تشجعوا!‏

‏«تشجعوا وقولوا:‏ ‹يهوه معين لي.‏›» —‏ عبرانيين ١٣:‏٦‏،‏ ع‌ج.‏

١ اية جرأة اظهرها اولئك الذين تعلَّموا حق اللّٰه في القرن الاول الميلادي؟‏

كان ذلك في القرن الاول لعصرنا الميلادي.‏ والمسيَّا الذي طال انتظاره اتى.‏ وقد احسن تعليم تلاميذه واستهلّ عملا كرازيا حيويا.‏ فالوقت قد حان ليسمع الناس البشارة عن ملكوت اللّٰه.‏ ولذلك فإن الرجال والنساء الذين تعلَّموا الحق اعلنوا بجرأة هذه الرسالة الرائعة.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

٢ لماذا يحتاج شهود يهوه الى الشجاعة اليوم؟‏

^٢ لم يكن الملكوت مؤسَّسا في تلك الايام.‏ لكنَّ الملك المعيَّن،‏ يسوع المسيح،‏ تنبأ عن حضوره غير المنظور المقبل في سلطة الملكوت.‏ فكانت ستسمه امور لا نظير لها كالحرب،‏ المجاعة،‏ الاوبئة،‏ الزلازل،‏ والكرازة العالمية بالبشارة.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٤؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وكشهود ليهوه،‏ نحتاج الى الشجاعة لمواجهة هذه الاحوال والاضطهاد الذي نختبره.‏ ولذلك سيكون نافعا التأمل في روايات الكتاب المقدس عن منادين شجعان بالملكوت في القرن الاول الميلادي.‏

الشجاعة للتمثل بالمسيح

٣ مَن يزوِّد افضل مثال للشجاعة،‏ وماذا قيل عنه في العبرانيين ١٢:‏١-‏٣‏؟‏

^٣ يزوِّد يسوع المسيح افضل مثال للشجاعة.‏ بعد ذكر «سحابة» من شهود يهوه الشجعان لما قبل المسيحية،‏ ركَّز الرسول بولس على يسوع بقوله:‏ «نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمِّله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش اللّٰه.‏ فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسه مثل هذه لئلا تكلُّوا وتخوروا في نفوسكم.‏» —‏ عبرانيين ١٢:‏١-‏٣‏.‏

٤ كيف اظهر يسوع الشجاعة عندما جرَّبه الشيطان؟‏

^٤ بعد معموديته و ٤٠ يوما من التأمل،‏ الصلاة،‏ والصوم في البرية،‏ قاوم يسوع الشيطان بإقدام.‏ فإذ جرَّبه ابليس ليحوِّل الحجارة الى خبز،‏ رفض يسوع لأنه من الخطإ انجاز عجيبة لإشباع رغبة شخصية.‏ «مكتوب،‏» قال يسوع،‏ «ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم (‏يهوه)‏.‏» وعندما تحدَّاه الشيطان ليقفز من على جناح الهيكل،‏ رفض يسوع لأن تجريب اللّٰه لإنقاذه من انتحار محتمل انما هو خطية.‏ «مكتوب ايضا،‏» ذكر المسيح،‏ «لا تجرِّب (‏يهوه)‏ الهك.‏» وعرض عليه الشيطان جميع ممالك العالم مقابل «(‏عمل عبادة)‏» واحد،‏ لكنَّ يسوع لم يكن ليرتدَّ ويدعم تحدي ابليس بأن البشر لن يبقوا امناء للّٰه تحت الامتحان.‏ ولذلك اعلن يسوع:‏ «اذهب يا شيطان.‏ لأنه مكتوب (‏ليهوه)‏ الهك تسجد وإياه وحده تعبد.‏» عند ذلك «فارقه [المجرِّب] الى حين.‏» —‏ متى ٤:‏١-‏١١؛‏ لوقا ٤:‏١٣‏.‏

٥ ماذا يمكن ان يساعدنا على مقاومة التجربة؟‏

^٥ كان يسوع خاضعا ليهوه ومقاوما للشيطان.‏ وبشكل مماثل اذا ‹خضعنا للّٰه وقاومنا ابليس فسيهرب منا.‏› (‏يعقوب ٤:‏٧‏)‏ وكيسوع،‏ يمكننا ان نقاوم التجربة بشجاعة اذا طبَّقنا الاسفار المقدسة،‏ ربما مقتبسين منها ايضا حين نجرَّب للقيام بأمر خاطئ.‏ فهل يرجَّح ان نستسلم لتجربة ارتكاب السرقة اذا كررنا على انفسنا آنذاك شريعة اللّٰه:‏ «لا تسرق»؟‏ وهل يُحتمل ان يستسلم مسيحيان للفساد الادبي الجنسي اذا اقتبس ولو واحد منهما بشجاعة الكلمات:‏ «لا تزنِ»؟‏ —‏ رومية ١٣:‏٨-‏١٠؛‏ خروج ٢٠:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٦ كيف كان يسوع غالبا شجاعا للعالم؟‏

^٦ كمسيحيين يبغضهم هذا العالم،‏ يمكننا ان نتجنب روحه ومسلكه الخاطئ.‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «في العالم سيكون لكم ضيق.‏ ولكن (‏تشجعوا)‏.‏ انا قد غلبت العالم.‏» (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ لقد غلب العالم بعدم التشبُّه به.‏ فمثاله كغالب والنتيجة من مسلك محافظته على الاستقامة يمكن ان يملآنا شجاعةً للتمثل به بالبقاء منفصلين عن هذا العالم وغير مدنَّسين به.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

الشجاعة للمداومة على الكرازة

٧،‏ ٨ ماذا سيساعدنا لنداوم على الكرازة رغم الاضطهاد؟‏

^٧ اتَّكل يسوع وتلاميذه على اللّٰه من اجل الشجاعة للمداومة على الكرازة رغم الاضطهاد.‏ انجز المسيح خدمته بجرأة رغم الاضطهاد،‏ وبعد يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ استمر أتباعه المضطهَدون في المناداة بالبشارة رغم ان القادة الدينيين اليهود حاولوا ان يوقفوهم.‏ (‏اعمال ٤:‏١٨-‏٢٠؛‏ ٥:‏٢٩‏)‏ فصلَّى التلاميذ:‏ «يا (‏يهوه)‏ انظر الى تهديداتهم وامنح عبيدك ان يتكلموا بكلامك بكل (‏جرأة)‏.‏» وماذا حدث؟‏ «لما صلَّوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه،‏» تقول الرواية،‏ «وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام اللّٰه (‏بجرأة)‏.‏» —‏ اعمال ٤:‏٢٤-‏٣١‏.‏

^٨ بما ان اغلبية الناس اليوم لا يتقبَّلون البشارة،‏ فغالبا ما تكون الجرأة لازمة للمداومة على الكرازة لهم.‏ وخصوصا عند الاضطهاد يكون خدام يهوه في حاجة الى الشجاعة المعطاة من اللّٰه لكي يشهدوا كاملا.‏ (‏اعمال ٢:‏٤٠؛‏ ٢٠:‏٢٤‏)‏ ولذلك قال بولس المنادي الشجاع بالملكوت لعامل معه فتي وذي خبرة اقل:‏ «اللّٰه لم يعطِنا روح (‏الجُبن)‏ بل روح القوة والمحبة والنُّصح.‏ فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي انا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الانجيل بحسب قوة اللّٰه.‏» (‏٢ تيموثاوس ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ وإذا صلَّينا طلبا للشجاعة،‏ فسنتمكَّن من المداومة على الكرازة،‏ ولن يسلبنا حتى الاضطهاد فرحنا كمنادين بالملكوت.‏ —‏ متى ٥:‏١٠-‏١٢‏.‏

الشجاعة لتأييد يهوه

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا فعل اليهود والامميون في القرن الاول لكي يصيروا أتباعا معتمدين للمسيح؟‏ (‏ب)‏ لماذا لزمت الشجاعة للصيرورة مسيحيا؟‏

^٩ بشجاعة،‏ هجر يهود وأمميون كثيرون في القرن الاول التقاليد غير المؤسسة على الاسفار المقدسة ليصيروا أتباعا معتمدين للمسيح.‏ بُعَيد يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ كان «عدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان.‏» (‏اعمال ٦:‏٧‏)‏ لقد كانت لأولئك اليهود الشجاعة ليقطعوا الرُّبُط الدينية ويقبلوا يسوع بصفته المسيَّا.‏

^١٠ وابتداء من السنة ٣٦ ب‌م،‏ صار امميون كثيرون مؤمنين.‏ فعندما سمع البشارة كرنيليوس،‏ اعضاء عائلته،‏ وأمميون آخرون،‏ صدَّقوها على الفور،‏ قَبِلوا الروح القدس،‏ و‹اعتمدوا باسم الرب.‏› (‏اعمال ١٠:‏١-‏٤٨‏)‏ وفي فيلبي اعتنق المسيحية بسرعة حافظ سجن اممي وأهل بيته،‏ و«اعتمد في الحال هو والذين له.‏» (‏اعمال ١٦:‏٢٥-‏٣٤‏)‏ لقد تطلَّب شجاعة ان يتَّخذوا خطوات كهذه لأن المسيحيين كانوا اقلية مضطهَدة وغير شعبية.‏ وهم لا يزالون كذلك.‏ ولكن إن لم تكونوا قد صنعتم انتذارا للّٰه واعتمدتم كواحد من شهود يهوه،‏ أفلم يحِن الوقت لتتَّخذوا هاتين الخطوتين المتَّسمتين بالشجاعة؟‏

الشجاعة في البيوت المنقسمة

١١ ايّ مثالين رائعين للشجاعة زوَّدهما افنيكي وتيموثاوس؟‏

^١١ افنيكي وابنها تيموثاوس رسما مثالين رائعين للايمان المتَّسم بالشجاعة في بيت منقسم دينيا.‏ رغم ان لأفنيكي زوجا وثنيا،‏ علَّمت ابنها «الكتب المقدسة» منذ طفوليته.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤-‏١٧‏)‏ وعندما صارت مسيحية،‏ اظهرت ‹ايمانا عديم الرياء.‏› (‏٢ تيموثاوس ١:‏٥‏)‏ وكانت لديها ايضا الشجاعة لمنح التعليم المسيحي لتيموثاوس فيما كانت تظهر الاحترام لرئاسة زوجها غير المؤمن.‏ وبالتأكيد،‏ كوفئ ايمانها وشجاعتها عندما اختير ابنها المثقف جيدا ليرافق بولس في اسفاره التبشيرية.‏ وكم يمكن ان يشجع ذلك الوالدين المسيحيين الذين يجدون انفسهم في ظروف مماثلة!‏

١٢ ايّ نوع من الاشخاص صار تيموثاوس،‏ ومَن يبرهنون الآن انهم مثله؟‏

^١٢ على الرغم من ان تيموثاوس عاش في بيت منقسم دينيا،‏ قبِل المسيحية بشجاعة وصار شخصا روحيا تمكَّن بولس من ان يقول عنه:‏ «ارجو في الرب يسوع ان ارسل اليكم [الفيلبيين] سريعا تيموثاوس لكي تطيب نفسي اذا عرفت احوالكم.‏ لأن ليس لي احد آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص.‏ .‏ .‏ .‏ أما اختباره فأنتم تعرفون انه كولد مع اب خدم معي لأجل الانجيل.‏» (‏فيلبي ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ واليوم،‏ هنالك فتيان وفتيات كثيرون في بيوت منقسمة دينيا يعتنقون بإقدام المسيحية الحقَّة.‏ واختبارهم هو كاختبار تيموثاوس،‏ وكم نفرح بأنهم جزء من هيئة يهوه!‏

الشجاعة ‹لوضع اعناقنا›‏

١٣ بأية طريقة اظهر اكيلا وبريسكلا الشجاعة؟‏

^١٣ اكيلا وزوجته،‏ بريسكلا (‏بريسكا‏)‏‏،‏ رسما مثالا ‹لوضع عنقيهما› بشجاعة من اجل رفيق مؤمن.‏ استقبلا بولس في بيتهما،‏ عملا معه في صناعة الخيام،‏ وساعداه على بناء جماعة جديدة في كورنثوس.‏ (‏اعمال ١٨:‏١-‏٤‏)‏ وخلال صداقتهم التي دامت ١٥ سنة،‏ عرَّضا حتى حياتهما للخطر من اجله بطريقة غير معروفة.‏ وكانا يعيشان في رومية عندما قال للمسيحيين هناك:‏ «سلِّموا على (‏بريسكا)‏ وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع.‏ اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم.‏» —‏ رومية ١٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٤ بوضع عنقيهما من اجل بولس،‏ عمل اكيلا وبريسكا انسجاما مع اية وصية؟‏

^١٤ بوضع عنقيهما من اجل بولس،‏ عمل اكيلا وبريسكا وفقا لكلمات يسوع:‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.‏ كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ كانت هذه الوصية «جديدة» لأنها تجاوزت مطلب الناموس الموسوي ان يحب الشخص قريبه كما يحب نفسه.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٨‏)‏ لقد استلزمت محبة التضحية بالذات التي تصل الى حد تقديم المرء حياته عن الآخرين،‏ كما فعل يسوع.‏ والكاتب ترتليان من القرنين الثاني والثالث ب‌م اقتبس كلمات اشخاص عالميين في ما يتعلق بالمسيحيين حين كتب:‏ «‹انظروا،‏› يقولون،‏ ‹كيف يحبون بعضهم بعضا .‏ .‏ .‏ وكيف هم على استعداد ليموتوا واحدهم من اجل الآخر.‏›» (‏اپولوجي،‏ الفصل ٣٩،‏ ٧)‏ وخصوصا وسط الاضطهاد،‏ قد يلزم ان نظهر المحبة الاخوية بالمخاطرة بحياتنا بشجاعة لتجنب تعريض الرفقاء المؤمنين للاعمال الوحشية او الموت على ايدي الاعداء.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

الشجاعة تجلب الفرح

١٥،‏ ١٦ كما يظهر في الاعمال الاصحاح ١٦‏،‏ كيف يمكن ان ترتبط الشجاعة بالفرح؟‏

^١٥ يزوِّد بولس وسيلا الدليل على ان اظهار الشجاعة وسط المحن يمكن ان يجلب الفرح.‏ بأمر من الولاة في مدينة فيلبي،‏ ضُربا علانية بالعصي ووُضعا في مقطرة السجن.‏ ولكنهما لم يرتعدا خوفا موهنَي العزيمة.‏ فعلى الرغم من ظروفهما الصعبة،‏ كانت لا تزال لديهما الشجاعة المعطاة من اللّٰه والفرح الذي تجلبه للمسيحيين الامناء.‏

^١٦ ونحو نصف الليل،‏ كان بولس وسيلا يصلِّيان ويسبحان اللّٰه بالترنيم.‏ وفجأة،‏ زعزعت زلزلة الحبس،‏ فكَّت قيودهما،‏ وفتحت الابواب.‏ وقُدِّمت لحافظ السجن الخائف وعائلته شهادة جريئة ادَّت الى معموديتهم كخدَّام ليهوه.‏ وهو نفسه «تهلَّل مع جميع بيته اذ كان قد آمن باللّٰه.‏» (‏اعمال ١٦:‏١٦-‏٣٤‏)‏ فيا للفرح الذي لا بد ان ذلك جلبه لبولس وسيلا!‏ وإذ تأمَّلنا في هذا المثال وغيره من امثلة الشجاعة المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ كيف يمكننا ان نبقى شجعانا كخدام ليهوه؟‏

استمروا في الاتصاف بالشجاعة

١٧ كما يظهر في المزمور ٢٧‏،‏ كيف يرتبط الرجاء بيهوه بالشجاعة؟‏

^١٧ الرجاء بيهوه سيساعدنا على البقاء شجعانا.‏ رنَّم داود:‏ «اُرجُ يهوه؛‏ تشجَّع وليتشدَّد قلبك.‏ نعم،‏ اُرجُ يهوه.‏» (‏مزمور ٢٧:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ يظهر المزمور ٢٧ ان داود اتَّكل على يهوه باعتباره «حصن» حياته.‏ (‏العدد ١‏)‏ ورؤية كيفية تعامل اللّٰه مع اعداء داود في الماضي منحته الشجاعة.‏ (‏العددان ٢،‏ ٣‏)‏ والتقدير لمركز عبادة يهوه كان عاملا آخر.‏ (‏العدد ٤‏)‏ والثقة بمساعدة يهوه،‏ حمايته،‏ وإنقاذه بَنَت ايضا شجاعة داود.‏ (‏الاعداد ٥-‏١٠‏)‏ وكان مساعدا ايضا التعلُّم المستمر لمبادئ طريق يهوه البارة.‏ (‏العدد ١١‏)‏ والصلاة الواثقة طلبا للإنقاذ من اعدائه،‏ مقترنة بالايمان والرجاء،‏ ساعدت داود على الاتصاف بالشجاعة.‏ (‏الاعداد ١٢-‏١٤‏)‏ ويمكننا ان نبني شجاعتنا بطرائق مماثلة،‏ مظهرين بالتالي اننا حقا ‹نرجو يهوه.‏›‏

١٨ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان المعاشرة القانونية لرفقاء عبَّاد ليهوه يمكن ان تساعدنا على البقاء شجعانا؟‏ (‏ب)‏ ايّ دور تلعبه الاجتماعات المسيحية في بناء الشجاعة؟‏

^١٨ المعاشرة القانونية لرفقاء عبَّاد ليهوه يمكن ان تساعدنا على البقاء شجعانا.‏ عندما رفع بولس دعواه الى قيصر وكان مسافرا الى رومية،‏ التقاه رفقاء مؤمنون في فُورُن أَبِّيُوس والثلاثة الحوانيت.‏ «فلما رآهم بولس،‏» تقول الرواية،‏ «شكر اللّٰه وتشجَّع.‏» (‏اعمال ٢٨:‏١٥‏)‏ واذ نحضر قانونيا الاجتماعات المسيحية ننتبه لمشورة بولس:‏ «لنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل (‏مشجِّعين)‏ بعضنا بعضا وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وماذا يعني تشجيع بعضنا بعضا؟‏ التشجيع يعني «اثارة للشجاعة،‏ للعزم،‏ او للرجاء.‏» (‏قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع‏)‏ ويمكننا ان نفعل الكثير لنثير الشجاعة في المسيحيين الآخرين،‏ وبشكل مماثل،‏ يمكن ان يبني تشجيعهم هذه الصفة فينا.‏

١٩ كيف ترتبط الاسفار المقدسة والمطبوعات المسيحية ببقائنا شجعانا؟‏

^١٩ للبقاء شجعانا،‏ يلزم ان ندرس كلمة اللّٰه قانونيا ونطبق مشورتها في حياتنا.‏ (‏تثنية ٣١:‏٩-‏١٢؛‏ يشوع ١:‏٨‏)‏ يجب ان يشمل درسنا القانوني المطبوعات المسيحية المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ لأن المشورة السليمة المزوَّدة على هذا النحو ستساعدنا على مواجهة امتحانات الايمان بشجاعة معطاة من اللّٰه.‏ ومن روايات الكتاب المقدس،‏ رأينا كيف كان خدام يهوه شجعانا في حالات مختلفة.‏ وقد لا نعرف الآن كيف يمكن ان تساعدنا معلومات كهذه،‏ لكنَّ كلمة اللّٰه فعَّالة،‏ وما نتعلَّمه منها يمكن ان يفيدنا دائما.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ مثلا،‏ اذا كان خوف الانسان سيبدأ بالتأثير في خدمتنا،‏ يمكن ان نتذكر كيف كانت لأخنوخ الشجاعة لتسليم رسالة اللّٰه الى الفجَّار.‏ —‏ يهوذا ١٤،‏ ١٥‏.‏

٢٠ لماذا يمكن القول ان الصلاة حيوية اذا كنا سنبقى شجعانا كخدام ليهوه؟‏

^٢٠ للبقاء شجعانا كخدام ليهوه،‏ يجب ان نواظب على الصلاة.‏ (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ احتمل يسوع محنه بشجاعة اذ «قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلِّصه من الموت وسُمع له من اجل (‏خوفه التقوي)‏.‏» (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏ فبالبقاء قريبين الى اللّٰه بالصلاة،‏ لن نكون كالجبناء العالميين،‏ الذين مصيرهم ان يختبروا «الموت الثاني» الذي ليست منه قيامة.‏ (‏رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ فالحماية الالهية والحياة في عالم اللّٰه الجديد هما لخدامه الشجعان.‏

٢١ لماذا يمكن لشهود يهوه الاولياء ان يكونوا شجعانا؟‏

^٢١ كشهود اولياء ليهوه،‏ لا يلزم ان نخاف الاعداء الابالسة والبشر،‏ لأنه لدينا دعم اللّٰه ومثال يسوع الشجاع كغالب للعالم.‏ والمعاشرة البناءة روحيا لشعب يهوه تساعدنا كذلك لنكون شجعانا.‏ وشجاعتنا تُبنى ايضا بإرشاد ومشورة الاسفار المقدسة والمطبوعات المسيحية.‏ وروايات الكتاب المقدس عن خدام اللّٰه في الماضي تساعدنا على السلوك في طرقه بشجاعة.‏ ولذلك،‏ في هذه الايام الاخيرة الحرجة،‏ لنتقدَّم مسرعين بجرأة في الخدمة المقدسة.‏ نعم،‏ فليتشجع شعب يهوه كله!‏

كيف تجيبون؟‏

◻ كيف يمكن لمثال يسوع ان يملأنا شجاعة؟‏

◻ ماذا منح يسوعَ وتلاميذَه الشجاعة للمداومة على الكرازة؟‏

◻ لماذا احتاج اليهود والامميون الى الشجاعة لتأييد يهوه؟‏

◻ ايّ مثالين للشجاعة زوَّدهما افنيكي وتيموثاوس؟‏

◻ ايّ دليل هنالك على ان الشجاعة تجلب الفرح حتى وسط الاضطهاد؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

كيسوع،‏ يمكننا ان نقاوم التجربة اذا طبَّقنا واقتبسنا من الاسفار المقدسة