هَلْ تَتَبَنَّى أَفْكَارَ يَهْوَهَ؟
«غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ». — رو ١٢:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٤، ١٢٥
١، ٢ مَاذَا يَحْدُثُ فِيمَا نَنْمُو رُوحِيًّا؟ أَوْضِحْ.
يَتَلَقَّى وَلَدٌ صَغِيرٌ هَدِيَّةً، فَيَطْلُبُ مِنْهُ وَالِدَاهُ أَنْ يَقُولَ شُكْرًا. لِذَا يَشْكُرُ مَنْ قَدَّمَهَا، إِلَّا أَنَّهُ يَفْعَلُ ذٰلِكَ إِطَاعَةً لَهُمَا فَقَطْ. وَلٰكِنْ فِيمَا يَكْبُرُ، يَفْهَمُ وُجْهَةَ نَظَرِ وَالِدَيْهِ وَيَزْدَادُ تَقْدِيرُهُ لِلُطْفِ ٱلْآخَرِينَ. وَهٰكَذَا يَبْدَأُ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلشُّكْرِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ. فَٱلتَّقْدِيرُ أَصْبَحَ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِهِ.
٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عِنْدَمَا نَتَعَرَّفُ إِلَى ٱلْحَقِّ، نَتَعَلَّمُ أَنْ نُطِيعَ مَطَالِبَ يَهْوَهَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. وَلٰكِنْ فِيمَا نَنْمُو رُوحِيًّا، يَزْدَادُ فَهْمُنَا لِتَفْكِيرِهِ. فَنَعْرِفُ مَا يُحِبُّهُ وَيَكْرَهُهُ وَنَظْرَتَهُ إِلَى مَسَائِلَ مُخْتَلِفَةٍ. وَإِذْ نَسْمَحُ لِأَفْكَارِهِ بِأَنْ تُوَجِّهَ تَصَرُّفَاتِنَا وَقَرَارَاتِنَا، نُظْهِرُ أَنَّنَا تَبَنَّيْنَا تَفْكِيرَهُ.
٣ لِمَ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ؟
٣ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَ نُفَكِّرُ مِثْلَ يَهْوَهَ. لٰكِنَّ ذٰلِكَ يُشَكِّلُ أَحْيَانًا تَحَدِّيًا بِسَبَبِ نَقْصِنَا. فَقَدْ نَسْتَصْعِبُ أَنْ نَفْهَمَ نَظْرَتَهُ إِلَى مَسَائِلَ كَٱلْآدَابِ، ٱلْمَادِّيَّاتِ، ٱلْبِشَارَةِ، وَٱلدَّمِ. فَكَيْفَ نُعَدِّلُ تَفْكِيرَنَا لِيَنْسَجِمَ أَكْثَرَ مَعَ تَفْكِيرِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذٰلِكَ عَلَى تَصَرُّفَاتِنَا ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
كَيْفَ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ؟
٤ كَيْفَ نُطَبِّقُ وَصِيَّةَ بُولُسَ بِأَنْ ‹نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا›؟
٤ اقرأ روما ١٢:٢. أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ كَيْفَ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ. فَقَدْ أَوْصَى: «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا». وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَرْفُضَ أَفْكَارَ ٱلْعَالَمِ وَمَوَاقِفَهُ. لٰكِنَّ بُولُسَ أَوْصَانَا أَيْضًا أَنْ ‹نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا›. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، نَفْهَمَ أَفْكَارَ يَهْوَهَ، نَتَأَمَّلَ فِيهَا، وَنُعَدِّلَ تَفْكِيرَنَا لِيَنْسَجِمَ مَعَهَا.
٥ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْمُطَالَعَةِ وَٱلدَّرْسِ؟
٥ وَٱلدَّرْسُ يَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ مُطَالَعَةِ ٱلْمَوَادِّ أَوْ إِيجَادِ ٱلْأَجْوِبَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ. فَخِلَالَ ٱلدَّرْسِ، نُفَكِّرُ مَاذَا تُعَلِّمُنَا ٱلْمَوَادُّ عَنْ يَهْوَهَ وَطُرُقِهِ وَتَفْكِيرِهِ. كَمَا نَسْعَى لِنَفْهَمَ لِمَاذَا يُوصِينَا بِأَمْرٍ وَيَمْنَعُنَا عَنْ آخَرَ، وَنُحَدِّدَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةَ فِي حَيَاتِنَا وَتَفْكِيرِنَا. وَلٰكِنْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلنِّقَاطِ كُلَّمَا دَرَسْنَا. مَعَ ذٰلِكَ، نَسْتَفِيدُ كَثِيرًا إِذَا خَصَّصْنَا وَقْتًا كَافِيًا، رُبَّمَا نِصْفَ مُدَّةِ ٱلدَّرْسِ، لِنَتَأَمَّلَ فِي مَا نَقْرَأُهُ. — مز ١١٩:٩٧؛ ١ تي ٤:١٥.
٦ مَاذَا يَحْدُثُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي أَفْكَارِ ٱللّٰهِ؟
٦ وَحِينَ نَعْتَادُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، يَحْصُلُ مَعَنَا أَمْرٌ مُذْهِلٌ. فَعِنْدَئِذٍ ‹نَتَبَيَّنُ بِٱلِٱخْتِبَارِ›، أَيْ نَتَأَكَّدُ، أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ كَامِلٌ. فَسَنَفْهَمُ تَدْرِيجِيًّا وُجْهَةَ نَظَرِهِ، وَنُدْرِكُ أَنَّهَا صَحِيحَةٌ. وَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا› وَنُفَكِّرَ بِطَرِيقَةٍ جَدِيدَةٍ. وَهٰكَذَا نَتَبَنَّى شَيْئًا فَشَيْئًا تَفْكِيرَ يَهْوَهَ.
أَفْكَارُنَا تَنْعَكِسُ عَلَى تَصَرُّفَاتِنَا
٧، ٨ (أ) كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْمَادِّيَّاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَتَيْنِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) إِذَا تَبَنَّيْنَا نَظْرَةَ يَهْوَهَ، فَمَاذَا يَكُونُ ٱلْأَهَمَّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا؟
٧ تُؤَثِّرُ أَفْكَارُنَا عَلَى تَصَرُّفَاتِنَا. (مر ٧:٢١-٢٣؛ يع ٢:١٧) وَفِي مَا يَلِي، سَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ يَنْطَبِقُ ذٰلِكَ فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ. أَوَّلًا، تَكْشِفُ لَنَا ٱلْأَنَاجِيلُ بِوُضُوحٍ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْمَادِّيَّاتِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ هُوَ بِنَفْسِهِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ لِيُرَبِّيَا ٱبْنَهُ، مَعَ أَنَّهُمَا لَمْ يَمْلِكَا ٱلْكَثِيرَ. (لا ١٢:٨؛ لو ٢:٢٤) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، بَعْدَمَا وَلَدَتْ مَرْيَمُ يَسُوعَ، وَضَعَتْهُ «فِي مِذْوَدٍ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي ٱلنُّزُلِ». (لو ٢:٧) فَلَوْ أَرَادَ يَهْوَهُ، لَأَعَدَّ مَكَانًا أَفْضَلَ لِوِلَادَةِ ٱبْنِهِ. لٰكِنَّهُ ٱهْتَمَّ أَوَّلًا وَأَخِيرًا بِأَنْ يَتَرَبَّى يَسُوعُ فِي جَوٍّ رُوحِيٍّ.
٨ تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ ٱلرُّوحِيَّاتِ هِيَ ٱلْأَهَمُّ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَهْتَمُّ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْيَوْمَ بِأَنْ يَعِيشَ أَوْلَادُهُمْ بِرَفَاهِيَةٍ، حَتَّى عَلَى حِسَابِ رُوحِيَّاتِ ٱلْأَوْلَادِ. فَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ تَبَنَّيْتَ نَظْرَةَ يَهْوَهَ؟ مَاذَا تَكْشِفُ تَصَرُّفَاتُكَ؟ — اقرإ العبرانيين ١٣:٥.
٩، ١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا تَبَنَّيْنَا نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى إِعْثَارِ ٱلْآخَرِينَ؟
٩ ثَانِيًا، لِنَرَ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى إِعْثَارِ ٱلْآخَرِينَ. قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى كَبِيرٍ وَرُمِيَ فِي ٱلْبَحْرِ». (مر ٩:٤٢) فَيَا لَهُ مِنْ تَحْذِيرٍ قَوِيٍّ! وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ عَكَسَ شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ كَامِلًا، فَلَا بُدَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا يَتَضَايَقُ كَثِيرًا مِنَ ٱلَّذِينَ يُعْثِرُونَ إِخْوَتَهُمْ. — يو ١٤:٩.
١٠ فَهَلْ تَبَنَّيْنَا نَظْرَةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟ مَاذَا تَكْشِفُ تَصَرُّفَاتُنَا؟ لِنَفْتَرِضْ أَنَّنَا نُحِبُّ ثِيَابًا أَوْ زِينَةً أَوْ تَسْرِيحَةً مُعَيَّنَةً، لٰكِنَّهَا قَدْ تُضَايِقُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ تُثِيرُ فِيهِ رَغَبَاتٍ خَاطِئَةً. فَهَلْ تَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِلْإِخْوَةِ أَنْ نُضَحِّيَ بِتَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ؟ — ١ تي ٢:٩، ١٠.
١١، ١٢ كَيْفَ يَحْمِينَا كُرْهُ ٱلشَّرِّ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ مِنْ فِعْلِ ٱلْخَطَإِ؟
١١ ثَالِثًا، يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلشَّرَّ. (ام ١٥:٩) وَمَعَ أَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّ لَدَيْنَا مُيُولًا خَاطِئَةً بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. (اقرإ المزمور ٩٧:١٠.) لِذٰلِكَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَأَمَّلَ لِمَ يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلشَّرَّ. فَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَهُ، وَيُقَوِّينَا لِنُقَاوِمَ فِعْلَ ٱلْخَطَإِ.
١٢ وَإِذَا كَرِهْنَا ٱلشَّرَّ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ، نُدْرِكُ أَنَّ بَعْضَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ خَاطِئَةٌ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَذْكُرْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَحْدِيدًا. مَثَلًا، تَنْتَشِرُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ مُمَارَسَةٌ فَاسِقَةٌ تَجْلِسُ فِيهَا رَاقِصَةٌ (أَوْ رَاقِصٌ)، وَتَكُونُ عَادَةً شِبْهَ عَارِيَةٍ، فِي حِضْنِ زَبُونٍ (أَوْ زَبُونَةٍ) وَتُؤَدِّي حَرَكَاتٍ مُثِيرَةً جِنْسِيًّا. وَٱلْبَعْضُ يُبَرِّرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةَ بِحُجَّةِ أَنَّهَا لَا تَصِلُ إِلَى حَدِّ ٱلْجِمَاعِ.a وَلٰكِنْ هَلْ تَعْكِسُ تَصَرُّفَاتٌ كَهٰذِهِ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَكْرَهُ ٱلشَّرَّ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ؟ فَلْنَبْتَعِدْ كُلِّيًّا عَنِ ٱلشَّرِّ، وَذٰلِكَ بِتَنْمِيَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَكُرْهِ كُلِّ مَا يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ. — رو ١٢:٩.
اِسْتَعِدَّ لِلْمُسْتَقْبَلِ
١٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي تَفْكِيرِ يَهْوَهَ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٣ أَثْنَاءَ ٱلدَّرْسِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُفَكِّرَ فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى حَالَاتٍ يُمْكِنُ أَنْ تُوَاجِهَنَا. وَهٰكَذَا لَا نَرْتَبِكُ حِينَ يَنْشَأُ وَضْعٌ يَتَطَلَّبُ ٱتِّخَاذَ قَرَارٍ فَوْرِيٍّ. (ام ٢٢:٣) إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَدَّةِ فِعْلِ يُوسُفَ؟
١٤ صَدَّ يُوسُفُ زَوْجَةَ فُوطِيفَارَ فَوْرًا حِينَ حَاوَلَتْ إِغْرَاءَهُ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ تَأَمَّلَ فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْإِخْلَاصِ فِي ٱلزَّوَاجِ. (اقرإ التكوين ٣٩:٨، ٩.) كَمَا أَنَّهُ قَالَ لَهَا: «كَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللّٰهِ؟». وَهٰذَا يُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ يُفَكِّرُ مِثْلَ يَهْوَهَ. فَمَاذَا عَنْكَ؟ مَاذَا لَوْ بَدَأَ زَمِيلٌ فِي ٱلْعَمَلِ يُغَازِلُكَ؟ أَوْ مَاذَا لَوْ وَصَلَتْكَ عَلَى هَاتِفِكَ رِسَالَةٌ أَوْ صُورَةٌ فَاضِحَةٌ؟b إِذَا تَعَلَّمْتَ مُسْبَقًا مَا هِيَ نَظْرَةُ يَهْوَهَ وَتَبَنَّيْتَهَا، يَسْهُلُ عَلَيْكَ أَنْ تَبْقَى وَلِيًّا لَهُ.
١٥ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلثَّلَاثَةِ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟
١٥ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ ٱلشُّبَّانِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلثَّلَاثَةِ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُو. فَقَدْ رَفَضُوا بِحَزْمٍ أَنْ يَعْبُدُوا تِمْثَالَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱلْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ. وَجَوَابُهُمُ ٱلْوَاضِحُ يُظْهِرُ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا مُسْبَقًا فِي أَهَمِّيَّةِ بَقَائِهِمْ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. (خر ٢٠:٤، ٥؛ دا ٣:٤-٦، ١٢، ١٦-١٨) فَكَيْفَ تَتَصَرَّفُ إِذَا طَلَبَ مُدِيرُكَ أَنْ تَتَبَرَّعَ لِٱحْتِفَالٍ مُرْتَبِطٍ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ؟ بَدَلَ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّى تُوَاجِهَ حَالَةً كَهٰذِهِ، لِمَ لَا تَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَيْهَا؟ فَحِينَئِذٍ يَسْهُلُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَصَرَّفَ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ، مِثْلَمَا فَعَلَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ ٱلثَّلَاثَةُ.
١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا فَهْمُ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلْحَالَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ ٱلطَّارِئَةِ؟
١٦ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي تَفْكِيرِ يَهْوَهَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ ٱلطَّارِئَةِ. طَبْعًا، نَحْنُ نَرْفُضُ نَقْلَ ٱلدَّمِ ٱلْكَامِلِ أَوْ أَيٍّ مِنْ مُكَوِّنَاتِهِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلْأَرْبَعَةِ. وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلدَّمِ، يَلْزَمُ أَنْ يَتَّخِذَ كُلٌّ مِنَّا قَرَارَهُ ٱلْخَاصَّ بِحَسَبِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اع ١٥:٢٨، ٢٩) فَمَتَى هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِنُقَرِّرَ؟ طَبْعًا، لَيْسَ فِي ٱلْمُسْتَشْفَى وَنَحْنُ نَتَأَلَّمُ أَوْ نَتَعَرَّضُ لِضَغْطٍ كَيْ نُقَرِّرَ بِسُرْعَةٍ. بَلِ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُجْرِيَ بَحْثًا، نَمْلَأَ وَثِيقَةً طِبِّيَّةً قَانُونِيَّةً نُحَدِّدُ فِيهَا رَغْبَتَنَا، وَنَتَكَلَّمَ مَعَ طَبِيبِنَا.c
١٧-١٩ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَأَمَّلَ ٱلْآنَ فِي تَفْكِيرِ يَهْوَهَ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٧ وَأَخِيرًا، فَكِّرْ فِي رَدِّ يَسُوعَ ٱلسَّرِيعِ عَلَى نَصِيحَةِ بُطْرُسَ ٱلْخَاطِئَةِ: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ». فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ تَأَمَّلَ مُسْبَقًا فِي مَشِيئَةِ يَهْوَهَ لَهُ، وَفِي ٱلنُّبُوَّاتِ عَنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَمَوْتِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ قَوَّتْ تَصْمِيمَهُ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا وَيُضَحِّيَ بِنَفْسِهِ. — اقرأ متى ١٦:٢١-٢٣.
١٨ وَٱلْيَوْمَ، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَهُ وَنَبْذُلَ جُهْدَنَا فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. (مت ٦:٣٣؛ ٢٨:١٩، ٢٠؛ يع ٤:٨) وَلٰكِنْ مِثْلَمَا حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ، يُحَاوِلُ ٱلْبَعْضُ بِحُسْنِ نِيَّةٍ أَنْ يُعِيقُونَا عَنْ هَدَفِنَا. فَرُبَّمَا يَعْرِضُ عَلَيْكَ مُدِيرُكَ تَرْقِيَةً وَزِيَادَةً كَبِيرَةً فِي ٱلرَّاتِبِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْوَظِيفَةَ ٱلْجَدِيدَةَ تَتَعَارَضُ مَعَ نَشَاطَاتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ. أَوْ يَعْرِضُ عَلَيْكَ أُسْتَاذُكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَنْ تَنْتَقِلَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِكَ لِتُتَابِعَ دِرَاسَتَكَ. فَهَلْ تَنْتَظِرُ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ لِتُصَلِّيَ، تُجْرِيَ بَحْثًا، وَتَسْتَشِيرَ عَائِلَتَكَ أَوِ ٱلشُّيُوخَ كَيْ تُقَرِّرَ؟ أَفَلَيْسَ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ تَتَأَمَّلَ ٱلْآنَ فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ وَتَسْعَى لِتُفَكِّرَ مِثْلَهُ؟ وَهٰكَذَا لَنْ تُغْرِيَكَ عُرُوضٌ كَهٰذِهِ. فَسَتَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَا تَفْعَلُهُ، لِأَنَّكَ قَرَّرْتَ مُسْبَقًا أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ حَالَاتٍ طَارِئَةً أُخْرَى تَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا. وَبِٱلطَّبْعِ، لَا نَقْدِرُ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِكُلِّ ٱلِٱحْتِمَالَاتِ. لٰكِنَّنَا نَسْتَفِيدُ كَثِيرًا إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي تَفْكِيرِ يَهْوَهَ خِلَالَ دَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ. فَحِينَ نُوَاجِهُ حَالَةً مُعَيَّنَةً، سَنَتَذَكَّرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَا دَرَسْنَاهُ وَنَعْرِفُ كَيْفَ نُطَبِّقُهُ. لِنَتَعَلَّمْ إِذًا عَنْ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ، نَتَبَنَّاهُ، وَنَتَأَمَّلْ كَيْفَ يَنْعَكِسُ عَلَى تَصَرُّفَاتِنَا ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
تَفْكِيرُ يَهْوَهَ يُفْرِحُكَ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ
٢٠، ٢١ (أ) لِمَاذَا سَنَتَمَتَّعُ بِحُرِّيَّتِنَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟ (ب) كَيْفَ نَفْرَحُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْآنَ؟
٢٠ نَحْنُ نَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ. وَيَرْجُو مُعْظَمُنَا أَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَتَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، سَنَرْتَاحُ مِنْ كُلِّ ٱلْعَذَابِ ٱلَّذِي نُعَانِيهِ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ. وَبِٱلطَّبْعِ، سَنَتَمَتَّعُ أَيْضًا بِحُرِّيَّةِ ٱلِٱخْتِيَارِ. فَكُلُّ شَخْصٍ سَيَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تَتَنَاسَبُ مَعَ تَفْضِيلَاتِهِ وَرَغَبَاتِهِ.
٢١ لٰكِنَّ حُرِّيَّتَنَا لَنْ تَكُونَ مُطْلَقَةً. فَسَيَظَلُّ خُدَّامُ يَهْوَهَ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتِهِمْ عَلَى ضَوْءِ مَبَادِئِهِ وَتَفْكِيرِهِ. وَهٰذَا سَيَجْلُبُ لَهُمُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ. (مز ٣٧:١١) وَلٰكِنْ حَتَّى فِي أَيَّامِنَا، نَفْرَحُ جِدًّا حِينَ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ.
a بِنَاءً عَلَى وَقَائِعِ كُلِّ حَالَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ تَنْدَرِجَ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةُ فِي خَانَةِ ٱلْعَهَارَةِ، وَتَتَطَلَّبُ بِٱلتَّالِي إِجْرَاءً قَضَائِيًّا. لِذَا فِي حَالِ ٱشْتَرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّ فِيهَا، يَلْزَمُ أَنْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ. — يع ٥:١٤، ١٥.
b بِنَاءً عَلَى وَقَائِعِ كُلِّ حَالَةٍ، يُمْكِنُ لِلْمُرَاسَلَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ أَنْ تَتَطَلَّبَ تَشْكِيلَ لَجْنَةٍ قَضَائِيَّةٍ. وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلْمُرَاسَلَةُ إِرْسَالَ رَسَائِلَ نَصِّيَّةٍ أَوْ صُوَرٍ أَوْ مَقَاطِعِ ٱلْفِيدْيُو ٱلْفَاضِحَةِ جِنْسِيًّا. وَبِسَبَبِ تَدَاوُلِ مَوَادَّ كَهٰذِهِ، حَاكَمَتِ ٱلسُّلُطَاتُ قَاصِرِينَ بِتُهْمَةِ ٱرْتِكَابِ جَرَائِمَ جِنْسِيَّةٍ. لِلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، تَصَفَّحْ مَوْقِعَنَا jw.org وَٱقْرَإِ ٱلْمَقَالَةَ «قَضَايَا ٱلشَّبَابِ: هَلْ مِنْ مَعْلُومَاتٍ أَجْهَلُهَا عَنِ ٱلْمُرَاسَلَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ؟». (اُنْظُرْ: تَعَالِيمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ > اَلْمُرَاهِقُونَ.) اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْمَقَالَةَ «عَرِّفْ وَلَدَكَ بِمَخَاطِرِ ٱلْمُرَاسَلَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ» فِي إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٣، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٤-٥.
c لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ حَوْلَ مَبَادِئَ تُسَاعِدُكَ، ٱنْظُرْ مَثَلًا ٱلْكِتَابَ اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، ٱلصَّفَحَاتِ ٢١٥-٢١٨.