الثالوث
تعريف: العقيدة المركزية لاديان العالم المسيحي. وبحسب الدستور الاثناسيوسي، هنالك ثلاثة اقانيم الهية (الآب، الابن، الروح القدس)، كلٌّ يقال انه سرمدي، وكلٌّ يقال انه قادر على كل شيء، ليس احد اعظم او ادنى من الآخر، وكلٌّ يقال انه اللّٰه، ومع ذلك لا يكونون معا سوى اله واحد. والبيانات الاخرى للعقيدة تشدد ان «الاقانيم» الثلاثة هؤلاء ليسوا افرادا منفصلين ومتميزين ولكنهم حالات ثلاث فيها يوجد الجوهر الالهي. وهكذا يشدد بعض الثالوثيين على اعتقادهم ان يسوع المسيح هو اللّٰه، او ان يسوع والروح القدس هما يهوه. ليس تعليما للكتاب المقدس.
ما هو اصل عقيدة الثالوث؟
تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة: «لا تَظهر كلمة ثالوث، ولا عقيدة واضحة كهذه، في العهد الجديد، ولا قصَد يسوع وأتباعه ان يناقضوا ‹السماع› في العهد القديم: ‹اسمع يا اسرائيل. الرب الهنا رب واحد.› (تثنية ٦:٤). . . . تطورت العقيدة تدريجيا على مر قرون عديدة ومن خلال مجادلات كثيرة. . . . وبنهاية القرن الـ ٤ . . . اتخذت عقيدة الثالوث فعليا الشكل الذي حافظت عليه منذ ذلك الحين.» — (١٩٧٦)، ميكروبيديا، المجلد ١٠، ص ١٢٦.
وتذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة: «ان الصيغة ‹اله واحد في ثلاثة اقانيم› لم تتأسس بشكل متين، وبالتاكيد لم تُستوعب تماما في الحياة المسيحية واعلان ايمانها، قبل نهاية القرن الـ ٤. ولكنّ هذه الصيغة بالضبط هي التي تستحق اولا اسم عقيدة الثالوث. وبين الآباء الرسوليين لم يكن هنالك حتى ما يقارب من بعيد عقليةً او وجهة نظر كهذه.» — (١٩٦٧)، المجلد ١٤، ص ٢٩٩.
وفي دائرة المعارف الاميركية نقرأ: «نشأت المسيحية من الدين اليهودي، وكان الدين اليهودي موحِّدا بشكل صارم. [يؤمن بأن اللّٰه شخص واحد]. والطريق التي قادت من اورشليم الى نيقية لا تكاد تكون طريقا مستقيمة. والاعتقاد بالتثليث في القرن الرابع لم يعكس بدقة التعليم المسيحي الباكر عن طبيعة اللّٰه؛ وعلى العكس، كان انحرافا عن هذا التعليم.» — (١٩٥٦)، المجلد ٢٧، ص ٢٩٤ ل.
بحسب القاموس الجديد العالمي، «الثالوث الافلاطوني، وهو نفسه مجرد اعادة ترتيب لثواليث اقدم يعود تاريخها الى الشعوب الابكر، يَظهر انه ثالوث الرموز الفلسفي المعقول الذي انتج الاقانيم او الاشخاص الالهيين الثلاثة الذين تعلِّم بهم الكنائس المسيحية. . . . ان تصوُّر هذا الفيلسوف اليوناني [افلاطون، القرن الرابع قم] عن الثالوث الالهي . . . يمكن ان يوجد في جميع الاديان [الوثنية] القديمة.» — (باريس، ١٨٦٥-١٨٧٠)، حرَّره م. لاشاتر، المجلد ٢، ص ١٤٦٧.
ويقول جون مكنزي، الجمعية اليسوعية، في مؤلَّفه «قاموس الكتاب المقدس»: «ان ثالوث الاقانيم في وحدة الطبيعة يجري تعريفه بتعبيري ‹اقنوم› و ‹طبيعة› اللذين هما تعبيران فلسفيان يونانيان؛ وفي الواقع لا يَظهر التعبيران في الكتاب المقدس. وقد نشأت التعريفات الثالوثية نتيجة لمجادلات طويلة جرى فيها خطأً تطبيق هذين التعبيرين وغيرهما مثل ‹الذات› و ‹الجوهر› على اللّٰه من قبل بعض اللاهوتيين.» — (نيويورك، ١٩٦٥)، ص ٨٩٩.
مع انه، كما يعترف الثالوثيون، لا كلمة «ثالوث» ولا بيان عقيدة الثالوث موجود في الكتاب المقدس، هل المفاهيم المتضمَّنة في هذه العقيدة موجودة هناك؟
هل يعلِّم الكتاب المقدس ان «الروح القدس» هو شخص؟
ان بعض الآيات الافرادية التي تشير الى الروح القدس قد يبدو انها تدل على الشخصية. مثلا، يشار الى الروح القدس كمعين (باليونانية، «بَراكليتوس»؛ «معزٍ،» مج؛ «مدافع،» كا، اج) «يعلِّم،» «يشهد،» «يتكلم» و «يسمع.» (يوحنا ١٤:١٦، ١٧، ٢٦؛ ١٥:٢٦؛ ١٦:١٣) ولكنّ آيات اخرى تقول ان الناس ‹امتلأوا› من الروح القدس، ان البعض ‹اعتمدوا› به او ‹مُسحوا› به. (لوقا ١:٤١، متى ٣:١١، اعمال ١٠:٣٨) ان هذه الاشارات الاخيرة الى الروح القدس لا تنطبق بالتاكيد على شخص. ولكي نفهم ما يعلِّمه الكتاب المقدس ككل يجب اخذ كل هذه الآيات بعين الاعتبار. فما هي النتيجة المعقولة؟ ان الآيات الاولى المشار اليها هنا تستعمل المجاز لتجسيم روح اللّٰه القدوس، قوته الفعالة، كما يعمل الكتاب المقدس ايضا على تجسيم الحكمة، الخطية، الموت، الماء، والدم. (انظروا ايضا الصفحتين ٢١٧، ٢١٨، تحت عنوان «الروح.» )
ان الاسفار المقدسة تخبرنا بالاسم الشخصي للآب — يهوه. وتُعْلمنا بأن الابن هو يسوع المسيح. ولكن لا يوجد مكان في الاسفار المقدسة يجري فيه تطبيق اسم شخصي على الروح القدس.
وتخبر اعمال ٧:٥٥، ٥٦ ان استفانوس أُعطي رؤيا عن السماء رأى فيها «يسوع قائما عن يمين اللّٰه.» ولكنه لم يذكر شيئا عن رؤية الروح القدس. (انظروا ايضا رؤيا ٧:١٠؛ ٢٢:١، ٣.)
وتعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة: «تُظهر اغلبية آيات العهد الجديد روح اللّٰه كشيء، لا كشخص؛ ويُرى ذلك خصوصا في التناظر بين الروح وقوة اللّٰه.» (١٩٦٧، المجلد ١٣، ص ٥٧٥) وتخبر ايضا: «تحدث المدافعون عن الدين [الكتبة المسيحيون اليونان للقرن الثاني] على نحو متردد اكثر من اللازم عن الروح؛ وبمقدار من التوقع، يمكن ان يتكلم المرء على نحو غير شخصي اكثر من اللازم.» — المجلد ١٤، ص ٢٩٦.
هل يوافق الكتاب المقدس اولئك الذين يعلِّمون ان الآب والابن ليسا فردين منفصلين ومتميزين؟
متى ٢٦:٣٩: «تقدَّم قليلا وخرّ [يسوع المسيح] على وجهه وكان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت.» (لو لم يكن الآب والابن فردين متميزين لكانت صلاة كهذه بلا معنى. ولكان يسوع يصلي الى نفسه، ولكانت مشيئته بالضرورة مشيئة الآب.)
يوحنا ٨:١٧، ١٨ « [اجاب يسوع الفريسيين اليهود:] في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق. انا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الآب الذي ارسلني.» (وهكذا تكلم يسوع على نحو واضح عن نفسه بأنه فرد منفصل ومتميز عن الآب.)
انظروا ايضا الصفحتين ٤٣٥، ٤٣٦، تحت «يهوه.»
هل يعلِّم الكتاب المقدس ان جميع الذين يقال انهم جزء من الثالوث هم سرمديون، ولا احد له بداية؟
كولوسي ١:١٥، ١٦: «الذي هو [يسوع المسيح] صورة اللّٰه غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الارض.» بأيّ معنى يكون يسوع المسيح «بكر كل خليقة»؟ (١) يقول الثالوثيون ان ‹البكر› هنا يعني الاول، الاكثر تفوقا، الاكثر تميزا؛ وهكذا يُفهم ان المسيح ليس جزءا من الخليقة، ولكنه الاكثر تميزا بالنسبة الى اولئك الذين خُلقوا. فلو كان الامر كذلك، ولو كانت عقيدة الثالوث صحيحة، لماذا لا يقال ايضا ان الآب والروح القدس هما بكر كل خليقة؟ ولكنّ الكتاب المقدس يطبق هذا التعبير على الابن فقط. وبحسب المعنى الاعتيادي ‹للبكر،› فانه يدل ان يسوع هو الاكبر في عائلة ابناء يهوه. (٢) قبل كولوسي ١:١٥ يرد التعبير «بكر» اكثر من ٣٠ مرة في الكتاب المقدس، وفي كل حالة ينطبق فيها على المخلوقات الحية انما ينطبق المعنى نفسه — البكر هو جزء من الفريق. «بكر اسرائيل» هو واحد من ابناء اسرائيل؛ و «بكر فرعون» هو واحد من عائلة فرعون؛ و «بكر البهائم» هي نفسها حيوانات. فماذا يجعل البعض ينسبون معنى مختلفا اليه في كولوسي ١:١٥؟ هل هو استعمال الكتاب المقدس او هو اعتقاد يتمسكون به مسبقا ويبحثون عن برهان عليه؟ (٣) هل تستثني كولوسي ١:١٦، ١٧ يسوع من كونه مخلوقا عندما تقول «فيه خُلق الكل . . . الكل به وله قد خُلق»؟ ان الكلمة اليونانية المنقولة هنا الى «الكل» هي «باندا،» صيغة مصرَّفة لكلمة «باس.» وفي لوقا ١٣:٢ تنقلها قم الى «كل . . . الآخرين»؛ وتذكر كا «ايّ من . . . الآخرين»؛ وتقول اج «ايّ واحد آخر.» (انظروا ايضا لوقا ٢١:٢٩ في اج وفيلبي ٢:٢١ في كا.) وانسجاما مع كل شيء آخر يقوله الكتاب المقدس عن الابن تعيِّن عج المعنى نفسه لكلمة «باندا» في كولوسي ١:١٦، ١٧ بحيث تذكر جزئيا، «بواسطته خُلقت كل الاشياء الاخرى . . . كل الاشياء الاخرى خُلقت به وله.» وهكذا يجري الاظهار انه كائن مخلوق، جزء من الخليقة التي انتجها اللّٰه.
رؤيا ١:١؛ ٣:١٤: «اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه اللّٰه . . . واكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين. هذا يقوله الآمين الشاهد الامين الصادق بداءة [باليونانية، ارخي] خليقة اللّٰه.» (مج، دي، ام، عج، وترجمات اخرى، تذكر بشكل مماثل.) فهل هذه الترجمة صحيحة؟ يتخذ البعض النظرة ان المقصود هو ان الابن كان ‹مبدئ خليقة اللّٰه،› انه كان ‹مصدرها الاساسي.› لكنّ القاموس اليوناني-الانكليزي لليدل وسكوت يُدْرج «بداءة» كمعنى اول لكلمة «ارخي.» (اكسفورد، ١٩٦٨، ص ٢٥٢) والاستنتاج المنطقي هو ان الشخص المقتبس منه في رؤيا ٣:١٤ هو خليقة، اول خلائق اللّٰه، ان له بداءة. (قارنوا امثال ٨:٢٢ حيث، كما يوافق معلِّقون كثيرون على الكتاب المقدس، تجري الاشارة الى الابن بصفته الحكمة المجسَّمة. وبحسب قم، اج، كا، فان الشخص الذي يتكلم هنا يقال انه «مخلوق.» )
نبويا، وبالاشارة الى المسيّا، تقول ميخا ٥:٢ ان «مخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.» وتذكر دي: «مخرجه من البدء، من ايام الازل.» فهل يجعله ذلك مثل اللّٰه؟ والجدير بالملاحظة انه، بدلا من القول «ايام الازل،» تنقل قم العبارة العبرانية الى «الايام القديمة»؛ كا، «ايام القِدم»؛ عج، «ايام وقت غير محدَّد.» وفي النظر اليها في ضوء الرؤيا ٣:١٤، التي جرت مناقشتها آنفا، لا تبرهن ميخا ٥:٢ ان يسوع كان بلا بداءة.
هل يعلِّم الكتاب المقدس انه ليس احد من الذين يقال انهم مشمولون بالثالوث اعظم او ادنى من الآخر، ان الجميع متساوون، ان الجميع قادرون على كل شيء؟
مرقس ١٣:٣٢: «أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.» (طبعا، لا تكون هذه هي الحال لو كان الآب والابن والروح القدس متساوين، مشكِّلين الوهية واحدة. ولو كان الابن، كما يقترح البعض، محدود المعرفة بطبيعته البشرية يبقى السؤال، لماذا لم يعرف الروح القدس؟)
متى ٢٠:٢٠–٢٣: «ام ابني زبدي . . . قالت له [يسوع] قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك. فأجاب يسوع . . . أما كأسي فتشربانها . . . وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه إلا للذين أُعدَّ لهم من ابي.» (يا لغرابة ذلك لو كان يسوع، كما يجري الادعاء، هو اللّٰه! فهل كان يسوع هنا يجيب بحسب مجرد «طبيعته البشرية»؟ لو كان يسوع حقا، كما يقول الثالوثيون، «الها-انسانا» — الها وانسانا على حد سواء، ليس الواحد او الآخر — هل يكون منسجما حقا اللجوء الى شرح كهذا؟ ألا تُظهر متى ٢٠:٢٣ بالاحرى ان الابن ليس مساويا للآب، ان الآب احتفظ ببعض الامتيازات لنفسه؟)
متى ١٢:٣١، ٣٢: «كل خطية وتجديف يغفر للناس. وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له. وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي.» (لو كان الروح القدس شخصا وكان اللّٰه لناقضت هذه الآية بصراحة تامة عقيدة الثالوث، لانها كانت ستعني بطريقة ما ان الروح القدس اعظم من الابن. وعوضا عن ذلك، فان ما قاله يسوع يُظهر ان الآب، الذي اليه ينتمي «الروح،» هو اعظم من يسوع، ابن الانسان.)
يوحنا ١٤:٢٨: « [قال يسوع:] لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الآب. لان ابي اعظم مني.»
١ كورنثوس ١١:٣: «اريد ان تعلموا ان رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو اللّٰه.» (من الواضح اذاً ان المسيح ليس اللّٰه، واللّٰه هو اسمى منزلة من المسيح. وتلزم الملاحظة ان ذلك كُتب حوالى سنة ٥٥ بم، نحو ٢٢ سنة بعد رجوع يسوع الى السماء. ولذلك فان الحقيقة المذكورة هنا تنطبق على العلاقة بين اللّٰه والمسيح في السماء.)
١ كورنثوس ١٥:٢٧، ٢٨: « [اللّٰه] اخضع كل شيء تحت قدميه [يسوع]. ولكن حينما يقول ان كل شيء قد أُخضع فواضح أَنه غير الذي أَخضع له الكل. ومتى أُخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيَخضع للذي أَخضع له الكل كي يكون اللّٰه الكل في الكل.»
ان الكلمة العبرانية «شدّاي» والكلمة اليونانية «باندوكراتور» تترجمان كلتاهما الى «القادر على كل شيء.» وكلمتا اللغة الاصلية كلتاهما تنطبقان تكرارا على يهوه، الآب. (خروج ٦:٣، رؤيا ١٩:٦) ولا يجري ابدا تطبيق ايّ من التعبيرين على الابن او الروح القدس.
هل يعلِّم الكتاب المقدس ان كلاًّ من الذين يقال انهم جزء من الثالوث هو اللّٰه؟
قال يسوع في الصلاة: «ايها الآب . . . هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.» (يوحنا ١٧:١-٣، الحرف الاسود مضاف.) (تستعمل معظم الترجمات هنا التعبير «الاله الحقيقي الوحيد» بالاشارة الى الآب. وتذكر اج «الذي وحدك بالحقيقة اللّٰه.» فهو لا يقدر ان يكون «الاله الحقيقي الوحيد،» ‹الذي وحده بالحقيقة اللّٰه،› لو كان هنالك اثنان آخران هما اللّٰه بالدرجة نفسها كما هو، أليس كذلك؟ وأيّ من الآخرين المشار اليهم بأنهم «آلهة» لا بد ان يكونوا الها باطلا او مجرد انعكاس للاله الحقيقي.)
١ كورنثوس ٨:٥، ٦: «لانه وان وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء او على الارض كما يوجد آلهة كثيرون وارباب كثيرون. لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن به.» (هذا يقدّم الآب بأنه «اله واحد» للمسيحيين وبأنه في مرتبة متميزة عن يسوع المسيح.)
١ بطرس ١:٣، قم: «مبارك اله وابو ربنا يسوع المسيح!» (تكرارا، حتى بعد صعود يسوع الى السماء، تشير الاسفار المقدسة الى الآب بأنه «اله» يسوع المسيح. وفي يوحنا ٢٠:١٧، بعد قيامة يسوع، تكلَّم هو نفسه عن الآب بأنه «الهي.» وفي ما بعد، عندما كان في السماء، كما هو مسجل في رؤيا ٣:١٢، استعمل ثانية التعبير نفسه. ولكن لا يُذكر ابدا في الكتاب المقدس ان الآب يشير الى الابن بأنه «الهي،» ولا يشير ايٌّ من الآب او الابن الى الروح القدس بأنه «الهي.» )
من اجل التعليقات على الآيات التي يستعملها البعض في محاولة للبرهان ان المسيح هو اللّٰه، انظروا الصفحات ٤١٥-٤٢٠، تحت عنوان «يسوع المسيح.»
في «التحقيقات اللاهوتية» يعترف كارل راهنر، من الجمعية اليسوعية: «ثيوس [اله] لا تُستعمل بعدُ ابدا عن الروح،» و: «أُو ثيوس [حرفيا، الاله] لا تُستعمل ابدا في العهد الجديد للتكلم عن [الروح القدس].» — (بلتيمور، مريلاند؛ ١٩٦١)، تُرجم من الالمانية، المجلد ١، ص ١٣٨، ١٤٣.
هل تزوِّد اية من الآيات التي يستعملها الثالوثيون لدعم ايمانهم اساسا متينا لهذه العقيدة؟
ان الشخص الذي يطلب فعلا معرفة الحق عن اللّٰه لن يبحث في الكتاب المقدس آملا ان يجد آية يمكنه تأويلها كشيء يلائم ما يؤمن به حتى الآن. فهو يريد ان يعرف ما تقوله كلمة اللّٰه نفسها. وقد يجد بعض الآيات التي يشعر بأنه يمكن قراءتها باكثر من طريقة واحدة، ولكن عند مقارنتها بعبارات اخرى للكتاب المقدس عن الموضوع نفسه يصبح معناها واضحا. وتلزم الملاحظة في بداية الامر ان معظم الآيات المستعملة «كبرهان» على الثالوث تذكر في الواقع شخصين فقط، لا ثلاثة؛ لذلك حتى اذا كان شرح الثالوثيين للآيات صحيحا فانها لا تبرهن ان الكتاب المقدس يعلِّم الثالوث. تأملوا في ما يلي:
(كل الآيات المقتبسة في الجزء التالي هي من الترجمة العربية، طبع الاميركان في بيروت [عا]، الا اذا جرت الاشارة الى ترجمة اخرى.)
الآيات التي فيها ينطبق اللقب الذي هو ليهوه على يسوع المسيح او يجري الادعاء انه ينطبق على يسوع
الالف والياء: لمن هو هذا اللقب بلياقة؟ (١) في رؤيا ١:٨ يقال ان صاحبه هو اللّٰه، القادر على كل شيء. وفي العدد ١١ بحسب عا، مج، ينطبق هذا اللقب على الشخص الذي يُظهر وصفه بعد ذلك انه يسوع المسيح. لكنّ العلماء يعترفون بأن الاشارة الى الالف والياء في العدد ١١ مزوَّرة، ولذلك لا تَظهر في قم، اج، كا، تاج، دي. (٢) تعترف ترجمات كثيرة للرؤيا بالعبرانية بأن الشخص الموصوف في العدد ٨ هو يهوه، ولذلك تردّ الاسم الشخصي للّٰه هنا. انظروا عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤. (٣) تدل الرؤيا ٢١:٦، ٧ ان المسيحيين الغالبين روحيا هم ‹ابناء› الشخص المعروف بأنه الالف والياء. وهذا لا يقال ابدا عن علاقة المسيحيين الممسوحين بالروح بيسوع المسيح. وتكلَّم يسوع عنهم بصفتهم ‹اخوته.› (عبرانيين ٢:١١؛ متى ١٢:٥٠؛ ٢٥:٤٠) لكنّ «اخوة» يسوع هؤلاء يشار اليهم بأنهم «ابناء اللّٰه.» (غلاطية ٣:٢٦؛ ٤:٦) (٤) في الرؤيا ٢٢:١٢ تُدخل تاح الاسم يسوع، ولذلك فان الاشارة الى الالف والياء في العدد ١٣ يظهر وكأنها تنطبق عليه. لكنّ الاسم يسوع لا يظهر هنا في اليونانية، ولا تشمله الترجمات الاخرى. (٥) وفي الرؤيا ٢٢:١٣ يقال ايضا ان الالف والياء هو «الاول والآخر،» التعبير الذي ينطبق على يسوع في رؤيا ١:١٧، ١٨. وعلى نحو مماثل، فان التعبير «رسول» ينطبق على يسوع المسيح وعلى افراد معيَّنين من أتباعه على حد سواء. لكنّ ذلك لا يبرهن انهم الشخص نفسه او انهم من رتبة معادلة، أليس كذلك؟ (عبرانيين ٣:١) ولذلك يشير الدليل الى الاستنتاج ان لقب «الالف والياء» ينطبق على اللّٰه القادر على كل شيء، الآب، لا على الابن.
مخلِّص: تشير الاسفار المقدسة تكرارا الى اللّٰه كمخلِّص. ففي اشعياء ٤٣:١١ يقول اللّٰه ايضا: «ليس غيري مخلِّص.» وبما انه يشار الى يسوع ايضا كمخلِّص، هل يكون اللّٰه ويسوع الشخص نفسه؟ كلا على الاطلاق. وتتحدث تيطس ١:٣، ٤ عن «مخلصنا اللّٰه،» وبعدئذ عن «اللّٰه الآب والرب يسوع المسيح مخلصنا.» وهكذا يكون الشخصان كلاهما مخلِّصين. وتُظهر يهوذا ٢٥، تف، العلاقة قائلة: «للّٰه الواحد، مخلصنا بواسطة يسوع المسيح ربنا.» (الحرف الاسود مضاف.) (انظروا ايضا اعمال ١٣:٢٣.) وفي قضاة ٣:٩ فان الكلمة العبرانية نفسها (موهشيع، المنقولة الى «مخلِّص» او «منقذ» ) المستعملة في اشعياء ٤٣:١١ تنطبق على عثنيئيل، قاض في اسرائيل، ولكنّ ذلك بالتأكيد لم يجعل عثنيئيل يهوه، أليس كذلك؟ ان قراءة لاشعياء ٤٣:١-١٢ تُظهر ان العدد ١١ يعني ان يهوه وحده كان الشخص الذي زوَّد الخلاص، او الانقاذ، لاسرائيل؛ ان الخلاص لم يأتِ من ايّ من آلهة الامم المجاورة.
اله: في اشعياء ٤٣:١٠ يقول يهوه: «قبلي لم يصوَّر اله وبعدي لا يكون.» فهل يعني ذلك انه، لسبب دعوة يسوع المسيح نبويا «الها قديرا» في اشعياء ٩:٦، يجب ان يكون يسوع يهوه؟ مرة ثانية تجيب القرينة، كلا! فما من امة من الامم الوثنية كوَّنت الها قبل يهوه، لانه لا احد كان موجودا قبل يهوه. ولن تكوِّن في وقت ما في المستقبل ايّ اله حي حقيقي يكون قادرا على التنبؤ. (اشعياء ٤٦:٩، ١٠) لكنّ ذلك لا يعني ان يهوه لم يسبب قط وجود ايّ شخص يُشار اليه بلياقة كاله. (مزمور ٨٢:١، ٦، يوحنا ١:١، عج) وفي اشعياء ١٠:٢١، عج، تجري الاشارة الى يهوه بصفته ‹الها قديرا،› تماما كما هو يسوع في اشعياء ٩:٦، ولكنّ يهوه وحده يدعى على الدوام «اللّٰه القادر على كل شيء.» — تكوين ١٧:١، عج.
اذا وُجد لقب معيَّن او عبارة وصفية في اكثر من مكان واحد في الاسفار المقدسة لا يجب الاستنتاج بسرعة ابدا انه يجب ان يشير دائما الى الشخص نفسه. فتفكير كهذا يؤدي الى الاستنتاج ان نبوخذنصر هو يسوع المسيح، لانهما كليهما دعيا «ملك الملوك» (دانيال ٢:٣٧، رؤيا ١٧:١٤)؛ وان تلاميذ يسوع هم في الواقع يسوع المسيح، لانهم دعوا على السواء «نور العالم.» (متى ٥:١٤، يوحنا ٨:١٢) فيجب ان نأخذ القرينة دائما بعين الاعتبار وأية حالات اخرى في الكتاب المقدس حيث يرد التعبير نفسه.
تطبيق كتبة الكتاب المقدس الملهمين على يسوع المسيح عبارات من الاسفار العبرانية تنطبق بوضوح على يهوه
لماذا تقتبس يوحنا ١:٢٣ الآية في اشعياء ٤٠:٣ وتطبقها على ما فعله يوحنا المعمدان في إعداد الطريق ليسوع المسيح فيما تناقش اشعياء ٤٠:٣ بوضوح إعداد الطريق امام يهوه؟ لان يسوع مثَّل اباه. فقد اتى باسم ابيه ونال التاكيد ان اباه هو دائما معه لانه يفعل الامور التي ترضي اباه. — يوحنا ٥:٤٣؛ ٨:٢٩.
لماذا تقتبس عبرانيين ١:١٠-١٢ الآية في مزمور ١٠٢:٢٥-٢٧ وتطبقها على الابن فيما يقول المزمور انها موجَّهة الى اللّٰه؟ لان الابن هو الشخص الذي بواسطته انجز اللّٰه الاعمال الخلقية التي وصفها هنا المرنم الملهم. (انظروا كولوسي ١:١٥، ١٦؛ امثال ٨:٢٢، ٢٧-٣٠.) وتلزم الملاحظة في عبرانيين ١:٥ ب ان الاقتباس يجري صنعه من ٢ صموئيل ٧:١٤ وتطبيقه على ابن اللّٰه. ومع ان هذه الآية كان لها انطباقها الاول على سليمان، فان انطباقها في ما بعد على يسوع المسيح لا يعني ان سليمان ويسوع هما الشخص نفسه. فيسوع «اعظم من سليمان» وينجز عملا رمز اليه سليمان. — لوقا ١١:٣١.
الآيات التي تذكر الآب والابن والروح القدس معا
متى ٢٨:١٩ و ٢ كورنثوس ١٣:١٤ هما حالتان عن ذلك. ولا تقول اية من هاتين الآيتين ان الآب والابن والروح القدس هم متساوون او سرمديون او انهم جميعهم اللّٰه. والدليل المقدَّم آنفا من الاسفار المقدسة في الصفحات ١٣٣-١٣٧ يعطي الحجة ضد قراءة افكار كهذه في الآيات.
ان دائرة معارف مكلنتوك وسترونغ لمطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية، مع انها تدافع عن عقيدة الثالوث، تعترف بخصوص متى ٢٨:١٨–٢٠: «ولكنّ هذه الآية، اذ تؤخذ بحد ذاتها، لا تبرهن بشكل حاسم على شخصية الامور الثلاثة المذكورة او مساواتهم او ألوهيتهم.» (١٩٨١ طبعة جديدة، المجلد ١٠، ص ٥٥٢) وبخصوص الآيات الاخرى التي تذكر ايضا الثلاثة معا تعترف دائرة المعارف هذه بأنه، اذ تؤخذ بحد ذاتها، تكون «غير كافية» للبرهان على الثالوث. (قارنوا ١ تيموثاوس ٥:٢١، حيث يجري ذكر اللّٰه والمسيح والملائكة معا.)
الآيات التي فيها يجري تطبيق صيغة الجمع للاسماء على اللّٰه في الاسفار العبرانية
في تكوين ١:١ يُترجم اللقب «اللّٰه» من «الوهيم،» التي هي بالجمع في العبرانية. ويؤوِّل الثالوثيون ذلك بأنه دلالة على الثالوث. ويشرحون ايضا التثنية ٦:٤ بأنها تشير الى وحدة اعضاء الثالوث عندما تقول، «الرب الهنا [من «الوهيم» ] رب واحد.»
ان صيغة الجمع للاسم هنا في العبرانية هي جمع الجلالة او الفخامة. (انظروا تاج، طبعة القديس يوسف، قاموس الكتاب المقدس، ص ٣٣٠؛ وأيضا، دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة، ١٩٦٧، المجلد ٥، ص ٢٨٧.) وهي لا تنقل فكرة جمع اشخاص في ألوهية. وبطريقة مماثلة، في قضاة ١٦:٢٣ عندما تجري الاشارة الى الاله الباطل داجون يجري استعمال صيغة اللقب «الوهيم»؛ والفعل المرافق هو بالمفرد، مما يُظهر ان الاشارة هي الى مجرد الاله الواحد. وفي تكوين ٤٢:٣٠ يجري التكلم عن يوسف بصفته «سيد» (أدونه، جمع الفخامة) مصر.
ان اللغة اليونانية ليس لديها ‹جمع جلالة او فخامة.› ولذلك في تكوين ١:١ استعمل تراجمة السبعينية اليونانية «أُو ثيوس» (اللّٰه، بالمفرد) كمعادل لكلمة «الوهيم.» وفي مرقس ١٢:٢٩، حيث يجري عرض جواب يسوع الذي اقتبس فيه تثنية ٦:٤، تُستعمل صيغة المفرد اليونانية «أُو ثيوس» بشكل مماثل.
وفي التثنية ٦:٤ تحتوي الآية العبرانية على الحروف العبرانية الاربعة للاسم الالهي مرتين، ولذلك يجب قراءتها باكثر لياقة: «يهوه الهنا يهوه واحد.» (عج) وأمة اسرائيل، التي أُعلن لها ذلك، لم تكن تؤمن بالثالوث. والبابليون والمصريون كانوا يعبدون ثواليث من الآلهة، ولكن جرى الايضاح لاسرائيل ان يهوه هو مختلف.
الآيات التي يمكن ان يستخلص منها الشخص اكثر من استنتاج واحد، وذلك بحسب ترجمة الكتاب المقدس المستعملة
اذا كان بالامكان ترجمة عبارة نحويا باكثر من طريقة واحدة، فما هي الترجمة الصحيحة؟ تلك التي تكون على اتفاق مع باقي الكتاب المقدس. فاذا كان الشخص يتجاهل الاجزاء الاخرى للكتاب المقدس ويبني ايمانه حول ترجمة مفضَّلة لآية معيَّنة، حينئذ فان ما يؤمن به حقا يعكس، لا كلمة اللّٰه، بل آراءه الخاصة وربما تلك التي لبشر آخرين ناقصين.
انها تقول: «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللّٰه وكان الكلمة اللّٰه. هذا كان في البدء عند اللّٰه.» (مج، دي، كا، تاج، قم تستعمل تعبيرا مماثلا.) إلا ان عج تذكر: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللّٰه، وكان الكلمة الها. هذا كان في البدء عند اللّٰه.»
فأية ترجمة ليوحنا ١:١، ٢ تتفق مع القرينة؟ تقول يوحنا ١:١٨: «اللّٰه لم يره احد قط.» ويقول العدد ١٤ بوضوح ان «الكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده.» وأيضا يقول العددان ١، ٢ انه في البدء كان «عند اللّٰه.» فهل يمكن لاحد ان يكون عند شخص ما وفي الوقت نفسه ان يكون هو ذلك الشخص؟ في يوحنا ١٧:٣ يخاطب يسوع الآب بصفته «الاله الحقيقي وحدك»؛ ولذلك فان يسوع بصفته «الها» انما يعكس صفات ابيه الالهية. — عبرانيين ١:٣.
هل تنسجم الترجمة «الها» مع قواعد اللغة اليونانية؟ تحتج بعض الكتب المرجعية بقوة بأن الآية اليونانية يجب ان تترجم، «كان الكلمة اللّٰه.» ولكنها لا تتفق جميعا. وفي مقالته، «الاسماء المسندة الوصفية دون اداة: مرقس ١٥:٣٩ ويوحنا ١:١،» قال فيليپ ب. هارنر ان عبارات كالتي في يوحنا ١:١، «بمسند دون اداة يسبق الفعل، هي بصورة رئيسية وصفية في المعنى. وهي تدل ان لوغوس له طبيعة ثيوس.» ويقترح: «ربما امكن ترجمة العبارة، ‹الكلمة كانت له نفس الطبيعة كاللّٰه.›» (مجلة العلوم الادبية للكتاب المقدس، ١٩٧٣، ص ٨٥، ٨٧) وهكذا، في هذه الآية، فان واقع كون كلمة ثيوس في ورودها الثاني دون اداة التعريف (أو) وكونها موضوعة قبل الفعل في الجملة باليونانية انما هو ذو مغزى. ومن الممتع ان التراجمة الذين يصرّون على ترجمة يوحنا ١:١، «كان الكلمة اللّٰه،» لا يترددون في استعمال اداة التنكير في ترجمتهم للعبارات الاخرى حيث يرد الاسم المسند المفرد دون اداة قبل الفعل. وهكذا، في يوحنا ٦:٧٠، كا، مج، يشيران كلاهما الى يهوذا الاسخريوطي بأنه «ابليس،» وفي يوحنا ٩:١٧ يصفان يسوع بأنه «نبي.»
يقول جون مكنزي، الجمعية اليسوعية، في مؤلَّفه «قاموس الكتاب المقدس»: «يوحنا ١:١ يجب ان تُترجم بالتدقيق ‹الكلمة كان عند اللّٰه [= الآب]، وكان الكلمة كائنا الهيا.› » — (المعقوفان هما له. صدر باجازة ورخصة رقابية من الكنيسة الكاثوليكية.) (نيويورك، ١٩٦٥)، ص ٣١٧.
وانسجاما مع ما ورد آنفا، تذكر تا: «كان الكلمة الهيا»؛ مو، «كان اللوغوس الهيا»؛ تم، «كان الكلمة الها.» وفي ترجمته الالمانية يعبِّر لودويغ ثيم عن ذلك بهذه الطريقة: «كان الكلمة الها من الدرجة الثانية.» والاشارة الى الكلمة (الذي صار يسوع المسيح) بصفته «الها» تنسجم مع استعمال هذا التعبير في باقي الاسفار المقدسة. مثلا، في مزمور ٨٢:١-٦ جرت الاشارة الى القضاة البشر في اسرائيل بأنهم «آلهة» (بالعبرانية، الوهيم؛ باليونانية، ثيي، في يوحنا ١٠:٣٤) لانهم كانوا ممثلين ليهوه وكان عليهم ان يتكلموا بشريعته.
انظروا ايضا ملحق عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤، ص ١٥٧٩.
يوحنا ٨:٥٨:
انها تقول: «قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابرهيم انا كائن [باليونانية، إغو إيمه].» (اج، مج، تاح، كا، تاج، قم كلها تقول «انا كائن،» حتى ان البعض منها تستعمل احرفا كبيرة لتنقل فكرة اللقب. وهكذا تحاول ان تربط التعبير بخروج ٣:١٤ حيث، بحسب ترجمتهم، يشير اللّٰه الى نفسه باللقب «انا كائن.» ) إلا انه في عج يقول الجزء الاخير من يوحنا ٨:٥٨: «قبل ان يأتي ابرهيم الى الوجود كنت انا.» (والفكرة نفسها ينقلها التعبير في تا، مو، تبو، اب.)
فأية ترجمة تتفق مع القرينة؟ ان سؤال اليهود (العدد ٥٧) الذي كان يسوع يجيب عنه يتعلق بالعمر لا بالهوية. فجواب يسوع منطقيا كان يعالج عمره، مدة وجوده. والمثير للاهتمام هو انه لا يجري مطلقا صنع ايّ جهد لتطبيق «إغو إيمه» كلقب على الروح القدس.
يقول «قواعد لغة العهد الجديد اليوناني في ضوء البحث التاريخي،» بواسطة ا. ت. روبرتسون: «الفعل [إيمه] . . . يعبِّر احيانا عن الوجود كخبر [في علم النحو] مثل ايّ فعل آخر، كما في [إغو إيمه] (يوحنا ٨:٥٨).» — ناشفيل، تنيسي؛ ١٩٣٤، ص ٣٩٤.
انظروا ايضا ملحق عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤، ص ١٥٨٢، ١٥٨٣.
اعمال ٢٠:٢٨:
انها تقول: «احترزوا اذاً لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة اللّٰه التي اقتناها بدمه.» (مج، دي، تاج، كا تستعمل التعبير المماثل «بدمه الخاص.» ) إلا انه في ترجمة عج يذكر الجزء الاخير من العدد: «دم [ابنه] الخاص.» (تاح تذكره بشكل مماثل. ومع ان قم طبعة ١٩٥٣ تذكر «بدمه الخاص،» تقول طبعة ١٩٧١ «بدم ابنه الخاص.» رذ، دا، تذكران ببساطة «دم خاصته.» )
فأية ترجمة او ترجمات تتفق مع ١ يوحنا ١:٧، التي تقول: «دم يسوع المسيح ابنه [ابن اللّٰه] يطهرنا من كل خطية»؟ (انظروا ايضا رؤيا ١:٤-٦.) وكما ذُكر في يوحنا ٣:١٦، هل ارسل اللّٰه ابنه الوحيد، او اتى هو نفسه كانسان، لكي تكون لنا حياة؟ لقد كان الدم، لا دم اللّٰه، بل دم ابنه هو الذي سكب.
انظروا ايضا ملحق عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤، ص ١٥٨٠.
رومية ٩:٥:
تذكر تف: «ومنهم كان الآباء وجاء المسيح حسب الجسد، وهو فوق الجميع اللّٰه المبارك الى الابد. آمين.» (كا، مج، دي تذكر ذلك على نحو مماثل.) إلا انه في عج يقول الجزء الاخير من العدد: «منهم تحدر المسيح حسب الجسد: اللّٰه، الذي هو فوق الجميع، ليكن مباركا الى الابد. آمين.» (قم، اج، تاح، تاج، مو كلها تستعمل تعبيرا مماثلا لترجمة عج.)
هل يقول هذا العدد ان المسيح هو «فوق الجميع» وأنه بالتالي اللّٰه؟ او انه يشير الى اللّٰه والمسيح كفردين متميزين ويقول ان اللّٰه هو «فوق الجميع»؟ اية ترجمة لرومية ٩:٥ تتفق مع رومية ١٥:٥، ٦، عج، التي تميز اولا اللّٰه عن المسيح يسوع ومن ثم تحث القارئ ان ‹يمجد اله وابا ربنا يسوع المسيح›؟ (انظروا ايضا ٢ كورنثوس ١:٣، عج، وافسس ١:٣، عج.) تأملوا في ما يتبع في رومية الاصحاح ٩. تُظهر الاعداد ٦-١٣ ان اتمام قصد اللّٰه لا يعتمد على الميراث حسب الجسد بل على مشيئة اللّٰه. وتشير الاعداد ١٤-١٨ الى رسالة اللّٰه لفرعون، كما هي مسجلة في خروج ٩:١٦، لابراز الواقع ان اللّٰه هو فوق الجميع. وفي الاعداد ١٩-٢٤ يجري توضيح سمو اللّٰه اكثر بتشبيهٍ بالخزّاف والآنية الخزفية التي يصنعها. فكم ملائم هو، في العدد ٥، التعبير: «اللّٰه، الذي هو فوق الجميع، ليكن مباركا الى الابد. آمين»! — عج.
يذكر القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد: «ان رومية ٩:٥ هي موضع جدل. . . . ويكون سهلا وممكنا لغويا بشكل كامل جعل التعبير يشير الى المسيح. فيُقرأ العدد عندئذ، ‹المسيح الذي هو اللّٰه فوق الجميع، مبارك الى الابد. آمين.› ومع ذلك لا تجري مساواة المسيح بشكل مطلق باللّٰه، بل وصفه فقط ككائن من طبيعة الهية، لان الكلمة ثيوس لا اداة لها. . . . والايضاح الاكثر احتمالا هو ان العبارة تسبيحة شكر موجَّهة الى اللّٰه.» — (غراند رابيدز، ميشيغن؛ ١٩٧٦)، تُرجم من الالمانية، المجلد ٢، ص ٨٠.
انظروا ايضا ملحق عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤، ص ١٥٨٠، ١٥٨١.
تذكر مج: «ليكن فيكم هذا الفكر، الذي كان ايضا في المسيح يسوع: الذي، اذ كان في شكل اللّٰه، لم يعتبر سلبا ان يكون مساويا للّٰه.» (دي لها التعبير نفسه. كا تذكر: «لم يتمسك بمساواته للّٰه.» ) إلا انه في عج يذكر الجزء الاخير من هذه العبارة: «الذي، مع انه كان موجودا في شكل اللّٰه، لم يتأمل في اختلاس [باليونانية، آربازمون]، اي ان يكون مساويا للّٰه.» (قم، اج، تاح، تاج تنقل الفكرة نفسها.)
فأية فكرة تتفق مع القرينة؟ ينصح العدد ٥ المسيحيين ان يتمثلوا بالمسيح في القضية التي تجري مناقشتها هنا. فهل يمكن ان يجري حثهم ان ‹لا يعتبروا سلبا،› بل حقا لهم، ‹ان يكونوا مساوين للّٰه›؟ بالتاكيد لا! إلا انه يمكنهم ان يتمثلوا بالشخص الذي «لم يتأمل في اختلاس، اي ان يكون مساويا للّٰه.» (عج) (قارنوا تكوين ٣:٥.) ان ترجمة كهذه تتفق ايضا مع يسوع المسيح نفسه، الذي قال: «ابي اعظم مني.» — يوحنا ١٤:٢٨.
يقول «مفسر العهد الجديد اليوناني»: «لا نستطيع ان نجد اية عبارة حيث [آربازو] او ايّ من مشتقاتها [بما فيها آربازمون] لها معنى ‹الامتلاك،› ‹الاحتفاظ بـ›. ويبدو بشكل ثابت انها تعني ‹يختلس،› ‹ينتزع بعنف›. وهكذا لا يجوز الانزلاق عن المعنى الحقيقي ‹يختطف› الى معنى مختلف كليا، ‹يتمسك بـ.› » — (غراند رابيدز، ميشيغن؛ ١٩٦٧)، حرَّره و. روبرتسون نيكول، المجلد ٣، الصفحتان ٤٣٦، ٤٣٧.
كولوسي ٢:٩:
انها تقول: «فيه [المسيح] يحل كل ملء اللاهوت [باليونانية، ثيوذوتوس] جسديا.» (ان فكرة مماثلة تنقلها الترجمات اج، قم، كا، تاج، دي.) إلا ان عج تذكر: «فيه يحل كل ملء الصفة الالهية جسديا.» (تا، وا، تكو، تذكر «طبيعة اللّٰه،» بدلا من «اللاهوت.» قارنوا ٢ بطرس ١:٤.)
من المسلم به انه لا يقدِّم كل شخص التفسير نفسه لكولوسي ٢:٩ . ولكن ماذا يتفق مع باقي الرسالة الموحى بها الى اهل كولوسي؟ هل كان للمسيح في ذاته شيء يمتلكه لانه اللّٰه، جزء من ثالوث؟ او هل ‹الملء› الذي يحل فيه شيء صار يمتلكه بسبب قرار شخص آخر؟ تقول كولوسي ١:١٩ (مج، دي) ان كل الملء حل في المسيح لانه «سُرَّ الآب، ان تكون هذه هي الحال. وتقول اج ان ذلك كان «باختيار اللّٰه.»
تأملوا في القرينة المباشرة لكولوسي ٢:٩: في العدد ٨ يجري تحذير القراء من ان يضلهم اولئك الذين يدافعون عن الفلسفة والتقاليد البشرية. ويجري اخبارهم ايضا انه «مذَّخر فيه [المسيح] جميع كنوز الحكمة والعلم» ويجري حثهم ان ‹يسلكوا فيه› وان يكونوا «متأصلين ومبنيين فيه وموطَّدين في الايمان.» (الاعداد ٣ و ٦، ٧) ففيه، وليس في مبدعي او معلِّمي الفلسفة البشرية، يحل «ملء» ثمين. فهل كان الرسول بولس يقول هنا ان ‹الملء› الذي كان في المسيح جعل المسيح اللّٰه نفسه؟ ليس حسب كولوسي ٣:١، حيث يقال ان المسيح «جالس عن يمين اللّٰه.» — انظروا مج، دي، تاح، تاج.
وبحسب القاموس اليوناني–الانكليزي لليدل وسكوت، ان «ثيوتس» (الصيغة الدالة على حالة الرفع، التي تشتق منها «ثيوذوتوس» ) تعني «الالهية، الطبيعة الالهية.» (اكسفورد، ١٩٦٨، ص ٧٩٢) وكونه حقا «الهيا،» او من «طبيعة الهية،» لا يجعل يسوع بصفته ابن اللّٰه متساويا وسرمديا مع الآب، تماما كما ان اشتراك جميع البشر في «البشرية» او «الطبيعة البشرية» لا يجعلهم متساوين او جميعهم بالعمر نفسه.
تيطس ٢:١٣:
تذكر تف: «فيما ننتظر تحقيق رجائنا السعيد، ثم الظهور العلني لمجد الهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح.» (ان تعبيرا مماثلا يوجد في قم، اج، تاح، كا.) إلا ان عج تقول: «فيما ننتظر الرجاء السعيد والظهور المجيد للّٰه العظيم ولمخلصنا، المسيح يسوع.» (تاج لها ترجمة مماثلة.)
فأية ترجمة تتفق مع تيطس ١:٤، التي تشير الى «اللّٰه الآب والرب يسوع المسيح مخلصنا»؟ ومع ان الاسفار المقدسة تشير ايضا الى اللّٰه بأنه مخلصنا، فان هذه الآية تفرق بوضوح بينه وبين المسيح يسوع، الشخص الذي بواسطته يزوِّد اللّٰه الخلاص.
يحتج البعض بأن تيطس ٢:١٣ تدل ان المسيح هو اللّٰه والمخلص على حد سواء. والمثير للاهتمام ان قم، اج، تاح، كا تنقل تيطس ٢:١٣ بطريقة يمكن التأويل بأنها تسمح بهذه النظرة، لكنها لا تتبع القاعدة نفسها في ترجمتها لِـ ٢ تسالونيكي ١:١٢. وهنري ألفورد، في «العهد الجديد اليوناني» يذكر: «اؤكد ان [الترجمة التي تفرق بوضوح بين اللّٰه والمسيح، في تيطس ٢:١٣] ترضي كل المطالب النحوية للجملة: انها من حيث التركيب والقرينة على السواء اكثر احتمالا، واكثر موافقة لطريقة كتابة الرسول.» — (بوسطن، ١٨٧٧)، المجلد ٣، ص ٤٢١.
انظروا ايضا ملحق عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤، ص ١٥٨١، ١٥٨٢.
انها تقول: «وأما عن الابن كرسيك يا اللّٰه الى دهر الدهور.» (مج، اج، تاح، دي، كا، تاج، قم لها ترجمات مماثلة.) إلا ان عج تذكر: «لكن بالاشارة الى الابن: ‹اللّٰه هو عرشك الى دهر الدهور.› » (تا، مو، قع، با تنقل الفكرة نفسها.)
فأية ترجمة تنسجم مع القرينة؟ ان الاعداد السابقة تقول ان اللّٰه يتكلم، لا انه تجري مخاطبته؛ والعدد التالي يستعمل التعبير «اللّٰه الهك،» مظهرا ان الذي تجري مخاطبته ليس اللّٰه العلي ولكنه عابد لهذا الاله. وعبرانيين ١:٨ تقتبس من المزمور ٤٥:٦، الذي كان في الاصل موجَّها الى ملك بشري لاسرائيل. ومن الواضح ان كاتب هذا المزمور للكتاب المقدس لم يعتقد ان هذا الملك البشري هو اللّٰه القادر على كل شيء. وبالاحرى يذكر المزمور ٤٥:٦، في قم، «عرشك الالهي.» (اج تقول، «عرشك مثل عرش اللّٰه.» مي [العدد ٧]: «عرشك معطى من اللّٰه.» ) وسليمان، الذي ربما كان الملك الذي جرت مخاطبته في الاصل في المزمور ٤٥، قيل انه جلس «على عرش يهوه.» (١ أخبار الايام ٢٩:٢٣، عج) وانسجاما مع واقع ان اللّٰه هو ‹العرش،› او مصدر وداعم ملكية المسيح، تُظهر دانيال ٧:١٣، ١٤ ولوقا ١:٣٢ ان اللّٰه يمنحه سلطة كهذه.
وتقتبس عبرانيين ١:٨، ٩ من المزمور ٤٥:٦، ٧، الذي يذكر بشأنه عالم الكتاب المقدس ب. ف. وستكوت: «تعترف ترجمة سبع بطريقتين للترجمة: [أُو ثيوس] يمكن اعتبارها صيغة المنادى في الحالتين كلتيهما (عرشك، يا اللّٰه، . . . من اجل ذلك، يا اللّٰه، الهك . . .) او يمكن اعتبارها المبتدأ (او الخبر) في الحالة الاولى (اللّٰه هو عرشك، او عرشك هو اللّٰه . . .)، والبدل [أُو ثيوس سو] في الحالة الثانية (من اجل ذلك اللّٰه، الهك . . .). . . . ولا يكاد يكون ممكنا ان يجري توجيه [الوهيم] في الاصل الى الملك. لذلك فان الاحتمال هو ضد الاعتقاد ان [أُو ثيوس] هي صيغة المنادى في ترجمة سبع. وهكذا اجمالا يبدو من الافضل ان نتبنى في الجملة الاولى طريقة الترجمة: اللّٰه هو عرشك (او، عرشك هو اللّٰه)، اي ‹مملكتك مؤسسة على اللّٰه، الصخر الثابت.› » — الرسالة الى العبرانيين (لندن، ١٨٨٩)، ص ٢٥، ٢٦.
انها تقول: «فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد.» (دي، مج، تتضمن ايضا هذه العبارة الثالوثية.) إلا ان عج لا تتضمن الكلمات «في السماء الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة.» (قم، اج، تاح، كا، تاج تهمل ايضا العبارة الثالوثية.)
وعن هذه العبارة الثالوثية كتب الناقد النصّي ف. ه. ا. سكريفنر: «لا يلزم ان نتردد في اعلان اعتقادنا أن الكلمات موضع الجدل لم يكتبها القديس يوحنا: أنها اتت في الاصل الى النسخ اللاتينية في افريقيا من الحاشية، حيث وُضعت كتعليق ديني وتقليدي على العدد ٨: أنها من اللاتينية تسربت الى مخطوطتين او ثلاث مخطوطات يونانية متأخرة، ومن ثم الى النص اليوناني المطبوع، المكان الذي ليس لها حق الادعاء به.» — مقدمة واضحة لنقد العهد الجديد (كامبريدج، ١٨٨٣، الطبعة الثالثة)، ص ٦٥٤.
انظروا ايضا الحاشية على هذه الاعداد في كا، وملحق عج، طبعة مرجعية ١٩٨٤، ص ١٥٨٠.
الآيتان الاخريان اللتان يقول الثالوثيون انهما تعبِّران عن عناصر عقيدتهم
لاحظوا ان اولى هاتين الآيتين تشير الى الابن فقط؛ والاخرى تشير الى الآب والابن كليهما؛ فلا تشير اية منهما الى الآب والابن والروح القدس وتقول انهم يؤلفون الها واحدا.
بما قاله يسوع هنا، هل عنى انه سيقيم نفسه من الاموات؟ وهل يعني ذلك ان يسوع هو اللّٰه، لان الاعمال ٢:٣٢ تقول، «يسوع هذا اقامه اللّٰه»؟ كلا على الاطلاق. ان نظرة كهذه تتعارض مع غلاطية ١:١، التي تنسب قيامة يسوع الى الآب، لا الى الابن. وفي استعمال اسلوب تعبير مماثل، في لوقا ٨:٤٨ يُقتبس من يسوع قوله لامرأة: «ايمانك قد شفاك.» فهل شفت نفسها؟ كلا؛ فالقوة من اللّٰه بواسطة المسيح هي التي شفتها لانها امتلكت ايمانا. (لوقا ٨:٤٦، اعمال ١٠:٣٨) وكذلك، بطاعته الكاملة كانسان، زوَّد يسوع الاساس الادبي ليقيمه الآب من الاموات، معترفا بالتالي بيسوع كابن للّٰه. فلسبب المسلك الامين لحياة يسوع يمكن القول بلياقة ان يسوع نفسه كان مسؤولا عن قيامته.
يقول ا. ت. روبرتسون في «صور الكلام في العهد الجديد»: «تذكروا [يوحنا] ٢:١٩ حيث قال يسوع: ‹وفي ثلاثة ايام اقيمه.› فهو لم يعنِ انه سيقيم نفسه من الاموات باستقلال عن الآب كعامل فعّال (رومية ٨:١١).» — (نيويورك، ١٩٣٢)، المجلد ٥، ص ١٨٣.
يوحنا ١٠:٣٠:
عند القول، «انا والآب واحد،» هل عنى يسوع انهما متساويان؟ يقول بعض الثالوثيين انه عنى ذلك. ولكن في يوحنا ١٧:٢١، ٢٢ صلّى يسوع بشأن أتباعه: «ليكون الجميع واحدا،» وأضاف، «ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد.» لقد استعمل كلمة (هِن) اليونانية نفسها التي تقابل «واحد» في كل هذه الحالات. ومن الواضح ان تلاميذ يسوع لا يصيرون جميعا جزءا من الثالوث. ولكنهم يشتركون فعلا في وحدانية القصد مع الآب والابن، نوع الوحدانية نفسه الذي يوحِّد اللّٰه والمسيح.
في اية حالة يضع الايمان بالثالوث اولئك الذين يتمسكون به؟
انه يضعهم في حالة خطيرة جدا. فالدليل لا يقبل الجدل وهو ان عقيدة الثالوث ليست موجودة في الكتاب المقدس، وهي لا تنسجم مع ما يعلِّمه الكتاب المقدس. (انظروا الصفحات السابقة.) انها تسيء على نحو جسيم تمثيل الاله الحقيقي. ومع ذلك قال يسوع المسيح: «تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. اللّٰه روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا.» (يوحنا ٤:٢٣، ٢٤) وهكذا اوضح يسوع ان الذين عبادتهم لا تكون ‹بالحق،› لا تكون بانسجام مع الحق المرسوم في كلمة اللّٰه، لا يكونون ‹عبّادا حقيقيين.› وللقادة الدينيين اليهود في القرن الاول قال يسوع: «قد ابطلتم وصية اللّٰه بسبب تقليدكم. يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم اشعياء قائلا. يقترب اليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس.» (متى ١٥:٦-٩) وينطبق ذلك بقوة معادلة على الذين هم في العالم المسيحي اليوم الذين يدافعون عن التقاليد البشرية مفضلين اياها على الحقائق الواضحة للكتاب المقدس.
وعن الثالوث يقول الدستور الاثناسيوسي (بالانكليزية) ان اعضاءه «لا يمكن فهمهم.» ومعلِّمو العقيدة كثيرا ما يذكرون انها «سرّ.» ومن الواضح ان الها مثلثا كهذا ليس الشخص الذي كان يسوع يفكر فيه عندما قال: «أما نحن فنسجد لما نعلم.» (يوحنا ٤:٢٢) فهل تعرفون حقا الاله الذي تعبدونه؟
ثمة سؤالان جدّيان يواجهان كل واحد منا: هل نحبّ الحق باخلاص؟ وهل نريد حقا علاقة مقبولة باللّٰه؟ لا يحبّ كل فرد الحق على نحو اصيل. فالكثيرون وضعوا نيل رضى اقربائهم وعشرائهم فوق المحبة للحق واللّٰه. (٢ تسالونيكي ٢:٩-١٢، يوحنا ٥:٣٩-٤٤) ولكن كما قال يسوع في صلاة حارة الى ابيه السماوي: «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.» (يوحنا ١٧:٣) ويذكر المزمور ١٤٤:١٥ بحق: «طوبى للشعب الذي (يهوه، عج) الهه.»
عندما يقول شخص ما —
‹هل تؤمنون بالثالوث؟›
يمكنكم ان تجيبوا: ‹هذا هو اعتقاد شائع جدا في ايامنا. ولكن هل عرفت ان هذا ليس ما علَّمه يسوع وتلاميذه؟ ولذلك نحن نعبد الشخص الذي قال يسوع ان نعبده.› ثم ربما اضيفوا: (١) ‹عندما كان يسوع يعلِّم، اليك الوصية التي قال انها الاعظم . . . (مرقس ١٢:٢٨-٣٠).› (٢) ‹لم يدَّع يسوع قط انه مساوٍ للّٰه. قال . . . (يوحنا ١٤:٢٨).› (٣) ‹اذاً ما هو اصل عقيدة الثالوث؟ لاحظ ما تقوله دوائر المعارف المشهورة عن ذلك. (انظروا الصفحتين ١٣٠، ١٣١.) ›
او تستطيعون ان تقولوا: ‹لا، انا لا اؤمن. لاحظ ان هنالك في الكتاب المقدس آيات لا يمكن ان تتفق ابدا مع هذا الاعتقاد. اليك واحدة منها. (متى ٢٤:٣٦) وربما استطعت ان تشرحها لي.› ثم ربما اضيفوا: (١) ‹اذا كان الابن مساويا للآب، كيف يعرف الآب امورا لا يعرفها الابن؟› اذا اجابوا ان ذلك كان يصح فقط في ما يتعلق بطبيعته البشرية، حينئذ اسألوا: (٢) ‹ولكن لماذا الروح القدس لا يعرف؟ (اذا أظهر الشخص اهتماما مخلصا بالحق، أروه ما تقوله الاسفار المقدسة عن اللّٰه. مزمور ٨٣:١٨، يوحنا ٤:٢٣، ٢٤) ›
امكانية اخرى: ‹نحن نؤمن بيسوع المسيح ولكن ليس بالثالوث. لماذا؟ لاننا نؤمن بما آمن به الرسول بطرس عن المسيح. لاحظ ما قاله . . . (متى ١٦:١٥-١٧).›
اقتراح اضافي: ‹اجد انه لا يفكر كل شخص في الشيء نفسه عندما يشير الى الثالوث. وربما استطعت ان اجيب عن سؤالك بشكل افضل اذا عرفت ماذا تقصد.› ثم ربما اضيفوا: ‹انا اقدّر هذا الشرح. ولكنّ ما اؤمن به هو فقط ما يعلِّمه الكتاب المقدس. فهل سبق ان رأيت كلمة «ثالوث» في الكتاب المقدس؟ . . . (اشيروا الى الفهرس الابجدي في كتابكم المقدس.) ولكن هل تجري الاشارة الى المسيح في الكتاب المقدس؟ . . . نعم، ونحن نؤمن به. لاحظ هنا في الفهرس الابجدي تحت «المسيح» ان احدى الاشارات هي الى متى ١٦:١٦. (اقرأوها) وهذا ما اؤمن به.›
او يمكنكم ان تجيبوا: (اذا لفت الشخص انتباها خصوصيا الى يوحنا ١:١): ‹انا عارف بهذا العدد. ففي بعض ترجمات الكتاب المقدس يقول ان يسوع هو «اللّٰه،» والاخرى تقول انه «اله.» ولماذا ذلك؟› (١) ‹هل يمكن ان يكون ذلك لان العدد التالي يقول انه كان «عند اللّٰه»؟› (٢) ‹وهل يمكن ان يكون ذلك ايضا لسبب ما هو موجود هنا في يوحنا ١:١٨؟› (٣) ‹هل سبق ان تساءلت عما اذا كان يسوع نفسه يعبد اللّٰه؟ (يوحنا ٢٠:١٧) ›
‹هل تؤمنون بألوهية المسيح؟›
يمكنكم ان تجيبوا: ‹نعم، بالتأكيد انا اؤمن. ولكن ربما لا افكر في الشيء نفسه الذي تفكر انت فيه عندما تشير الى «ألوهية المسيح.» › ثم ربما اضيفوا: (١) ‹ولماذا اقول ذلك؟ حسنا، في اشعياء ٩:٦ يجري وصف يسوع المسيح بصفته «الها قديرا،» ولكن الى ابيه فقط تجري الاشارة في الكتاب المقدس بصفته اللّٰه القادر على كل شيء.› (٢) ‹ولاحظ انه في يوحنا ١٧:٣ يتكلم يسوع عن ابيه بصفته «الاله الحقيقي وحدك.» ولذلك، على الاكثر، يكون يسوع مجرد انعكاس للاله الحقيقي.› (٣) ‹فماذا يلزم من جهتنا لارضاء اللّٰه؟ (يوحنا ٤:٢٣، ٢٤) ›