان يرجعوا اليه. على ما يُعتقَد، ابتدأ هوشع يتنبأ قبل سنة ٨٠٣ قم، مما يدل ان يهوه استمر يُظهِر صبره لإسرائيل حوالي ٦٠ سنة اخرى وليهوذا ٢٠٠ سنة اخرى تقريبا. وباستخدام ظروف هوشع العائلية كمثال، كان يهوه لا يزال يدعو شعب عهده الى التوبة. فرغم انه كان يمتلك اسبابا وجيهة لإنهاء علاقته الشبيهة بالزواج بإسرائيل، فقد ظلّ يرسل الانبياء لمساعدة زوجته المجازية على الرجوع اليه، حتى لو كان ذلك على حسابه. — هوشع ١٤:١، ٢؛ عاموس ٢:١١.
١١ فهل تقتدي بما فعله يهوه اذا واجهت حالة كان فيها رفيق زواجك هو المخطئ؟ هل تبادر الى إعادة علاقتك برفيق زواجك الى مجاريها؟ (كولوسي ٣:١٢، ١٣) ان هذا يتطلب التواضع. ويهوه رسم مثالا رائعا للتواضع في تعاملاته مع الاسرائيليين. (مزمور ١٨:٣٥؛ ١١٣:٥-٨) فقد «خاطب قلب» الاسرائيليين، حتى انه توسل اليهم. لذلك أليس لدينا نحن البشر الناقصين سبب اقوى لمخاطبة قلب رفيق زواجنا، اذ نجاهد لحلّ المشاكل والتغاضي عن الاخطاء؟ من الجدير بالذكر ان جهود يهوه اثمرت. فقد فتحت بقية من الامة قلبها وهي في البرية، اي في السبي في بابل. ولاحقا، عادوا الى موطنهم وصاروا يدعون يهوه «زوجي». — هوشع ٢:١٤-١٦.a
١٢ كيف يمكن للتأمل في تعامل يهوه مع زوجته المجازية ان يفيدك في علاقتك الزوجية؟
١٢ لذلك اذا نشأت مشكلة خطيرة في زواجك، فعلى الارجح ستُثمر جهودك المخلصة لردّ علاقتك برفيق زواجك. فاللّٰه كان مستعدا ليغفر حتى خطية العهارة الروحية الخطيرة التي ارتكبتها زوجته المجازية. لكنَّ معظم المشاكل الزوجية بين المسيحيين الحقيقيين لا تصل الى هذا الحدّ الخطير. فمشاكل كثيرة تبدأ عندما يتفوّه احد الزوجَين بكلمات قاسية او جارحة. لذلك اذا جرحت مشاعرَك كلماتُ رفيق زواجك اللاذعة، فتذكَّر ما عاناه هوشع ويهوه نفسه. (امثال ١٢:١٨) فهذا يمكن ان يساعدك على الغفران.
١٣ ايّ درس يمكننا تعلّمه من واقع ان يهوه طلب من شعبه العاصي ان يتوبوا؟
١٣ هنالك وجه آخر ايضا لهذه الرواية التاريخية. فهل كان اللّٰه سيسترد علاقته بشعبه وهم لا يزالون يمارسون العهارة؟ قال اللّٰه لهوشع عن الامة الزانية: «لتنزع عهارتها من امامها وزناها من بين ثدييها». (هوشع ٢:٢) فكان يجب على الشعب ان يتوبوا و ‹ينتجوا ثمرا يليق بالتوبة›. (متى ٣:٨) فماذا تتعلم من ذلك؟ يجب ان تركِّز على ضعفاتك، وليس على ضعفات رفيق زواجك. فإذا اخطأتَ الى رفيق زواجك، فلمَ لا تسعى الى ردّ العلاقة بينكما بتقديم اعتذار مخلص وتغيير مسلكك؟ فيمكن ان يؤدي ذلك الى نيلك الغفران.
«رُبُط المحبة» — اساس لمنح التأديب
١٤، ١٥ (أ) نظرا الى ما هو مذكور في ملاخي ٤:١، لماذا ينبغي ان تحمل مسؤولية تعليم اولادك محمل الجد؟ (ب) كيف يمكنك مساعدة اولادك على التعرّف بيهوه؟
١٤ يمكننا تعلّم المزيد بشأن الحياة العائلية من تعاملات يهوه مع الاسرائيليين المذكورة في اسفار الانبياء الاثني عشر. فهذه الاسفار تحتوي على دلائل تعلِّمك كيف يمكنك مساعدة اولادك. لا شك ان تربية الاولاد في ايامنا ليست بالامر السهل. لذلك يجب على الوالدين ان يحملوا مسؤوليتهم محمل الجد. نقرأ في سفر ملاخي: «‹يلتهم [الناسَ] اليومُ الآتي›، يقول يهوه الجنود، ‹فلا يترك لهم أصلا ولا فرعا›». (ملاخي ٤:١) ففي يوم الحساب هذا، سيُعامَل الاولاد (الفروع) بعدل وفق تقييم يهوه لوالديهم (الاصول) الذين هم مسؤولون عن اولادهم. (اشعيا ٣٧:٣١) ومسلك حياة الوالدين يمكن ان يقرِّر هل مستقبل صغارهم مشرق او مظلم. (هوشع ١٣:١٦) فإذا لم تحافظوا ايها الوالدون (الاصل) على موقف جيد امام يهوه، فماذا يمكن ان يحدث لصغاركم (الفروع) في يوم سخطه؟ (صفنيا ١:١٤-١٨؛ افسس ٦:٤؛ فيلبي ٢:١٢) بالمقابل، فإن جهودكم المخلصة لنيل رضى اللّٰه يمكن ان تفيدهم. — ١ كورنثوس ٧:١٤.
١٥ بعد الاقتباس من نبوة يوئيل عن ضرورة الدعاء باسم يهوه، كتب الرسول بولس: «كيف يدعون مَن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به؟». (روما ١٠:١٤-١٧؛ يوئيل ٢:٣٢) كان بولس يتحدث هنا عن كرازتنا العلنية، ولكن بإمكانك تطبيق هذا المبدإ على تعليم اولادك. فكيف يمكنهم الايمان بيهوه اذا لم يسمعوا به؟ فهل تصرف وقتا كافيا يوما بعد يوم لتعليم اولادك عن صلاح يهوه، غارسا فيهم محبة عميقة له ولإرشاده؟ من المرجح ان يحرز الصغار تقدّما روحيا اذا سمعوا باستمرار عن يهوه في البيت. — تثنية ٦:٧-٩.
١٦ انسجاما مع ما تقوله ميخا ٦:٣-٥، كيف يمكنك الاقتداء بيهوه عند تأديب اولادك؟
١٦ عندما يكون الاولاد صغارا جدا، من السهل نسبيا إحضارهم الى الاجتماعات المسيحية. ولكن فيما يكبرون، تتكوّن لديهم طريقة تفكير خاصة بهم. فكيف يمكنك التعامل مع اولادك اذا اظهروا احيانا ميولا تمرّدية؟ بإمكانك التعلم من اسفار الانبياء الاثني عشر التي تروي كيف تعامل يهوه مع اسرائيل ويهوذا. (زكريا ٧:١١، ١٢) مثلا، فيما تقرأ ميخا ٦:٣-٥، تأمل في المشاعر التي تنقلها. فرغم ان الاسرائيليين كانوا مخطئين، دعاهم اللّٰه «شعبي». وتوسّل اليهم قائلا: «يا شعبي، اذكر». وبدلا من اتِّهامهم بقسوة، حاول بلوغ قلوبهم. فهل يمكنك الاقتداء بيهوه عند تأديب اولادك؟ مهما كانوا مخطئين، فعامِلهم كأفراد لا غنى عنهم ضمن العائلة ولا توجِّه اليهم عبارات محقِّرة. وبدلا من شجبهم بعنف، توسّل اليهم بحنان. اطرح عليهم اسئلة لتعرف فيمَ يفكرون. وحاوِل ان تبلغ قلوبهم لكي يعبِّروا عن مشاعرهم الحقيقية. — امثال ٢٠:٥.
١٧، ١٨ (أ) ماذا ينبغي ان يدفعك الى تأديب اولادك؟ (ب) كيف يمكنك المحافظة على «رُبُط المحبة» مع اولادك؟
١٧ وماذا يدفعك الى تأديب اولادك؟ يقوم بعض الوالدين بذلك لئلا تتلطخ سمعة العائلة. لكنَّ يهوه اظهر ما يدفعه الى التأديب عندما قال: «علّمت أفرايم المشي، وحملتهم على ذراعيّ . . . بحبال البشر، برُبُط المحبة، جذبتهم». (هوشع ١١:٣، ٤) يشبِّه هوشع العلاقة بين يهوه وإسرائيل بالعلاقة بين الاب وابنه. فهل يمكنك ان تتخيل هذه الصورة؟ والد محب يساعد طفله ان يخطو خطواته الاولى بقدمَين مرتعشتَين، ربما مستعمِلا حبالا يتشبث بها الولد لئلا يقع او يحيد عن الطريق. — ارميا ٣١:١-٣.
١٨ فهل تقتدي بمحبة اللّٰه للاسرائيليين؟ فمع انهم تمرّدوا عليه مرة بعد مرة، لم يُفلِت بسرعة رُبُط المحبة تلك. على نحو مماثل، قد يحيد الصغار احيانا او يتعثرون بسبب مسائل قليلة الشأن. فحاوِل ان تحافظ على اواصر المحبة بينك وبينهم. وتذكَّر ان يهوه لم تُعْمِه المحاباة لكي يتغاضى عن اخطاء شعبه. فقد عالج المشكلة بصراحة، ادّبهم بمحبة، وصرف الوقت لمنحهم المساعدة اللازمة. انت ايضا اذا لاحظت ان ابنك او ابنتك يحيدان تدريجيا عن طريق الحق، فلا تتجاهل ذلك. حاوِل ان تردّهم، كما لو انه بحبال، بتزويد المساعدة الحبية خلال هذه الفترة العصيبة. اصرف بصبر الوقت مع اولادك خلال هذه الفترة، فهذا امر بالغ الاهمية.
١٩ لماذا لا ينبغي ان تفقد الامل في مساعدة اولادك؟
١٩ انبأ هوشع ان بقية من الاسرائيليين ستقبل التأديب، قائلا: «يرجع بنو اسرائيل ويطلبون يهوه إلههم وداود ملكهم، ويأتون مرتعدين الى يهوه وإلى صلاحه في آخر الايام». (هوشع ٣:٥) نعم، كان تأديب اللّٰه نافعا لبقية من شعبه. وبإمكانك الثقة بأن تأديبك انت ايضا سيكون نافعا لأولادك. حاوِل ان ترى الصلاح فيهم. كُن لطيفا عندما تتكلم معهم ولكن في الوقت نفسه حازما في الالتصاق بمبادئ الكتاب المقدس. وحتى لو لم يتجاوب الولد المتمرد الآن، فمَن يدري متى يعود الى رشده؟!
احترز من المعاشرات الرديئة
٢٠ اي سؤال حول المعاشرات يمكن للاولاد ان يجدوا الجواب عنه في اسفار الانبياء الاثني عشر؟
٢٠ ماذا يمكن ان تتعلموا ايها الاولاد من اسفار الانبياء الاثني عشر؟ قد تكون ١ كورنثوس ١٥:٣٣، التي توصي بتجنُّب المعاشرات الرديئة، احدى اكثر الآيات التي يقتبسها والدوكم وهم يتكلمون معكم. ولكن قد يتساءل البعض منكم: ‹هل الصداقة مع اشخاص لا يعبدون يهوه هي حقا رديئة؟›. يمكنكم ايجاد الجواب عن هذا السؤال في اسفار الانبياء الاثني عشر.
٢١-٢٣ (أ) ماذا يمكن ان يتعلم الاولاد من المسلك الذي اتَّخذه الادوميون؟ (ب) مَن هم اصدقاؤك الحقيقيون؟
٢١ في حين ان هذه الاسفار كانت موجَّهة بشكل رئيسي الى شعب اللّٰه، فإن سفر عوبديا وُجِّه الى الادوميين الذين دُعوا اخوة الاسرائيليين.b (تثنية ٢:٤) وعلى عكس معظم الاسفار الباقية، يستخدم عوبديا الضمير «انت» للاشارة الى شعب ادوم. فكِّر الآن في ما فعله الادوميون. فعندما جرت محاصرة اورشليم حوالي سنة ٦٠٧ قم، اصطف الادوميون الى جانب البابليين، رغم ان هنالك قرابة دم بينهم وبين يعقوب. فقد قالوا بسخرية: ‹عرّوها! عرّوها!›. (مزمور ١٣٧:٧؛ عوبديا ١٠، ١٢) وكانوا يخططون للاستيلاء على ارض يهوذا. حتى انهم اكلوا مع البابليين، الامر الذي اعتُبِر في الشرق دلالة ان علاقة عهد تجمع بين الطرفَين.
٢٢ لاحِظ ما انبأ به عوبديا بشأن الادوميين: «يخدعكَ كل رجال عهدك [البابليين]، ويقوى عليك مسالموك، والآكلون معك خبزا يجعلون شبكة تحتك؛ وأنت تكون كمن لا تمييز عنده». (عوبديا ٧) فماذا حصل للادوميين الذين تخلّوا عن اخيهم، يعقوب، واختاروا البابليين عشراء لهم؟ في النهاية، دُمِّرت ادوم على ايدي البابليين بقيادة نبونيد. وبحلول ايام ملاخي، كان اللّٰه قد جعل جبال ادوم قفرا وميراثه لبنات آوى. — ملاخي ١:٣.
٢٣ والآن فكِّر في اصدقائك المزعومين الذين لا يعبدون يهوه. ألا تلاحظ ان ‹رفاق العهد› الذين تجمع بينهم الصداقة غالبا ما يخدعون واحدهم الآخر و ‹يجعلون شبكة تحت› اصدقائهم المزعومين؟ وماذا يقولون اذا انكشف خداعهم؟ قد يعتبرون ان اصدقاءهم المخدوعين هم ساذجون لأنهم لا يستطيعون تمييز حيَل الآخرين. فكم يشبه ذلك تعامل البابليين مع عشرائهم الادوميين! هل تشعر ان «اصدقاء» كهؤلاء يهتمون فعلا بك اذا واجهت المشاكل؟ (عوبديا ١٣-١٦) من ناحية اخرى، فكِّر في يهوه اللّٰه وشعبه اليوم. ان يهوه مستعدّ دائما لمساعدتك وسيدعمك خلال الفترات العصيبة التي تمرّ بها. كما ان شعبه هم ‹رفقاء حقيقيون يحبون في كل وقت›، وهم اشخاص امناء ‹يولدون للشدة›. — امثال ١٧:١٧.
قدِّر اهم علاقة حقّ التقدير
٢٤، ٢٥ ماذا يجب ان يكون اهم شيء في حياتنا؟
٢٤ ان الروابط العائلية مهمّة وتستحق ان نبقيها قوية. ويمكننا ان نتعلم دروسا عديدة بشأنها من اسفار الانبياء الاثني عشر. فلمَ لا تقرأها وتطبِّق الطريقة التي استخدمناها في هذا الفصل؟ فهذا ما يمكّنك من استخلاص المزيد من الدروس حول جعل الحياة العائلية افضل. ولكن هل حيازة حياة عائلية سعيدة هي المسألة الاهم لعبّاد اللّٰه اليوم؟
٢٥ من الجدير بالاهتمام ان يوئيل تنبأ بخصوص يوم يهوه القادم: «اجمعوا الشعب. قدّسوا الجماعة. . . . ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها». (يوئيل ٢:١٥، ١٦) فكل العائلة يجب ان تجتمع معا لعبادة يهوه. حتى العروسان، اللذان يكونان عادة منشغلَين، ليسا مستثنيَين. فما من شيء يجب ان يكون اهمّ من تجمّعنا لعبادة اللّٰه. وإذ يدنو يوم يهوه بسرعة، يجب ان يكون الموقف الجيد امامه اهمّ شيء في حياتنا. وفي الجزء الاخير من هذا الكتاب، سنناقش ما ينبغي ان نفعله بفرح اليوم.
a في حال كان رفيق زواج الشخص المسيحي مذنبا بالزنى، على الشريك البريء ان يقرِّر هل يغفر ام لا. — متى ١٩:٩.
b ان الاستثناء الوحيد الآخر هو سفر ناحوم الذي وُجِّه الى اهل نينوى.